تبعد عن شاطئ جبل الظنة 9كلم و170 كلم غرب أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة . وتمتد الجزيرة بطول 17.5 كلم من الشمال إلى الجنوب وبعض 9 كيلومترات من الشرق إلى الغرب وتوجد بها سلسلة من جبال بركانية جرداء يصل ارتفاعها إلى 148 متراً. وتتميز بعمق قاع البحر إذ يصل إلى حوالي 46 قدماً، تفتقر الجزيرة إلى مصدر طبيعي للمياه الصالحة للشرب، إلا أن بئراً مالحة تقع في المنطقة التي أقيم بها حديثاً معسكر للعمال يقع جنوب شرق الجزيرة ( على خور دعسه) الذي عُرف بـ(خليج مرتون للبحارة البريطانيين) ولا يوجد بها في الوقت الحالي مصدر طبيعي دائم للمياه، ويبدو أن مياه البُرك التي تتجمع من الأمطار الموسمية كانت تُستخدم حتى الماضي القريب، بيد أنه تمّ تحديد ينبوع على الجانب الشرقي من الجزيرة .
وتُعدّ الجزيرة محمية كبرى للحيوانات البرية، ولا يُسمح بدخولها. ولقد أدى الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالتشجير، إلى غرس السهول الساحلية للجزيرة بأشجار كثيفة طوال العشرين سنة الماضية، وتمّت إحاطة المناطق المُشجرة بسياج لحمايتها من قطعان الغزلان الضخمة التي تجوب أرض الجزيرة جيئة وذهاباً وبحرية تامة .
وإلى جانب الغزلان أصبحت الجزيرة مرتعاً ومأوى آمناً لقطعان البقر الوحشي الأفريقي واللاما والنعام وطيور الرّية الجنوب أمريكية الشبيهة بالنعامة والزراف، إضافة إلى أعداد كبيرة من مختلف أنواع الحيوانات والطيور التي استُجلبت بتوجيه من صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان .
لقد امتدت يد التغيير لتشمل أيضاً ساحل جزيرة صير بني ياس، من عمليات ردم ونقل طمي ورمل استمرت طوال العقدين الماضيين، حيث أصبحت الخرائط القديمة لا تعكس أبداً الواقع الحالي للجزيرة. ولكن مع ذلك، لم تنطمس المعالم بشكل تام، بل مازال يسهل تحديد المنظر الطبيعي الذي كانت عليه الجزيرة وامتداد الشاطئ الأصلي. فعلى المثال نجد أن حدود الشاطئ القديم على أقصى شمال الجزيرة بالقرب من رأس الدنان واضحة للعيان، ويلاحظ أنها تمتد بانحدار تدريجي باتجاه الساحل الحالي.
لا يوجد سوى القليل من التقارير الخاصة بجزيرة صير بني ياس، ويعود أول ذكر لها إلى العام 1590 عندما أشار إليها جارسبارو بالبي الذي كان يعمل في تجارة المجوهرات بالبندقية، ذكر أنها إحدى الجزر التي يجري اصطياد اللؤلؤ على سواحلها .
ويشير تقرير بريطاني في العام 1823 إلى أن سويدان بن زعل انتقل إلى جزيرة صير بني ياس في نوفمبر 1833 حسب النص التالي :
" في نوفمبر الماضي اتجه نحو مسقط التي تلقى فيها بعض الهدايا من الإمام، ومنذ عودته سمعت أنه ذهب لبسط نفوذه على جزيرة صير بني ياس التي تقع إلى أقصى الجنوب من مجموعة الجزر التي تمّ اكتشافها مؤخراً، وورد وصفها في تقرير الكابتن جروب بتاريخ 19 سبتمبر 1921، وكان برفقته صديقه وقريبه الشيخ نهيمان فيها اصطحبا معهما حوالي ألف رجل من الرجال الذي يعملون بإمرتهما وسفينة وحوالي 50 قارباً للصيد ". انتهى النص .
وبحلول العام 1823 أدى الاهتمام الذي أولاه الاختصاصيون في علوم مسح ووصف مياه البحار (هيدروغرافيا) للمنطقة، إلى ظهور جزيرة صير بني ياس على أشهر الخرائط الخاصة بشبه الجزيرة العربية، وكانت متداولة على نطاق واسع .
وعندما بدأ البريطانيون رحلة استكشاف مياه الخليج خلال العشرينات من القرن التاسع عشر، قام الكابتن ماود الذي كان على متن سفينة صاحبة الجلالة (فافريت) ودراسة الجزر الواقعة على الجانب العربي بما في ذلك جزيرة صير بني ياس، وكتب عنها الملاحظات التالية :
تقع جزيرة بني ياس بين خطّي عرض 24-34 درجة شرقاً وتميل إلى الارتفاع في الوسط ووعرة وتمتد إلى الجنوب الغربي بانحدار وتكاد تقترن بالبر الرئيسي، مشكّلة ممراً مائياً ضيقاً لا يتسع للملاحة إلا للقوارب الصغيرة. أما الساحل العربي إلى الغرب من هذه الجزيرة فهو شديد الانخفاض. ويقول الكابتن إن هناك جزراً صغيرة عديدة منتشرة بالقرب منها، لكنه حذر من الاقتراب منها إلا بواسطة القوارب الصغيرة. أما القنال الذي يصل بين أرزنة وجزيرة صير بني ياس فإنه صالح وآمن للملاحة .
العرض العادي
