عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2004, 07:57 PM   رقم المشاركة : 7
الكاتب

الزوار


الملف الشخصي









||.^.||الحصــuAeــــــون||.^.||


الحصون والقلاع من الارث العمراني لإنسان شبه الجزيرة العربية عندما أصبح مستقراً في أماكن مختارة ومنتجاً لما يحتاجه من قوت ومالكاً لما يخاف عليه من ثروات. تحدث المؤرخون والبلدانيون وأصحاب المعاجم الجغرافية والمكانية عن العديد من حصون ما قبل الإسلام وبالغوا في الحديث عنها وعن صلابتها وارتفاع البعض منها إلى درجة تجعل القارئ يعتقد انها منشآت من صنع خيال محدثيه عنها. وفي العصر الحديث استطاعت الاكتشافات الآثارية الميدانية ان تخبر عن وجود بقايا الكثير من القلاع والحصون ومن بينها حصون ارتبطت بأحداث تاريخية مشهورة كحصن الأبلق في تيماء.


ولعل من أهم القلاع قلعة البحرين في البحرين وقلعة تاروت في المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية التي تقوم على رأس جبل يعطيها الارتفاع الخيالي الذي يرويه المؤرخون عن بعض القلاع والحصون. وهناك الحصن المنيع الذي كشف عنه بالقرب من مدينة حوطة بني تميم في منطقة الرياض ولم تعرف هويته بعد ولا زمنه، وحصون الشمال والتي منها حصن مارد ونظيره حصن الأبلق وهما المرادان بالمثل القائل: (تمرد مارد وعز الأبلق). بل لعله من المهم أن نذكر ما يعرف باسم قصر عنترة بالقرب من عيون الجواء في القصيم، وهناك قلعة مستوطنة قُريِّة الواقعة في منطقة تبوك. ويوجد في جنوب الجزيرة العربية عدد كبير من الحصون لعل من أشهرها حصن ريدان الذي كان يقيم فيه حكام مملكة حمير وإليه ينسبون فيقال: ملك سبأ وريدان.
وقبل أن أذهب لأحدثكم عن رحلتي وزميلي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن لعبون إلى حصن مستوطنة مليحة في إمارة الشارقة، لابد لي من الإشارة إلى أنه بقي في متحف الآثار بإمارة الشارقة الشيء الكثير من المواد الآثارية التي تستحق أن يتحدث عنها المختص وان يعرفها الهاوي، كما أن هناك الكثير من المواد الآثارية والتراثية المتنوعة في أزمانها وأصنافها في المتاحف المختلفة في الإمارة المعنية بحديثي هنا والتي تستحق التعريف والزيارة، ولكن لن يكون في مقدوري الإتيان على كل ما أريد. وقد عرّفت ببعض محتويات متحف الآثار في إمارة الشارقة في خمس حلقات مضى نشرها في هذا المكان.
قدر لنا أن نتوجه إلى موقع مليحة، وقد كنا على موعد لم يحدد مع الأستاذ عيسى عباس حسن مشرف التنقيبات الآثارية في متحف الآثار في الشارقة. فمن المتحف توجهنا إلى الكثبان الرملية عبر طريق المطار تاركين ساحل الخليج العربي خلفنا، وبعد أن مررنا بجامعة الشارقة الواقعة على يسارنا ثم المطار ولجنا في الكثبان الرملية عبر طريق مزفلت جديد بعضه تحت الإنشاء أو التعديل. يخترق تلك الكثبان العديد من الأودية القصيرة المكسوة بأشجار خضراء شبيهة بشجر الطلح وتكون في بعض الأحيان ذات كثافة ملحوظة. وقبيل وصولنا إلى جبال مليحة مررنا بواد ضخم قيل لنا انه في حالة هطول أمطار غزيرة يستمر في جريانه ليصب في الخليج العربي. وفي الخبوب الواقعة بين الكثبان الرملية يوجد مزارع حديثة بمساحات محدودة.
وصلنا إلى بلدة مليحة ووقفنا على المستوطنة السكنية والمقابر والآبار القديمة ومقابر أم النار الموغلة في القدم، ثم وقفنا على حصن يقع بالقرب من المستوطنة وغير بعيد عن سفوح جبال مليحة يظهر من بقاياه أنه غاية في روعة التصميم والمتانة. واستناداً إلى ما كشفت عنه التنقيبات يمكن أن نقول ان ارتفاع بقايا جدرانه يبلغ المتر وقد يزيد وقد ينقص قليلاً، وشيد بطوب طيني أبعاده تبلغ 40/40سم مجفف تحت أشعة الشمس. الحصن عبارة عن مبنى مستطيل الشكل تقريباً يزيد سمك جداره الخارجي على المتر. وتستند إلى سور الحصن غرف مكونة من قسمين، خلفي وأمامي، وجميعها تفتح على ساحة داخلية واسعة، ويظن ان الحصن مكون من دور سفلي وآخر علوي. وجد في الحصن الكثير من المجارش كما عثر فيه على لقى آثارية متنوعة. ويعمل متحف الآثار في امارة الشارقة على ترميم الحصن. ومن أجل ذلك انشئت ورشة عمل بالقرب منه وكون فريق بناء من عمال وفنيين ومعلمي بناء. ومهمة هذا الفريق هي جلب الطين من مصدره الأصلي وضرب الطوب وتجفيفه تحت اشعة الشمس ثم ترميم الحصن به.
وفي الإمارات العربية المتحدة وجد العديد من الحصون والقلاع من بينها مجموعة تؤرخ إلى ما قبل ظهور الإسلام وربما إلى ما قبل ظهور المسيح عليه السلام


الصور المرفقة
 
رد مع اقتباس