على أيهما يقع الحكم القلب أم العقل؟
صعب التحكيم بين أميرين , والأصعب إصدار الأحكام............
من ذا الذي يتجرأ على قول كلمة بل حتى حرف.........؟
من من بني الإنسان أن يحرك لسانه داخل فمه وهو مطبق مغلق...؟
من منا من يختلي بنفسه في دهاليز الظلام ويهمس في أذنه اليمنى خوفا من أن تتنبأ الأذن اليسرى فيقع المحذور وتقلب القدور وتتفجر البراكين التي في الصدور....؟.
من له القدرة من بني آدم على أن يتخيل حتى ...............؟
صعب التحكيم بين أميرين شقيقين أخوين مثل ما هو الحال صعب الفصل بين جسدي توأمين
حيث النتيجة الموت ... نعم الموت لا محالة, بما تحمله هذه الكلمة من معنى وأبعاد...
وأنى لآس أو جراح ماهر أن يقدم على مثل هذا ؟ وهو على علم سابق أكيد مؤكد أنه الموت لكنه موت محترم حيث يموت ببطء لا لكونه قويا مفتول العضلات ممشوق القامة عريض المنكبين فارع الطول بل لأن قلبه , قلبه فقط يطلب الدفء والحنين فكفى ما قساه من أنين
وما ذنب التوأمين جاءا لهذا العالم متلاصقين , لكنه عالم متحرك بأرجل عرجاء , ناطق بلسان حروفه جوفاء بكماء , ناظر ببصر مطموس للظلماء, مستمع بأذنيه الصماء ......
لكن أين حاسة الشم التي تعرف في اللغة وعلم الطب بالأنف؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟
أقول لكم وقبل أن أقول لكم استسمح من كان له أنف ؟ إن هذه الحاسة حلقت شعيراتها ...
حين الذئاب اغتصبت حرمة أنثى الخروف
حين خلعت من على أكتاف الشرفاء السيوف
حين أضحت نسوة من قريتي يضربن على الدفوف
حين ظلت المصاحف حبيسة ورهينة الرفوف
عندما أهينت الحرة زيفا واستبيحت هكذا نزوة الجسد المصطنع
وقت اعتلى أراذل القوم وسيدوا قردهم
وقت إنزل الفارس الراكب المتأهب جبرا من على صهوة جواده
وقت قيادة الصعاليك لسفينة المساكين على رمال الرمضاء
حين... عندما ... وقت.. هذه الثلاث تجرنا إلى حقيقة واحدة لا ثانية لها
حقيقة أننا في يوم ضيق صباحه وشنق مساؤه
في يوم تحول نهاره ليلا ..نوما ... سباتا ... غفلة....
في يوم استبدل ليله بنهار .. بريق.. هرج... عرى وتبرج .....
كلمة من شفا الكؤوس على بصمة ذات ألوان بين أحمر قاتم وآخر فاتح وبريق رسمت حقيقتها
ومن العيوب عفوا أقصد العيون وما اكتنفها وأحاط بها من خزعبلات شياطين الأنس والجان
من أبيض ناصع وأزرق لامع وبنفسجي لاسع , وحواجب أدق من الشعرة وجفون مستعارة
وما على الوجه من طبقات على طبقات أخفت الصدق وأظهرت للشياطين طواعية الرق
هذه الوصفات والصفات لا تعد ذات قيمة وأهمية إذ ما على خشبة المسرح طلعت الكاسيات العاريات من العقل متجردات نافرات ولعزف الآلات هاويات متمايلات راقصات..........
نعود إلى صلب الموضوع لئلا نتوه أو تصيبنا ريح صفراء من الشمال .. من الغرب ... من وراء البحار.. فويح وما أتعس ذاك الذي للنبت غرس .... غرس في أرض لا ولم ولن تكن يوما راضية بنجس , ولكن هذا حدث, وكان لا بإرادة الإنسان ولكن بمشيئة الرحمن.
قلت صعب التحكيم والحكم على عقل وقلب هما أصلا لأميرين ولهما وفيهما خلقا
التقيا بعد زمن, ولم يكن أحدهما للآخر بمقدر فالقدر لعب دوره والغيب يبقى غيب لصاحبه
ولنا في التاريخ ما ننكر.... ولنا في الأساطير ما يؤثر.... ولنا في أنفسنا نحن البشر
الكثير الكثير من العبر...
اسألوا من شئتم؟ من ماتوا ورميمهم لا زال في القبر
اسألوا إن شئتم من تحت الشمس والقمر؟
اسألوا كل جلمود وصلد من الحجر؟
اسألوا كل اخضر ويابس من زرع ونبت وشجر؟
اسألوا الدمع المنهمر وأصل مياه البحر؟
اسألوا الصافات القابضات في السماء من الطيور؟
اسألوا من اتخذ وكره موطنا بين الصخور
اسألوا العفاريت من الجن في الكهوف هم أولى بالخبر؟
هؤلاء وتلك المخلوقات ..تموت فوق الأرض و في بطن الأرض .. في الفضاء وفي المحيطات
تموت كلها رهبة من قول أن القلب أو العقل بينهما فاصل..............
كلا وإن زعم المجتمع زعما , وإن اتفق ضلالا , وإن أراد فصالا خسئ
لأن أمرا كهذا لا يملكه إلا الله سبحانه وتعالى عما يصفون.........
فلما التسارع؟.... لما التناجي؟... لما الهمس؟... لما الوجل؟.........
أعمارنا, أرزاقنا , حياتنا, مماتنا , أقوالنا , أفعالنا, عند الجبار في سجل
إني أشم رائحة الطبخ قبل نضجه
هل من يفطر صائما مثلي ويرجه؟
أم أن الوليمة حصرا تشان بوجهه؟
عار استعجال أمر قبل حلول أجله
هكذا صدر حكم الحكام ... وقرئ نص الأحكام... أمام كل الأنام..فهل منكم من استوعب
فقه الحكم والكلام ............................؟
إني حافي القدمين أسير مواصل السير ...وجهتي ديار الدلال لا قصر الأمير
وحتى تفتح الأبواب يخط الجواب من الرب العظيم الملك الوهاب
وعبد من عبيده يحتضر غشاه الضباب .. لا الجبل العالي صعد ولا دس في التراب
من يسند ظهره؟..... من يذيب قهره ؟... من يقبل عذره؟... هل من جواب؟
العرض العادي
