الهدف من عقد القمم العربية ليس مجرد لقاءات بين القيادات ثم تصريحات وبيانات ختامية «روتينية» لا تسمن ولا تغني من جوع.القمة العربية يجب أن يكون هدفها الرئيسي هو الوصول الى درجة من التضامن العربي تساعد على تفعيل العمل العربي المشترك.وهذا ما تتطلع اليه دولة الامارات بقيادة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله الذي كثيرا ما أكد ان قوة العرب في تضامنهم ووحدة مواقفهم أمام التحديات التي تواجه أمتهم العربية والإسلامية.
والامارات تؤكد من جديد أهمية ان تشكل القمة التي تستضيفها تونس الشقيقة محصلة جديدة من العمل البناء لتطوير وتفعيل العمل العربي المشترك، بما يعزز مكانة الأمة العربية على الصعيدين الاقليمي والدولي ويثبت قدراتها على مواجهة التحديات والأخطار الراهنة التي تحدق بها وهذا ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة رئيس وفد الامارات الى القمة.
إن العرب بما يتوافر لهم من امكانيات مادية وبشرية وطبيعية، قادرون على تحقيق التضامن العربي حتى في ظل الظروف الراهنة التي نعايشها والتي تحمل أخطر التحديات في تاريخنا المعاصر.
ولا يمكن أن ننسى اننا في أحلك الظروف وأسوئها تغلبنا على الكثير من التحديات.
وعلى سبيل المثال، ستظل القمة العربية التاريخية التي عقدت بالخرطوم في التاسع والعشرين من أغسطس عام 1967 أي بعد أقل من شهرين على نكسة 5 يونيو، نموذجا للتضامن والتعاون العربي المشترك. يومها اجتمع العرب على قلب رجل واحد من الخليج إلى المحيط وصدرت عن قمة الخرطوم اللاءات العربية الثلاث ـ لا اعتراف ولا تفاوض ولا صلح مع اسرائيل ـ، وتلك اللاءات كانت بمثابة صفعة قوية وجهت الى الكيان الصهيوني الذي كان يعيش نشوة الانتصار العسكري على العرب. بل ان مؤتمر الخرطوم كان بمثابة نكسة سياسية لاسرائيل التي كانت تظن ان العرب سيستسلمون، فإذا بالهزيمة العسكرية التي لحقت بهم تشد من أزر��م وتوحد كلمتهم وعزيمتهم.
إن قمة تونس ـ وهي الرابعة دوريا ـ تحمل رقم 29 في تاريخ القمم العربية التي كان أولها قمة انشاص عام 1946. وبلا مبالغة تأتي القمة الحالية ونحن في حالة يرثى لها. حالة من العجز والضعف وانعدام الثقة بالنفس، وحالة أخرى في الشارع العربي يسودها الاحباط والسخط والغضب.
إن المطلوب من قمة تونس ان تضع نصب عينها نبض الشارع العربي اليائس. يجب ان تعبر عن آمال ورغبات المواطن العربي. اما ان تخرج القمة ببيان ختامي روتيني دون تفعيل، فإننا سنظل داخل حلقة مفرغة. علينا ان نسترد الثقة بأنفسنا ونخرج من تونس بحد أدنى من التضامن والتعاون المشترك.