أختاه.. ترى هل ما تأكليه يؤثر عليك بشكل مباشر؟ هل كل العناصر الغذائية يحتاجها الجسم؟ هل للنوم أيضًا أثر على الصحة؟ هل لعاداتنا اليومية من بعض السلوكيات أثر على الصحة؟ إذا كنت تهتمين بالأمر، وتبحثين عن صحة جيدة لجسدك وعقلك معًا، فهيا بنا لنبدأ الحديث..
متطلبات الصحة الجسدية
(الصحة الجسدية مطلوبة لكل الأفراد، من كل الأعمار، خاصة في مرحلة المراهقة التي لها العديد من الاحتياجات، وتتركز هذه الاحتياجات في بعض العوامل الهامة المؤثرة، مثل التغذية الجيدة، النوم المتوازن، الالتزام بالعادات الصحية الجيدة، وترجع أهمية هذه العوامل إلى أنها أسس يقوم عليها النمو في هذه الفترة الهامة ـ أي فترة المراهقة ـ حيث يتم فيها النمو بصورة كبيرة ومتضاعفة) [1]، وسوف نعرض هذه العوامل الثلاثة بالتفصيل.
أولًا ـ التغذية الجيدة
(أجرى الباحثون في المركز القومي للوقاية من الأمراض المزمنة وتطوير الصحة في منتصف التسعينات من القرن العشرين في الولايات المتحدة استفتاءً، ضم أكثر من 107 آلاف رجل وسيدة في 49 ولاية، خلُصت الدراسة إلى أن معظم هؤلاء الأشخاص لم تكن لديهم أدنى فكرة عن كيفية اتباع نظام غذائي صحي، وكان لديهم القليل من المعرفة بشأن الرياضة، وشبه جهل تام بالعلاقة المثمرة النافعة التي تربط بين الغذاء السليم والرياضة الجيدة) [2].
وكانت هذه النتائج مثيرة للدهشة، إذ أن الأمريكيين ينفقون 33 بليون دولار سنويًا على منتجات إنقاص الوزن والخدمات الخاصة بهذا الغرض الذي يبدو أن معظمه يذهب هباءً.
ما الطعام المناسب لنا لنتناوله؟
وللإجابة على هذا السؤال نرجع أولًا للهرم الغذائي، الذي ينقسم إلى ثلاثة خطوط كبيرة، تحتل فيه القاعدة "الكربوهيدرات" وأوسطه "البروتينات"، وأعلاه
"الدهون".
1- الكربوهيدرات: وهي التي تمد الجسم بالطاقة اللامة لنشاطه، وتتوافر في كل أنواع الخضر والحبوب والمكسرات والفاكهة.
أسطورة: السكر يرفع مستوى الطاقة.
وحقيقتها أنك بحاجة إلى السكر، ولكن السكر الطبيعي، وهذا يعني سكر الفاكهة والخضروات الذي يحتوي على فيتامينات وأملاح معدنية لازمة لجسمك، وعمل التمثيل الغذائي الخاص بالسكر.
2- البروتينات: وتنقسم إلى نوعين:
(1) البروتينات الحيوانية، حيث لا يجب أن تقل عن 1\3 مجموع الاحتياج اليومي من البروتين، وهو يوجد في الحليب ومنتجاته، واللحوم والأطعمة البحرية.
(2) البروتينات النباتية، حيث يفضل استخدامها بكثرة لأنها خالية من الكوليسترول، وتوجد في البقول وبعض الخضروات والفواكه، كما توجد في المكسرات، ولكنها عالية الكوليسترول.
3- الدهون: وتحتل أعلى الهرم الغذائي، (أكدت الدراسة التي نشرت في ديسمبر عام 2000م في جريدة "الجمعية الأمريكية لعلوم الشيخوخة" قيمة وفائدة الدهون الجيدة، وقد أكدت الدراسة أن "الدهون الجيدة" تحرق "الدهون السيئة" التي تسبب الأمراض مثل التصلب) [3].
والدهون السيئة هي تلك الموجودة في جلد الدجاج والسجق والبرجر والبسكويت والكعك والأطعمة المقلية.
أما الدهون الجيدة فهي الموجودة في بعض الأسماك الشائعة مثل السلامون والتونة والرنجة.
4- الفيتامينات: هي مكون رئيس للحصول على التوازن، وتقوية جهاز المناعة، وما يميزها هي أننا نكون بحاجة إلى كميات صغيرة فقط منها ضمن الغذاء، وتتوافر بشكل أساسي في الفاكهة والخضروات، ويمكن أن تتوافر أيضًا في البيض والكبد والحبوب والسمك.
(نشر "جلاديز بلوك" من جامعة كاليفورنيا في بريكلى مؤخرًا دراسة ضخمة، شملت أكثر من 200 دراسة غذائية، وجاءت النتائج واضحة تمامًا؛ وهي أن الأشخاص الذين كانوا يواظبون على الإكثار من تناول الخضروات والفاكهة بمعدل يفوق المتوسط قلت فرص إصابتهم بنطاق واسع من أنواع السرطان أربع مرات عن غيرهم، بما في ذلك سرطان الثدي والرئة والقولون، كما أنهم كانوا أقل إصابة بمرض القلب أيضًا) [4].
ملاحظات غذائية
1-أهمية وجبة الإفطار.
2-تناول اللحوم الحمراء بكميات كبيرة له العديد من الأضرار الصحية.
3-طهي الطعام دون تسبيك يحافظ على قيمته الغذائية.
4-الطعام الطازج يحتوي على كمية من الفيتامينات والأملاح المعدنية تفوق ما تحتوي عليه الأطعمة المخزنة أو المعبأة.
5-غلي الطعام أكثر من مرة يقلل من القيمة الغذائية له.
6-الحلويات تعطي طاقة فقط، أما الفاكهة فتعطي طاقة وفيتامينات ومعادن.
7-كثرة التوابل تزيد من الإصابة بقرحة المريء والمعدة.
8-الكولا والشاي والقهوة منبهات لا يستحب شربها بعد الأكل مباشرة، ولا الإكثار منها.
ثانيًا ـ النوم المتوازن
النوم المتوازن الصحي له مواصفات هامة:
(1) أن يكون النوم متواصل لعدد ساعات محددة.
(2) أن يكون في الليل، متاشيًا مع الطبيعة الإنسانية والفطرة الإلهية {جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ}[يونس:67].
(3) المحافظة على وقت النوم والاستيقاظ.
وبهذا تتمكن الأجهزة من استعادة نشاطها مرة أخرى بعد النوم المتوازن.
ثالثًا ـ العادات الصحية
العادات الصحية السليمة لها تأثير هام على أجهزة الجسم بوجه عام، ومثال ذلك:
- الوضع المناسب للوقوف: مستقيم القامة، مفرود الظهر.
- الوضع المناسب للجلوس: مفرود الظهر.
- النوم على الظهر لمدة طويلة يسبب الشخير.
ومن أمثلة العادات الصحية الخاطئة: عدم تناول وجبة الإفطار، تناول المواد الحريفة والمخللات بإفراط، شرب الماء كثيرًا أثناء الأكل.
الهوامش
1- تقرير أحد لجان توعية الشباب الصادرة عن وزارة الصحة.
2- كتاب "العقل القوي"، توني بوزان.
3- كتاب "بين الوقاية والعلاج"، د.أكرم رضا.
4- كتاب "النظام الغذائي الصحي".
العرض العادي
