آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 35472 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 24337 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 30704 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 32163 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 65564 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 59774 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 51641 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 34061 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 34299 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 40210 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-11-2010, 11:32 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


علاج الحسد


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا
وحبيبنا محمد وعلى آله و صحبه وسلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله مقسم الارزاق الحكم العدل

علاج الحسد

لما علم أن الحسد من الأمراض المهلكة للنفوس، فاعلم أن أمراض النفوس لا تداوى إلا بالعلم والعمل. والعلم النافع لمرض الحسد أن تعرف أنه يضرك في الدين والدنيا، ولا يضر محسودك فيهما، بل ينتفع به فيهما. ومهما عرفت ذلك عن بصيرة وتحقيق، ولم تكن عدو نفسك لا صديق عدوك، فاقت الحسد.

وأما أنه يضر بدينك ويؤدى بك إلى عذاب الأبد وعقاب السرمد فلما علمت من الآيات والأخبار الواردة في ذمة وعقوبة صاحبه، ولمّا عرفت من كون الحاسد ساخطاً لقضاء الله تعالى، وكارهاً لنعمه التي قسمها لعباده، ومنكراً لعدله الذي أجراه في ملكه. ومثل هذا السخط والإنكار لايجابه الضدية والعناد لخالق العباد، كاد أن يزيل اصل التوحيد والإيمان فضلا عن الاضرار بهما. على أن الحسد يوجب الغش والعداوة بالمؤمن، وترك نصيحته وموالاته وتعظيمه ومراعاته ومفارقة أنبياء الله وأوليائه في حبهم الخير والنعمة له، ومشاركة الشيطان وأحزابه في فرحهم بوقوع المصائب والبلايا عليه، وزوال النعم عنه. وهذه خبائث في النفس، تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.

وأما أنه يضرك في الدنيا، لأنك تتألم وتتعذب به، ولا تزال في تعب وغم وكد وهم، إذ نعم الله لا تنقطع عن عباده ولا عن أعدائك، فأنت تتعذب بكل نعمة تراها لهم، وتتألم بكل بلية تنصرف عنهم، فتبقى دائماً مغموماً محزوناً، ضيق النفس منشعب القلب، فأنت باختيارك تجر إلى نفسك ما تريد لأعدائك وبريد أعداؤك لك. وما اعجب من العاقل أن يتعرض لسخط الله ومقته في الآجل، ودوام الضرر والألم في العاجل فيهلك دينه ودنياه من غير جدوى وفائدة.

وأما أنه لا يضر المحسود في دينه ودنياه فظاهر، لان النعمة لا تزول عنه بحسدك. إذ ما قدره الله من النعم على عباده لا بد أن يستمر إلى وقته ولا ينفع التدبير والحيلة في دفعه، لا مانع لما أعطاه ولا راد لما قضاه:

" لكل أجلٍ كتاب ". "وكل شيء عنده بمقدار "[1].

ولو كانت النعم تزول بالحسد، لم تبق عليك وعلى كافة الخلق نعمة، لعدم خلوك وخلوهم عن الحسد، بل لم تبق نعمة الإيمان على المؤمنين، إذ الكفار يحسدونهم، كما قال الله سبحانه:

" ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون "[2].

ولو تصورت زوال النعمة عن محسودك بحسدك، وعدم زوالها عنك بحسد حاسدك، لكنت اجهل الناس وأشدهم غباوة. نعم، ربما صار حسدك منشأ لانتشار فضل المحسود، كما قيل:

وإذا أراد الله نشر فضيلة = طويت، أتاح لها لسان حسود

فإذا لم تزل نعمته بحسدك، لم يضره في الدنيا، ولا يكون عليه إثم في الآخرة.

وأما أنه ينفعه في الدين، فذلك ظاهر من حيث كونه مظلوماً من جهتك، (لا) سيما إذا أخرجك الحسد إلى مالا ينبغي من القول والفعل كالغيبة، والبهتان، وهتك ستره، وإفشاء سره، والقدح فيه، وذكر مساويه. فتحتمل بهذه الهدايا التي تهديها إليه بعضاً من أوزاره وعصيانه وتنقل شطراً من حسناتك إلى ديوانه، فيلقاك يوم القيامة مفلساً محروماً عن الرحمة، كما كنت تلقاه في الدنيا محروماً عن النعمة. فاضفت له نعمة إلى نعمة، ولنفسك نقمة إلى نقمة.

وأما أنه ينفعه في الدنيا، فهو أن أهم أغراض الناس مساءة الأعداء وسوء حالهم، وكونهم متألمين معذبين. ولا عذاب أشد مما أنت فيه من ألم الحسد. فقد فعلت بنفسك ما هو غاية مراد حسادك في الدنيا. وإذا تأملت هذا، عرفت أن كل حاسد عدو نفسه، وصديق عدوه. فمن تأمّل في ذلك، وتذكر ما يأتي من فوائد النصيحة وحب الخير والنعمة للمسلمين، ولم يكن عدو نفسه، فارق الحسد ألبته.

وأما العمل النافع فيه، فهو أن يواظب على آثار النصيحة التي هي ضده، بأن يصمم على أن يكلف نفسه بنقيض ما يقتضيه الحسد من قول وفعل، فان بعثه الحسد على التكبر عليه، ألزم نفسه التواضع له، وان بعثه على غيبته والقدح فيه، كلف لسانه المدح والثناء عليه، وإن بعثه على الغش والخرق بالنسبة إليه، كلف نفسه بحسن البشر واللين معه، وإن بعثه على كف الانعام عنه، ألزم نفسه زيادته. ومهما فعل ذلك عن تكلف وكرره وداوم عليه، انقطعت عنه مادة الحسد على التدريج. على أن المحسود إذا عرف منه ذلك طاب قلبه وأحبه، وإذا ظهر حبه للحاسد زال حسده وأحبه أيضاً، فتتولد بينهما الموافقة، وترتفع عنهما مادة المحاسدة وهذا هو المعالجة الكلية لمطلق مرض الحسد. والعلاج النافع لكل نوع منه، أن يقمع سببه، من خبث النفس وحب الرئاسة والكبر وعزة النفس وشدة الحرص وغير ذلك مما ذكر، وعلاج كل واحد من هذه الأسباب يأتي في محله.



تنبيه

القدر الواجب في نفي الحسد


اعلم أن مساواة حسن حال العدو وسوء حاله، وعدم وجدان التفرقة بينهما في النفس، ليست مما تدخل تحت الاختيار. فالتكليف به تكليف بالمحال. فالواجب في نفي الحسد وإزالته هو القدر الذي يمكن دفعه، وبيان ذلك ـ كما أشير إليه ـ أن الحسد:

(أولا) إما يبعث صاحبه على إظهاره بقول أو فعل، بحيث يعرف حسده من آثاره الاختيارية. ولا ريب في كونه مذموماً محرماً، وكون صاحبه عاصياً آثماً، لا لمجرد آثاره الظاهرة التي هي الغيبة والبهتان مثلا، إذ هي أفعال صادرة عن الحسد، محلها الجوارح، وليست عين الحسد، إذ هو صفة للقلب لا صفة للفعل، ومحله القلب دون الجوارح، قال الله سبحانه:

" ولا يجدون في صدورهم حاجةً مما أوتوا "[3]. وقال: " ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء "[4]. وقال: "إن تمسسكم حسنة تسؤهم "[5].

فلو كان الإثم على مجرد أفعال الجوارح، لم يكن أصل الحسد الذي هو صفة القلب معصية، والامر ليس كذلك، فيكون عاصياً لنفس الحسد الذي في قلبه أيضا، أعني ارتياحه بزوال النعمة مع عدم كراهة ذلك من نفسه. والاثم حقيقة على عدم كراهته وعدم مقته وقهره على نفسه لهذا الارتياح الذي يجده منها، لكونه اختيارياً ممكن الزوال، لا على نفس الارتياح والاهتزاز، لما أشير إليه من أنه طبيعي غير ممكن الدفع لكل أحد فهذا القسم من الحسد أشد أنواعه، لترتب معصيته على أصله، وأخرى على ما يصدر عنه من آثاره المذمومة.

(ثانياً) أولا يبعثه على إظهاره بالآثار القولية والفعلية، بل يكف ظاهره عنها، إلا أنه بباطنه يحب زوال النعمة من دون كراهة في نفسه لهذه الحالة. ولا ريب في كونه مذموماً محرماً أيضاً، لأنه كسابقه بعينه ولا فرق إلا في أنه لا تصدر منه الآثار الفعلية والقولية الظاهرة، فهو ليس بمظلمة بحسب الاستحلال منها، بل معصية بينه وبين الله، لأن الاستحلال إنما هو من الأفعال الظاهرة الصادرة من الجوارح.

(ثالثاً) أولا يبعثه على الآثار الذميمة الظاهرة، ومع ذلك يلزم قلبه كراهة ما يترشح منه طبعاً من حب زوال النعمة، حتى أنه يمقت نفسه ويقهرها على هذه الحالة التي رسخت فيها، والظاهر عدم ترتب الإثم عليه، إذ تكون كراهته التي من جهة العقل في مقابلة الميل من جهة الطبع، فقد أدى الواجب عليه. وأصل الميل الطبيعي لا يدخل تحت الاختيار غالباً، إذ تغير الطبع بحيث يستوي عنده المحسن والمسيء، وعدم التفرقة بين ما يصل منهما إليه من النعمة والبلية، ليس شريعة لكل وارد. نعم من تنور قلبه بمعرفة ربه، واشرقت نفسه بأضواء حبه وانسه وصار مستغرقاً بحب الله تعالى مثل السكران الواله، واستشعر بالارتباط الخاص الذي بين العلة والمعلول، والاتحاد الذي بين الخالق والمخلوق، وعلم أنه أقوى النسب والروابط، ثم تيقن بأن الموجودات بأسرها من رشحات وجوده، والكائنات برمتها صادرة عن فيضه وجوده، وأن الأعيان الممكنة متساوية في ارتضاع لبان الوجود من ثدي واحدة، والحقائق الكونية غير متفاوتة في شرب ماء الرحمة والجود من مشرع الوحدة الحقيقية ـ فقد ينتهي أمره إلى ألا تلتفت نفسه إلى تفاصيل أحوال العباد، بل ينظر إلى الكل بعين واحدة، وهي عين الرحمة، ويرى الكل عباداً لله وأفعاله، ويراهم مسخرين له، فلا ينظر إلى شيء بعين السخط والمساءة، وإن ورد منه ما ورد من السوء والبلية، لأنه ينظر إليه من حيث هو حتى يظهر التفاوت، بل من حيث انتسابه إليه سبحانه، والكل في الانتساب إليه سواء.


ثم من الناس من ذهب إلى أنه لا إثم على الحسد ما لم تظهر آثاره على الجوارح، وعلى هذا ينحصر الحسد المحرم في القسم الأول. واحتج على ما ذهب إليه بما ذكرناه من قوله (ص): " ثلاث لا ينفك المؤمن عنهن: الحسد..."، وبقوله (ص): " ثلاث في المؤمن له منهن مخرج، ومخرجه من الحسد ألا يبغي " والصحيح أن تحمل أمثال هذه الأخبار على القسم الثالث، هو ما يكون فيه ارتياح النفس بزوال النعمة طبعاً مع كراهة له من جهة العقل والدين، حتى تكون هذه الكراهة في مقابلة حب الطبع. إذ أخبار ذم الحسد تدل بظاهرها على أن كل حاسد آثم، والحسد عبارة عن صفة القلب لا عن الأفعال الظاهرة. وعلى هذا المذهب، لا يكون اثم على صفة القلب، بل إنما يكون على مجرد الأفعال الظاهرة على الجوارح.

فقد اتضح بما ذكر، أن الأحوال المتصورة لكل أحد بالنسبة إلى اعدائه ثلاثة: الأولى: أن يحب مساءته، ويظهر الفرح بمساءتهم بلسانه وجوارحه، أو يظهر ما يؤذيهم قولا أو فعلا، وهذا محظور محرم قطعاً، وصاحبه عاص آثم جزماً. الثانية: أن يحب مساءتهم طبعاً، ولكن يكره حبه لذلك بعقله، ويمقت نفسه عليه، ولو كانت له حيلة في إزالة ذلك الميل لأزاله. وهذا معفو عنه وفاقا، وفاعله غير آثم إجماعاً. الثالثة: وهي ما بين الأوليين: أن يحسد بالقلب من غير مقته لنفسه على حسده، ومن غير انكار منه على قلبه، ولكن يحفظ جوارحه عن صدور آثار الحسد عنها، وهذا محل الخلاف. وقد عرفت ما هو الحق فيه.

فصل النصيحة

قد عرفت أن ضد الحقد والحسد (النصيحة)، وهي ارادة بقاء نعمة الله للمسلمين، وكراهة وصول الشر إليهم. وقد تطلق في الأخبار على ارشادهم إلى ما فيه مصلحتهم وغبطتهم، وهو لازم للمعنى الأول. فينبغي أن نشير إلى فوائدها وما ورد في مدحها، تحريكاً للطالبين على المواظبة عليها ليرتفع بها ضدها.


اعلم ان من أحب الخير والنعمة للمسلمين كان شريكاً في الخير، بمعنى أنه في الثواب كالمنعم وفاعل الخير. وقد ثبت من الأخبار، أن من لم يدرك درجة الأخيار بصالحات الأعمال، ولكنه أحبهم، يكون يوم القيامة محشوراً معهم، كما ورد: " إن المرء يحشر مع من أحب ". وقال إعرابي لرسول الله (ص): " الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم. فقال (ص): المرء مع من أحب " وقال رجل بحضرة النبي ـ بعد ما ذكرت الساعة ـ: " ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صيام، إلا أنى احب الله ورسوله، فقال (ص) أنت مع من أحببت "، قال الراوي: فما فرح المسلمون بعد إسلامهم كفرحهم يؤمئذ، إذ أكثر ثقتهم كانت بحب الله وبحب رسوله. وروى: " أنه قيل له (ص): الرجل يحب المصلين ولا يصلي، ويحب الصوام ولا يصوم ـ حتى عد أشياء ـ فقال: " هو مع من أحب ". وبهذا المضمون وردت أخبار كثيرة.

والأخبار الواردة في مدح خصوص النصيحة وذم تركها، وفي ثواب ترك الحسد وعظم فوائده، أكثر من أن تحصى. عن أبي عبدالله (ع) قال: " قال رسول الله (ص): إن أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه ". وعن أبي جعفر (ع) قال: " قال رسول الله (ص): لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه ". وقال الباقر (ع): " يجب للؤمن على المؤمن النصيحة ". وقال الصادق (ع): " يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له في المشهد والمغيب ". وقال (ع): " عليك بالنصح لله في خلقه، فلن تلقاه بعمل افضل منه ". وبمضمونها أخبار. وعن أبي عبدالله (ع) قال: " قال رسول الله (ص): " من سعى في حاجة لأخيه فلم ينصحه، فقد خان الله ورسوله " وقال الصادق (ع): " من مشى في حاجة أخيه، ثم لم يناصحه فيها، كان كمن خان الله ورسوله، وكان الله خصمه "[6] والأخبار الأخر بهذا المضمون أيضاً كثيرة.

وروى: " أن رسول الله (ص) شهد لرجل من الأنصار بأنه من أهل الجنة "، وكان باعثه ـ بعد التفتيش ـ خلوه عن الغش والحسد على خير أعطى أحداً من المسلمين. وروى: " أن موسى (ع) لما تعجل إلى ربه، رأى في ظل العرش رجلاً، فغبطه بمكانه، وقال: إن هذا لكريم على ربه. فسأل ربه أن يخبر باسمه فلم يخبره باسمه، وقال: " أحدثك عن عمله: كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، وكان لا يعق والديه، ولا يمشي بالنميمة ".

وغاية النصيحة، أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، قال رسول الله (ص): " المؤمن يحب للمؤمن ما يحب لنفسه ". وقال (ص): " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ". وقال (ص): " إن أحدكم مرآة أخيه، فإذا رأى به شيئاً فليمط عنه هذا ".

ومنها: الإيذاء والإهانة والاحتقار

ولا ريب في كون ذلك في الغالب مترتباً على العداوة والحسد، وإن ترتب بعض أفرادها في بعض الأحيان على مجرد الطمع أو الحرص ليكون من رداءة القوة الشهوية، أو على مجرد الغضب وسوء الخلق والكبر، وإن لم يكن حقد وحسد. وعلى أي تقدير، لا شبهة في أن الإيذاء للمؤمن واحتقاره محرم في الشريعة، موجب للهلاك الأبدي، قال الله سبحانه:

" والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً "[7].

وقال رسول الله (ص): " من آذى مؤمناً فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فهو ملعون في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان". وفي خبر آخر: " فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "[8]. وقال (ص): " المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه ". وقال (ص): " لا يحل للمسلم أن يشير إلى أخيه بنظرة تؤذيه ". وقال (ص): " ألا انبئكم بالمؤمن! من ائتمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم. ألا انبئكم بالمسلم! من سلم المسلمون من لسانه ويده. والمؤمن حرام على المؤمن أن يظلمه أو يخذله أو يغتابه أو يدفعه دفعة ". وقال الصادق (ع): " قال الله عز وجل: ليأذن بحرب مني من آذى عبدي المؤمن ". وقال (ع): " إذا كان يوم القيامة، نادى مناد: أين المؤذون لأوليائي؟ فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم، فيقال: هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ونصبوا لهم وعاندوهم وعنفوهم في دينهم. ثم يؤمر بهم إلى جهنم ". وقال (ع): " قال رسول الله (ص): قال الله تبارك وتعالى: من أهان لي ولياً فقد ارصد لمحاربتي " وقال (ع): " إن الله تبارك وتعالى يقول: " من أهان لي ولياً فقد أرصد لمحاربتي، وأنا اسرع شيء إلى نصرة أوليائي ". وقال (ع): " قال رسول الله (ص): قال الله عز وجل: قد نابذني من أذل عبدي المؤمن ". وقال (ع): " من حقر مؤمناً مسكيناً أو غير مسكين، لم يزل الله عز وجل حاقراً له ما قتاً، حتى يرجع عن محقرته إياه "[9]. وفي معناها اخبار كثيرة آخر.

ومن عرف النسبة التي بين العلة والمعلول، والربط الخاص الذي بين الخالق والمخلوق، يعلم أن إيذاء العباد واهانتهم يرجع في الحقيقة إلى ايذاء الله واهانته، وكفاه بذلك ذماً. فيجب على كل عاقل أن يكون دائماً متذكراً لذم ايذاء المسلمين واحتقارهم، ولمدح ضدهما، من رفع الأذية عنهم واكرامهم ـ كما يأتي ـ، ويحافظ نفسه عن ارتكابهما، لئلا يفتضخ في الدنيا ويعذب في الآخرة.



فصل: كف الأذى عن المسلمين

لا ريب في فضيلة أضداد ما ذكر وفوائدها، من كف الأذى عن المؤمنين والمسلمين واكرامهم وتعظيمهم. والظواهر الواردة في مدح دفع الضرر وكف الأذى عن الناس كثيرة، كقول النبي (ع): " من رد عن قوم من المسلمين عادية ماء أو نار وجبت له الجنة "[10]. وقوله (ص): " أفضل المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده ". وقوله (ص) في حديث طويل أمر فيه بالفضائل: "... فان لم تقدر فدع الناس من الشر، فانها صدقة تصدقت بها على نفسك ". وقوله (ص): " رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها عن ظهر الطريق كانت تؤذى المسلمين ". وقال (ص): " من زحزح من طريق المسلمين شيئاً يؤذيهم، كتب الله له به حسنة اوجب له بها الجنة "[11].

وكذا الأخبار التي وردت في مدح إكرام المؤمن وتعظيمه كثيرة. قال الصادق (ع): " قال الله سبحانه: ليأمن غضبي من أكرم عبدي المؤمن ". وقال رسول الله (ص): " من اكرم اخاه المسلم بكلمة يلطفه بها، وفرج عنه كربته، لم يزل في ظل الله الممدود، وعليه الرحمة ما كان في ذلك ". وقال (ص): " ما في امتي عبد الطف أخاه في الله بشيء من لطف، إلا أخدمه الله من خدم الجنة ". وقال (ص) " إيما مسلم خدم قوماً من المسلمين إلا أعطاه الله مثل عددهم خداماً في الجنة ". وقال الصادق (ع): " من أخذ من وجه أخيه المؤمن قذاة، كتب الله عز وجل له عشر حسنات ومن تبسم في وجه أخيه كانت له حسنة ". وقال (ع): " من قال لأخيه: مرحباً، كتب الله له مرحباً إلى يوم القيامة ". وقال: " من أتاه أخوه المؤمن فأكرمه، فانما أكرم الله عز وجل ". وقال عليه السلام لإسحاق بن عمار: " أحسن يا اسحاق إلى أوليائي ما استطعت، فما احسن مؤمن إلى مؤمن ولا اعانه إلا خمش وجه إبليس وقرح قلبه "[12].

ثم ينبغي تخصيص بعض طبقات الناس بزيادة التعظيم والاكرام، كأهل العلم والورع، لما ورد من الحث الأكيد في الأخبار على اكرامهم والاحسان إليهم، وكذا ينبغي تخصيص ذي الشيبة المسلم بزيادة التوقير والتكريم، وقد ورد ذلك في الأخبار الكثيرة، قال رسول الله (ص): " من عرف فضل كبير لسنه فوقره، آمنه الله من فزع يوم القيامة ". وقال الصادق (ع): " إن من إجلال الله عز وجل اجلال الشيخ الكبير ". وقال (ع): " ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ". والأخبار في هذا المضمون كثيرة.

وكذا ينبغي تخصيص كريم القوم بزيادة الاكرام، لقول النبي (ص) " إذا اتاكم كريم قوم فأكرموه "[13].

وكذا تخصيص الذرية العلوية بزيادة الاكرام والتعظيم. قال رسول الله (ص): " حقت شفاعتي لمن أعان ذريتي بيده ولسانه وماله ". وقال (ص): " أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه "[14]. وقال (ص): " اكرموا اولادي، وحسنوا آدابي ". وقال (ص) " اكرموا أولادي، الصالحون لله والصالحون لي ". والأخبار في فضل السادات وثواب من يكرمهم ويعينهم اكثر من أن تحصى.

وإضرار المسلم قريب من معنى إيذائه، وربما كان الاضرار أخص منه، فما يدل على ذمه، يدل على ذمه، كقول النبي (ص): " خصلتان ليس فوقهما شيء من الشر: الشرك بالله تعالى، والضر بعباد الله ". وكذا ضده، أعني إيصال النفع إليه، قريب من معنى ضده وأخص منه. فما يدل على مدحه يدل على مدحه. ولا ريب في أن إيصال النفع إلى المؤمنين من شرائف الصفات والأفعال. والأخبار الواردة في فضيلته كثيرة، قال رسول الله (ص): " الخلق عيال الله، فأحب الخلق إلى الله من نفع عيال الله وادخل على أهل بيته سروراً ". وسئل (ص): " من أحب الناس إلى الله؟ قال: " انفع الناس للناس "[15] وقال رسول الله (ص): " خصلتان من الخير ليس فوقهما شئ من البر: الأيمان بالله، والنفع لعباد الله ".



--------------------------------------------------------------------------------

[1] الرعد، الآية: 38، 8.

[2] آل عمران، الآية: 69.

[3] الحشر، الآية: 9.

[4] النساء، الآية: 89.

[5] آل عمران، الآية: 120.

[6] صححنا الأحاديث في النصيحة كلها على (الكافي): باب نصيحة المؤمن وباب من لم يناصح أخاه المؤمن.

[7] الأحزاب، الآية: 58.

[8] صححنا الحديثين على (جامع الأخبار): الباب 7، الفصل4.

[9] صححنا الأحاديث هنا على (أصول الكافي): باب من آذى المسلمين واحتقرهم وعلى: (إحياء العلوم): 2/171، 172.

[10] صححناه على (فروع الكافي): كتاب الجهاد، في ملحق باب فضل الشهادة. وعلى (أصوله): في باب الاهتمام بأمور المسلمين.

[11] صححنا هذه الأحاديث الأربعة الأخيرة على (إحياء العلوم): 2/171.

[12] صححنا الأحاديث هن على (أصول الكافي): باب إلطاف المؤمن وإكرامه، وباب من آذى المسلمين واحتقرهم.

[13] صححنا هذه الأحاديث على (أصول الكافي): باب اجلال الكبير، وباب وجوب اجلال ذي الشيبة، وباب إكرام الكريم وعلى (الوسائل): كتاب الحج، أبواب أحكام العشرة، الباب 67.

[14] تقدم هذان الحديثان في ص139 من هذا الجزء.

[15] هذان الحديثان صححناهما على (أصول الكافي): باب الاهتمام بأمور المسلمين.


التوقيع :

لااله الا الله محمد رسول الله
laa ilaaha ilaa allaah muhameed rasoolullah

which means
None is Worthy of Worship But Allah and Muhammed is
the Messenger of Allah

قال تعالى:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي
الألْبَابِ *الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي
خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ*)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ))

ذكرى الله في الصباح والمساء
remembrance allah at morning and evening
Fortress of the Muslimحصن المسلم باللغة الانجليزية

ONLINE ISLAMIC BOOKS
http://www.kitabosunnah.com/islamibo...he-muslim.html




http://dalil-alhaj.com/en/index.htm









رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:27 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir