تغمرني سعادة لا توصف عندما أشاهد الأطفال يتنافسون فيما بينهم في لعبه معينه، أو مسابقة، ويحاول كل واحد منهم أن يبرز نفسه ليظهر أنه الأفضل.
كذلك منافسة الطلاب فيما بينهم في الدراسة سواء كانت في المدارس أو الجامعة، وتجد أن هذه المنافسة في الغالب تكون شريفة، وأحياناً يشوبها شيء من الحسد فيما بينهم.
وما نشاهد هذه الأيام من منافسات قوية بين منتخبات الخليج، وتحدي ومنافسة قوية بينهم للفوز، والمحافظة على التقدم، للحصول على لقب بطل "خليجي18".
كل هذه المنافسات يكون فيها شخص آخر يجبرك على أن تبذل كل ما بوسعك حتى لا تفشل أمام منافسك، وخاصة إذا كان المنافس يحاول استفزازك لتظهر بصورة الضعيف أمام الخصم.
لكن هناك تحدي يختلف تماماً عن المنافسات السابقة، وهذا التحدي ليس له نهاية، بل يتجدد باستمرار، ولا يكفي لهذه المنافسة الاستعداد الجيد فقط، وإنما تحتاج لاستعداد قوي جداً، وفوق الممتاز، حتى تستطيع خوض هذه المنافسة.
وأصعب التحديات التي تواجه الإنسان، هو أن يتحدى نفسه؛ لأن النفس في الغالب هي التي تتحكم في الشخص، وعادة إذا تحكمت النفس في الإنسان تقوده إلى المهالك.
نسمع كثيراً من المدخنين عن رغبتهم في ترك التدخين، ومنهم من لا يستطيع تحدي نفسه، ومنهم من يتحداها لأيام ويفشل، ومنهم من يتحداها وينجح، وهو الذي استطاع التغلب والفوز في تحديه على نفسه.
وكذلك محبي الأغاني والموسيقى، لدى كثيراً منهم الرغبة في ترك سماع الأغاني والموسيقى، وبسبب قوة تعلق أنفسهم بهذه الأمور، يفشلون في تحديهم مع النفس.
وأيضاً نسمع عن الجهود التي يبذلها أصحاب الأوزان الزائدة، أو من يرغب في إنقاص وزنه، فمنهم من يبدأ بالرجيم، ومنهم من يبدأ بممارسة الرياضة، والقليل منهم من ينجح في تحديه مع النفس.
النفس البشرية من أقوى المنافسين الذين قد يواجههم الإنسان، فمن يقبل التحدي مع النفس البشرية، ويرغب في ترويضها، لابد أن يتذكر أهمية أن يكون التحدي لمرضاة الله، واجتناب سخطه، ولا ينسى الاستعانة بالله، وكثرة الدعاء والتضرع واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى.
العرض العادي
