آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 34863 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 23836 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 30186 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 31596 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 65040 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 59237 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 51117 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 33513 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 33767 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 39734 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-09-2005, 05:57 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

مــــريـــــــم

مشرفة

مشرفمشرف

مــــريـــــــم غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









مــــريـــــــم غير متواجد حالياً


فضل المسجد النبوي

فضل المسجد النبوي

إن مصدر كل فضل وخير وبركة هو الله تعالى، والله وحده وبدون شك، فإنه ما شرف مكان، ولا فضل زمان إلا والله تعالى هو المشرف له عن غيره، و المفضل له عما سواه. ومن المجمع عليه عندنا أمة الإسلام أن هناك أماكن مقدسة مباركة فاضلة، ومثلها أزمنة متفاضلة مباركة، فليلة القدر، خير من ألف شهر، ويوم عرفة خير يوم طلعت عليه الشمس، ونحن نعلم أن سبب فضلهما لم يكن لذاتهما، بل كان لما لابسهما، أو وقع فيهما، فليلة القدر شرفت بنزول القرآن فيها، ويوم عرفة فضل لما يقع فيه من التجليات الربانية لأهل الموقف.

ومن هذه الأمكنة الشريفة الفاضلة المسجد الحرام، ومسجده صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى الذي بارك الله حوله من أرض الشام، فالمسجد الحرام فضل لأنه لابسه بيت الله، والمسجد النبوي شرف لأنه لابسه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمسجد الأقصى تشرف لأنه باركه الله، ففضل الكل عائد إلى الله، والله عز وجل شأنه مصدر كل إفضال ومعطي كل إنعام.

ولقد نوه الله تبارك وتعالى بشأن هذه المساجد الثلاثة بقوله: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله فذكر الأول والثالث باسميهما المعروفين عند نزول الآية، وأشار إلى الثاني ولم يصرح باسمه لكونه لم يظهر بعد إلى حيز الوجود، وإن كان عنده تعالى كالموجود لما سبق بذلك علمه وجرى به قدره، وبيان ذلك أن كلمة الأقصى اسم تفضيل تقتضي بوضعها أنها مفضلة على غيرها وهي كلمة القاصي ومن كان بالمسجد الحرام فالمسجد القاصي بالنسبة إليه، هو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة النبوية، والمسجد الأقصى هو ما كان أبعد من ذلك، وهو المسجد الأقصى المصرح باسمه في الآية.


فمن هنا علمنا أن مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم قد ذكر بالإشارة ضمن المسجدين العظيمين المنوه بشأنهما في الآية فمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم إذا مسجد فاضل مفضل في كتاب الله عز وجل، وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم . ومما يلاحظ هنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما ذكر هذه المساجد رتبها في الذكر والفضل كالترتيب الذي جاء في الآية الكريمة، فقال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى هذا ومما يدل على شرف المسجد النبوي المقدس قوله صلوات الله وسلامه عليه صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ومما زاده سموا وعلوا وشرفا وقدسا، أنه ضم روضة من رياض الجنة، ومنبرا على حوض من حياضها. فقد روى مالك عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي فحق إذا لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم أن تشد له الرحال، وأن تنفق في زيارته الأموال وأن يتوسل بزيارته والصلاة فيه إلى الكبير المتعال طلبا للفضل وتحقيقا للآمال .

ولا ننسى أن هذا المسجد فاز بمزية، وتسامى بمنقبة عالية وذلك أن زيارته تمكن من زيارة أشرف مزار، وتقف بالمسلم موقفا لا يساويه أهل ولا دار، ولا درهم ولا دينار، توصله إلى قبر ضم أعظم جثمان فكان بذلك أقدس بقعة في العالمين، وأشرف مكان في السموات والأرضين، هو قبر محمد صلى الله عليه وسلم خلاصة الأنبياء وصفوة المرسلين وسيد جميع العالمين، صلى الله عليه وآله وصحابته أجمعين.

-------------------

بعض الأماكن الفاضلة
سوى المسجد النبوي بالمدينة النبوية
1- مسجد قباء:

مسجد قباء فاضل شريف، نوه القرآن بشأنه وشأن أهله فقال: لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين .

وسن الرسول صلوات الله وسلامه عليه زيارته بالفعل والقول، فقد كان يزوره صلى الله عليه وسلم ماشيا وراكبا، وكذا بعض أصحابه، وقال: من تطهر في بيته وأحسن الطهور، ثم أتى مسجد قباء لا يريد إلا الصلاة فيه كان له كأجر عمرة

وبناء على هذا فمن أكرمه الحق جل وعلا من المسلمين بزيارة المسجد النبوي، وشرفه بالسلام من قرب على نبيه صلى الله عليه وسلم ، وحل بالمدينة الفاضلة يتمتع ببركاتها، وينعم برؤية آثارها، فلا يحرمن نفسه من زيارة هذا المسجد الفاضل للحصول على الأجر الموعود على زيارته والصلاة فيه بقوله صلى الله عليه وسلم كان له كأجر عمرة في الحديث الآنف الذكر.

أما أن يأتيه استقلالا ويشد لزيارته من بلده رحالا فليس بالأمر المشروع، بل هو من الممنوع بحديث: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ولم يكن مسجد قباء من بينها فليسعنا ما شرع، وليغننا عما منع ولا ندهش لهذا أو ننفعل، فإن كثيرا من الفرائض تأخرنا عن أدائها، وإن عظيما من المستحبات والفضائل لم نقم بفعلها ولا بالقليل منها، وإذا كنا كذلك فلم نتشوف إلى فعل ما لم ننتدب لفعله، أم أحب شيء إلى الإنسان ما منع؟


2- الشهداء:

إن زيارة شهداء أحد رضي الله عنهم وعلى رأسهم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم زيارة مسنونة مشروعة، فقد أخرج أبو داود في سننه عن ربيعة قال: ما سمعت طلحة بن عبيد الله يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا قط غير حديث واحد قال: قلت وما هو؟ قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد قبور الشهداء حتى إذا أشرفنا على حرة وأقم فلما تدلينا منها وإذا بقبور بمحنية قال: قلنا يا رسول الله أقبور إخواننا هذه؟ قال: قبور أصحابنا، فلما جئنا قبور الشهداء قال: هذه قبور إخواننا وبعد كل هذا فأي حرج، أو أي بأس في أن يخرج المدني أو زائر المسجد النبوي في ساعات أيامه بقصد زيارة الشهداء فيسلم عليهم ويدعو لهم اقتداء بفعل رسول الله، وطلبا للأجر من الله جزاء ما خطا من خطوات، وما قام به من دعوات، مع ما يعود به من الذكرى، وما يحدث له من الفكرة، لأن زيارة القبور عللت بأنها تذكر الآخرة، فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام قوله: قد نهيتكم عن زيارة القبور فأذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكركم الآخرة

ومعلوم أن من ذكر الآخرة رق طبعه، وصفا قلبه، وصلح فكره، ومات حب المال في قلبه، وتلطفت حدة الشهوة في نفسه، وإذا كانت زيارة القبور تكسب هذا الذي عجزت عن تحقيقه مدارس اليوم وكلياته وقوانين تربيته فلم لا يبيح الرسول صلى الله عليه وسلم زيارتها، بل لم لا يدعو إليها وهو المربي الكبير، والمعلم القدير صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم السلام الكثير.

3- أحد:

من الأماكن الفاضلة بالمدينة سوى ما ذكر (أحد) ذلك الجبل الأشم الذي ينكشف من شمالها إلى شرقها فيكسوها هيبة وجلالا، ويزيدها بهجة وجمالا، وأحد ذلك الجبل المشتق من الوحدانية، الذي يبشر الزائر بقرب الوصول، ويهنئ المتيم إذا بدا له بقرب غاية المأمول. أحد ذلك الجبل الذي اهتز فرحا وهاج وماج طربا لما علاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وثلاثة من خلفائه ووزرائه أبي بكر وعمر وعثمان، فهدأ الرسول صلى الله عليه وسلم من اهتزازاته، وخفف من اضطراباته حين ضربه برجله وقال: اسكن يا جبل فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان

أحد جبل قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه مالك في موطئه أن أنسا قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما طلع له أحد قال: هذا جبل يحبنا ونحبه وفي رواية يحبنا ونحبه وهو جبل من جبال الجنة وفي أخرى: أحد ركن من أركان الجنة

فجبل هذه خصائصه ومزاياه لا مانع من أن يقف الزائر دونه يجيل فيه البصر و يجني من ربوضه وطول جثومه العبر، بيد أنه للأسف قل من يقصد أحدا لهذا، وإنما يقصد للاستشفاع به والدعاء عنده ولطلب الحاجات بجاهه، ومتى كان للجبل جاه؟ حتى صار كغيره من كثير من الآثار الإسلامية فتنة للتوحيد وشركا للشيطان يوقع فيه أهل الإيمان، فيسلبهم روح الإيمان، وينتزع منهم حقيقة الإسلام وعصب الإخلاص والإحسان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

4- مقبرة البقيع:

هل علينا شيء بعد أن آمنا أن قبور المؤمنين الصالحين تحول عليهم روضة من رياض الجنة إن نحن قلنا كما يقول الكثير من أهل المدينة (البقيع جنة الدنيا) ما أسماها عبارة! وما أصدقه تعبيرا !

البقيع هي تلك المقبرة التي ضمت تربتها أكثر من عشرة آلاف صحابي، وأمثال هذا العدد من التابعين، وعشرات أمثاله من السابقين الأولين، والصالحين الآخرين، فمن ذا الذي يرغب عن زيارة هذا المستودع البشري الهائل الذي جمع سادات الأمة وأشرافها الصالحين. إن جل أهل البقيع من أولياء الله وأحبائه الذين قرر الله موالاتهم، وأوجب محبتهم.

إن من أحب الله ووالاه، أحب أولياءه ووالاهم، وعلامة ذلك الاهتداء بهديهم والسير في منازلهم، واتباع آثارهم، وزيارة قبورهم للترضي والترحم عنهم والاستغفار لهم، والسلام عليهم، وليس من شك في أن هذه الزيارة الشرعية غير البدعية ستعود على الزائر العارف بكثير من الأجور، لأنه ما أحب إلا في الله وما زار إلا له، فكيف يضيع عمله، والله يقول: إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا

وخلاصة القول: إن زيارة أهل البقيع مستحبة فاضلة لمن كان مقيما بالمدينة وسواء أتاها زائرا، أو سكنها مهاجرا ما دام الزائر يعرف آداب الزيارة وشروطها، أما إذا كان بذلك جاهلا، فخير له أن يلزم مكانه، وأن يغض بصره، ويصون لسانه، فإن زيارة الجهلاء كسب آثام، وقل ما تخلو من الشرك الحرام، فإنهم بدل ما يدعون للأموات يدعونهم، وبدل ما يرجون لهم يرجونهم، وبدل ما يجعلون مشيتهم وسلامهم وترحمهم وسيلة إلى رضا الله يجعلون ذلك وسيلة إلى رضا الأموات لتقضي بجاههم الحاجات، وهذه- والعياذ بالله تعالى- شر الزيارات وأعظم المنكرات.

غفرانك اللهم للأحياء والأموات.


رد مع اقتباس
قديم 04-09-2005, 05:59 AM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

مــــريـــــــم

مشرفة

مشرفمشرف

مــــريـــــــم غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









مــــريـــــــم غير متواجد حالياً


شروط زيارة القبور وآدابها

الشروط:

1- أن يكون القبر في البلد الذي يقيم فيه الزائر، أو في ضاحية من ضواحيه، فإن كان القبر بعيدا عن الزائر بحيث يعد لذلك رحلا وزادا فلا تستحب الزيارة بحال، لأن الشارع لم يأذن في ذلك، فلم ينزل بها قرآن، ولم تقم بها سنة النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، بل إن الشارع قد نهى عن ذلك نهيا أكيدا حيث جاء بصيغة النفي التي هي عند أهل بلاغة الكلام آكد من صيغة النهي الدالة على التحريم، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد الحديث فلم يبق مكان آخر تشد لزيارته الرحال من المساجد فضلا عن القبور والمشاهد.
2- أن يقصد بتلك الزيارة ثواب الله حيث زار أولياءه وترحم على عبيده واستغفر لهم.
3- أن يقصدها لا لأجل الدعاء عندها لا لنفسه ولا لغيره، ولا لأن يتوسل بأصحابها إلى ربه تعالى، ولا لأن يصلي فيها نافلة من النوافل أو فريضة من الفرائض.
4- ألا يضع عليها سراجا أو بخورا، وألا يأخذ من تربتها ما يتبرك به، وألا يتمسح بها، أو يقبلها، أو يذبح لها، أو باسمها، أو عندها.

الآداب:

1- ألا تتكرر الزيارة حتى تبلغ حدا من الكثرة يلحقها بالغلو المحرم في الدين.
2- أن يسلم على أهل المقبرة بسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدعو لهم بدعائه عليه الصلاة والسلام وهو: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم
3- ألا يطأ القبور، وألا يجلس عليها.
4- أن يتجنب البدع كالاجتماع حول القبر لقراءة القرآن، أو للبكاء والنياحة أو لتوزيع الأطعمة وأكلها هناك.
5- أن يبتعد عن اللهو والمزاح والهزل والضحك وكل ما من شأنه أن يضعف التذكر في نفسه والخشوع من قلبه.

حكمة زيارة القبور
إن زيارة القبور، والوقوف عليها لم تكن قبل أن ينظمها الدين ويهذبها سوى استجابة لداعي الحزن على فراق الأقارب والخلان الذي هو أحد غرائز البشر فزيارة القبور والبكاء عندها معروفة عند سائر الأمم والشعوب البشرية قديما وحديثا، غير أنها تتطور أحيانا إلى أن تصبح ذات طابع ديني بحت فيقصد القبر لا بدافع الحزن والشوق إلى صاحبه والحنين إليه، ولكن بقصد التقرب إليه لما يعتقد من صلاحه، وطلب الحاجة عنده لما له عند ذي السلطان الغيبي الذي يشعر عامة البشر بالافتقار إليه من مكانة وجاه، فيتوسل إليه بالمقبور المظنون الصلاح، وقد يتحول هذا التوسل والاستشفاع بصاحب القبر إلى عبادة محضة فيدعى صاحب القبر مباشرة وتذبح له الذبائح، وتقرب إليه كثير من القرابين. وما قصة التنزيل الحكيم من عبادة قوم نوح لود وسواع، ويغوث ويعوق ونسر كاف في الاستدلال على صحة ما قلناه وما هو مشاهد اليوم من عبادة النصارى للصليب وعبادة بعض المسلمين للقبور والأضرحة بالتوسل والاستشفاع بأصحابها، كدعائهم، والاستغاثة بهم وذبح الذبائح لهم، والحلف بأسمائهم وما إلى ذلك من صرف العبادات الكثيرة إليهم يزيد الأمر جلاءا وظهورا. ومن هذا الذي تقدم، نعرف السر في نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن زيارة القبور في أول الأمر، وهو خشية فتنة الشرك لهذه الأمة- ولكن لما كان قدر الله نافذا- وليتحقق خبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع الحديث... أباح عليه الصلاة والسلام زيارة القبور التي نهى عنها، أباحها للرجال وكرهها للنساء لأن الرجال أكمل عقولا من النساء وأقوى إرادة منهن.

ووقع ما خافه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخوف منه فظهرت فتنة الشرك في الأمة فأقيمت للقبور الحفلات الرسمية السنوية وهي أشبه شيء بأعياد الوثنيين التي يقيمونها لآلهتهم، وذبح لها وباسمها قطعان الأبقار والأغنام، وجعلت لها أنصبة كاملة من الحرث والأنعام ونذرت لها النذور، ونسبت إليها البنات والبنون، ونقل إليها للاستشفاء بجاهها أصحاب الأمراض والعاهات كالجنون.

هذا وأما تهذيب الدين وتنظيمه لهذه العادة البشرية فهو بما جعله كحكمة وسر لها تؤتى من أجله، فقد جعلها وسيلة لذكر الموت، وتذكر الآخرة، وهما من عوامل تهذيب الشعور البشري، وترقية فطرة الإنسان وطبعه وتزكية نفسه، وتطييب روحه، كما جعلها وسيلة لنفع متبادل بين الحي والميت، فالميت قد تصيبه دعوة صالحة يرفع بها درجات، أو يخفف عنه بها العذاب بضع سنوات، والحي قد يكتسب بما قام به من دعاء واستغفار وترحم جزاء العاملين وثواب المحسنين، مع ما يرجع به من المقبرة من تغير في نظره إلى الحياة الفانية، ومن استعداده للتزود إلى الحياة الباقية، تلك الحياة التي قوي شعوره بحقيقتها، وقصد عزمه على الرحيل إليها. وفي نفس الوقت أشبع غريزة الحزن في نفسه بوقوفه على قبر قريبه أو خليله، وكان بذلك قضى حجا وحاجة كما يقولون.



وهذا أخيرا ملخص الحكمة في زيارة القبور:

1- تذكر الآخرة وهو يحمل على التزود إليها بالإيمان والعمل الصالح.
2- ذكر الموت، وهو يهذب النفس ويخفف من حدة الطبع، ويقلل من دواعي الشهوات.
3- نفع أصحاب القبور بالاستغفار والدعاء لهم، والترحم عليهم والتسليم عليهم.
4- انتفاع الزائر بالأجر على ما قام به من استغفار ودعاء وسلام.

هذه بعض حكم الزيارة للقبور التي تؤتى المقابر من أجلها ومن قصد القبور لغيرها فإنه بدون شك يعود مأزورا غير مأجور، ومدسى النفس غير مزكاها، وتلك خيبة لا يعلم إلا الله مداها.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:05 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir