4 Feb 2005 20:19:26 GMT
في مدينة الطفل
«قال الراوي».. والصغار يسمعون
تواصل مدينة الطفل عروضها وبرامجها المشوقة للأطفال متخطية حدود التقليد لتعبر عن احتفالها بمهرجان دبي للتسوق بما يليق وهذه المناسبة السنوية، المتميزة في موارد العلم والمعرفة الموجهة للأطفال في قوالب ممتعة يميزها التشويق الدائم، هذا ما كان يوم الثلاثاء الماضي، حينما تحلق الأطفال جلوسا، حول راوي القصص، يستمعون لأجمل قصص الأطفال في التراث العربي يستلهمون منها القيم والمبادئ السامية.
جاء الأطفال الساعة الخامسة عصراً إلى مركز المعلومات في مدينة الطفل، ليحتلوا مقاعدهم بالقرب من راوي القصص بزيه العربي المميز ومرآته التي ترافقه ليروي لهم بأسلوب تمثيلي يغلب عليه طابع الفكاهة، قصة صانع الأحذية.
قال الراوي: «كان حاله ميسوراً، يصنع الأحذية لجميع سكان القرية ومرت الأيام وضاق به الحال ولم يستطع توفير لقمة العيش له ولأطفاله. وأصبح الناس يتهامسون ويسخرون من حاله ومن شظف العيش الذي عانى منه. هاجر بعيداً بحثاً عن رزق في فضاء الله الواسع، قبل أن يستقر به المقام في قرية بعيدة وبدأ من جديد. وذات يوم، طرق باب منزل هائل الحجم، عله يجد من يرغب في صنع حذاء، فإذا به يجد مارداً عملاقاً. فخاف وهم بالفرار، لكن المارد طلب منه الدخول ليطرح ما يريد.
أشفق عليه المارد بعد أن استمع إلى قصته وطلب منه إصلاح حذاء له. وقضى صانع الأحذية ثلاثة أيام متواصلة حتى انتهى من اصلاح الحذاء وأصبح كأنه جديد. سر المارد من دقة صنعه، وأعطاه كيساً مليئاً بالقطع الذهبية، بل وطلب منه صنع حذاء جديد، مقابل كنز من الذهب إن هو أبدع في صنعه.
عكف صانع الأحذية سبعة أيام متوالية دون كلل ونجح في صنع حذاء عملاق جميل المنظر مما أسعد المارد وأعطاه الكنز. ورجع صانع الأحذية إلى قريته وقد تحسن حاله يحمل في جعبته الكثير من النقود وبنى قصراً مهيبا وأصبح منذئذ محط احترام الناس وتقديرهم».
كان الأطفال يستمعون باهتمام بالغ ويجيبون عن الأسئلة التي كان يوجهها لهم بين الفينة والأخرى، راوي القصص الذي جسد شخصيته طوال فترة المهرجان، الراوي المبدع والفكاهي الموهوب عبد الله بن لندن، الذي سعى لتشجيع الأطفال على استخلاص العبر من القصة مثل أهمية العمل والاجتهاد، إتقان العمل، الأمانة والصدق، وغيرها من المبادئ التي يتعين على الأطفال الاهتداء بها في حياتهم.
واكتظت القاعة بالأطفال وذويهم الذين حرص بعضهم على توثيق المناسبة بتصوير أطفالهم بالقرب من الراوي، وخلال تسلم الهدايا التي تم توزيعها على الفائزين في مسابقة المعلومات العامة، التي يختتم بها عادة راوي القصص برنامجه الذي يقدمه يومي السبت والثلاثاء من كل أسبوع.
وقال عبد الله محمد رفيع، مساعد المدير العام لشؤون البيئة والصحة العامة ببلدية دبي: تحمل قصص التراث العربي بطبيعتها، مضامين ومعاني راقية. وبرنامج راوي القصص الذي اعتمدناه ضمن برنامجنا للمهرجان، هو يبتعد عن النمطية في إسداء النصح بصورة مباشرة للأطفال. وهو أحد الأساليب التربوية الحديثة. ونهدف من خلال هذا البرنامج إلى تشجيع الأطفال على الاهتمام باللغة العربية والثقافة العربية.
بينما يهدف برنامج «البحث عن كنز مرشد» إلى تعليم الأطفال من خلال التجربة العملية على أهمية البحث والمنافسة الشريفة والاعتماد على النفس. ومن ركن راوي القصص توجه الأطفال بقيادة الراوي إلى القاعة الرئيسية لمدينة الطفل حيث تم الإعلان بعدها عن مسابقة «البحث عن كنز مرشد».
العرض العادي
