إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد: حديثنا يتعلق بالمرأة المسلمة، والحديث عنها أحسبه في هذا الوقت هاماً ؛ ذلك لأن المرأة في مجتمعنا تتعرض لهجمة شرسة من أعداء هذا الدين حيث يطرح ما يسمى بقضية أو قضايا المرأة، ويقصدون به إخراج المرأة عن الوضع الذي أراد الله لها...
ونحن لا نعرف للمرأة قضية غير قضية أمتها، إن جهل الأمة بدينها، وضعفها في الأخذ به هو قضية الأمة والمرأة. وهو ما نحاول إيضاح شيء منه في هذا الكتاب الذي عنوانه (دور المرأة تربية الأسرة). ولنا مع هذا العنوان وقفتان.
الأولى: حول مفهوم التربية، حيث نقصد بها المعنى الواسع للبناء وما يلزم له من تعهد الأسرة ورعايتها. حتى لا يظن البعض أن التربية مجرد تهذيب الأخلاق وتقويمها هذا من مشمولات التربية، والتربية للأسرة أوسع مجالا من هذا.
والثانية: إن هذا العنوان (دور المرأة تربية الأسرة) مقصود ليعبر عن مراد الكتاب ذلك أن المرأة وإن كان لها أعمال لابد أن تؤديها خارج البيت، لكن هذا استثناء وليس هو الأصل إنما مهمة المرأة ودورها الأساسي هو تربية الأسرة.