كلنا نعرف العقاد,الشاعر,الفيلسوف,الناقد,المحلل السياسي,.......,والذي لم يكتب أبدا فوق ورق أصفر,أو بأسلوب رخيص مبتذل,في تغطية التلفزيون لإحدى دورات معرض القاهرة الدولي للكتاب ذكر أحد رواده حين سئل عن هواياته أجاب"أنا أهوى فن القراءة للأستاذ العقاد .........."فهو اعتبر القراءة للعقاد فنا من الفنون إن لم تكن هي بالفعل من الفنون,والتي كانت كتاباته أدق من الدقة وأبلغ من البلاغة,شابهت الرياضيات التي تحرك الذهن وتشغله ..ولما حاولنا الكتابة عن هذا العملاق توجهنا إلى أسرته بأسوان وحصلنا منها على بانوراما لأهم أحداث سنوات حياته,وأهم إبداعاته,ومنها ما لم ينشر..حتى نقدم لكم شيئا مختلفا عنه.
البداية كبرياء وكفاح
في أسوان بأقصى صعيد مصر وفي28 من يونيو 1889ولد عملاق الأدب العربي عباس محمود إبراهيم مصطفي العقاد لأب كان أمينا للمحفوظات بتلك المدينة وكان ابنا لصراف إسنا ثم صرافا لأسوان,والأم كانت حفيدة لأحد رجالات الفرقة الكردية التي أرسلها محمد علي باشا إلي السودان لتأديب ملك شندي على عصيانه.
هكذا ولد العقاد في أحضان أسرة من الطبقة المتوسطة اجتماعيا لم تستطع ان تسعفه في استكمال تعليمه الرسمي بعد الحصول علي شهادة إتمام الدراسة الابتدائية التي تخرج فيها 1903لقلة الزاد وكثرة الأولاد,ومن هذه البوتقة وإزاء هذه الظروف انطلقت عصامية العقاد وتفجر كفاحه وجلده علي ضوء من عشقة طلب العلم,وغرام بالقراءة والإطلاع,بعد تخرجه تبرع للتدريس في المدرسة الإسلامية الخيرية في1904,وفي1905 التحق في وظيفة تلميذ في القسم المالي في مديرية قنا وبنفس السنة نقل الي القسم المالي في الزقازيق,وعزم على إصدار صحيفة أختار لها اسم"رجع الصدى"وفي 1906استقال من وظيفته بالزقازيق والتحق بمدرسة الفنون والصنائع,ثم منها إلى مصلحة البرق,في 1907عمل بصحيفة الدستور وكان يكتب مقالاته بتوقيع "ع.م العقاد"وفي 1908أدار أول حوار صحفي مع وزير,وكان مع"سعد زغلول"وزير المعارف العمومية,كما حرر مقال بتوقيع "ع.الأسواني" ضد الخديو عباس وفي خلال تلك الفترة تعرف علي الكاتب والشاعر إبراهيم عبد القادر المازني والشاعر عبد الرحمن شكري,في 1909اضطرته الظروف المادية الي العودة الي أسوان ثم قضي ما يناهز العامين مريضا بها.
من1910إلى1920
كان يكتب بالمراسلة لمجلة البيان1911 التي كان يرأس تحريرها عبد الرحمن البرقوقي وفي1912 التحق بوظيفة مساعد كاتب بالمجلس الأعلى بقلم السكرتارية بديوان الأوقاف,وكان أكثرية موظفيه من الأدباء والشعراء,وكان يكتب فصلا نقديا في مجلة عكاظ,في 1914التحق للعمل محررا بصحيفة المؤيد,ولمخالفة سياسة المجلة للوظيفة استقال منها مؤثرا العودة إلى بلدته أسوان,وألف بها كتابه "ساعات بين الكتب"ولم ينشر وهو غير الكتاب الذي نشره بنفس الاسم في1929,ألف في نفس الفترة كتب"مجمع الأحياء"ثم"الشذور",وعند نشوب الحرب العالميه الأولى عاد إلى أسوان,وعمل ناظرا لمدرسة المواساة الإسلامية وفي تلك الأثناء ألف ملحمة"نادي العجول"ضد طبقة كبار الموظفين بأسوان وعلي رأسهم مدير أمنها وحاكمها وصدر قرار بتحديد إقامته بمنزلة وفي 1915سافر سرا إلى القاهرة وفي خلال ذلك عمل بمدرسة وادي النيل الثانوية مع صاحبه المازني ثم عمل في صحيفة الأهالي مع الأستاذ عبد القادر حمزة,وفي 1919استقال من الأهالي واخذ يكتب في الأهرام ومن بين ما كتب بها التعليقات علي تقرير لجنة ملنر الشهيرة,وفي تلك الفترة اشترك في وضع منشورات جماعة اليد السوداء.
من1920إلى1940
مرض فعاد إلى أسوان وبقي بها1921 و1922 ثم عمل مع عبد القادر حمزة في مجلة الأفكار,وكتب عدة فصول أدبية في صحيفة الأهرام ومجلة الأفكار,وشهدت الفترة من عام1921 ولوج العقاد بقوة ميدان السياسة,وفي 1923عمل بصحيفة البلاغ مع عبد القادر حمزة,وفي1929 اشترك في تحرير الملحق الأدبي للبلاغ وفي 1928أبدع الجزء الرابع من ديوانه،وفي 1929ألف كتاب"الحكم المطلق في القرن العشرين"وفي تلك الفترة وحتى 1930توالت كتاباته ضد الرجعية والملك واعتقل بسبب ذلك في أكتوبر وقدم للمحاكمة وحكم عليه بالسجن تسعة اشهر,في 1933ألف ديوانه"وحي الأربعين"و"هدية الكردان",في27/4سنة1934كرم وبويع إمام للشعراء,في1935 استقال من حزب الوفد النحاسي والتحق للعمل بروزاليوسف وخلال ذلك اصدر صحيفة"رجع الصدى",في 1936ألف كتابه"سعد زغلول"وحرر عدة مقالات في صحيفة مصر الفتاة, وفي 1937ألف ديوانه "عابر سبيل",وفي 1939ألف روايته الوحيدة "سارة".
من1940إلى1950
وفي 1940ألف كتابة"هتلر في الميزان"و"النازية والأدباء"وفي1942 ألف ديوانه"أعاصير مغرب"وكتابه"شاعر الغزل"وفي1944 ألف كتابيه"عمرو بن العاص"و"جميل بثينة"وفي 1945ألف كتب"هذه الشجرة"و"أبو الشهداء الحسين بن علي"و"داعي السماء"عن بلال ابن رباح مؤذن الرسول"و"عبقرية خالد"و"فرانسيس بيكون",وفي 1946ألف كتابة"الشيخ الرئيس"عن الفيلسوف ابن سينا وفي1947 ألف كتابه"الله"وفي 1948ألف كتابه"روح عظيم"عن المهاتما غاندي،في1949 ألف كتابة"عبقرية الإمام".
من1950إلى1960
وفي 1950ألف ديوانه"بعد الأعاصير"وفي1952 ألف"محمد علي جناح"و"صن يات صن"و"بين الكتب والناس",وفي 1953ألف كتب"عبقرية المسيح"و"فاطمة الزهراء"و"أبو الأنبياء"و"ابن رشد"و"أبو نواس",في 1954ألف كتابيه"ذو النورين"و"الإسلام في القرن العشرين"وفي1955"مطلع النور"و"الشيوعية والإنسانية"و"الصهيونية العالمية"و"إبليس",في1956 عين مقررا للجنة الشعر بالمجاس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الإجماعية,في1956 ألف كتابة "جحا الضاحك المضحك"و"أفيون الشعوب"وفي1957"بنجامين فرانكلين","الإسلام والاستعمار","ولا شيوعية ولا استعمار"وكتاب"حقائق الإسلام وأباطيل وخصومه,في 1958نشر ديوانه"ديوان من دواوين"وألف كتاب"التعريف بشكسبير",في 1959كتب"القرن العشرون ما كان وما سيكون"وكتابة "المرأة في القرآن الكريم"و"الرحالة كاف"عن عبد الرحمن الكواكبي.
من1960إلى النهاية
في 1960منح جائزة الدولة التقديرية في الأدب,وألف كتب"الثقافة العربية اسبق من ثقافة اليونان والعبريين"و"اللغة الشاعرة"و"شاعر أندلسي"و"جائزة عالمية",في 1961كتابيه"الإنسان في القرآن الكريم"وكتابة"الشيخ محمد عبده عبقري الإصلاح والتعليم",في 1962كتابة"التفكير فريضة إسلامية"و"ما يقال عن الإسلام",في1963"أشتات مجتمعات في اللغة والآداب"و"رجال عرفتهم" وفي1964"جوائز الأدب العالمية"والجزء الأول من كتاب"اليوميات".
هكذا.. ألف العقاد ما يناهز المائة وعشرين كتابا نثريا علاوة علي ما جاوز الدواوين الشعرية العشرة لم نذكر إلا أمثلة منها ذلك علاوة علي ما لم يجمع في كتب أو دواوين من مئات القصائد وآلاف المقالات والأبحاث,والدراسات.
والجدير بالإشارة ان العقاد كان يعقد ندوة أسبوعية في صبيحة كل يوم جمعة حيث ترفع حال صلاة الجمعة وتعاد بعدها وحتي الساعة السابعة مساء حيث كان يرتادها كبار المثقفين.
حتى كان13مارس1964 حيث صعدت روحه الخالدة إلى عليين وأودع جثمانه مسقط رأسه أسوان.
العرض العادي
