يقول طاووس بن كيسان ... وهو من تلاميذ ابن عباس الأخيار الأطهار
وهو من رواة البخارى ومسلم ، يقول : دخلت الحرم لأعتمر ، قال : فلما
أديت العمرة جلست عند المقام بعد أن صليت ركعتين ، فالتفت إلى الناس
وإلى البيت فإذا بجلبة الناس والسلاح والسيوف والدرق والحِراب . والتفت
إلى الحجاج بن يوسف ... الأمير السفاك . يقول طاووس : فرأيت الحِراب
فجلست مكانى ، وبينما أنا جالس وإذا برجل من أهل اليمن ، فقير زاهد
عابد أقبل فطاف بالبيت ، ثم جاء ليصلى ركعتين ، فتعلق ثوبه بحربة
من حراب جنود الحجاج فوقعت الحربة على الحجاج ، فاستوقفه الحجاج
وقال له : مِن أنت ؟ قال : مسلم ، قال : مِن أين أنت ؟ قال : من اليمن
قال : كيف أخى عندكم ( يقصد أخاه الظالم مثله محمد بن يوسف ) ؟
قال الرجل : تركته سميناً بديناً بطيناً . قال الحجاج : ما سألتك عن صحته
لكن عن عدله . قال الرجل : تركته غشوماً ظلوماً . قال الحجاج : أما
تدرى أنه أخى ؟! قال الرجل : فمن أنت ؟ قال الحجاج : أنا الحجاج بن
يوسف . قال الرجل : أتظن أنه يعتز بك أكثر من اعتزازى بالله !؟!؟
قال طاووس : فما بقيت فى رأسى شعرة إلا وقفت . قال : فأفلته الحجاج
وتركه
لماذا ؟؟؟ لأنه توكل على الله فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين