إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد :
يقصد بالهمة الباعث على الفعل أما العزيمة فهى استجماع قوى الإرادة على الفعل ، وكأن صاحب العزيمة لا رخصة له في التخلف عن القيام بالهمة ، بل هو مطالب باستجماع قوته وشحذها حتى يطيق الأداء.
وكثير من الناس – ولا حول ولا قوة إلا بالله - يعقد الآمال بفعل جملة من الطاعات في شهر رمضان فإذا ما أتى الشهر (أصبح خبيث النفس كسلان) وذلك لأنه لم يحل عقدة العادة والكسل والقعود.
أسباب الارتقاء بالهمة
1) العلم والبصيرة ، فالعلم يورث صاحبه الفقه بمراتب الأعمال فيتقى فضول المباحات التى تشغله عن التعبد
2) إرادة الآخرة وجعل الهموم هَماً واحدا
3) كثرة ذكر الموت وأهوال القبر ويوم القيامة
4) التحول عن البيئة المثبطة وصحبة أولى الهمم العالية
5) التعرف على حال السلف وعلو همتهم وهاك طرفًا من عباراتهم وعباداتهم التي تدل على تشميرهم وعزيمتهم وهمتهم:
·قيل لنافع : ما كان ابن عمر يفعل في منزله؟ قال : الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما.
·كان ابن عمر إذا فاتته صلاة الجماعة صام يومًا، وأحيا ليلة ، وأعتق رقبة
·عن أبى عبيدة بن عقبة بن نافع أنه دخل على فاطمة زوج عمر بن عبد العزيز فقال : " ألا تخبرينى عن عمر؟ " ، قالت : " ما أعلم أنه اغتسل من جنابة أو احتلام منذ استخلف "
·كان أبو مسلم الخولانى قد علق سوطا فى مسجد بيته يخوف به نفسه ، وكان يقول لنفسه : " قومى فوالله لأزحفن بك زحفا حتى يكون الكلل منك لا منى " ، فإذا دخلت الفترة تناول سوطه وضرب به ساقه ويقول : " أنت أولى بالضرب من دابتى "
·كان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن في ركعة
فهؤلاء هم أنموذج السالكين الصادقين.
فتشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
وهذه كانت سيرتهم في مجاهدة النفس ومغالبة الهوى فاستحضرها عند هبوب ريح الكسل وسل الله حسن العمل.
العرض العادي
