آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 12606 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7378 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 13257 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14629 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 48769 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43827 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 36037 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20851 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 21109 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 27056 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-10-2016, 04:35 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


حقوق الإنسان في الإسلام(يوم حقوق الإنسان)

حقوق الإنسان في الإسلام(ويوم حقوق الإنسان)

في مثل هذا اليوم من عام 1948، اعتمدت الأمم المتحدة مجموعة عالمية من حقوق الإنسان....

حقوق الإنسان في الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحق في اللغة هو الشيء الثابت دون ريب، وهو النصيب الواجب سواء كان للفرد أو للجماعة. ويعرف الحق بأنه ما قيم على العدالة والإنصاف ومباديء الأخلاق. والحق في الشريعة الإسلامية لفظ يشير إلى الله عز وجل وهو اسم من أسمائه الحسني جل شأنه.
وفي تحليل علاقة الإسلام بمفهوم حقوق الإنسان، ينبغي أن نعلم أن الإسلام كعقيدة وردت في مصدرين شريفين وهما القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
تقوم العقيدة الإسلامية على مبدأ وحدة الجنس البشري. وأن الاختلاف بين البشر سواء في الأرزاق أو مصادر الدخل أو الأعمار أو الألوان أو الأعراق إنما يهدف إلى إعمار الكون في إطار من التعايش والتعاون والتكامل، وتتضح هذه الحقائق بلا لبس أو شك عند إلقاء نظرة على بعض الآيات القرانية الكريمة.
Ra bracket.png يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا Aya-1.png La bracket.png
Ra bracket.png يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ Aya-13.png La bracket.png
Ra bracket.png وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ Aya-22.png La bracket.png
ويؤكد الإسلام على الحرية التامة للعقيدة. ويتضح ذالك في قوله تعالى Ra bracket.png إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ Aya-41.png La bracket.png ومن الواضح أن الأساس الفلسفي الذي قام عليه مفهوم حقوق الإنسان هو تكريم الإنسان بما يمكنه من القيام بدوره في المجتمع وتحقيق تقدم المجتمع من خلال تقدم ورقى الفرد. وهذا الأساس هو نفسه الذي أشار إليه الإسلام في مواضع عديدة. وبصفة عامه تحكم علاقة المسلم مجموعة من الأحكام الإسلامية.
فعن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله قال"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه. ومن كان في حاجه أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربه فرج الله عنه بها كربه من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة"
وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله "إن الله عز وجل يقول يــوم القــيامة يا ابن أدم مرضت فلم تعدني. قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال: أما علمت أن عبدي فلان مرض فلم تعده. أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟. يا ابن أدم إستطعمتك فلم تطعمني. قال: يارب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه إستطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذالك عندي؟ يا ابن أدم أستسقيتك فلم تسقني. قال: يارب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟. قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه.أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذالك عندي"
وتلك الأحاديث بينها رسول الله الكريم وكلها تقوم على مبدأ مراعاه الـرفق والسماحة وغيره من المباديء السامية التي حث عليها الإسلام ورغب فيها.
محتويات
1 أهم الحقوق التي كفلها الإسلام للإنسان
1.1 حق الحياة
1.2 حق الكرامة
1.3 حق الحرية
1.4 حق التعليم
1.5 حق التملك والتصرف
1.6 حق العمل
1.7 أهم الحقوق الأساسية للعمال
1.8 واجبات العامل
2 خصائص ومميزات حقوق الإنسان في الإسلام
2.1 حقوق الإنسان في الإسلام تنبثق من العقيدة الإسلامية
2.2 حقوق الإنسان في الإسلام منح إلهية
2.3 حقوق الإنسان في الإسلام شاملة لكل أنواع الحقوق
2.4 حقوق الإنسان في الإسلام ثابتة ولا تقبل الإلغاء أو التبديل أو التعطيل
2.5 حقوق الإنسان في الإسلام ليست مطلقة بل مقيدة بعدم التعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية
3 المساواة بين الرجل والمرأة
4 حقوق الوالدين
5 حقوق الأبناء
6 حقوق بين الزوجين
7 حقوق الأقارب واليتامى والمساكين وابن السبيل
8 حقوق غير المسلم في الإسلام
9 مصادر
أهم الحقوق التي كفلها الإسلام للإنسان
حق الحياة
كرّم الله سبحانه وتعالى الإنسان بأن خلقه في أحسن تقويم وجعل له مهمّة إعمار الأرض وخلافته فيها، وللإنسان في الإسلام الحقوق التي تضمن تكريم الإنسان و عدم إهانته، وتجعل من بقائه وحياته ضرورة وواجب على بقيّة البشر الحفاظ عليها ، وحق الحياة في الإسلام هو أوّل الحقوق التي يتمتّع بها الإنسان و أهمّها، و لا يقتصر هذا الحق على الإنسان المسلم، بل يشمل كل البشر، و من واجبات الدولة في الإسلام أن توفّر الحماية اللازمة و ضمانات استمرار حياة كل مواطنيها من مأوى و أمن و علاج للمرضى.
ومن أوّل المحظورات بالنسبة للتعدّي على حق الإنسان في الحياة ما ذكره الله تعالى في سورة الأنعام ، فقال عز و جل : Ra bracket.png قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ Aya-151.png La bracket.png. ويشمل النهي قتل أي إنسان كان ، أمّا الإستثناء فالحق هنا لا يعني أن يقوم الفرد بقتل الآخرين بنفسه ، و إنّما تقوم الدّولة عن طريق القضاء بالحكم على الأشخاص وتنفيذ تلك الأحكام. و قد فصل الله تعالى ذلك بأن حرّم على المسلمين الأفعال التي يمكن أن تؤدّي إلى إنتهاك حق الحياة للآخرين ، فحرّم حمل السلاح على المسلمين ، و قد قال Mohamed peace be upon him.svg : " من حمل علينا السلاح فليس منا " . و قال : " سباب المسلم فسوق ، و قتاله كفر " . و من دلائل التشديد على حق الإنسان في الحياة في الإسلام تحريم الإنتحار ، و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله Mohamed peace be upon him.svg قال : " من تردّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً ، و من تحسى سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، و من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً فيها أبداً ". و قتل الأجنّة يعتبر إفتئاتاً على حقّهم في الحياة ، و قد حرم الله تعالى قتل الأطفال و الأجنة كتشديد على حق خلق الله في الحياة ، يقول سبحانه في كتابه الكريم : Ra bracket.png وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا Aya-31.png La bracket.png . و من ذلك أن الله سبحانه وتعالى حلّل المحرمات صوناً لحياة الإنسان ، فشرب الخمر بغرض العلاج أو أكل الميتة أو لحم الخنزير في حالات الشدّة و خوفاً من الموت لا يحاسب عليه الله سبحانه و تعالى ، و ذلك لأن الإنسان و حياته أهم عند الله . [1]

حق الكرامة
الحق الثاني حق الكرامة الإنسانية، الإنسان مكرم قال تعالى: Ra bracket.png وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا Aya-70.png La bracket.png الإنسان يحيا بالطعام و الشراب و تحيا نفسه بالتكريم، أما الإذلال والقهر والإهانة فهذا محرم، والنبي Mohamed peace be upon him.svg نهى عن ضرب الوجه لأنه موضع كرامة الإنسان، و الشيء الثابت في علم النفس أن الإنسان يأكل و يشرب حفاظاً على حياة الفرد و يتزوج حفاظاً على النوع و يؤكد ذاته حفاظاً على الذكر، فالإنسان عنده حاجة أساسية جداً بعد أن يأكل ويشرب، ويقضي حاجاته الأخرى، هو بحاجة إلى أن يكون ذا شأن في المجتمع، حق الكرامة، وقد يأتي هذا الشأن من إتقان عمله، قد يأتي هذا الشأن من إيمانه، من طلبه للعلم، ومن تعليمه العلم، من أعماله الصالحة، وقد يأتي هذا الشأن من إيذاء الناس، شر الناس من اتقاه الناس مخافة شره، فهو لجهله يبحث عن تأكيد ذاته بطريق قذر، الذي يؤذي الناس ويشعرهم أنه مخيف، وأنه بإمكانه أن يزعجهم هذا إنسان يؤكد ذاته بطريق شيطاني، أما المؤمن يؤكد ذاته عن طريق معرفة الله ومعرفة منهجه والعمل بطاعته، وخدمة خلقه، وطلب العلم، وتعليم العلم، هناك آلاف الأبواب ترقى بها وتؤكد ذاتك وتحقق الهدف الأساسي من وجودك. [2]
حق الحرية
يتبيَّن لنا في اختيار سيدنا أبي بكر الصديق خليفةً للمسلمين وبيعته البيعة الخاصة والبيعة العامة أنَّ الإنسان المسلم له حقُّ الاختيار في السلطة التي تَحكمه، فحرية الإنسان في اختيار الحاكم أو السُّلطة التي تحكمه لم يرد فيه نص من القرآن والسنة النبوية الصحيحة، ولكنَّه ترك لاجتهاد المسلمين. ولكن هناك نوعٌ آخر من الحرية التي يتمتَّع بها الفرد المسلم وردت في آيات عديدة من القرآن الكريم، ويُطلق عليها الحرية الفردية، ويطلقون عليها يقول المولى عزَّ وجلَّ في كتابه الكريم: Ra bracket.png مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ Aya-46.png La bracket.png . Ra bracket.png وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ Aya-40.png La bracket.png Ra bracket.png إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ Aya-4.png La bracket.png Ra bracket.png وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ Aya-10.png La bracket.png . وغيرها من الآيات القرآنية التي تبين هذا النَّوع من الحرية التي أفاءها الله سبحانه وتعالى على عباده، فهي منحة إلهيَّة للإنسان، وفطرة فطره الله عليها، وهذا النَّوع من الحرية "الحرية الشخصيَّة أو الفردية" لما له من أهميَّة، فقد نصت كثير من الآيات القرآنية عليه، فكأن هناك نوعين من الحرية في نظام الشورى الإسلامي: النوع الأول: هو حق الإنسان في التمتع بحريته الشخصية، وهو حقٌّ طبيعي يُعدُّ هبة إلهية، أو منحة إلهية، فالإنسان حر، وعلى أساس هذه الحرية سوف يُحاسب يوم القيامة. النوع الآخر من الحرية: هو حق الإنسان في اختيار السلطة التي تحكمه. [3]
حق التعليم
يتجلى حق الإنسان في التعليم من خلال نقاط كثيرة، منها:
الترغيب في التعليم
قال تعالى: Ra bracket.png وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ Aya-122.png La bracket.png .
تخصيص أوقات للمتعلمين
عن أبي وائل قال: كان عبد الله يذكر الناس في كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، لوددت أنك ذكرتنا كل يوم، قال: أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم، وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا.
تحريم كتمان العلم
قال تعالى: Ra bracket.png إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ Aya-159.png La bracket.png . [4]
حق التملك والتصرف
أعطى الإسلام للفرد حقَّ التملك في حيازة الأشياء، والانتفاع بها على وجه الاختصاص والتعيين؛ لأن ذلك من مقتضيات الفطرة ومن خصائص الحرية، بل من خصائص الإنسانية، وأيضًا لأن ذلك أقوى دافع لزيادة الإنتاج وتحسينه، وجَعَل الإسلام هذا الحقَّ قاعدة أساسية للاقتصاد الإسلامي، ثم رتَّبَ عليه نتائجه الطبيعية، في حفظه لصاحبه، وصيانته له عن النهب والسرقة والاختلاس، ونحوه، ووَضَعَ عقوبات رادعة لمن اعتدى عليه؛ ضمانًا لهذا الحقِّ، ودَفْعًا لمَّا يُهدِّد الفرد في حقِّه المشروع، كما أن الإسلام رتَّبَ على هذا الحقِّ أيضًا نتائجه الأخرى وهي: حُرِّيَّة التصرُّف فيه بالبيع، والشراء، والإجارة، والرهن، والهبة، والوصية، وغيرها من أنواع التعاملات المباحة. غير أن الإسلام لم يترك التملُّك الفردي مطلقًا من غير قيد، ولكنه وضع له قيودًا كي لا يصطدم بحقوق الآخرين؛ كمنع الربا، والغش، والرشوة، والاحتكار، ونحو ذلك ممَّا يصطدم ويُضَيِّع مصلحة الجماعة، وهذه الحرية لا فرق فيها بين الرجل والمرأة؛ مصداقًا لقول الله : Ra bracket.png وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا Aya-32.png La bracket.png . ومن هذه القيود كذلك: مداومة الشخص على استثمار المال؛ لأن في تعطيله إضرارًا بصاحبه، وبنماء ثروة المجتمع وأيضًا أداء الزكاة على هذا المال إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول؛ لأن الزكاة حق المال.
الملكية الجماعية في الإسلام ثم كان التملُّك الجماعي في الإسلام، وهو الذي يستحوذ عليه المجتمع البشري الكبير، أو بعض جماعاته، ويكون الانتفاع بآثاره لكل أفراده، ولا يكون انتفاع الفرد به إلاَّ لكونه عضوًا في الجماعة، دون أن يكون له اختصاص مُعَيَّنٌ بجزء منه؛ ومثاله: المساجد، والمستشفيات العامَّة، والطرق، والأنهار، والبحار، ونحو ذلك، ويكون ملكًا عامًّا يُصْرَفُ في المصالح العامَّة، وليس لحاكم أو من ينوب عنه أن يتحكَّم فيه، ولكن يقع عليهم مسئولية إدارته، وتوجيهه التوجيه الصحيح، اللذان يُحَقِّقُان مصالح المجتمع المسلم.
مظاهر الملكية الفردية هذا، وقد حَدَّد الإسلام طرقًا ووسائل لاكتساب الملكية وحَرَّمَ ما سواها، فجعل لوسائل الملكية الفردية مظهران: المظهر الأول: الأموال المملوكة، أي المسبوقة بملك، وهذه الأموال لا تخرج من ملك صاحبها إلى غيره إلاَّ بسببٍ شرعي؛ كالوراثة، أو الوصية، أو الشفعة، أو العقد، أو الهبة، أو نحوها. المظهر الثاني: الأموال المباحة، أي غير المسبوقة بملك شخص مُعَيَّنٍ، وهذه الأموال لا يتحقَّقُ للفرد تملُّكُهَا إلاَّ بِفِعْلٍ يُؤَدِّي إلى التملُّك ووضع اليد، كإحياء موات الأرض والصيد، واستخراج ما في الأرض من معادن، أو إقطاع ولي الأمر جزءًا منها لشخص مُعَيَّنٍ.
مظاهر الملكية الجماعية أمَّا مظاهر وسائل الملكية الجماعية في الإسلام فهي كثيرة، ومن أهمها:
المظهر الأول
الموارد الطبيعية العامَّة، وهي التي يتناولها جميع الناس في الدولة دون جهد أو عمل؛ كالماء، والكلأ، والنار، وملحقاتها.
المظهر الثاني
الموارد المحمية، أي التي تحميها الدولة لمنفعة المسلمين أو الناس كافَّة؛ مثل: المقابر، والدوائر الحكومية، والأوقاف، والزكوات، ونحوها.
المظهر الثالث
الموارد التي لم تقع عليها يد أَحَدٍ، أو وقعت عليها ثم أهملتها مُدَّةً طويلة، كأرض الموات . وفي سبيل حفظ الملكية فقد أمر الله بحراسة الأموال، كما حافظت الشريعة الإسلامية على حرية التملُّك بما شرع الله من الحدود؛ كقطع يد السارق، وغير ذلك.
التملك غير المشروع وهذا التملُّك ينبغي أن يكون من الحلال الطيِّب، ولا يكون على حساب الآخرين؛ فلا يُخْدَع الأيتام وتُؤْخَذ أموالهم، ولا يُسْتَغَلُّ فَقْرُ الفقير، وحاجة المحتاج فتُؤْكَل أموالهم بالربا، ولا القمار الذي يُسَبِّبُ العداوة بين المجتمع، والتفكُّك بين أفراده، كما قال الله تعالى:Ra bracket.png يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا Aya-29.png La bracket.png . وإذا جاءت الملكية من طريق أو وجه غير شرعي فإن الإسلام لا يعترف بها ولا يحميها، بل يأمر بنزعها من يد حائزها وردِّها إلى مالكها الأصلي؛ كالمال المسروق أو المغصوب، فإن لم يكن له مالكٌ وُضِعَ في بيت المال. كما حدَّد الإسلام سُبُلَ المال ونماءَه بالقيود والتصرُّفات المشروعة، ولم يعترف بالنماء الناتج عن سبيل باطل حرام؛ كالنماء الناتج عن بيع الربا، أو بيع الخمور والمخدرات، أو فتح نوادٍ للقمار، كما أوجب في حقِّ الملكية قدرًا مُعَيَّنًا لمصلحة الجماعة، يَتَمَثَّل في الزكاة والنفقات الشرعية، وعدم جواز الوصية بأكثر من الثُّلُثِ؛ حفظًا لحقِّ الوارثين في الثلثين. وكذلك قيَّده بالاعتدال في الإنفاق دون إسراف أو تقتير، قال تعالى: Ra bracket.png وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا Aya-67.png La bracket.png ، كما قيَّده أيضًا بتحريم الإنفاق فيما حَرَّمَتْهُ الشريعة الإسلامية، وقيَّده بجواز نزعه عند الضرورة للمصلحة العامَّة مع تعويض صاحب المِلْكِ التعويضَ العادلَ، كنزع المِلْكِ لتوسعة الطريق العامِّ.
التملك لغير المسلم هذا، وقد تمتع الأفراد في الدولة الإسلامية بهذا النظام الفريد القويم مسلمين كانوا أو غير مسلمين حتى استطاعوا أن يتملكوا الأموال الكثيرة، وحتى كان بختيشوع بن جبرائيل النصراني طبيب المتوكل الخليفة العباسي العاشر وصاحب الحظوة لديه على سبيل المثال يضاهي الخليفة في اللباس وحُسن الحال، وكثرة المال، وفي الوقت ذاته ينعم هؤلاء الأفراد بما تفيض به الملكية العامة وما تُوَفِّره لهم. هذه هي حُرِّيَّة التملُّك في الإسلام؛ فهي حقٌّ مكفول للجميع، ولكن بشرط ألا يَضُرَّ هذا الحق بالصالح العامِّ، ولا بالمصلحة الفردية أو الشخصية للآخرين. [5]
حق العمل
عظم الإسلام من شأن العمل فعلى قدر عمل الإنسان يكون جزاؤه, فقال الله تعالى Ra bracket.png مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ Aya-97.png La bracket.png، فالأنبياء الذين هم أفضل خلق الله قد عملوا فقد عمل آدم بالزراعة, ونوح بالنجارة، وموسى بالرعي، وداوود بالحدادة, ومحمد Mohamed peace be upon him.svg برعي الغنم والتجارة, فلا يجوز للمسلم ترك العمل باسم التفرغ للعبادة أو التوكل على الله, ولو عمل في أقل الأعمال فهو خير من أن يسأل الناس منعوه أو أعطوه فقال النبى Mohamed peace be upon him.svg (لأن يأخذ أحدكم حبله, ثم يغدو إلى الجبل فيحتطب, فيبيع فيأكل ويتصدق, خير له من أن يسأل الناس) و لا يحث الرسول Mohamed peace be upon him.svg على مجرد العمل و لكن على تجويده واتقانه فيقول Mohamed peace be upon him.svg: (ان الله تعالى يحب أحدكم إذا عَمِلَ عملاً أن يتقنه).
أهم الحقوق الأساسية للعمال
حق العمل

من واجب الدولة أن تهيّئ لكل قادر على العمل عملا يلائمه و يكتسب منه ما يكفيه ويكفي أسرته، وأن تيسر له من التعليم والتدريب ما يؤهله لهذا العمل، حتى يؤدى بذلك للعامل حقه في تأمين نفقاته العائلية .
الحق في الأجر العادل
هو دفع الأجر المناسب له، وعلى قدر العمل بحيث يكفل له ولأسرته عيشة لائقة بكرامة الإنسان، فلا يجوز لصاحب العمل أن يبخسه حقه، ويغبنه في تقدير أجره الذي يستحقه نظير عمله، قال الله تعالى: Ra bracket.png وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ Aya-85.png La bracket.png . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره) رواه البخاري وفي حالة الظلم فللعامل الحق في الشكوى وحق التقاضي لاستيفاء حقه.
حق الراحة
للعامل الحق في الراحة، فلا يجوز لصاحب العمل إرهاقه إرهاقا يضرّ بصحته أو يجعله عاجزا عن العمل، قال الله تعالى: Ra bracket.png لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ Aya-286.png La bracket.png و قال شعيب لموسى عليه السلام حين أراد أن يعمل له في ماله : Ra bracket.png قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ Aya-27.png La bracket.png ويقول Mohamed peace be upon him.svg (ولا تكلفوهم ما لا يطيقون) رواه النسائي وابن ماجه، ويقول Mohamed peace be upon him.svg : ( إن لنفسك عليك حقا وإن لجسدك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا) ، وهذا يعطي العامل حقا في الراحة وأداء العبادة والقيام بحق الزوجة والأولاد.
حق الضمان
لقد ضمنت قوانين التكافل الاجتماعي في الإسلام المواطن عند عجزه أو مرضه نصيبا من بيت مال المسلمين يكفيه، كما ضمن الإسلام للعامل حق رعاية أسرته بعد وفاته، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:ما من مؤمن إلا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة ، اقرؤوا إن شئتم : { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } .
واجبات العامل
العلم بواجبات ومتطلبات العمل وذلك حتى لا يخالفها أو يقصّر في أدائها.
الشعور بالمسؤولية تجاه العمل فلا يهمل عمله ولا يقصر ولا يغش فمن طرق الكسب الحلال كما يذكر العلماء تجارة مشروعة بصدق أوعمل مشروع بإتقان أو عطية مشروعة بحق.
الأمانة والإخلاص الغش خيانة ليست من صفات المؤمنين، يقول النبي Mohamed peace be upon him.svg : ( من غشّ فليس منا) روه مسلم، وأخذ الرشوة، وتضييع الأوقات كل ذلك خيانة، قال الله تعالى: Ra bracket.png يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ Aya-27.png وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ Aya-28.png يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ Aya-29.png La bracket.png .
الإتقان والإجادة لقول النبي Mohamed peace be upon him.svg : ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) رواه الترمذي وصححه الألباني.
الطاعة فيجب على العامل أن يطيع رؤساءه في العمل في غير معصية، وأن يلتزم بقوانين العمل .
التعفّف من استغلال الوظيفة أو النفوذ للنفع الشخصي أو لنفع الغير قال الرسول Mohamed peace be upon him.svg : ( من استعملناه على عمل ، فرزقناه رزقا فما أخذه بعد ذلك فهو غلول) رواه أبو داود وصححه الترمذي. [6]
خصائص ومميزات حقوق الإنسان في الإسلام
حقوق الإنسان في الإسلام تنبثق من العقيدة الإسلامية

إن حقوق الإنسان في الإسلام تنبع أصلاً من العقيدة، وخاصة من عقيدة التوحيد، ومبدأ التوحيد القائم على شهادة أن لا إله إلا الله هو منطلق كل الحقوق والحريات، لأن الله تعالى الواحد الأحد الفرد الصمد خلق الناس أحراراً، ويريدهم أن يكونوا أحراراً، ويأمرهم بالمحافظة على الحقوق التي شرعها والحرص على الالتزام بها، ثم كلفهم شرعاً بالجهاد في سبيلها والدفاع عنها، ومنع الاعتداء عليها وهذا ما تكرر في القرآن الكريم في آيات القتال والجهاد. فحقوق الإنسان في الإسلام تنبع من التكريم الإلهي للإنسان بالنصوص الصريحة، وهو جزء من التصور الإسلامي والعبودية لله تعالى وفطرة الإنسان التي فطره الله عليها.

حقوق الإنسان في الإسلام منح إلهية
إن حقوق الإنسان في الإسلام منح إلهية منحها الله لخلقه، فهي ليست منحة من مخلوق لمخلوق مثله، يمن بها عليه ويسلبها منه متى شاء، بل هي حقوق قررها الله للإنسان.
حقوق الإنسان في الإسلام شاملة لكل أنواع الحقوق
من خصائص ومميزات الحقوق في الإسلام أنها حقوق شاملة لكل أنواع الحقوق، سواء الحقوق السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية كما أن هذه الحقوق عامة لكل الأفراد الخاضعين للنظام الإسلامي دون تمييز بينهم في تلك الحقوق بسبب اللون أو الجنس أو اللغة.
حقوق الإنسان في الإسلام ثابتة ولا تقبل الإلغاء أو التبديل أو التعطيل
من خصائص حقوق الإنسان في الإسلام أنها كاملة وغير قابلة للإلغاء؛ لأنها جزء من الشريعة الإسلامية ، إن وثائق البشر قابلة للتعديل غير متأبية على الإلغاء مهما جرى تحصينها بالنصوص، والجمود الذي فرضوه على الدساتير لم يحمها من التعديل بالأغلبية الخاصة، وقضى الله أن يكون دينه خاتم الأديان وأن يكون رسول الله Mohamed peace be upon him.svg خاتم النبيين، ومن ثم فما جاء في كتاب الله وسنة رسوله Mohamed peace be upon him.svg فهو باق ما دامت السماوات والأرض.
حقوق الإنسان في الإسلام ليست مطلقة بل مقيدة بعدم التعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية[عدل]
ومن خصائص حقوق الإنسان في الإسلام أنها ليست مطلقة، بل مقيدة بعدم التعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية، وبالتالي بعدم الإضرار بمصالح الجماعة التي يعتبر الإنسان فرداً من أفرادها. [7]
المساواة بين الرجل والمرأة
ويؤكد الإسلام أيضا على مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة. الإسلام جعل القاعدة الأساسية هي المساواة مع الاستثناء المحدود وهو وجود فوارق لصالح الرجل وأحيانا المرأة وفقا لاختلاف الطبيعة الجسدية والظروف الاجتماعية ومسؤولية كل منهما في الأسرة. ففكرة القوامة على سبيل المثال الواردة في قوله تعالى ﴿الرجال قوامون على النساء﴾[4:34] لا تعني تمييزا لصالح الرجال وإنما قصد الرحمن في تلك الآية الكريمة مسؤلية الإنفاق. فمسؤولية الأسرة في الأساس قائمة على مبدأ الشورى، ولكن في حالة الاختلاف في الرأي فيكون الرأي السائد هو رأي الرجل لأنه المنفق والقائم على حاجة الأسرة.
حقوق الوالدين
الوالدين من حيث وضعهما الاجتماعي لهما المركز الأول والأرقى، فقد قرنهما الله سبحانه وتعالى بين عبادته وعدم الإشراك به وبين الإحسان بهما فقال ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾[4:36]
وبين الله سبحانه وتعالى أيضا منهج التعامل معهم في قوله ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ [17:23]
وفى آيات أخري يقرن شكر العبد بربه وشكر العبد لوالديه وأي رفع شأن أعظم من ذالك، قال تعالى ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ [31:14]
حقوق الأبناء
وفى مقابل واجبات الأبناء نحو الوالدين نجد حقوقا لهم وواجبات على الوالدين نحوهم. وتبدأ الحقوق منذ الطفولة بالحضانة والرعاية والنفقة. قال تعالى في سورة البقرة ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(233)﴾
ومن واجب الوالد عدم إنكار إبنه. ويقول في ذالك فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه (الحلال والحرام) "الولد سر أبيه، وحامل خصائصه، وهو في قرة عينه، وهو بعد مماته امتدادا لوجوده، ومظهر لخلوده، يرث من الملامح والسمات والخصائص والمميزات، يرث الحسن منها والقبيح والجيد والردئ. هو بضعة من قلبه وفلذة من كبده. لهذا حرم الله الزنا وفرض الزواج وحلله حتي يصون الإنساب ولا تختلط المياه ويعرف الولد من أبوه ويعرف الوالد من بناته وبنوه. فبالزواج تختص المرأة بزوجها ويحرم عليها أن تخونه أو تسقي زرعه بماء غيره وبذالك يكون كل من تلدهم في فراش الزوجية أولاد زوجها بدون أن يحتاج ذالك إلى اعتراف أو إعلان من الأب أو دعوي من الأم ف"الولد للفراش" كما قال رسول الإسلام"
حقوق بين الزوجين
حفظ الحقوق بين الزوجين هو الأساس في صيانة وحماية المجتمع من أي انحراف أو انحلال أو زوغ. فقد اهتم بها الإسلام وبين الحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين. وبين رسول الله في خطبة الوداع جانبا من تلك الحقوق فيقول "أيها الناس فإن لكم على نسائكم حقا ولهن عليكم حقا،لكم عليهم ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه وعليهن ألا يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهم في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح، فإن إنتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وأستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم وإن لا يملكن لأنفسهم شيئا،وإنكم إنما إتخذتموهم بأمانة الله وإستحللتم فروجهن بكلمات الله.
ومن الحقوق المتبادلة أيضا بين الزوجين أن يحفظ كل منهما سر الأخر ولا يذيعة. فعن أبا سعد الخدري قال: قال رسول الله "من أشر الناس منزلة يوم القيامة الرجل يفضى إلى إمرأته وتفضى إليه ثم ينشر سرها"
حقوق الأقارب واليتامى والمساكين وابن السبيل
يشدد الإسلام على صلة الرحم ويرهب من قطعها فيقول رسول الإسلام في حديثه عن الزهري عن محمد بن جيد بن طعم عن أبيه "لا يدخل الجنة قاطع رحم"
وعن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله قال "من سره أن يبسط رزقه أو ينسا في أثره فليصل رحمه"
وعن أبي هريرة قال: أن رجلا قال "يا رسول الله إن لى قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي أحلم عنهم ويجهلون علي. فقال لإن كنت كما قلت فكأنما تسقهم الملّ ولايزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذالك"
ويقرر الإسلام حق الأقارب ويشير إلى الأولوية في الإحسان والصدقة وقد جمع الإسلام تلك الحقوق في آيات عديدة نذكر بعضها:
قال تعالى ﴿وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ﴾[2:177]
قال تعالى ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ﴾[4:36]
قال تعالى ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا﴾[17:26]
قال تعالى ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ ۖ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ ۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ۚ﴾[2:220]
فكان هذا بعض من حظ موضوعنا في القرآن الكريم وقد ذكر في تلك الآيات الكريمة من هم أهل للحق علينا. ولمن لم يلاحظ. فقد جائت الآيات الكريمة في صيغة أمر. والحق أحق أن يتبع
ولم تغفل السنة الشريفة عن هذا الموضوع ومما ورد فيها:
قال رسول الله "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله والقائم الليل الصائم بالنهار"
حقوق غير المسلم في الإسلام[عدل]
ذكر في القرآن الكريم عن حق المساواة بين المسلم وغير المسلم في الحقوق المدنية في الدولة الإسلامية ودعوة للعدل حتي وإن كان الشخص الذي يعامل غير مسلم، فالأساس في التعامل هو معاملة الله وليس خلقه، حيث ورد في الآية قوله تعالى ﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ﴾[17:35]
وتأتي آية أخرى تؤكد ما قبلها فيقول تعالى ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾[60:8]
وتظهر الآية الكريمة السابقة أن لا ضرر ولا ضرار، فلا يلقون منا إلا إحسانا. ويقول تعالى في كتابه العزيز في آية أخرى للعموم ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾

Cant See Links


[4:58]


الصور المرفقة
     
آخر تعديل OM_SULTAN يوم 12-10-2016 في 04:43 AM.
رد مع اقتباس
قديم 12-10-2016, 05:08 AM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: حقوق الإنسان في الإسلام(يوم حقوق الإنسان)

الإسلام وحقوق الإنسان


بحث بعنوان
الإسلام وحقوق الإنسان


مقدمة:
لم تعرف البشرية على مدار مراحل تاريخها منذ هبط آدم إلى الأرض وإلى يومنا هذا ديناً مثل الإسلام، كرّمها ورفع قدرها وأعلى شأنها، ووضح ذلك في القرآن الكريم حيث قال الله سبحانه: ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾[1]، وكان هذا أعظم تكريم للإنسان، صوره الله في أجمل هيئة وأحسن صورة، ومن هنا استقى المصلحون القيم النبيلة، وما ارتضاه الناس من القواعد الاجتماعية العالية التي تحفظ للفرد كرامته، ثم وضعوا من القوانين الوضعية ما يصون خصوصية الإنسان الذي خلقه الله واستخلفه في الأرض ومنحه الحرية التي بها يصون كرامته، وله من إرادته ما يجعله يفعل ما يريد دون ضغط أو إكراه، ومن أجل ذلك بعث الله الأنبياء هداة مرشدين، وعلى لسان كل رسول جاء تكريم الإنسان، واقتضت مشيئة الله سبحانه وتعالى أن يكون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء الذي أعلن من أو لحظة تنبؤه أن الإنسان حرّ في حياته مكرم عن الله - خالقه وهاديه وربه - وهذا الانسان لا يستهان به، ولا يستضعف ولا يستغل ولا تمتهن شخصيته تحت أي ادعاء، وجاء ذلك صريحاً في قول الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾[2]. (عبد الكافي: 2006، 6).

وبالرغم من حفظ الله لكرامة الإنسان وحقوقه وحريته فقد "جدّت قضايا عديدة شغلت عقول الناس وفكرهم ونالت حظاً وافراً من اهتمامهم وسعيهم، وينبغي أن يكون الدعاة إلى الله على علمٍ بهذه القضايا، وما يراد منها، والقائمين بها، وما فيها من خير للناس أو شر.

وأهم من ذلك، أن يضعها الدعاة إلى الله تعالى على ميزان الإسلام فتوزن به، وتقوم على أساسه، حتى يتميز الخبيث من الطيب في الأفكار والأعمال، وحتى يعرف المسلمون حقيقة ما يعرض عليهم، ويميزون بين ما ينفعهم منه فيستفيدون منه، وما يضرهم في دينهم ودنياهم فيعرضون عنه.

وحين يتعرف الدعاة على حقيقة القضايا التي تثار بين الناس باسم حقوق الإنسان، أو المساواة بين الرجل والمرأة، أو التسامح الديني، يستطيعون بما عندهم من علم بكتاب الله تعالى وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وبما يعرفونه عن حقيقة هذه الدعوات، وأحوال أهلها والقائمين بها، والأهداف التي ترمي إليها، أن يكونوا هداةً للناس إلى الحق فيما يثار، ودعاةً إلى الخير، ورواداً للإصلاح في مجتمعاتهم. وبذلك يظهر الإسلام على الدين كله.

إن المصطلح جذّاب، يغري كثيراً من الناس، والمبادئ براقة، قد ينخدع بها المسلم المعاصر. ومنذ أكثر من أربعة عشر قرناً، والمسلمون يسمعون عن كرامة الإنسان، والتسوية بين الناس، والتكافل والتراحم بينهم، بل إن المسلمين منذ ظهور الإسلام، وهم يقرؤون آيات الكتاب العزيز، وأحاديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ترشدهم، وتهديهم إلى هذه المعاني السامية.

ولكن الخطر كل الخطر، والضرر كل الضرر، على المجتمعات الإسلامية، يظهر حينما نوازن بين الشعارات التي تأتينا من كل حدب وصوب عن هذه المبادئ، وبين مفاهيمنا الإسلامية عنها". (التركي:2008، 4-5).

أهداف البحث:
للبحث هدفين أساسيين هما:
1- التعرف على بعض أنواع الحقوق التي كفلها الشرع الإسلامي للإنسان.
2- ترسيخ مفهوم أن الإسلام هو الراعي الأول لحقوق الإنسان في العالم.

أسئلة البحث:
1- كيف حفظ الإسلام للإنسان كرامته وحقوقه وحريته؟
2- كيف حفظ الإسلام حقوق الإنسان في حالة الحرب؟

الحق والحرية الإنسانية:
وبما أنني في هذا البحث أتحدث عن حقوق الإنسان في الإسلام فلا بد لنا أن نتعرف على معنى الحرية التي يتمتع بها الإنسان، وما هي حدودها، لذلك أسوق بعض التعريفات عن الحرية والحق كما يراها المسلمون.

لم تصبح الحرية تلك الكلمة التي تؤثّر في الأفراد والجماعات في الغرب، عقيدةً راسخة في المجتمعات الغربية، إلا بعد كفاح طويل ومرير دام عدة قرون. ولم يتخلص الناس في أوروبا من استبداد حكام الإقطاع وسلطان رجال الكنيسة، وجمودهم، ووقوفهم في وجه كل نزعة للتحرر الإنساني، والتقدم العلمي، إلا بعد جهدٍ كبير بذله كتاب وفلاسفة، دام عشرات السنين. ومع ذلك، لم يتحدد معنى الحرية تحديداً واضحاً حتى الآن.

وفي المفهوم الإسلامي، تعتبر الشريعة أساس الحق، وليس الحق أساس الشريعة. فالحق في الحرية هو وسيلةٌ كبرى لتحقيق غاياتٍ نبيلةٍ وسامية، تتفق مع كرامة الإنسان ورسالته في استخلافه في الأرض. ومن أجل ذلك، بدأ الإسلام بتحرير الإنسان من العبودية لغير الله عز وجل وتحريره من شهوات نفسه ونزوات غريزته.

فالحرية كما يرى علماء المسلمين، هي قدرة الإنسان على التصرف، إلا لمانع من أذى أو ضرر له أو لغيره. وفي الإسلام يجب على الإنسان أن يتحرّر من عبودية غير الله. وسمى الله عبادة الإنسان طاغوتاً، وأمر الناس أن يكفروا به، قال الله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾[3]. (التركي:2008، 37).

والحق في اللغة: هو الشيء الثابت دون ريب، وهو النصيب الواجب سواء كان للفرد أو للجماعة. ويعرف الحق بأنه ما قيم على العدالة والإنصاف ومبادئ الأخلاق. والحق في الشريعة الإسلامية لفظ يشير إلى الله عز وجل وهو اسم من أسمائه الحسنى جل شأنه. Cant See Links

حقوق الإنسان في الاسلام والحرية الإنسانية - بالمعنى الفردي والجماعي والاجتماعي - في عرف الإسلام - واحدة من أهم "الضرورات" - وليس فقط "الحقوق" - اللازمة لتحقيق إنسانية الإنسان. بل إننا لا نغالي إذا قلنا: إن الإسلام يرى في "الحرية" الشيء الذي يحقق معنى "الحياة" للإنسان. فيها حياته الحقيقية، وبفقدها يموت، حتى ولو عاش يأكل ويشرب ويسعى في الأرض كما هو حال الدواب والأنعام!! (عمارة: 1985،17).

حقوق الإنسان في الإسلام:
أنواعٌ كثيرة هي الحقوق التي يتمتع بها الإنسان، ولكن في هذا البحث سأتناول خمسَ حقوقٍ كفلها الشرع الحنيف للإنسان وهي:
• الحق في حرية الرأي والفكر.
• حق المساواة.
• الحق في العدل بين الناس.
• الحق في محاكمة عادلة.
• حقوق وواجبات أثناء الحرب.

1- الحق في حرية الرأي والفكر:
دعا الإسلام إلى حرية الفكر، وخلّص العقل من سلطان الماضي وتحكم الآباء، واستعباد العرف والتقاليد. وأمر بالنظر في عجائب الكون، وضرب في ذلك أمثلة تتفتح لها الأذهان. ﴿ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ... ﴾[4] وقال أيضاً: ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا ﴾[5]، ومن الثابت أن محمداً صلى الله عليه وسلم كان يفسح المجال للرأي الحر والفكر الصريح، وكان يكره الرجل الإمعة الذي يقول إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت، وكان يطلب إلى أصحابه أن يدلوا برأيهم في بعض المسائل وأن يحاولوا حل ما يعترضهم من صعاب.

ودرج المسلمون على ذلك وحكموا عقولهم فيما صادفوا من شؤون الدين والدنيا، مما لم يرد فيه نص من كتاب أو سنة، ربما فسروا النص وتأوّلوه بما يتناسب ومقتضيات الحاجة، فقاتل أبو بكر مانعي الزكاة قياسا لهم على تاركي الصلاة وسوى بين المهاجرين والأنصار في الغنائم. ولما أفضت الخلافة إلى عمر فرّق بينهم، ووزع عليهم بحسب تفاوت درجاتهم في الإسلام والجهاد. وما كانوا يستنكرون تباين الرأي ولا يعترضون عليه، وهذه هي الحرية الفكرية بعينها. "من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر اجتهاده". ولم يكتفوا بالرأي الفردي، بل حاولوا أن يأخذوا رأي الجماعة، ويستشيروا رؤوس الناس وخيارهم. فكان أبو بكر وعمر، إذا حزبهما أمر يجمعان كبار الصحابة لتبادل الرأي فيه، وإذا ما اجتمعوا على شيء قضَيا به، وبذا وضعت منذ ذلك التاريخ دعائم أصلين من أصول التشريع الإسلامي: القياس والإجماع، وهما في حقيقتهما ضربان من الرأي أحدهما فردي والآخر جماعي. (مدكور والخطيب: 1992، 18-19).

وطالما أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا حزبهم أمر رجعوا إلى كتاب الله وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإننا لابد وأن نهتدي بهديهم فنرى في القرآن كنز عظيم من حقوق الإنسان التي وردت فيه على شكل قوانين إلهية كالآتي:
1- لكل شخص أن يفكر ويعتقد ويعبر عن فكره ومعتقده دون تدخل أو مصادرة من أحد ما دام يلتزم بالحدود العامة التي أقرتها الشريعة، ولا يجوز إذاعة الباطل ولا نشر ما فيه ترويج للفاحشة أو تخذيل للأمة: ﴿ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ﴾[6].

2- التفكير الحر - بحثاً عن الحق - ليس مجرد حق فحسب، بل هو واجب كذلك: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ ﴾[7].

3- من حق كل فرد ومن واجبه: أن يعلن رفضه للظلم، وإنكاره له، وأن يقاومه، دون تهيب من مواجهة سلطة متعسفة، أو حام جائر، أو نظام طاغ.. وهذا أفضل أنواع الجهاد: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الجهاد أفضل؟ قال: كلمة حق عند سلطان جائر" رواه الترمذي والنسائي بسند حسن".

4- لا حظر على نشر المعلومات والحقائق الصحيحة، إلا ما يكون في نشره خطر على أمن المجتمع والدولة: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ ﴾[8].

5- احترام مشاعر المخالفين في الدين من خلق المسلم، فلا يجوز لأحد أن يسخر من معتقدات غيره، ولا أن يستعدي المجتمع عليه: ﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ ﴾[9]. (البنا: 1999: 231-232).

2- حق المساواة على عكس التمييز العنصري:
المساواة لغة المماثلة والمعادلة، (سُوا): المساواة المعادلة المعتبرة بالذرع والوزن والكيل، وقد يعتبر بالكيفية نحو هذا السواد مساوٍ لذلك السواد، وإن كان تحقيقه راجعاً إلى اعتبار مكانه دون ذاته ولا اعتبار المعادلة التي فيه استعمل استعمال العدل، لأن المساواة تستعمل استعمال العدل وان العدل يستعمل استعمال المساواة.

فالإسلام دين السماحة المطلقة دون منازع، وإن كان يصعب على مراقبي الغرب تفهم ذلك، ولكن هذا هو الإسلام أحق بالحق، فإلحاح الإسلام على ضرورة السماحة والتسامح راسخ في القرآن الكريم: ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ... ﴾ [الكهف: 29]. بهذا يتضح أن الإسلام يؤكد على المساواة والتسامح، بل يدل على موقف شامل للتعامل بالتسامح مع الآخرين فكرياً وعلمياً. (عبد الكافي: 2006،291-292).

تعتد دعوة الإسلام بالإنسان كل الاعتداد، وهي دعوة عالمية تخاطب البشر جميعاًن فلا تفرق بين حبشي وعربي ولا بين فارسي وتركي، ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا... ﴾[10] ودعوة ٌ هذا شأنها لا تسلّم بتمييز عنصرين ولا تبالي بتفرقة في اللون أو الجنس، ويرى الإسلام ان بني البشر سواء، يرجعون إلى اصل واحد وطبيعة مشتركة، كلهم لآدم وآدم من تراب.

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[11].

ويلاحظ أن وحدة الطبيعة الإنسانية لا تتعارض مع اختلاف الافراد وتعدد الشعوب، وذلك لأن هذا الاختلاف والتعدد عرضي، يخضع لظروف مختلفة كالبيئة والمناخ ومستوى المعيشة ودرجة الثقافة، ويتبع هذا أمور عرضية أخرى كلون البشرة أو طول الجسم وقصره، أو تباين اللغات واخلاف التقاليد والعادات. ومن الخطأ أن تُبنى على أمور عرضية تفرقة ذاتية، وأن يقام على أساسها تدرج طبقي يفاضل بين الناس ويفرق بينهم. (مدكور والخطيب:1992،37-38).

وفي البيان العالمي عن حقوق الإنسان في الإسلام، اعتمد من قبل المجلس الإسلامي بتاريخ باريس 21 من ذي القعدة 1401هـ، الموافق 19 أيلول/سبتمبر 1981م أن:
أ) الناس جميعا سواسية أمام الشريعة: "لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى" من خطبة للنبي صلى الله عليه وسلم. ولا تمايز بين الأفراد في تطبيقها عليهم: "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" (رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي). ولا في حمايتها إياهم: "ألا إن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ الحق له، وأقواكم عندي الضعيف حتى آخذ الحق منه" من خطبة لأبي بكر رضي الله عنه عقب توليته خليفة على المسلمين.

ب) الناس كلهم في القيمة الإنسانية سواء: "كلكم لآدم وآدم من تراب" من خطبة حجة الوداع. وإنما يتفاضلون بحسب عملهم: "وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا"[12]، ولا يجوز تعريض شخص لخطر أو ضرر بأكثر مما يتعرض له غيره: "المسلمون تتكافأ دماؤهم" (رواه أحمد). وكل فكر وكل تشريع، وكل وضع يسوغ التفرقة بين الأفراد على أساس الجنس، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الدين، هو مصادرة مباشرة لهذا المبدأ الإسلامي العام.

ج) لكل فرد حق في الانتفاع بالموارد المادية للمجتمع من خلال فرصة عمل مكافئة لفرصة غيره: "فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ"[13]. ولا يجوز التفرقة بين الأفراد في الأجر، ما دام الجهد المبذول واحدا، والعمل المؤدي واحدا كما وكيفا: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾[14]. (Cant See Links جامعة منيسوتا: مكتبة حقوق الإنسان.

وعلى هذا نرى أن دعوة الإسلام لا تزال قائمة، وما أجدرنا أن نعززها وننشرها، وما أحوج البشرية أن تهتدي بهديها. لا سيما ونحن نعيش حتى اليوم في جو التفرقة العنصرية بين البيض والسود، بل بين البيض أنفسهم، ولست في حاجة أن نذكر بأن النازية والفاشية قامتا على أساس تفرقة عنصرية. وزنوج جنوب أفريقيا معزولون حتى اليوم اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وقد آن الأوان لأن يسووا بسائر البشر وهم لا محالة واصلون. (مدكور والخطيب: 1992،40).

3- الحق في العدل بين الناس:
في الإسلام نجد "قيمة" العدل عالية متألقة تتصدر كل "القيم" الثوابت التي يدعوا إليها الدين، فهو المقصد الأول للشريعة، وكل السبل التي تكفل تحقيقه هي سبل إسلامية شرعية، حتى لو لم ينص عليها الوحي أو ترد في المأثورات. بل إننا واجدون "العدل" اسماً من أسماء الله الحسنى، وصفة من صفاته سبحانه وتعالى، وكفى بذلك دليلا على المكان الأرفع للعدل في فكر الإسلام، والعدل في العرف الإسلامي ضد "الجور والظلم" وهو يعني جماع مزاج الإسلام وخاصية حضارية أي الوسطية والتوازن المدرك بالبصيرة والذي يحقق إنصاف بإعطاء كل إنسان ما له وأخذ ما عليه منه، ومن هنا كان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي عرف به الوسطية بالعدل، والعدل بالوسطية عندما قال: "الوسطية: العدل، ﴿ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾[15].

وإذا كان "العدل" هو "الحق" فإن مجاورة "الحق" هي الظلم والجور. وإذا وقع هذا الظلم في علاقة الإنسان بعقيدة الألوهية كان كفراً أو شركاً أو نفاقاً ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [16]. وإذا وقع هذا التجاوز في علاقة الإنسان بأخيه الإنسان سمي ظلماً ﴿ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ ﴾ [17]. وكذلك تكون تسميته عندما يكون التجاوز للحق واقعاً من الإنسان في حق نفسه وذاته "فمنهم ظالم لنفسه". وإذا كان "الظلم" مفسداً لشؤون الدين والدنيا فإنه "ظلمات يوم القيامة" كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام. (عمارة:1985،49-50).

وقد سوى النبي بين المسلمين في حديثه ومجلسه وعدل بينهم في الغرم والغنم، وأنصفهم من كل شيء حتى من نفسه، ولم يستجب لمحاباة أو محسوبية، ضرب مرة احد الصحابة بقضيب في بطنه تسوية للصف في الجهاد، فشكا إليهن ولم يتردد في أن يكشف عن بطنه وقال له "استقد يا سواد"، وأسر عمه العباس وابن عمه عقيل بن أبي طالب في غزوة بدر، فألزمهما بما التزم به الاسرى الآخرون من الفداء. (مدكور والخطيب: 1992،30).

هناك العديد من الحقوق التي بنى عليها الإسلام نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدولة، وكلها حقوق من واقع الشريعة الإسلامية التي جاءت بالدين القيم، ومن واقع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن واقع أفعال الخلفاء الراشدين والخلفاء والعلماء خلال تعايشهم وتعاملهم في الحياة الاجتماعية بصفة عامة منذ إرساء قواعد الدولة الإسلامية في المدينة بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، فالحقوق الإسلامية لكل البشر مثل كل القيم النبيلة لابد ان تتأصل في النفوس، وهي قد يسميها البعض مبادئ أو قواعد أو أسس، فالمبادئ السياسية في الإسلام هي تلك القواعد والقيم التي بنيت عليها دولة الإسلام ويستلهم منها النهج السياسي للحكم. (عبدالكافي: 2006، 182 - 183).


وفي البيان العالمي عن حقوق الإنسان في الإسلام، اعتمد من قبل المجلس الإسلامي بتاريخ باريس 21 من ذي القعدة 1401هـ، الموافق 19 أيلول/سبتمبر 1981م فيما يتعلق بحق العدالة أن:
أ‌) من حق كل فرد أن يتحاكم إلى الشريعة، وأن يحاكم إليها دون سواها: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ [18]، ﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ﴾ [19].

ب) من حق الفرد أن يدفع عن نفسه ما يلحقه من ظلم: ﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ﴾[20]. ومن واجبه أن يدفع الظلم عن غيره بما يملك: "لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما: إن كان ظالما فلينهه وإن كان مظلوما فلينصره" (رواه الشيخان والترمذي). ومن حق الفرد أن يلجأ إلى سلطة شرعية تحميه وتنصفه، وتدفع عنه ما لحقه من ضرر أو ظلم، وعلى الحاكم المسلم أن يقيم هذه السلطة، ويوفر لها الضمانات الكفيلة بحيدتها واستقلالها: "إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه، ويحتمي به" (رواه الشيخان).

ج) من حق الفرد - ومن واجبه - أن يدافع عن حق أي فرد آخر، وعن حق الجماعة "حسبة": "ألا أخبركم بخير الشهداء؟ الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها" (رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي) - يتطوع بها حسبة دون طلب من أحد.

د) لا تجوز مصادرة حق الفرد في الدفاع عن نفسه تحت أي مسوغ: "إن لصاحب الحق مقالا" (رواه الخمسة)، "إذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر، كما سمعت من الأول، فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء" (رواه أبو داود والترمذي بسند حسن).

هـ) ليس لأحد أن يلزم مسلما بأن يطيع أمرا يخالف الشريعة، وعلى الفرد المسلم أن يقول: "لا" في وجه من يأمره بمعصية، أيا كان الأمر: "إذا أمر بمعصية لا سمع ولا طاعة" (رواه الخمسة). ومن حقه على الجماعة أن تحمي رفضه تضامنا مع الحق: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه""(رواه البخاري). Cant See Links جامعة منيسوتا: مكتبة حقوق الإنسان.

4- الحق في محاكمة عادلة:
تعتبر العدالة في الإسلام من أهم مبادئه الأساسية وعلى دعائمها تقوم العلاقات بين الدولة والأفراد، كما تقوم عليها جميع الروابط فيما بين هؤلاء، لان الناس في نظر الإسلام متساوون وهم كأسنان المشط، على حد ما وصفهم به الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، ولأن الظلم الذي يكرهه الله سبحانه وتعالى واجب الرفع من بينهم ولو كان صادرا عمن يلي أمرهم، ومن المقرر في فقه الشريعة أن الولاة يقتص منهم مثل بقية الافراد، كما تقام عليهم الحدود، إن فعلوا ما يوجب ذلك ومن مقتضى العدالة التي يوجبها الإسلام الحكم بين الناس بالحق، وقد أمر الله سبحانه وتعالى به بقوله: ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ﴾[21]. كما وجه الخطاب إلى المؤمنين قائلا: ﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ﴾[22] محذرا إياهم من أي انحراف عن العدل بقوله: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى... ﴾[23]. (مدكور والخطيب: 1992،111).

أ‌) البراءة هي الأصل: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين" (رواه البخاري). وهو مستصحب ومستمر حتى مع إتهام الشخص ما لم تثبت إدانته أمام محكمة عادلة إدانة نهائية.


ب‌) لا تجريم إلا بنص شرعي: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [24]، ولا يعذر مسلم بالجهل بما هو معلوم من الدين بالضرورة، ولكن ينظر إلى جهله - متى ثبت - على أنه شبهة تدرأ بها الحدود فحسب: ﴿ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ﴾ [25].

ت‌) لا يحكم بتجريم شخص، ولا يعاقب على جرم إلا بعد ثبوت إرتكابه له بأدلة لا تقبل المراجعة، أمام محكمة ذات طبيعة قضائية كاملة: ﴿ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ﴾[26]. ﴿ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ﴾ [27].

ث‌) لا يجوز - بحال - تجاوز العقوبة التي قدرتها الشريعة للجريمة: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ﴾[28] ومن مبادئ الشريعة مراعاة الظروف والملابسات، التي ارتكبت فيها الجريمة درءا للحدود: "ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن كان له مخرج فخلوا سبيله" (رواه البيهقي والحاكم بسند صحيح).

ج‌) لا يؤخذ إنسان بجريرة غيره: ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [29]، وكل إنسان مستقل بمسئوليته عن أفعاله: ﴿ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾[30]، ولا يجوز بحال - أن تمتد المساءلة إلى ذويه من أهل وأقارب، أو أتباع وأصدقاء: ﴿ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ ﴾[31]. (البنا: 1999،124-125).

وإذا كان حق كل إنسان في مراجعة المحاكم قد أصبح في العصر الحديث مكفولاً بنصوص وردت في أغلب دساتير العالم وفي شرعة حقوق الإنسان، فليس بدعاً من القول التأكيد على أن حق طلب النصفة في النظام الإسلامي، لم يكون مكفولاً بنصوص القرآن الكريم مدعوماً بالسنة النبوية فحسب، بل إن في سيرة الخلفاء الراشدين ومن والاهم من الوقائع ما يثبت أن الحق المذكور كان محميا بالسلوك الشخصي للخلفاء أنفسهم وجهدهم في تمكين الناس من ممارسته وعزمهم على عمالهم في تسهيله للمظلومين، فالخليفة الأول أبو بكر استهل ولايته بقوله: "الضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله"، وعمر بن الخطاب يخطب الناس فيقول لهم: "ألا إني والله ما أرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم، فمن فُعل به سوى ذلك فليرفعه إليّ فو الذي نفسي بيده لأقصنه منه"، وكأن ابن الخطاب لم يكتف بهذا وبمحاسبة عمروا بن العاص أحد كبار عماله على كلمة (يا منافق) قالها لرجل شكاه وهو يقول: "يا أمير المؤمنين إن عَمراً نفّقني. لا والله ما نافقت منذ أسلمت" فقد كان يبكي ويقول: "لو مات جدْي بطفّ الفراد، لخشيت أن يحاسب الله به عمر". (مدكور والخطيب: 1992، 109-110).

5- حقوق وواجبات أثناء الحرب:
إن مبادئ الإسلام واضحة أشد الوضوح فيما يتعلق بالحرب، فقد أنشا لها الإسلام من الآداب والتقاليد ما لم يسبق للبشرية أن عرفت مثله قبل الإسلام ولا تقيدت بنظائره أمة في جميع العصور والأزمان، فقد أوجب الإسلام على القادة والجنود المتحاربين الإلتزام بما يتفق مع الشهامة والنبل والامتناع عن كل ما يشين كرامة الإسلام.

لقد أوجب الإسلام على المتحاربين عموماً أن لا يبدؤوا حرباً بالغدر وأن يجتنبوا الفتك بالأعداء غيلة، وأن لا يقتلوا امرأة ولا صبياً ولا شيخاً عاجزاً ولا مُقعداً ولا رجلاً منقطعاً للعبادة. (مدكور والخطيب: 1992،125).

وحتى أن الإسلام حفظ للمدنيين اثناء الحرب حرمتهم "فإذا دارت الحرب فيراعى حرمة المدنيين والأطفال والشيوخ، لهذا فالإسلام أعطى حقوقاً كثيرةً لحماية المدنيين أثناء الحرب إذا وقعت، سواء أكانوا مدنيين من المسلمين أو من الأعداء، فلم يُجز الإسلام إلا احترامهم ومعاملتهم معاملةً حسنةً وطيبةً وحمايتهم من أهوال الحرب، وذلك ضمن آداب الحرب في الإسلام التي هذّبها الإسلام، والتي تُظهره أنه دين الرحمة والتسامح والإحسان، لأنه دين سماوي الهدف إنساني الغاية، وتتجلى في هذا الدين الدوافع الإنسانية الرحيمة التي تحكم المسلم في قتاله إذا استنفر له، واضطر إليه. ذلك أن الإسلام قصر القتال على الجيش المحارب دون النساء والأطفال والشيوخ والرهبان، فقد ورد ذلك في احاديث نبوية شريفة كثيرة منها ما رُوي عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا طفلا ولا صغيراً ولا امرأةً، ولا تغُلّوا وضُمّوا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين". (عبد الكافي:2006،468).

"وفي هذا الإطار قامت بما يُسمى بمنظمات الحماية الدولية لحقوق الإنسان في الظروف الاستثنائية في مؤتمر باريس الذي عقد في عام 1984 والذي يُشرف عليه الدكتور محمد السعيد الدقّاق حيث أقر المؤتمر قواعد الحد الأدنى لحقوق الإنسان في الظروف الاستثنائية أو حالات الطوارئ وسُميت قواعد باريس وهي 16 حق، والتي من ضمنها الحق في الحياة، وكذلك الحق في أن لا يتعرض إنسان للتعذيب أو للمعاملات أو العقوبات اللاإنسانية أو المعينة". (اقتباس من كتاب منهج الإسلام في حقوق الإنسان:1999، 79-80).

خلاصة البحث:
أرى أن الإسلام هو المحضن الأول لرعاية حقوق الإنسان منذ خلق الله الخلق وجعلهم خلفاء له في الأرض، لذا فالخالق خلق خليفته وأنزل معهم الكتاب ليقوموا بالقسط، فرعاهم ووضع قانوناً ودستوراً يحكم بينهم ويبين حدود معاملتهم مع أنفسهم ومع غيرهم ذكوراً كانوا أم إناثاً، صغاراً أم كباراً.

وما هذه الإعلانات العالمية لحقوق الإنسان إلا نتاجاً للانتهاكات المستمرة للإنسان والاعتداء على حقوقه، حيث أن الغربيين كانوا يهينون الإنسان وتتحكم فيه طبقة ارستقراطية برجوازية في روما وكانوا يستعبدونه هناك في الهند واعبر الالمان في فترةٍ من الفترات أن البيض هم الجنس الذي يجب ان يسود، كما استُعبد الأفارقة السود في القارة السوداء من قبل الأوروبيين، ولكن الإيجابية الناصعة هي اتجاه بعض الأوروبيين الى المناداة بحقوق الإنسان وفقاً لفطرتهم السليمة –غير المشوشة- التي فطرهم الله عليها وفطر جميع البشرية عليها.

وإلى اليوم وإلى أن يرث الله الارض ومن عليها نرى ونسمع بأم أعيننا حقوق الإنسان تنتهك وسننادي وسنظل ننادي بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية التي فيها الخلاص، ولكن كيف سيكون وجه المستقبل؟ المستقبل لهذا الدين ولتعاليمه.

المراجع:
أولاً: الكتب:
1- عمارة، د. محمد (1985) "الإسلام وحقوق الإنسان"، عالم المعرفة - المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الكويت.
2- مدكور، د. إبراهيم والخطيب، د. عدنان (1992) "حقوق الإنسان في الإسلام"، دار طلّاس للدراسات والترجمة والنشر- دمشق، ط1.
3- البنا، د. جمال (1999) "منهج الإسلام في تقرير حقوق الإنسان"، دار الفكر الإسلامي الحديث.
4- عبدالكافي، د. اسماعيل عبد الفتاح (2006) "حقوق الإنسان العامة في الإسلام".
5- التركي، د. عبدالله بن عبدالمحسن "حقوق الإنسان في الإسلام"، بحث منشور في موقع Cant See Links بتاريخ اضافة 24/5/2008.

ثانياً: مواقع الانترنت:
1- Cant See Links مكتبة حقوق الإنسان
2- Cant See Links حقوق الانسان في الاسلام.

[1] (سورة التغابن: آية 3).
[2] (سورة الإسراء: آية 70).
[3] (سورة النساء: آية 60).
[4] (سورة الأعراف: آية 185).
[5] (سورة عبس: الآيات 24-30).
[6] (سورة الأحزاب: الآيات 60-61).
[7] (سورة سبأ: الآية 46).
[8] (سورة النساء: الآية 83).
[9] .(سورة الأنعام: الآية 108).
[10] (سورة الأعراف: آية 158).
[11] (سورة النساء: آية 1).
[12] (سورة الأحقاف: آية 19).
[13] (سورة الملك: آية 15).
[14] (سورة الزلزلة: الآيات 7-8).
[15] (سورة البقرة: الآية 143).
[16] (سورة لقمان: الآية 13).
[17] (سورة الشورى: الآية 42).
[18] (سورة النساء: الآية 59).
[19] (سورة المائدة: الآية 49).
[20] (سورة النساء: الآية 148).
[21] (سورة ص: الآية 26).
[22] (سورة النساء: الآية 58).
[23] (سورة المائدة: الآية 8).
[24] (سورة الإسراء: 15).
[25] (سورة الأحزاب: 5).
[26] (سورة الحجرات: 6).
[27] (سورة النجم: 28).
[28] (سورة البقرة: الآية 229).
[29] (سورة الإسراء: آية 15).
[30] (سورة الطور: آية 21).
[31] (سورة يوسف: آية 79).


رابط الموضوع: Cant See Links


الصور المرفقة
     
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:12 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir