أي عظماء أقوياء أشداء ، أما إذا قلنا فلان جبار يعني
لا يتواضع متعاظم متكبر لاينقاد إلى أحد ، مثل هذا
الإنسان لابد من أن يقصمه الله عزوجل قصماً .
المعنى الثاني : الجبار
بهذا المعنى هو المصلح للأمور ، كلما حصل أمر حصلت
مشكلة إن سلم شيء، تهدم شيء ، افتقر إنسان تضعضع
إنسان ، يأتي خالق لكون وهو الجبار فيرأب الصدع ويلم
الشمل ويغني الفقير ويجبر الكسير ويعطي المحروم ويرفع
الذليل ، لذلك كلما جئت الله عز وجل خاضعاً منكسراً
جبرك ، كلما جئته من باب الخضوع والتذلل والإنكسار
جبر كسرك ولمَّ شعثك ورأب صدعك وقوى ضعفك وأغنى فقرك وأعز ذلك .
فالله جبار على الظالمين جبار للمظلومين ، جبار على
الأقوياء جبار للضعفاء ، جبار على المتكبرين جبار للمتذللين .
فالجبار المصلح لكل الأمور ، المظهر لدين الحق ، الميسرلكل عسير
، الجابر لكل كسير وهذه صفة من صفة أفعال الله عز وجل صفة فعل .
المعنى الثالث: الجبار
بمعنى أنه جبره على كذا أي أكرهه على ما أراد
بمعنى أجبره ، الله عز وجل جبار مشيئته هي النافذة ، أنت تريد
وأنا أريد هكذا يقول الله عز وجل في الحديث القدسي:
" أنت تريد وأنا أريد ، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد
، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد ".
أحد العارفين قال : " يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يرجو
أحداً غيرك ، وعجبت لمن يعرفك كيف يستعين على
أمر بأحد غيرك ، وعجبت لمن يعرفك كيف يلتفت لأحد غيرك ".
إذا كان الإنسان جباراً بالمعنى المذموم لا بد من أن يقصمه
الله عز وجل ، ويمكن للإنسان أن يتخلق بهذا الخلق من زاوية
واحدة فقال : من لم يكن أسيراً لحب المال والجاه ، فكل
إنسان يحب المال هذه نقطة ضعف فيه أصبح ضعيفاً
مفتاحه المال ، وآخر تعظّمه فيلين معك هذا يحب الجاه ، فكل
إنسان أسير للمال أو الجاه ضعيف ، فإذا تنزه الإنسان عن حب
المال وحب الجاه أصبح جباراً بالمعنى الذي يليق بالإنسان, فالمؤمن
الجبار لا يوصل إليه لا بالمال ولا بالمديح ، لا تصل إليه إلا بالحق .