آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 18374 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 12857 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 18885 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20330 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 54417 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 49680 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 41610 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 24111 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 24402 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 30314 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-03-2007, 02:32 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أفاق الفكر

مراقب

مراقب

أفاق الفكر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








أفاق الفكر غير متواجد حالياً


حياتنا صور وحكايات من التاريخ

حياتنا صور وحكايات من التاريخ


حمو رابي:

الملك العراقي الذي حكم بابل بين عامي 1792 - 1750 ق . م وكانت البلاد دويلات منقسمة تتنازع السلطة ،فوحدها مكونا إمبراطورية عراقيه موحده ضمت كل العراق والمدن القريبة من بلاد الشام حتى سواحل البحر المتوسط وبلاد عيلام ومناطق أخرى. وكان حمورابي شخصية عالمه فذه وقيادية وعسكرية لها القدرة الإدارية والتنظيمية والعسكرية. ولم يعرف التاريخ القديم ملكا عظيما كهذا الملك العراقي فهو الذي كتب اول دستور في تاريخ البشرية وأسس أول مدارس نظامية وشرع إلزامية التعليم وهو الباني المعلم والمهندس ومسلته الشهيرة المنحوتة من حجر الديوريت الأسود تعتبر أقدم وأشمل القوانين في اول دستور في وادي الرافدين بل والعالم. وتحتوي مسلة حمورابي على 282 مادة تعالج مختلف شؤون الحياة. فيها تنظيما لكل مجالات الحياة وعلى جانب كبير من الدقة لواجبات الأفراد وحقوقهم في المجتمع ، كل حسب وظيفته ومسؤوليته. بعد وفاة حمورابي تولى الحكم خمسة ملوك أخرهم "سمسو ديتانا" الذي هاجم الحيثيون الهمج عراقنا في زمنه في عام 1594 ق. م واحتلوها، وخربوا العاصمة ونهبوا كنوزها بعدها رجعوا الى جبال طوروس . هناك من يرتقي بحمورابي الى درجة النبوه لما ابداه من عدل وايمان واتباع للحق والعمل فيه إشاعته فقد عمرت مملكته تحت حكمه 43 سنه .


--------------------------------------------------------------------------------

الإمام علي ابن أبي طالب (رضي الله عنه):

خليفة رسول الله (ص) ولد في 13 رجب في الكعبة المشرفة في العام 30 بعد عام الفيل.وهو ابن عم الرسول محمد بن عبد الله (ص) وصهره على ابنته فاطمة (ع) ووالد الحسن والحسين وزينب من فاطمة، أبوه أبي طالب عم الرسول (ص) ومربيه وكفيله وأمه فاطمة بنت أسد وهي هاشمية. هو أول من صدق برسول الله (ص) في دعواه مع السيدة خديجة الكبرى وهو ابن عشر سنين. كفله محمد(ص) قبل أن الرسالة لأن قريشاً أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب في شده. شهد علي المعارك كلها مع الرسول(ص) إلا تبوك حيث استخلفه محمد (صلى الله عليه وسلم)على المدينة. كان في غزوة أحد قائد ميمنة المسلمين وثبت فيها وأصيب بست عشرة ضربة. وفي غزوة الخندق، قتل عمرو بن ود العامري. و قد فتح خيبر . وكان كاتب صلح الحديبية وهو الذي أبى أن يمحو جملة "رسول الله" من الوثيقة التي طالب بها سهيل بن عمرو مفاوض قريش.هو من كُتَّاب الوحي، ورويّ له عن الرسول(ص) أحاديث كثيرة. قال فيه رسول الله (ص) أحاديث كثيرة منها "علي مع الحق والحق مع علي يسير حيث سار" ومنها "هذا علي الهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله". وورد ذكره في القران في مواضع عدة. عندما هاجر الرسول (ص) إلى المدينة المنورة، أستخلف علي(ع) فداء وأمانه في أن يرقد في فراشه حتى يواجه أهل قريش المشركون المتفقون على قتل الرسول (ص) ثم توزيع الأمانات إلى أهلها والتي كانت بحوزة الرسول (ص). وقد استخلفه الرسول (ص) بعد ذلك في كل شيء. تولى المرتضى (ع) الخلافة واتخذ الكوفة مقرا لها وعاصمة للدولة سنة 36 للهجرة فتشرفت ارض كوثى وهو منها مرة أخرى بسليل الرسالة الإبراهيمية كان شاغل المرتضى (ع) الوحيد الأول هو إقامة دعائم الدين بإعادة الأمن والطمأنينة إلى الدولة والقضاء علي الجور و جذور الفتنة فيها وإحقاق الحق واستطاع إخراج المتآمرين منها، وعزل الولاة الفاسدين وأرسل ولاة نجباء اختارهم بنفسه وفق ميزانه المؤمن. لم يرض الفاسدون على عدله وزهده ومنهم وأخطرهم والي الشام الفاسد معاوية الأموي وثلة من أقاربه الطامعين الحاقدين على الرسول والرسالة والعدل الذي خير من يمثله علي (ع). فحاربوه وتأمروا عليه وكان بحكمته وبلاغته وشجاعته يحاول إصلاح أمر المجرمين وفتنهم. استشهد المرتضى (ع) في اليوم الواحد والعشرين من رمضان سنة 40 للهجرة بعد ضربة بالسيف وهو في حالة السجود عند صلاة الفجر في مسجد الكوفة صبيحة اليوم التاسع عشر من شهر رمضان ، بضربة الغدر التي نفذها الملعون بن ملجم فضرب الإمام على رأسه الشريف وترقوته، و كان عمر علي (ع) 63 سنة، أي بعمر النبي محمد (ص) حين توفي. و كانت مدة خلافته خمس سنوات و ثلاثة أشهر ومدة إمامته 30 سنة . و تولى غسله و تجهيزه أبناءه الحسن بن علي و الحسين بن علي والعباس عليهم السلام أجمعين. ثم حملاه إلى النجف و دفناه هناك ليلاً، و أخفيا قبره حتى دل عليه الإمام الصادق (ع) في عصر المملكة العباسية. لم يعرف تاريخ الإنسانية رجل كامل بعد الأنبياء والرسل غير علي(ع). من أقواله التي تنضح علما وزهدا وعشقا وبلاغه:( أيها الناس اعلموا إن كمال الدين طلب العلم والعمل به. ألا وان طلب العلم اوجب عليكم من طلب المال. إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه والعلم مخزون عند أهله قد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه.). كان وسيبقى الإمام علي ابن أبي طالب (ع) إمام المتقين وأبو الأحرار وملهمنا الصبر والفكر والقوة والزهد والغيرة والشرف. تشرفت ارض العراق بضم رفاته وأولاده الحسين والعباس وأحفاده أولاد الحسن والحسين والكاظم والجواد والهادي والعسكري وفيه أيضا غيبة المهدي في سامراء سلام الله عليهم أجمعين.


--------------------------------------------------------------------------------

الحسن بن يسار أبو سعيد البصري:

ولد قبل سنتين من وفاة عمر ابن الخطاب في وادي القرن في الحجاز وتربى في بيت أم سلمه زوجة رسول الله (ص). حفظ القران ولم يبلغ الرابعة عشر وجالس كبار الصحابة وكان ولعا بأمير المؤمنين علي (ع) فقد عشق فيه صلابته في الدين وإحسانه في العبادة، وزهده في الدنيا، وقوته في الفصاحة والبيان . كما جالس الصحابة الأوائل وتعلم منهم ونقل عنهم وفي سنة 37 للهجرة انتقل إلى ألبصره واستمع للفقهاء فيها من ألصحابه والعلماء. رحل للجهاد ضمن جيوش الثغور في أراضي خراسان وغيرها وعاد بعد عشر سنين متفرغا للعلم والتحصيل حتى أصبح أشهر علماء عصره وتولى الإفتاء في ألبصره حتى وفاته في رجب من العام 110 للهجرة. كان جامعـًا وعالمـًا فقيهـًا فصيحـًا، وقد برع في الوعظ والتفسير براعة معترف بها عند أوساط العلماء وقد عاش الحسن دنياه غير آبه بها ، غير مكترث لها ، لا يشغله زخرفها ولا يغويه مالها ، فكان نعم العبد الصالح ، حليف الخوف والحزن ، أليف الهم والشجن، عديم النوم والوسن، فقيهـًا زاهدًا، مشمرًا عابدًا، وفي هذا يقول : إن المؤمن يصبح حزينـًا ويمسي حزينـًا وينقلب باليقين في الحزن، ويكفيه ما يكفي العنيزة، الكف من التمر والشربة من الماء، وقال عنه إبراهيم بن عيسى اليشكري : ما رأيت أحدًا أطول حزنـًا من الحسن، وما رأيته قط إلا حسبته حديث عهد بمصيبة، وقال عنه علقمة بن مرثد : انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين ، فمنهم الحسن.


--------------------------------------------------------------------------------

أبو جعفر المنصور العباسي (الدوانيقي):

ولد في عام 712 م وهو ثاني ملوك العباسيين وقويهم وهو باني مدينة بغداد في عام 710 م على مساحة من الأرض تقدر بخمسة كيلومترات مربعه على نهر دجلة في موقع مدينة آرامية تسمى بغدادو و قد صارت عاصمة الدولة العباسية ثم عاصمة العراق وبغداد من الحواضر الأهم في العالم منذ تأسيسها. تولى المملكة بعد وفاة أخيه العباس من 754 م حتى وفاته في 775 م. كان الهم الأكبر للمنصور أثناء حكمه هو تقوية حكم أسرة "بني العباس" و التخلص من أي خطر يهدد سيطرتهم حتى لو كان حليفا سابقا مثل أبو مسلم الخراساني الذي قاد الثورة العباسية ضد الأمويين. ويعتبر أبو جعفر هو المؤسس الحقيقي للدولة العباسية حيث أرسى السياسة وسن السنن التي تخدم الحكم وتقيم قواعده بيد العباسيين وسار أبناؤه الخلفاء من بعدة على مسيرته وهو فوق ذلك جعل تدليسا لبني العباس سند شرعي كاذب في وراثة الدولة أعطت لهم السبق على أبناء عمهم العلويين. وهو أول من خلط الدين بالسياسة وأول من استعمل الدين والادعاء الديني في تدعيم الحكم حتى قال ( إنما انأ سلطان الله في أرضه). كان لا يتمهل في قتل معارضيه والغدر بهم بالسجن والسم وحياكة الفتن. مات في عام 775 . و قيل فيه: يا أيها الذي قد غره الأمل ..... ودون ما يأمل التنغيص والأجل. إلى آخر قصيدة الشاعر عمروا بن عبيد حيث قال: والمرء يسعى لما يبقى لوارثه ..... والقبر وارث ما يسعى له الرجل. كان الدوانيقي يحسد ما كان عليه العلماء وكان يجالسهم ويخلق العداوة والبغضاء بينهم ليشفي حسده. ولعل المناظرة التي حصلت بأمره بين الإمام موسى الكاظم (ع) والفقيه أبو حنيفة ونتائجها المخيبة لما رسمه الملك خير مثال على النفسية الحاسدة التي كان يحملها أبو جعفر المنصور هذا.


--------------------------------------------------------------------------------

يوحنا بن البطريرك:

عالم ومترجم عراقي سرياني ولد في 715 ميلادية عاش في أيام المنصورواختلف في تاريخ وفاته بين عامي 798و806 ميلادية . وكان ممن يقرأ عليهم كتاب إقليدس، وغيره من كتب الهندسة. ذكره القفطي فقال: كان أمينا على الترجمة ، حسن التأدية للمعاني ، ألكن اللسان في العربية ، وكانت الفلسفة أغلب عليه من الطب ، وهو تولى ترجمة كتب أرسطو خاصة، وترجم من كتب أبي قراط مثل حنين وغيره، ومن الكتب التي تقلها كتاب الأربعة في علم النجوم (استخرجه في أيام المنصور ، ثم نقله ثانية إبراهيم بن الصلت ، وأصلح هذه النسخة حنين بن اسحق). أن يوحنا وضع ترجمة عربية لمؤلف في التنجيم لبطليموس ، وقد كتب عمر بن الفرخان المتوفى حوالي 815م تعليقا على هذا الكتاب ، وشرحه محمد بن جابر بن سنان 929م .ويروى أن يوحنا (أخرج قصة طيماوس لأفلاطون ، وأنه ترجم أيضا كتاب أرسطو في الآثار العلوية وكتاب الحيوان ومختصرا له في النفس) وقد لعب دورا كبيرا في نقل علوم الهندسة والفلسفة والطب إلى العربية. وقد أقام يوحنا مستشفى بغداد. وقد ألف يوحنا كتبا كثيرة بلغت ثمانية وعشرين كتابا وكان يوحنا ، يعقد مجلسا للنظر ، ويجري فيه من كل نوع من العلوم القديمة بأحسن عبارة ، وكان يدرس، ويجتمع إليه تلاميذ كثيرون وقد تتلمذ على يديه العالم المترجم حنين بن اسحق فترة من الزمان.

--------------------------------------------------------------------------------


أبو الطيب المتنبي:

هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي. ولد بالكوفة في915 وقتله فاتك بن أبي جهل ألأسدي غدرا في منطقة تل العاقول غربي بغداد. في عام 965 ميلادية. عاش في مدح الأمير العراقي على حلب سيف الدولة الحمداني وقال فيه شعرا غاية في الجمال.كان المتنبي شاعرا من شعراء المعاني وفق بين الشعر والحكمة، وجعل أكثر عنايته بالمعنى يسكبه في بيت واحد مهما اتسع ويصوغه بأبدع الصياغة التي تأخذ بالألباب. أطلق الشعر من قيوده لتي قيده بها من سبقه وخرج عن أساليب العرب المخصوصة، فهو إمام الطريقة الإبداعية في الشعر العربي. في شعره تجلى طموحه وعلمه ، وعقله وشجاعته ، وسخطه ورضاه ، وعشقه ، كما تتجلى القوة في معانيه ، وأخيلته ، وألفاظه وعباراته القوية وشممه وعلو همته. كان نضمه يتسم ببناء القصيدة بناء محكم منطقي متسلسل ، وهو يتناول موضوعه مباشرة أن يقدم له بحكم تناسبه ، وقد ظهرت قصائده الموحَّدة الموضوع ، أو المتماسكة الموضوعات في كهولته ، حين كان في صحبة سيف الدولة ، وكافور ، وأما قصائده الأخرى فيسير فيها على نمط الشعر القديم ، ويمزج فيها بين فنون وأغراض مختلفة والمعاني تمتاز بقوتها وفخامتها ، وسموها غالباً ، وكثيراً ما يركزها في صورة حقائق عامة ، ويصوغها في قوالب حكمة بارعة . و يمتاز خياله بالقوة والخصب : وألفاظه جزلة ، وعباراته رصينة وهو ينطلق في عباراته انطلاقاً ولا يعنى فيها كثيراً بالمحسنات والصناعة يقول عنه أبو العلاء المعري إنه أشعر المحدثين. ضمن شعره كثيرا من الأمثال والحكم، واختص بالإبداع في وصف القتال والتشبيب بالأعرابيات، وأجاد التشبيه وإرسال المثلين في البيت الواحد، وأبدع المديح والهجاء، وظل شعره مددا في كل عصر لكل شاعر وكاتب، وما يزال المتنبي يحتفظ بمجده وشهرته إلى يومنا، لا يدانيه أحد من الشعراء لحد ألان ومن شعره في الغزل:

حــتى يكـون حشـاك فـي أحشـائه

مثــل القتيــل مضرجــا بدمائـه
لا تعــذل المشــتاق فــي أشـواقه

إن القتيـــل مضرجــا بدموعــه



--------------------------------------------------------------------------------

الشريف الرضي:

هو أبو الحسن، محمد بن الحسين بن موسى الموسوي. و يلقب بالشريف الرضي(359 - 406 هجريه / 969 - 1015م) كان نقيباً للطالبيين حتى وفاته. درس هو وأخوه الشريف المرتضى على يد الشيخ المفيد أحد الفقهاء المعروفين. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها ودفن في مقابر قريش (مدينة الكاظمية). من أهم الأعمال التي اشتهر بها الشريف الرضي هو نهج البلاغة وهو كتاب جمع فيه خطب والحكم القصار ورسائل جده الإمام علي (ع) له ديوان شعر تغلب فيه القوة والعذوبة والنفس البدوي والجزالة وله كتب عدة منها (مجاز القرآن) و(المجازات النبوية) و(خصائص أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام) و(مختار من شعر الصابئ) وغيرها من الرسائل المنشورة. ويعد الشريف الرضي من فحول الشعراء وله شعر كثير في الغزل العذري والاجتماعيات والتصوف، من شعره:

فغالطني وقال أنا الحبيب
رماني كالعدو يريد قتلي

لظى الأنفاس والنظر المريب
وأنكرني فعرفني إليه

أميراً من رعيته القلوبُ
وقالوا لم أطعت وكيف أعصي



--------------------------------------------------------------------------------

صلاح الدين يوسف الأيوبي:

قائد عسكري ثم سلطانا. نشاء طموحا محب للسلطة متحينا الفرص للوصول إليها وان كان الطريق جماجم ودماء إي كان. هو أحد أشهر السلاطين الشرقيين وهو مؤسس الدولة الأيوبية. حرر بيت المقدس بعد انتصاره على الجيش الصليبي في معركة حطين سنة 1187 ميلادية. كان أبو صلاح الدين وأهله من قرية دوين في منطقة حرير التي تقع شمال غرب أربيل- في العراق وهم بطن من قبيلة الروادية الكردية. ولد يوسف في تكريت في عام 1138 ميلادي وفيها تولى أيوب أبوه أعمالا ثم خرج ايوب مع أخيه شركوه إلى الموصل ودخلا في خدمة صاحبها عماد الدين زنكي ولما ملك عماد الدين بعلبك سنة 533 هـ قربهما إليه وبعد قليل قتل عماد الدين في قلعة جعبر سنة 541 هـ فلازما خدمة ابنه نور الدين محمود صاحب دمشق وحلب ونالا لديه مقاما محمودا وتلقب أيوب بلقب نجم الدين وتلقب شركوه بلقب أسد الدين وتلقب يوسف بلقب صلاح الدين. اشترك في حملات مع عمه أسد الدين على مصر وجهها نور الدين بن زنكي وتقلد أسد الدين الوزارة على مصر ولكنه مات في فراشه بعد بضع شهور مسموما ميتة غامضة تقلد بعدها صلاح الدين تلك الوزارة وما لبث أن ارتقى سدة الحكم المطلق في مصر بعد إنهائه الدولة الفاطمية والتنكيل بالفاطميين والفتك بهم وبكل أتباع آل البيت الكرام. وفي عام 569 هجريه توفى نور الدين زنكي صاحب الشام مخلفا ابنه القاصر مما دعي صلاح الدين للتوجه إلى دمشق بحملة عسكرية واستولى عليها وعلى بعلبك وحمص وحماه وحلب. واشتبك مع الصليبيين في غارات عديدة في حين وسع ملكه ليبلغ النوبة جنوبا وبرقة غربا وأرمينيا شمالا والجزيرة والموصل شرقا. انتصر على الصليبيين في معركة حطين المهمة وحرر القدس وطبرية وعكا ويافا وبيروت ثم تصالح مع ملك انكلترا ريتشارد قلب الأسد على أن يحتفظ الصليبيون بالساحل من عكا إلى يافا وأن يسمح لحجاجهم بزيارة بيت المقدس وأن تخرب عسقلان وأن يكون الساحل منها إلى الجنوب لصلاح الدين. مات صلاح الدين في عام 1193 ميلادي في دمشق وخلف 17 ولدا وبنت واحده. استمر حكمه من مصر 24 سنه ومن سوريا 19 سنه. خلفه في ملكه ابنه الملك الأفضل.


--------------------------------------------------------------------------------

هولاكو خان:

ولد في عام 1217 ميلادية هو حفيد الطاغية جنكيز خان واخو الطغاة قوب لاي خان ومون كو خان وهو مغولي بوذي الأب تركي نسطوري الأم. سار هولاكو مع أكبر جيش مغولي نحو الشرق الأوسط واستطاع أن يدمر لريستان في إيران بسهولة ويوسع بقتل أهل أي مدينة يمر عليها و من خلال سمعته الرهيبة كسفاح استطاع أن يجعل اغلب إيران تستسلم إليه دون أية معركة ثم توجه إلى عاصمة الملك العباسي بغداد والقضاء على الخلافة العباسية فأرسل وهو في إيران إلى الخليفة المستعصم بالله يتهدده ويتوعده، ويطلب منه الدخول في طاعته وتسليم العاصمة بغداد ونصحه بأن يسرع في الاستجابة لمطالبه حتى يحفظ لنفسه كرامتها ولدولته أمنها واستقرارها، لكن الخليفة رفض هذا الوعيد وقرر أن يقاوم، على الرغم من ضعف قواته وما كان عليه قادته من خلاف وعداء، فضرب هولاكو حصاره على المدينة المنكوبة التي لم تكن تملك شيئا يدفع عنها قدَرَها المحتوم، فدخل المغول بغداد سنة 1258م وارتكب هولاكو وجنوده من الفظائع ما تقشعر لهوله الأبدان فقتل من أهل بغداد ما يقرب المليون شخص واصطبغت دجله بلون الدم وحرق المساجد والمكتبات وخربها تخريبا تاما وقتل الملك العباسي شر قتله واهتزت الإنسانية لهول ما حدث في بغداد على يد الغزاة الهمج. شرع هولاكو بعد سقوط بغداد في الاستعداد للاستيلاء على بلاد الشام ومصر، وفق الخطة المرسومة التي وضعها له أخوه مون كو خان فخرج في عام 1259م متجها إلى الشام، ونجح بالتعاون مع حلفائه الصليبيين في الاستيلاء على مدن كثيرة في الشام حيث سقطت حلب في 1260 م وتهاوت بقية المدن الواحدة تلو الأخرى وشارف على دمشق التي فر منها الملك الأيوبي وتركها وأهلها أمام الزحف المغولي الذي دخلها بلا حرب في الثاني من شباط 1260 م وبذلك سقطت الدولة الأيوبية. غادر هولاكو دمشق إلى إيران ليقف على خبر تنصيب أخوه قوب لاي خان ملكا بعد موت أخوه الأكبر مون كو خان واستخلف قائده في دمشق كيتو بوغا لاتمام عملية الغزو ومساعدة حلفائه الصليبيين على استعادة القدس. وقبل أن يغادر هولاكو الشام أرسل إلى سيف الدين قطز السلطان المملوكي في القاهرة رسالة كلها وعيد وتهديد، يدعوه فيها إلى الاستسلام وإلقاء السلاح، وأنه لا جدوى من المقاومة غير أن السلطان قطز لم ترهبه كلمات هولاكو، أو يتملكه الخوف والفزع كما تملك غيره من ملوك الأيوبيين في الشام فآثروا الهوان على العزة والكرامة، والحياة تحت سلطان وثني على الموت والاستشهاد دفاعا عن الوطن فقتل رسل هولاكو وداهم المغول على رأس جيش في موقع يسمى عين جالوت في فلسطين. وحمل المسلمون على المغول الذين كانوا تحت قيادة كيتو بوغا حملة صادقة، وقاتلوهم باستبسال وشجاعة من الفجر حتى منتصف النهار، فكتب الله لهم النصر، وهُزِم المغول هزيمة منكرة لأول مرة في تاريخهم، بعد أن كانت القلوب قد يئست من النصر عليهم وكان ذلك في 24 أيلول 1260 وتم دفع المغول إلى ما وراء نهر الفرات في العراق. وتم تحرير ارض الشام من براثنهم وقد حاول هولاكو إعادة الكرة في الغزو وفشل في كل مرة حتى يئس. انشق المغول بعد أن اسلم رئيس قبيلة منهم اسمه بركة خان دخل في صراع مع هولاكو فاضعف جيشه وعزيمته على الانتشار والغزو حتى مات في 9 كانون الثاني عام 1265 وهو في الثامنة والأربعين من عمره مخلفا لأبنائه دولة عرفت بلايلخانيه ما لبثت أن تفتتت وزالت . وكذا حال الطغاة ودولهم. ويحق لنا أن نتذكر هنا قول الشاعر:

يومــاً ويَنتفِض العرِيْنُُ فَيطهـُرُ
بغداد شُدي الجرح يَنحَسرُ الدّجَى

عتباتِ خُلْدُكِ في العُصورِ مُعَفّرُ
شُدي الجــِراحَ فألـفُ جِنْكيـزٍ على


--------------------------------------------------------------------------------

السلطان محمد السادس:

وهو وحيد الدين محمد بن السلطان عبدا المجيد ولد في 14 كانون الثاني 1861 وهو آخر سلاطين الدولة العثمانية. حكم من 4 تموز 1918 بعد أخيه محمد الخامس رشاد وانتحار ابن عمه عبد العزيز الأول ولي العهد حتى 1 تشرين الثاني 1922. شكلت ولايته نهاية ألدوله العثمانية وانحلالها تلك الإمبراطورية التي جثمت على صدر العراق 400 سنه. استسلمت الدولة بعد توليته بشهور وقد خرجت الدولة العثمانية من الحرب العالمية الأولى تلعق جراح هزيمة قاسية، وفقدت الولايات العربية التي كانت خاضعة لها، وقدم رجال الاتحاد والترقي استقالتهم نتيجة لفشل سياستهم الداخلية والخارجية والحربية، ثم فروا إلى خارج البلاد. وفي ظل هذه الأجواء الحزينة تولى وحيد الدين أفندي عرش الخلافة العثمانية باسم السلطان محمد السادس بعد وفاة أخيه السلطان محمد الخامس، وحاول السلطان الجديد إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وعهد إلى الجنرال أحمد عزت باشا الصدر بالاتصال ببريطانيا وحليفاتها لعقد هدنة بين الطرفين، وأبرمت بينهما معاهدة مدروس في ( 30 من تشرين الاول 1918م). وقد حققت بريطانيا في هذه المعاهدة ما عجزت عن تحقيقه في ساحات القتال أثناء الحرب العالمية الأولى، فسيطرت بموجب بنود المعاهدة الجائرة على منطقة المضايق في الدردنيل والبوسفور، وأمنت دخولها إلى البحر الأسود والخروج منه، وكانت هذه المناطق تحت سيطرة الدولة العثمانية، ولا تسمح بالتهاون في شأنها أيام قوتها. وقبل أن ينقضي أسبوعان على توقيع المعاهدة كانت الأساطيل الحربية لبريطانيا وحلفائها تبحر مزهوة في منطقة المضايق، واجتازت ستون سفينة حربية مضيق الدردنيل ثم بحر مرمرة ثم البوسفور أمام بصر القوات العثمانية التي التزمت بالصمت، في حين أن العثمانيين كانوا قبل هذه المعاهدة قد ألحقوا هزائم مدوية بالأسطول البريطاني حين حاول اقتحام منطقة المضايق، وهوت سمعته إلى الحضيض. وألقت بعض القطع البحرية الغازية مراسيها في ميناء إستانبول في (13 من تشرين الثاني 1918م)، واحتلت القوات الأجنبية أحياء العاصمة العتيدة، وفرضت رقابة عسكرية صارمة على الميناء، وخضعت قوات الشرطة ومرافق العاصمة لسلطات الاحتلال. وضع ثقته في مصطفى كمال أتاتورك للخروج من الأزمة فخاب ظنه، وبدأ مصطفى كمال يعمل لنفسه وبدأ نجمه يلمع، بعد أن قاد الثورة ضد اليونانيين في منطقة الأناضول وهي منطقة منيعة محصنة بالهضاب الوعرة، واكتسبت حركة مقاومة الاحتلال اليوناني أنصارًا لها في طول البلاد وعرضها. ولما أجريت انتخابات جديدة فاز بالأغلبية أنصار أتاتورك والمتعاطفون معه، ولم تلبث الحالة طويلا حتى أن أقر هذا البرلمان الجديد الميثاق الوطني الذي صاغه أنصار أتاتورك، ويتمثل في الموافقة على أن تنسلخ عن جسم الدولة العثمانية الولايات غير التركية، والحفاظ على الأناضول متحررًا من كل نفوذ أجنبي باعتباره الموطن الأصلي للأتراك العثمانيين، وعلى إقليم تراقيا الشرقية، وعلى بقاء إستانبول مقر الخلافة وعاصمة السلطنة. ولم يكن أحد يعلم ما تنطوي عليه نفس أتاتورك من أفكار تسلطيه، وكان حريصًا على ألا يظهر بمظهر الثائر على حكومة دولة الخلافة في العاصمة، فالتف الناس حوله باعتباره بطلاً قوميًا ومخلصًا لهم من الاحتلال الجاثم على الصدور.اعتزل السلطان السلطة وتنازل عن العرش عام 1340 هـ. غادر إسطنبول على متن بارجة بريطانية في 17 تشرين الثاني 1922 ليقضي بقية حياته في الريفييرا الإيطالية. وتوفي في مدينة سان ريمو في 16 ايار1926 م. انتهت الدولة العثمانية بعد تقاسم أرضها كل من فرنسا وبريطانيا. وتحولت بعده تركيا إلى جمهورية بقيادة كمال أتاتورك.


--------------------------------------------------------------------------------

الجنرال فردريك ستانلي مود:

ولد في جبل طارق في في عام 1864 من أسرة بريطانية عريقة وكان أبوه جنرالا في الجيش الامبراطوري أيضا. أكمل دراسته العسكرية في كلية ساندهيرست العسكرية خدم في مصر وأفريقيا وكندا وفرنسا ونال ميداليات كثيرة واشتهر كضابط ممتاز قبل وخلال الحرب العالمية الأولى جرح في المعارك جرحا بليغا في حزيران 1915 وأرسل إلى لندن للعلاج. التحق إلى أوربا برتبة جنرال ليقود الفيلق 13 جئ به من الدردنيل بعد انتهاء المعارك هناك لإنقاذ قوات الجنرال طاوزند المحاصرة في الكوت وفك الحصار عنها وتم له ذلك واخلف طاوزند بعد أن رقي إلى رتبة قائد فيلق دجلة في 11 تموز 1916م وبعد 48 يوماً رقّي مرة أخرى فصار القائد العام للقوات العامة في العراق. دخل معارك ضارية مع الأتراك فانتصر فيها الواحدة تلو الأخرى حتى دخل بغداد فاتحا صباح يوم 11 آذار 1917، وبعدها استمرت قواته في الاستيلاء على بقية المدن العراقية فتهاوت امامه القوات العثمانيه في ديالى والرمادي وسامراء وتكريت، وبذلك انتهت آخر أيام الحكم العثماني في العراق. في يوم 19 آذار نشر بيانه المشهور على العراقيين والذي جاء فيه : "جئنا محررين لا فاتحين"... إلى آخر الهراء. بدأ الخلاف يدب بين الجنرال مود والمندوب السياسي البريطاني في العراق برسي كوكس ، بسبب طبيعة الجنرال مود الذي كان يحب التسلط والاستيلاء وإدارة كل الأمور بنفسه عسكرية كانت أم سياسية. في مساء يوم 14 تشرين الثاني 1917م حضر الجنرال مود حفلة في مدرسة الأليانس اليهودية ببغداد، وتناول فيها الحليب الملوث ، وبعد انتهائها وعند عودته إلى بيته شعر بتوعك في صحته ، ثم اشتد عليه المرض ، وبعد الفحص والمعالجة ، ظهر انه مصاب بنوع حاد من الكوليرا. وفي مساء يوم 18 تشرين الثاني لفظ أنفاسه الأخيرة ، ودفن في مقبرة الانكليز قرب باب المعظّم ببغداد.


--------------------------------------------------------------------------------

السير برسي كوكس:

من مواليد تشرين الثاني 1864 في مدينة اسكس ببريطانيا عمل مندوب سياسي في منطقة الخليج والجزيرة العربية وعين مندوب سياسيا في العراق أيام الحرب العالمية الأولى وترك العراق إلى إيران اثر اختلاف بينه وبين القائد العسكري مود وخلفه في العراق المندوب السامي ارنولد ولسن الذي كان يتهاون كثيرا بالمطالب العراقية ويستخف بها مما جعل العلاقة بين الانكليز والعراقيين تتدهور بشكل كبير أدى إلى نشوب صدامات كثيرة آخرها أحداث عام 1920 . مما اضطر الحكومة البريطانية إلى استدعائه ثانية من طهران وعين مندوب بريطانية السامي في العراق، كان رجلا هادئا حليما ليناً ومخادعا على عكس ما كان عليه سلفه من الصرامة والشدة والاستعلاء وألؤم، جاء ليهيّأ الرأي العام العراقي إلى تقبل فكرة الحكومة العربية التي يزمع الانكليز إقامتها والتي أرسلته حكومته من أجل التفاهم على إنشائها ، فقد كان معروفا بدهائه الانكليزي المخادع وسياسته اللينة الماكرة. استطاع من تهدئة الحالة وتشكيل الحكومة العراقية المؤقتة ، فألفها برئاسة السيد عبد الرحمن النقيب ، وجعل شأنها صوري فقط ، حيث السلطة كانت بيد المستشارين والمسؤولية على الوزراء ، تحت نظارة المعتمد السامي وإرشاده. وحضر كوكس مؤتمر القاهرة لبحث شؤون الشرق الأدنى وقد اقترح تأسيس الجيش العراقي لتخفف من أعباء بريطانيا وجيشها ، وهو الذي أجرى التصويت العام والمناداة بالأمير فيصل ابن الشريف حسين ملكاً على العراق تأييداً لقرار مجلس الوزراء العراقي في 11 تموز 1921م. وعمل كذلك على تأسيس المجلس التأسيسي العراقي. في 28 تشرين الثاني 1922م وعند مرض الملك فيصل، مارس الحكم مباشرة ، فأمر بإغلاق الأحزاب ومنها حزبنا وتعطيل الصحف واعتقال أصحابها وغيرهم من الوطنيين ونفيهم إلى جزيرة هنجام وأرسل الطائرات لقصف العشائر المؤيدة للحركة الوطنية العراقية. تقلد خلال خدمته أوسمة رفيعة المستوى من كل الأشكال منها وسام الإمبراطورية البريطانية السامي من الدرجة الأولى. ترك الخدمة في العراق في أيار 1923 . مات في بريطانيا في العشرين من شباط 1937 .



--------------------------------------------------------------------------------

الملك فيصل الأول:

هو فيصل بن الحسين بن علي الحسني الهاشمي. ولد في الطائف في 20 ايار1883 وتربى مع إخوته الثلاثة بكنف أبوه الشريف حسين ورحاب البادية. اثر خلاف وقع بين أبوه وعمه الشريف عون انتقل وبقية عائلته إلى اسطنبول وهو في سن الثامنة للإقامة فيها. تدرج بمراحل دراسته باسطنبول. تزوج من الشريفة حزيمه ابنة عمه الشريف ناصر في عام 1905. عاد إلى الحجاز وبقية أسرته في عام 1909 اثر تنصيب والده شريفا على مكة خلفا لعمه الشريف عبد الله. اظهر فيصل مهارة قيادية تحت لواء والده أثناء قمع الفتن في عسير وباقي نواحي الجزيرة. اختاره والده ممثلا عن أهل جده في مجلس المبعوثان العثماني في تركيا ورحل إلى اسطنبول في عام 1912. وزار دمشق في عام 1916 وزار دمشق سنة 1916م فأقسم بيمين الإخلاص لجمعية "العربية الفتاة" السرية المناهضة للوجود العثماني في الجزيرة والشام والعراق وكانت بريطانيا تدعم أعمال هذه الجمعية باعتبار أن الدولة العثمانية هي دولة عدوة لها في الحرب العالمية الأولى الناشبة آن ذاك. انتدب الجاسوس المشهور لورنس لتفعيل القتال ضد العثمانيين في منطقة الجزيرة والشام وتم لبريطانيا ذلك بقيادة فيصل لما يسمى بالثورة العربية بعد أن ثار أبوه على العثمانيين في 1916 ثم سمّي فيصل قائدا عاماً على الجيش العربي وكان معه عدد من الضباط العراقيين الشباب أمثال المرحوم نوري السعيد و وناجي شوكت وجميل المدفعي وعلي جودت الأيوبي وطه الهاشمي ونور الدين محمود ومولود مخلص وقد حارب وانتصر هذا الجيش ضد الجيش العثماني في سيناء وفلسطين وسوريا إلى جانب القوات البريطانية ودخل دمشق في أواخر أيلول سنة 1918م بعد جلاء العثمانيين عنها فاستقبله أهلها فرحين مستبشرين. ثم توجه إلى باريس في أواخر تشرين الثاني من نفس العام لحضور مؤتمر الصلح الذي أقامته الدول المنتصرة بالحرب العالمية الأولى ورافقه في هذا المؤتمر المرحوم نوري السعيد وثلاثة آخرين. عاد إلى دمشق في نيسان سنة 1919 وانتخبه السوريين ليكون ملكاً دستورياً على البلاد السورية سنة 1920م. دخلت القوات الفرنسية سوريا تنفيذا لمعاهدة سايكس بيكو فاشتبك الجيش السوري وبقايا أعوان الملك فيصل مع القوات الفرنسية في معركة ميسلون في 24 تموز 1920م واحتل الجيش الفرنسي سورية. هرب الملك فيصل إلى ايطاليا وبقى فيها مدة ثم غادرها إلى انكلترا. كانت الحالة في العراق ضد الانكليز لا تزال ملتهبة مما جعل الحكومة البريطانية طلبه لحضور مؤتمر عقدته في القاهرة سنة 1921م برئاسة ونستنن تشرشل وتقرر ترشيحه ملكا على عرش العراق ، ولم يكن فيصل هذا يملك من صفات القيادة إلا ابسطها وتسميته كملك. لقد تم ترويضه وأهانته بشكل مدروس لسنوات حتى صار كالصلصال بيد الانكليز يشكلونه كيف ما شاءوا. انتقل فيصل إلى بغداد ونودي به ملكاً على العراق في 11 تموز1921م ، فانصرف إلى الإصلاح الداخلي بوضع الدستور للبلاد ، وأنشأ مجلساً للأمة وأقام الملك فيصل العلاقات بين العراق وبريطانيا على أسس معاهدات عديدة وأصلح ما بين العراق وجيرانه. كان العراقيين ينضرون بعين الريبة لكل ما يأتي به الانكليز وكان فيصل يقع تحت النضرة في اول تنصيبه الذي لم يكن كل العراقيين راضين به ويعارضوه. كانت إصلاحات فيصل تقع تحت إملاء الانكليز وسيطرتهم وضغطهم. عمل فيصل ما في وسعه وما سمح له به الانكليز في تطوير الزراعية ولصناعية والشؤون الإدارية والمالية كان لها أثرها في تأسيس المملكة العراقية وبنائها. كان حلمه وحلم السياسيين والشعب العراقي نيل الاستقلال وإعلانه وحصل العراق عليه مشروطا بعد جهد سياسي كبير وتنازلات من الطرف العراقي في عام 1923 ودخوله في عصبة الأمم في عام 1933 وهو العام الذي مات فيه فيصل تلك الميتة المجهولة والمريبة حينما كان في سفرة استشفاء في سويسرا. وقد همس كلماته الأخيرة لصديقه نوري السعيد ومن معه وكانت " أنا مرتاح. قمت بواجبي. خدمت ألامه بكل قواي ليسير الشعب بعدي بقوة واتحاد." ولفظ أنفاسه الأخيرة في ليلة الخميس على ألجمعه في يوم 8 أيلول 1933 ثم نقل جثمانه إلى العراق ودفن في المقبرة الملكية في الأعظمية ببغداد وسط حزن واسى العراقيين على رحيل مؤسس الدولة العراقية ألحديثه .



--------------------------------------------------------------------------------

جميل صدقي الزهاوي:

شاعر وفيلسوف عراقي كردي ولد في عام 1863م وتوفي عام 1936م. نظم الشعر منذ صغره بالعربية فأجاد. وكان شاعرا حرا في التفكير والعقيدة والنظم. عشق وطنه العراق وقضاياه وماسيه السياسية والاجتماعية وعاش في زهد. اشتهر بوقوفه بشجاعة في دعم قضية تحرير المرأة العراقية. كانت أيامه الشعرية سجالا مع فحل آخر عاصره وهو المرحوم الشاعر الكبير معروف الرصافي. كتب الزهاوي في شتى مواضيع الشعر ولكنه في كلها جريء يحمل هموم الأمة العراقية ومن أشعاره الوطنية التي تفيض حرية وقوه ما ألقاه في شتى المناسبات الدينية والوطنية وكانت تعبر بحق عن النفس العراقية العزيزة التواقة للحرية فتلهب النفوس. ومن نظمه:

حتى أموت على ضياع بلادي يا نهر دجلة إن من حقي ألبكا

نزر فليس يبيح نار فؤادي يا نهر دجلة إن عيني ماؤها

واسق المعاهد من ربى و وهاد يا نهر دجلة فاجر أنت مكانه
أن لا تضن علي بالإسعاد يا نهر دجلة إنني لمؤمل

كانت لأهل الفضل اكبر نادي يا نهر دجلة أين بغداد التي
والماء منك هناك غير ثماد لم حولك الأرض الفسيحة أقفرت
بلدا لكل شناعة وفساد يا نهر دجلة ما لبغداد غدت

أما ما نظمه وألقاه في حرية المرأة العراقية فهو كثير جدا وكان سابق عصره مما جعل الكثير من النقاد يتوجهون له بالنقد واللوم جهلا بما كان يفكر به شاعرنا الفذ.


--------------------------------------------------------------------------------

الملك غازي:

هو ثاني ملوك العراق حكم من 1933 ولغاية 1939. ولد في مكة في عام 1912 وهو الابن الوحيد للملك فيصل الأول وله 3 أخوات. عاش في كنف جده حسين بن علي شريف مكة المنادي باستقلال العرب من العثمانيين والذي غدر به الانكليز في معاهدة سايكس بيكو ونفي إلى قبرص. نشاء غازي كارها للانكليز لا يؤمن جانبهم. وأول تصادم بينه وبين الانكليز كان أثناء وجوده في لندن للدراسة ثم أثناء توليه للعهد في أيام مرض والده عام 1924 .خريج الكلية العسكرية العراقية. صار ملكا للعراق عام 1933 بعد وفاة أبوه تلك الوفاة المشكوك بموضوعها. كان الملك الشاب غازي بحاجة للخبرة السياسية التي استعاض عنها بمجموعة من المستشارين من الضباط والساسة الوطنيين اختارهم بنفسه ولكن الانكليز دسوا له بينهم ما يحرفه عن وطنيته بدعوة قومية كان من ورائها المدعو رشيد عالي الكيلاني. في يوم 18 أيلول 1933، أعلنت خطوبته وعقد قرانها علي ابنة عمه عالية بنت الملك علي بن الملك حسين بن علي شريف مكة. وفي مساء يوم 25 كانون الأول عام 1934 تم الزفاف. و رزق بابنه الوحيد فيصل في يوم 2 أيار 1935. شهد عهده صراع بين المدنيين و العسكريين من الذين ينتمون إلى تيارين متنازعين داخل الوزارة العراقية تيار وطني حر وتيار قومي فاشي و قف غازي مع جانب التيار الوطني العسكري حيث ساند انقلاب بكر صدقي وهو أول انقلاب عسكري في المنطقة. كما قرب الساسة والضباط الوطنيين. قام بتأسيس إذاعة خاصة به في قصره الملكي قصر الزهور ببغداد واعد البرامج الخاصة بتحرير العراق و بحق العراق بالكويت كجزء لا يتجزءا عن الوطن. لم يرض الانكليز ولا الأمريكان ولا الحكام العرب مطايا الاستعمار وأعداء العراق بما يفعله ملك العراق غازي الوطني المحبوب. فزرعوا له في بغداد قبل وفاته بأيام أقذر جواسيس العرب عراب القومية العربية الممسوخ أمين الحسيني. تم تدبير موت الملك الحر بحادث سيارة في الرابع من نيسان سنة 1939 عندما كان يقود سيارته عائدا من إذاعته إلى قصر الزهور. بعد وفاته أدلت زوجته الملكة عاليه بشاهدتها زورا أمام مجلس الوزراء بأنه أوصاها في حالة وفاته بتسمية أخوها الأمير عبد الإله وصيا على ابنه اليتيم الطفل الملك فيصل الثاني.


--------------------------------------------------------------------------------

حقي ألشبلي:

فنان عراقي حر ولد في بغداد عام 1913، يعتبر رائد الحركة المسرحية في العراق، قام بأول دور تمثيلي بارز في عام 1926 في فرقة جورج أبيض المصرية. في مطلع عام 1927 أسس أول فرقة تمثيلية محترفة باسم (الفرقة التمثيلية الوطنية). وتعتبر هذه المرحلة واحدة من أهم مراحل التاريخية للحركة المسرحية العراقية، فقد كانت بمثابة دعوة صادقة ومعبره عن طموحات صادقة مستقلة على الرغم من كونها لم تحقق الاستقلال الثقافي والفني للمسرح، لكنها تعبر عن وعي وطني وفني مبكر بدأ يتبلور شيئا فشيئا بين صفوف مجموعة من الشباب الذين تأثروا بظاهرة المسرح من اجل أن يؤثروا بدورهم في الجمهور العراقي. مع تأسيس فرقة ألشبلي آخذت هذه الحركة شكلا آخر بل صارت أكثر رسمية مما كانت عليه من قبل، خصوصا أن فرقة ألشبلي أجيزت من قبل وزارة الداخلية وعين ألشبلي على رأسها رئيسا بشكل رسمي وإداري. وهذا الأمر كان لوحده كافيا لان يعطي الفرقة صفة احترافية منظمة، تقدم عروضها إلى الجمهور على الرغم من الظروف الاجتماعية القاسية، وعلى الرغم من إمكانياتها الفنية والاقتصادية المحدودة. فالفرقة كانت فقيرة من جميع النواحي تقريبا، المادية، المكانية وحتى الفنية. ولكن الحلم كان كبيرا، بل كبيرا جدا لدرجة انه استطاع أن يتجاوز واقع الحال، وان ينهض بهذا القليل إلى حيز، الوجود وان ترفد الحركة بالعديد من العروض التي جابت المحافظات الجنوبية والشمالية بمسرحيات: اجتماعية، وطنية، تاريخية، شعرية، شعبية وروايات مترجمة من الأدب العالمي. ويقدر عدد الروايات التي قدمتها الفرقة منذ عام 1927 حتى نهاية عام 1934 قدمت الفرقة حوالي 120 رواية مختلفة. وكان أول عرض مسرحي للفرقة هو (جزاء الشهامة) وتلاه تقديم ( في سبيل التاج)، (صلاح الدين الأيوبي)، (يوليوس قيصر)، (دموع بائسة)، (وحيدة) وأعمال أخرى. ولقد كان من أهم أعضاء الفرقة الدكتور احمد حقي الحلي وفاضل عباس ومحي الدين محمد والمرحوم سليم بطي والمرحوم صبري الذويبي وزهدي علي وعبد اللطيف داود والياهو سميرة وعزت ناصر وهادي علي والمرحوم عزت محمد والمرحوم نديم الأطرقجي وكرجي ساعاتي ومهدي وفي وإبراهيم عبد اللطيف والمنولوجست عزيز علي والمطرب محمد القبانجي ويحي فائق والمطرب ناظم الغزالي. كان العنصر النسائي معدوما تقريبا فاضطرت الفرقة إلى التعاقد مع بعض الممثلات السوريات والمصريات واللبنانيات اللواتي عملن في العراق طويلا. وخلال هذه المدة ظهرت بعض الممثلات العراقيات والهاويات ومنهن فخرية علي ومديحه سعيد ونزهت توما، وانطوانيت اسكندر وهي أخت المغنية العراقية عفيفة اسكندر وغيرهن. في عام 1934 رحل ألشبلي لدراسة المسرح في فرنسا ثم عاد إلى بغداد في عام 1939 ليؤسس معهد الفنون ألجميله في عام 1940 الذي صار رافدا حقيقيا للفن والفنانين العراقيين الرواد واستمر حقي الشبل في عطائه حتى تقاعده في عام 1979 . وفارق هذه الدنيا بهدوء في عام 1985.


--------------------------------------------------------------------------------

الملك فيصل الثاني:

آخر ملوك العراق حكم فعليا منذ أن بلغ الثامنة عشر في عام 1953 إذ استقال الوصي عبد الإله حتى وفاته في صبيحة 14 تموز1958 وتميزت أيامه بازدياد العلاقة بين العراق والأردن بالصداقة والتعاون وحسن الجوار بين البلدين بسبب العلاقة الأسرية والحميمة بين ملكيهما اللذين ينحدران من عائلة واحدة ولارتباطهما معاً بمصالح مشتركة مع بريطانيا من جانب آخر.وتميزت السنوات الأولى من حكم الملك فيصل الثاني بزيادة الحريات الدستورية واتساع الديمقراطية في البلاد فنشطت تبعاً لذلك قوى المعارضة. كما توجه المرحوم فيصل الثاني بجديه لدفع مجلس الأعمار العراقي لأداء مهامه في أعمار العراق وإقامة المشاريع السكنية والاقتصادية وفي زمنه تم افتتاح التلفزيون العراقي وكثير من المشاريع الأخرى التي واكبت التطور العلمي والتقني. في عام 1958 قام الاتحاد بين العراق والأردن. وعل من المناسب هنا توضيح ملابسات قتل المرحوم فيصل الثاني. في يوم 11 تموز اجتمع ابرز قادة الضباط الأحرار لمناقشة مصير الملك والوصي ورئيس الوزراء وضم الاجتماع كل من الزعيم المرحوم عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف والعقيد عبد اللطيف الدراجي ورشيد مطلك وقد تم الاتفاق على محاكمة عبد الإله ونوري السعيد. وبقي مصير الملك دون قرار. وكان عبد السلام يلح على قتل الجميع ولم يوافق الزعيم عبد الكريم قاسم على ذلك ورفض أن تبدأ الثورة بحمام دم وخرق سلطة القانون وعدم الاحتكام إلى القوانين بعيدا عن القتل. لكن المصير الذي آل إليه الملك فيصل الثاني بعد ثلاثة أيام من ذلك الاجتماع كان بمثابة قرار اتخذه عبد السلام عارف المعروف بتطرفه واندفاعه وتهوره في كان وراء قتل الملك فيصل والمرحوم نوري السعيد أما الأمير عبد الإله فقد مات نتيجة تبادله إطلاق النار مع القوات ألمحاصره لقصره. في صباح يوم 14 تموز دخل آمر الحرس الملكي مستأذنا مقابلة الملك، ليخبره بعد مثوله أمامه بان الجيش قام بثورة، وأن الضباط القائمين بها أعلنوا الجمهورية وأنهم يطلبون من العائلة الملكية تسليم نفسها. فأرسل الملك مرافقه ضابط من الحرس برسالة يوضح استعداده للتسليم سلميا واستعداده لمغادرة العراق. وذهب المرافق ومعه ضابط برسالة الملك. ولكن القوات المحاصرة قتلت من يحمل الرسالة. اشتد الرمي على القصر، وشعرت العائلة المالكة بالموت يدق أبواب قصرهم. و كان عبد السلام عارف يذيع بيانات الثورة ويعلن مقتل العائلة المالكة ويدعو الناس للهجوم على قصور العائلة المالكة وتخليص البلاد منهم. خرج الملك وعدد من الأميرات وهم حاملين شارة بيضاء دلالة على الاستسلام إلى الحديقة ففتح الضباط المكلفين من قبل عبد السلام النار عليهم وقتلهم كلهم. وحين سمع بذلك الزعيم عبد الكريم قاسم بذلك تأسف كثيرا وصرخ بوجه عبد السلام "سلام لماذا قتلتهم". وقد أمر الزعيم بإكرام أجسادهم ودفنهم في المقبرة الملكية فرقد الملك فيصل الثاني رقدته الأخيرة بجانب أبوه وجده رحمهم الله أجمعين.


--------------------------------------------------------------------------------

محمد مهدي ألجواهري:

ولد الشاعر محمد مهدي ألجواهري في النجف الأشرف في السادس والعشرين من تموز عام 1899م ، والنجف مركز ديني وأدبي ، وللشعر فيها أسواق تتمثل في مجالسها ومحافلها ، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف ، أراد لابنه الذي بدت عليه ميزات الذكاء والمقدرة على الحفظ أن يكون عالماً، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة. وكان في أول حياته يرتدي العمامة لباس رجال الدين وكان من الذين اشتركوا بثورة العشرين عام 1920م ضد السلطات البريطانية وهو لابس العمامة ، ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق وكان لا يزال يرتدي العمامة ، ثم ترك العمامة كما ترك الاشتغال في البلاط الملكي ايام فيصل الأول وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد ، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة ( الفرات ) وجريدة ( الانقلاب ) ثم جريدة ( الرأي العام ) وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين . أصدر في عام 1928 ديواناً أسماه " بين الشعور والعاطفة " نشر فيه ما استجد من شعره . ستقال من البلاط سنة 1930 ، ليصدر جريدته (الفرات) ، وقد صدر منها عشرون عدداً ، ثم ألغت الحكومة امتيازها فآلمه ذلك كثيراً ، وحاول أن يعيد إصدارها ولكن بدون جدوى ، فبقي بدون عمل إلى أن عُيِّنَ معلماً في أواخر سنة 1931 في مدرسة المأمونة ، ثم نقل الديوان الوزارة رئيساً لديوان التحرير . في عام 1935 أصدر ديوانه الثاني باسم " ديوان ألجواهري ". في أواخر عام 1936 أصدر جريدة (الانقلاب) إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي. وإذ أحس بانحراف الانقلاب عن أهدافه التي أعلن عنها بدأ يعارض سياسة الحكم فيما ينشر في هذه الجريدة ، فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور شهراً . بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم الجريدة إلى (الرأي العام) ، ولم يتح لها مواصلة الصدور ، فعطلت أكثر من مرة بسبب ما كان يكتب فيها من مقالات ناقدة للسياسات المتعاقبة. لما قامت حركة مارس 1941 أيّدها وبعد فشلها غادر العراق مع من غادر إلى إيران ، ثم عاد إلى العراق في العام نفسه ليستأنف إصدار جريدته (الرأي العام) .أصدر في عامي 1949 و 1950 الجزء الأول والثاني من ديوانه في طبعة جديدة ضم فيها قصائده التي نظمها في الأربعينيات والتي برز فيها شاعراً كبيراً . انتخب رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين ونقيباً للصحفيين . غادر العراق عام 1961 إلى لبنان ومن هناك استقر في براغ ضيفاً على اتحاد الأدباء التشيكوسلوفاكيين واقام في براغ سبع سنوات ، صدر له فيها في عام 1965 ديوان جديد سمّاه " بريد الغربة ". عاد إلى العراق في عام 1968 و في عام 1969 صدر له في بغداد ديوان "بريد العودة" . في عام 1971 أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " أيها الأرق" .وفي العام نفسه رأس الوفد العراقي الذي مثّل العراق في مؤتمر الأدباء العرب الثامن المنعقد في دمشق . وفي العام نفسه أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " خلجات ". عاش في دمشق حتى توفاه الله في 27 تموز 1997. يتصف شعر ألجواهري بالصدق في التعبير والقوة في البيان والحرارة في الإحساس الملتحم بالصور الهادرة كالتيار في النفس ، ولكنه يبدو من خلال أفكاره متشائماً حزيناً من الحياة تغلف شعره مسحة من الكآبة والإحساس القاتم الحزين مع نفسية معقدة تنظر إلى كل أمر نظر الفيلسوف الناقد الذي لا يرضيه شيء. ويعتبر ألجواهري بحق اشعر من نظم بالعربية في عصرنا الحاضر. ومن شعره الزاخر الوافر في قصيده سبيل الجَماهير :

تُهيِّجُ منه كل أشأم أربد لعمْركَ في الشعب افتقارٌ لنهضة
َتليقُ بِشَعبٍ ذي كيان وسؤدُد فإمّا حياةٌ حرّةٌ مستقيمةٌ
فتُعذَرُ ، فاختر أيَّ ثَوْبيَك ترتدي وإمّا مماتٌ ينتهَي الجهدُ عِندَهُ

--------------------------------------------------------------------------------

الزعيم عبد الكريم قاسم:

ولد في بغداد محلة ألمهديه في الفضل في عام 1914 في بيت بغدادي متواضع وكان أبوه يعمل نجارا. تدرج في تعليمه وأنهى الدراسة الثانوية. وتوظف معلما في قضاء ألشاميه وترك مهنة التعليم في عام 1932 وقبل في الكلية العسكرية في 15 أيلول 1932 وتخرج من الكلية العسكرية في 15 نيسان 1934 شارك بكل الواجبات العسكرية التي كلف بها بوطنية كبيرة وانضباط عالي منذ أن كان ملازما وهو يرتقي بالرتب العسكرية وشارك وهو طالب في كلية الأركان بحركات أيار1941 ضمن تشكيل الفرقة الأولى التي كانت بقيادة العقيد كامل شبيب. ثم عاد كليه الأركان بعد هرب قادة ثورة 1941 وأتم الدراسة في 11 كانون الأول 1941. زار انكلترا في عام 1947 للمعالجة الطبية. وأحب الحياة الانكليزية بما تحمله من حرية وانفتاح ورقي قياسا بالحياة البغدادية في أواسط القرن الماضي. شارك فعليا وكفائه مشهودة كواحد من ضباط الجيش العراقي الذين شاركوا في القتال بفلسطين وشغل منصب آمر الفوج الأول (فوج موسى الكاظم) اللواء الأول أثناء عملية تحرير الفالوجه وبيسان من الجيش الصهيوني وفك الحصار عن الجيش المصري. كان زاهدا في ملبسه، يحب اللباس الرسمي وجادا حتى في علائقه الاجتماعية. لم يتورع عن النصح والإرشاد للمحتاج. أغاث الملهوف ونصح المعتدي. اسقط حقه حينما اعتدى عليه القتلة وطالب بإطلاق سراحهم. كان عسكريا عراقيا حرا عرف بوطنيته وحبه للطبقات الفقيرة التي كان ينتمي لها. كان عضوا في تنظيم الضباط الأحرار الذي تشكل أثناء حرب فلسطين و قد رشح عام 1957 رئيسا للجنة العليا للتنظيم. وبالتنسيق مع بقية ضباط عمل بالتنظيم والتخطيط و التنفيذ لثورة 14 تموز 1958 التي أنهت الحكم الملكي وأعلنت قيام الجمهورية العراقية. وصار بعدها رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع من 14 تموز 1958 ولغاية 9 شباط 1963قاد العراق 4 سنوات و 6 أشهر و 15 يوماً كان العراق يعيش فيها ايام ازدهار تخللتها ايام سود حاكتها يد الشياطين العرب والأجانب من قوميين و بعثيين وشيوعيين وإسلاميين وأكراد وتكرمان و حراميه بكل الأصناف فخسر الشعب مرة أخرى فرصة للتقدم لم تأت بعد منذ استشهاده حيث تم إعدامه جرما دون تحقيق و من خلال محكمة صورية عاجلة في دار الإذاعة في بغداد. رحل قاسم مخلفا جرحا لن يندمل في قلوب العراقيين فانه لم ينسهم حتى أخر نبضة قلب. فكانت آخر كلمة ينطق بها قبل أن يستقبل جسده العاشق وابل الرصاص الجبان، كانت كلمات عشق صادق وحر ستبقى تشع نور في سماء العراق. ورددت حنجرته التي تخرج منها روحه الطاهرة (عاش الشعـ ...). وبذلك استشهد أول عراقي يقود العراق منذ سقوط بغداد بيد المغول.

سوف نتوقف عن وضع صور و حكايات كل من أتى بعد الزعيم على حكم العراق لأنهم لا يستحقون الذكر.

وسنتواصل بوضع صور العلماء والفنانين والشعراء والنجباء العراقيين الأحرار فقط.


--------------------------------------------------------------------------------

جواد سليم:

الفنان الحر الذي يعد من أشهر النحاتين في تاريخ العراق الحديث, ولد في أنقرة عام 1921 لأبوين عراقيين , واشتهرت عائلته بالرسم فقد كان والدة الحاج سليم وأخوته سعاد ونزار ونزيهة كلهم فنانين تشكيليين. نال وهو بعمر 11عاما الجائزة الفضية في النحت في أول معرض للفنون في بغداد سنة 1931. درس النحت في باريس عام 1938 /1939 وفي روما عام 1939/1940 وفي لندن عام 1946/1949 رأس قسم النحت في معهد الفنون الجميلة ببغداد حتى وفاته 22 كانون الثاني 1961. أسس جماعة بغداد للفن الحديث. كان احد مؤسسي جمعية التشكيليين العراقيين. وضع عبر بحثه الفني المتواصل أسس مدرسة عراقية في الفن الحديث فاز نصبه( السجين السياسي المجهول) بالجائزة الثانية في مسابقة نحت عالمية وكان المشترك الوحيد من الشرق الأوسط وتحتفظ الأمم المتحدة لنموذج مصغر من البرونز لهذا النصب. في 1959 عمل في تحقيق حلم حياته وهو إقامة نصب نحتي بانورامي يجسد الحرية العراقية والكفاح من اجلها. وتحقق له ذلك في نصب الحرية القائم في ساحة التحرير ببغداد وهو من أهم النصب الفنية في العالم. سهر المرحوم جواد سليم على هذا النصب ليال وأعطاه من جهده الكثير والفن المبدع الخالد خلود الحرية والأحرار وكأنه كان يعطي من قلبه لتجسيم الحرية العراقية. ولجسامة المهمة ومشقة تنفيذ هذا العمل الهائل ففد تعرض إلى نوبات قلبية متناوبة وشديدة أودت بحياته في 23 كانون الثاني يناير عام 1961 . أقيم معرض شامل لأعماله في المتحف الوطني للفن الحديث بعد وفاته بسنين.


--------------------------------------------------------------------------------

بدر شاكر السياب:

ولد بمنطقة أبي الخصيب بالبصرة في عام 1926 درس الابتدائية في مدرسة باب سليمان في أبي الخصيب، ثم انتقل إلى مدرسة المحمودية وتخرج منها في 1 تشرين أول 1938م. ثم أكمل الثانوية في البصرة ما بين عامي 1938 و 1943م. ثم انتقل إلى بغداد فدخل دار المعلمين العالية من عام 1943 إلى 1948م، والتحق بفرع اللغة العربية، ثم الإنجليزية. ومن خلال تلك الدراسة أتيحت له الفرصة للإطلاع على الأدب الإنجليزي بكل تفرعاته. سجن وأطلق سراحه عدة مرات قبل وبعد ان يعين مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة ثانوية في الرمادي استمر في مراسلة الصحف العراقية والعربية بما تجود ملكته الشعرية الحرة المكافحة. منع من التعليم لعشرة سنوات في عام 1949 تعين في شركة التمور العراقية ثم في كاتبا في شركة نفط ألبصره وأمينا لمخزن في شركة لتعبيد الطرق ببغداد. وفي تلك الأثناء نشر مجموعاته الشعرية الأولى والثانية ثم هرب إلى إيران في 1952 ثم إلى الكويت وعمل بوظيفة كاتب بشركة كهرباء الكويت. عاد إلى بغداد بعد عدة أشهر ذاق فيها المر في الكويت وخصوصا من رفاقه في الحزب الشيوعي الذي كان ينتمي له وبمجرد وصوله إلى بغداد يقطع كل صلاته بذاك الحزب. انطلق مرة أخرى من بغداد يغرد للدنيا فاتت اجمل قصائده حرة فواحة بعبير الورد العراقي ورائحة المطر والعيون البابلية وجيكور. سافر إلى بيروت وألقى شعرا اهتزت له الأفئدة. فطارت شهرته كعصفور عراقي حالم عاشق حر ومكافح. عاش السياب كل حياته في ضنك وفقر مصحوب بإباء وشمم أدركه المرض في عام 1962 وصارعه بقوة حتى أثناء دراسته في درهام بشمال انكلترا التي نقل منا إلى مستشفى في لندن وكتب فيها رائعته سفر أيوب و شناشيل ابنة ألجلبي عاد إلى العراق هزيلا يسير على عكاز وبقى فيه يتربص بالمرض ويتربص الموت به وأصيب بالشلل نقل إلى الكويت للعلاج بعد صد حكومي عراقي احزن السياب حتى الموت وفي الكويت بدأت تنتابه حالات إغماء وفقدان الوعي كانت تدوم ساعات فإذا صحا كان كامل الوعي متمالكا لقواه العقلية لا ينقصه شيء سوى قواه الجسدية. و أخيرا، وفي يوم الخميس الموافق للرابع و العشرين من كانون الأول 1964 وقع في غيبوبة وفاضت روحه في الساعة الثالثة بعد الظهر لفض أنفاسه الحرة حبا أبديا للعراق وحريته ونقل جثمانه إلى البصرة حيث دفن من دواوينه :ازهار ذابلة في عام 1947 وأساطير في عام 1950 وحفار القبور في 1952 والمومس العمياء في 1952 والأسلحة والأطفال في 1955 وأنشودة المطر في 1962 والمعبد الغريق في 1962 و شناشيل ابنة ألجلبي في عام 1964 ونشر ديوان له بعد وفاته هو ديوان إقبال في 1965 ومن شعره: من (قصيدة سفر أيوب). لك الحمد مهما استطال البلاءْ .. ومهما استبدَّ الألمْ،
وإن المصيبات بعضُ الكَرَمْ.. ألم تُعطني أنت هذا الظلامْ
وأعطيتني أنت هذا السَّحَرْ؟ .. فهل تشكر الأرض قَطْرَ المطر
وتغضبُ إن لم يَجُدْها الغمام؟
شهورٌ طوالٌ وهذي الجراحْ.. تمزِّق جَنبيَّ مثلَ المُدى
ولا يهدأ الداءُ عند الصباح.. ولا يمسح اللَّيلُ أوجاعه بالردى.


--------------------------------------------------------------------------------

ناظم الغزالي:

من أشهر المطربين العراقيين في الخمسينيات و الستينيات. ولد الغزالي في عام 1921 بمنطقة الحيدرخانة في بغداد يتيمًا، لأم ضريرة تسكن في غرفة متواضعة جدا مع شقيقتها . بمنتهى الصعوبة استطاع أن يكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة، في المدرسة المأمونة، وكان الفقر ملازمًا له، وزاد الفقر حدة بعد وفاة والدته، ورعاية خالته لها، وهي التي كانت تستلم راتبا لا يتجاوز الدينار ونصف الدينار. وبعد تردد طويل التحق بمعهد الفنون الجميلة قسم المسرح، ليحتضنه فيه فنان العراق الكبير حقي ألشبلي نجم المسرح وقتها، حين رأى فيه ممثلا واعدا يمتلك القدرة على أن يكون نجما مسرحيا، لكن الظروف المادية القاسية التي جعلته يتردد كثيرا في الالتحاق بالمعهد نجحت في إبعاده عنه، ليعمل مراقبا في مشروع الطحين بأمانة العاصمة. أبعدته الظروف عن المعهد، لكنها لم تمنعه من الاستمرار في قراءة كل ما تقع عليه يداه، والاستماع إلى المقام العراقي المعروف بسلمه الموسيقي العربي الأصيل كما كان يستمع أيضا إلى أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وأسمهان وليلى مراد ونجاة علي، وكانت أغنياتهم وقتها تملأ الأسماع في مناخ كان يدعو كلا منهم إلى الاجتهاد والإجادة، لإمتاع متذوقي الطرب، ولجعل ناظم يتعلق أكثر فأكثر بالغناء ويحفظ أغنياتهم عن ظهر قلب، ليكتشف ويكتشف المحيطون به أن هناك موهبة غنائية لن تكرر في حنجرة مراقب مشروع الطحين. هذه الفترة، أكسبته طموحا غير محدود وعنادا وإصرارا على إكمال الطريق الذي اختاره رغم الصعاب المالية والنفسية، التي واجهته، وجعلته حين يعود للمعهد يبذل قصارى جهده ليحصل على أعلى الدرجات. أما قراءاته فجعلته يمتاز عن زملائه بثقافته، تلك الثقافة التي ظهرت عام 1952 حين بدأ ينشر سلسلة من المقالات في مجلة "النديم" تحت عنوان "أشهر المغنين العرب"، وظهرت أيضا في كتابه "طبقات العازفين والموسيقيين من سنة 1900 ـ 1962"، كما ميزه حفظه السريع وتقليده كل الأصوات والشخصيات، وجعلته طوال حياته حتى في أحلك الظروف لا يتخلى عن بديهته الحاضرة ونكتته السريعة، وأناقته الشديدة حتى في الأيام التي كان يعاني فيها من الفقر المدقع. تقدم الى اختبار الإذاعة والتلفزيون وبين عامي 1947 و1948 انضم إلى فرقة الموشحات التي كان يديرها ويشرف عليها الموسيقار الشيخ علي الدرويش والتي كان بها عدد كبير من المطربات والمطربين. كانت قدرته غير العادية على إجادة الموال وتوصيل النوتات بوضوح، بجوابه المتين وقراره الجيد في مختلف ألوان المقامات وأنواعها، وإضافة إلى ذلك كله فقد ساعدته دراسته للتمثيل على إجادة فن الشهيق والزفير في الأوقات الملائمة. , لقد أجاد الغزالي الموال باعتراف النقاد وكبار الموسيقيين الذين عاصروه , وما كان يميزه في ذلك معرفته وتعمقه في المقامات العراقية وأصولها إضافة والى ذلك انفتاح حنجرته وصفاؤها , وكذلك جوابه المتين وقراره الجيد في مختلف ألوان المقامات وأنواعها. تزوج من الفنانة العراقية سليمة مراد.قبل وفاته سافر إلى بيروت وأقام فيها 35 حفلاً، وسجل العديد من الأغاني للتلفزيون اللبناني، ثم إلى الكويت، وسجل قرابة عشرين حفلة بين التلفزيون والحفلات الرسمية. وفي العام نفسه اجتهد وبذل جهدا كبيرا ليتمكن بسرعة أن ينتهي من تصوير دوره في فيلم "مرحبا أيها الحب" مع المطربة نجاح سلام، وغنى فيه أغنية "يا أم العيون السود". في صباح 23 تشرين الأول 1963 استيقظ وطلب قدحاً من الماء الساخن لحلاقة ذقنه ، لكنه سقط مغشياً ، وبعدها فارق الحياة.


--------------------------------------------------------------------------------

علي الوردي:

هو علي حسين عبد الجليل الوردي. ولد في مدينة الكاظمية في عام 1913. وكان أبوه يعمل عطارا في سوق الكاظمية، عمل علي مع أبوه في ألعطاره بعد أن أتم الدراسة في الكتاب وفي جوامع الكاظمية حين كان العراق وقتها تحت نير السلطنة العثمانية. وبعد انهيار العثمانيين دخل الوردي المدرسة الابتدائية حيث كان انهيار حكم الدولة العثمانية في العراق يشكل أفقا وفتحا جديدا أدخل معه الكثير من الحضارة إلى العراق ومنها انتشار التعليم الحديث، والذي لولاه لعاش ومات الوردي عطارا في سوق ألكاظميه مثل أبيه. عمل معلما لمدة سنتين بعدها بعد تخرجه من الدراسة الإعدادية، سافر بعدها ليدرس في الجامعة الأميركية في بيروت، ثم جامعة تكساس في أميركا حيث نال شهادة الماجستير في عام 1947 في علم الاجتماع، ثم تحصل في عام 1950 على الدكتوراه من نفس الجامعة ونال تكريم حاكم الولاية شخصيا بعد أن تفوق بامتياز. عاد إلى العراق بعد تخرجه وعمل بقسم علم الاجتماع في جامعة بغداد وكان من رواد القسم ورواد علم الاجتماع في العراق. تدرج في وظيفة التدريس حتى منح لقب "أستاذ متمرس" في جامعة بغداد وهو لقب يمنح للمتفردين في تخصصاتهم وطول مدة خدمتهم. تقاعد عن التدريس في عام 1972، وهو في أوج عطائه العلمي، وتفرغ للتأليف وإلقاء المحاضرات في بعض المؤسسات العلمية الجامعية العراقية والعربية. كان حرا في طرحه متحررا في تفكيره وعطائه في الكتب والمحاضرات مما يزعج السلطة الحاكمة في بغداد، وعملت سلطة البعث على التضييق عليه تدريجيا و سحب معظم كتبه من المكتبات وحضرها على القراء بداعي ما يدعوه "السلامة الفكرية" ،وعمل البعثيين على تهميشه وإفقاره ماديا وهو ما آل إليه حاله. حيث مات في شهر تموز عام 1995، بسبب المرض رغم العلاج الذي تلقاه في المستشفيات الأردنية وعلى نفقة أصحاب الخير. وقد أقيم له تشييع بسيط حضره العراقيين الهاربين من بطش البعث في الأردن آن ذاك. اعتمد الوردي كثيرا على نظرية ابن خلدون الواردة بمقدمته ألمعروفه واعتبره المنظر الحقيقي ودارس متمعن للمجتمع العربي في تلك الفترة، وكان ابن خلدون موضوع أطروحته للدكتوراه. وقد كان الوردي أول من دعا إلى "علم اجتماع عربي" يدرس المجتمع العربي في ضوء خصوصياته الجغرا- ثقافية، وانطلاقا من أفكار ابن خلدون حيث ركز الوردي على عامل البداوة وقيمه وأثرها في تكوين الشخصية العربية. أهم أعمال الدكتور علي الوردي: كتابه القيم (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، ستة أجزاء) و ( دراسة في طبيعة المجتمع العراقي.) و ( شخصية الفرد العراقي: بحث في نفسية الشعب العراقي على ضوء علم الاجتماع الحديث.) و (وعاظ السلاطين.) و (مهزلة العقل البشري.) و (منطق ابن خلدون في ضوء حضارته وشخصيته.) و (أسطورة الأدب الرفيع.) و ( الأحلام بين العقيدة والعلم.) و (خوارق اللاشعور أو أسرار الشخصية الناجحة.) و (هكذا قتلوا قرة العين.) وآلاف المخطوطات والمنشورات والمحاضرات ألمسجله صوتيا أو فيدويا.


--------------------------------------------------------------------------------

جميل بشير:

ولد الموسيقار العراقي جميل بشير بمدينة الموصل في عام 1921 و تعلم العود منذ صغره حيث كان والده يعزف على آلة العود إلى جانب كونه صانعا لها . وعند تأسيس معهد الموسيقى سنة 1936 كان الفنان جميل بشير ضمن الدورة الأولى حيث درس العود على يد المعلم الكبير المرحوم الشريف محيي الدين حيدر وكان في نفس الوقت يدرس آلة الكمان على يد الموسيقار ساندوآليو و قد كان متميزا في كلا الآلتين . تخرج عام 1943 من قسم العود و عام 1946 من قسم الكمان و بدرجة امتياز و تعين في المعهد سنة 1943 لتدريس آلة العود و مساعدا لتدريس الكمان و هو في الصفوف المنتهية حيث قام بتدريس الكمان الشرقي و قد شغل رئاسة قسم الموسيقى و الإنشاد. استمرالفنان جميل بشير بدراسة التراث و المقامات العراقية و الأنغام و الإيقاعات العربية و العراقية مما أدى لظهور الأستاذ جميل بشير بهذا الشكل حافظا لتراث الموسيقى العربية و التركية و مؤديا على العود و الكمان و بإجادة الموسيقى العراقية الصرفة التقليدية و قد أضاف التكنيك و سلامة ذوقه الموسيقي و رونق الجمالية و خبرته العريقة. تميزت موسيقى جميل بشير بملامح عراقية صرفه و أصيله حيث كان كثير العطاء فقد كان مثال للفنان المثقف و المعلم البارع و المؤلف الباهر و العازف المتمكن المتقن على العود و الكمان. والجدير بالذكر بأن أبرز طلبته كانوا أساتذة للموسيقى العراقية في بعده مثل غانم حداد و منير بشير و على الإمام و كذلك شعيب إبراهيم “شعوبي” . كان إنتاج جميل بشير كبيرا و متنوع فقد دون المقامات العراقية و عزفها على الكمان و العود و صاحب أغلب مطربي العراق العظام على آلة الكمان و سجل الكثير من القطع الموسيقية الكلاسيكية ومن مؤلفاته أيضا بعوده المتميز كذلك سجل الكثيرمن الأغاني العراقية بعدة لغات محلية. الأستاذ جميل بشير كان مؤديا بارعا ولكنه فضل الاستمرار في العزف متخليا عن الغناء و له بعض المؤلفات الموسيقية منها كتاب بعنوان ” العود و طريقة تدريسه" في1961 وقد كان من جزأين كما لحن العديد من الأناشيد المدرسية الوطنية و عمل في مجال الإذاعة و التلفزيون كرئيس للفرقة الموسيقية ورئيس لقسم الموسيقي . و قام بجولات فنية عديدة و سجل خلالها العديد من مؤلفاته لعدة إذاعات عربية و أجنبية و قد أقام فترة في الكويت وسجل فيها الكثير من أعماله على العود مثل سماعي نهاوند و سماعي ديوان “حسيني” وبنت الشمال و تقاسيم عراقية و العديد من الأغاني التراثية و ملاعب النغم و كذلك بعض القطع الكلاسيكية على الكمان مثل سماعي محير و رقص الهوانم . مما لاشك فيه بأن الأستاذ جميل بشير كان من أبرز من أثروا الموسيقى العراقية و بهمة عالية و بدون توقف إلى ساعة وفاته و قد أثر في الكثير من الموسيقيين من بعده فكان نقطة تحول بالنسبة لهم و بالنسبة لآلة العود كذلك . رحل الأستاذ جميل بشير إلى عالم الخلود في 27/9/1977 في لندن.


--------------------------------------------------------------------------------


Cant See Links

Cant See Links


التوقيع :




لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم








رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir