آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 12617 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7382 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 13262 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14639 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 48773 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43833 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 36044 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20851 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 21114 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 27060 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-17-2011, 09:18 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


اسماء الله الحسنى وصفاته

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اسماء الله الحسنى وصفاته

مقدمه :
ان أول فرض فرضه الله علينا معرفته جل جلاله فإذا عرفناه عبدناه حق عبادته :
فاعلم أنه لا اله الا الله والمقصود بالتعبد بأسماء الله وصفاته : تحقيق العلم بها وفقه معانيها والعمل بها فمن أسماء الله وصفاته مايحمد العبد على الاتصاف به
كالعلم والرحمه والعدل ومنها مايذم العبد على الاتصاف به كالإلهية والتجبر والتكبر ..
فإن أحب الخلق الى الله من اتصف بالصفات التي يحبها ..
وأبغضهم أليه من اتصف بالصفات التي يكرهها
ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها

وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال :
[ ان لله تعالى تسعه وتسعين اسماَ مائة غير واحد من احصاها دخل الجنه ]




Cant See Images
مقدمه اعجبتني فنقلتها لكم


التوقيع :

لااله الا الله محمد رسول الله
laa ilaaha ilaa allaah muhameed rasoolullah

which means
None is Worthy of Worship But Allah and Muhammed is
the Messenger of Allah

قال تعالى:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي
الألْبَابِ *الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي
خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ*)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ))

ذكرى الله في الصباح والمساء
remembrance allah at morning and evening
Fortress of the Muslimحصن المسلم باللغة الانجليزية

ONLINE ISLAMIC BOOKS
http://www.kitabosunnah.com/islamibo...he-muslim.html




http://dalil-alhaj.com/en/index.htm









رد مع اقتباس
قديم 02-20-2012, 09:34 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


رد: اسماء الله الحسنى وصفاته


معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته وقواعدهم في إثباتها


خالد بن محمد السليم


أهل السنة يؤمنون بما وردت به نصوص القرآن والسنة الصحيحة إثباتًا ونفيًا، فهم: يسمون الله بما سمى به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، لا يزيدون على ذلك ولا ينقصون منه من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
وينفون عن الله ما نفاه عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، مع اعتقاد أن الله موصوف بكمال ضد ذلك الأمر المنفي.
وبذلك يكونوا قد اتبعوا منهج القرآن والسنة الصحيحة.
قال الإمام أحمد - رحمه الله- : "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والسنة".
قال تعالى: ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ? فهذا رد على الممثلة ? وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ? [الشورى:11] رد على المعطلة.
وتوحيد الأسماء والصفات له ضدان هما : التعطيل والتمثيل . فمن نفى صفات الرب عز وجل وعطلها ، فقد كذب تعطيله توحيده ، ومن شبهه بخلقه ومثله بهم ، فقد كذب تشبيهه وتمثيله توحيده.

أشهر الفرق المخالفة لأهل السنة في أسماء الله وصفاته.
أولاً الجهمية. وهي فرقة تنسب للجهم بن صفوان تنفي أسماء الله وصفاته.
حكم القول بنفي الأسماء والصفات:
قال العلامة ابن تيمية رحمه الله [1] : "والتحقيق أن التجهم المحض- وهو نفي الأسماء والصفات، كما يحكى عن جهم والغالية من الملاحدة ونحوهم، من نفي الأسماء الحسنى- كفرٌ بينٌ مخالفٌ لما علم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم".
ثانياً: المعتزلة . وهي فرقة تنسب لواصل بن عطاء وهم يقولون بإثبات الأسماء مجردة عن الصفات
فزعموا أن الله عر وجل لا علم له ولا قدرة ولا حياة ولا سمع ولا بصر له.
وحقيقة أمرهم أنهم أرادوا أن ينفوا أن الله عالم قادر حي سميع بصير، فمنعهم خوف السيف من إظهارهم نفي ذلك، فأتوا بمعناه لأنهم إذا قالوا: لا علم لله ولا قدرة له، فقد قالوا: إنه ليس بعالم ولا قادر.
وهذا إنما أخذوه عن أهل الزندقة والتعطيل لأن الزنادقة قال كثير منهم: إن الله ليس بعالم ولا قادر ولا حي ولا سميع ولا بصير.
ثالثاً : الأشاعرة.
وهي فرقة تنسب للإمام أبي الحسن الأشعري الذي رجع إلى طريق أهل السنة في آخر حياته
–في الجملة – . وقولهم في هذا الباب هو إثبات الأسماء الحسنى [2] .
وهم في باب الصفات فريقان:
الفريق الأول: قدماء الأشاعرة ينفون الصفات الاختيارية [3] .
الفريق الثاني: متأخروا الأشاعرة وهم لا يثبتون من الصفات سوى سبع صفات وهي: (العلم، القدرة، الحياة، السمع، البصر، الإرادة، الكلام).
وأما بقية الصفات فإنهم يحرفونها كتحريفهم لمعنى (الرحمة) إلى (إرادة الثواب، أو إرادة الإنعام) و (الود) في (الودود) ب (إرادة إيصال الخير).


قواعد أهل السنة في إثبات أسماء الله الحسنى [4] .
القاعدة الأولى : أسماء الله تعالى توقيفية.
أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها فلا يسمى الله عز وجل إلا بما جاء به الكتاب والسنة فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل قاصر عن معرفة مايستحقه الله تعالى من الأسماء فوجب الوقوف في ذلك على النص والدليل قوله تعالى(وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) [الإسراء: 36 ] فوجب سلوك الأدب والاقتصار على ما جاء ت به النصوص فهذا الباب ليس من أبواب الاجتهاد ؛ ولذا لا يسمى الله سبحانه بالعارف ولا يوصف بالعاقل ولا يجوز أن يشتق من الفعل أو من الصفة اسماً لله تعالى ، مثل اسم (المنتقم) ؛لأنه لم يرد إلا مقيداً في قوله تعالى: ( إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُون ) [السجدة :22].

والخلاصة: أن التوقيف في أسماء الله معتبر، والإذن في جوازها منتظر، فلايسمى الله إلا بما ورد به الخبر.

القاعدة الثانية : باب الصفات أوسع من باب الأسماء .
فكل اسم من أسماء الله يجوز أن يشتق منه صفة لله عز وجل فالعليم يشتق منه صفة العلم، والحكيم يشتق منه صفة الحكمة ، ولكن ليس كل صفة يؤخذ منها اسم لله , مثل الكلام صفة لله عز وجل ولكن الله سبحانه ليس من أسمائه المتكلم . ومن أجل ذلك كان باب الصفات أوسع من باب الأسماء ، فالله يوصف بصفات كالكلام، والإرادة، والاستواء، والنزول، والضحك، ولا يشتق له منها أسماء ، فلا يسمى بالمتكلم ، والمريد، والمستوي، والنازل، والضاحك، لأنها لا تدل في حال إطلاقها على ما يحمد الرب به ويمدح ، وفي المقابل هناك صفات ورد إطلاق الأسماء منها كالعلو، والعلم، والرحمة والقدرة ، لأنها في نفسها صفات مدح والأسماء الدالة عليها أسماء مدح فمن أسمائه: العلي، والعليم، والرحيم، والقدير.

القاعدة الثالثة : أن باب الإخبار أوسع منهما.
فما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء،والموجود ، فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا.
فالنصوص جاءت بثلاثة أبواب هي "باب الأسماء" و"باب الصفات" و"باب الإخبار".

القاعدة الرابعة: أسماء الله كلها حسنى.
أسماء الله كلها حسنى ،وقد وصف الله تعالى أسماءه بالحسنى في أربعة مواضع من القرآن الكريم، وهي:
1- قوله، تعالى: ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف:180].
2- قوله تعالى( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) [الإسراء :110].
3- قوله تعالى: ( وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) [طه:7, 8].
4- قوله تعالى: ( هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [الحشر:24] .
والحسنى: مؤنَّث الأحسن . أي البالغة في الحسن غايته فأسماء الله هي أحسنُ الأسماء وأجلُّها لاشتمالها على أحسن المعاني و أشرفها.
فالحيُّ : متضمن للحياة الكاملة التي لم تُسبق بعدم ولا يلحقها زوال.
والرحمن: متضمن للرحمة الكاملة التي قال عنها رسول الله ?:
"لله أرحم بعباده من هذه بولدها" يعني أم صبي وجدته في السبي فأخذته وألصقته ببطنها وأرضعته [5] .والتي قال الله عنها: ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) [الأعراف:156] ، وقال عنها المقربون من ملائكته: ( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً ) [غافر:7].

القاعدة الخامسة : الأسماء الحسنى لا تحدّ بعدد
الأسماء الحسنى لا تدخل تحت حصر ، ولا تحد بعدد فإنَّ لله تعالى أسماء وصفات استأثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل كما في قوله صلى الله عليه وسلم : ((أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك )) [6] .

القاعدة السادسة : الإيمان بأسماء الله يتضمن أموراً:
أولاً: الإيمان بثبوت ذلك الاسم لله عز وجل.
ثانيًا: الإيمان بما دل عليه الاسم من المعنى أي "الصفة".
ثالثاً: الإيمان بما يتعلق به من الآثار والحكم والمقتضى.
ولو أخذنا اسم الله السميع فإننا نثبت الاسم أولاً ، ونثبت "السمع" صفة له ثانياً , ثم نثبت ثالثاً: الحكم أن الله يسمع السر والنجوى .والأثر: وهو وجوب خشية الله ومراقبته وخوفه والحياء منه عز وجل.


---------------------------------
[1] النبوات ، ص 198
[2] ولكنهم مخالفون في طريقة إثباتهم لأهل السنة والجماعة .
[3] الصفات الاختيارية هي : هي التي يفعلها متى شاء كالغضب , والمجيء .
[4] ينظر هذا المبحث في : بدائع الفوائد 1/175ـ 187 , والقواعد المثلى : للشيخ محمد العثيمين , ومعتقد أهل السنة في أسماء الله :د محمد التميمي , والقواعد الكلية /د إبراهيم البريكان .
[5] البخاري ح 5999, ومسلم ح2754 .
[6] رواه الإمام أحمد 1/391 , وصححه ابن القيم في بدائع الفوائد 1/183 , والألباني في الصحيحة ح199.
Cant See Links


رد مع اقتباس
قديم 02-20-2012, 09:39 PM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


رد: اسماء الله الحسنى وصفاته

شرح أسماء الله الحسنى

تأليف : محمد بيومى

بسم الله الرحمن الرحيـــم
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون  .
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساءً واتقوا الله الذى تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما

وبعد
فإن من أعظم ما يُقِّوى الإيمان فى قلب العبد معرفة أسماء الله الحسنى الواردة فى الكتاب والسنة وفهم معانيها ، والتعبد للع تعالى بمقتضاها قال الله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون فى أسمائه سجزون ما كانوا يعملون . [ الأعراف : 180 ] .
ودعاء الله تعالى يكون دعاء ثناء وعباده ، ودعاء طلب ومسألة ومعنى دعاء الثناء هو أن نمجد الله تعالى ونثنى عليه قال تعالى :
يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا [ الأحزاب : 41 - 42 ] .
وقال " ما من أحد أحب إليه المدح من الله "
وقد وعد الله بذكر من يذكره ، قال تعالى فاذكرونى أذكركم واشكروا لى ولا تكفرون . [ البقرة : 152 ] وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله : " يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدى بى وانا معه إذا ذكرنى ، فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ، وإن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم " وقد أخبرنا رب العزة أن الذاكر له يطمئن قلبه ، وتهدأ نفسه كما قال الله : ألا بذكر الله تطمئن القلوب . [ الرعد : 28 ]
والنوع الثانى من الدعاء هو دعاء الطلب والمسألة
قال القرطبى : قوله تعالى فادعوه بها أى اطلبوا منه بأسمائه ، فيُطلب بكل اسم ما يليق به ، تقول : يا رحيم ارحمنى ، يا حكيم احكم لى ، يا رزاق ارزقنى ، يا هادى اهدنى ، يا فتاح افتح لى، يا تواب تب علىّ ، هكذا فإن دعوت باسم عام قلت : يا مالك ارحمنى، يا عزيز احكم لى ، يا لطيف ارزقنى ، وإن دعوت بالأعمّ الأعظم فقلت بالله فهو متضمن لكل اسم .ويقول ابن القيم : يسأل فى كل مطلوب باسم يكون مقتضياً لذلك المطلوب ، فيكون السائل متوسلاً إليه بذلك الاسم ، ومن تأمَّل أدعية الرسل وجدها مطابقة لهذا .
وقال : يأتى السائل بالاسم الذى يقتضيه المطلوب ، كما تقول اغفرلى وارحمنى إنك أنت الغفور الرحيم ، ولا يحسن أن تقول : إنك أنت السميع البصير .
وفى هذه الرسالة التى بين يديك أخى المسلم - ذكرت جملة من الأحكام التى تتعلق بأسماء الله الحسنى .
وأسأل الله تعالى التوفيق والسداد فى القول والعمل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


قواعد وتبيهات
* سمى الله سبحانه أسماءه بالحسنى لأنها حسنة فى الأسماع والقلوب ، فإنها تدل على توحيده وكرمه وجوده ورحمته وإفضاله . و " لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نفقص فيها بوجه من الوجوه
* أسماء الله الحسنى لم يرد تعيينها فى حديث صحيح
روى البخارى ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه ، أن رسول الله قال : " إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحد من أحصاها دخل الجنة " .
ولم يرد حديث صحيح يعتمد عليه فى تعيين هذه الأسماء
وأما الحديث الذى رواه الترمذى عن أبى هريرة رضى الله عنه وفيه تعيين هذه الأسماء ، فهو حديث ضعيف وعلته الوليد بن مسلم . ورواه الترمذى أيضاً من طريق آخر وهو ضعيف وعلته عبدالعزيز بن الحصين وهو متفق على ضعفه كما قال الحافظ ابن حجر العسقلانى .
وقد أخرجه ابن ماجه من طريق آخر وهو ضعيف لضعف عبدالملك بن محمد الصَّغانى .
وقد نص الحافظ فى " الفتح " على أن هذه الأسماء مدرجة فى الحديث .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : تعيينها ليس من كلام النبى باتفاق أهل المعرفة بحديثه .
وقال الحافظ ابن كثير : والذى عوَّل عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء فى هذا مدرج ، وإنما ذلك رواه الوليد بن مسلم وعبدالملك بم محمد الصغانى عن زهير بن محمد أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك ، أى أنهم جمعوها من القرآن عن جعفر بن محمد وسفيان بن عيينه وأبو زيد اللغوى والله أعلم .
قال الحافظ ابن حجر فى " التلخيص الحبير " - بعد أن ذكر أقوال بعض أهل العلم فى تعداد الأسماء الحسنى - وقد عاودت تتبعها من اكتاب العزيز إلى أن حررتها منه تسعة وتسعين اسما ولا أعلم من سبقنى إلى تحرير ذلك فإن ما ذكره ابن حزم لم يقتصر فيه على ما فى القرآن الكريم .
وهذه الأسماء التى حررها الحافظ ابن حجر قد رتبها هكذا :
الله ، الرب ، الإله ، الرحمن ، الرحيم ، الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، الخالق ، البارئ ، المصور ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، الحى ، القيوم، العلى ، العظيم ، التواب ، الحليم ، الواسع ، الحكيم ، الشاكر ، العليم ، الغنى ، الكريم ، العفو ، القدير ، اللطيف ، الخبير ، السميع ، البصير ، المولى ، النصير ، القريب ، المجيب ، الرقيب ، الحسيب ، القوى ، الشهيد ، الحميد ، المجيد ، المحيط ، الحفيظ ، الحق ، المبين، الغفار ، القهار ، الخلاق ، الفتاح ، الودود ، الغفور ، الرؤوف ، الشكور ، الكبير ، المتعال ، الُمقيت ، المستعان ، الوهاب ، الحفى ، الوارث ، الولى ، القائم ، القادر ، الغالب ، القاهر ، البر ، الحافظ ، الأحد ، الصمد ، المليك ، المقتدر ، الوكيل ، الهادى ، الكفيل ، الكافى، الأكرم ، الأعلى ، الزراق ، ، ذو القوة ، المتين ، غافر الذنب، قابل التوب ، شديد العقاب ، ذو الطول ، رفيع الدرجات ، سريع الحساب ، فاطر السماوات والأرض ، بديع السماوات والأرض، نور السماوات والأرض ، مالك الملك ، ذو الجلال والإكرام .
" ولاشك أن هذا اجتهاد من ابن حجر رحمه الله ولا يمكننا القطع بأن هذه هى التسعة والتسعون اسماً المقصوإذ أنه يمكن لآخر أن يضع فيها مثلاً ( ذو الرحمة ، ويحذف منها ( ذو القوة ) أو غير ذلك ، إذ ما الملزم لاعتبار ( ذو القوة ) من التسعة والتسعين وعدم اعتبار " ذو الرحمة " منها ، وكلاهما فى القرآن الكريم ؟! .. قال تعالى :  إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين الذاريات : 58 ، وقال :  وربك الغفور ذور الرحمة  الكهف : 58 .
وإذا كان الحافظ ابن حجر قد اقتصر على القرأن الكريم فى تحرير هذه الأسماء ، فإن آخرين من أهل العلم قد استخرجوا تسعة وتسعين اسماً من نصوص الكتاب والسنة .
قال الشيخ ابن عثيمين : وقد جمعت تسعة وتسعين اسماً مما ظهر لى من كتاب الله تعالى وسنة رسوله
* فمن كتاب الله تعالى :
1- الله 2- الأحد 3- الأعلى 4- الأكرم 5- الإله 6- الأول
7- والآخر 8- والظاهر 9- والباطن 10- البارئ 11- البر 12- البصير
13- التواب 14- الجبار 15- الحافظ 16- الحسيب 17- الحفيظ 18- الحفى
19- الحق 20- المبين 21- الحكيم 22- الحليم 23- الحميد 24- الحى
25- القيوم 26- الخبير 27- الخالق 28- الخلاق 29- الرؤوف 30- الرحمن
31- الرحيم 32- الرزاق 33- الرقيب 34- السلام 35- السميع 36- الشاكر
37- الشكور 38- الشهيد 39-الصمد 40- العالم 41- العزيز 42- العظيم
43- العفو 44- العليم 45- العلى 46- الغفار 47- الغفور 48- الغنى
49- الفتاح 50- القادر 51- القاهر 52- القدوس 53- القدير 54- القريب
55- القوى 56- القهار 57- الكبير 58- الكريم 59- اللطيف 60- المؤمن
61- المتعالى 62- المتكبر 63- المتين 64- المجيب 65- المجيد 66- المحيط
67- المصور 68- المقتدر 69- المقيت 70- الملك 71- المليك 72- المولى
73- المهيمن 74- النصير 75- الواحد 76- الوارث 77- الواسع 78- الودود
79- الوكيل 80- الولى 81- الوهاب
* ومن سنة رسول الله :
82- الجميل 83- الجواد 84- الحكم 85- الحى 86- الرب 87- الرفيق
88- السبوح 89- السيد 90- الشافى 91- الطيب 92- القابض 93- الباسط
94- المقدم 95- المؤخر 96- المحسن 97- المعطى 98- المنان 99- الوتر


اجتهادات

وهناك اجتهادات أخرى لبعض أهل العلم فى استخراج أسماء الله الحسنى من نصوص الكتاب والسنة
* أسماء الله تعالى ليست محصورة فى التسعة والتسعين اسماً .
إن أسماء الله تعالى ليست محصورة فى التسعة والتسعين اسماً ، " ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة : إن أسماء الله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة أو نحو ذلك .

قال العلامة حافظ الحكمى . أن أسماء الله عزوجل ليست منحصرة فى التسعة والتسعين المذكورة فى حديث أبى هريرة ولا فيما علمته الرسل الملائمة وجيع المخلوقين ، لحديث ابن مسعود عند أحمد وغيره عن رسول الله أنه قال : " ما أصاب أحداً قط همٌ ولا حزن فقال : اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، ناصيتى بيدك ماض فىض حكمك عدل فىَّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به فى علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبى ونور صدرى وجلاء حزنى وذهاب همى ، إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً " ، فقيل : يا رسول الله ، أفلا نتعلمها ؟ فقال " بلى ينبغى لكل من سمعها أن يتعلمها " .
قال الحافظ ابن حجر : وقد اختلف فى هذا العدد هل المراد به حصر الأسماء الحسنى فى هذه العدة أو أنها أكثر من ذلك ولكن اختصت هذه بأن من أحصاها دخل الجنة ؟ فذهب الجمهور إلى الثانى، ونقل النووى اتفاق العلماء عليه فقال : ليس فى الحديث حصر أسماء الله تعالى ، وليس معناه أنه ليس له اسم غير هذه الأسماء من أحصاها دخل الجنة ، فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الأخبار بحصر الأسماء ، ويؤيده قوله فى حديث ابن مسعود الذى أخرجه أحمد وصححه ابن حبان " أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته فى كتابك أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به فى علم الغيب عندك " .
وقال ابن القيم رحمه الله : " الأسماء الحسنى لا تدخل تحت حصر ، ولا تحدّ بعدد ، فإن لله تعالى أسماء وصفات استأثر بها فى علم الغيب عنده ، لا يعلمها ملك مقرب ولا نبى مرسل " .
فإن قيل : إذا كانت أسماء الله الحسنى تزيد على تسعة وتسعين، فما مراد الرسول بقوله : " إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة " ؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى الإجابة على هذا السؤال : " التقيد بالعدد عائد إلى الأسماء الموصوفة بأنها هى هذه الأسماء .
فجملة " من أحصاها دخل الجنة " صفة للتسعة والتسعين ، ليست جملة مبتدأة ، والتقدير : إن لله أسماء بقدر هذا العدد من أحصاها دخل الجنة ، كما يقول القائل : لى مائة غلام أعددتهم للعتق، وألف درهم أعددتها للحج ، فالتقيد بالعدد هو الموصوف بهذه الصفة ، لا فى استحقاقه لذلك العدد ، فإنه لم يقل : إن أسماء الله تسعة وتسعون " .
ويقول ابن القيم : قوله : " إن لله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة " . الكلام جملة واحدة . وقوله : " من أحصاها دخل الجنة " ، صفة لا خبرا مستقلاً ، والمعنى : له أسماء متعددة من شأنها من أحصاها دخل الجنة ، وهذا لا ينفى أن له أسماء غيرها ، كما تقول : لفلان مائة مملوك قد أعدهم للجهاد ، فلا ينفى هذا أن يكون له مماليك سواهم معدون لغير الجهاد ، وهذا لا خلاف فيه بين العلماء .
فإن قيل : فإذا كانت أسماء الله كثيرة لا تدخل تحت حصر ، فما معنى قصر الإحصاء على تسعة وتسعين ؟ فقد أجاب الخطابى على هذا التساؤل بقوله :
لكونها أكثر الأسماء وأبينها معانى
معنى الإحصاء المذكور فى الحديث
قال الحافظ ابن حجر : قال الخطابى : الإحصاء فى مثل هذا يحتمل وجوها : أحدها أن يعدها حتى يستوفيها يريد أنه لا يقتصر على بعضها لكن يدعو الله بها كلها ويثنى عليه بجمعها فيستوجب الموعود عليها من الثواب .
ثانيها المراد بالإحصاء الإطاقة كقوله تعالى علم أن لن تحصوه  ومنه حديث " استقيموا ولن تحصوا " أى لن تبلغوا كنه الاستقامة ، والمعنى من أطاق القيام بحق هذه الأسماء والعمل بمقتضاها وهو أن يعتبر معانيها فيلزم نفسه بواجبها فإذا قال " الزراق" وثق بالرزق وكذا سائر الأسماء .
ثالثها : المراد بالإحصاء الإحاظة بمعانيها من قول العرب فلان ذو حصاة أى ذو عقل ومعرفة انتهى ملخصاً . وقال القرطبى : المرجو من كرم الله تعالى أن من حصل له إحصاء هذه الأسماء على إحدى هذه المراتب مع صحة النية أن يدخله الله الجنة ، وهذه المراتب الثلاثة للسابقين والصديقين وأصحاب اليمين . وقال غيره : معنى أحصاها عرفها ، لأن العارف بها لا يكون إلا مؤمناً والمؤمن يدخل الجنة . وقيل معناه عدها معتقداً . لأن الدهرى لا يعترف بالخالق . والفلسفى لا يعترف بالقادر . وقيل أحصاها يريد بها وجه الله وإعظامه . وقيل معنى أحصاها عمل بها ، فإذا قال " الحكيم " مثلاً سلم جميع أوامره لأن جميعها على مقتضى الحكمة وإذا قال " القدوس " استحضر كونه منزها عن جميع النقائص ، وهذا اختيار أبى الوفا بن عقيل . وقال ابن بطال : طريق العمل بها أن الذى يسوغ الاقتداء به فيها كالرحيم والكريم فإن الله يجب أن يرى حلاها على عبده ، فليمرن العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها ، وما كان يختص بالله تعالى كالجبار والعظيم فيجب على العبد الإقرار بها والخضوع لها وعدم التحلى بصفة منها ، وما كان فيه معنى أحصاها وحفظها ، ويؤيده أن من حفظها عداً وأحصاها سرداً ولم يعمل بها يكون كمن حفظ القرآن ولم يعمل بما فيه ، وقد ثبت الخير فى الخوارج أنهم يقرءون القرآن ولا يجاوز حناجرهم . قلت : والذى ذكره مقام الكمال ، ولا يلزم من ذلك أن لا يرد الثواب لمن حفظها وتعبد بتلاوتها والدعاء بها وإن كان متلبساً بالمعاصى كما يقع مثل ذلك فى قارئ القرآن سواء ، فإن القارئ ولو كان متلبساً بمعصية غير ما يتعلق بالقراءة يثاب على تلاوته عند أهل السنة ، فليس ما بحثه ابن بطال بدافع لقول من قال إن المراد حفظها سرداً والله أعلم وقال ابن عطية : معنى أحصاها عدها وحفظها ، ويتضمن ذلك الإيمان بها والتعظيم لها والرغبة فيها والاعتبار بمعانيها . وقال الأصيلى : ليس المراد بالإحصاء عدها فقط لأنه قد يعدها الفاجر ، وإنما المراد العمل بها . وقال أبو نعيم الأصبهانى : الإحصاء المذكور فى الحديث ليس هو التعداد ، وإنما هو العمل والتعقل بمعانى الأسماء والإيمان بها . وقال أبو عمر الطلمنكى من تمام المعرفة بأسماء الله تعالى وصفاته التى يستحق بها الداعى والحافظ ما قال رسول الله  المعرفة بالأسماء والصفات وما تتضمن من الفوائد وتدل عليه الحقائق ؛ ومن لم يعلم ذلك لم يكن عالماً لمعانى الأسماء ولا مستفيداً بذكرها وما تدل عليه من المعانى .
وقال العلامة حافظ الحكمى : الظاهر أن معنى حفظها وإحصائها هو معرفتها والقيام بعبوديتها كما أن القرآن لا ينفع حفظ ألفاظه من لا يعمل به ، بل جاء فى المرّاق من الدين أنهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم .
معنى الإلحاد فى أسماء الله تعالى
قال القرطبى : الإلحاد : الميل وترك القصد ، يقال : ألحد الرجل فى الدين . وألحد إذا مال ، ومنه اللحد فى القبر ، لأنه فى ناحيته . والإلحاد يتكون بثلاثة أوجه :
أحدها : بالتغيير فيها كما فعله المشركون ، وذلك أنهم عدلوا بها عما هى عليه فسمَّوا بها آوثانهم ، فاشتقوا اللات من الله ، والعزى من العزيز ، ومناة من المنان ، قاله ابن عباس وقتادة .
الثانى : بالزيادة فيها .
الثالث : بالنقصان منها ، كما يفعله الجهال الذين يخترعون أدعية يسمون فيها الله تعالى بغير أسمائه ، ويذكرونه بغير ما يُذكر من أفعاله إلى غير ذلك مما لا يليق به .

وقال الشيخ ابن عثيمين : الإلحاد فى أسماء الله تعالى هو الميل بها عما يجب فيها : وهو أنواع :
الأول : أن ينكر شيئاً منها أو مما دلَّت عليه الصفات والأحكام كما فعل أهل التعطيل من الجهمية وغيرهم . وإنما كان ذلك إلحاداً لوجوب الإيمان بها وبما دلت عليه من الأحكام والصفات اللائقة بالله فإنكار شىء من ذلك ميل بها عما يجب فيها .
الثانى : أن يجعلها دالة على صفات تشابه صفات المخلوقين كما فعل أهل التشبيه وذلك لأن التشبيه معنى باطل لا يمكن أن تدل عليه النصوص بل هى دالة على بطلانه فجعلها دالة عليه ميل به عما يجب فيها .
الثالث : أن يسمِّى الله تعالى بما لم يُسَمِّ به نفسه كتسمية النصارى له : ( الأب ) وتسمية الفلاسفة إياه : ( العلة القاعلة ) وذلك لأن أسماء الله تعالى توفيقية فتسمية الله تعالى بما لم يُسم به نفسه مَيلٌ بها عمَّا يجب فيها كما أن هذه الأسماء التى سموْه بها باطلة ينزه الله تعالى عنها .
الرابع : أن يشتق من أسمائه للأصنام كما فعل المشركون فى اشتقاق العزى من العزيز واشتثاق اللات من الإله على أحد القولين فسموا بها أصنامهم وذلك لأن أسماء الله تعالى مختصة به لقوله تعالى :  ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها [ الأعراف : 180 ] وقوله تعالى له الأسماء الحسنى يسبح له ما فى السماوات والأرض [ الحشر : 241 ] فكما اختص بالعبادة وبالألوهية الحق وبأنه يسبح له ما فى السماوات والأرض فهو مختص بالأسماء فتسمية غيره بها على الوجه الذى يختص بالله عزوجل ميل بها عما يجب فيها .ومنه ما يكون شركاً أو كفراً حسبما تقتضيه الأدلة الشرعية .


رد مع اقتباس
قديم 02-20-2012, 09:42 PM   رقم المشاركة : 4
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


رد: اسماء الله الحسنى وصفاته

أسماء الله تعالى توفيقية لا مجال للعقل فيها
قال ابن القيم : ما يطلق على الله فى باب الأسماء والصفات توفيقى .
وقال القشيرى : الأسماء تؤخذ توفيقاً من الكتاب والسنة والإجماع .
وقال البغدادى : مأخذ أسماء الله تعالى التوفيق عليها ، إما بالقرآن وإما بالسنة الصحيحة ، وإما بإجماع الأمة عليه ، ولا يجوز إطلاق اسم عليه من طريق القياس .
قال الشيخ ابن عثيمين : وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة فلا يزاد فيها ولا ينقص ، لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء فوجب الوقوف فى ذلك على النص لقوله تعالى : ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر ولافؤاد كل أولئك كان عنه مسئُولا . [ الإسراء : 36 ] وقوله قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغى بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون . [ الأعراف : 33 ] ولأن تسميته تعالى بما لم يُسم به نفسه أو إنكار ما تسمَّى به نفسه جناية فى حقه تعالى فوجب سلوك الأدب فى ذلك والاقتصار على ما جاء به النص .
وإذا كنا لا نوافق على تجاوز الكتاب والسنة فى هذا الباب ، فإننا لا نوافق من اقتصر على القرآن وحده ، فإن ما جاء به الرسول " حقٌ كالذى أنزل القرآن ، فليس لمن اقتصر على نصوص القرآن دون الحديث حجَّة ، فقد جاء فى الأحاديث عدة أسماء لم ترد فى القرآن مثل : الحنَّان ، المنّضان ، السبوح ، الشافي ، المحسن .
وإذا كنا ندعوا للإقتصار على الكتاب والسنة فإننا نعنى بالسنة ما صح من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، فقد جاء فى الأحاديث الضعيفة جملة من أسماء الله التى لم يصح فيها حديث مثل : الأبد ، الرشيد ، الصبور .
دلالة الأسماء الحسنى فى حق الله تعالى :
أسماء الله تعالى لها ثلاثة أنواع من الدلالة :
1. تدل على الذات مطابقة .
2. تدل على الصفات المشتقة تضمنا ، وهذه أربعة أقسام :
الأول : الاسم العلم (الله) المتضمن لجميع معانى الأسماء.
الثانى : ما يتضمن صفة ذات كاسمه ( السميع ) .
الثالث : ما يتضمن صفة فعل كاسمه ( الخالق ) .
الرابع : ما يتضمن تنزهه تعالى وتقدسه على النقائص والعيوب ، مثل : ( القدوس ) و ( السلام ) .
3. تدل على الصفات غير المشتقة التزاماً .
مثال : دلالة اسمه تعالى ( الرحمن ) على ذاته عزوجل مطابقة ، وعلى الرحمة تضمناً ، وعلى صفة الحياة وغيرها التزاماً .
أما أسماء غيره تعالى فلا تدل على الذات ، فقد يسمى الرجل حكيماً وهو جاهل ، وعزيزاً وهو حقير ، وشجاعاً وهو جبان ، وأسد وحماراً وكلباً وحنظلة وعلقمة وليس كذلك . أما الله تعالى فلا يخالف اسم له صفته ولا صفته اسماً
باب الصفات أوسع من باب الأسماء :
وذلك لأن كل اسم متضمن لصفة ، ولأن من الصفات ما يتعلق بأفعال الله تعالى وأفعاله لا منتهى لها كما أن أقواله لا منتهى لها قال الله تعالى : ) ولو أنما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم( . [ لقمان : 27 ] .
ومن أمثلة ذلك أن من صفات الله تعالى المجىء والإتيان والأخذ والإمساك والبطش إلى غير ذلك من الصفات التى لا تحصى كما قال تعالى : ) وجاء ربك ( . [ الفجر : 22 ] وقال : ) هل ينظرون إلا أن ياتيهم الله فى ظُلل من الغمام( . [ البقرة : 210 ] وقال : ) فأخذهم الله بذنوبهم ( . [ آل عمران : 11 ] وقال : ) ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه( . [ الحج : 65 ] وقال : ) إن بطش ربك لشديد ( . [ البروج : 12 ] وقال : ) يريد الله بكم اليسر ولا يرد بكم العسر( . [ البقرة : 185 ] وقال النبى " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا " .
فنصف الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد ولا نسميه بها فلا نقول إن من أسمائه : الجائي والآتىي والآخذ والمُمسك والباطش والمُريد والنازل ونحوذلك وإن كنا نُخبر بذلك ونصفه به .
ليس كل ما أخبرت النصوص هو من أسماء الله تعالى
إن ما يدخل فى باب الإخبار عن الله تعالى أوسع مما يدخل فى باب أسمائه وصفاته ، فليس كل ما يخبر به عن الله يدخل فى أسمائه الحسنى " فالله أخبر عن نفسه تبارمك وتعالى أنه كثير ، قابل التوب ، فالق الإصباح ، فالق الحب والنوى ، محبُّ المؤمنين ، مبغض الكافرين ، فعال لما يريد ، عدو الكافرين ، منعم ، متفضل ، مكرم ، مقلب القلوب ونحو ذلك ، فجعلها بعض أهل العلم من أسمائه .
والعلماء يتوسعون فى الأخبار ، فيجيزون إطلاق اسم : الموجود ، والشىء ، والثابت على الله من باب الإخبار ، وإن لم ترد فى الكتاب والسنة .
يقول ابن القيم " ما يدخل فى باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل فى باب أسمائه وصفاته كالشىء والموجود والقائم بنفسه ، فإنه يخبر به عنه ، ولا يدخل فى أسمائه الحسنى ، وصفاته العليا " .
وكثير مما عدَّه أهل العلم من أسمائه الحسنى مما ورد فى الكتاب والسنة ومما لم يرد فيهما هو من باب الأخبار لا من باب الأسماء ، وهنا أمر نبه عليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ، فقد أفاد أنه لا يجوز الإخبار عن الله تعالى باسم سيئ ، يقول رحمه الله تعالى : يفرق بين داعئه باسم سيئ ، لكن قد يكون باسم حسن ، أو باسم ليس بسيئ ، وإن لم يحكم بحسنه ، مثل اسم سيئ ، وذات وموجود " .
لا يجوز أن يشتق لله أسماء من صفاته وأفعاله
وهذا الضابط من معنى التوقيف فى أسماء الله ، فلا يجوز أن نشتق لله أسماء من أفعاله التى وردت فى الكتاب والسنة ، فلا يقال من أسمائه : الجائي ، المطعم ، المسقى ، الكاتب ، القاضى ، المؤيد ، المبتلي ، ونحو ذلك أخذاً من قوله تعالى :) وجاء ربك والملك صفاً صفاً ( وقوله : ) والذى هو يطعمني ويسقين( وقوله تعالى ) كتب ربكم على نفسه الرحمة( وقوله :) والله يقضى بالحق ( وقوله : ) هو الذى أيدك بنصر من عنده( وقوله تعالى : ) ونبلوكم بالشر والخير فتنة(
ومن هذا الباب غير ما سبق : الباعث ، الباقي ، القاضي ، الصبور ، العدل ، العادل ، الفتح ، القيام .
يقول ابن القيم : " لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيداً أن يشتق له منه اسم مطلق كما غلط بعض المتأخيرين ، فجعل من أسمائه المضل الفاتن الماكر ، تعالى عن قوله ، فإن هذه الأسماء لم يطلق عليه منها إلا أفعال مخصوصة معينة ، فلا يجوز أن يسمى بأسمائه الملطلقة " .
وخالف هذا النهج ابن العربى حيث ذهب إلى أن المشتق يدخل فى أسمائه تبارك وتعالى ، وادَّعى أن الصحابة والعلماء عدو المشتق من أسمائه تبارك وتعالى ، ولكنه لم يأت بدليل على صحة مقاله .
وقال العلامة حافظ حكمى : واعلم واعلم أن أسماء الله عزوجل ما لا يطلق عليه إلا مقترناً بمقابلة فإذا أطلق وحده أو هم نقصاً تعالى عن ذلك ، فمنها المعطى المانع ، والضار النافع ، والقابض الباسط ، والمعز والمذل ، والخافض الرافع ، فلا يطلق على الله عزوجل المانع الضار القابض القابض المذل الخافض كلا على انفراده ، بل لابد من ازدواجها بمقابلاتها ، إذ لم تطلق فى الوحى إلا كذلك ، ومن ذلك المنتقم لم يأت فى القرآن إلا مضافاً إلى " كقوله تعالى) عزيز ذو انتقام ( . [ آل عمران : 4 ] أو مقيداً بالمجرمين كقوله تعالى ) إنا من المجرمون منتقمون( . [ السجدة : 22 ] .
واعلم أنه قد ورد فى القرآن أفعال أطلقها الله عزوجل على نفسه على سبيل الجزاء العدل والمقابلة ، وهى فيما سبقت فيه مدح وكمال ، لكن لا يجوز أن يشق له تعالى منهما أسماء ولا تطلق عليه فى غير ما سبقت فيه من الآيات ، كقوله تعالى) إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ( . [ النساء : 142 ] وقوله ) ومكروا ومكر الله ( . [ آل عمران : 54 ] وقوله تعالى) نسوا الله فنسيهم( . [ التوبة : 67 ] وقوله تعالى) وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءُون ، الله يستهزئ بهم( . [ البقرة : 14 –15 ] . ونحو ذلك فلا يجوز أن يطلق على الله تعالى مخادع ماكر ناس مستهزئ ونحو ذلك مما يتعالى الله عنه ، ولا يقال الله يستهزئ ويخادع ويمكر وينسى على سبيل الإطلاق ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً . وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : إن الله تعالى لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع والاستهزاء مطلقاً ، ولا ذلك داخل فى أسمائه الحسنى ومن ظن من الجهال المصنفين فى شرح الأسماء الحسنى أن من أسمائه تعالى الماكر المخادع المستهزئ الكائد فقد فاه بأمر عظيم تقشعر منه الجلود وتكاد الأسماع تصم عند سماعه ، وغر هذا الجاهل أنه سبحانه وتعالى أطلق على نفسه هذه الأفعال فاشتق له منها أسماء، وأسماؤه تعالى كلها حسنى فأدخلها فى الأسماء الحسنى وقرنها بالرحيم الودود الحكيم الكريم ، وهذا جهل عظيم فإن هذه الأفعال ليست ممدوحة مطلقاً بل تمدح فى موضع وتذم فى موضع فلا يجوز إطلاق أفعالها على الله تعالى مطلقاً ، فلا يقال إنه تعالى يمكر ويخادع ويستهزئ ويكيد ، فكذلك بطريق الأولى لا يشتق له منها أسماء يسمى بها بل إذا كان لم يأت فى أسمائه الحسنى المريد والمتكلم ولا الفاعل ولا الصانع ، لأن مسمياتها تنقسم إلى ممدوح ومذموم وغنما يوصف بالأنواع المحمودة منها كالحليم والحكيم والعزيز والفعال لما يريد ، فكيف يكون منها الماكر والمخادع والمستهزئ ، ثم يلزم هذا الغالط أن يجعل من أسمائه الحسنى الداعى والآتى والجائى والذاهب والقادم والرائد والناسى والقاسم والساخط والغضبان واللاعن إلى أضعاف ذلك من التى أطلق تعالى على نفسه أفعالها فى القرآن ، وهذا لا يقوله مسلم ولا عاقل . والمقصود أن الله سبحانه وتعالى لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق ، وقد علم أن المجازاة على ذلك حسنة من المخلوق فكيف من الخالق سبحانه وتعالى . قلت : ومن هنا يتبين لك ما ذكرنا من النظر فى بعض ما عدّه ابن العربى ، فإن الفاعل والزارع إذا أطلقا بدون متعلق ولا سياق يدل على وصف الكمال فيهما فلا يفيدان مدحاً ، أما فى سياقها من الآيات التى ذكرت فيها فهى صفات كمال ومدح وتوحد كما قال تعالى ) كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين( . [ الأنبياء : 104 ] وقال تعالى) أفرأيتم ما تحرثون . أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون( . الآيات [ الواقعة : 63 – 64 ] بخلاف ما إذا عدت مجردة عن متعلقاتها وما سيقت فيه وله ، وأكبر مصيبة أن عد فى الأسماء الحسنى رابع ثلاثة وسادس خمسة مصرحاً قبل ذلك بقوله : وفى سورة المجادلة اسمان فذكرهما . وهذا خطأ فاحش ؛ فإن الآية لا تدل على ذلك ولا تقتضيه بوجه لا منطوقاً ولا مفهوماً ، فإن الله عزوجل قال ) ألم تر أن الله يعلم ما فى السماوات وما فى الأرض ما يكون من ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا( . [ المجادلة : 7 ] الآية ، وأين فى هذا السياق رابع ثلاثة سادس خمسة ؟ وكان حقه اللائق بمراده أن يقول : رابع ثلاثة فى نجواهم وسادس خمسة كذلك ، فإنه تعالى يعلم أفعالهم ويسمع أقوالهم كما هو مفهوم فى صدر الآية . والله تعالى أعلم .

اثبات أسماء الله وصفاته وأحكامها بلا تشبيه
ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل
من الأصول المتفق عليها عند سلف الأمة وأئمتها المعتبرين ، الإيمان بأسماء الله وصفاته وأحكامها ، فيؤمنون مثلاً بأنه رحمن رحيم ذو الرحمة التى اتصف بها المتعلقة بالمرحوم بلا تشبيه ، ولا تمثيل ، ولا تحريف ، ولا تعطيل ، فلا يلتفتون إلى منشئها فى المخلوق ويقيسون عليه الخالق كما هى عادة خلف السوء الذين أفطرتهم هذه العادة المبتدعة إلى أن يسطو على أسماء الله تعالى وصفاته بالتأويل الذى يؤول إلى التعطيل والعياذ بالله ، وهكذا فى سائر الأسماء يقال فى العلمِ أنه علِم ذو علم يعلم به كل شىء ، قدير ذو قدرة يقدر على كل شىء ، وبتوفيق الله للسلف لهذه القاعدة عصمهم مما وقع به الخلف فى شقاق بعيد .
لا يدخل فى أسماء الله تعالى ما كان من أفعاله
أو صفات أسمائه
وفى ذلك مثل شديد العقاب ، وسريع العقاب ، وسريع العقاب ، وسريع الحساب ، وشديد المحال ، ورفيع الدرجات ، لأنه الشديد والسريع من صفات أفعاله ، فلا فرق فى المعنى بين قوله : إن الله شديد العقاب ، وسريع العقاب ، وشديد المحال ، وسريع الحساب ، وبين قولنا : إن عقاب الله شديد ، وعقابه سريع ، ومحاله شديد ، وحسابه سريع ودرجات


شرح أسماء الله الحسنى
الله
الذى تألهه الخلائق محبة وتعظيماً وخضوعاً ، وفزعاً فى الحوائج والنوائب وهو( الله ) هو المألوه المعبود المستحق الإفراد بالعبادة لما اتصف به من صفات الألوهية ونعوت الكمال والجمال ، وما أفاضه من سوابغ النعم والأفضال .
وهذا الاسم هو ( لفظ الجلالة ) وهو علمُُ على الرب تبارك وتعالى ، ويقال إنه الاسم الأعظم لأنه يوصف بجميع الصفات كما قال تعالى ) هو الله الذى لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما فى السماوات وما فى الأرض وهو العزيز الحكيم ( . [ الحشر : 22 – 24 ) فأجرى سبحانه وتعالى الأسماء الباقية كلها صفات لإسمه ( الله ) وقال تعالى ) قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيّضامَّا تدعوا فله الأسماء الحسنى ( . [ الإسراء : 110 ] .
وهذا الاسم لم يتسم به غيره سبحانه وتعالى ، وهو يختص بخواص لم توجد فى غيره .
قال الرازى : العلم أن هذا الاسم مختص بخواص لم توجد فى سائر أسماء الله تعالى ، ونحن نشير إليها .
الخاصية الأولى : أنك إذا حذفت الألف من قولك ( الله ) بقى ( لله ) وهو مختص به سبحانه كما فى قوله ) ولله جنود السماوات والأرض( . [ الفتح : 4 ] . ) ولله خزائن السماوات والأرض( . [ المنافقون : : 7 ] وإن حذفت عن هذه البقية اللام الأولى بقيت البقية على صورة ( له ) كما فى قوله تعالى) له مقاليد السماوات والأرض( . [ الزمر : 63 ] . وقوله تعالى) له الملك وله والحمد( . [ التغابن : 1] فإن حذفت اللام الباقية كانت البقية فى قولنا ( هو ) وهو أيضاً يدل عليه سبحانه كما فى قوله تعالى) قل هو الله أحد( . [ الإخلاص : 1 ] . وقوله ) هو الحى لا إله إلا هو( . [ غافر : 65 ] . والواو زائدة بدليل سقوطها فى التثنية والجمع، فإنك تقول : هما ، وهم فلا تبقى الواو فيهما ، فهذه الخاصية موجودة فى لفظ الخاصية بحسب اللفظ فقد حصلت أيضاً بحسب المعنى ، فإنك إذا دعوت الله بالرحمن فقد وصفته بالرحمة ، وما وصفته بالقهر ، وإذا دعوته بالعليم فقد وصفته بالعلم وما وصفته بالقدرة ، وأما إذا قلت ( ياالله ) فقد وصفته بجميع الصفات ، لأن الإله لا يكون إلهاً إلا إذا كان موصوفاً بجميع هذه الصفات ، فثبت أن قولنا ( الله قد حصلت له هذه الخاصية التى لم تحصل لسائر الأسماء .
الخاصية الثانية : أن كلمة الشهادة وهى الكلمة التى بسببها ينتقل الكافر من الكفر إلى الإسلام لم يحصل فيها إلا هذا الاسم ، فلو أن الكافر قال : أشهد أن لا إله إلا الرحمن ، أو إلا الرحيم ، أو إلا الملك ، أو إلا القدوس لم يخرج من الكفر ولم دخل فى الإسلام ، أما إذا قال أشهد أن لا إله إلا الله فإنه يخرج من الكفر ويدخل فى الإسلام، وذلك يدل على اختصاص هذا الاسم بهذه الخاصية الشريفة والله الهادى إلى الصواب .
يقول الغزالى : ينبغى أن يكون حظ العبد من هذا الاسم ( الله ) التأله وأعنى به أن يكون مستغرق القلب والهمة بالله تعالى لا يرى غيره ولا يلتفت إلى سواه ، ولا يرجو ولا يخاف إلا إياه ، وكيف لا يكون كذلك وقد فهم من هذا الاسم أنه الموجود الحقيقى وكل ما سواه فإنه هالك .
الأحد
الأحد : أى الواحد الوتر الذى لا شبيه له ولا نظير ، ولا صاحبة ، ولا ولد ، ولا شريك ، ولا ند له سبحانه وتعالى فى ذرة من ملكوته ، فهو المتفرد فى ملكوته بأنواع التصرفات من الإيجاد والإعدام والإحياء والإماتة والخلق والرزق والإعزاز والإذلال والهداية والإضلالوالوصل والقطع والضر والنفع ، فلو اجتمع أهل السماوات السبع والأرضين السبع ومن فيهن وما بينهما على إماتة من هو محييه أو إعزاز من هو مذله أو هداية من هو مضله أو إسعاد من هو مشقيه ، أو خفض من هو رافعه أو وصل من هو قاطعه ، أو إعطاء من هو مانعه أو ضر من هو نافعه أو عكس ذلك لم يكن ذلك بممكن فى استطاعتهم ، وآنى لهم ذلك والكل خلقه وملكه وعبيده وفى قبضته وتحت تصرفه وقهره ، ماض فيهم حكمه عدل فيهم قضاؤه نافذه فيهم مشيئته لامتناع لهم عما قضاه ولا خروج لهم من قبضته ولا تحرك ذرة فى السماوات والأرض ولا تسكن إلا بإذنه ، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن .
ولا بالأحدية فى الإثبات غير الله تعالى ، فلان يقال رجل أحد ، وإنما يقال رجل واحد ، فالأحدية من صفات الله تعالى استأثر بها فلا يشركه فيها شىء .
وإنما قال الله عن نفسه أحد ، ولم يقل واحد ، لأن الواحد يدخل فى الحساب ويضم إليه آخر ، وأما الآحد فهو الذى لا يتجرأ ولا ينقسم فى ذاته ولا فى معنى صفاته ، ويجوز أن يجعل للواحد ثانياً ، ولا يجوز أن يجعل للأحد .
ثانياً : لأن الأحد يستوعب جنسه بخلاف الواحد . ألا ترى أنك لو قلت فلان لا يقاومه واحد ، جاز أن يقامه اثنان ، أما إذا قلت فلان فلان لا يقاومه أحد لم يجز أن يقاومه اثنان ولا أكثر ، فهو أبلغ وأدق وأشمل وأعم ، فسبحان من القرآن بأبلغ كلام وأفصح لسان ، وجعله حجة على العالمين ومعجزاً للناس أجمعين ، ومعجزة لرسول رب العالمين .
العلى الأعلى المتعال
الله تعالى وأجل وأعظم من كل ما يصفه به الواصفون ، ومن كل ذكر يذكره الذاكرون ، فجلال كبريائه أعلى من معارفنا وإدراكاتنا، وأصناف آلائه ونعمائه أعلى من حمدنا وشكرنا ، وأنواع حقوقه أعلى من طاعاتنا وأعى لنا .
ومن لوازم هذا الاسم اثبات العلو المطلق لله تعالى من جميع الوجوه : علو القدر ، وعلو القهر ، وعلو الذات ، فمن جحد علو الذات فقد حجر لوازم اسمه " الأعلى " فكل معانى العلو ثابتة له سبحانه وتعالى ( علو القهر ) فلا غالب له وملا منازع ، بل كل شىء تحت سلطان قهره) قل إنما أنا منذر ، وما من إله إلا الله الواحد القهار( . ) لو أراد الله أن يتخذولداً لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار( .
وقد جمع الله تعالى بين علو الذات وعلو القهر فى قوله تعالى : ) وهو القاهر فوق عباده( .
أى وهو الذى قهر لكل شىء وخضع لجلاله كل شىء وذل لعظمته وكبريائه كل شىء وعلا بذاته على عرشه فوق كل شىء .
( علو القدر ) فالله قد تعالى عن جميع النقائص والعيوب المنافية لا لاهيته وربوبيته وأسمائه الحسنى وصفاته العلى . تعالى فى أحديته عن الشريك والظهير والولى والنصير ، وتعالى فى عظمته وكبريائه وجبروته عن الشفيع عنده بدون إذنه ، وتعالى فى حمديته عن الصاحبة والولد والوالد والكفء والنظير ، وتعالى فى كمال حياته وقيوميته وقدرته عن الموت والسِنَة والنوم والتعب والإعياء ، وتعالى فى كمال علمه عن الغفلة والنسيان وعن عزوب مثال ذرة عن علمه فى الأرض أو فى السماء ، وتعالى فى كمال حكمته وحمده عن الخلق عبثاً وعن ترك الخلق سدى بلا أمر ولا نهى ولا بعث ولا جزاء ، وتعالى فى كمال عدله عن أن يظلم أحداً مثال ذرة أو أن يهضمه شيئاً من حسناته ، وتعالى فى كمال غناه عن أن يُطعم أو يُرزق أو أن يفتقر إلى غيره فى شىء ) يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ، والله هو الغنى الحميد( .
( علو الذات ) من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله تعالى بائنُُ من خلقه ، مستو على عرشه ، وأنه تعالى بذاته على عرشه فوق سمواته ، يعلم أعمال خلق ويسمع أقوالهم ويرى حركاتهم وسكناتهم لا تخفى عليه منهم خافية ، والأدلة على علو الله بذاته واستوائه على عرشه أكثر من أن تحصى وأجل من أن يستقصى .
فمن ذلك قوله تعالى :) الرحمن على العرش استوى( . [ طه : 4 ] . وقوله تعالى : ) يخافون ربهم من فوقهم ( . [ النحل : 50 ] . وقوله تعالى :) وهو القعر فوق عباده ( . [ الأنعام : 18 ] . وقوله تعالى :) سبح اسم ربك الأعلى ( . [ الأعلى : 1 ] . وقوله تعالى : ) إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه( . [ فاطر : 10 ] .
وقوله تعالى : ) أأمنتم من فى السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هى تمور أم أمنتم من السماوات أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير( . [ الملك : 16 – 17 ] . وقوله تعالى) تعرج الملائكة والروح إليه( . [ المعارج 3 ] . وقوله تعالى : ) يا هامان ابن لى صرحاً لعلى أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإنه لأطنه كاذبا( . [ غافر : 36 – 37 ] . قال الجوينى رحمه الله : وهذا يدل على أن موسى أخبره بأن ربه تعالى فوق السماء ، ولهذا قال وإنى لأظنه كاذباً . وقال الدارمى رحمه الله : ففى هذه الآية بيان بيَّن ودلالة ظاهرة أن موسى كان يدعو فرعون إلى معرفة الله بأنه فوق السماء فمن أجل ذلك أمر ببناء الصرح ورام الإطلاع إليه .
وأما الأحاديث التى تصرح بعلو الله تعالى بذاته على خلقه فهى كثيرة أيضاً ، ومن أصرح الأدلة على ذلك حديث الإسراء حيث أجز النبى أنه لما أسرى به إلى بيت المقدس عَرجَ به جبريل عليه السلام حتى علا به فوق السماوات السبع وظهر به لمستوى يسمع فيه صريف الأقلام ، ودنا من الرب جل جلاله وكلَّمه الله وفرض عليه وعلى أمته الصلاة .
ومن الأدلة أيضاً حديث معاوية بن الحكم السلمى الذى رواه مسلم قال معاوية للرسول : كانت لى غنم بين أحد والجوانية . فيها جارية لى ، فاطلعت ات يوم فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة – وأنا رجل من بنى آدم – فأسفت ، فهلكتها . فأتيت النبى فذكرت ذلك له ، فعظم ذلك على ، فقلت يا رسول الله أفلا أعتقها ؟ قال : ادعها ، فدعوتها ، فقال لها أين الله ؟ قالت : فى السماء ، قال : من أنا ؟ قالت: أنت ، قال اعتقها فإنها مؤمنة .
ومن الأدلة أيضاً قول فى الحديث المتفق عليه " ألا تأمنونى وأنا أمين من فى السماء " .
وأيضاً قوله : " الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من الأرض يرحمكم من فى السماء " .
وأيضاً قوله : " والذى نفسى بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذى فى السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها زوجها " . رواه مسلم .
والأدلة فى هذا الحديث المعنى كثيرة ومتضافرة ، والفطر السليمة والقلوب المستقيمة مجبولة على الاقرار بذلك لا تنكره ، ولذا لا يدعوا أحدُُ ربه إلا ويرفع يديه إلى السماء ( جهة العلو ) .
قال ابن القيم : فمن شهد مشهد علو الله تعالى على خلقه وفوقيته لعباده واستوائه على عرشه كما أخبر بها أعرف الخلق وأعلمهم به الصادق المصدوق وتعبد بمقتضى هذه الصفة ، بحيث يصير لقلبه صمد يعرج إليه مناجياً له مطرقاً واقفاً بين يديه وقوف العبد الذليل بين يدى الملك العزيز ، فيشعر بأن كلمه وعمله صاعداً إليه معروض عليه مع أوفى خاصته وأوليائه فيستحي أن يصعد إليه من كلمه ما يخزيه ويفضحه هناك ، ويشهد نزول الأمر والمراسيم الإلهية إلى أقطار العوالم كل وقت بأنواع التدبير والتصرف من الإماتة والحياء والتولية والعزل والخفض والرفع والعطاء والمنع وكشف البلاء وإرساله وتقلب الدول ومداولة الأيام بين الناس إلى غير ذلك من التصرفات فى المملكة التى لا يتصرف فيها سواه فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء ) يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فى يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون( فمن أعطى هذا المشهد حقه معرفة وعبودية استغنى به .

الإلــه
هو الجامع لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال ، فقد دخل فى هذا الاسم جميع الأسماء الحسنى ، ولهذا كان القول الصحيح أن ( الله ) أصله ( الإله ) وأن اسم الله هو الجامع لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلى قال تعالى :) إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما فى السماوات وما فى الأرض وكفى بالله وكيلا( . [ النساء :171 ] .
الأكــرم
الأكرم هو هو الذى يعطى بدون مقابل ولا انتظار ومقابل ، والله عزوجل هو الأكرم لأن له الابتداء فى كل كرم وإحسان ، وكرمه غير مشوب بتقصير .
والله سبحانه لا يوازيه كريم ولا يعادله ولا يساويه فهذه الصفة لا يشاركه تعالى فى اطلاقها أحد .
وقال ابن تيمية رحمه الله فى تفسير قوله تعالى) اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم( سمى ووصف نفسه بالكرم ، وبأنه الأكرم بعد إخباره أنه خلق ليتبين أنه ينعم على المخلوقين ويوصلهم إلى الغايات المحمودة كما قال تعالى) الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى( ) ربنا الذى أعطى كل شىء خلْقه ثم هدى( ) الذى خلقنى فهو يهدين( فالخلق يتضمن الإبتداء والكرم تضمن

منقول من واحة العيون
Cant See Links


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:35 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
سبق لك تقييم هذا الموضوع: