الجبار
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها هوالذي لا اله الا هو الجبار قال تعالى : هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ {23} (سورة الحشر) المعنى الأول : الجبار هو العالي الذي لايُنال ، نقول نخلة جبارة لشدة ارتفاعها لانستطيع قطف ثمرها ، نقول ناقة جبارة يصعب ركوبها ، والله سبحانه وتعالى يقول في قرآنه الكريم : قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ {22} (سورة المائدة) أي عظماء أقوياء أشداء ، أما إذا قلنا فلان جبار يعني لا يتواضع متعاظم متكبر لاينقاد إلى أحد ، مثل هذا الإنسان لابد من أن يقصمه الله عزوجل قصماً . المعنى الثاني : الجبار بهذا المعنى هو المصلح للأمور ، كلما حصل أمر حصلت مشكلة إن سلم شيء، تهدم شيء ، افتقر إنسان تضعضع إنسان ، يأتي خالق لكون وهو الجبار فيرأب الصدع ويلم الشمل ويغني الفقير ويجبر الكسير ويعطي المحروم ويرفع الذليل ، لذلك كلما جئت الله عز وجل خاضعاً منكسراً جبرك ، كلما جئته من باب الخضوع والتذلل والإنكسار جبر كسرك ولمَّ شعثك ورأب صدعك وقوى ضعفك وأغنى فقرك وأعز ذلك . فالله جبار على الظالمين جبار للمظلومين ، جبار على الأقوياء جبار للضعفاء ، جبار على المتكبرين جبار للمتذللين . فالجبار المصلح لكل الأمور ، المظهر لدين الحق ، الميسرلكل عسير ، الجابر لكل كسير وهذه صفة من صفة أفعال الله عز وجل صفة فعل . المعنى الثالث: الجبار بمعنى أنه جبره على كذا أي أكرهه على ما أراد بمعنى أجبره ، الله عز وجل جبار مشيئته هي النافذة ، أنت تريد وأنا أريد هكذا يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: " أنت تريد وأنا أريد ، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد ، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد ". أحد العارفين قال : " يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يرجو أحداً غيرك ، وعجبت لمن يعرفك كيف يستعين على أمر بأحد غيرك ، وعجبت لمن يعرفك كيف يلتفت لأحد غيرك ". إذا كان الإنسان جباراً بالمعنى المذموم لا بد من أن يقصمه الله عز وجل ، ويمكن للإنسان أن يتخلق بهذا الخلق من زاوية واحدة فقال : من لم يكن أسيراً لحب المال والجاه ، فكل إنسان يحب المال هذه نقطة ضعف فيه أصبح ضعيفاً مفتاحه المال ، وآخر تعظّمه فيلين معك هذا يحب الجاه ، فكل إنسان أسير للمال أو الجاه ضعيف ، فإذا تنزه الإنسان عن حب المال وحب الجاه أصبح جباراً بالمعنى الذي يليق بالإنسان, فالمؤمن الجبار لا يوصل إليه لا بالمال ولا بالمديح ، لا تصل إليه إلا بالحق . |
الساعة الآن 10:33 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir