احبتي الأطفال لا تغادروا المنزل من دون تناول وجبة الافطار!
احبتي الأطفال لا تغادروا المنزل من دون تناول وجبة الافطار!
تشير الدراسات إلى أن الاستيقاظ باكرا من الامور الشاقة على النفس لذلك فان كثيرا من الناس يحاولون تجنب هذه الفترة بكل ما فيها ويهملون وجبة الفطور على الرغم من تأكيد الاطباء والبحوث الطبية على أهمية هذه الوجبة لجميع الفئات العمرية.
وتؤكد الدكتورة خيريه ان وجبة الفطور تمثل ثلث الاحتياجات اليومية من الطاقة والعناصر الغذائية ولذلك فلابد أن تكون وجبة متوازنة صحية ومحتوية على جميع العناصر الغذائية من بروتين ونشويات وقليل من الدهون وخاصة الدهون المشبعة بالاضافة الى الفيتامينات الموجودة في الخضر والفاكهة والمعادن وأهمها الكالسيوم الموجود في الحليب ومشتقاته من الاجبان والتي تساعد على نمو وتقوية العظام.
وللحصول على وجبة غذائية كاملة في بداية اليوم تنصح بأن يشتمل الفطور على كوب من الحليب مع قليل من السكر اضافة الى شريحة من الخبز مع الجبن أو البيض وتشدد على أن الحليب يجب أن يرافق وجبة الفطور في جميع مراحل حياة الانسان من الطفولة المبكرة وحتى الشيخوخة.
ومن ناحية أخرى فان كثيرا من الامهات يشتكين بأن أطفالهن لا يقبلون على تناول الفطور .. توضح الدكتورة خيرية أن ذلك مرده اعتياد الطفل على السهر ليلا والاستيقاظ بوقت متأخر أو قبل موعد المدرسة مباشرة مما يسبب قلة الشهية وعدم الاقبال على الفطور وتشير الى أنه من المهم أن يتم تعويد الطفل على النوم والاستيقاظ مبكرا فيكون لديه الوقت الكافي لتناول الفطور مضيفة أن للاسرة دورا كبيرا في هذا التقويم.
وتؤكد الأبحاث الطبية أن العادات الغذائية التي يعتاد عليها المرء في فترة الطفولة هي المرشحة للاستمرار مدى الحياة وبهذا فان الاطفال الذين يميلون الى حذف وجبة الفطور فانهم على الارجح يستمرون في هذه العادة الغذائية في فترة الرشد وتخلص نتائج هذه الابحاث أنه لابد أن يعتاد الطفل على تناول وجبة الفطور وتقع هذه المسئولية على كاهل الابوين.
وفى كثير من الاحيان ينصح بتناول ملعقة من العسل عقب الاستيقاظ مباشرة.. وتؤكد رئيسة قسم التغذية بوزارة الصحة أن تناول العسل أو الحليب بالعسل عوضا عن تناوله مع السكر يعتبر مفيدا حيث أن للعسل فوائد كبيرة نظرا لاحتوائه على معظم الفيتامينات وخاصة فيتامين "أ" و "ب" وحمض الفوليك وكذلك يعتبر مصدرا غنيا بالطاقة لاحتوائه على نسبة عالية من السكريات مثل الفركتوز والجلوكوز والسكروز لذلك لا ينصح باعطائه لمرضى السكر أو من يعانون من السمنة.
وقد أظهرت نتائج العديد من الدراسات في أنحاء العالم أن تناول الافطار يرتبط بتحسن القدرة على التحمل في بداية النهار والقدرة على الاستيعاب الدراسي والقيام بواجبات العمل حيث يساعد الافطار على سد النقص في مستويات جلوكوز الدم صباحا وهذا أمر هام حيث أن الدماغ ذاته ليس لديه احتياطات من الجلوكوز ولا بد من تعويض النقص الحاصل من الجلوكوز فيه بصورة مستمرة.
ويقول أحد خبراء التغذية "أنه عندما تأخذ بعين الاعتبار بأنه مضى عليك ثمان الى تسع ساعات على تناولك وجبة العشاء فانه من الواضح أن التزود بالوقود من خلال الفطور سيجعلك تشعر بالراحة وتنجز أفضل خلال اليوم."
ويقر بهذا الباحثون في جامعة علوم الصحة في شيكاغو بعدما درسوا ما اذا كان لتناول وجبة الفطور تأثيرات مفيدة وايجابية على مزاج الانسان وأدائه المعرفي في فترة ما الظهيرة ووجدوا أن تناول الفطور يمنع العديد من الاثار الضارة ومنها الصداع والاجهاد والتوتر .
كما أن الدور المؤثر والفاعل للفطور في مساعدة الاطفال على افضل أداء صفى تم توثيقه قبل أكثر من ثلاثين عاما في كلية الطب بجامعة ايوا فقد اكتشف الباحثون أن الاطفال الذين لا يتناولون وجبة الفطور يواجهون مشكلة التركيز في المدرسة ويصابون بالاعياء وعدم الانتباه في فترة الظهيرة وقد تم ربط ذلك بانخفاض مستوى السكر في الدم والذي لا يتم سد النقص فيه من خلال وجبة الفطور مما يسمح بالاصابة بالاعياء والاجهاد والتعب والضيق وبالتالي يتأثر التحصيل العلمي سلبا.
وينصح الاخصائيون من أجل تفادى اغراء تخطى اعداد وتناول وجبة الفطور أن تكون هذه الوجبة من المواد الغذائية المعدة مسبقا أو التي تحتاج الى وقت قصير لاعدادها.
والاهم مما سبق أنه لا يوجد دليل على أن اهمال وجبة الفطور يساعد في انقاص الوزن وتشير الدراسات الى أن من لا يتناولون الفطور يعوضون ذلك بأكل كمية أكبر من الطعام على وجبة الغداء لذلك فانه من غير المجدي الاستغناء عن هذه الوجبة بدعوى اتباع حمية لانقاص الوزن.