آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 19862 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14027 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20156 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 21595 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 55690 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 50861 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 42746 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 25121 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 25515 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 31426 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-06-2010, 09:36 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الحقيقة المخفية عما يسمى بـالـ "بستكية"


الجمعة، ١٢ مارس، ٢٠١٠
الحقيقة المخفية عما يسمى بـالـ "بستكية"


Cant See Images

أول صورة فوتوغرافية تم التقاطها في داخل مدينة دبي عام 1908 على يد الدكتور سي ستانلي من البعثة التنصيرية الأمريكية. المصدر: بلدية دبي، نقلاً عن كتاب The Arabian Mission 1902 - 1910

1. مقدمة
يعود تاريخ الحضارة في هذه المنطقة (الإمارات) من الخليج العربي إلى أربع آلاف سنة مضت، حيث قامت مجموعات صغيرة من السكان باستيطان سواحل الخليج العربي باتخاذهم الصيد مهنة لهم ويرجع لأولئك الفضل في تأسيس مدينة دبي. ومن المعتقد أيضاً أن خور دبي شكّل مأوى لأولئك السكان الذين مارسوا التجارة على الطريق التجاري القديم بين وادي الرافدين ووادي الأندوس، فقد كشف النقاب عن بعض المستوطنات التاريخية آنذاك، وأكتشف العلماء خلال السنوات القليلة الماضية مئات اللقى الأثرية التي تشير إلى وجود حضارات يعود تاريخها إلى الألف الثالث ق.م، ويمكن مشاهدة تلك المجموعات التاريخية في متحف دبي. أما دبي الحديثة فيرجع تاريخها الحديث تحديداً إلى العام 1833م، حيث كانت قرية صغيرة في رأس الشندغة وهو عبارة عن امتداد رملي في البحر عند مدخل خور دبي، استقر فيه فرع من قبيلة بني ياس وأقاموا تجمعاً سكانياً صغيراً حيث عمل في تجارة اللؤلؤ والغوص إضافة إلى أنشطة تجارية متنوعة بقيادة عائلة آل مكتوم التي استلمت السلطة آنذاك ولا تزال تحكم الإمارة اليوم. غير أن اكتشاف اللؤلؤ الصناعي في أواخر الثلاثينيات أسدل الستار على هذه الصناعة محلياً. فكان من سكان دبي العثور مباشرة على البدائل مكنتهم من التغلب على هذه الأزمة فقاموا بتحويل دبي إلى مركز هام لتجارة الذهب وغيرها من السلع.


مدينة دبي تأثرت بالطبيعة الصحراوية في بداياتها، أسوة بباقي مناطق الخليج العربي بشكل عام، لكن دبي أصبح لها ثقافتها الخاصة بعد اكتشاف اللؤلؤ الذي أدى إلى تعلم سكان الإمارة اتقان مهارات خاصة في الحرف اليدوية كصناعة السفن التقليدية بأنواعها الشراعية والكبيرة والصغيرة. وعلى مر السنين، أصبحت دبي مركزاً تجارياً هاما في المنطقة، وذلك بسبب ما حبى الله الإمارة الصغيرة بالخور، والذي يعد جزء مهما من أرث دبي الثقافي الحضاري، فمن هذا الخور كانت السفن بجميع جنسياتها تأتي وترحل. والتنوع الثقافي اليوم في إمارة دبي جعلها مركزاً ثقافياً محورياً في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتواجد في الإمارة ما يقارب 200 جنسية، أما الخور فلا يعتبر مرسى للسفن فقط بل معلماً تراثياً وسياحياً يحكي قصة كفاح الاباء والأجداد لجعل دبي إحدى أرقى المدن في العالم أجمع.


أحد الأحياء السكنية التي استقرت على ضفاف خور دبي حالياً، حي أُطلق عليه اجتهاداً أو جزافاً أيضاً – إن صح التعبير – بحي "البستكية"، نسبة إلى منطقة "بستك" في الجمهورية الإيرانية، وفي هذه الورقة سنحاول اثبات خطأ التسمية بالأدلة التاريخية أولاً، وللحفاظ على عروبة إمارة دبي ثانياً.

Cant See Images
2. لمحة تاريخية
1.2. أسباب انتقال آل بوفلاسة من أبوظبي إلى دبي
كان تأسيس إمارة دبي الحديثة في العام 1833م عندما استقر ما يقارب من 800 شخص ينتمون إلى قبيلة بني ياس بقيادة الشيخ مكتوم بن بطي بن سهيل الفلاسي عند منطقة الخور، حيث يشكل الخور ميناء طبيعياً، وهو ما أدى إلى بروز دبي مركزاً لصيد الأسماك واللؤلؤ والتجارة.
الشيخ مكتوم بن بطي بن سهيل الفلاسي، هو أول حاكم لدبي وعلى يديه تأسست الإمارة. حكم دبي من 1833م إلى 1852م، وتوفي أثناء عودته بالبحر من زيارة لسلطان مسقط ودفن في ولاية شناص بمنطقة تعرف بـ "حرمول". وكان سياسياً بارعاً وداهية من الدهاة وحكيماً عاقلاً إلى حد بعيد، استطاع بكل قدرة أن يؤسس البوفلاسة في دبي رغم صعوبة تلك الظروف التي مر بها، وأن يجنبها الكثير من المشاكل، حيث لعب على كثير من التناقضات السياسية في ذلك الوقت، فكان يحالف هذا ويحارب ذاك، ثم حالف الذي حاربه وحارب الذي حالفه إلى أن رسى على بر الأمان واستقر له حكم دبي بشكل ثابت عام 1833م.
إن السبب الرئيس لنزوح البوفلاسة من إمارة أبوظبي واستقرارهم على ضفاف خور دبي، وانشقاق البوفلاسة عن البوفلاح هو قيام الشيخ هزاع بن زايد الفلاحي ابن عم حاكم أبوظبي باغتيال الحاكم الشيخ ذياب بن عيسى الفلاحي في العام 1793م، الحدث الذي اشعل شرارة الانشقاق في قبيلة بني ياس العربية الأصيلة التي يعود تاريخ تأسيسها إلى بدايات القرن السادس عشر ميلادية وبالتحديد عام 1507م، ولهم زعامة أبوظبي ودبي، وأدى كذلك إلى حدوث انقسامات في قبيلة بني ياس بين مؤيد ومعارض للشيخ هزاع بن زايد الذي لم يتسنى له الاستيلاء على الحكم لأن الشيخ شخبوط بن ذياب بن عيسى نجل الحاكم الشيخ ذياب بن عيسى الفلاحي قد انتقم لمقتل والده وطارد الشيخ هزاع بن زايد وقتله في منطقة جبل علي، ليصبح الشيخ شخبوط بن ذياب الفلاحي حاكماً شرعياً على أبوظبي عام 1793م حتى العام 1816م. لكن الأمور لم تستتب عند هذا الحد فقط، بل أن أحداث الصراع على السلطة ظلت قائمة داخل الأسرة الحاكمة، حيث قام الشيخ محمد بن شخبوط بن ذياب الفلاحي بالانقلاب على أبيه والاستيلاء على حكم أبوظبي عام 1816م، فيما غادر الوالد شخبوط بن ذياب أبوظبي ليثبّت حكمه في مدينة العين، لكن حُكم الشيخ محمد بن شخبوط لم يستمر سوى لمدة عامين فقط وانتهت مدة حكمه في العام 1818م باسقاط الشيخ طحنون بن شخبوط لحكم أخيه محمد بن شخبوط، وأصبح الشيخ طحنون بن شخبوط الفلاحي حاكماً لأبوظبي في الفترة من 1818 إلى 1833م، ونلاحظ هنا تشابه التاريخ في انتهاء حكم طحنون بن شخبوط وقيام إمارة دبي في العام نفسه 1833م، فحسب بعض الرويات، فإن الشيخ مكتوم بن بطي بن سهيل الفلاسي كان طرفاً في المؤمرات التي رتبها حاكم أبوظبي الأسبق شخبوط بن ذياب بالتعاون مع ولديه خليفة وسلطان لاغتيال اخيهم الأكبر طحنون، وكذلك هناك روايات أخرى تقول أن الشيخ مكتوم بن بطي هو من اغتال طحنون بن شخبوط. وعموماً، فإن الاضطراب الذي خلفته عملية اغتيال الشيخ طحنون بن شخبوط أدى إلى نزوح الشيخ مكتوم بن بطي هو وجماعته التي قُدّر عددها بنحو 800 شخص إلى دبي، في حين أصبح الشيخ خليفة بن شخبوط حاكماً لأبوظبي من العام 1833م إلى 1845م.
قبل العام 1833م كان هناك اختلاف تاريخي على تحديد من هو الحاكم الرسمي أو الشرعي لدبي، فدبي منطقة حساسة جداً نظراً لقربها الكبير من الشارقة والقواسم، وكان يحكمها حاكماً ظبيانياً اسمه هزاع بن هزاع بن زعل آل سعدون الفلاحي، وأن من قام بتعيينه حاكماً على دبي هو الشيخ شخبوط بن ذياب (1793 – 1816م)[1]، أي أن دبي كان حالها كحال بقية المقاطعات التابعة لأبوظبي كالعين والبريمي وليوا وجزيرة داس وخور العديد فيما كان أقدم مبنى موجداً في دبي هو حصن الفهيدي الذي بنتهُ أبوظبي تقريباً في العام 1787م، وتم افتتاحه رسمياً في العام 1799م لحماية الحدود الشرقية لإمارة أبوظبي من القواسم الذين كانوا بمثابة الأعداء اللدودين لأبوظبي، وكان يدير شؤون حصن الفهيدي والياً مُعيناً من أبوظبي اسمه سلطان بن ماجد السويدي، وهذا أمر يؤكد على أن دبي نظراً لموقعها الاستراتيجي منطقة لم تعرف الاستقرار السياسي إلا بعد تثبيت البوفلاسة لأقدامهم على أرض دبي وتأسيسهم لمشيخة دبي عام 1833م، فقبل حكم البوفلاسة ظهرت تعقيدات تاريخية حول شخصية الحاكم الرسمي لدبي، هل هو هزاع بن زعل أو الوالي المعيّن من أبوظبي سلطان بن ماجد السويدي أو الشيخ سعيد بن بطي الفلاسي؟[2]
بمجرد دخول الشيخ مكتوم بن بطي بن سهيل الفلاسي إلى دبي ذهب إلى حصن الفهيدي، وطلب من الوالي سلطان بن ماجد السويدي مغادرة الحصن والذهاب فوراً إلى أبوظبي، وهذا ما حصل بالفعل، فكانت بداية حكم البوفلاسة في دبي. وعلى الرغم من أن حصن الفهيدي كان مقراً للوالي المعيًن من قبل حاكم أبوظبي، إلا أن الفهيدي أصبح سكناً للحاكم ومركزاً للحكم والإدارة في الفترة ما بين 1833م إلى 1896م، حيث انتقل بعدها الشيخ مكتوم بن حشر بن مكتوم بن بطي إلى منطقة الشندغة. يذكر أن الشيخ مكتوم بن حشر حكم من 1894م إلى 1906م، وعُرف بالتدين وإنصاف المظلومين فاستتب العدل في حكمه وقد أرسى قواعد التجارة والاستثمار في دبي وفتح أسواقها تجاريا واستقدم التجار من الخارج وبنى الأسواق وازدهرت في عهده التجارة وانتقل خط البواخر من الشارقة إلى دبي.
في العام 1820م، ونظراً لبروز حلف القواسم كقوة بحرية في الخليج العربي قررت الحكومة البريطانية إبرام معاهدات مع شيوخ جميع الإمارات المتصالحة التسعة، وكان هذا العام بمثابة الاعتراف البريطاني بمشيخة دبي ككيان مستقل عن مشيخة أبوظبي بسبب الاتفاقية التي وُقعت بين الحكومة البريطانية ومشيخات الإمارات المتصالحة أُطلق عليها "معاهدة العمومية مع الأقوام العرب في خليج فارس في سنة 1820م"، وكان أبرز بنود المعاهدة وضع حد لغارات النهب بين القبائل ووضع علم أحمر على السفن التابعة لعرب الساحل التي تجوب الخليج العربي.
لم يكن حاكم دبي الشيخ هزاع بن زعل في العام 1820م على قيد الحياة، ونظراً لشح المصادر التاريخية عن هزاع بن زعل، لا يُعرف تحديداً في أي عام توفي، فكان الوصي على حكم دبي هو ابنه محمد بن هزاع بن زعل آل سعدون الفلاحي، ولكنه كان قاصراً صغير السن، يبلغ نحو 9 سنوات، ولم يحضر ليوقّع المعاهدة مع البريطانيين، فتم إرسال مندوب عنه ليشهد توقيع المعاهدة، لكن المندوب لم يكن مخولاً بالتوقيع ولم يوقعها. في الحقيقة، من كان يدير شؤون دبي تلك الفترة هي ابنة هزاع بن زعل اسمها "فاخرة" فيما كان شقيقها الصغير محمد وصياً لعرش دبي افتراضاً فقط، فكما ذكرنا مسبقاً أن الشيخ شخبوط بن ذياب هو من عيّن هزاع بن زعل حاكماً على دبي ولم يعيّنه شيخاً ليورّث الحكم إلى نجل هزاع بن زعل، أي أن بوفاة هزاع بن زعل فإنه لا يحق توريث الحكم إلى نجله محمد، بل أن حاكم بني ياس من العاصمة أبوظبي هو المخوّل الوحيد بتعيين الحاكم الجديد لدبي. لكننا نفترض هنا أن الشقيقة الكبرى لمحمد بن هزاع (فاخرة) كانت تسعى لتوطيد حكم اسرتها في دبي لكنها لم تنجح.

Cant See Images
المعاهدة العمومية البريطانية مع الإمارات المتصالحة 1820م[3]

لم تنضم دبي رسمياً إلى هذه المعاهدة عام 1820م إلا متأخراً عندما زارها المقيم العام البريطاني في الخليج الملازم أول ج. ما كليود والتقى بحاكمها محمد بن هزاع حيث كان يقيم بمنطقة الشندغة.[4] ولكن من كان يقوم بمهام الاستقبال والتحدث بالنيابة عن الحاكم هو الشيخ زايد بن سيف بن زعل آل سعدون الفلاحي خال حاكم أبوظبي التالي خليفة بن شخبوط.


من ناحية أخرى، ذكرت بعض المصادر أن فور اغتيال الشيخ طحنون بن شخبوط واستلام الشيخ خليفة بن شخبوط (1833 – 1845م) سدة الحكم في أبوظبي بالتزامن مع خروج أو هجرة مجموعات من البوفلاسة والرميثات احتجاجاً على الطريقة القاسية التي تعامل بها خليفة بن شخبوط تجاه حركة التمرد الداخلية بعد اغتيال طحنون بن شخبوط، وترك المهاجرون إلى دبي وعلى رأسهم الشيخ مكتوم بن بطي جميع أملاكهم في أبوظبي فقام الشيخ خليفة بن شخبوط بحجر جميع أملاكهم مع تنازله عن منطقة دبي ولكن بعدد تردد كبير.


نستطيع أن نرى هنا استنتاجاً على ما سبق ذكره وإن كان مختصراً، مدى التعقيدات التاريخية حول تبعية دبي، فالتاريخ يقول أن أراضي دبي تتبع قبيلة بني ياس التي لها زعامة أبوظبي ودبي، ثم انفصلت دبي بعد حوادث اغتيالات الشيخ ذياب بن عيسى الفلاحي في العام 1793م والتي ولدّت اضطرابات أخرى انتهت باغتيال الشيخ طحنون بن شخبوط الفلاحي عام 1833م، ومع تزايد الاضطرابات فضّل الشيخ مكتوم بن بطي الانفصال عن آل بوفلاح وتأسيس كيان آخر يخص آل بوفلاسة في منطقة دبي. من جهة أخرى، فإن دبي كان لها حاكماً معترفاً به من قبل الحكومة البريطانية هو هزاع بن زعل ثم من بعده ابنه محمد بن هزاع، بدليل أن الحكومة البريطانية وقعّت معه معاهدة عام 1820م، وهي نفس الاتفاقية التي وقعت عليه مشيخة أبوظبي ما يعني أن شيخ أبوظبي في تلك الفترة الشيخ طحنون بن شخبوط (1818 – 1833م) لم يعترض على دخول محمد بن هزاع بن زعل كطرف آخر ينوب عن منطقة دبي في معاهدة 1820م، هذا بغض النظر عن تنازل الشيخ خليفة بن شخبوط عن دبي للبوفلاسة عام 1833م، ولنزيد من حجم التعقيد التاريخي فقد كتب الضابط البريطاني الملازم جي.إن.جاي من البحرية البريطانية تقريراً مفصلاً عن مدينة في العام 1822م جاء فيه أن حاكم دبي هو الشيخ سعيد، دون أن يوّضح أي سعيد، هل هو الشيخ سعيد بن بطي بن سهيل شقيق الشيخ مكتوم بن بطي الذي حكم دبي من 1852م إلى 1859م وعرف بالصلاح والعدالة وسار في الناس سيرة حسنة، أو شخص آخر لم يُذكر في مصادر أخرى؟



فيما يلي الجزئية التي تحدث عنها الضابط البريطاني جي.إن.جاي في تقريره عن المنطقة عام 1822م:


"مدينة دبي تلي الشارقة مباشرة وتبعد عنها في اتجاه الجنوب الشرقي بحوالي 7 أميال وهي تقع على الجهة الجنوبية لمدخل خور صغير بعمق 10 إلى 27 قدماً قرب المدينة، يصل عند مدخل الخورإلى عمق قدمين فقط وقت الجزر. هناك ضفاف صغيرة متعددة على الشاطئ وشعب صخري طويل يمتد من نصف إلى ثلاثة أرباع الميل داخل البحر وإلى محاذاة مدخل منطقة أبوهيل. قاع البحر ثابت ويبدأ من باع ونصف عند الشاطئ ويصل إلى 6 أبواع على بعد ميل من الشاطئ، وعلى بعد ثلاثة أميال يتراوح العمق ما بين 6 إلى 8 أبواع فوق الصخور والرمال. ويصل ارتفاع المد إلى سبعة أقدام. تتكون المدينة من تجمع سكني بسيط مبنى من الحجارة والطين ومحاط بسور قصير من الطين فيه عدة شروخ وعليه ثلاثة أبراج دائرية للدفاع، وفيها حصن مربع له برج في إحدى الزوايا بحالة سيئة عليه 3 أو 4 مدافع قديمة ومصدأة. البرج الغربي يقف على أرض عالية مطلة على الخور وعليها أيضاً 3 – 4 مدافع أفضل حالاً من الأولى. يتراوح عدد السكان ما بيم ألف وألف ومائتي نسمة وهم من قبيلة بني ياس ويحكم المنطقة الشيخ سعيد، وله قوة يصل تعدادها إلى 150 جندي من الزنوج ويتولون حراسة المدينة أيضاً. يعتمد السكان على صيد الأسماك وجمع زعانف أسماك القرش وبشكل خاص على استخراج اللؤلؤ حيث تخرج حوالي 90 سفينة في موسم الغوص وتقدر العوائد السنوية لبيع اللؤلؤ من 20 إلى 30 ألف دولار. هناك بستانين أو ثلاثة للنخيل وفيها المصدر الوحيد للمياه العذبة وذلك خلف المدينة. وبخلاف ذلك تعتبر المناطق الأخرى قاحلة. من فوق البرج يبدو الخور مائلاً في اتجاه الجنوب الشرقي ولمسافة 5 إلى 6 أميال وينتهي في مستنقع من الأرض، وعلي ضفتي الخور توجد بعض النباتات وتتكاثف في المستنقعات وتُستخدم كوقود من قبل السكان. يتم الحصول على التمر من البحرين وكمية قليلة من الأرز من مسقط. هناك عدة مرتفعات صغيرة من الحجارة الرملية الصلبة على الجهة الشمالية للمدينة. أما المدينة نفسها فهي مبنية على أساس صلب من نفس المادة وأقصى ارتفاع للمدينة يصل إلى حوالي 20 قدماً من سطح الماء وقت المد. في منتصف الطريق بين أبوهيل ودبي تقع قرية صغيرة تتكون من عشرين كوخاً ويعمل سكانها في صيد الأسماك، وعلى بعد ميل ونصف إلى جنوبي دبي تقع قريتان صغيرتان ولكن لا يوجد في أي منهما ما يستحق الذكر.[5]


الفرضية التي سنفترضها من تقرير الضابط البريطاني جي.إن.جاي في العام 1822م هو أن الشيخ المذكور اسمه في التقرير (الشيخ سعيد) هو الشيخ سعيد بن بطي بن سهيل، ثاني حكام البوفلاسة في دبي من 1852م إلى 1859م، ووجوده في دبي يؤكد أن التخطيط لانفصال دبي عن أبوظبي قد سبق تأسيس مشيخة دبي قبل العام 1833م بنحو 11 سنة وربما أكثر، ففي الحين الذي كان فيه الشيخ مكتوم بن بطي بن سهيل لا يزال موجودا في أبوظبي، كان شقيقه الأصغر الشيخ سعيد بن بطي موجوداً في دبي يستعد لكل ما هو جديد قد يطرأ في عاصمة بني ياس "أبوظبي"، وبعد عملية اغتيال الشيخ طحنون بن شخبوط (1818 – 1833م) وما تبعه من اضطرابات داخلية في أبوظبي هاجر الشيخ مكتوم بن بطي واتباعه إلى دبي، وكان شقيقه الشيخ سعيد – على ما يبدو – قد عمل على استتباب وسيطرة الأمور داخلياً سواء من جماعة الشيخ محمد بن هزاع بن زعل أو من قائد حامية أبوظبي في دبي (قلعة الفهيدي) سلطان بن ماجد السويدي. مع العلم أن خال الشيخ مكتوم بن بطي الشيخ عبيد بن سعيد كان يشارك الشيخ مكتوم بن بطي في حكم دبي منذ أن قاموا معاً بقيادة خروج آل بوفلاسة من أبوظبي إلى دبي عام 1833م، أي أن الشيخ مكتوم بن بطي لم يكن يحكم دبي لوحده في البداية بل كان الشيخ عبيد بن سعيد يشاركه الحكم حتى توفي عام 1836م. واحتمالية أن يكون الشيخ المقصود في تقرير الضابط البريطاني جي.إن.جاي (الشيخ سعيد) أن يكون هو الشيخ عبيد بن سعيد احتمال ضعيف، بحكم أن عبيد بن سعيد كان يقيم في أبوظبي وشارك مكتوم بن بطي في عملية إجلاء البوفلاسة من أبوظبي.


وما تداولته المصادر التاريخية عن أن الوالي المعيّن من أبوظبي سلطان بن ماجد السويدي لم يكن سوى حامياً عسكرياً في قلعة الفهيدي لحدود أبوظبي الشرقية ضد القواسم وليس والياً بالمعنى الصحيح، وفي الوقت الذي كان سكان دبي المسالمين يعانون من الاضطرابات بين القواسم وأبوظبي كونهم ضحية الصراعات في الوسط ما بين المشيختين، وضع آل بوفلاسة حداً لمعاناة أهل دبي بدلاً من الحاكم القاصر محمد بن هزاع بتأسيس مشيخة دبي الجديدة في العام 1833م. وعلى الرغم من أن توقيع الحكومة البريطانية مع الشيخ محمد بن هزاع معاهدة عام 1820م يشكل اعترافاً ضمنياً من بريطانيا على أن محمد بن هزاع هو الحاكم الشرعي لدبي، إلا أن بعد مرور عامين على تلك المعاهدة فإن تقرير الضابط البريطاني جي.إن.جاي في العام 1822م من البحرية البريطانية يشكل اعترافاً بريطانياً آخر أن الشيخ سعيد – وإن كان الاسم غير مكتمل – هو الحاكم الرسمي لدبي. كما أننا لا نستطيع تأكيد عدم معارضة حاكم أبوظبي الشيخ طحنون بن شخبوط (1818 – 1833م) على توقيع محمد بن هزاع بن زعل لمعاهدة بريطانيا 1820م بحجة أن محمد بن زعل لم يحضر يوم توقيع الاتفاقية مع بقية الأطراف، بل أن المقيم العام البريطاني في الخليج الملازم أول ج. ما كليود هو من ذهب إلى دبي ليقنع محمد بن زعل بالتوقيع على المعاهدة التي وقعها مسبقاً بقية الحكام في إمارات ساحل عُمان. أما عن مصير عائلة محمد بن هزاع بن زعل وبقية أفراد جماعته، فالمعلومات شحيحة جداً، ولكن حسب تقرير جي.إن.جاي فإن محمد بن هزاع لم يعد حاكماً لدبي منذ العام 1822م، لذا فإن كاتب هذه الورقة يفترض اجتهاداً أن محمد بن هزاع قد دخل طواعية تحت راية الشيخ سعيد بن بطي أولاً ثم الشيخ مكتوم بن بطي عام 1833م، أو أنه غادر إلى سلطنة عُمان بصحبة اسرته وجماعته، بحكم أن شقيقته فاخرة حصلت على رسالة توصية من سلطان عُمان سعيد بن سلطان يوصي فيها الإنجليز بدعم الحاكم القاصر محمد بن هزاع عام 1820م، ولكن الفرضية الثانية هي أن محمد بن هزاع وجماعته غادروا إلى الشارقة لأن شقيقته فاخرة تزوجت من الشيخ سلطان بن صقر القاسمي حاكم الشارقة ثم طلقها. وقد يختلف البعض تجاه تلك الفرضيات ويفترض أن الشيخ مكتوم بن بطي والشيخ سعيد بن بطي ربما يكونوا قد تخلصوا من محمد بن هزاع وجماعته بقتلهم جميعاً، لكن هذه فرضية ضعيفة جداً بدليل أن الشيخ مكتوم بن بطي عندما دخل حصن الفهيدي لم يقتل قائد قلعة الفهيدي سلطان بن ماجد السويدي، بل خدعه بأن حاكم أبوظبي يطلب منه المغادرة إلى العاصمة فوراً، وبما أن محمد بن هزاع أصبح نسيباً لحاكم الشارقة فإنه من المستبعد على الإطلاق أن يفتح الشيخ مكتوم بن بطي جبهة عدائية مع حاكم الشارقة وهو لا يزال في بدايات تأسيس مشيخته، بل أنه كان يطلب العون والمدد من حاكم الشارقة. والفرضية الأقرب هي مغادرة أسرة بن زعل إلى موطنهم الأصلي أبوظبي.


2.2. الخريطة الأولى لدبي
بالعودة إلى الضابط البريطاني الملازم جي.إن.جاي من البحرية البريطانية الذي كتب تقريراً مفصلاً عن مدينة دبي في العام 1822م نقتبس ما يلي: "هناك ضفاف صغيرة متعددة على الشاطئ وشعب صخري طويل يمتد من نصف إلى ثلاثة أرباع الميل داخل البحر وإلى محاذاة مدخل منطقة أبوهيل"، وذكر أيضاً: "هناك بستانين أو ثلاثة للنخيل وفيها المصدر الوحيد للمياه العذبة وذلك خلف المدينة. وبخلاف ذلك تعتبر المناطق الأخرى قاحلة"، وقال: "في منتصف الطريق بين أبوهيل ودبي تقع قرية صغيرة تتكون من عشرين كوخاً." نلاحظ أن الضابط البريطاني ذكر اسم دبي واسم منطقة أبوهيل فقط في تقريره دون ذكر أسماء مناطق أخرى. وفي يومنا هذا تُعد منطقة أبوهيل من المناطق الشهيرة في مركز مدينة دبي بديرة، وحسب التقرير البريطاني فإن ديرة في السابق كان يُطلق عليها اسم أبوهيل منذ 200 عام. وحسب التقرير أيضاً فإننا لم نجد أسماء مناطق مذكورة في دبي سوى "أبوهيل"، ولم نجد شيئاً يؤكد على وجود اسم منطقة في دبي تحت مسمى "بستكية" أو أي شيء آخر يرمز إليها على أقل تقدير.
فيما يلي أول نوضح أول خارطة لدبي رسمها الضابط البريطاني الملازم آر. كوغان من البحرية البريطانية خلال زيارته للمنطقة عام 1822م، وكانت أول خارطة مفصلة عن مدينة دبي.

عام 1822م – نموذج أول خارطة لمدينة دبي[6]

Cant See Images
الصورة التالية مأخوذة من الصورة السابقة نفسها مع التركيز على المنطقة المأهولة بالسكان، وتضمنت أبراج المدينة ومسمياتها يحيط بها سور دبي القديم وبوباتها والمسجد الجامع وحصن الفهيدي.
Cant See Images
خريطة مدينة دبي عام 1822م[7]

ولتعريف تلك الأماكن المذكورة في الصورة من الناحية التاريخية فهي كالآتي:

Cant See Images
حصن الفهيدي: يعتبر الحصن أقدم مبنى تاريخي قائم في إمارة دبي حيث شيد عام 1799م، ويقع في مركز المدينة القديمة في بر دبي، وقد استخدم كمقر لسكن الحاكم حتى عام 1896م، حيث انتقل الشيخ مكتوم بن حشر بن مكتوم بن بطي (1894 - 1906م) حينئذ إلى منطقة الشندغة. والحصن عبارة عن بناء ضخم ذي طابع دفاعي تبلغ أبعاده 42 X 37 م، وترتكز في أركانه ثلاثة أبراج دفاعية تقليدية، وقد تم ترميم المبنى في عام 1994م للمحافظة عليه وإظهار قيمته التاريخية. كما تمت إعادة تأهيله ليصبح متحفاً وطنياً لدبي وذلك بإضافة توسعة تحت الأرض في عام 1995م، حيث تحتوي هذه التوسعة على وسائل عرض حديثة تجعل الزائر يتعايش مع الحياة التقليدية في دبي القديمة.[8]

سور دبي: شيد سور دبي حوالي عام 1800م ليحيط بالمدينة القديمة في بر دبي وتشمل حصن الفهيدي والمسجد الجامع وعدد من المساكن لحماية المدينة من الهجمات الخارجية، وكانت توجد على السور ثلاثة أبراج للمراقبة والاستكشاف والدفاع عن المدينة، وشيد السور من الحجارة البحرية والجص بسمك 50 سم وبلغ طوله 840م وبارتفاع 5.2 متر، ونظراً للتوسع في نطاق المدينة فقد أزيل السور في أوائل القرن العشرين ولم يبق منه سوى أجزاء من القواعد في المنطقة المساة بالبستكية، تم الكشف عنها من قبل المباني التاريخية في بلدية دبي وتم ترميمها عام 2001م.[9]
المسجد الجامع: من المرجح أنه أول مسجد في دبي وأكبر مسجد في دبي قبل نحو 200 عاماً، وكوّن هذا المسجد قد أطلق عليه منذ 200 سنة بالمسجد الجامع، فإن أهل دبي كانوا يصلون أيضاً صلاة الجمعة والعيدين ويعتكفون بداخله أيضاً، ومن المرجح أيضاً أن يكون هذا المسجد في السابق مكاناً لإقامة الحدود، ومركزاً لتبادل أحوال الناس وقضاياهم.
وبالنظر إلى الخريطة بدقة وتمعّن فإننا نجد المنطقة التي تُسمى يومنا هذا بـ"البستكية" موجودة في الخريطة كونها قريبة من حصن الفهيدي، ولكن هذه الخريطة والتي تُعد أول خريطة لمدينة دبي لم تضع أي اسم للمناطق، ولاحظوا أن الخريطة لم تذكر باللغة الإنجليزية سوى (Sheik's house)، و (Gate). ونستخلص هنا أن الخريطة هذه لم تحدد اسماء للمناطق في دبي قبل 200 عاماً، وبالتمعن إلى الخريطة مرة أخرة مع التركيز على موقع حصن الفهيدي مع تخيّل الموقع الحالي للمنطقة التي تُعرف حالياً بالبستكية نجدها في هذه الخريطة ضمن "منزل الشيخ" أو ((Sheik's house، إذاً – وبكل بساطة – منطقة ما تُعرف بالبستكية كانت ضمن منزل الحاكم وحاشيته قبل نحو 200 عام من الآن. ومن المرجح أن الشيخ سعيد بن بطي بن سهيل ثاني حكام البوفلاسة في دبي من 1852م إلى 1859م، كان يسكن في "منزل الشيخ" أو ((Sheik's house حسب الخارطة وحسب تقرير الضابط البريطاني الملازم جي.إن.جاي من البحرية البريطانية الذي ذكر في تقريره عن دبي أن حاكمها في العام 1822م كان اسمه الشيخ سعيد. ومن المرجح أيضاً أن هزاع بن زعل الحاكم المعيّن على دبي من قبل شيخ أبوظبي شخبوط بن ذياب (1793 – 1816م) كان يسكن أيضاً ((Sheik's house، وكذلك محمد بن هزاع بن زعل وبقية أفراد اسرته كانوا يسكنون "منزل الشيخ" أو ((Sheik's house حتى العام 1822م عندما قام الشيخ سعيد بن بطي بالسكن فيه ضمن حاشيته.

3. أول مرجع تاريخي وصفي لمشيخة دبي في بداية القرن العشرين
إن أول وصف دقيق لمدينة دبي في بداية القرن العشرين قد جاء في كتاب المستشرق البريطاني ل ج.ج. لوريمر بعنوان "دليل الخليج" عام 1908م، وقد كتب الكاتب كتابه من خلال زياراته للمنطقة، ويقع الكتاب في أربعة عشر مجداً حيث يشمل إحصاء كاملاً ووصفاً دقيقاً لكل مدن وقرى الخليج في تلك الفترة. ووصف لوريمر مشيخة دبي كالآتي:
مشيخة عربية مستقلة على ساحل عُمان المتصالح. وقد شرح مركزها السياسي في المقال الخاص بتلك البلاد. وهي تقع بين مشيخة الشارقة من الشمال ومشيخة أبوظبي من الجنوب. وتلتقي مع الشارقة على الساحل في أبوهيل التي تقع في جانب منها على الحدود وفي الجانب الآخر منع الحدود الأخرى. وتتصل بأبوظبي عند خور غناضة الذين تم وصفة في المقال عن أبوظبي، والذي يمتد إلى داخل البر مسافة أميال طويلة ويفضل المشيختين إحداهما عن الآخر. ويقع جبل عال في أراضي دبي وهو الجبل الوحيد على هذا الساحل. وارتفاعه 220 قدماً وسطح قمته مستو ويعد 19 ميلاً إلى الجنوب الغربي من مدينة دبي على بعد 4 أميال إلى الداخل. ويفصلها عن البحر شريط من الصحراء المنخفضة. وغالباً ما يسمى جبيل.[10]
ولا يعرف مدى نفوذ شيخ دبي في أراضي الداخل. وتقع قرية حجرين على بعد 50 ميلاً جنوب شرقي مدينة دبي في وادي حتا ويعترف أهلها بنفوذ شيخ دبي حالياً وإن كان هذا الأمر استثنائيا لأن القرويين الذين يعيشون في أماكن أقرب إلى مدينة دبي ولا يعرفون بسلطان شيخها عليهم. ويمكن اعتبار حجرين محمية منعزلة.[11]
ولا يوجد في مشيخة دبي أماكن مأهولة بعد مدينة دبي وقرية حجرين سوى قرية جميراالتي تبعد عن الساحل 3 أميال إلى الجنوب الغربي من مدينة دبي. وهي تتألف من 15 كوخاً مبنية من سعف النخيل ويقطنها بنو ياس والمناصير وقبائل مختلفة يمتهنون جميعاً صيد السمك وهم يملكون فيما بينهم 5 جمال و60 حماراً و45 رأساً من الماشية و200 رأس من الماعز. ولا يوجد بدو تابعون لشيخ دبي. ولذا فإن رعاياه هم سكان مدينة دبي والجميرة. وحجرين والتجارة والشحن مقصورة على أهالي مدينة دبي.[12]
ولدى الشيخ حوالي 100 مسلح يحملون البنادق بالإضافة إلى 1500 من أتباعه العاديين الذين يقال بأنهم مسلحون بالبنادق أيضاً. ولا توجد جمارك في مدينة دبي. ويقال إن عائدات الإمارات تبلغ 51،400 دولار سنوياً معظمها يجيء من مصائد اللؤلؤ.[13]
Cant See Images
أما عن وصف المستشرق ل ج.ج. لوريمر لدبي المدينة فهي كالآتي:
مدينة دبي، عاصمة الإمارة والمدينة الوحيدة التي تحمل اسمها. وهي تقع على ساحل عُمان المتصالح على بعد 7 أميال جنوب غربي الشارقة و79 ميلاً شمال شرق مدينةأبوظبي. ويوجد على البحر على بعد 20 ميلاً غرب الجنوب الغربي من مدينة دبي بلدة عليوى. وهي أقصى الشرق وهي أقرب المواقع لمصائد اللؤلؤ في الخليج.[14]
تقع دبي على جانبي خور ضحل مدخله صعب. ويمتد بضعة أميال بعد المدينة في اتجاه جنوبي شرقي. ويوجد رصيف بحري للمراكب الصغيرة التي تستطيع العبور إلى الداخل. وتتألف المدينة من ثلاثة أحياء. أهمها ديرة الذي يقع على لسان أرضي ارتفاعه 20 قدماً على الطرف الشرقي للخور بينه وبين البحر. وبها مزرعة نخيل تقع خلفها على امتداد ميل واحد. وفي ديرة 1600 منزل يقيم بها العرب والإيرانيون والبلوشيون وآخرون. ويضم السوق 350 حانوتاً. وهناك حي الشندغة وحي دبي الرئيسي ويقعان على الجهة الجنوبية الغربية من الخور ولكن شندغة أقرب إلى البحر. وبها مقر إقامة شيخ إمارة أبوظبي[15] وفيها 250 منزلاً جميع قاطنيها من العرب. ولا يسمح للهنود بالإقامة هنا. وتحتوي مدينة دبي على حوالي 200 منزل و50 حانوتاً والمسجد الرئيسي وبعض الخرائب التي يقال بأنها بقايا قلعة برتغالية. ويقيم معظم الهنود في هذا الحي. وتعمل قوارب النقل بين ديرة ودبي، ويعبر أهالي ديرة يوم الجمعة مجاناً لأداء الصلاة في المسجد الكبير. ومياه دبي صالحة للشرب وعمق آبارها بين 5 و30 قدماً. وكان يحيط بالمدينة سور ولكن لم يبق منه الآن سوى آثار. وعلى الجهة المقابلة للبر عدد من الأبراج للدفاع عن المدينة.[16]

يبلغ عدد سكان دبي 10،000 نسمة وربما أكثر. منهم من آل بوفلاسة والبعض من قبيلة بني ياس ولهم 440 منزلاً وآل بوماهر ولهم 400 منزل وقبائل مختلفة معظمها من العرب وخصوصاً من المزاريع وبعض الناس من البحرين والكويت ولهم 400 منزل وقبيلة السودان ولها 250 منزلاً والبلوشيون ولهم 200 منزل والإحسائيون ولهم 50 منزلاً وقبيلة المرر ولهم 30 منزلاً والشواهين ولهم 10 منازل. وكلهم تقريباً سنيون من اتباع المذهب المالكي. ويقيم أيضاً هنا 67 هندوسياً ولهم 23 من الخوجات. وهم رعايا بريطانيون. ويزور هذا المكان 20 هندوسيا آخر في مواسم صيد اللؤلؤ.[17]

وفي دبي 4000 شجرة نخيل ولكن محصولها ضئيل. والزراعة الأخرى هي قليل من البرسيم وفي دبي 1650 جملاً و45 حصاناً و380 حماراً و340 رأساً من الماشية و960 رأساً من الماعز. ويبلغ عدد قوارب صيد اللؤلؤ 335 بالإضافة 50 مركباً لصيد السمك و20 مركباً بحرياً للسفر من نوع السمبوك والبدن. ويبنى سنوياً بين 10 و12 مركباً.[18]

تجارة دبي رائجة وهي تتسع بسرعة كبيرة وذلك بفضل السياسة المستنيرة التي اتبعها شيخها السابق مكتوم بن حشر، ونتيجة القيود الجمركية الشديدة التي تطبقها إدارة الجمارك الإيرانية الإمبراطورية مما هيأ لدبي الفرصة لتحل مكان لنجة كمستودع للتجارة الأجنبية في ساحل عُمان المتصالح. وتتردد على دبي البواخر التابعة لشركات الملاحة في الهند وبومباي وإيران ، وتزورها السفن البريطانية مرة كل أسبوعين. أما سفن الشركات الأخرى فتفد إليها حسب الفرصة المتاحة. والصادرات المحلية هي اللؤلؤ والأصداف والسمك المجفف. أما الواردات فهي التمور من البصرة وميناب والباطنة. وكذلك الأرز والقمح والسلع والبهارات والمعادن وحبال الليف والأخشاب من الهند. وفي المدينة حوالي 400 دكان و200 مخزن. ويرسل جزء من الواردات إلى الداخل وخصوصاً إلى واحة البريمي. وهناك 23 تاجراً هندوسياً و7 من الخوجة وهم يتمتعون بالحماية البريطانية.[19]

لقد حرصنا على نقل ما ذكره المستشرق ل ج.ج. لوريمر بالحرف عما دونه في رحلته حول الخليج، وذلك لما يتمتع كتابه من مرجعية مهمة لدى المؤرخين والباحثين في تاريخ الخليج العربي. وبالعودة إلى جميع المناطق والأماكن التي ذكرها لوريمر نقتبس ما يلي: "وتلتقي مع الشارقة على الساحل في أبوهيل التي تقع في جانب منها"، وأيضاً "وتتصل بأبوظبي عند خور غناضة"، و"وتقع قرية حجرين على بعد 50 ميلاً جنوب شرقي مدينة دبي"، و"ولا يوجد في مشيخة دبي أماكن مأهولة بعد مدينة دبي وقرية حجرين سوى قرية جميرا"، و"ويوجد على البحر على بعد 20 ميلاً غرب الجنوب الغربي من مدينة دبي بلدة عليوى"، و"تتألف المدينة من ثلاثة أحياء. أهمها ديرة"، و"هناك حي الشندغة وحي دبي الرئيسي".

لقد عددّنا جميع المناطق والأماكن التي ذكرها لوريمر في وصفه لمشيخة ومدينة دبي، ولم نجد على أي أثر لشيء اسمه "بستكية"، إذاً لم تتواجد في دبي منطقة بمسمى بستكية في العام 1908م، وما تناوله العديد من المؤرخين بقولهم أن حي "البستكية" هو أول الأحياء السكنية في دبي، عار تماماً عن الصحة. إن أول أحياء دبي السكنية في دبي في بداية القرن العشرين هي كالآتي: حي ديرة، حي الشندغة، وحي دبي الرئيس. ويقع الحي الأخير في الجهة الجنوبية ما بعد منطقة الشندغة. وإذا عدنا إلى الوراء أيضاً إلى تقرير الضابط البريطاني جي.إن.جاي في العام 1822م والذي وصف فيه مشيخة دبي في تلك الفترة نجد أنه لم يذكر أية أسماء للمناطق في تقريره سوى أبوهيل ودبي.

4. المنطقة المسماة بالبستكية
بالإطلاع على تعريف بلدية دبي للمنطقة المساة بالبستكية نقتبس ما يلي:

"تقع في بر دبي وتمثل أحد المعالم التاريخية التي تميز مدينة دبي، ويعود تاريخ إنشائها إلى حوالي عام 1890م وتمتد محاذية للخور لمسافة ثلاثمائة متر وبعمق مائتي متر نحو الجنوب، وتبلغ مساحتها حالياً 38000م2، وتحتوي على مبان تقليدية من طابق أو طابقين ذات قيمة تاريخية وغنية بعناصرها المعمارية مثل البراجيل والأعمدة والتيجان والزخارف الخشبية والجصية المميزة، والتي تشكل تكويناتها المعمارية والعمرانية، وقد بدأت أعمال الترميم عام 1996م، وفق برنامج زمني مدروس لإعادة تأهيل كامل المنطقة لخصوصيتها العمرانية والمعمارية، وتقرر أن تكون منطقة تنشيط للسياحة تحتوي على المتاحف والمراكز والمعارض والفنادق والأسواق التقليدية وغيرها.[20]

أشارت بلدية دبي إلى أن هذه المنطقة المساة بالبستكية قد تأسست في العام 1890م، والسؤال والجدلية هنا التي تطرح نفسها: هل تسمّت هذه المنطقة باسم البستكية منذ العام 1890م؟

أغلب الكتب التاريخية حول دولة الإمارات ودبي تحديداً تشدد على أن المنطقة اكتسبت الاسم (البستكية) بعد هجرة العجم من الساحل الفارسي في عشرينات القرن الماضي وبالتحديد عام 1927 لأسباب دينية، حيث فرضت السلطات الإيرانية عليهم كشف حجاب النساء. ولنضرب مثالاً على ما ذكر على لسان الباحثة الألمانية فراوكه هيرد - باي والتي أصدرت كتاباً قيماً بعنوان "من الإمارات المتصالحة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة" عام 1982م جاء فيه ما يلي:


مع حلول العشرينات، وحين اتضح أن القيود التي خنقت اقتصاديات الموانئ الفارسية الجنوبية في شتى المجالات، لم تكن نزوة عابرة بل فرضتها لتبقى، قرر معظم التجار الذين اتخذوا مقراً مؤقتاً لهم لكي تشكل موطئ قدم لهم في تجارة الاستيراد إلى بلاد فارس، قبول عرض الشيخ سعيد بن مكتوم للاستقرار في دبي وجلبوا عائلاتهم إليها. وقد جاء عدد كبير من أولئك التجار بصورة خاصة من منطقة بستك التابعة لمقاطعة لار في بلاد فارس. وعلى الرغم من ان الجانب الأكبر من بستك يقع في البر الفارسي الداخلي، إلا أن تلك المنطقة كانت تمتلك أيضاً 35 ميلاً من السواحل التي يشكل ميناء خمير ميناءها الرئيسي. وكان سكان ذلك الميناء يعدون في بداية القرن العشرين نحو 1800 شخص. وينتمي أولئك السكان وسكان أماكن أخرى من منطقة بستك على امتداد الساحل الجنوبي الشرقي من بلاد فارس، شأنهم في ذلك شأن سكان موانئ لنجه وبندر عباس، إلى قبائل عربية مختلفة، وهم من السنة وليسوا من الشيعة كمعظم أهالي بلاد فارس الواقعة خلف سلسلة الجبال التي تفصل الساحل عن باقي الإمبراطورية الفارسية. وقد استمر التواصل بين دبي وميناء خمير لأنه كان يتم جلب معظم الحطب لمختلف مناطق الخليج الأدني، من المستنقعات الممتدة إلى الغرب من خمير. وقد مُنح المهاجرون من بستك ومناطق أخرى من الساحل الفارسي، منطقة تقع مباشرة إلى الشرق من حصن الفهيدي في دبي لبناء منازل لهم فيها. وكان ذلك الموقع قريباً من الخور الذي يسمح بتفريغ حمولة المراكب، وقريباً من سوق دبي أصبح مرغوباً به. وقد شكل الحي الجديد الذي حمل اسم بستكية نسبة إلى منطقة بستك التي جاء منها سكانه، دليلاً على الازدهار الذي تمتع به أولئك السكان منذ أن أقاموا في دبي.[21]
بإعادة النظر إلى تاريخ تأسيس المنطقة المساة بالبستكية، نجد أنها تأسست في العام 1890م، لكن حسب رواية الكاتبة الألمانية فراوكه هيرد باي فإن مسمى البستكية أُطلق على المنطقة بعد سنوات من العام 1927م، ولو فرضنا بصحة إطلاق لقب البستكية على المنطقة، فما هو التاريخ الأكيد الذي تم فيه تلقيب المنطقة بالبستكية؟ في حالة مثل هذه، من الأفضل أن نعود إلى الوراء إلى ما قبل العام 1927م، وهو تاريخ انتقال بعض العجم من بعض ضفاف الساحل الفارسي إلى دبي. من جهة أخرى، لدينا تساؤل في غاية الأهمية ويثير الاستغراب أيضاً، إذا كانت هذه المنطقة المسماة بالبستكية قد تأسست بالفعل في العام 1890م حسب قول بلدية دبي، فلماذا لم يذكرها المستشرق ل ج.ج. لوريمر في كتابه (دليل الخليج) الذي يعود إلى العام 1908م؟ لقد مسح لوريمر جميع المناطق السكنية في دبي ولم يأتي على ذكره شيء اسمه البستكية، الأمر يدحض فكرة تأسس المنطقة (البستكية) كحي سكني في العام 1890م.
لا توجد أية أدلة تاريخية تؤكد على أن المنطقة تلك قد تسمّت بالبستكية منذ عشرينات القرن الماضي، والدليل أن سكان دبي لم يطلقوا على المنطقة اسم بستكية إطلاقاً حتى فترة الستينات من القرن الماضي، وما تداولته المصادر التاريخية بالبستكية إنما عبارة عن اجتهادات للباحثين بنوها على أساس الهجرة الأعجمية إلى مدينة دبي، وكذلك على سماح الشيخ سعيد بن مكتوم بن حشر (1912 - 1958م) للعجم بالسكن في المنطقة. من جهة أخرى، هناك تساؤل يطرح نفسه بخصوص المنطقة: هل كانت المنطقة مأهولة بالعجم فقط من دون العرب؟ هذا الأمر مستبعد على الإطلاق، لأن حصن الفهيدي كان يعتبر مركز الحكم ومقر سكن الحاكم أيضاً حتى العام 1896م، ونظراً للقرب الكبير بين الحصن والمنطقة السكنية المساة بالبستكية – وحسب الأعراف العربية البدوية – فإن حاشية الحاكم وجماعته وحراسه وأقربائه من الطبيعي أن يسكنوا بجوار الحاكم، الأمر الذي يدحض الأكثرية الأعجمية على العربية. إذاً من الخطأ التسليم بأن المنطقة قد تسمّت بالبستكية نظراً لكثرة العجم فيها من منطقة "بستك" في إيران، بينما هناك عدد كبير من سكان دبي الأصليين يسكنون في المنطقة نفسها. ويشدد كذلك عدد من الرواة من كبار السن أن عدد مواطنيء دبي الأصليين كان عددهم أكبر بكثير من عدد المهاجرين العجم.


الشيخ سعيد بن مكتوم بن حشر تولى الحكم من عام 1912م إلى 1958م وكان رجلا صالحاً تقيا ورعاً طيباً ذا خلق سمح وعرف بالتواضع والكرم والطيبة حتى أنه كان يضرب به المثل في كثير من مكارم الأخلاق وفضائل السجايا.

Cant See Images
نهج الشيخ سعيد في حكمه نهج العدالة وأشاع التسامح والخير بين الناس وأحبه القاصي والداني وتواترت عنه قصص الكرم والطيب والدين الذي بلغ فيها مبلغاً لا أعرف حاكما بلغه في زمنه. كان رحمه الله لا يعرف أن يرد سائلا ولا يقول "لا" لطالب حاجة بل يعطي عطاء الواثق بالله أن الله سيعوضه مع قلة الأموال وشح مصادر الدخل آنذاك.[22] ولما كانت سنة 1958م انتقل الشيخ سعيد بن مكتوم إلى جوار ربه وقد كانت جنازته مهيبة فلم يبق أحد يستطيع المجيء إليها إلا وحضرها ولا عجب في ذلك فهو حاكمهم ووالدهم، تحبه قلوبهم وتجله.[23]

إذاً، ليس بالمستغرب على شخصية كريمة وطيبة مثل شخصية المغفور له الشيخ سعيد بن مكتوم بن حشر أن يمنع مختلف الجنسيات والأعراق من السكن في بلاده، بل أنه استضافهم ورحب بهم وأكرمهم، وما ذكرته كتب التاريخ أن الشيخ سعيد بن مكتوم سمح للعجم بالإقامة في المنطقة المسماة بالبستكية بعد العام 1927م فإنه أمر لا مجال للتشكيك في مصداقيته، لأن العجم سكنوا في تلك المنطقة وفي بقية الأحياء السكنية في مدينة دبي أيضاً وليس في المنطقة المسماة بالبستكية فقط. واستضافة الضيف وإكرامه بغض النظر عن لونه أو عرقه من العادات العربية الأصيلة، هذا ما يؤكد أن كتب التاريخ لا تستطيع إقناعنا بأن المنطقة المقصودة قد خصصها الشيخ سعيد بن مكتوم للعجم. وما لم تذكره كتب التاريخ أيضاً الإجابة عن السؤال التالي: إذا ما سلمنا أن الشيخ سعيد بن مكتوم قد منح المنطقة للعجم القادمين من منطقة بستك الإيرانية، هل وافق أيضاً الشيخ سعيد على تسمية المنطقة بالبستكية أيضاً؟

لن يستطيع المؤرخين الإجابة على هذا السؤال، فالمنطق يقول أن تلك المنطقة تجاور حصن الفهيدي العريق الذي كان مركز الحكم الرئيس لمشيخة دبي، فكيف سيرضى الحاكم بأن يهب المنطقة العريقة اسماً أعجمياً؟! يستطيع المؤرخون أن يقنعونا أن الحاكم سمح للعجم بالإقامة في المنطقة (البستكية) لكنهم لا يستطيعون إقناعنا بأن الحاكم قد سمح بأن تتسمى المنطقة باسم البستكية.

الوثيقة البارزة في الأسفل أصدرها الشيخ سعيد بن مكتوم بن حشر عام 1936م، وتقضي بمنع تجارة العبيد، وجاء في أول سطرين منها ما يلي: "من سعيد بن مكتوم آل حشر، إلى كافة من ينظر في هذه الورقة من أهالي بلدتنا دوبي (دبي) وغيرهم من الأغراب القاطنون بها من عرب وعجم والمترددين إليها....إلى آخر الوثيقة".

بإعادة النظر إلى الوثيقة مرة أخرى نجد أن الشيخ سعيد وصف مواطنيء دبي بـ "أهالي بلدتنا"، فيما وصف غير مواطنيء دبي سواء كانوا عرباً أو عجماً بـ "الأغراب"، وهذا يدل على أن مشيخة دبي في الثلاثينات كان مواطنيها يحملون وثائق رسمية تثبت أنهم من مواطنيء إمارة دبي، والوافدون الجدد على الإمارة يتم التعامل معهم على أنهم مقيمين. وبالنظر إلى تاريخ الوثيقة التي ترجع إلى العام 1936م، فإنها تدحض معاملة المهاجرين العجم سواسية مع المواطنين الأصليين، ولما أطلق عليهم الشيخ سعيد بن مكتوم لقب "الأغراب"! لذا فإنه من غير المعقول أن يمنح الشيخ سعيد بن مكتوم اسم منطقة إيرانية في منطقة حساسة وسط دبي تحت مسمى "بستكية".

Cant See Images
وثيقة إعلان من الشيخ سعيد بن مكتوم بمنع تجارة الرقيق عام 1936م.[24]

5. الاسم الحقيقي للمنطقة المساة بالبستكية
إن دولة الإمارات العربية المتحدة خصوصاً ومنطقة الخليج عموماً لم تدركان أهمية التدوين، الأمر انعكس سلباً على الأجيال الجديدة، فلو أدرك الأباء أهمية التدوين لما وقعنا في أخطاء تسببت في تغيير اسم موقع عريق في دبي، له أهميته وعراقته التاريخية ليتسمى جزافاً تحت اسم "البستكية"، وفي هذه الفقرات الآتية سنبيّن الاسم الحقيقي للمنطقة اعتماداً على روايات اللآباء والأجداد واجتهادات الكاتب وآخرون.

وقبل الخوض في الاسم الحقيقي للمنطقة المسماة بالبستكية، سنلخص فرضيات تسمية دبي بمدينة دبي: هناك فرضيات كثيرة حول تسمية دبي بهذا الاسم. تقول الفرضية الأولى: إن كلمة دبي هي مزج بين كلمتين فارسيتين هما: "اثنان وأخو" – إشارة إلى ديرة وبر دبي، وهذا على الأرجح ليس صحيحاً، وذلك لأن أصل الأسماء لا يؤخذ بمجرد تشابه الأصوات. وهناك نظرية ثانية تنص على أن كلمة دبي هي تصغير لكلمة "دبا" - التي كانت سوقاً مشهوراً ولقد سميت دبي بهذا الاسم تشبيهاً لها بسوق دبا. وجاء في معجم "البلدان" لياقوت الحموي أن الدبا "هو الجراد قبل أن يطير" في مادته حول مدينة "دبا" ولم يكن "لدبي" ذكر في المعجم. وفي المعجم الوسيط "الدبى، هو الجراد قبل أن يطير أو أصغر ما يكون من الجراد". وذكر كتاب "الإمارات حقائق وأرقام" الصادر من وزارة الإعلام والثقافة (73 – 1984م) أن كلمة دبي ترجع إلى تصغير لكلمة ضب وهو نوع من الزحافات كثير في دبي، وهذا ما فنده الآخرين على أساس أن تصغير كلمة ضب ستكون "ضبيب" وإذا افترضنا أنه يمكن أن نصغر الضب "ضبي" نجد أننا قد ابتعدنا عن النطق المتداول للإمارة. وهنالك فرضية ثالثة تنص على أن أصل التسمية جاء من أن العرب تقول :"جاء بدبا دبي أي جاء بمال وفير"، وذلك لأنه كان من المعتقد أن الذين كانوا يفدون إلى دبي يأتون بالمال الوفير نتيجة للازدهار الذي كانت تتمتع به دبي مما جعلها مركزاً تجارياً مزدهراً ومرموقاً. ومن الجدير بالذكر أن هناك منطقة أخرى اسمها دبي تقع في منطقة الدهناء بين الرياض والدمام في المملكة العربية السعودية. كما يذكر البعض بأن الأسم جاء من الخور، الذي يشطر المدينة إلى شطرين، فهو يدب فيها كدبيب الأفعى. وجاء في كتاب "معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات"، نقلاً عن بحث للأستاذ روكس بن زايد العزيزي في مجلة التراث الشعبي الأردنية: (نالت دبي اسمها لسببين، السبب الأول لأنها سهل فسيح لين التربة، وهذا ما ذكره ابن منظور. والسبب الثاني لأن الجراد كان ينتشر في سهولها، وتلقي بيوضها، ويوم يخرج الجراد من تلك البيوض كانت أسرابه تغطي الأرض. ويردف العزيزي قائلاً: ونحن لا نوافق الأستاذ الفاضل مؤلف كتاب "دبي لؤلؤة الخليج" على قوله: أما كلمة دبي فيرجع أنها تصغير لكلمة ضب فلو كان الأمر كما ذكره لكانت "ضبي" لا "دبي". ودبي تصغير "دبا" وهو الجراد بلغة البدو، فإن أرادوا وصف شيء بالكثيرة قالوا "مثل الدبا" أي أشبه بالجراد بكثرته).

في محاضرة حول اسم دبي ألقاها إبراهيم محمد بو ملحة المستشار الثقافي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وذلك في شهر مايو 2008 في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، اعتمد بوملحة بعض الروايات الشفهية وجاء بما يلي:

ويذكر بو ملحة في محاضرته أهم الرواة الذين يمتازون بقوة ذاكرتهم وثراء حافظتهم بكثير من الأخبار والحوادث السابقة المحامي محمد سعيد النيار الذي ينقل كثيراً مما سمعه عمن قبله من الرجال فيما كانوا يتداولونه بينهم في مجالسهم العامرة كمجلس محمد بن أحمد بن دلموك الذي كان يحضره كبار القوم ووجهاؤهم مثل الشيخ مانع بن راشد آل مكتوم ومطر بن مصبح وراشد بن بطي البواردي ومحمد بن بيات وسبت بن خليفه الفلاحي وعلي بن سعيد بن شاهر رحمهم الله وغيرهم، والذين كانوا يطرحون بينهم كثيراً من أحداث بلدهم وتاريخه وتفاصيل قبائلهم وأخبار الناس السابقين وغير ذلك من الأمور الهامة التاريخي.[25]

ويقول بوملحة: "يروي لي النيار أن دُبَيّ كانت قديماً يطلق عليها الوصل.. التي تقع جنوب منطقة جميرا في المكان الذي اكتشفت فيه آثار لبناء قديم تحت الأرض، وكانت تسكن هذه الأطراف جماعة من آل بوفلاسة من بني دبّاب وكانت لهم الغلبة والرئاسة على من عاداهم من العشائر الأخرى، وكان القوم يسكنون شتاء في منطقة الصفا لدفئها، ويصيّفون في الوصل التي تشتهر بنخيلها آنذاك". وكانوا قد بنوا فيها قلعة كبيرة لحراستهم ورصد المغيرين الذين يغيرون عليهم وخاصة من جهة البحر، وكانت في القلعة حراسة مستمرة، وقد تفشّى الطاعون فيهم، وأتى عليهم وخلت الوصل من سكّانها، وانتشر الوباء في البلاد، ولم ينج منهم الا القليل الذي بادر بإخبار العوائل في مصيفهم بما حدث لسكان الوصل من الهلاك والدمار.[26]

ويستطرد قائلاً: "جاءت العوائل لكنهم لم يدخلوا الوصل لوبائها، وكانت ضمن العائدين زوجة حاكم الوصل (شيخ بني دبّاب)، فجاءت العوائل وسكنت في النّيف على ضفة الخور الجنوبية، وكانت امرأة حاكم الوصل حاملاً فنذرت إن وضعت ولدا ان تسميه خليفة على خليفة بن دبّاب، أما إذا جاءت ببنت فستسمّيها دباه تخليداً لذكرى القبيلة". وشاء الله أن تلد بنتاً فأسمتها كما نذرت دباه، وبها تغيّر اسم النيف بعد فترة إلى اسم دبي نسبة إلى دباه[27] هذه، وسمّي الخور بخور دبي بعد أن كان يطلق عليه خور النّيف، (والنّيف يطلق على المكان المرتفع) وسكنت العوائل كما ذكرنا في النيّف وجاءت سفن الغوص إلى البلاد وأخبروهم عن مصير سكان الوصل وما لحقها من الوباء.[28]

وينقل بو ملحة عن النيار قوله: "إن تسمية الوصل قديمة، إذ أن سكنى القوم كان بمنطقة الوصل في بداية قدومهم إلى هذه المنطقة، ثم انتقلوا منها إلى السكن في النّيف بعد انتشار مرض الطاعون في الوصل وحول مدى صحة وسند هذه الرواية المذكورة يفيد الراوي بأن ذلك مما كان قد سمعه من الراوين السابقين فيما كانوا يتداولونه في مجالسهم، وإن كان ترجيحي يميل إلى أن دبي موجودة واسمها كان مشهوراً قبل ذلك بمدة طويلة حسب ما ذكرته من بيان المعاجم اللغوية والكتب التاريخيه فيما مرّ من البحث فذلك ما أطمئن إليه".[29]

ويوضح بوملحة التسمية أكثر فيقول: "إن الشيخ احمد بن حافظ يذكر بأن أول سكنى القوم كان في منطقة النّيف المحدّدة من بري النيف الكائن بجانب البنك البريطاني حالياً إلى حصن الفهيدي غرباً، ثم أطلق عليها بعد ذلك دبي للسبب الذي ذكره آنفاً، دون أن يحدّد الراوي مدة لذلك أو تاريخاً تقريبياً له، سواء من حيث تاريخ السكن بالنّيف أو تاريخ تغيير اسم المكان إلى دبي، وإنما يروي ذلك بإطلاقه. أما عن الوصل فيذكر أن دبي كانت تسمّى قديماً بالوصل نتيجة لموقعها على الخور الذي كانت تمرّ به المراكب العابرة فترسي به ذهاباً وإياباً، لكنه لا يستطيع تحديد ما إذا كانت تسمية الوصل مرادفة لدبي، أو أنها كانت قديماً تسمّى بالوصل ثم تغيّرت التسمية بعد ذلك إلى دبي".[30]

نسنتطيع أن نستخلص من محاضرة الاستاذ إبراهيم بوملحة إن مدينة دبي لم تتسمى إطلاقاً باسم الوصل، فالوصل إنما جزء من مدينة دبي وليست كل دبي. كما أنه أشار إلى منطقة "النيّف" مرات عدة، وفي اللهجة الإماراتية "النّيف" تعني المكان المرتفع وهي الأصل عربية فصيحة، حيث ترادفها في اللغة العربية في مختار الصحاح: النَجَفُ والنجيفة بالتحريك: مكان لا يعلوه الماء مستطيلٌ منقادٌ، والجمع نِجافٌ. وفي القاموس المحيط: النَّجَفُ، محرَّكةً، وبهاءٍ: مكانٌ لا يَعْلُوه الماءُ، مُسْتَطِيلٌ مُنْقَادٌ، ويكونُ في بَطْنِ الوادي، وقد يكونُ ببَطْن من الأرضِ، ج: نِجافٌ، أو هي: أرضٌ مُسْتَدِيرَةٌ مُشْرِفَةٌ على ما حَوْلَهَا. وفي معجم العباب الزاخر: النَّجَفُ والنَّجَفَةُ بالتحريك فيهما-: مكان لا يعلوه الماء مستطيل مُنقاد، والجمع: نِجَافٌ. وأخيراً في لسان العرب: النَّجْفة: أَرض مُستديرة مشْرِفة، والجمع نَجَفٌ ونِجافٌ.

وأهم ما جاء في محاضرة بوملحة عن منطقة "النّيف" ما ذكره: "منطقة النّيف محدّدة من بري النيف الكائن بجانب البنك البريطاني حالياً إلى حصن الفهيدي غرباً". المنطقة المذكورة تشتمل على المنطقة المساة بالبستكية. إذاً البستكية في الأصل جزء لا يتجزأ من منطقة النّيف.

كما روى لنا بعض كبار السن من أهالي دبي، اتحفظ على ذكر اسمائهم، أن أول حي سكني أقيم في دبي أُطلق عليه "فريج بني حشر"، وذلك نسبة إلى الشيخ حشر بن مكتوم بن بطي الذي حكم من 1859م إلى 1886م وعرف بالشجاعة والقوة والبأس. وكان الاسم العائلي الذي تنتسب إليه الأسرة الحاكمة في دبي حتى فترة الستينات هو "آل حشر"، ثم تغير إلى آل مكتوم لأسباب سياسية.

عودة إلى حصن الفهيدي، والذي كما أسلفنا يعتبر أقدم مبنى تاريخي قائم في إمارة دبي حيث شيد عام 1799م، ويقع في مركز المدينة القديمة في بر دبي، وقد استخدم كمقر لسكن الحاكم حتى عام 1896م، حيث انتقل الشيخ مكتوم بن حشر بن مكتوم بن بطي (1894 - 1906م) حينئذ إلى منطقة الشندغة. ومنذ التأسيس الأول لحكم البوفلاسة في دبي في العام 1833م، أقام أول حاكم لدبي (مكتوم بن بطي) ومن تبعه في حصن الفهيدي، كما تم تشييد حي بالقرب من حصن الفهيدي (حاليا يُعرف بالبستكية)، وكان أغلب من يسكنون ذلك الحي في الأصل الحرس الخاص التابعين لحاكم دبي وبقية أفراد حاشيته، ولم يكن هناك أي بناء بل بيوت الشعر والبيوت المصنوعة من العريش.

قد يكون الأمر صحيحاً أن في عشرينات القرن الماضي بُنيت المنطقة المعروفة حالياً بالبستكية بمواد بناء حديثة في تلك الفترة من صخور وطين وجص، ولكن لم يكن العجم مطلقاً أول من سكن هذه المنطقة بل كانوا من العرب، وكانت المنطقة (فريج بني حشر) أيضاً تحتوي على مرابط للخيل أُطلق عليها "مرابط بني حشر". حالياً الموقع الذي كان في السابق يحتوي على مرابط بني حشر أصبح يُطلق عليه مطعم "ليالي البستكية" – بكل أسف. كما كانت المنطقة في السابق تحتوي على مضارب "بني حشر"، وهي مضارب الخيام وبيوت الشعر الخاصة ببني حشر. وإنه لمن المهين حقاً أن تتحول منطقة مرابط فرس الأسرة الحاكمة في دبي ومضاربهم إلى اسم منطقة تقع في إيران.

أحد الرواة الآخرين من كبار السن شدد كذلك على أن الأسم الحقيقي للمنطقة الممتدة من القنصلية البريطانية حتى البنك البريطاني ووزارة المالية حالياً في بر دبي كان يُطلق عليها في الماضي "النّيف"، والتي سبق أن وضحنا معناها بالأرض المرتفعة، وهي عبارة عن امتداد لخور الخان في الشارقة، ولكن تلك الجزئية البسيطة من المنطقة التي تضم حالياً ما تسمى بالبستكية كانت في الماضي اسمها "فريج بني حشر".

في فترة العشرينات وما بعدها حتى فترة الستينات لم يكن يُستخدم في دبي من العمالة سوى الأيدي العاملة الإيرانية، وليست الهندية أو الباكستانية، الأمر الذي انعش الهجرات الإيرانية إلى دبي والإمارات عموماً لكسب الرزق، ولم يذكر التاريخ أن هؤلاء المهاجرين الإيرانيين قد مُنحوا أراض سكنية بالمجان، حتى أن أغلبهم لم يتملك الأرض بل استأجروا الأرض للسكن عليها ببناء خيهم وعريشهم، وكان عقد الإيجار في السابق يسمى "أرضية"، حتى حلول فترة العشرينات عندما سمح الشيخ سعيد بن مكتوم لهم بالبناء.

إن نسبة القادمين من منطقة بستك في الأصل قليلين مقارنة مع بقية المهاجرين من الساحل الإيراني، حيث أن الهجرات اشتملت أيضاً على مهاجرين إيرانيين من مناطق أنوه (الأنوهية)، وأهلي، وعوض (العوضية)، ودشتي، ودشكوني. وإنه لمن الظلم حقاً أن يتم تخصيص منطقة إيرانية واحدة فقط (بستكية) في دبي، على الرغم أنهم يشكلون نسبة قليلة من مجمل المهاجرين العجم.


خلال زيارة الأمير تشارلز في نهاية الثمانينات لدبي، كان في نزهة بحرية في خور دبي بصحبة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وكانت بلدية دبي خلال تلك الفترة على وشك إزالة وتدمير البيوت القديمة في المنطقة المساة بالبستكية، وعندما لاحظ الأمير تشارلز البيوت القديمة طلب الحفاظ عليها وترميمها بدلاً من تدميرها، فكانت بداية بلدية دبي في إعادة ترميم المباني القديمة.

Cant See Images
الخلاصة:إن الاسم الحقيقي للمنطقة المعروفة حالياً بالبستكية هو "فريج بني حشر" نسبة إلى الشيخ حشر بن مكتوم بن بطي الفلاسي، تم إنشاؤها عام 1859م وليس كما ذكرت بلدية دبي بأن المنطقة تأسست عام 1890م، وهذه المنطقة تقع ضمن منطقة "النّيف"، والنّيف عبارة عن منطقة قديمة الاسم تمتد من القنصلية البريطانية إلى وزارة المالية في بردبي في يومنا هذا.

إن اسم البستكية خطأ تاريخي ينبغي تعديله، وبما أن الاسم الحقيقي هو "فريج بني حشر"، لكن الأسرة الحاكمة فضلّت بأن تنتسب إلى الشيخ مكتوم بن بطي المؤسس لإمارة دبي، فإننا نقترح تغيير الاسم بحيث يصبح "فريج آل مكتوم" بدلاً من البستكية، أو تعود إلى الاسم الأشمل والأعم "النيف".

وفي الختام أوّد أن اشير إلى أن هذه المقالة عبارة عن اجتهاد، ومن الجائز أن أكون قد أخطأت أو بالغت في بعض المواضع، ولكن أمر مهم يجب ألا يقع عنده أي خلاف، هو حرصي وغيرتي على بلادي في كل ما كتبت.

سالم حميد

[1] جميع التواريخ الموجودة بين الأقواس في هذا البحث تدل على فترات تاريخ حكم الشيوخ وليس ميلادهم ووفاتهم.
[2] سنوضّح دخول اسم الشيخ سعيد بن بطي في هذه الفقرة في الصفحات اللاحقة.
[3] "المحاضرات التراثية"، بلدية دبي، إدارة المشاريع العامة، قسم المباني التاريخية، 2007، ص 60.
[4] كمال حمزه، راشد صورة عن قرب، كمال حمزه، دبي، 2007، ص 100.
[5] Andrew s.cook, Survey of the shores and islands of the Persian Gulf 1820-1829, archives editions 1990, volume 1, page 115.
أنظر أيضاً "دبي موجز وتاريخ – وقائع وأحداث الفترة من 2600ق.م إلى 2006"، بلدية دبي، 2007، ص 96.
[6] المصدر السابق نفسه.، ص 95.
[7] المصدر السابق نفسه.، ص 3.
[8] الخارطة السياحية للمباني التاريخية بدبي، منشورات بلدية دبي، الإصدار الأول 2003، بلدية دبي.
[9] المصدر السابق نفسه.
[10] ل ج.ج. لوريمر، دليل الخليج، القسم الجغرافي، مكتب حضرة السمو أمير قطر، 1975، ص 583.
[11] المصدر السابق نفسه.
[12] المصدر السابق.
[13] المصدر السابق.
[14] المصدر السابق نفسه.، ص 584.
[15] لوريمر يقصد هنا دبي وليس أبوظبي لكن يبدو أنه أخطأ أو ربما كان خطأً مطبعياً من المصدر.
[16] المصدر السابق.
[17] المصدر السابق.
[18] المصدر السابق.
[19] المصدر السابق.
[20] الخارطة السياحية للمباني التاريخية بدبي، منشورات بلدية دبي، الإصدار الأول 2003، بلدية دبي.
[21] فراوكه هيرد-باي، من الإمارات المتصالحة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ترجمة عايدة خوري، موتيفيت للنشر 2007، دبي، ص245 – 246.
[22] جمال خلفان بن حويرب، سعيد بن مكتوم حكم بالعدل وأشاع التسامح والخير، مادة إعلانية برعاية سما دبي العقارية، جريدة البيان 14 مايو 2008.
[23] المصدر السابق نفسه.
[24] محمد فارس الفارس، الأوضاع الاقتصادية في إمارات الساحل (1862 – 1965)، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أبوظبي، الطبعة الأولى 2000، ص 336.
[25] إبراهيم بوملحة، أرض عرفت الثراء وعايشت النعمة منذ ما يزيد على 1400 سنة، جريدة البيان بتاريخ 6 مايو 2008.
[26] المصدر السابق نفسه.
[27] أضاف بوملحة في المحاضرة نفسها أن المرأة دباه هي من شيوخ البوفلاسة نقلاً عن أحد الرواة.
[28] المصدر السابق.
[29] المصدر السابق.
[30] المصدر السابق
مرسلة بواسطة سالم حميد في ٤:٢٦ ص إرسال بالبريد الإلكتروني كتابة مدونة حول هذه المشاركة. المشاركة في Twitter المشاركة في Facebook المشاركة في نبضات Google
ردود الأفعال:

6 التعليقات:
majed يقول...
ماشاء الله ابدعت في البحث العلمي الي قدمته .. عندي سؤال بما انك كتبت عن بني ياس بالاعلى . ممكن تذكر لنا اسباب هجرة بعض عائلات الفلاسي الى هنجام وجزيرة جسم !!؟

١٣ أبريل، ٢٠١٠ ٥:٤٩ م
سالم حميد يقول...
عزيزي ماجد، جزيرة هنيام (هنجام بالإيراني) كانت من ملحقات إمارة دبي ويحكمها أفراد من الأسرة الحاكمة، وآخر حكامها قبل الاحتلال الايراني للجزيرة كان الشيخ عبيد بن سعيد بن جمعة الفلاسي، وهو جد الشيخ سعيد بن مكتوم من جهة الأم، ومن ثم حكم الجزيرة ابنه الشيخ أحمد بن عبيد بن سعيد الفلاسي حتى سقوط الجزيرة بيد الفرس عام 1928، وقامت السلطات الايرانية بطرد الأفراد المتبقين من آل بوفلاسة، فعاد بعضهم إلى دبي فيما آثر البعض الآخر الاستقرار في منطقة خصب التابعة الآن لسلطنة عُمان. أما عن جزيرة قسم، فلم اسمع عن هجرة آل بوفلاسة إليها لأنها من ملحقات إمارة القواسم (الشارقة ورأس الخيمة) قبل الاحتلال الإيراني لها وطرد حكامها من القواسم عام 1899. وشكرا.

١٣ أبريل، ٢٠١٠ ٩:٥٨ م
majed يقول...
اهلا اخي .. شكرا على جوابك
انظر الى هذا الموضوع... تم اقتباس الكلام من الكتاب ان 40 عائله من بني ياس كانت في قشم وكانت تود الرجوع .. هل بني ياس في قشم =الفلاسي.. لانه بني ياس تقع بالقرب من هنيام الجزيرتان لاتبعدان سوا مئات الامتار
Cant See Links
حبيت اضيف اخوي ان بعضهم ايضا على مااعتقـد آثر البقاء !

١٧ أبريل، ٢٠١٠ ٤:٠١ م
سالم حميد يقول...
عزيزي ماجد، باختصار شديد، جميع الجزر الواقعة في جنوب شرق إيران، بالإضافة إلى مساحات شاسعة من أراضي جنوب شرق إيران اليوم كانت في السابق من ضمن ممتلكات إمارات أبوظبي ودبي والقواسم (الشارقة ورأس الخيمة) وسلطنة عُمان، لذا ليس من الغريب أن يتنقل سكان إمارات الساحل إلى بقية ملحقاتهم في البر الفارسي. مزيد من التفاصيل ستجده في مقال سابق لي نُشر صحافياً على الرابط التالي
Cant See Links

١٨ أبريل، ٢٠١٠ ٤:٠١ ص
بو أحمد يقول...
بالظبط نفس القصه التي سردها لي يدي من زمان

اطلب من سالم حميد عن سالفة سنة اليوع مثل ما كانو يسمونها شوابنا اذا كان عنده اي فكره لان اجدادنا توفوا ومحد ورث منهم الاحداث الي صارت

غلطنا وما كتبنا منهم اي معلومه كله نسمع ونحن صغار وما كنا نعرف مدى اهمية المعلومات و الاحداث الي صارت قبل

٥ مايو، ٢٠١٠ ٢:٣٢ ص
غير معرف يقول...
الأخ أو الدكتور سالم
تقول حرصك على البلاد دفعك لكتابة المقال و لكن لا أدري ما الفائدة العلمية من مقالتك و مع احترامي فلا أرى في مقالتك سوى نعرة عنصرية حين تدعي أن المنطقة سميت نسبة إلى منطقة بستك في ايران فبالتالي هو اسم أعجمي لا ينبغي أن يطلق على هذه المنطقة الحساسة و التي باعترافك عينت لهم من قبل الشيخ و اشتروها بحر مالهم فأصبحت تطلق على المنطقة بمحلة البستكية نسبة إلى البستكية و هم أناس أصولهم عربية سنية سكنوا منطقة بستك (تعني منطقة مغلقة) الواقعة بين الجبال هربا من التشيع على أيدي الصفويين.
يقول جدي و هو الآن في أواسط التسعين من عمره أنه ما عرف المنطقة إلا باسم محلة البستكية و هو من مواليد ما قبل ال1920
و سكتوها البستكية كجماعة و ليس كأفراد في ال1890
و أوائل البستكية أتو إلى دبي في حدود ال1850 و لكن منهم من سكن الشندغة كقوم العور و منهم من سكن مناطق أخرى كقوك القرق. لكنهم في 1890
لكنهم رسميا نقلوا تجارتهم بشكل رسمي في ال1920 هربا من التشيع و خلع الحجاب و القومية الايرانية التى رأت فيهم بقايا المشايخ العربية في جنوب فارس و كا ذكرت فيما ذكرت أن الذين أتوا من فارس من أصول عربية (راجع أدلتك التي ذكرتها و كلام الانجليز الذين استشهدت بهم)
فتارة تقول أصولهم عربية و تارة لا يعجبك هذا الاسم!

المهم، مقالك لن يغير شيئا فشيوخ دببي الكرام أدرى بمن هم االبستكية و من دورهم في دبي تجاريا و حضاريا و من تقول عنهم أنهم سكنوا منطقة البستكية من غير البستكية دليل على التسمية الخاطئة فدعني أخبرك عنهم و منهم من هو على قيد الخياة، الله يطول في أعمارهم و أشجعك على سؤالهم:
محمد مطر بن لاحج الفلاسي سكن منطقة المنيرة (أيضا تعرف بأم هرير) بالقرب من منطقة البستكية و أبائه كبروا مع البستكية. محمد علي بن بيات، أيضا سكن المنيرة و سيخبرك عن البستكية.

أخي لا أعارض البحث التاريخي فأنت كما تقول حاصل على الدكتوراه من بريطانيا و لكن لا أقبل التقليل من البستكية و الإشارة الضمنية في مقالك بأنهم فرس و أنهم لا ينبغي أن تسمى المنطقة باسمهم فهنا أحس أن الحسد و الحقد هو الغالب على بحث و القصد لم يعد علميا و أنما انتقاصا و كأنك تلمح أن البستكية الذين يعتبرون جزءا أساسيا من تاريخ دبي ليس لهم مكان هنا و تريد أن تمسح اسمهم عن المنطقة و تتناسا أن ما يميز المنطقة بيوتها التي ما بناها غير البستكية و لم تعرف دبي مثلها منطقة عامرة ذات براجيل و بيوت مثلها. و تتساءل في مقالك لم تسمى المنطقة بالبستكية مع أن البستكية أقلية بين العجم، و تنسى أو لا تعرف أنهم أتوا تجارا و أتو ب50 سنة و أكثر قبل غيرهم و أنهم نقلوا تجارتهم لدبي من لنجة بدعوة من الشيخ سعيد للهجرة الرسمية الي دبي و ووعده اياهم باعتبارهم ابناءه و كان دخل الجمرك من تجارتهم مصدر دخل رئيسي لحكومة دبي قبل النفط. فعندما قرروا الهجرة كانوا حكام قطر و البحرين يريدنهم أن يهاجروا إليها لكنهم آثروا الشيخ سعيد لكرمه و طيب أخلاقه

لا أرى دافع لكتابتك سوى شيئا في نفسك أخي العزيز و بحثك لن يتقلل من إسهمات البستكية في تاريخ دبي تجاريا و حضاريا
و لا تنسى أن البستكية أول من أتى بالبواخر الكبيرة التجارية لدبي و أول من أسس التجارة بشكل كبير و منظم
و هم أتوا تجارا
و لم يكن البستكية عمالا كما تدعي فلم يعرف أي بستكي بكونه عاملا عند أحد عدا أبناء عمومتهم البستكية في تجارتهم
قد يكون أنه كان هناك عمالا ايرانية في دبي و لكن إعلم عزيزي أنهم بالتأكيد لم يكونوا بستكية فهم أتوا في أغلبهم تجارا و أغنياء و أسأل من عاصرهم من البوفلاسة و لا تسأل من كان بعيدا في جميرا و لم يعاصرهم

المهم نحن البستكية جزء من دولتنا الحبيبة و معروفين بولاءنا لآل مكتوم الكرام و لا مانع لدينا من تسمية المنطقة بمنطقة آل مكتوم فهذا تشريف لنا و يبدوا أنك لم تقترح الاسم إلا كمناورة سياسية لدعم حجتك

على فكرة عندما بدأ هدم البيوت في فريج البستكية كان الرأي أيضا من قبل حاقد على البستكية و غير اسم المنطقة إلا منطقة الديوان و اذكر العلامات على الشارع، دورا الديوان و منطقة الديوان
حتى أستدرك شيوخنا الكرام الخطأ اللي كان بفعل فاعل حاقد و حاسد للبستكية و أمر الشيخ مكتوم رحمة الله عليه بارجاع الاسم إلى ما كان، منطقة البستكية فهو كان قد تربى في بيت الشيخ سعيد الواقع في تلك المنطقة و تربى مع أبناء البستكية و هو و اخوانه الكرام يعروفون البستكية و يقدرونهم فنحن طبعنا الاسهام في البناء و العلم و لم يعرف البستكي أبدا بوقوفه بباب أحد يطلب.

د. سعيد البستكي
د. من أمريكا و ليس من بريطانيا التي الظاهر أصبحت الدكتوراه فيها جدا سهلة
قد يقسر هذا امتناع الشيخ نهيان بن مبارك ابتعاث الطلبة لبريطانيا لدراسة الدكتوراه

٣١ أغسطس، ٢٠١٠ ١:٠٠ م
إرسال تعليق

روابط هذه الرسالة
إنشاء رابط

رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية
الاشتراك في: تعليقات الرسالة (Atom)
أرشيف المدونة الإلكترونية
▼ 2010 (34)
◄ أغسطس (6)
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 20 والأخيرة)
A people’s culture is more important than a place’...
اسمحوا لي..
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 19)
يكفي نجاسة يا مجوس (الحلقة 14 والأخيرة)
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 18)
◄ يوليو (4)
يكفي نجاسة يا مجوس (الحلقة 13)
Dangers lurking the National Media
يكفي نجاسة يا مجوس (الحلقة 12)
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 17)
◄ يونيو (4)
يكفي تشدقاً يا إسماعيل
Make arts attractive to entice pupils
يكفي نجاسة يا مجوس (الحلقة 11)
يكفي نجاسة يا مجوس (الحلقة 10)
◄ مايو (9)
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 16)
يكفي نجاسة يا مجوس (الحلقة 9)
يكفي نجاسة يا مجوس (الحلقة 8)
يكفي نجاسة يا مجوس (الحلقة 7)
يكفي نجاسة يا مجوس (الحلقة 6)
يكفي نجاسة يا مجوس (الحلقة 5)
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 15)
يكفي نجاسة يا مجوس (الحلقة 4)
يكفي نجاسة يا مجوس (الحلقة 3)
◄ أبريل (4)
إنه مجرد "بنجرجي" يا إسماعيل
يكفي نجاسة يا مجوس (الحلقة 2)
يكفي نجاسة يا مجوس (الحلقة 1)
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 14)
▼ مارس (2)
الحقيقة المخفية عما يسمى بـالـ "بستكية"
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 13)
◄ فبراير (3)
طاح الدور يا إسماعيل!
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 12)
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 11)
◄ يناير (2)
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 10)
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 9)
◄ 2009 (26)
◄ ديسمبر (3)
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 8)
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 7)
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 6)
◄ نوفمبر (5)
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 5)
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 4)
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 3)
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 2)
أتعبتني معك يا إسماعيل (الحلقة 1)
◄ سبتمبر (1)
Waqf in the UAE
◄ يوليو (1)
Dubai has enough to keep people coming
◄ يونيو (2)
Creative writing offers myriad opportunities
شجرة الحياة
◄ مايو (2)
It takes book-lovers to give literature its due
Gulf art movement must come of age
◄ أبريل (2)
Cultural development key to good governance
Public needs to be educated about voluntary work
◄ مارس (4)
◄ فبراير (5)
◄ يناير (1)
◄ 2008 (28)
◄ ديسمبر (1)
◄ نوفمبر (27)
سالم حميد

سالم حميد
دبي, United Arab Emirates
مجرد مواطن إماراتي بسيط
عرض الوضع الكامل الخاص بي
Cant See Links


التوقيع :

لااله الا الله محمد رسول الله
laa ilaaha ilaa allaah muhameed rasoolullah

which means
None is Worthy of Worship But Allah and Muhammed is
the Messenger of Allah

قال تعالى:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي
الألْبَابِ *الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي
خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ*)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ))

ذكرى الله في الصباح والمساء
remembrance allah at morning and evening
Fortress of the Muslimحصن المسلم باللغة الانجليزية

ONLINE ISLAMIC BOOKS
http://www.kitabosunnah.com/islamibo...he-muslim.html




http://dalil-alhaj.com/en/index.htm









رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:05 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir