سومر وبابل واشور اثار

[sultan]

سومر وبابل واشور اثار

القسم الاول

ابجدية النحت في العراق القديم معجم الفنون المعاصرة

عداد/ كمال جاسم السريع/

الان في قاعات”القصر الصغير“ في باريس منحوتات من سومر واشور وبابل، اعرق حضارات العالم. انه معرض الاثار العراقية حيث في الموسم الفكري الفرنسي، يصار الى نقطة استقطاب رجال الفكر والثقافة والاعلام. فهناك معرض”مكتب بغداد “ في باريس غطى هذا المهرجان الحضاري من ناحية البعدين التاريخي والرمزي وهنا تغطية ثانية للمعرض من ناحية البعد الفني المتمثل في اغنائه مدارس النحت العالمية بمختلف التقنيات الجمالية، منذ مدرسة ميكال انج الايطالية ووصولاً الى نحت رودان فري الملامح العالمية.


والمواصلات الفرنسية و.. العالمية يجمع علماء الاثار والباحثون السوسيو لوجيون على ان حضارة بلاد ما بين النهرين” الرافدين “ العراقية هي المصدر الاساسي للحضارة الشرقية والغربية على حد سواء، وقد ذهب في هذا الاتجاه بياروسي المفكر الفرنسي في دراسة حديثه حددت في باريس وتشدد على الدور” الريادي “لحضارات العراق القديمة ويؤكد المستشرقون الاسكندينافيون في اوسلو وهلسنكي وستوكهولم ان الكتابة المسمارية وشرائع حمورابي، وهي من اولى مؤشرات الفعل الحضاري البشري؟، استظلت مناطق العراق الشمالية وحتى انطلق اشعاع المعرفة باتجاه انحاء الكرة الارضية النماذج التراثية تحكي قصة الحضارة القديمة، واستطراد قصة العراق الضارب جذوره في اصالة المعرفة الانسانية. والفرنسيون والاوروبيون الذين يتحشدون في” القصر الصغير “ لرؤية تعتمات الثقافة البشرية الاولى في مهدها الطبيعي وسريرها الجغرافي يثيرون ملاحظتين رئيسيتين، على هامش الملاحظات التي يخرجون بها، وهما:
ـ ان المعرض ليس عادياً وانه مختلف كلياً عن المعارض الوفيرة السابقة التي خصصتها المتاحف الباريسية، خصوصاً متحف غيميه للتعريف بالفنون البراهماتية باقانيمها الثلاثة والهندوسية والبوذية ومع العلم ان معرض” الاثار العراقية “ قد تجول حول العالم منذ 1979 بدأ باستكهولم واوسلو ثم توقف في عدد من المدن الالمانية والنمساوية قبل ان يستقر لمدة شهرين في باريس ومنها يطير الى الولايات المتحدة الاميركية.

ان الاثار المعروضة تمتاز بتقنية فذة على الرغم من قدوم الفترة الزمنية التي تعود اليها هذه التقنية تختصر في اساليب نحتية تتزاوج بين الدقة النحتية واللمسة الموحية، اضافة الى تنوع الاشكال والمقاسات وايقاعاتها.

ومن الواضح ان باحثين ومعلقين فرنسيين وضعوا المعروضات الفنية، وهي باية حال اشكال رائدة، تؤسس رافداً مهماً للقواعد النحتية العالمية، ووقفة مفصلة عندها تكشف هذا الجانب الاساسي من الصناعة الخاضعة في جميع مراحل انجازها لمراسيم ومعايير محددة بصراحة.


المنحوتات ترقى الى العصور الغابرة. وهي تمثل ملوكاً وآلهة ورموزاً للحرب والسلام، الى جانب ادوات زينة وقتال ولوحات باللغة المسمارية لعل اهمها على الاطلاق شريعة حمورابي التي نقلت من” متحف اللوفر “ هذا التراكم النوعي يؤشر الى حضارة غطت الاف الاعوام وعرفت الامبرطوريات والممالك والامارات وشهدت ولادة الثقافات وتكاملاً وذوبانها في ذاتها وفي غيرها.

صور نادرة تختصر لزوار القصر الباريسي واحدة من ابرز المسيرات الانسانية في العالم القديم والمعاصر.
ثمة حقائق جمالية عقائدية نستكشفها للوهلة الاولى هي:

1. المنحوتات مرتبطة بضمير ثقافي ـ ديني ولا يخفى ان لبعض قطع المعرض دوراً طقوسياً صريحاً. وتتقارب في عملية نحتها وصياغتها من بعض شعارات الصلاة. او هي احياناً صلاة للقدرة القيادية على الارض، مثل القطعة النحتية التي تمثل رأساً من المقبرة الملكية في نينوى، او تمثال الملك سافاتروك الثاني.

2. ان فنون بلاد مابين النهرين هي فعل ديني سياسي. اي ان مضمونها الثري يستجلي في وظيفتها الدينية السياسية وهي تتصف بعدم ارتباط وجودها اسم اي فنان.

3. من هنا جاءت الجمالية النحتية مزيجاً من الواقعية والصوفية والرمزية. يكفي ان ننظر الى تمثال” ارون “ الذي اكتشف في منطقة ديالى او تمثال الزينة ذي الملامح الفرعونية او الوعاء القالب ذي الشكل الطاووسي ـ وقد وجد في قبر ملكي وكأن صلة الفنان بعمله لا تحمل فقط الابداع انما وقبل كل شيء هواجس ايمانية صرفة خلود الروح وسعادة الجسد قبل السفر الماورائي.

4. ثم غياب كامل لاية مجانبة العمل الفني كل قطعة لها دورها الطقوسي ووظيفتها الاجتماعية كما انها تخضع في شكلها لمجموعة من القواعد لايسمح ابداً بتحاوز دقائقها. ذلك ان نحت اي تمثال لاية شخصية يخضع لمستمسكات جمالية تقنية في مراحل صناعته وتفاصيل تكوينه. والخروج على الجمالية الكلاسيكية خروج على الايمان بسعادة الجسد على الارض وبهناء الروح في السماء. حتى ان استكشاف طوبوغرافية اية منحوتة يؤكد على صياغة دؤوبة للملامح والاحجام والنسب ومواقع تفاصيل الجسد والوجه وعلامات المركز الاجتماعي.

5. الهاجس الزخرفي واضح ويشكل هدفاً حرفياً بحد ذاته.
لننظر بدقة الى” توظيب “ اللحى والانامل والاذرع.
فحاضرات ما بين النهرين” الرافدين “ لم تكن متقشفة مثل حضارات السند والهند واشكال البوذية الاخرى.
انها حضارة التمتع بمباهج الحياة، على اعتبار ان الوجود زائل ولذلك يجب ان يكون مهرجان فرح متواصل.
6. وراء هذا التراكم النوعي من الاشكال والقطع والمنحوتات ثمة ارشيف متكامل لحضارة موغلة في القدم، او كتاب متنوع الفصول والمشاهد عن مغامرة المعرفة الانسانية التي تطمح لكي تجذب الناس وتثير اعجابهم دون ان تتخلى ولو مرحلياً عن انسانيتها وما هو ابعد من ذلك.
بعد الماورائي في علاقة الانسان بالابداع و.. الموت

Cant See Links

التوقيع :

قال سبحانه وتعالى : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهــوا}

صدق الله العظيم