آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 12694 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7448 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 13336 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14717 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 48855 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43910 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 36102 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20893 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 21171 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 27099 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-30-2010, 02:27 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أفاق الفكر

مراقب

مراقب

أفاق الفكر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








أفاق الفكر غير متواجد حالياً


القضاء يرفض نزع الحجاب عن زوجتي جول وأردوجان


القضاء يرفض نزع الحجاب عن زوجتي جول وأردوجان

مفكرة الإسلام: ردَّ مدّعٍ عام في أنقرة طلبًا بمنع زوجتي الرئيس التركي عبد الله جول
ورئيس الوزراء رجب طيب أردوجان من ارتداء الحجاب في المناسبات الرسمية.
وكانت هيئة نسائية قد رفعت طلبًا جاء فيه
أن "زوجتي الرئيس ورئيس الوزراء ترتكبان جريمة لدى ظهورهما بالحجاب
خلال زيارات رسمية في الخارج، أو في احتفالات بالأعياد الوطنية".
لكن المدعي العام في أنقرة رفض الطلب، مؤكدًا أنه لا مجال لإجراء تحقيق
أو ملاحقة؛ لأن قانون العقوبات لا يصف هذه الانتهاكات المفترضة بأنها جرم.
يشار إلى أن خير النساء جول زوجة الرئيس التركي، وأمينة أردوجان زوجة
رئيس الوزراء ترتديان الحجاب وتظهران به في المناسبات الرسمية.
ويحظر ارتداء الحجاب على الموظفات والطالبات في أماكن نشاطهن، وحتى
في الأماكن التابعة للمؤسسة العسكرية، لكنه غير ممنوع في الحياة اليومية.

أزمة الحجاب في تركيا:

وتمنع تركيا النساء والفتيات من ارتداء الحجاب في كل الجامعات والمباني الحكومية.

وتشير التقديرات إلى أن 65 % من النساء في تركيا يرتدين الحجاب. لكن
لا يسمح للمرأة التي ترتدي الحجاب دخول المؤسسات التابعة للدولة مثل المدارس
والجامعات والمكاتب الحكومية.
وبعد تشديد الحظر في عام 1997 بدأ عدد متزايد من النساء في السفر إلى الخارج
للالتحاق بالتعليم الجامعي.
ويرى حزب العدالة والتنمية الحاكم أن ارتداء الحجاب خيار شخصي، وأن منعه ينتهك

حرية المعتقد. وقدم الحزب عام 2008 مشروع تعديل للدستور لرفع الحظر عن
ارتداء الحجاب في الجامعة، لكن القضاء رد المبادرة، ورأى فيها مساساً بمبادئ العلمانية.


التوقيع :




لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم








رد مع اقتباس
قديم 04-30-2010, 03:42 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

أفاق الفكر

مراقب

مراقب

أفاق الفكر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








أفاق الفكر غير متواجد حالياً


رد: القضاء يرفض نزع الحجاب عن زوجتي جول وأردوجان


ملف المرأة المسلمة ..وما جاء في الحجاب

العرض والكرامة وحقوق المرأة في الاسلام:

جعل الشرع للحفاظ على العرض والكرامة أحكامًا كثيرة، منها:

1 ـ القرار في البيوت:

قال تعالى: {وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب:33].
قال القرطبي: "معنى هذه الآية: الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى، هذا لو لم يرد دليل يخصُّ جميعَ النساء، كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة"[1].

2 ـ الأمر بالحجاب:

قال تعالى: {يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لأزْوٰجِكَ وَبَنَـٰتِكَ وَنِسَاء ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَـٰبِيبِهِنَّ ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [الأحزاب:59].
قال ابن عطية: "لما كانت عادة العربيات التبذل في معنى الحجبة، وكنّ يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء، وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن وتشعب الفكر فيهن؛ أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بأمرهن بإدلاء الجلابيب ليقع سترهن، ويبين الفرق بين الحرائر والإماء فيعرف الحرائر بسترهن"[2].
قال: "وقوله: {ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب:59] أي: على الجملة؛ بالفرق حتى لا يختلطن بالإماء، فإذا عُرفن لم يقابلن بأذًى من المعارَضَة[3] مراقبةً لرتبة الحرية، وليس المعنى أن تُعرف المرأة حتى يعلم من هي"[4].

3 ـ النهي عن التبرج:

قال تعالى: {وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ ٱلأولَىٰ} [الأحزاب:33].
قال الشيخ ابن باز: "ونهاهن عن تبرج الجاهلية وهو إظهار الزينة والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر والذراع والساق ونحو ذلك من الزينة، لما في ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطي أسباب الزنا، وإذا كان الله سبحانه يحذِّر أمهاتِ المؤمنين من هذه الأشياء المنكرة مع صلاحهن وإيمانهن فغيرهن أولى وأولى بالتحذير والإنكار والخوف عليهن من أسباب الفتنة"[5].


4 ـ الأمر بغض الأبصار وحفظ الفروج:

قال تعالى: {وَقُل لّلْمُؤْمِنَـٰتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـٰرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور:31].
قال ابن كثير: "هذا أمر من الله تعالى للنساء المؤمنات وغيرةً منه لأزواجهن عبادِه المؤمنين، وتمييزٌ لهن عن صفة نساء الجاهلية وفعال المشركات"[6].
قال الشيخ ابن باز: "فأمر المؤمنات بغض البصر وحفظ الفرج كما أمر المؤمنين بذلك صيانةً لهن من أسباب الفتنة وتحريضًا لهن على أسباب العفة والسلامة"[7].

5 ـ النهي عن إظهار الزينة لغير المحارم:

قال تعالى: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور:31].
قال ابن كثير: "أي: لا يظهرن شيئًا من الزينة للأجانب إلا ما لا يمكن إخفاؤه، قال ابن مسعود: (كالرداء والثياب) يعني: على ما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجلِّل ثيابها وما يبدو من أسافل الثياب فلا حرج عليها فيه؛ لأن هذا لا يمكنها إخفاؤه"[8].
قال الأستاذ سيد قطب: "والزينة حلالٌ للمرأة تلبيةً لفطرتها، فكلُّ أنثى مولعةٌ بأن تكون جميلةً وأن تبدوَ جميلة، والزينة تختلف من عصر إلى عصر، ولكن أساسها في الفطرة واحدٌ هو الرغبة في تحصيل الجمال أو استكماله وتجليته للرجال، والإسلام لا يقاوم هذه الرغبةَ الفطرية، ولكنه ينظِّمها ويضبطها ويجعلها تتبلور في الاتجاه بها إلى رجل واحد هو شريك الحياةِ، يطَّلع منها على ما لا يطَّلع أحد سواه، ويشترك معه في الاطلاع على بعضها المحارمُ المذكورون في الآية بعد، ممن لا يثير شهواتهم ذلك الاطلاعُ"[9].

6- النهي عن الخضوع بالقول:

قال تعالى: {يٰنِسَاء ٱلنَّبِىّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مّنَ ٱلنّسَاء إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب:32].
قال ابن كثير: "ومعنى هذا أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم، أي: لا تخاطب المرأة الأجانبَ كما تخاطب زوجها"[10].
قال الشوكاني: "أي: لا تلنَّ القول عند مخاطبة الناس كما تفعله المرِيبَات من النساء فإنه يتسبَّب عن ذلك مفسدة عظيمة، وهي قوله: {فَيَطْمَعَ ٱلَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب:32] أي: فجور وشكّ ونفاق"[11].

7- تحريم الخلوة بالأجانب وتحريم سفرها بلا محرم:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: ((لا يخلوَنَّ رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم))، فقام رجل فقال: يا رسول الله، إن امرأتي خرجت حاجةً، وإني اكتُتِبتُ في غزوة كذا وكذا، قال: ((انطلق فحج مع امرأتك))[12].
قال الحافظ: "فيه منع الخلوة بالأجنبية وهو إجماع"[13].
قال القاضي عياض: "والمرأة فتنةٌ ممنوعٌ الانفراد بها لما جُبِلت عليه نفوسُ البشر من الشهوة فيهن، وسُلِّط عليهم من الشيطانُ بواسطتهن، ولأنهن لحم على وَضَم[14] إلا ما ذُبّ عنه، وعورةٌ مضطرة إلى صيانة وحفظٍ وذِي غيرة يحميها ويصونها، وطبع الله في ذوي المحارم من الغيرة على محارمهم والذبِّ عنهن ما يؤمَن عليهن في السفر معهم ما يُخشى"[15].

8- التحذير من الدخول على النساء لغير المحارم:

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إياكم والدخول على النساء))، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: ((الحمو الموت))[16].
قال القرطبي: "قوله: ((الحمو الموت)) أي: دخوله على زوجة أخيه يشبه الموتَ في الاستقباح والمفسدة، أي: فهو محرَّم معلوم التحريم، وإنما بالغ في الزجر عن ذلك وشبَّهه بالموت لتسامح الناس في ذلك من جهة الزوج والزوجة لإلفِهم ذلك، حتى كأنه ليس بأجنبيٍّ من المرأة عادة، وخرج هذا مخرج قول العرب: الأسد الموت، والحرب الموت، أي: لقاؤه يفضي إلى الموت، وكذلك دخول الحمو على المرأة يفضي إلى موت الدين، أو إلى موتها بطلاقها عند غيرة الزوج، أو برجمها إن زنت معه"[17].

9- الابتعاد عن مخالطة الرجال حتى في العبادات:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها))[18].
قال القرطبي: "فأما الصفُّ الأول من صفوف النساء فإنما كان شراً من آخرها لما فيه من مقاربة أنفاس الرجال للنساء، فقد يخاف أن تشويش المرأة على الرجل والرجل على المرأة"[19].
قال النووي: "وإنما فضَّل آخرَ صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك، وذمَّ أوَّل صفوفهن لعكس ذلك"[20].
قال الشيخ ابن باز: "وكان النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لا يختلطن بالرجال لا في المساجد ولا في الأسواق الاختلاط الذي ينهى عنه المصلحون اليوم ويرشد القرآن والسنة علماءَ الأمة إلى التحذير منه حذراً من فتنته، بل كان النساء في مسجده صلى الله عليه وسلم يصلين خلف الرجال في صفوف متأخرة عن الرجال، وكان يقول صلى الله عليه وسلم: ((خير صفوف الرجال أولها وشرُّها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها)) حذراً من افتتان آخر صفوف الرجال بأول صفوف النساء، وكان الرجال في عهده صلى الله عليه وسلم يؤمرون بالتريُّث في الانصراف حتى يمضي النساء ويخرجن من المسجد لئلا يختلط بهنَّ الرجال في أبواب المساجد مع ما هم عليه جميعاً رجالاً ونساء من الإيمان والتقوى، فكيف بحال من بعدهم؟! وكانت النساء يُنهين أن يتحقَّقن الطريقَ ويُؤمرن بلزوم حافات الطريق حذراً من الاحتكاك بالرجال والفتنة بمماسَّة بعضهم بعضاً عند السير في الطريق"[21].

10- التشديد في خروج المرأة متعطِّرة:

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة استعطرت فمرَّت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية))[22].
قال المباركفوري: "لأنها هيَّجت شهوةَ الرجال بعطرها وحملتهم على النظر إليها، ومن نظر إليها فقد زنى بعينيه، فهي سبب زنى العين فهي آثمة"[23].

11- الغيرة على النساء:

قال الشيخ محمد أحمد المقدم: "إن من آثار تكريم الإسلام للمرأة ما غرسه في نفوس المسلمين من الغيرة، ويقصد بالغيرة تلك العاطفة التي تدفع الرجل لصيانة المرأة عن كل محرَّم وشين وعار، ويعدُّ الإسلام الدفاعَ عن العرض والغيرةَ على الحريم جهاداً يبذل من أجله الدم، ويضحَّى في سبيله بالنفس، ويجازي فاعلَه بدرجة الشهيد في الجنة، فعن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد))[24]، بل يعدُّ الإسلام الغيرةَ من صميم أخلاق الإيمان، فمن لا غيرة له لا إيمان له، ولهذا كان رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم أغيرَ الخلق على الأمة، فعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غيرَ مصفح، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((تعجبون من غيرة سعد؟! واللهِ، لأنا أغير منه، واللهُ أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن..)) الحديث [25]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يغار وإن المؤمن يغار، وإن غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه))[26].
وإن من ضروب الغيرة المحمودة أنَفَةَ المحب وحميَّته أن يشاركه في محبوبه غيرُه، ومن هنا كانت الغيرة نوعاً من أنواع الأثرة لا بد منه لحياطة الشرف وصيانة العرض، وكانت أيضاً مثارَ الحمية والحفيظة فيمن لا حميةَ له ولا حفيظة. وضدُّ الغيور الديُّوث، وهو الذي يقرُّ الخبثَ في أهله أو يشتغل بالقيادة، قال العلماء: الديوث الذي لا غيرةَ له على أهل بيته، وقد ورد الوعيد الشديد في حقه، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: ((ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث)) الحديث [27].
إن الغيرةَ على حرمة العفَّة ركنُ العروبة وقوام أخلاقها في الجاهلية والإسلام؛ لأنها طبيعة الفطرة البشرية الصافية النقية، ولأنها طبيعة النفس الحرة الأبية"[28].

[1] الجامع لأحكام القرآن (14/ 176).
[2] المحرر الوجيز (4/399).
[3] أي: لم يعترض عليهن أحد.
[4] المحرر الوجيز (4/399).
[5] حكم السفور والحجاب، مجلة البحوث الإسلامية، العدد 14، 1405هـ - 1406هـ.
[6] تفسير القرآن العظيم (3/311).
[7] التبرج والسفور، مجلة البحوث الإسلامية، العدد 14.
[8] تفسير القرآن العظيم (3/312).
[9] في ظلال القرآن (4/2512).
[10] تفسير القرآن العظيم (3/531).
[11] فتح القدير (4/277).
[12] أخرجه البخاري في الحج، باب: حج النساء (1862)، ومسلم في الحج (1341).
[13] فتح الباري (4/92).
[14] الوضم: كل شيء يوضع عليه اللحم من خشب أو باريّة يوقى به من الأرض. مختار الصحاح (ص302).
[15] إكمال المعلم (4/448).
[16] أخرجه البخاري في النكاح، باب: لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم والدخول على المغيبة (5232)، ومسلم في الأدب (2083).
[17] المفهم (5/501).
[18] أخرجه مسلم في الصلاة (349).
[19] المفهم.
[20] شرح صحيح مسلم (4/159-160).
[21] حكم الاختلاط في التعليم، نشر مجلة البحوث الإسلامية -عدد 15- 1406هـ.
[22] أخرجه أبو داود في الترجل، باب: في طيب المرأة للخروج (4167)، والترمذي في الاستئذان، باب:ما جاء في كراهية خروج المرأة متعطرة (2937)، والنسائي في الزينة، باب: ما يكره للنساء من الطيب (5126) واللفظ له، قال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
[23] تحفة الأحوذي (8/58).

[24] أخرجه أحمد في المسند (1/190)، والترمذي في الديات، باب: ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد (1418)، وأبو داود في السنة، باب: في قتل اللصوص (4772)، وابن ماجه في الحدود، باب: من قتل دون ماله فهو شهيد (2580)، وقال الترمذي: "حسن صحيح"، وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (3/119): "إسناده صحيح".
[25] رواه البخاري في المحاربين، باب: من رأى مع امرأته رجلاً فقتله (6846)، ومسلم في اللعان (1499).
[26] رواه البخاري في النكاح، باب: الغيرة (5223)، ومسلم في التوبة (2761).
[27] أخرجه أحمد في المسند (2/134)، والنسائي في الزكاة، باب: المنان بما أعطى (2561)، وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند (9/34).
[28] عودة الحجاب (3/114-115).


رد مع اقتباس
قديم 04-30-2010, 03:47 PM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

أفاق الفكر

مراقب

مراقب

أفاق الفكر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








أفاق الفكر غير متواجد حالياً


رد: القضاء يرفض نزع الحجاب عن زوجتي جول وأردوجان



خطب تتعلق بالمرأة المسلمة

خطبة بعنوان : لماذا المرأة ولماذا حجابها

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .

"يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون "
"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا "
"يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما "
أما بعد …… ، فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
حملات مسعورة ، وهجمات مسمومة ، تنال عقيدتنا وتستهدف عزنا وشرفنا ، يشارك فيها طرفان ملعونان ، طرف ظاهر العداء ، لا يخفى على من في قلبه إيمان ، وطرف يخفى على كثير من الناس ، يلبس الحق بالباطل ، يظهر في لباس الناصح الواعظ وهو معول هدام ، يقتلع حصون الإسلام ، ويتسلل إلى عقول العباد فيوقعهم في الحرام والآثام .
إنهما الكفار والمنافقون الذين سيجمعهم الله في العذاب يوم القيامة لاشتراكهم في محاربة الإسلام (( إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا )) .
عباد الله : إن تزايد العداء على المسلمين وبلادهم يتزايد ويتفاقم في ظل غفلة المسلمين وضعفهم في دينهم ، فمتى كان الكفار يتطاولون على المسلمين وعلى عقيدتهم ، ومتى كانوا يرغمون المسلمين على تبديل مبادئهم والتدخل في خصوصياتهم .
المسلمون مستهدفون ، مقصودون ، يخطط الأعداء للمكر بهم وبدينهم ، يحسدونهم ويسلكون السبل لصدهم عن دينهم ، وهذا ما أثبته الله في كتابه (( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ... )) .
ومن تأمل ما يجري في واقع العالم اليوم يدرك تلك المخططات الصليبية والحروب المتعددة الأشكال على الإسلام والمسلمين ، فحرب عسكرية إذا تطلب الأمر كما فعلت أمريكا في أفغانستان وفي العراق وفي غيرها ، وحرب فكرية كهذه الضغوط الغربية الأمريكية على الدول الإسلامية ومن آخرها وليست بآخرها التدخل في تغيير المناهج والمطالبة الشديدة في ذلك ، ومما تمارسه دول الكفر اليوم المضايقات والتحريشات بالمسلمين والمسلمات الذين يعيشون في بلادهم ، حتى أصبح كل من يحمل الهوية الإسلامية متهم بالإرهاب والتطرف سواء كان رجلا أو امرأة ، وقد كشرت دول الكفر عن حقدها وعصبيتها الدينية ، وبان لكل ذي عقل أن ما تنادي به تلك الدول الكافرة من الحرية وحقوق الإنسان إنما هي حرية الرجل الأحمر وحقوقه ، حرية النصراني واليهودي وحقوقهما ، ومن تكون من وراءه مصلحة دنيوية تحققها تلك الدول .
عباد الله : إن دول الكفر فرنسا وأمريكا وغيرها كانت ولا تزال تعلن شعار حرية الأديان وأنها لا تتدخل في الشعائر الدينية ، وانطلت هذه الحيلة على عدد من المسلمين وعلى غير المسلمين ، ثم ها هي اليوم تفصح عما كانت تكنه ، ها هي اليوم لا تملك أن تصبر على انتشار الإسلام وظهوره على جميع الأديان المحرفة ، ها هي تلك الدول اليوم تمارس قوتها وتفرضها على من تريد ممن يخالفون عقيدتها وسياستها الكافرة .
فهذه فرنسا تتدخل في حجاب المرأة المسلمة في فرنسا وتصدر قرارها بمنعه في المدارس الحكومية ولا تبالي بأكثر من خمسة مليون مسلم ومسلمة يعيشون فيها ، إنها جرأة ظاهرة ، وخطوة فاجرة تخطوها تلك الدولة ضد أخواتنا المسلمات هناك ، فلماذا هذه الحملة على الحجاب ؟ إنه يذكرنا والله بحملات المنافقين في وسائل الإعلام العربية والإسلامية التي تطالب بحرية المرأة ( خروجها واختلاطها بالرجال وكشفها لوجهها وخلعها لحجابها لينالوا منها .. ) والذين يطالبون بقيادة المرأة للسيارة ، والذين يطالبون بتنحية الدين عن الحياة ...
أيها المسلمون : إن الحجاب الذي تساهل فيه المسلمات اليوم يمثل عقيدة راسخة في نفس المرأة المؤمنة التي أطاعت ربها وتمسكها بسنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم ، إنه دين تدين المرأة ربها به ، وليس عادة اجتماعية .
حجاب المرأة المسلمة الشرعي سهم في أعين الأعداء ، وقضية تقلقهم ولهذا فهم يمكرون بالليل والنهار لإفساد نساء المسلمين ، وجرهن نحو الرذيلة والفساد ، وبدأ التغريب والسعي لإيقاع المرأة المسلمة في الفتنة ، تدرجوا بالمرأة ولبسوا عليها في تعليمها وفي لباسها وفي دينها ، حتى نشأ في أوساط المسلمين نساء كاسيات عاريات ، فنزع الحجاب وحصلت الفتنة التي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم . فتن الرجال بالنساء في كل مكان ، ودنست الأعراض وارتكبت الفواحش ، وابتليت البلدان الإسلامية اليوم بأولاد الزنى وبالمومسات والبغايا بسبب الدعوة إلى التحرر والحرية التي ينادي بها العلمانيون والمنافقون والتي تنشرها أوربا وأمريكا وتروج لها في كل ناحية .
عباد الله : إن أعداء الإسلام اليوم يراهنون على دمج العالم الإسلامي والعربي في الغرب وتذويبه ، وما جرى في فرنسا من تمسك المسلمات بالحجاب أمر لا يوافق سياسة الدمج الفكري والأخلاقي والديني الذي تسعى إليه الدول الكافرة ، ومما زاد قلق تلك الدول تأثر غير المسلمات بالحجاب وإسلام بعضهن لأنهن ينشدن الراحة والبعد عن التحرش الجنسي فوجدن الحجاب الإسلامي حصن حصين فكان سبب إسلام العديد منهن .
إن ظاهرة الحجاب وانتشاره تعني انتشار التمسك بالدين وانتشار الإسلام ، وقد وجدت فرنسا وغيرها أن الإسلام هو الدين الثاني بعد الكاثوليكية . (( والله متم نوره ولو كره المشركون )) ،

الغرب لا ينظر لقضية الحجاب في الغرب على أنها قضية تدور حول لباس ولا تقاليد معينة ولكنها مسألة تعكس النظرة للدين الإسلامي برمته . تماماكما هو حال المتربصين بالإسلام فإنهم لا يتجرءون على انتقاده مباشرة وإنما من خلال محاولة هدم شعائره واحدة تلو الأخرى .


الحرب على الحجاب في الغرب وغيرها واقع مخز وهو موضوع يشغل الساسة والمحاكم في العديد من الدول الأوروبية في ألمانيا وفرنسا وسويسرا وهولندا وغيرها .


إنه من المؤسف والله أن لا نجد من يقف في وجوه تلك الممارسات الكافرة التي تستهدف ديننا ، وتنال من حجاب نسائنا ، من المؤسف ما نراه من مواقف متخاذلة لا تكاد تسمع العالم صوت الحق ، صوت العز والكرامة والشرف للدين . من المؤسف أننا لا نسمع إلا الفتاوى الجائرة التي سوغ لفرنسا وغيرها ما تشاء ضد المتحجبات المسلمات ، ولا غرابة لأن المشيخة والعلم يدعيها كل أحد وقد يلصقها طاغوت بشخص يرى فيه ذر الرماد في أعين المسلمين وإسكاتهم ولو كان ليس أهلا للفتوى فالمهم أن يبرر لأهل الفسق زللهم ومجونهم ، فالربا عنده مباح ، واستقبال القس الإسرائيلي حلال والاندماج بالغرب والكفار والتقارب معهم وتصحيح عقيدتهم الفاسدة كله جائز ومقبول ،والمحتل والمستعمر يكون صديقا وقريبا عند المنافقين وأصحاب الذمم الرخيصة .

وقفة مع الحجاب الشرعي :

إن الحجاب شريعة محكمة قد أوجبها الله على المؤمنات كما قال تعالى : ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور31 ،فجمع سبحانه في هذه الآية بين الغاية وهو حفظ الفروج والوسيلة لذلك وهو غض البصر ، وستر الزينة ، ونهى عن إبدائها ولو بالحركة التي تدل عليها ، وفي هذه الآداب التي اشتملت عليها هذه الآية صيانة لكرامة المرأة ، وسدٌ لذرائع الفساد في المجتمع ليكون المجتمع المسلم طاهراً وسالماً من فشوّ الرذيلة فيه ، كما قال تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) الأحزاب 33 .

فيجب على المرأة المسلمة أن تعمل بوصايا ربها ، وأن تتوب من كل ما يخالف ذلك لتفوز بالصلاح والفلاح قال تعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور 31 ، وذلك لا يتحقق إلا بثياب الحشمة وهي الساترة لجميع بدنها ، غير ضيقة ولا شفافة ، وإذ قد أجمع العلماء على وجوب ستر المرأة لشعرها ونحرها ورجليها ، كما قال تعالى : ( وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ) النور 31 ، فستر الوجه الذي هو مجمع المحاسن أوجب وأوجب ، ولا يجوز أن يُتخذ خلاف بعض العلماء وسيلة لاستباحة ما قام الدليل على تحريمه ، فإن الواجب عند التنازع الرد إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : ( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) النساء 59.

ومن المصائب التي حلت بالمجتمعات الإسلامية فشوّ السفور والتبرج الذي هو مطلب للكفار والمنافقين وفسّاق المسلمين ، ولأن ذلك مفتاح لما يريده الكفار بالمسلمين من الانحلال وفساد الأحوال وهو طريق الفاسقين لنيل شهواتهم المحرمة ، قال تعالى في بيان مراد الكافرين والفاسقين : ( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً) النساء 27 ،والميل العظيم لا يتحقق إلا بشيوع الفاحشة ، ودواعيها مما يفضي إلى استحلالها كما وقع في بعض البلاد الإسلامية من إباحة القانون للزنا إذا كان عن تراضٍ ، وتعطيل الحدود التي شرع اللهُ لمنع هذا الفساد المدمر للأمة !.

وقد سلك الكفار وتلاميذهم للوصول إلى غاياتهم ؛ طريق التدرج ، فبدأوا في بلادنا بمحاربة ستر المرأة وجهها مستغلين للخلاف في ذلك ، ثم بتشويه عباءات الحشمة ، والإغراءات بعباءات الفتنة من مخصّرة وقصيرة مع التشبه بالرجال بوضعها على الكتف ، ولن يقف أولئك عند ذلك .

ثانياً : وجوب قرار المرأة في بيتها فلا تخرج إلا لضرورة أو حاجة مباحة أو عمل مشروع على وجه ليس فيه مخالفة لما فرض اللهُ من الآداب على المرأة المسلمة ، قال الله تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ) الأحزاب 33 ،

ولقد هُيّئ للمرأة في عصر الحضارة الغربية كل الأسباب التي تلغي من الواقع واجب القرار في البيت ، ونفّر المستغربون المرأةَ من القرار في البيت حتى شبهوا البيت بالسجن ، ووصفوا التي لا تخرج الخروج المنشود لهم بأنها محبوسة بين أربعة جدران .

فيجب أن يعلم أن مَن طعن في شرع الله وعارضه فهو كافر ، ومن خالفه بعمله فهو عاصٍ ، ولقد كان مما تذم به المرأة أن تكون خرّاجة ولاجة - وهي التي تكثر الخروج من غير حاجة -والتي هذه حالها ، صفو حسنها ، وتصنعها للشارع ، ومكان العمل والاجتماع ، وكدرها لبيتها وزوجها ، وبئست المرأة هذه ، ومما تمدح به المرأة قرارها في بيتها مع قيامها بحقوق ربها وزوجها وأولادها ونعمت المرأة هذه .هذا ومن أقبح خداع المستغربين وتغريرهم للمرأة المسلمة ، تعظيمهم للعاملة خارج المنزل حتى ولو كانت مضيفة في طائرة ،

وتهوينهم من عمل المرأة في بيتها قياماً بحق زوجها وتربية أولادها مع أنه هو الأصل والأعظم أثراً في الأمة والأجدى في تحقيق التوازن بين الرجل والمرأة .

ومن هؤلاء المخادعين من يلبس فيدعي أن المرأة قادرة على أن تجمع بين واجباتها في المنزل وواجباتها الوظيفية ، وهذه الدعوى أول من يكذبها النساء المنصفات من العاملات ، وأدلّ شيء على ذلك أن أي امرأة عاملة لا بد لها أن تستقدم امرأة تخلفها في البيت إلا ما ندر .وإمعانا في المكر وتمويه الحقائق تشويها ً للحق وتزيناً للباطل يقوم دعاة التغريب في وسائل الإعلام بالإشادة والتبجيل بمن يكون لها تميّز في الخروج عن حدودها الفطرية والشرعية ولو بعمل لا يمكن أن تمارسه النساء إلا في صورة شاذة كقيادة الطائرة ، وكذا الإشادة ببناتنا في مزاولة الأعمال المدنسة لكرامتهن كالتمثيل مع الرجال وكالغناء والعمل مع الرجال [ سكرتيرة ] وغيرها من الأعمال المختصة بالرجال ، ولصحيفة عكاظ والوطن والرياض تميز في هذا الباطل.

ثالثاً : وجوب تميز النساء عن الرجال وذلك بعدم الاختلاط في العمل والتعليم والمتنزهات ، وباجتناب كل عمل يؤدي إلى ذلك كالعمل في الإعلام وشركات الطيران والمصانع والمستشفيات ، فإن الاختلاط بين الرجال والنساء في هذه المجالات ونحوها يشتمل على أنواع من المنكرات كالسماع والنظر الحرام والخلوة المحرمة والتبرج والسفور ، وكل هذه أسباب تجرّ إلى الفاحشة ، ولهذا جاءت الشريعة بسد هذه الأبواب ، قال تعالى : ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ) الإسراء 32 ،

ومن الأماكن التي يجب على المسلمة أن تحذرها المشاغل النسائية ، ومحلات [ التخسيس] !! فإن هذه الأماكن وإن كانت مخصصة للنساء فإنها غير مأمونة لأنه يرتكب في بعضها أو كثير منها أمور محرمة - بعلم المرتادة لهذه الأماكن أو بغير علمها - كالتصوير وكشف العورات التي لا يحل النظر إليها ولا من المرأة إلى المرأة بل قد يصل الأمر إلى كشف العورة المغلظة ومسّها عند التدليك ، مع أن كثيراً من العاملات في هذه الأماكن مدربات على قلة الحياء ، بل ومنهن الكافرات مما يجعل هذه الأماكن بؤراً للفساد ومصيدة لأصحاب الفجور ، فالتردد على تلك الأماكن سبيل إلى خلع ثوب الحياء ، بل والوقوع في الفاحشة الكبرى .

العنوان : أحكام تتعلق بالمرأة

فاتقوا الله أيها المسلمون: وأطيعوا الله ورسوله إن كنت مؤمنين، ولا نزال أيها الإخوة في موضوع أخلاق المرأة المسلمة ولقد توقفنا عند قوله تعالى: وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله.إلى آخر الآيات فأقول وبالله التوفيق.
فبعد أن أمر الله نساء النبي بالتقوى وعدم الخضوع بالقول والقول بالمعروف والمكث في البيت وعدم الخروج إلا لحاجة وإذا خرجن فلا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى بعد هذا التصحيح في السلوك الاجتماعي والأخلاقي في الحياة وبعد تهذيب النفس بهذه الآداب والفضائل كان لابد من صلة بالله يرتفع بها الفرد على عرف الناس وتقاليد المجتمع وضغط البيئة، ويشعر أنه أهدى وأعلى من الناس والمجتمع والبيئة، وأنه حري به أن يقود الآخرين إلى النور الذي يراه لا أن يقوده الآخرون إلى الظلمات وإلى أخلاق الجاهلية التي تغرق فيها الحياة كلما انحرفت عن طريق الله.
ولهذا كان الإسلام وحدة تجتمع فيه الشعائر والآداب والأخلاق والتشريعات والنظم كلها في نطاق العقيدة، ومن ثم كان الأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله هو خاتمة التوجيهات الأخلاقية والسلوكية لأهل البيت ولأنه لا يقوم شيء من تلك التوجيهات بغير العبادة والطاعة وكل ذلك لحكمة وقصد وهدف، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا وهذا التطهير عن الرجس وعن الرذيلة لا يتم إلا بالتزام النساء المؤمنات لهذه الصفات التي أمر الله بها أمهات المؤمنين، والتطهير وإذهاب الرجس يتم بوسائل يأخذها الناس أنفسهم ويحققونها في واقع الحياة العملي، وهذا هو طريق الإسلام، شعور وتقوى في الضمير وسلوك وعمل في الحياة يتم بهما معا تمام الإسلام وتتحقق بهما أهدافه واتجاهاته في الحياة.
يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره هذه الآية عند قوله: وأقمن الصلاة. . . : إن الله نهاهن أولا عن الشر ثم أمرهن بالخير من إقامة الصلاة، وهي عبادة الله وحده لا شريك له، وإيتاء الزكاة وهي الإحسان إلى المخلوقين وبالنسبة لقضية الصلاة لنا فيها عدة مسائل:
الأمر الأول: أنه لا يجوز للمرأة أن تظهر شيئا من بدنها سوى الوجه والكفين حتى الشعر النازل على أذنيها يجب أن تغطيه أيضا ظهور قدميها وبهذا تكون قد سترت عورتها المطلوبة منها في الصلاة وذلك لأن ستر العورة شرط لصحة الصلاة فإن بدا شيء من بدنها بغير قصد في أثناء الصلاة يجب عليها تغطيته وإن طال كشف شيء من عورتها بطلت صلاتها وقد ورد في الحديث الصحيح أن النبي قال: ((لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار))، وفي لفظ: ((لا يقبل الله من امرأة صلاة حتى تواري زينتها، ولا من جارية بلغت الحيض حتى تختمر)) وهذان الحديثان يدلان على وجوب تغطية المرأة لرأسها وجميع بدنها في صلاتها ما عدا الوجه والكفان فإذا بلغت وصارت مكلفة فصلّت وشيء من شعرها مكشوف لا تجوز صلاتها، قال الترمذي: (العمل عليه عند أهل العلم أن المرأة إذا أدركت فصلت وشيء من شعرها مكشوف لا تجوز صلاتها)أي أنه ينبغي لها أن تلبس الثوب السابغ الواسع تغطي به بدنها وقدميها ما عدا الوجه والكفان.

الأمر الثاني: إن نابها شيء في الصلاة فإنها لا تسبح بل تصفق.
الأمر الثالث: صلاتها مثل صلاة الرجل لما ورد عن النبي : ((صلوا كما رأيتموني أصلي)).
الأمر الرابع: أنه لا يصح منها أذان ولا إقامة، قال ابن عمر رضي الله عنهما: (ليس على النساء أذان ولا إقامة) فلا يجوز للمرأة أن تؤذن ولا يصح أذانها كذلك لا تصح إقامتها إن وجد ذكر بالغ، وإن لم يوجد بأن كانت بين نساء فإقامتها مستحبة.
الأمر الخامس: إمامة المرأة، فلا تصح إمامة المرأة للرجل مطلقا، ولكن تصح إمامة المرأة للنساء وتقف معهن في الصف وكانت أم سلمة تفعله، فلو كانت هناك دار واسعة وبها نساء كثيرات وأراد النسوة أن يصلين صلاة جماعة فيجوز ذلك بشرط ألا تتقدمهن من تصلي بهن بل تقف معهن في الصف ويجوز لها أن تجهر في الصلاة الجهرية إذا كانت بين النساء بحيث لا يسمعها الرجال.
الأمر السادس: حمل المرأة للصغير وهي تصلي، يجوز لها أن تحمل صغيرها إن بكى إن لم يكف عن البكاء إلا بحمله وصلاتها صحيحة وقد ورد ذلك عن النبي : ((أنه صلى وأمامه بنت زينب ابنة النبي على رقبته فإذا ركع وضعها وإذا قام من سجوده أخذها فأعادها إلى رقبته حتى انتهى من صلاته)).
الأمر السابع: يجوز للمرأة أن تذهب إلى المسجد لتصلي فيه إذا أذن لها زوجها ولكن بيتها خير لها كما ورد بذلك الحديث، فإن ذهبت إلى المسجد تخرج غير متبرجة بزينة ولا متعطرة ولا سافرة والحكمة في ذلك كما قال أهل العلم: لئلا تتسبب في إثارة الشهوة عند الرجال بطيبها ورائحتها، فإن أبت إلا أن تخرج متعطرة ومتزينة فإنها عاصية لله ورسوله، فإن دخلت المسجد فأين يكون موقفها من الرجال، فهي لا تقف أمام الرجال ولا قريبا منهم بل تصلي في مؤخرة المسجد وقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي أنه قال: ((خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها))، وإنما كان خيرها آخرها بالنسبة للنساء لما في الوقوف فيه من البعد عن مخالطة الرجال، وكلامنا هذا لا ينطبق على المكان المخصص بالنساء كما في بعض المساجد اليوم التي توجد بها مقصورات خاصة بالنساء وإنما نقصد المساجد التي لا توجد بها المقصورات الخاصة.
فإذا انتهت الصلاة يستحب للمرأة أن تتصرف من المسجد قبل خروج الرجال.
الأمر الثامن: يجوز للمرأة إذا كانت بالمسجد أن تصلي على الجنازة إن كانت هناك جنازة وقد أمرت عائشة أن يؤتى بسعد بن أبي وقاص لتصلي عليه عندما مات.
الأمر التاسع: يجب على المرأة أن تخرج لصلاة العيد سواء كانت بكرا أم ثيباً شابة أم عجوزا صغيرة أو كبيرة حتى الحائض ما لم تكن معتدة أو كان في خروجها فتنة لحديث أم عطية: ((أمرنا رسول الله أن نخرج في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن المصلى ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، قلت: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب، قال: لتلبسها أختها)) رواه البخاري. العواتق: جمع عاتق وهي التي بلغت الحلم وقاربت التزويج.
الأمر العاشر: المرأة المستحاضة وهي التي يخرج منها دم غير دم الحيض فإنها تتوضأ لكل صلاة وتصلي وإن قطر الدم أثناء صلاتها وصلاتها صحيحة، وتستثفر أي تضع قطنة على فرجها حتى لا تتسخ ولا يتضرر المكان.
المسألة الحادية عشرة: وهي إذا ما حاضت المرأة بعد دخول وقت الصلاة فإنها تقضي هذه الصلاة بعد طهرها وكذا لو طهرت قبل خروج الوقت ولو بلحظة فإنه يجب عليها قضاء الصلاة التي طهرت في وقتها وهذا مما يجب التنبه له.
المسألة الثانية عشرة: أن المرأة لا يجب عليها حضور صلاة الجمعة في المسجد بل تصلي في بيتها ظهرا أربع ركعات قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أنه لا جمعة على النساء، ولكن لو حضرت إلى المسجد وصلت الجمعة صحت صلاتها وأجزأتها عن صلاة الظهر.
ولعلنا بهذا قد أتينا على معظم مسائل الصلاة بالنسبة للمرأة هذا من الناحية الفقهية، وأما الحكم بوجوب محافظتها على الصلاة فهي كالرجل غير أنها لا تصلي في حال الحيض ولا تجب عليها صلاة الجماعة في المسجد بل بيتها خير لها.
فإن أصرت المرأة على ترك الصلاة فإنها تكفر لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) رواه مسلم وفي رواية: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))، ويترتب على هذا إن ماتت مصرة على ترك الصلاة أن لا يصلى عليها ولا تدفن في مقابر المسلمين، ويجب على زوجها إن كانت متزوجة أن يفارقها إلا أن تتوب وتصلي، وأيضا لا يحق لها حضانة أولادها إن كانت لا تصلي فانتبهوا لهذا الأمر جيدا وأمروا نساءكم بالمحافظة على الصلاة في وقتها وعدم التفريط فيها فإنكم رعاة لهن وكل راع مسؤول عن رعيته.
المسألة الثالثة عشرة: يجوز للمرأة أن تصلي في ثوب حاضت فيه وإن أصابه شيء من دم حيضها إذا حاولت إزالته وبقي شيء يسير منه فقد روى الإمام البخاري عن عائشة رضي الله عنها: (ما كان لإحدانا إلا ثوب واحد تحيض فيه، فإذا أصابه شيء من دم قالت بريقها فقصعته بظفرها) أي دلكته به، وهذا يدل على العفو عن يسير الدم لأن الدم لا يطهر بالريق.
ويجوز للمرضع أن تصلي بثوبها وإن تقيأ عليه الرضيع قال الإمام ابن القيم: (إن المراضع ما زلن من عهد رسول الله وإلى الآن يصلين في ثيابهن والرضع يتقيؤون ويسيل لعابهم على ثياب المرضعة وبدنها، فلا يغسلن شيئا من ذلك).
المسألة الرابعة عشرة: تكره الصلاة للمرأة وللرجل أيضا في غرفة بها صورة لأي كائن حي ذي روح أما إذا كانت الصورة لغير ذي روح كما لو كانت لأشجار أو أنهار أو مدن فلا أثر لها في صحة الصلاة.
واعلموا أن المرأة المسلمة لا تستطيع أن تتخلق بالأخلاق التي ذكرناها حتى تصلي لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، فالمرأة المصلية هي التي تتقي ربها وتخشاه وتحصن فرجها وتطيع زوجها وتحسن تربية أبنائها وما ذاك إلا لأن الصلاة هي قوام الدين وعماده وركنه الأساسي بعد الشهادتين ولهذا كان الأمر بالصلاة بعد تلك التوجيهات والنصائح لترتبط المرأة بربها وتتصل به في كل يوم وليلة خمس مرات لتزكي نفسها وتطهرها من كل إثم و رجس، فيطمئن قلبها ويستقر حالها، وتخرج من صلاتها وقد ملأ الإيمان قلبها فلا تفكر بحال فيما يغضب الله أو يسخطه وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى .
أيها المسلمون: وبعد أن أمر الله عز وجل بالصلاة عقب مباشرة بالزكاة فالزكاة أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام وهي قرينة الصلاة في مواضع كثيرة من كتاب الله، وفي إخراجها إحسان إلى الخلق وتطهير للنفس وتزكية لها وطمأنينة وسكن، فهي تطهر من الذنوب والأخلاق الرذيلة وتزيد في الأخلاق الحسنة، والأعمال الصالحة وتزيد في الثواب الدنيوي والأخروي وتنمي الأموال وتطفيء غضب الرب وتدفع البلاء عن الإنسان وهي تقي الإنسان من نار جهنم كما ورد في الحديث: ((فاتقوا النار ولو بشق تمرة)).
والزكاة نوعان: أحدهما ما يتعلق بالبدن وهي زكاة الفطر وهي واجبة على الكل.
والثاني: ما يتعلق بالمال وهي المواشي والأثمان والزروع وعروض التجارة فكل هذه الأصناف تجب فيها الزكاة إذا مضى عليها الحول ما عدا الزروع فإن وقت زكاتها هو وقت حصادها لقوله تعالى: وآتوا حقه يوم حصاده والمقصود بالزروع الحبوب التي يقتات الناس بها مما يكال ويدخر كالبر والشعير والذرة وغيرها إذا بلغت خمسة أوسق وهو ما يبلغ زنته ستمائة واثنا عشر كيلو غرام.
والمرأة كالرجل في وجوب الزكاة إذا تحققت شروط وجوب الزكاة وهي: كمال النصاب وتمام الحول وأظن أنه ليس للنساء شيء يختص بهن في الزكاة سوى المال المدخر فإذا حال عليها الحول أي السنة وجب فيه الزكاة وهو ربع العشر، أو الحلي فإن كان غير معد للزينة فهذا يجب فيه الزكاة إذا بلغ النصاب وهو عشرون دينارا والمراد بالدينار الإسلامي الذي يبلغ زنته مثقالا وزنة المثقال أربعة غرامات وربع فيكون نصاب الذهب خمسة وثمانين غراما ما يعادل أحد عشر جنيها سعوديا وثلاثة أرباع الجنيه. وأما نصاب الفضة فهو خمس أواق وهو ما يعاد خمسمائة وخمسة وتسعين غراما وتعادل ستة وخمسين ريالا عربيا من الفضة.
ومقدار الزكاة في الذهب والفضة هو ربع العشر.
وأما حلي المرأة المعد للزينة ففيه خلاف بين أهل العلم في زكاته والأحوط والله أعلم للمرأة أن تخرج زكاته، لما روت عائشة رضي الله عنها قالت: ((دخل علي رسول الله فرأى في يدي فتخات من ورق (تعني من فضة) فقال لي: ما هذا؟ قلت: صنعتهن أتزين لك يا رسول الله، قال: أتؤدين زكاتهن؟ قلت: لا، قال: هو حسبك من النار)) رواه أبو داود والبيهقي والحاكم وهو حديث صحيح.
ويجوز للمرأة أن تخرج زكاتها لزوجها إن كان فقيرا محتاجا لحديث أبي سعيد الخدري أن زينب امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قالت: يا نبي الله إنك أمرت اليوم بالصدقة وكان عندي حلي لي، فأردت أن أتصدق به، فزعم ابن مسعود أنه وولده أحق من تصدقت به عليهم، فقال عليه الصلاة والسلام: ((صدق ابن مسعود، زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم)) رواه البخاري. ومع إخراج المرأة للزكاة فقد حث النبي عليه الصلاة والسلام النساء بكثرة الصدقة وكثرة الإنفاق، والفرق بين الزكاة والصدقة: أن الزكاة فرض على مال الإنسان محاسب على تركها، وأما الصدقة فهي تطوع من الإنسان كعمل من أعمال الخير، فقال عليه الصلاة والسلام: ((يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقالت امرأة: وما لنا أكثر أهل النار؟ قال: لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير))، فأمر النبي عليه الصلاة والسلام للنساء بالصدقة ليعلمهن أن في الصدقة تكفيرا لخطاياهن، فبالصدقة تتقي المرأة المسلمة من عذاب الله، فينبغي تنبيه النساء المسلمات لهذا الأمر وحثهن على الإنفاق وليعلمن أن ما ينفقن على الكماليات والزينة والأزياء فيها من الإسراف ما الله به عليم فلو خصصت كل أخت مبلغا من المال للإنفاق في سبيل الله ووجوه الخير لكان خيرا وأعظم أجرا.

ويجوز للمرأة أن تتصدق من مال زوجها إن أذن لها أو إذا علمت رضاه وهذا يختلف باختلاف الناس ومما لا شك فيه أن الزوجة تعي تماما معدن زوجها وطبيعته وميوله فإن علمت رضاه جاز لها التصدق، أما إذا علمت غير ذلك فيحرم عليها الإنفاق ولكن يستثنى من ذلك الشيء القليل الذي جرت به العادة وتسمح النفوس دائما بإعطائه ودليل ذلك حديث أسماء رضي الله عنها أنها قالت للنبي : إن الزبير رجل شديد، ويأتيني المسكين فأتصدق عليه من بيته بغير إذنه، فقال عليه الصلاة والسلام: ((أرضحي ولا توعي فيوعي الله عليك)) متفق عليه. ومعنى أرضحي أي: تصدقي بالقليل، ومعنى لا توعي أي: لا تدخري المال فيمنعه الله عنك، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله: ((إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجر بما أنفقت، ولزوجها أجرة بما كسب وللخازن مثل ذلك لا ينقص بعضهم أجر بعض)) رواه البخاري.


رد مع اقتباس
قديم 04-30-2010, 03:52 PM   رقم المشاركة : 4
الكاتب

أفاق الفكر

مراقب

مراقب

أفاق الفكر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








أفاق الفكر غير متواجد حالياً


رد: القضاء يرفض نزع الحجاب عن زوجتي جول وأردوجان


العنوان : الدعوة الى تحرير المرأة

فيا عباد الله: لا يزال المنافقون من أهل العلمنة والتغريب ومن اغتر بدعواهم يطالعوننا المرة بعد المرة بأقوال وآراء عبر صحفنا اليومية تخالف ثوابتنا الشرعية ومسلماتنا الإعتقادية يلبسون لبوس الغيرة على الدين أحيانا ولبوس النهضة بالاقتصاد أحيانا أخرى ويطرحون أفكارا خاوية لا تتفق وواقعنا المحافظ على دينه وما هم إلا حفنة قليلة من المتأثرين بالغرب اللاهثين خلف ما يفد منه ولو كان فيه حتفنا ولو كان الغرب قد ذاق مرارته ونادى بالويلات والثبور من جرائه فيصدق عليهم بذلك قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟)) إن هؤلاء المسعورين من العلمانيين والمستغربين ومن سار في فلكهم ممن يتباكون على وضع المرأة في بلادنا هم أعداء المرأة حقا ولعلمهم بواقع مجتمعنا واختلافه عن سائر المجتمعات التي عانت من الاستعمار دهورا فإنهم يتسللون بأفكارهم التحررية ودعوتهم للانحلال من خلال قضايا شرعية يحاولون أن يجعلوها مجال نقاش وأخذ ورد فحين يطالب أحدهم مثلا بالبخنق الذي تلبسه نساء ماليزيا أترونه صادقا في مطالبته هل سيرضى بالوقوف عند هذا الحد أم أنها خطوات الطريق الطويل اللاحب الذي يراد جر المرأة إليه في بلادنا وهل قدوته ماليزيا حقا أم إن قدوته هناك حيث العري والاختلاط والعار والشنار وهل واقعه الآن يشهد بحسن سيرته وطيب طويته وسلامه مشربه أم هو بحاجة إلى إصلاح حاله ثم من نصبه وكيلاً لبنات آدم يطالب لهن بحقوقهن بزعمه ثم ينسف في طريقه مسلمات شرعية وثوابت عقدية بصريح العبارة أو بتلويحها ولحنها: أم حسب الذين في صدورهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم لقد طار العلمانيون والمستغربون ومن انخدع بهم بكلمة قالها ولي العهد وعلق عليها مصدر لم يصرح باسمه نشر تعليقه في جريدة الشرق الأوسط وجريدة الحياة ومما جاء في تعليقه: إن الكلمة المشار إليها تعد الطلقة الأولى للحوار حول المرأة السعودية وتحريك دورها وتابع يقول: إن البعض يتناول قضايا هامشية وقشور مثل قيادة المرأة للسيارات وغطاء الوجه فالموضوع الأول تمت مناقشته في مجلس الشورى وهي قضية تقنية بحاجة مثلا لشرطة نسائية تتولى تنظيمها وأما الثاني فهي قضية خلافية هكذا يقول هذا المصدر الذي لم يصرح باسمه وتابع قائلا: وإذا أردنا مجتمعا دون اختلاط فإننا سنخلق مجتمعاً منقسماً وشاذاً وزاد: حان الوقت لمساهمة المرأة السعودية في المسيرة التنموية وحرص هذا المصدر على تأكيد أن الدين الإسلامي دين يخاطب الجميع وقال: لا وجود لكهنوتية في السعودية هكذا قال هذا المصدر المجهول ولنا مع تصريحه الذي قد جاء بيان يرد عليه بيان توضيحي لكلمة ولي العهد يتبرأ من كل التعليقات التي نسبت إليها والتي تعد نفسها شرحا لها لنا مع هذا التصريح عدة وقفات أولها يلمس أن هناك توجها لبحث قضايا محسومة في هذا البلد من قبل هيئة كبار العلماء تتعلق بالمرأة وطرحها للمفاوضة والنقاش والاعتراض ثانيا وصف القضايا الشرعية كالحجاب ونحوها بأنها قشور وأمور هامشية مما يدعو إلى التوجس والخوف من تلك الدعاوى وإن ألبست بلباس الدين. ثالثاً: الزعم بأن موضوع قيادة المرأة للسيارة تمت مناقشته في لجنة الشورى رغم أنه صدرت فيه فتوى شرعية رسمية وهذا الزعم باطل فقد صرح وزير الداخلية لجريدة اقتصادية بأنه لا توجد أي رغبة أو توجه لدى الدولة بشأن السماح للمرأة بالقيادة في السعودية وبأنه ليس هناك دراسة بهذا الخصوص وأن كل مجتمع له خصوصياته وكأي أمور أخرى تخضع لهذه الاعتبارات لكن أعود وأؤكد أنه لا توجد أي دراسة حول هذا الموضوع انتهى كلامه رابعا أن عمل المرأة الذي يدعى له ويراد فتح أبوابه هو عمل في محيط الرجال وميادينهم كما جاء في التصريح إننا إذا أردنا مجتمعا دون اختلاط فسنخلق مجتمعاً منقسماً شاذاً هكذا قال المصدر المجهول خامسا إلغاء دور المرجعية الدينية والرجوع في كل أمر إلى كتاب الله وسنة رسوله بقوله: لا كهنوتية في السعودية وفي ذلك نسف للثوابت الشرعية وقد تتابعت المقالات الصحفية من جملة من المستغربين من أبناء وبنات هذا المجتمع رغم صدور بيان يرد ويوضح كلمة ولي العهد ويتنصل من كل المقالات التي تعلقت بها رغم ذلك كله فقد تتابعت المقالات من المستغربين في الصحف ومما تضمنته هذه المقالات استغلال كلمة ولي العهد وتوجيهها حسب توجههم المنحرف وجعلها توطئة لعرض ما يريدونه ومن ذلك أن المقالات تضمنت الدعوة الصريحة لتحرير المرأة وتغريبها ورفع الظلم والضيم الذي تعانيه من مجتمعها حسب زعمهم حتى قال بعضهم: المرأة لا تملك الصلاحيات في اتخاذ أبسط القرارات وقال آخر من هؤلاء المستغربين: عمل المرأة كمعلمة بطالة مقنعة وهدر للأموال وقال ثالث : لن تتقدم أمة نصفها مصاب بالشلل شل الله يمينه ويلحظ تبرم واستياء تلك الفئة المنحرفة من حال مجتمعنا المحافظ والدعوة إلى تغيير أوضاعه حتى قال بعضهم: حال المرأة يدعو إلى الرثاء وضع النساء في مجتمعنا لا يطابق المعايير التي يتفق عليها العقلاء النساء في مجتمعنا لا يحصلن على حقوقهن المرأة لا مكان لها في مجتمعنا نساؤنا في العالم العربي لا يتحدثن عن حقوقهن كي تعود المرأة إلى الإنتاج فإننا في حاجة إلى الكثير من الكلام الصريح اللهم أكفنا شر الأشرار وشر الفجار اللهم من أرادنا والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى غفرانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه أما بعد فيا عباد الله لقد بدأت حركة ما يسمى بتحرير المرأة قبل مائة عام أي في عام ألف وثمانمائة وتسع وتسعين للميلاد حيث خرج كتاب تحرير المرأة لقاسم أمين الذي دعا فيه المرأة إلى السفور ونبذ الحجاب واختلاطها بالرجال ولم يكن في ذلك الوقت في مصر امرأة تختلط بالرجال سوى امرأة واحدة هي ناظلي فاضل حفيدة محمد على باشا وفي تركيا دعا أحمد رضا عام ألف وتسعمائة وثمانية للميلاد أي قبل تسعين سنة إلى إفساد المرأة حيث قال ما نصه: ما دام الرجل التركي لا يقدر أن يمشي علناً مع المرأة على جسر غلطة وهو جسر في تركيا وهي سافرة الوجه فلا أعد في تركيا دستوراً ولا حرية فهكذا دعا هذا الأثيم إلى سفور المرأة قبل تسعين عاماً تقريباً ولكن انظروا ما يحدث الآن حيث وصل الحال إلى إنشاء المراقص وبيوت البغاء وكل أنواع الشرور كما هو مشاهد ومعلوم في بعض البلاد نسأل الله أن يحمي بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه وإن كثيرا من الكتابات التي نطالعها على صفحات جرائدنا إنما هي نسخة مستلة من دعوة قاسم أمين وهي طبق الأصل من كتاباته وأفكاره هو وأضرابه دعاة السفور والاختلاط وإن عمل المرأة بالصورة التي ينادون بها له من المفاسد الشيء الكثير فمما نذكره باختصار إهمال الأسرة وتمزيق أركانها وتضييع النشء وإفساد الأولاد وكثرة حالات الطلاق وكثرة حالات العنوسة في المجتمع وتحديد النسل إذ أن المرأة العاملة تضطر لإيقاف الإنجاب مراعاة للوظيفة والتضييق على الرجل في الحصول على الوظيفة وهذا مشاهد ملموس بل الواقع يشير إلى بداية ظهور البطالة في المجتمع في أوساط الرجال والرجل مطالب بالعمل لكونه مطالب بالنفقة على المرأة ومن ذلك كثرة السائقين والخادمات والمربيات ومن ذلك ما تحدثه من أثر نفسي على الأطفال نتيجة تنشأتهم في دور الحضانة ومنها أنه لا عائد مادي من عمل المرأة إذ أنه سيصرف في تبعات ذلك خادمة أو مربية أو سائق وسيارة وغيرها من المصاريف ومنها تسهيل اللجان بالفساد والانحراف الأخلاقي وما يتبع ذلك من هتك الأعراض وضياع الحرمات أما بالصورة المحافظة فإن الآثار تكاد تنعدم وبالجملة فمن أراد أن يعرف آثار عمل المرأة بالصورة التي ينادي بها العلمانيون فلينظر إلى المجتمعات التي سبقت إلى مثل هذا العمل وما حل بها من فساد وانحراف يوجب على العقلاء من أبناء هذا المجتمع السعي لكف هذا الشر عن المسلمين ويتعين على الجميع بذل الجهود لحفظ المجتمع وصيانة الأمة من خلال السعي على الحفاظ على خصوصية تعليم المرأة وعملها في هذه البلاد بمنع الاختلاط في التعليم والعمل والسعي الجاد إلى إقرار التقاعد المبكر للمرأة والعمل بنظام الساعة والعمل بهذين الأمرين سيغلق الباب أمام تلك المطالبات والخطوات إذ أن قلة الوظائف المطروحة للمرأة هي حجة أولئك في مطالباتهم ومن ذلك إعادة النظر في سنوات تعليم المرأة وعملها بما يتوافق مع طبيعتها ويتلاءم مع وظيفتها الأساسية كأم وزوجة ومن ذلك إنشاء مستشفيات نسائية خاصة تراعي حرمات المرأة ومن ذلك تعديل مناهج التعليم في المراحل كلها من الإبتدائية إلى الجامعية بما يوائم طبيعة المرأة ويخالف الرجال وفي الختام نسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكفينا شر الأشرار وكيد الفجار.

العنوان : الفتنة بها

أما بعد: فيا عباد الله اتقوا الله تعالى حق تقواه، فما فاز إلا المتقون، ولا ربح إلا المؤمنون الموصوفون في كتاب الله العزيز إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَـٰناً وَعَلَىٰ رَبّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ[الأنفال:2].
عباد الله، شريعة الله تعالى كاملة لا نقص فيها ولا عيب، وما من خير إلا ودلت عليه، وما من شر إلا وقد بين من أمره، ليكون العباد على بصيرة، ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ دِيناً[المائدة:3]، لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ[آل عمران:164].
ولله تعالى حدود شرعها لا يجوز تعديها نقصاً ولا زيادة تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأنْهَـرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَـٰلِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ[النساء:13، 14].
ومراعاة هذه الحدود يكفل للنفس والمجتمع الخير والسداد، وينشر الأمن والسلامة الفكرية والنفسية، ويضبط العلاقة الاجتماعية بين أفراد المجتمع، وقد نظم الشرع العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع من رجال ونساء، ولكل وظيفته ومسؤليته، ومتى طغى أحدهما على الآخر واقتحم الحدود؛ فإن المجتمع يجني آثارها، ويقطف ثماراً مرة لا يستسيغها إلا أرباب الشهوات، ممن حذرنا الله تعالى من مسالكهم فقال: وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً[النساء:27].
ومما لا يخفى على مسلم أن المرأة لقيت من الإسلام عناية فائقة، بما يصون عفتها ويجعلها عزيزة الجانب، سامية المكانة، طاهرة القلب والجسد، وإن الضوابط التي فرضها الإسلام عليها في ملبسها وزينتها وعلاقتها بالرجال لم تكن إلا لحفظ مكانتها وسداً لذريعة الفساد، وتجفيفاً لمنابع الافتتان بها، وقد أشار القرآن الكريم إلى خطر الافتتان بالمرأة فقال سبحانه: زُيّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوٰتِ مِنَ ٱلنّسَاء وَٱلْبَنِينَ وَٱلْقَنَـٰطِيرِ ٱلْمُقَنطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ وَٱلْخَيْلِ ٱلْمُسَوَّمَةِ وَٱلانْعَـٰمِ وَٱلْحَرْثِ ذٰلِكَ مَتَـٰعُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ ٱلْمَأَبِ[آل عمران:14]، فقدم سبحانه النساء لأن أكثر الرجال إنما دخل عليهم الخلل من قبل هذه الشهوة، ويؤكد هذا المعنى قوله ناصحاً ومحذراً: ((ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء)) البخاري، وعن ابن مسعود: ((المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان)) الترمذي وحسنه، والمعنى أنها ما دامت في بيتها لم يطمع الشيطان فيها وفي إغواء الناس بها فإذا خرجت طمع وأطمع فيها؛ لأنها أعظم حبائله وأقوى أسلحته، بل إن نبينا صلى الله عليه وسلم يحذرنا من هذه الفتنة، ويعلمنا أن فتنة النساء من أعظم الفتن وأخطرها فيقول: ((إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)) مسلم، ولذا فإن فتنة النساء وكيدهن تؤثر في قلوب الرجال ذوي الحزم والعقل فما بالكم بالسفهاء وضعفاء العزم، يقول : ((ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن)) يعني النساء، رواه البخاري.

وهذا الشاعر يقول:

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به== وهن أضعف خلق الله أركانا

والله سبحانه خلق الخلق وهو أعلم بما يصلح لهم، وما يصلحهم أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ[الملك:14]، ولما كان من طبع البشر ميل الرجال إلى النساء، وتعلق النساء بالرجال، وهذه فطرة إلهية لحكم جليلة ليبقى الخلق وتعمر الدنيا، فإن الشريعة الإسلامية لم تدع الناس لأهوائهم ورغباتهم في إشباع هذه الشهوات، ففي ذلك خراب الأديان وهلاك المجتمعات، واختلاط القيم، وتشبه بالبهائم، بل جاء الشرع منظماً لهذه العلاقة بين الطرفين لتكون في مأمن من الفوضى، ولتحاط بسياج رفيع من الطهر والعفة، وقد حذرنا ربنا عز وجل من كيد الشيطان وأخبرنا أنه حريص على إيقاع الناس في حضيض الفحشاء ٱلشَّيْطَـٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِٱلْفَحْشَاء[البقرة:268]، ولكن الشيطان يسلك في سبيل تزيين الفاحشة مسلك التدرج عن طريق خطوات قليلة يقود بعضها إلى بعض، وفي هذا يقول سبحانه: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَاء وَٱلْمُنْكَرِ[النور:21]، ومن هنا حفلت الشريعة الإسلامية بالعديد من وسائل حماية المجتمع من خطر هذه الفتنة، تمنع وقوعها، وتسد المنافذ الموصلة إليها، متى ما رعاها المجتمع المسلم بقي محافظاً على نظافته الخلقية وطهارته الحسية والمعنوية، فنهى الشرع عن الفحش في الكلام والرمي بالفاحشة بغير برهان، ونهى عن ظن السوء بالمسلم، وشرع الحجاب ونهى عن التبرج والسفور، وجعل قرار المرأة في بيتها هو الأصل وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ ٱلاْولَىٰ[الأحزاب:33]، وأمر بالاستئذان، ونهى عن إطلاق البصر في المحرمات، وأمر بغض البصر، ونهى عن الخلوة بالمرأة الأجنبية، وعن سفر المرأة لوحدها بلا محرم، أو اختلاطها بالرجال، كما نهى المرأة عن الخروج من منزلها متعطرة، وعن الخضوع في القول في مخاطبة الرجال الأجانب، إلى غير ذلك من الآداب والحدود التي ورد الأمر بمراعاتها. وأدلة ذلك مبسوطة في القرآن الكريم والسنة النبوية. فلنكن على علم بذلك يا عباد الله، ولنتعاهد أنفسنا وأهلينا به، ففيه الخير والصلاح، والبعد عن طرق الشيطان وغوايته. ولنحذر ممن حذرنا الله تعالى منهم فقال: وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ ٱلإِنسَـٰنُ ضَعِيفاً[النساء:27، 28].
اللهم أرنا الحق حقا..وارزقنا اتباعه


العنوان المرأة – 1 –

ان الحمد لله ….
أما بعد :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه ( ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء ) . وقال صلى الله عليه وسلم ( واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء ) . وقال صلى الله عليه وسلم ( إن أقل ساكني الجنة من النساء ) . وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الدنيا خضرة حلوة وإن الله عز وجل مستخلفكم فيها لينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء ) .
أيها المسلمون : إن هناك حرباً ضروساً لاهوادة فيها ضد المرأة ، هذه الحرب موجهة ومنذ زمن ليس بالقريب لتحطيم هذا الحصن وهذاالكيان وهي المرأة وإن لم نكن أيها الأحبة بمستوى هذه الحرب فالخسارة من الذي يتحملها ، أنا وأنت . وستنجرف في الهاوية أختي وأختك وبنتي وبنتك .
لقد علم أعداء هذه الشريعة وخصوم هذه الملة ، المركز الحساس الذي تحتله المرأة في هذا الدين ، ويعلمون جيداً تلك الحدود والضوابط التي وضعها الله جل جلاله في كل ما يتعلق بالمرأة ، من لباسها وخمارها وجلبابها وكلامها ومشيتها وطريقة عبادتها وكيفية دخولها وخروجها ، كل هذا حفاظاً عليها من عبث ذئاب البشر بها ، وأيضاً حفاظاً وحماية للمجتمع للمسلم أن يتردى في مهاوي الرذيلة .
فبدأ هؤلاء المنتكسون منذ زمن بعيد والتي قد آتت أكلها في الآونة الأخيرة ، بدأوا في محاولة تغيير نظرة الناس والمجتمع بشكل عام ، والمرأة بشكل خاص لأنها هي المعنية في هذه الضوابط التي جاء بها الاسلام . وبمعنىً مختصر تغيير دين الناس من الاسلام الى ما يحاولون اقناع الناس به بما يسمونه الاسلام المتحضر أو الاسلام المرن الذي يقبل كل ما يأتي من الغرب خصوصاً فيما يتعلق بشئون المرأة لكن حسب تقاليدننا وضوابطه الشرعية – زعموا - . واستخدموا في سبيل تحقيق ذلك آلاف المقالات ومئات الندوات والمحاضرات بطرح ممجوج ، وساعد هذا التيار ما يصنعونه هم وبأيدهم بواسطة الاعلام من مسلسلات وأفلام تخدم هذا التيار وهذا التوجه .
فالمرأة والرجل بل المجتمع بأسره ، اذا نظر في الشاشة أو سمع في المذياع أو قرأ في مجلة أو جريدة فيما يتعلق بموضوعنا – المرأة – لايرى ولا يسمع ولا يقرأ إلا تلك النداءات المتكررة في إخراج المرأة من بيتها ، بحجة الدراسة والوظيفة ، وما الدراسة أرادوا ، ولا الوظيفة قصدوا ، لكن وراء الأكمة ما وراءها ، ثم ذلك الطرق المستمر على حجاب المرأة وغيرها كثير من الموضوعات التي ستسمع طرفاً منها بعد قليل ، والتي كلها يصب في هذا التيار الجارف .
أيها الأحبة : ليس سراً وأني منذ زمن وأنا متردد في أن أفتح ملف المرأة فوق المنبر ، من خلال ما يعرض علينا من مسموع ومقروء ، لكن لضخامة الموضوع وقلة البضاعة كان هذا التأخير ، لكننا وصلنا الى مرحلة أيها الأحبة لم يعد هناك مجالاً للتأخير ، فليشارك المرء ولو بالقليل ، أسأل الله جل وتعالى أن يبارك في هذا القليل والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة الا به
أيها المسلمون : سأقرأ عليكم فقط عناوين ورؤوس أقلام بعض ما هو منشور بين أيديكم في بعض الجرائد والمجلات لتدركوا حجم المعركة الموجهة للمرأة :
- صاحب أحد المقالات يقترح في جريدة منشورة دخول المرأة كعضو في مجلس الشورى ، فكتب مقالاً بعنوان " عضوات الشورى "
- ومقال آخر يقترح صاحبه دخول المرأة في مجالس المناطق في المحافظات فعنون لمقاله " نظام المناطق ونصف المجتمع "
- وصاحبة أحد الأقلام الموبوءة تنشر مقالاً عن السياحة فتقول في ثنايا مقالها " ويكفيني من السياحة أن أكون قادرة على المشي بحرية اجتماعية على رصيف الشارع دون أن يلاحقني من يأمرني بتغطية أظافري لأنها تزني المرأة .
- وآخر يقترح إنشاء قسم خاص في المحاكم الشرعية للمرأة فيقول : يمكن أن يستعان في هذا الصدد بنخبة مختارة من الخريجات الجامعيات في حقول الشريعة وأصول الدين والدراسات الاسلامية وعلمي الاجتماع والنفس اللواتي قد لايجدن فرصاً متاحة للعمل فيلحقن بتشكيل المحكمة وتنشأ لهن مكاتب مناسبة ترتبط بالمحاكم وتتوفر لها الشروط الشرعية والانسانية لأداء المهمة .
- عنوان نشر بالخط العريض : الغرف التجارية يجب أن توفر أقساماً نسائية هناك عوائق أمام زيادة المشروعات الاستثمارية النسائية
- دكتور يؤيد لكن يزيد على من قبله فيقول : أؤيد فتح فروع نسائية بالغرف التجارية والصناعية
- وهذا سفيه ينادي بالأصوات المحلية بدلاً من الأصوات السياحية فيقول : والمرأة السعودية وصوتها البلبلي الرخيم هو من مواد هذا البلد وطينته ، ومن الانصاف أن نفرضه على شركات الانتاج الفني ، الافراج عن الابداعات المحلية أمر مطلوب وكذلك البعد قدر الامكان عن الوصاية المعجمية
فيقال لهذا المخدوع ، اذا كنت أنت ترضى لأمك أو بنتك أن تكون بصوتها البلبلي بديلاً محلياً عن المستورد فأظنك بعيداً كل البعد عن مواد هذا البلد وطينته الذي لايرضى أهله بالتبذل والتفسخ ، وما يزال ولله الحمد هناك بقية من حياء وشعور عند معظم الناس من أن يجعلوا محارمهم سلعة محلية بدلاً عن المستورد ، أما أنت وأمثالك ممن رضع من ألبان فكر المستورد وتربى في زبالة بيئته فلا يُستغرب من مثلك أن يكتب عندنا مثل هذا الكلام .
- عنوان آخر : مشاريع لمكاتب سفر سياحية نسائية في السعودية
- عنوان لمقال : المرأة السعودية قادرة على ادارة المصانع ومكانها ليس التعليم والصحة فقط
- عنوان : مطلوب محمضات أفلام لا طبيبات
- عنوان آخر عجيب ومضحك لكن مقصود صاحبه واضح من عنوانه : مشروع لتوظيف النساء في الحراسات الأمنية
وماذا تتوقع حصوله من امرأة تعمل على البوابات لحارسة أمنية وطبيعة عملها يتطلب أن تكون خاضعة لنظام الورديات والبقاء طوال الليل على هذه البوابات .
- وهذا مقال آخر واضح من عنوانه أنها دعوة صريحة للزنا ، عنوان المقال " 100 دولار لعملية إعادة غشاوة البكارة " . يذكر صاحب المقال أخزاه الله أن هذه العملية تجرى في القاهرة وأنها بلغت الى الآن قرابة 400 ألف عملية لفتيات مصريات وعربيات وكلها ناجحة . تقول الممرضة ممن يشرفن على إجراء هذه العمليات في نفس المقال الذي شرح فيه بالتفصيل كيفية إجراء العملية ، تقول : هذا ليس غشاً بل على العكس أنا أساعد هؤلاء الفتيات على الزواج وعلى العيش عيشة مستقرة وتجاوز أخطاء الشباب الطائش ، وتؤكد الممرضة أن أياً من اللواتي زرنها لم تواجه أي مشكلة ليلة زفافها .
أيها الأحبة : لماذا ينشر مثل هذه المقالات في أوساطنا ، ولماذا يُطلع فتياتنا وشبابنا على مثل هذه الأشياء وبالسعر الرخيص فقط 100 دولار ؟ سؤال جوابه واضح من عنوانه كما يقال : إنها دعوة صريحة لممارسة الفاحشة دون أيّ تخوف ، وكسر لحاجز خوف المستقبل عند الفتيات اللاتي يمارسن الفاحشة ، ودعوة لغيرهن ممن ترددن كثيراً أنه لامشكلة بعد اليوم فهناك عمليات ويعود كل شيئ كما كان . لاأظن أن أحداً يشك في نوايا أصحاب هذه المقالات وهو أنهم مجرمون في حق أنفسهم وديوثون في نظر المجتمع المحافظ ، وأنهم أناس لايعيشون الا لفروجهم وشهواتهم القذرة.
- عنوان آخر وأخير وبدون تعليق : القرار يعطي المرأة السعودية فرصة لإثبات وجودها في الأعمال الفندقية .
أيها المسلمون : ما قُرأ عليكم ما هو الا قطرة من بحر متلاطم مما تدفع به المرأة دفعاً لدخول هذه المجالات ، بل ويدفع المجتمع بأكمله ليقبل مثل هذه الأطروحات ، وكثير من كبار السن عندنا ممن كانت لهم قناعات معينة وكانوا محافظين ، بدأت قناعاتهم تتغير بسبب هذا الطرق المتكرر ليل نهار ومن كل جهة ، حتى وجد نفسه في بعض الأحيان كأنه هو الشاذ فيرضخ ومع كل أسف في النهاية لضغط الواقع وإلحاح الأهل والأولاد بحجة أن كل الناس الآن هكذا .
هل أدركتم أيها الأحبة مما قُرأ عليكم من عناوين فقط ، الجوانب المتشعبة التي يراد إقحام المرأة في مجتمعنا من خلاله فليست القضية أن تعمل المرأة أو لاتعمل ، وليست المسألة كشف الوجه من عدمه ، إنها حرب ضروس ونار مؤججة ونحن وقودها ، فان لم نكن بالمستوى الذي يجعلنا ندرك خطورة الأمر ، ونفقه حيل هؤلاء العلمانيين الذين يسعون للإفساد ولا يصلحون ، فإن النتيجة الحتمية هو أن نخسر نساءنا وبناتنا ، بل وقد يجر الأمر الى الفضيحة في الدنيا ، ولا شك بالإثم والوزر يوم القيامة ، أسأل الله جل وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يرحمنا برحمته ، وأن يحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمته أن نغتال من تحتنا . نفعني الله وإياكم بهي كتابه واتباع … أقول هذا القول وأستغفر …


الحمد لله على إحسانه …أما بعد : أيها المسلمون :

لقد طفى على سطح الماء فقاقيع المتغربين ، واعتلت المنابر الاعلامية وجوهٌ مشبوهة ، وألسنة مسعورة ، سبق اختيارها بدقة وعناية ، ثم دفع بها الى حلبة الاعلام ، وأعطيت قلماً حبره السم ، لتؤدي دورها المرسوم سلفاً خدمةً للعديد من تيارات التدخل الدولي أو التبعية المحلية ، وسعى سعياً حثيثاً دائباً لتقليص مساحة هيمنة الاسلام على الحياة وتخطيطه لها ، وتفريغه من مضمونه الرباني الشامل .

هكذا ينبغي علينا أيها الأحبة أن نفهم القضية ، إنها حرب على الاسلام لكن هذه المرّة من خلال بوابة المرأة ، وأعداء الدين قد تقاسموا الأدوار فيما بينهم فقسم متخصص في المرأة من خلال ما سمعتم من المقروء أو ما يشاهد من خلال الشاشة ، وقسم متخصص في تلهية الشباب إما بالرياضة واللعب واللهو وهذا أخفها ، وإما إشغاله بالمخدرات وإيقاعه في المسكرات والبلايا ، وقسم متخصص في التجّار وذلك بفتح أبواب الربا على معاملاتهم من كل باب فلا بد من دخوله شاء أم أبى أو يخرج من السوق ، وقسم متخصص في الأطفال بإشغاله منذ الطفولة وتربيته على كل ما هو مستورد ، وغير ذلك ، الخلاصة أنها كلها تصب في هدف واحد مشترك وهو توجيه ضربات لهذا الدين ولأهله حتى تصيبه الضربة القاضية فتقضي عليه وهذا لن يكون بإذن الله ، فمنّا من يسقط من أول ضربة ، ومنّا من يقاوم سنوات ثم يرضخ في النهاية ، ومنّا وهذا ما يرجى في أمثالكم أنه مدرك لخطورة الموقف ، عالم بعدوه ، يدري بأن كل ما يطرح من عصرنة هذا الواقع ما هو الا محاولات تلو محاولات لتغريب المجتمع ، فهو ممسك على دينه قابض عليه كالقابض على الجمر ، منتبه لأهل بيته وأولاده لايسمح لأي شيئ أن يدخل بيته مخالف لتعاليم الدين ، مُربٍ لأولاده على معاني الرجولة ورفض كل هذه التيارات .

من هنا أيها الأحبة كان لزاماً أن تواجه هذه الحملات الخبيثة ، وأن تفضح هذه المؤامرات ، ويفضح أصحابها ، وتكشف أبعاد قضية المرأة وخلفيات الموضوع ، وأن المقصود الأول هو الاسلام ، ويجب أن توضع أمثال هذه المقالات تحت منظار الفحص وتعرية جذور وفروع هذا النبت الخبيث .
وأخيراً اعلموا أيها الآباء ويا أولياء الأمور أنكم مسؤولون أمام الله تعالى عن أولادكم وبناتكم وأهل بيتكم ، وستقف أمام الله تعالى يوم القيامة وستُسأل عن كل جريدة أو مجلة أدخلتها في بيتك ، يبث وينشر فيها مثل هذه الأفكار الموبوئة ، ذات الروائح الكريهة فانتبه ياعبدالله ، فليس كل ما يباع يشترى ، وليست كل مجلة أو جريدة تصلح أن تكون في متناول من لايميز الطيب من الخبيث ، وهناك ولله الحمد بدائل من مجلات نافعة سواء المتخصصة في قضايا المرأة ، أو التي تهم كل أفراد الأسرة ، يمكن شرائها واقتناؤها .
ان ملف المرأة لم يغلق بعد أسأل الله تعالى العون والتيسير ..
اللهم رحمة اهد بها قلوبنا ، واجمع بها شملنا ، ولم بها شعثنا ، ورد بها الفتن عنّا …


العنوان المرأة - 2 -

إن الحمد لله ، نحمده ونستغفره ونستعينه …


أما بعد :
وتتمةً لموضوع المرأة ، وهي الورقة الثانية من الملف الذي فتح في الأسبوع الماضي . وبالمناسبة فإن أوراق ملف المرأة غير مرتبة ، بمعنى أنه لايلزم أن تكون المواضيع متسلسلة بحيث يرتبط لاحقها بسابقها ، ولا يعني أيضاً أن ما قُدّم أنه أهمّ مما سيأتي بعده ، لكنها تأتي هكذا بحسب ما يجول في الخاطر اتفاقاً ، لكنها في النهاية تصب في موضوع أساسي واحد وهو ما نحن بصدده موضوع المرأة .
إن المرأة تواجه تحديات كثيرة في هذا الواقع المرّ ، وتواجه صراعات متعددة الأطراف ، فأنت لاتدري هل تحميها من ذئاب الإعلام ، أم تحافظ عليها من فساد الشارع والسوق ، أم تحذرها من أدعياء التقدم ورافعي راية التغريب ، أم ماذا تقول لها في هذا الوقت العصيب .
ثم إنه ليس بغريب أن يسعى دعاة التغريب جاهدين بكل ما يستطيعون ، محاولين تغريب المرأة ، وإخراجها من بيتها المكنون ، وليس أيضاً بغريب أن تُطرح أطروحات عفنة مما سمعتم من نماذج في الجمعة الماضية ، ممن في قلوبهم مرض أو ممن يكره الدين أو من مرتد أو زنديق .
لكن الأسف كل الأسف أيها الأحبة أن يدخل هذا المضمار بحسن نية أناس محسوبون على أهل الاسلام ، ويمثلون توجهاً إسلامياً معروفاً ، بل وممن يعتبرهم عوام الناس من مشايخ هذا العصر ، ويستفتونهم في كافة شئون حياتهم . أقول إنه من المؤسف أن نحذر من ضمن من نحذر منهم وما نحذر في موضوع المرأة ، من يمثلون الإسلام ، لكنها مصيبة ولا ينبغي السكوت . وحتى أكون واضحاً ولئلا يذهب عقل السامع هنا وهناك فإن المعنيّ هو مفتي قطر . والذي يجب وجوباً التحذير من فتاواه ، وكشف عوار شطحاته وشذوذاته ، وإن أصاب في بعض الفتاوى لأن منطلقاته في الفتوى فيها نظر وطريقته في الاستدلال غير سليمة ، ولهذا فإن العامة مرتاحة ومعجبة بفتاواه ولا أدري هل هذا الإرتياح وهذا الإعجاب ، هو مجرد ارتياح أم لأن فتاواه توافق أهواء ورغبات العامة من تجويز بعض الأشياء المنهي عنها ، والتساهل في كثير من الأمور ، وتمييع الدين ومحاولة تقريبه من حياة الغرب ، كل ذلك بحجة – أقصد مفتي قطر – فقه التيسير ، والفقه المرن ، وفقه معرفة ومراعاة أحوال الناس .
لقد فتح باباً من الشر عظيم عندما أفتى بجواز كشف المرأة لوجهها ، وكثيرين ممن يتساهلن في هذا الأمر يحتجون بقوله وأنه عالم ، وفتح باباً من الشر أيضاً عظيم عندما أفتى بجواز سماع الغناء والموسيقى ، وقد خالف بقوله هذا أعداداً من العلماء المعتبرين في السابق واللاحق . وليس القصد هنا تعداد المسائل الذي خالف فيها المحققين من أهل العلم ، لكن لأن موضوعنا الحديث عن المرأة فإن المفتي قد فتح باباً آخر من الشر أعظم من أختها ، في الأيام التي مضت فيما نحن بصدد الحديث عنه وضمن كلامنا حول قضايا المرأة ألا وهو إباحتهُ لعمل المرأة في التمثيل ، بل والدعوة إلى ذلك ، فاسمع رعاك الله بعضاً من كلامه اذا كنت ممن يتابع برامجه عبر الشاشة أو كنت ممن يرتاح لفتاويه ، يقول القرضاوي :
إن الفقهاء لا يمكن أن يقفوا عاجزين أمام التحدي الإعلامي ويدفنوا رؤوسهم في الرمال وعليهم أن يواجهوا مشكلات العصر بفقه جديد وفهم جديد للتكيف مع تطورات العصر في ضوء ضوابط الشرع …
وقال : إن الاسلام يريد إعلاماً حياً شاملاً من دراما ومسلسلات وأفلام ومسرحيات وبرامج علمية ومهنية وترويحية مختلفة كبدائل كاملة للإعلام الغربي اللاديني الموجه ضد المسلمين ليفسد عليهم دينهم ، وسندهم في ذلك الفقهاء والفقه المعاصر المعتدل المرن …
فهل سمعت أذناك كلاماً أغرب من هذا وممن ؟ من أحد من يعتلي أعلى وأخطر منبر وهو منبر الفتوى . إنه من الطبيعي أن يفكر المسلمون في إعلام يكون بديلاً عن الإعلام الغربي وهذا الكلام في الجملة لاغبار عليه لكن الغبار والمأخذ على البديل الذي يقترحه الشيخ حيث يقول :
إن اشتراك المرأة في التمثيل أمر ضروري لابد منه ، لأننا لانستطيع أن نخرج المرأة من الحياة – تأمل أيها المحب في طريقة الاستدلال " لأننا لانستطيع أن نخرج المرأة من الحياة " – ثم يقول : وأي عمل درامي هادف لاتوجد فيه المرأة فهو عمل غير منطقي ودليلنا على ذلك – إسمع الدليل – أن القصص القرآني منذ آدم عليه السلام حتى الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام لم يهمل وجود المرأة فيه حيث آدم وحواء ، ونوح وامرأته ، وكذلك لوط وزوجته ، ثم الخليل إبراهيم وزوجتيه ، ثم قصة ابني آدم وموسى منذ ولادته ووجود أمه وأخته وامرأة فرعون وابنتي شعيب وحوارهما مع نبي الله موسى ويوسف وامرأة العزيز وسورة كاملة تحكي تفاصيل قصة احتلّت فيها المرأة دوراً رئيساً ، ثم سيدنا عيسى وجدته وقصة والدته مفصلة وحتى قصة زيد بن حارثة وزينب بنت جحش حيث ذكر القرآن هذه القصص كلها وفيها المرأة بدورها الحيوي فكيف بنا نغلق الباب أمامها ونخرجها من الحياة ؟
عجيب هذا الاستدلال أيها الأحبة ، وهل لذكر المرأة في القرآن مجرد ذكر دليل على جواز التمثيل وأن تشارك في مشهد درامي أو تظهر على المسارح كما زعم ، إن المرأة ذكرت في القرآن في بعض المواطن في معرض الذم وأحياناً في معرض الكفر والشرك فكيف يقال بأن مجرد الذكر دليل على جواز التمثيل .
يواصل الدكتور قوله فيقول : إن اشتراك المرأة في التمثيل إشكالية تحتاج للاجتهاد والتغلب عليها لإيجاد حل لها ، وهذا الحل ليس بفقه المنع الذي لايحل مشكلة رغم سهولته ، وترديد الفتوى بأن ذلك حرام حرام ، فتبقى العقد كما هي والنتيجة أن ينطلق الناس بدوننا ، وليس من الحكمة أن نغلق الأبواب فيدعنا الناس ونقف وحدنا فلا بد من أن نتبنى فقه التيسير ونُعمل عقولنا في فقه جديد نجتهد لعصرنا كما اجتهد فقهاؤنا القدامى لعصرهم ، ولو كان الأئمة المجتهدون يعيشون في عصرنا اليوم لتعاملوا مع هذه القضايا بصورة مختلفة وفق هذه القواعد الفقهية بأن عموم البلوى من المخففات ، وأنه اذا ضاق الأمر اتسع ، والمضايقات تجلب التيسير دون افتئات على محكمات النصوص … إلى أن قال : لأنه من غير المقبول إنشاء قصة خالية من المرأة فهذا ضد الواقع .
تأمل كيف يصور الشيخ القضية بأن التمثيل مما عمت به البلوى وأنه أصبح ضرورة ، وأي ضرورة في تمثيل المرأة ؟ إن أقل طالب علم لا يمكن أن يعتبر تمثيل المرأة من باب التحسينيات فضلاً عن الشيخ الذي يعرف ما معنى كلمة ضرورة عند الفقهاء وهو أنه يقوم عليها مصالح الدين والدنيا ، بحيث اذا فُقدت لم تَجرِ مصالح الدنيا على استقامة ، إن الضرورة اذا فُقدت فلا يستقيم النظام بالإخلال بها ، وإذا انخرمت ، حال الأمر الى فساد ، فأين كل هذا من تمثيل المرأة .
اليوم خرجت الفتوى بجواز تمثيل المرأة بحجة أنها ضرورة لمواجهة مشكلات العصر والتكيف مع تطورات العصر فليس بغريب أن تكون الفتوى في الغد عن جواز الرقص للمرأة من أجل مواجهة مشكلات العصر ، ولا بأس بأن تشارك المرأة في الفرق الموسيقية تكيفاً مع تطورات العصر ، وفي النهاية لو جمّعنا هذه الفتاوى لأصبح لدينا ممثلات وراقصات وعارضات أزياء ومغنيات على الطريقة الاسلامية ، فيا للعجب !!! .
ثم هذه الجرأة على فقهاء المسلمين القدامى بأنهم لو عاشوا عصرنا لتعاملوا مع هذه القضايا بصورة مختلفة . وبناءً على كلام الشيخ فإن فقهاء الأمة الأئمة الأربعة أبوحنيفة والشافعي ومالك وأحمد يُصنفون ضمن أصحاب الفقه اليابس والقاسي ، وتكون فتاواهم على وجوب حفظ المرأة وسترها واحتشامها وحرمة تبرجها واختلاطها بالرجال ، فإن هذا في نظر الشيخ أنه من فقه التعسير وليس من باب فقه التيسير الذي ينادي به .
تخيلوا أيها الأحبة أن بنتي أو بنتك حسب هذه الفتوى وأختي أو أختك تخرج من بيتها لتذهب إلى معهد يعلّم التمثيل ثم تتخرج لتكون ممثلة إسلامية بشروط . كم من الفتاوى أفسدت وجرّت على المسلمين أنواعاً من البلاء . وبدلاً من أن يكون الشيخ في قمة المدافعين عن حمى هذه الشريعة وأحكامها نراه ينـزلق في فتاوى حججها التكيّف ومقتضيات العصر وفقه التيسير ، والفقه المرن ، فيطرح طرحاً مشابهاً لأصحاب من يسمون بالاسلام المستنير الذين انطلقوا تحت ضغط الواقع من منطلقات عقلانية تستدبر النص الشرعي والضابط الفقهي .
أيها المسلمون : قال الله تعالى ( وقل للمؤمنات يَغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) فهل يعقل أن يأمر الاسلام بغض البصر عن الرؤية المحرمة ويجيز في الوقت نفسه أن تخرج المرأة في دور تمثيلي في المسرح أو أمام المشاهدين ؟ وقال الله تعالى ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيما) فهل يصح في العقل والنظر أن يأمر الله المرأة بأن تدني عليها من جلبابها لئلا تعرف ثم يجيز في الوقت نفسه أن تظهر على شاشة التلفاز والقنوات ممثلة أو مذيعة ؟ . وفي صحيح مسلم عن جرير رضي الله عنه قال : ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة فأمرني أن أصرف بصري ) . فإذا كانت فتوى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نظرة الفجأة وهو مما تعم به البلوى في بعض الأحيان ، فهل يعقل أن تجيز الشريعته المتكاملة البريئة من النقص والتناقض أن تخرج المرأة عارضة نفسها في التمثيل أمام كل من يراها؟ وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( العينان زناهما النظر … الحديث ) فأي شيئ يكون زنى العينين سوى تسريح النظر في محاسن النساء الأجنبيات والتمتع بالنظر إليهن ، والذي يحدث بتمثيل المرأة أن تظهر بوجهها وجسمها في الشاشة أو على المسرح والأعين تنظر إليها . وفي جامع الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه : ( يا علي لاتتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة ) . وهذا الحديث وحده كاف في حسم هذه القضية فهو نص في محل النـزاع لأنه يستنبط منه أنه لايجوز إتباع النظرة الأولى التي هي نظرة الفجأة نظرة ثانية مقصودة متعمدة ، وهذا ما سوف يحدث حتماً بظهور المرأة ممثلة .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
اللهم إن أردت فتنة بعبادك فاقبضنا إليك غير مفتونين
أقول هذا القول ، فإن كان صواباً فمن الله ، وإن كا خطأً فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان ، وأستغفر الله لي ولكم وسائر …


رد مع اقتباس
قديم 04-30-2010, 04:06 PM   رقم المشاركة : 5
الكاتب

أفاق الفكر

مراقب

مراقب

أفاق الفكر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








أفاق الفكر غير متواجد حالياً


رد: القضاء يرفض نزع الحجاب عن زوجتي جول وأردوجان


العنوان :المرأة – 3 –
ان الحمد لله …نستعينه ونستهديه


أما بعد : عباد الله :
فهذه هي الورقة الثالثة من أوراق ملف المرأة .
إن العاقل لاينكر ما يرى ويسمع في الواقع من جهود مبذولة في إفساد المرأة وقد مرّ عليكم طرفاً كم ذلك في خطبتين سابقتين .
إن هذا الكيان التي هي المرأة إذا انخرم منه جزءٌ ولو يسير فإن ذلك منذر بانهيار المجتمع كله وليست المرأة وحدها .
هناك قضية ترد بين آونة وأخرى ، ويُسمع ويُقرأ من يتحدث عنها ، مرة بالتلميح ومرات بالتصريح يصب في نهر الكيد لهذا الدين بشكل عام وإفساد المرأة بشكل خاص ، هذه القضية هي محور خطبتنا هذه المرّة ضمن أوراق ملف المرأة وهي – قيادة المرأة للسيارة - .
إن المفسدين وأصحاب الشهوات الدنيئة لايقفون عند حد ، وبعد كل فترة يطرحون لنا أمراً جديداً على مجتمعنا فيما يتعلق بالمرأة . ولا أظن أنكم لم تسمعوا من يتكلم في بعض المجالس ممن يعتنق هذا الرأي المنحرف أو لم تقرأوا ولو مقالاً ممن يكتب أو ممن يكتبن ، من أصحاب الأقلام الموبوءة حول هذا الموضوع ، ويطرحون بعض الشبه والتي سنذكرها بعد قليل ونبين ضعفها وخورها ، مما قد ينطلي على بعض البسطاء ، والذي لا يظن في أمثالكم .
هناك من يقول : بأن قيادة المرأة للسيارة أفضل وأحسن لها ولعرضها من ركوبها مع السائق لوحدها ، وهناك من يقول بأن المرأة كانت تركب الدابة في الزمن الأول بل وكانت تقوده لوحدها فما الذي يمنع من ركوبها للسيارة لوحدها وأن تقوده كما كانت النساء الأوائل يقدن الدابة .
ويضاف إلى هذه الشبه والتي ستسمع جوابها بعد قليل ، أن هناك من حملة بعض العلم في غير هذه البلاد يرون جواز هذا الأمر ويرخصون فيه ، لذا تجد عندنا من يتعلق بمثل هذه الفتاوى الرخيصة ويقول بأنهم علماء ورأيهم معتبر ولماذا تلزمونني بأن آخذ بقول عالمكم ، وهو يعلم في قرارة نفسه بأنه لم يقبل قول ذاك إلا لهوىً في نفسه ، وطمعاً في تحقيق بعض رغباته الشهوانية الافسادية . وكما قلنا مراراً أيها الأحبة بأن القضية الكبرى ليست المرأة ، لكن القضية هو الاسلام ، إنه حرب على هذا الدين وأهله ، ومحاولات تلو محاولات لإفساد البيت المسلم ، وفي كل مرة يأتون من طريق ، وهذه المرة حجتهم ضرورة ، قيادة المرأة للسيارة لحل بعض الأزمات – زعموا - .
أيها المسلمون : عباد الله : وقبل عرض شبهات القوم إليكم بعض المفاسد المترتبة على قيادة المرأة للسيارة عندنا ، والتي حصلت عند غيرنا من الجيران ممن سبقونا بالدخول في هذا المضمار .
من هذه المفاسد : نزع الحجاب ، لأن قيادة المرأة للسيارة سيكون بها كشف الوجه الذي هو محل الفتنة ومحط أنظار الرجال ، ربما يقول قائل : إنه يمكن أن تقود المرأة للسيارة بدون نزع الحجاب وذلك بأن تتلثم المرأة ولا يظهر الا عينيها ، وحتى العينين يمكن أن تلبس عليهما نظارتين سوداوين . الجواب : هذا خلاف الواقع من عاشقات قيادة السيارة ، واسأل من شاهد بنات مجتمعنا إذا سافروا خارج هذه البلاد وقدن السيارات هناك ، وعلى فرض أنه يمكن تطبيقه في ابتداء الأمر فان هذا لن يدوم طويلاً ، بل سيتحول الأمر في المدى القريب الى ما كانت عليه النساء في البلاد الأخرى كما هي سنة التطور المتدهور في أمور بدأت هينة مقبولة بعض الشيئ ثم تدهورت منحدرة الى محاذير مرفوضة .
ومن المفاسد : نزع الحياء من المرأة ، والحياء من الايمان كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والحياء هو الخلق الكريم الذي تقتضيه طبيعة المرأة وتحتمي به من التعرض للفتنة ، فاذا نزع الحياء من المرأة فلا تسأل عنها .
ومن المفاسد أيضاً : أنها سبب لكثرة خروج المرأة من البيت ، والبيت خير لها كما قال ذلك أعلم الخلق بصالح الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، لأن عاشقي القيادة يرون فيها متعة ، ولذا تجدهم يتجولون بسياراتهم هنا وهناك بدون حاجة لما يحصل لهم من المتعة بالقيادة .
ومن المفاسد : أنها سبب لتمرد المرأة على أهلها وزوجها فلأدنى سبب يثيرها في البيت تخرج منه وتذهب في سيارتها الى حيث ترى أنها تروح عن نفسها فيه كما يحصل ذلك من بعض الشباب وهم أقوى تحملاً من المرأة .
ومن المفاسد : أنها سبب للفتنة في مواقف عديدة : في الوقوف عند اشارات الطريق ، وفي الوقوف عند محطات البنـزين ، وفي الوقوف عند نقط التفتيش ، وفي الوقوف عند رجال المرور عند التحقيق في مخالفة أو حادث ، وفي الوقوف عند خلل يقع في السيارة في أثناء الطريق فتحتاج المرأة الى إسعافها ، فماذا تكون حالها حينئذٍ ؟ ربما تصادف رجلاً سافلاً يساومها على عرضها في تخليصها من محنتها لاسيما اذا عظمت حاجتها حتى بلغت حد الضرورة .
ومن المفاسد : كثرة الزحام في الشوارع ، فنحن نعاني من الزحام والمرأة لم تمكّن بعد فكيف لو زاد عدد السيارات الى الضعف أو أكثر من ذلك .
ومن المفاسد : كثرة النفقة ، فان كثيراً من الأسر تعاني اليوم من ارتفاع في مستوى المعيشة مع بقاء الراتب على ما هو عليه ، وآلاف من الأسر يعانون من الديون والأقساط الشهرية ، فكيف الحال لو زاد الأمر على ذلك بشراء سيارات لنساء وبنات البيت الواحد .
ومن المفاسد : كثرة الحوادث لأن المرأة بمقتضى طبيعتها أقل من الرجل حزماً وأقصر نظراً وأعجز قدرة في التصرف عند مداهمة الخطر .
ومن المفاسد : فتح أبواب أخرى من الفساد تصب في خانة إخراج المرأة من بيتها ومخالطة الرجال ، اذ يستلزم ذلك الانتقال للمرحلة التالية وهي قولهم فاذا قادت المرأة قالوا : ألا يكون هناك شرطيات أيضاً ونساء مرور ونحوها من الدوائر ذات العلاقة ليُفتح بذلك أبواباً مغلقة لم تكن تخطر لأحد على بال ، وإذا صارت المرأة شرطية فلا بد أن تعرف بذلك وهذا سيدعو قطعاً الى كشف وجهها إذ كيف يعرف الناس أنها شرطية إلا بما يدل على ذلك من لباس وبطاقة ونحوها ، ولنا في جيراننا عبرة لمن أراد أن يتعظ .
ومن المفاسد : أن يتوسع بعد ذلك في القطاع الخاص ، فتنشأ ورش السيارات الخاصة بالنساء ويتطلب ذلك تدريب كوادر وطنية للقيام بمهنة الميكانيكا والسمكرة والكهرباء ، كما يتطلب ذلك فتح محلات لتأجير السيارات للنساء ومحلات لقطع الغيار ، فيتسع الخرق على الراقع ويصعب التحكم فيه وضبطه ، كما أن كل مجال يفتح يحتاج الى عاملات ، وبهذا يتحقق هدف أهل الشر في اخراج المرأة من بيتها وتدمير الأسرة المسلمة وإهمال البيت والأطفال وفتحهم على أبواب الضياع كما هو حاصل في الغرب .

ومن المفاسد : تهيئة الجو للفساد الأخلاقي الذي عمّ وطمّ وبدأ يتطاير شرره فتزداد معاكاست النساء بصورة لم يسبق لها مثيل وتتيسر سبلها أكثر ، وإذا كانت المعاكسات تحصل للمرأة مع وجود والدتها معها بل ومع زوجها أحياناً فما بالك إذا انفردت لوحدها ، هذا إذا كانت المرأة صالحة ، أما المرأة الفاسدة فيتيسر لها ما كان صعب المنال بلا رقيب ولا حسيب وما أكثرهن للأسف الشديد .
ومن المفاسد : تعريض المرأة للمخاطر العظيمة من المساومة على العرض ممن قلّ دينه إذا تعطلت في الأماكن النائية ، والمرأة ضعيفة الشخصية كما نعلم .
ومن المفاسد : أنها سبب لسفر المرأة بدون محرم ، وحينئذ تقع الطامة الكبرى حيث المخاطر الكبيرة ، وإذا كنّ اليوم يسافرن في الطائرات والقاطرات والحافلات بدون محرم فماذا يمنعها من السفر بالسيارة ؟! ، والسفر مُحرّم بدون محرم ولو لليلة ولو لعمل ووظيفة فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال :َ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لاَ يَحِلُّ لِإمْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ تُسَافِرُ مَسيِرَةَ لَيْلَةٍ إلا وَمَعَهَا رَجُلٌ ذُو حُرْمَةٍ مِنْهَا ) رواه مسلم .
ومن المفاسد : أن من رأى جرأة النساء في الركوب مع سيارات الليموزين الآن لوحدهن مع علمهنّ بحوادث الإغتصاب ، علم أنهنّ لو قدن السيارات لفعلن الأفاعيل ثم الفتنة ليست خوفاً على المرأة فقط بل يخشى على الرجال من الوقوع في المحرم بكثرة النساء في الشوارع والطرقات .
وأخيراً تخيل معي ياأخي الحبيب هذا المنظر : تأتي الأمّ إلى مدرسة ثانوية لتأخذ ولدها الذي لم يصل إلى سن القيادة حيث الرجال يحيطون بها من كل جانب ، أو تمر على زوجها في العمل لتأخذه معها الى البيت .
فهل بعد ذكر هذه المفاسد وهي على سبيل المثال لا الحصر يشك مسلم في حرمة قيادة المرأة للسيارة .
وختاماً ينبغي أن تعلم يا عبدالله بأن هذا الحكم وهو الحرمة هو الذي يفتي به علماء هذه البلاد وعلى رأسهم سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز ، مفتي عام المملكة .
أيها المسلمون : إن خروج المرأة وقيادتها للسيارة عندنا ليس في صالح أحد ، الا أصحاب الشهوات والأغراض الدنيئة ، والمرأة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان ) رواه مسلم

في الصحيح ، لكن : كما قال الشاعر :
أين العقول أما لديكم حكمةٌ أين القلوب أما تحسّ وتشعر
ان عدّت الفتن العظام فإنما فتن النساء أشدهنّ وأخطر
اني لأسأل كيف تبقى أسرةٌ ووراءها سيف الدسائس يُشهر
اني لأسأل كيف تبقى أسرة وقلوبهم بلظى المفاتن تُصهر
يغشون دعوى السافرات تهدماً بنت المكارم في البيوت وتكسر
نخشى على الأخلاق كسراً بالغاً إنّ المبادئ كسرها لايجبر
ماذا نقول لكعبةِ الله التي بالثوب الطويل زمانها تتستر
نخشى على أوطاننا من فتنةٍ فتن البلاء أمامها تستصغر
النار تأكل كل شيئ حولها والقدر من فوق الأثافي يطفر
فبلادنا بين البلاد تميزت بالدين يمنحها الثبات ويعمر
قد تهدِم السدّ المشيّد فأرةٌ ولقد يحطّم أمةٌ متهور


أقول هذا القول فإن كان صواباً فمن الله وإن كان فيه خطأ فمن نفسي ومن الشيطان وأستغفر الله منه نفعني الله وإياكم بهدي كتابه …

الحمد لله رب العالمين …
أما بعد :


هناك بعض الشبه يطرحها أولئك الذين يسعون لتمكين المرأة أن تقود السيارة ، وقد طرحوا هذه الشبهات من خلال بعض الكتابات في الآونة الأخيرة حول هذا الموضوع .
فمن شبههم أن الأصل في قيادة المرأة للسيارة الإباحة وقد كان نساء الصحابة يركبن الدواب بلا نكير فأي فرق بين الحالين ؟
الجواب : أن كل وسيلة تفضي الى محرم فانه يحرّم سداً للذريعة ، وأيضاً ما كانت مفاسده غالبة على مصالحه فانه أيضاً يحرّم من هذا الباب ، ومن تأمل في المفاسد التي ذكرناها في الخطبة الأولى يدرك سبب تحريم العلماء قيادة المرأة للسيارة .
وأيضاً من الشبه التي تتطرح : أن قيادة المرأة للسيارة خير من ركوبها مع السائق الأجنبي بدون محرم .
الجواب : أن كلا الأمرين خطأ ، فركوبها مع السائق لوحدها خطأ ولا يجوز وقيادتها للسيارة لوحدها أيضاً خطأ ولا يجوز ، والخطأ لايعالج بالخطأ . واستمع جيداً لهذا المثال : لاشك عندنا جميعاً بأن المخدرات ضررها وخطورتها أشد بكثير من الخمر ، بل انها فتكها بالمجتمعات أشد من الخمور ، فاذا قال قائل : بما أن المخدرات قد انتشرت في أوساط بعض الشباب عندنا فالحل : هو أن نسمح بالخمور وأن يرخص لها . الجواب أن كلا الأمرين خطأ ، فاستعمال المخدرات محرّم ولا يجوز ، وشرب المسكرات والخمور وإن كان أقل ضرراً من المخدرات لكنه أيضاً محرّم ولا يجوز ، والخطأ لايعالج بالخطأ . وبمثل هذا يرد على من يقول بأن قيادتها لوحدها خير لها من ركوبها مع السائق الأجنبي بدون محرم .
ثم يقال أيضاً بأن قيادة المرأة للسيارة ضررها عام عليها وعلى سائر من تقابله من الرجال للفتنة بها ، أما السائق فضرره على أهل البيت الواحد ، والضرر العام مقدم على الضرر الخاص . كما مقرر في مقاصد هذه الشريعة .
ثم لو سلمنا بأن قيادة المرأة لوحدها خير من ركوبها مع السائق الأجنبي بدون محرم ، فمن الذي يضمن لنا أنه في اليوم الثاني من السماح للمرأة بالقيادة سوف يتم منع اقتناء أية أسرة لسائق أجنبي ، ولنا في جيراننا من دول الخليج عبرة ، فالأب يملك سيارة ، والأم تملك سيارة ، والابن يملك سيارة ، والبنت تملك سيارة ، وفي البيت أيضاً سائق أجنبي ويركبن معه وبدون محرم.
أيها المسلمون : ان الأصل في المرأة القرار في البيت وعدم الخروج ، قال الله تعالى ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ، انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) اذا كان هذا أيها الأحبة في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهنّ من هنّ في الطهر والعفاف ، فغيرهنّ أولى .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ….
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد ….
اللهم آمنا في أوطاننا …


العنوان : المرأة بين جاهليتن
فيا أيها الاخوة الكرام: أجد من الأهمية أن أتحدث عن موضوع يهم كل إنسان فينا، وكل شخص فينا تربطه علاقات حميمة مع موضوعنا، لأنه لا يمكن بحال من الأحوال أن ينفصل عنه كما أنه موضوع تساهل في النظرة إليه بجدية ثلة غير قليلة من الناس، واستغله فئة ماكرة فغدت تعيث فسادا .
إن موضوعنا يا عباد الله هو المرأة، نعم المرأة التي هي الأم والأخت ،البنت، والزوجة، فنحن محاطون بهذا المربع الصالح النافع، مما يجعلها مدار اهتمام المسلم .
أيها الاخوة الفضلاء : إن المرأة المسلمة هي أم المستقبل ومربية الليوث القادمة، والحصن المنيع ضد تيارات الفساد والتدمير، بل إنها نموذج الصبر والتضحية، إنها قبس في البيوت مضيء، وجوهرة تتلألأ .
ولكن لم يكن لأصحاب تيار الرذيلة والانحراف يد من نسف الحياة الطيبة التي تعيشها المرأة المسلمة في ظل دينها وإسلامها فأصبحت وسائل الإعلام بمختلف أنواعها توجه المرأة وغدت المنظمات الدولية والمؤسسات الحقوقية تتسابق في توجيه المسلمة وتعريفها بمسؤولياتها وواجباتهم وتتباكى على حال المرأة المسلمة ، بل زوجة الرئيس الأمريكي أصبحت تقوم بدور التوجيه للمرأة المسلمة من أجل ذلك كان لا بد من الحديث عن المرأة التي شرفها الإسلام وأكرمها .
أيها الاخوة المسلمون : وبضدها تتميز الأشياء، لنقف على نافذة التاريخ، لننظر كيف كانت المرأة تعيش، وأي منزلة ترتقي، وما هو دورها في الحياة، قبل أن تشرق عليها شمس رسالة محمد التي نزل بها الروح الأمين من عند رب العالمين .
فنجد الهنود في شرائعهم أنه : ليس الصبر المقدر، والريح والموت، والجحيم، والسم والأفاعي، والنار أسوأ من المرأة، ولم يكن للمرأة عندهم حق الاستقلال عن أبيها أو زوجها أو ولدها، فإذا مات هؤلاء جميعا وجب أن تنتمي إلى رجل من أقارب زوجها وهي قاصرة، طيلة حياتها، ولم يكن لها حق بعد وفاة زوجها، بل يجب أن تموت يوم موت زوجها، وأن تحرق معه وهي حية على موقد واحد .
أما في الصين : فللرجل حق بيع زوجته كالجارية، وإذا ترملت المرأة الصينية أصبح لأهل الزوج الحق فيها كثروة، وللصيني الحق في أن يدفن زوجته حية .
والمرأة عند الغرب مباح الزواج منها سواء أكانت أما أو أختا أو عمة أو خالة، إن بنتا للأخ، أو بنتا للأخت .
أما اليهود فكانوا يعتبرون المرأة لعنة، لأنها أغوت آدم، وعندما يصيبها الحيض لا يجالسونها ولا يؤاكلونها ولا تلمس وعاء حتى لا يتنجس.
أما حال المرأة عند الأمم النصرانية: فقد قرروا أن الزواج دنس يجب الابتعاد عنه، وأن العزب أكبر عند الله من المتزوج وكان الفرنسيون في عام 586م، يعقدون مؤتمرا يبحثون فيها هل تعد المرأة إنسانا أم غير إنسانا، وهل لها روح أم ليس لها روح، وإذا كانت لها روح هي روح حيوانية أم روح إنسانية وإذا كانت روحا إنسانية، فهل على مستوى روح الرجل أم أدنى منها، ويعد المداولات والمشاورات قرروا أنها إنسان، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب .
وتذكر بعض المصادر أنه قد شكل مجلس اجتماعي في بريطانيا خصيصا لتعذيب النساء ،و ذلك سنة خمسمائة، وألف من الميلاد، وكان من ضمن مواده: تعذيب النساء وهن أحياء بالنار.
وكان القانون الإنجليزي حتى عام 1805م يبيح للرجل أن يبيع زوجته وقد حدد ثمن الزوجة لستة بنسات .
هكذا كانت المرأة تعيش الذل والاضطهاد والاحتقار والبخس والتعذيب عند الأمم قبل الإسلام.
وتعالى معي لنرى كيف كان حالها في ظل الجاهلية العربية، ما هو موقعها، وأي قدر لها في النفوس .
لم تكن المرأة تأخذ شيئا من الإرث، كانوا يقولون لا يرثنا إلا من يحمل السيف، ويحمي البيضة، وكانوا إذا مات الرجل وله زوجته وأولاد من غيرها كان الولد الأكبر أحق بزوجة أبيه من غيره، فهو يعتبرها إرثا كبقية أموال أبيه .
ومن العادات القبيحة التي ذمها القرآن عادة وأد البنات قال تعالى: قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين ، فكانت بعض القبائل تئد البنات والأولاد خشية الفقر، وبضعهم يئدها خشية العار، أو ما عسى أن يصيبها من ذل أو سباء.
روي أن رجلا من أصحاب رسول الله كان لا يزال مغتما بين يدي رسول الله فقال له رسول الله : ((مالك تكون محزونا، فقال: يا رسول الله إني أذنبت ذنبا في الجاهلية، فأخاف ألا يغفر الله وإن أسلمت، فقال له: أخبرني عن ذنبك، فقال : إني كنت من الذين يقتلون بناتهم فولدت بنت، فتشفعت لي امرأتي أن أتركها، فتركتها حتى كبرت، وأدركت، وصارت من أجمل النساء، فخطبوها، فدخلتني الحمية ولم يحتمل قلبي أن أزوجها، أو أتركها في البيت بغير زوج، فقلت للمرأة، إني أريد أن أذهب إلى قبيلة كذا وكذا في زيارة أقربائي، فابعثيها معي، فسرت بذلك وزينتها بالثياب، والحلي، فأخذت علي المواثيق بأن لا أخونها، فذهبت إلى رأس البئر فنظرت في البئر، ففطنت الجارية أني أريد أن ألقيها فالتزمتني وجعلت تبكي وتقول: يا أبت ماذا تريد أن تفعل بي فرحمتها، ثم نظرت في البئر فدخلت علي الحمية، ثم التزمتني وجعلت تقول: يا أبت لا تضيع أمانة أمي، فجعلت مرة أنظر في البئر، ومرة أنظر إليها وأرحمها، حتى غلبني الشيطان، فأخذتها وألقيتها في البئر منكوسة وهي تنادي في البئر، يا أبت قتلتني، فمكثت هناك حتى انقطع صوتها، فرجعت، فبكى رسول الله وأصحابه: وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت .هذا هو حال المرأة في الجاهلية العربية، قبل الإسلام، منزوعة الرحمة من القلوب وعدت المرأة من سقط المتاع، قد ضلوا وما كانوا مهتدين .
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم . .

الحمد لله رب العالمين، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، صلوات
ربي وسلامه على المبعوث رحمة للعالمين، وآله وصحبه أجمعين .


وبعد:

أيها الاخوة الكرام: لا يزال الحديث موصولا عن واقع المرأة في ظل ثقافات وأفكار بعيدة عن الإسلام، واسمحوا لي أن أقفز عبر سنين التاريخ القديم والأوسط لأنقل لكم بعض مشاهد الحياة التي تعيشها المرأة، لقد جاءت الحضارة الغربية ورفعت شعارات براقة شعار تحرير المرأة، ومساواتها بالرجل، وعدم كبتها أو التحكم فيها، في ظل هذه الشعارات المزعومة خرجت المرأة من بيتها نعم، وتحررت من كل شيء لا يوافق هواها، فعاشت شقاء ولا يدانيه شقاء، واصطلت بنار هذه الحرية الشوهاء، المزعومة، لقد كتبت تقارير وإحصاءات، مذهلة عما تعانيه المرأة في الغرب فكان ما يلي:
لقد شاعت الفاحشة شيوعا لم يسبق له مثيل، فقد كان أول طوفان تحرير المرأة، لقد اكتسح الغرب التحرير، فلم يتعد مزاولة الفاحشة أجارنا الله وإياكم، مقصورة على دور البغاء، بل تجاوزت ذلك إلى الفنادق والمقاهي الراقصة والمنتزهات و على قارعة الطريق، ولم يعد من الغريب ولا الشاذ أن يقع الأب مع بناته، والأخ مع أخته، بل لقد أصبح ذلك في الغرب شائعا ومألوفا .
وأصبحت الخيانة الزوجية ظاهرة عامة، ففي أمريكا نسبة واحدة من كل أربع نساء أمريكيات تخون زوجها، فالمرأة تخون زوجها والرجل يخون زوجته مما أدى إلى الطلاق وتفكك الأسر وتبعثرها .
لقد غدت صورة الرجل في نظر المرأة أنه وحش مفترس يستأسد على من هو أضعف منه، إنه طفل، ويمكن أن يعتبر بطاقة للحصول على الرزق، كثير من النساء يبدين خوفهن، وقلقهن من الجانب العنيف في الرجال، وينظر الرجل إلى المرأة على أنها قطة متوحشة، يقول سلفستر ستالون :عندي كل الأسباب الوجيهة التي تجعلني أكره النساء .
أما الاغتصاب فإن معدله في الولايات المتحدة وحدها يزيد عن مثيلاتها في اليابان وإنجلترا وأسبانيا بعشرين ضعفا .
أما التفكير في الانتحار في ظل الرفاهية المزعومة، والحرية، وحقوق المرأة التي ينادون بها في الغرب، فإن أربعا وثلاثين بالمئة من النساء يفكرن في الانتحار، أما الأمراض التي ظهرت بسبب الفاحشة والشذوذ فقد انتشر الزهري، والسيلان وهما مرضان خيطران في قمة الأمراض الخطيرة في الغرب، وجاء دور الإيدز يقول جيمس باترسون مؤلف كتاب (يوم أن اعترفت أمريكا بالحقيقة): مئات الآلاف من الأمريكيين يكونون علاقات جنسية في كل ليلة من ليالي الأسبوع مع أشخاص يعتقدون أنهم مصابون بهذا المرض، ثم يقول : إن استقراء سريعا، لإحصائيات هذه الدراسة يشير إلى أن هناك ما نسبته، 2.2 مليون أمريكي على يقين بأنهم مصابون بمرض الإيدز، وسبعة ملايين يعتقدون أنهم في خطر كبير من الإصابة بهذا المرض، ومعظم هؤلاء المصابين بالإيدز أو الذين هم في خطر كبير بالإصابة به هم أشخاص أسوياء وغير شاذين، فكم تكون النسبة بين الشاذين ؟
أخي الكريم: تأمل معي فظاعة الأرقام التي سوف أنقلها إلى سمعك عن العنف بوسائل متعددة ضد المرأة في أكثر البلاد حضارة في أمريكا، ثلثا حوادث الاعتداء بالضرب ضد النساء تصدر من أقاربهن والباقي من غير الأقارب .
28ثمانية وعشرين من حالات الاعتداء الجسمي على النساء تصدر من الزوج والصديق، و35من أقارب كالأخ ولأب.
بلغ عدد حالات الاعتداء على النساء عام 94م أكثر من 572 ألف حالة وعلى الرجال 49ألف حالة، وفي عام 1965م كان ملجأ واحدا في أمريكا للنساء المعتدي عليهن، أما في عام 1995م فقد ارتفع عدد الملاجئ إلى 1500ملجأ .
هكذا أيها الاخوة الكرام تعيش المرأة في ظل الجاهليات وإنه لشيء حتمي بسبب البعد عن الله، وهكذا تعيش المرأة المتحضرة المتحررة التي يسعى المنافقون والعلمانيون وأصحاب الشهوات أن نساؤنا وبناتنا حياة ضنكا كما عاشت، وأن تصطلي بنار البعد عن الإسلام، وأن تغدو معذبة محطمة تفكر في الانتحار كل يوم وتعاني صنوف القسوة كل ذلك باسم الحرية، والمساواة والتقدم والانفتاح والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً .
إنها الحرية العرجاء والتي ينادون بها، ويدعون إليها، يريدون إخراج المرأة من عفافها، من شرفها، من دينها، من مملكتها الأسرية، وجنتها الزوجية، مدعيين أنها في سجن وأن جلبابها هو خيمة سوداء ترتديها وأنها جاهلة ومتخلفة، ولن تعرف العلم حتى تلحق بركاب المرأة الغربية وتحذو حذوها: كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً ، والحديث متصل بمشيئة الله عن تكريم الإسلام للمرأة في الخطبة القادمة .

لقددرس أعداء الإسلام أحوال المسلمين، وتعرفوا على أماكن القوة ومواطن الضعف في شخصية المسلمين، ثم اجتهدوا في توهين نواحي القوة وتحطيمها بكل ما أوتوا من مكر ودهاء وخبث؛ فعلموا أن المرأة من أعظم أسباب القوة في المجتمع الإسلامي، وعلموا أنها سلاح ذو حدين، وأنها قابلة لأن تكون أخطر أسلحة الفتنة والتدمير، ومن هنا كان لها النصيب الأكبر من حجم المؤامرات الكثيرة التي ترى بوادرها في مجتمعات المسلمين يوماً بعد آخر.
عباد الله!


رد مع اقتباس
قديم 04-30-2010, 04:21 PM   رقم المشاركة : 6
الكاتب

أفاق الفكر

مراقب

مراقب

أفاق الفكر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








أفاق الفكر غير متواجد حالياً


رد: القضاء يرفض نزع الحجاب عن زوجتي جول وأردوجان



وقد كان للمرأة المسلمة دور رائع في بناء الصرح الإسلامي.

وقد انتفعت الأمة بهذا الحد النافع من سلاح المرأة في قرونها الأخيرة، ثم لم تلبث الحال أن تدهورت شيئاً فشيئاً، وجرحت الأمة بالحد المهلك من سلاح المرأة.
عباد الله!
إن مشكلة النساء ليست بالمشكلة الهينة، وليست بالمشكلة الجديدة؛ لأن الفاسقة منهن شرك الشياطين وحبائل الشر، يصطاد بهن كل خفيف الدين مسلوب المروءة.
ولذلك قال النبي : ((إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان))[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل].
فاتقوا الله عباد الله! واحذروا هذه الفتنة التي حذر منها النبي واقضوا على أسباب الشر قبل أن تقضي عليكم، وسدوا أبواب الفساد قبل أن تنهار عليكم.
إن الإسلام قد كرم المرأة أما وزوجة وبنتاً، و أعطاها حقوقها كاملة، مما لم تظفر به امرأة فى غير الإسلام، وقد قيل: وبضدها تتميز الأشياء.
وإذا نظرنا إلى حال المرأة قبل الإسلام؛ علمنا تكريم الإسلام للمرأة؛ فالمرأة قبل الإسلام كانت محتقرة مهانة، حتى سموها رجساً من عمل الشيطان، وكانت عندهم كسقط المتاع، تباع وتشترى في الأسواق؛ مسلوبة الحقوق، محرومة من حق الميراث وحق التصرف في المال إلى غير ذلك من الذل والمهانة.
لما أشرق نور الاسلام، رفع عن المرأة ما أحيطت به من الآصار والأغلال، بل رفع مكانها وأعلى منزلتها فجعلها قسيمة الرجل، لها ما لها من الحقوق وعليها من الواجبات ما يلائم تكوينها وفطرتها وعلى الرجل بما اختص به من الرجولة والقوة والجلد وبسطة اليد أن يلي رياستها:
قال تعالى: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة [البقرة:228]. وتلك هي الرعاية والحياطة، لا يتجاوزها إلى قهر النفس وجحود الحق.
وقال : ((إنما النساء شقائق الرجال))[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل].
ولقد ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في جزاء الآخرة:
قال تعالى: من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون [النحل:97].
ولقد أتت أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله عنها النبي ، فقالت: إنى يا رسول الله رسول من ورائي من النساء، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء؛ فآمنا بك، واتبعناك، ونحن معشر النساء مقصورات مخدورات قواعد في البيوت، وإن الرجال فضلوا بالجمعات وشهود الجنائز والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد؛ حفظنا لهم أموالهم، وربينا أولادهم؛ أنشاركهم في الأجر يا رسول الله؟ فالتفت رسول الله بوجهه إلى أصحابه، وقال: ((هل رأيتم امرأة أعظم سؤالاً منها))، فقال رسول الله لها: ((انصرفي يا أسماء! وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته؛ يعدل كل ما ذكرت للرجال)) فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشاراً بما قاله النبي .
عباد الله!
هذا نموذج من تكريم الإسلام للمرأة، والنماذج كثيرة.
ولكن؛ لنتساءل عباد الله عن واقع المرأة المسلمة اليوم هل هي متمسكة بدين الإسلام أم أنها صريعة الجاهلية؟!
والحق يقال – وليس على سبيل التعميم: - إن بعض النساء قد رفضت تكريم الإسلام لها، وأصبحت صريعة لجاهلية هذا القرن؛ فاندفعت اندفاعاً محموماً وراء كل سراب، وعاشت واقعاً مريراً.
والمؤلم في هذا الواقع المرير أن المرأة قد رضيت أن تؤلف نقطة الضعف؛ فهى ملقية برضى منها إلى التيار، يقذف بها حيث اتجه وسار دون أن تفكر في المقاومة، وساعد في إمداد التيار الهشيم تخلي بعض الرجال عن مراقبتهم على النساء، وترك الحبل على الغارب لهن، والمقروء والمسموع.
ولم تفكر من انساقت من النساء خلف تلك التيارات في حال المرأة الغربية، و ما تعيش من شقاء وتعاسة؛ حيث كانت المرأة في الغرب فريسة للذئاب من البشر؛ عبثوا بكرامتها، وتاجروا بها، وأصبحت صورة المرأة شيئاً قد ألفوه لرواج الكاسد من البضائع والمجلات.

ولكن بعض نساء المسلمين أعجبن بحال نساء الغرب، فحدث ما لا تحمد عقباه؛ حدث في مجتمعات المسلمين وفي نساء المسلمين تبرج النساء، وهو إظهار المرأة زينتها ومحاسنها للرجال، فظهر بين نساء المسلمين من تكشف وجهها أمام الرجال؛ ليروا مفاتنها، فتستيقظ الفتنة النائمة، ووجد من تجعل خمارها قصيراً لا يستر نحرها، ووجد من تضع مادة النشاء في خمارها عند غسله ليبدو واقفاً مكشوفاً شعر رأسها وشفافاً خمارها، ووجد في نساء المسلمين من جعلت ثيابها تلفت النظر إليها؛ لكثرة زخرفتها، أو لضيقها، أو لشفافيتها، حتى وجد من بين النساء من تجعل الثوب ضيقاً، وأكمامه شفافة جداً، ونحرها مكشوفاً، ووجد بين نساء المسلمين من تجعل الثوب قصيراً لا يستر قدميها أو تجعل فتحات على ساقيها، وكل ذلك جرياً وراء أحدث ما ظهر من لباس الكافرات، الذي تحمله إلينا المجلات الوافدة المسماة بمجلات الأزياء!! أو ما يصممه الخياطون الذين غالبهم من غير المسلمين، ويتربصون بنساء المسلمين الدوائر.
ألا فلتعلم المرأة المسلمة أن هذه الأعمال لا تجوز، وأنها تجر إلى الهاوية.
وقد أخبر بمصير من تعمل ذلك من النساء:
فعن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله : ((صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر؛ يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا))[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل].
قال بعض العلماء: معنى (كاسيات عاريات): التي تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهاراً لجمالها، وقيل: معناه تلبس ثوباً رقيقا يصف لون بدنها.
وهان على كثير من نساء المسلمين الخروج إلى الأسواق دونما ضرورة، والخلوة بالرجال الأجانب في المحلات والسيارات.
وشجع على هذا بعض الآباء بفعله وبذل ماله من أجله؛ فاستقدم سائقاً شاباً يافعاً أجنبياً، وقد يكون كافراً، وجعله تحت إمرة النساء الصغار والكبار، يذهب بهن حيث شئن؛ دون حسيب ولا رقيب؛ فإن نظرت إلى أبواب المدارس؛ وجدت السائقين وحدهم ينتظرون بنات في ريعان الشباب، وليس معهم أحد، وإن نظرت إلى الأسواق؛ وجدت السائقين ينتظرون من وضعوا فيها من النساء ليحملوهم، والمرأة تتقلب من تبرج إلى خلوة، وحدث ولا حرج من سقوط الآداب.
عباد الله!
وهناك أمر يغفل عنه بعض الناس، وهو أن بعض المزارعين يستقدمون عمالاً، ثم يتركونهم يعملون في مزارعهم، وفي حين قطف الثمار يومياً يضمون معهم أهليهم لمساعدتهم، فيكون العامل في وسط النساء بحجة جمع المحصول، وقد يذهب الرجل ليبيع ما جمعوا، ثم يبقون في مكان واحد لإكمال العمل، وهذه خلوة الشيطان يحضر فيها ويسول، وقد يحدث مالا تحمد عقباه، ثم يندم من فعل ذلك، ولات ساعة مندم، ثم يقول بعد فوات الأوان: لا بارك الله بعد العرض بالمال.
عباد الله!
لقد أصبحت المرأة في هذا الزمن كالكرة، تتناولها أيدي اللاعبين، وتتهاوى في كل اتجاه.

لقد بات وضع المرأة المسلمة في مهب الأعاصير، فليس من الحكمة أن يترك زمامه للأمواج تقذف به حيث يشاء أولو الأهواء، ولا ريب أن الواجب يضع على كل عاتق نصيبه من المسؤولية، لا يستثنى من ذلك صغير ولا كبير كل على حسب استطاعته.
عباد الله!
إنى أخاطب أولياء الأمور، وأقول لهم: تذكروا قول الله تعالى: الرجال قوامون على النساء [النساء:34]. وتذكروا أنهن رعيتكم، وستسألون عنهن يوم القيامة، وتذكروا قول الرسول : ((ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا وكان ثالثهما الشيطان))[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]، وقولوا: سمعنا وأطعنا. وتذكروا أن التوبة تجب ما قبلها، وأنه إن استمرت الحال على ما نرى، فسنحصد النتيجة مرة، وعندها لا ينفع الندم.
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.
أما بعد:
أيها المسلمون!
اتقوا الله تعالى في أنفسكم وفيمن تحت أيديكم من الذكور والإناث، وقوموا عليهم بما أمركم الله به، واعلموا أن السفور مطية للفجور، وأن المعاصي كلها سبب كل شر وبلاء، وهي تجر أمثالها.
عن النواس بن سمعان، عن رسول الله ، قال: ((ضرب الله مثلا صراطاً مستقيماً، وعن جنبي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعند رأس الصراط داع يقول: استقيموا على الصراط ولا تعوجوا، و فوق ذلك داع يدعو، كلما هم عبد أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب؛ قال: ويحك! لا تفتحته؛ فإنك إن تفتحه..)) ثم فسره فأخبر: ((أن الصراط هو الإسلام، وأن الأبواب المفتحة محارم الله، وأن الستور المرخاة حدود الله، والداعي على رأس الصراط هو القرآن، وأن الداعي من فوقه هو واعظ الله في قلب كل مؤمن))[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل].
عباد الله!
ومعلوم أن المعاصي تزرع أمثالها، ويولد بعضها بعضاً، حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها؛ فكلما فرط من العبد معصية؛ قالت أخرى إلى جانبها: اعملني معها … وهكذا؛ حتى تصير المعاصي صفات لازمة؛ بحيث لو عطل المسيء سيئاته؛ لضاقت عليه نفسه، وأحس كأنه السمك إذا فارق الماء حتى يعاودها فتسكن نفسه.
قال بعض العلماء: من أعطى أسباب الفتنة نفسه أولاً؛ لم ينج آخراً.
عباد الله!
إننا في زمن قد ادلهمّ ليله، وأظلم نهاره، وفقد بعض الناس شخصيته المميزة؛ فبات بعض الناس كل ما يستطيعونه هو تقليد الغرب مزرعة الرذائل، وأقبلوا يعدون وراءه دون وعي، وتلقوا كل أخطائه الاجتماعية بالقبول والتطبيق، واستحسنوها بعد أن طبقوها، ثم عملوا على نشرها في بلاد المسلمين، فاغرقوا دنيا المرأة بكل ما لاكه الغرب؛ بدءً بفتح محلات الخياطة غير المحتشمة، ومروراً بمحلات التجميل للنساء، وانتهاء بالمجلات التي تعنى بالمرأة، حتى نقضوا عرى الأخلاق عند بعض النساء، ونزعوا الحياء.
ثم بعد ذلك بدأ الزحف لنقض عرى الأخلاق عند الشباب، وتمييع أخلاقهم، ونزع الحياء، فنقلوا ما في بلاد الغرب من انحلال إلى بلاد المسلمين، وفاخروا بذلك؛ لزعمهم أنهم حازوا قصب السبق، فبدأت الشرارة الأولى في هذه الأيام بانتشار محلات التجميل للشباب، ولا تستغربوا هذا؛ فليس ضرباً من الخيال أو المبالغة، فلقد وصل إلي ما يثبت ذلك؛ فقد وصل إلي إعلان عن فتح محل حلاقة للرجال في هذا البلد ما يقوم به ذلك المحل: فرد الشعر، تنظيف وإزالة الحبوب من الوجه، جميع قصات الشعر، وجميع المتطلبات.
عباد الله!
إن الكفار لا يألون جهداً في إفساد أخلاق المسلمين؛ فالدولة وفقها الله فتحت المدارس لتعليم الشباب وتربيتهم تربية إسلامية، ولكن بعض الناس أبوا أن ينحوا هذه التربية التي يتلقاها الشباب في المدرسة أو البيت.
عباد الله!
والله؛ لو أن هذا للنساء؛ لقلنا كثير فكيف بحق الرجال الذين يطلب منهم الشهامة والرجولة؟!
إن تلك المجالات وأمثالها داعية إلى فساد الأخلاق عند الشباب، إني من هنا أدعو صاحب ذلك المحل أن يتقي الله، ويغلق أسباب الفساد، وينتبه لما يدبره الكفار، وكما أني أدعو الشباب إلى نبذ هذه السخافات وهجرها والتحذير منها، أدعو من يهمه الأمر أن يستدرك قبل فوات الأوان.
عباد الله!
إن الناظر في واقع المجتمع المسلم اليوم يرى أنه تكالبت عليه الأعداء بغية إفساده، ويعجب من وقوف المسلمين حائرين أمام تلك الأسلحة؛ ينتظرون أن تفتك بهم.
فيا من جعلتم لمجتمعنا وسائل الفساد للأخلاق! اتقوا الله فينا، اتقوا الله في شبابنا، اتقوا الله في نسائنا، واخشوا أن يحل بنا العقوبة!!
ألم نتعظ بما وقع من الزلازل والخسف والفيضانات والرياح العاتية؟!
أننتظر حجارة من السماء؟!
وأنتم يا أولياء أمور النساء والشباب مسؤولون بالدرجة الأولى عما ضيعتم من فتيات في ريعان الشباب في الأسواق يحادثن الفساق، ويركبن مع السائقين وحدهن، ويقفن على الخياطين، وشباب يتكسرون ويعيشون الضياع.


العنوان : المرأة فى الاسلام


أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله بامتثال أو امره، واجتناب ما نهاكم عنه لعلكم ترحمون وتفلحون.
عباد الله: سيكون حديثي معكم عن موضوع شغل بال الإنسانية قديما وحديثا، وقد جاء الإسلام بالفصل فيه ووضع له الحل الكافي والدواء الشافي، ألا وهو موضوع المرأة، لأن أهل الشر اتخذوا من هذا الموضوع منطلقا للتضليل والخداع عند من لا يعرف وضع المراة في الجاهلية ووضعها في الاسلام، ووضعها عند الامم الكفرية المعاصرة.
فقد كانت المرأة في الجاهلية، تعد من سقط المتاع لا يقام لها وزن، حتى بلغ من شدة بغضهم لها إنذاك أن أحدهم حينما تولد له البنت يستاء منها جدا ويكرهها ولا يستطيع مقابلة الرجال من الخجل الذي يشعر به.
ثم يبقى بين امرين اما ان يترك هذه البنت مهانة، ويصبر هو على كراهيتها وتنقص الناس له بسببها. وإما أن يقتلها شر قتله، بأن يدفنها وهي حية ويتركها تحت التراب حتى تموت، وقد ذكر الله ذلك عنهم في قوله تعالى: وإذا بشر أحدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم % يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسّه في التراب ألا ساء ما يحكمون[النحل:58-59]. وأخبر سبحانه أنه سينصف هذه المظلومة ممن ظلمها وقتلها بغير حق، فقال تعالى: وإذا الموءدة سئلت بأي ذنب قتلت[التكوير:8-9]. وكانوا في الجاهلية إذا لم يقتلوا البنت في صغرها يهينونها في كبرها، فكانوا لا يورثونها من قريبها إذا مات، بل كانوا يعدونها من جملة المتاع الذي يورث عن الميت، كما روى البخاري وغيره عن ابن عباس قال: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بإمرأته، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاءوا زوجوها، وإن شاءوا لم يزوجوها فهم احق بها من أهلها، فنزلت: يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها[النساء:19]. وكان الرجل في الجاهلية يتزوج العدد الكثير من النساء من غير حصر بعدد ويسيء عشرتهن، فلما جاء الإسلام حرم الجمع بين أكثر من أربع نساء واشترط لجواز ذلك تحقق العدل بينهن في الحقوق الزوجية قال تعالى: فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم[النساء:3].
نعم لقد جاء الإسلام والمرأة على هذا الوضع السيء، فأنقذها منه وكرمها، وضمن لها حقوقها، وجعلها مساوية للرجل في كثير من الواجبات الدينية، وترك المحرمات وفي الثواب والعقاب، وعلى ذلك قال: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون[النحل:97]. وقال تعالى: إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما[الأحزاب:35].
وفضل الله الرجل على المراة في مقامات، ولأسباب تقتضي تفضيله عليها، كما في الميراث والشهادة والدية والقوامة والطلاق، لأن عند الرجل من الاستعداد الخلقي ما ليس عند المراة وعليه من المسؤولية في الحياة ما ليس على المراة، كما قال تعالى: الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم[النساء:34]. وقال تعالى: وللرجال عليهن درجة[البقرة:228]. جعل الله للمرأة حقا في الميراث فقال سبحانه: للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا[النساء:7]، جعل الله لها التملك والتصدق والاعتاق كما للرجل قال تعالى: والمتصدقين والمتصدقات[الأحزاب:35]. جعل لها الحق في اختيار الزوج فلا تزوج بدون رضاها، صانها الله بالإسلام من التبذل، وكف عنها الأيدي الآثمة، والأعين الخائنة، التي تريد الإعتداء على عفافها، والتمتع بها على غير وجه شرعي، وهكذا عاشت المرأة تحت ظل الإسلام وكرامته. أما وزوجة وقريبة واختا في الدين. تؤدي وظيفتها في الحياة ربة بيت واسرة، وتزاول خارج البيت ما يليق بها منا الاعمال إذا دعت الحاجة إلى ذلك مع الاحتشام والاحتفاظ بكرامتها ومع التزام الحجاب الكامل الضافي على جسمها ووجهها، وتحت رقابة وليها. فلا تخلو مع رجل لا يحل لها الا ومعها محرمها. ولا تسافر الا مع محرمها. هذا وضع المراة في الاسلام الذي هو دين الرحمة والكمال والنزاهة والعدل، واوصى بها نبي الاسلام عليه الصلاة والسلام وصية خاصة حين قال في حجة الوداع: ((واتقوا الله في النساء فإنهن عندكم عوان))، أي اسيرات. هذا وصف تقريبي لوضع المرأة في الإسلام.
أما وضعها في المجتمعات الكافرة، والمجتمعات التي تتسمى اليوم بالإسلام، وهي تستورد نظمها وتقاليدها من الكفار، إن وضعها اليوم في هذه المجتمعات أسوأ بكثير من وضعها في الجاهلية الأولى، فقد جعلت فيها المرأة سلعة رخيصة تعرض عارية، أو شبه عارية أمام الرجال في مواطن تجمعهم على شكل خادمات في البيوت وموظفات في المكاتب، وممرضات في المستشفيات، ومضيفات في الطائرات والفنادق، ومدرسات للرجال في دور التعليم، وممثلاث في أفلام التلفزيون والسينما والفديو، وإذا لم يمكن ظهور صورتها في هذه الوسائل جاؤوا بصوتها في الراديو مذيعة أو مطربة، وإلى جانب اظهار صورتها المتحركة في وسائل الاعلام المرئية يظهرون صورتها الفوتوغرافية في الصحف والمجلات، بل وعلى أغلفة السلع التجارية، فيختارون أجمل فتاة يجدونها ويضعون صورتها على هذه الصحف والمجلات السيارة أو على غلفة السلع التجارية؛ ليتخذوا منها دعاية لترويج صحفهم وبضائعهم، وليغروا أهل الفساد الخلقي بفسادهم وليفتنوا الأبرياء، وهكذا أصبحت المرأة سلعة رخيصة تعرض في كل مناسبة، لقد ظلموا المرأة فسلبوها حقها الشرعي فمنعوا قوامة الرجل عليها بالإنفاق والرعاية. وعزلوها من ولايتها على البيت وتربية الأولاد وتكوين الأسرة، وهكذا قطعوا عنها كل الروافد التي تعينها على أداء وظيفتها في الحياة حتى اضطروها للخروج لطلب لقمة العيش ولو على حساب عفافها وانتهاك عرضها عند كل فاجر وماجن وحملوها القيام بعمل الرجل، وخلعوا عنها لبأس الستر، وتركوها عارية مظهرة لمفاتن جسمها، تنفذها سهام الأنظار المسمومة من كل جانب، كانت على شاطئ السلامة وبر الأمان، بعيدة عن متناول الأيدي ومماسة الرجال، فقذفوها في بحار الإختلاط المغرقة عرضة للأيدي الآثمة ومطمعا للنفوس الإمارة بالسوء، حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرّم الله في حقها، فمنعوا تعدد الزوجات، الذي هو عين المصلحة للنساء بحيث يتحمل الرجل القوامة على أكبر قدر ممكن منهن، إذ من المعلوم أن عدد النساء في المجتمعات أكثر من عدد الرجال مع ما يعتبر الرجال ويتعرضون له من الأخطار التي تقلل عددهم، فقصروا الرجل على واحدة وتركوا البقية منهن أيامى معرضات للفساد والافساد، قد يتأكلن بأعراضهن، أو يزاولن الأعمال الشاقة مشردات عن البيوت يبحثون عن العمل الذي يعشن من ورائة ولو في بلاد بعيدة عن أو طانهن.
فيسافرن بلا محارم ويعشن غريبات بين أجانب، ويتهددهن الخطر من كل جانب، وهكذا قطع أعداء الله وأعداء الإنسانية عن هذه المرأة المسكينة كل روافد الحياة السعيدة وجردوها من كل حقوقها الإجتماعية ليكونوا منها وسيلة للفساد،وآلة للدمار. وقد تعجبون حين تعلمون أنهم مع هذه الجرائم التي إرتكبوها في حق المرأة، يدعون أنهم أنصارهم والمدافعون عن حريتها والمنادون بالمطالبة بحقوقها مغررين بها كما غرر إمامهم إبليس بالأبوين عليهما السلام حين قاسمهما: اني لكما لمن الناصحين[الأعراف:21]. ويكون العجب أكثر إذا علمتم إن من بين المسلمين أبواقا تردد مقالات هؤلاء أو بعضهما وتروجها في بعض الصحف والمجلات: كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم[البقرة:118]. إنهم يرددون أقوالا قيلت من قبلهم وقد لا يدركون معناها.
أيها المسلمون: تنبهوا لدسائس اعدائكم ولمخططاتهم للقضاء عليكم، ومن أعظم ذلك موضوع المرأة الذي اتخذوه سلاحا ضدكم يشهره في وجوهكم بعض المخدوعين من أبنائكم. فأخرسوا هذه الالسن الملوثة، وحطموا هذه الأقلام المشبوهة، التي تنفث هذه السموم بينكم، واعرفوا من أين جاءت فسدوا طريقها عنكم، فإن عندكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ولن تغلبوا، وهو كتاب الله وسنة رسوله ودين الاسلام، وليس عندهم إلا الكذب والتدجيل والخداع، فاحمدوا الله على نعمه واسالوه الثبات على دينه والسلامة من شر الفتن. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا % وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا % وإن خفتم إلا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم إلا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمنكم ذلك أدنى الا تعولوا % وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا % ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وأرزقوهم فيها وأكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا[النساء:1-5].


الحمد لله رب العالمين، هدانا للإسلام، وجعلنا به خير أمة اخرجت للناس إن نحن تمسكنا به، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى في نسائكم، فانكم مستحفظون عليهن، وأي خلل يقعن فيه فإنتم المسؤولون عنه، إننا نرى ونسمع عن وضع النساء في مجتمعنا شيئا مؤسفا ومؤذنا بخطر كبير، من ذلك التساهل في أمر الحجاب خصوصا من الشابات اللآتي اعتدن الخروج، يخرجن في ملابس ضيقة ويكشفن عن أكفهن واذرعهن وربما عن وجوههن في معارض الاقمشة وعند الصاغة ومحلات تفصيل الملابس. كأن اصحاب هذه المحلات من محارمهن. وهذا منكر لا يجوز السكوت عليه. ومنهن من تضع على وجهها غطاء شفافا لا يستر ما وراءه.
وانتم – يا عباد الله – تعلمون ما اصاب بني اسرائيل من العقوبة بسبب اهمال نسائهم. وأمر اخر فشى في مجتمعنا وهو امر مخيف وهو عزوف النساء عن الزواج بحجة أن بعضهن تريد اكمال دراستها. وبعضهن قد توظفن ولا يردن التخلي عن وظائفهن، والبعض الآخر عزف عن الزواج تأثرا بالدعايات السيئة المرئية والمسموعة التي تنفر من تعدد الزوجات ومن تزويج كبار السن. وتزويج من له والد كبير السن أو والدة. وهكذا يصورون الزواج في هذه الحالات بصورة سيئة ويتخيلون له مشاكل مكذوبة، اضافة إلى أن من الأولياء مَن يمنع موليته من الزواج بكفئها، ومثل هذا قد يبتلى بتزويج من لا يصلح لموليته خلقيا ودينيا فتحدث المشاكل، وقد كثر تشكي النساء من بعض الازواج غير الأكْفاء،فهذه تقول: إن زوجها لا يصلي أو أنه يأمرها بخلع الحجاب، وأخرى تقول: إن زوجها يريد ان يستمتع منها في المحل الذي حرمه الله، وأخرى تقول: أن زوجها يجامعها في نهار رمضان. وكل هذه الجرائم سببها عدم اختيار الكفء الصالح عند التزويج.
فاتقوا الله – أيها المسلمون – في نسائكم واحفظوا فيهن وصية الله ووصية رسوله، قال تعالى: الرجال قوامون على النساء[النساء:34]. وقال النبي- -: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير، قالوا: يا رسول الله وإن كان فيه، قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات)) رواه الترمذي.

Cant See Links


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:28 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir