منتديات أفـــاق دبـــي الثقافيـــة

منتديات أفـــاق دبـــي الثقافيـــة (http://www.afaqdubai.ae/vb/index.php)
-   منتدى رمضانRamadan forum (http://www.afaqdubai.ae/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   الجبار (http://www.afaqdubai.ae/vb/showthread.php?t=11425)

abo _mohammed 09-18-2008 09:56 PM

الجبار
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها
هوالذي لا اله الا هو

الجبار

قال تعالى :
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ
الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ {23}
(سورة الحشر)

المعنى الأول : الجبار

هو العالي الذي لايُنال ، نقول نخلة جبارة لشدة ارتفاعها
لانستطيع قطف ثمرها ، نقول ناقة جبارة يصعب
ركوبها ، والله سبحانه وتعالى يقول في قرآنه الكريم :

قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا
حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ {22}
(سورة المائدة)

أي عظماء أقوياء أشداء ، أما إذا قلنا فلان جبار يعني
لا يتواضع متعاظم متكبر لاينقاد إلى أحد ، مثل هذا
الإنسان لابد من أن يقصمه الله عزوجل قصماً .

المعنى الثاني : الجبار

بهذا المعنى هو المصلح للأمور ، كلما حصل أمر حصلت
مشكلة إن سلم شيء، تهدم شيء ، افتقر إنسان تضعضع
إنسان ، يأتي خالق لكون وهو الجبار فيرأب الصدع ويلم
الشمل ويغني الفقير ويجبر الكسير ويعطي المحروم ويرفع
الذليل ، لذلك كلما جئت الله عز وجل خاضعاً منكسراً
جبرك ، كلما جئته من باب الخضوع والتذلل والإنكسار
جبر كسرك ولمَّ شعثك ورأب صدعك وقوى ضعفك وأغنى فقرك وأعز ذلك .

فالله جبار على الظالمين جبار للمظلومين ، جبار على
الأقوياء جبار للضعفاء ، جبار على المتكبرين جبار للمتذللين .
فالجبار المصلح لكل الأمور ، المظهر لدين الحق ، الميسرلكل عسير
، الجابر لكل كسير وهذه صفة من صفة أفعال الله عز وجل صفة فعل .

المعنى الثالث: الجبار

بمعنى أنه جبره على كذا أي أكرهه على ما أراد
بمعنى أجبره ، الله عز وجل جبار مشيئته هي النافذة ، أنت تريد
وأنا أريد هكذا يقول الله عز وجل في الحديث القدسي:

" أنت تريد وأنا أريد ، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد
، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد ".

أحد العارفين قال : " يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يرجو
أحداً غيرك ، وعجبت لمن يعرفك كيف يستعين على
أمر بأحد غيرك ، وعجبت لمن يعرفك كيف يلتفت لأحد غيرك ".

إذا كان الإنسان جباراً بالمعنى المذموم لا بد من أن يقصمه
الله عز وجل ، ويمكن للإنسان أن يتخلق بهذا الخلق من زاوية
واحدة فقال : من لم يكن أسيراً لحب المال والجاه ، فكل
إنسان يحب المال هذه نقطة ضعف فيه أصبح ضعيفاً
مفتاحه المال ، وآخر تعظّمه فيلين معك هذا يحب الجاه ، فكل
إنسان أسير للمال أو الجاه ضعيف ، فإذا تنزه الإنسان عن حب
المال وحب الجاه أصبح جباراً بالمعنى الذي يليق بالإنسان, فالمؤمن
الجبار لا يوصل إليه لا بالمال ولا بالمديح ، لا تصل إليه إلا بالحق .


الساعة الآن 10:33 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir