"كن داعيًا" الثامن.. دعوة تختصر المسافات

[أفاق الفكر]

"كن داعيًا" الثامن.. دعوة تختصر المسافات

أحمد العمودي

Cant See Images
واجهة المعرض بالطائف

تجارب دعوية متميزة، استفاد منها الكثير من العاملين في القطاع الدعوي والشرعي في السعودية. وقد عرضت تلك التجارب ضمن فعاليات المعرض الثامن لوسائل الدعوة إلى الله، والذي نظمته وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية، تحت شعار "كن داعيًا"، خلال المدة من 7 - 17 رجب 1427هـ (1 - 11 أغسطس 2006م) بمحافظة الطائف (غربي السعودية).

وقد حظي هذا المعرض بمشاركة 97 جهة دعوية وخيرية بين حكومية وأهلية، وقد صاحب المعرض فترة إقامته مجموعة من البرامج الدعوية والتطويرية الخاصة بالرجال، من محاضرات، وندوات، وحلقات نقاش، ودورات تدريبية متنوعة، أقيمت في المسجد المجاور للمعرض، وفي مقر جمعية تحفيظ القرآن الكريم، وفي الغرفة التجارية بالطائف.

كما أقيمت في الإطار ذاته محاضرات وندوات خاصة بالنساء في مقر إقامة المعرض، بينما أقيمت البرامج الدعوية الخاصة بالجاليات في المخيم الدعوي القريب من المعرض.

وأقيمت أيضا خلال المعرض مجموعة من المسابقات الثقافية الخاصة والعامة، في جناح وزارة الشئون الإسلامية، وكذا في بعض أجنحة الجهات المشاركة، حيث قدمت الوزارة في جناحها مجموعة من الهدايا العينية للفائزين بالمسابقة يوميًّا، عبارة عن هواتف نقالة، وساعات، وأطقم أقلام، وكتب علمية، وفي اليوم الختامي للمعرض تم السحب على الجائزة الكبرى، وهي عبارة عن سيارة من موديل 2006م.


جهات الدعوة تحت مظلة واحدة

و"كن داعياً" هي معارض متميزة في أسلوب عرضها لمختلف وسائل الدعوة إلى الله تعالى، إذ حظيت بإعجاب ودهشة شريحة كبيرة من المجتمع بمختلف فئاته ومستوياته منذ بداية المعرض في نسخته الأولى بالدمام عام 1422هـ.

والمتابع لمسيرة المعرض يتأكد أنه يعد خطوة جديدة وتجربة رائدة، حيث يجمع الجهات والمؤسسات العاملة في مجال الدعوة إلى الله تحت مظلة واحدة، مما يساعدها على التواصل والاستفادة من خبرات بعضها البعض.

ضمت أجنحة الجهات والمؤسسات الدعوية عددًا من الأقسام لعرض وتوزيع المطبوعات الخاصة بالجهة أو المؤسسة، إلى جانب عرض بعض التصاميم والمجسمات الخاصة التي توضح الأفكار والوسائل الدعوية التي تستخدمها الجهة.

كما ضمت الأجنحة لوحات تعريفية بالجهة والإدارات التي تتبعها، كما عرضت العديد من الجهات أنشطتها من خلال عرض فيلم وثائقي عنها يحتوي على أعمالها والإنجازات التي حققتها، بهدف مد جسور التواصل الإعلامي مع الجمهور.

أهداف المعرض


جانب من المعرض

المعرض بتنقله بين مختلف المدن يهدف – بحسب القائمين عليه - إلى تنمية الحس الدعوي وإحياء روح الدعوة لدى الجمهور لإدراك عظمها، وزيارة عدد لا يقل عن 10% من سكان المدينة له، إضافة إلى وصول رسالة المعرض إلى حوالي 40% من سكان المنطقة التي يقام فيها، ووصول جزء من رسالة المعرض إلى حوالي 35% من سكان المملكة، إضافة إلى تكوين جيل متواصل دعويًّا مع الوزارة وجهاتها بنسبة 1% ممن وصلتهم الرسالة، وتكوين فئة متعاونة دعويًّا مع برامج الدعوة وأهلها بنسبة 0.2% ممن تأثر بالمعرض.

وسائل مبتكرة تختصر المسافات

وأوضح الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، أن المعرض يسعى لفتح آفاق جديدة للتواصل الدعوي والتعريف بوسائل مبتكرة تختصر المسافات المكانية والزمانية والنفسية بين الداعي والمدعو، مع ضبط الدعوة إلى الله بأن يكون محتوى الخطاب بعيدًا عن الغلو والانفلات، متصفًا بالاعتدال والوسطية، ليواكب الحاجة الفعلية التي تضمن استمرار الدعوة.


وأضاف آل الشيخ: "إن هذه المعارض تعطي الفرصة لمن يريد أن يحقق رغبته في الدعوة إلى الخير، وذلك عبر ما يجده فيه من أجنحة مخصصة لتحقيق هذا الغرض تعود للوزارة، وجهات أخرى مشاركة بعدة لغات".

أما الدكتور علي بن عمر بادحدح، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، فوصف معارض وسائل الدعوة إلى الله بأنها نافعة ومفيدة من نواحٍ شتى، أبرزها التجديد والتنويع في طرق عرض الدعوة بما يحقق سعة الأفق وعمق الفكر، ويوجِد روح المبادرة والإبداع، والتعريف بالمؤسسات والمناشط الدعوية، كما أن هذه المعارض تسهم في إيجاد وتقوية الصلة بين تلك الجهات والمتطوعين الراغبين في الإسهام في برامج ومناشط الدعوة وتبادل الخبرات والتجارب بين العاملين في حقل الدعوة.

التأكيد على منهج الوسطية


إحدى الوسائل المعروضة

من جهته أوضح وكيل الوزارة للتخطيط والتطوير، ورئيس اللجنة المنظمة للمعرض، الشيخ أحمد الصبان، أن المعرض يهدف إلى التعريف بوسائل الدعوة إلى الله وكيفية استخدامها، سواء كانت مسموعة أو مرئية أو مقروءة، كما يستهدف جميع فئات المجتمع، والتأكيد على الوسطية في الدعوة إلى الله، والتحذير من الغلو والتطرف.

واعتبر الصبان أن المعرض يعتبر بيئة جيدة وناضجة للدعوة إلى الله من خلال المشاركة الفاعلة لجهات عديدة، استطاعت استقطاب أعداد كبيرة من الزوار وإدخال بعض الأساليب الرائدة في تنظيم المعارض وإدارتها، مضيفًا أن هناك برامج للتطوير الدعوي مصاحبة للمعرض تتضمن العديد من الدورات التدريبية المتعلقة بالدعوة والمحاضرات.

مناشط متعددة ضمن المعرض

فيما أبان رئيس اللجنة الدعوية للمعرض، ومدير عام فرع الوزارة في منطقة مكة المكرمة الدكتور عبد الرحمن الحازمي، أن الوزارة نظمت العديد من المناشط الدعوية خلال فترة المعرض، شملت تنظيم محاضرات دينية، ألقاها كوكبة من أصحاب الفضيلة، أعضاء هيئة كبار العلماء، وعدد من الدعاة، وطلبة العلم، وكذلك تنظيم عدد من المحاضرات للنساء ألقتها الداعيات في منطقة مكة المكرمة، إلى جانب تنظيم عدد من الندوات في موضوعات دعوية معاصرة، وكذلك تنظيم برنامج إداري للدعاة ركز على بيان مهارات التأثير على الناس واكتشاف شخصية الداعي والدعوة، إلى جانب محاضرات للجاليات بعدة لغات، وإقامة المسابقات الثقافية الدعوية والتي رصدت لها جوائز ثمينة.

وكيل المعهد العالي للقضاء، الدكتور إبراهيم بن ناصر الحمود، أكد أن إيجاد الخطاب الدعوي المتميز متوقف على رسم الخطط والمناهج الدعوية، وحتى نصل إلى خطاب دعوي يواكب العصر ويخاطب كافة شرائح المجتمع ويحقق الرسالة الدعوية المطلوبة، لا بد – على حد قوله - من إعادة النظر في الخطط والمناهج الدعوية، لمعرفة جوانب النقص والتقصير، فإن أوضاع العصر اليوم تتجدد في كل لحظة بينما الوسائل ثابتة لا تتغير.

باب التجديد مفتوح

الأديب والشاعر، الدكتور عبد الرحمن بن صالح العشماوي، أشار إلى أن هذه المعارض تؤكد على أن باب التجديد في الوسائل مفتوح على مصراعيه، ندخل منه إلى أنواع كثيرة من وسائل يستحدثها الإنسان في كل عصر، بحسب ما يتيح له الله عز وجل من مجالات العلوم المختلفة التي تتطور بصورة مذهلة في عصرنا هذا.

وأكد العشماوي أن "كن داعيًا" دعوة صريحة لكل مسلم كي يراجع نفسه، ويقوم بدوره في الدعوة إلى الله عز وجل.

وكان من الثمار المتواصلة لمعرض "كن داعيًا"، أن أعلن أحد الأمريكيين من أصل إفريقي إسلامه، حيث نطق بالشهادتين في جناح المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بشرق جدة في المعرض.

Cant See Links

التوقيع :

لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم