آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 12728 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7478 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 13362 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14745 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 48886 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43950 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 36130 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20908 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 21191 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 27115 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-04-2010, 03:48 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


مارأيك بعقوبة السجن لفترات طويلة؟


مارأيك بعقوبة السجن لفترات طويلة؟

نحن مع كتاب الله والاعتدال والوسطيه وفهم الدين وسماحته لمن تاب وأناب

قـال البعض ان هذا التعبير في اللغة العربية كناية عن الابدية , اذ يوجد في اللغة العربية الكثير من الـتـعـابـيـر المستخدمة بمعنى الابدية مثل ((مالاح كوكب )) او مثل ماورد في كلامه (7) حين اعترض عليه الجهلة بسبب تقسيمه بيت المال بالتساوي وكانوا يطمعون في ان يميز بين الناس بالعطا كـمـا كان يفعل الخليفة الثالث ظنا منهم ان هذا الاسلوب سيسهم في تثبت في كائز حكمه , فقال لهم الامام (7) : ((اتامرنى ان اطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه , واللّه لا اطور به ماسمر سمير وما ام نجم في السما)) ((410)) .
ويلاحظ في شتى اللغات تعابير من امثال هذه وفيها دلالة على الاستمرارية والدوام والابدية .
ويـبـقى هنا سؤال واحد وهو ان كانت الاية اعلاه تعني ابدية العقوبة فمامفهوم الاستثنا الوارد في نـهايتها وهو ((الا ماشا ربك )) ؟ فالذي يبدو من ظاهر هذاالاستثنا على اقل تقدير هو عدم ابدية الـعـذاب لـفـئة معينة منهم , بل ويحتمل ايضاشموله لهم جميعا , وستكون النتيجة معكوسة في مثل هذه الحالة .
وقـد قـام بعض المفسرين من امثال المفسر الكبير المرحوم الطبرسي في مجمع البيان بنقل عشرة اوجـه لـهـذا الاستثنا عن علما التفسير الا اننا تجنبنا نقلهاهنا لضعفها وعدم اهميتها (والظاهر ان الـمـرحوم الطبرسي لم ينقلها لاقتناعه بهاولكن من باب ذكر جميع الارا) ونكتفي بذكر مايستحق الاهتمام منها فقط وهو :
اولا : ان الهدف من ذكر هذا الاستثنا هو تبيان حاكمية اللّه وقدرته المطلقة ومشيئته الكاملة , فلا تظنوا ان هذا الخلود يتحقق بدون ارادته وان شا فهو على كل شي قدير ولكن ارادته قضت بتخليد هذه الطائفة من اهل جهنم فيه.
ولـهـذا ورد نـفـس هذا التعبير بشان اهل الجنة في الايات السابقة لها فتقول الاية في نفس الوقت : (عطا غير مجذوذ).
وتـظـهر هذه الجملة بوضوح بان المقصود من الاستثنا من الاشيا ليس هوقطع العذاب او النعمة بل لمجرد تبيان قدرة اللّه .
وثـانيا : ان المقصودين بالاستثنا هم الذين لا يستحقون الخلود في العذاب كالمؤمنين المذنبين الذين يـبـقون في النار لمدة من الزمن , فيتطهرون من ذنوبهم , ومن ثم يذهبون الى الجنة , وجملة ((الا مـاشـا اللّه )) هـنـا تـخـتص بهذه الطائفة , اما الكفرة فسيبقون في العذاب (وهم كما يقال جز من المستثنى منه لاالمستثنى ).
ونـفس هذا الاعتبار يطرح ايضا بشان اصحاب الجنة , فهم ايضا خالدون فيها الا المؤمنين المذنبين منهم والذين كانوا سابقا في جهنم ثم جاؤا الى الجنة .
وعلى كل حال فهذا الاستثنا لا يخلق اية مشكلة في دلالة الاية على ابدية العذاب .
تـصـرح الايـة الرابعة بمسالة الخلود وعدم تخفيف العذاب للمجرمين وتؤكد ايضا ان اللّه سبحانه وتعالى لم يظلم بل هم الذين ظلموا انفسهم : (ونادوايامالك ليقض علينا ربك قال انكم ماكثون ).
كلمة المكث جات هنا بشكل مطلق وغير محدود وهذه دلالة اخرى على خلود عذابهم ((411)) .
لـذلـك يـصرح المرحوم الطبرسي في مجمع البيان بان كلمة ((ماكثون )) هناتعني ((دائمون )) , ورغـم ان الاية المذكورة لم تبين هل ان مالكا اجابهم مباشرة ام بعدمدة من الزمن , الا ان جماعة من المفسرين قالوا ان هذا الجواب ياتيهم بعد مدة للامعان في تحقيرهم والاستخفاف بهم فقال بعضهم ان الـجواب يرد بعد اربعين عاما , وقال آخرون بعد مائة عام , ونقل عن ابن عباس انه قال ان هذا الرد السلبي ياتيهم بعد الف عام ((412)) , من اجل ان يظلوا في الانتظار لمدة اطول ويتحملوا العناوذل الاستهانة وتظهر الاية بوضوح عدم وجود الموت في ذلك العالم , بل هم دومااحيايعيشون في الالم والعذاب .
ويطالعنا في الاية الخامسة عشرة تعبير يتحدث عن ((عدم الخروج من النار)) بشكل مطلق , وهو تـعبير آخر يحكي حقيقة خلود العذاب , وتصف الاية نفورالمتبعين من المتبعين في قولها : (كذلك يريهم اللّه اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار).
نـعـم هـؤلا لايـتاتى لهم سوى الندم على مامضى , والحسرة على ماكانوايقومون به من تقليد اعمى وطـاعـة مـطـلـقة لقادة الضلال , والتاسف على العمر الذي مر هدرا وعلى الاموال التي جمعت من الـحرام وتركت يتنعم بها الاخرون , وعدم استغلال فرض التوبة التي اتيحت , ولكنها حسرة وندم لا طائل من ورائهما لان فرص العودة قد مضت وامكانية التعويض لن تاتي ثانية .
يقول المرحوم العلا مة الطباطبائي في تفسير الميزان , عند تفسيره لهذه الاية : وهذا دليل ضد من يعتقد بانقطاع عذاب جهنم .
النتيجة :
نستخلص من مجموع التعابير الخمسة التيى مرت بان عذاب جهنم ابدي كماان نعم الجنة ابدية , اما الذين يعتقدون بانقطاع العذاب فهم يرون اخلافا لما تنص هذه الايات (وامثالها) , ويفسرون القرآن على طريقة (التفسيربالراي ).
صحيح ان الاعتقاد بخلود العذاب ـ وان كان لفئة خاصة من اهل النار ـ له مشكلاته وتعقيداته , ولكن بـالـنـظـر لـصراحة الايات القرآنية في هذا الصدد , ينبغي حل تلك التعقيدات عن طريق المنطق والاستدلال , لا عن طريق تجاهل وانكاراصل الموضوع .
ايضاحات :

من هم المخلدون في النار ؟
ذكرت الايات القرآنية اشخاصا واقواما بالخصوص يخلدون في النار ومن جملتهم :

1. الكفار :
بـمـن فـيهم المنكرون للمبدا والمعاد والمشركون والمكذبون بيات اللّه واعدااللّه ورسوله (9) والـمـرتـدون , وهم الذين ذكرتهم الايات القرآنية وقالت بانهم سيخلدون في النار , من جملة ذلك الايـة (116) مـن سـورة آل عـمران التي نصت على : (ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من اللّه شيئا واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ) ((413)) .

2. المنافقون :
رغـم انـهـم يـنخرطون في الظاهر في سلك اهل الايمان ويعدون في زمرة المؤمنين , الا انهم من المخلدين في جهنم , كما دلت على ذلك الاية (17) من سورة المجادلة فقد اشارت اولا الى اعمالهم وسـلوكهم ثم قالت : (لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من اللّه شيئا واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ).
وتقول الاية (140) من سورة النسا : (ان اللّه جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا).

3. الغارقون في الذنوب :
يلحظ في الاية (81) من سورة البقرة عبارة في وصف المذنبين , وهي غنية المعنى تقول : (بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ).
ويـقـارب هذا المعنى ماورد في الاية (27) من سورة يونس , وجا فيها :(والذين كسبوا السيئات جـزا سيئة بمثلها وترهقهم ذلة مالهم من اللّه من عاصم كانمااغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما اولئك اصحاب النار هم فيهاخالدون ).
ولـكـن هل ان المؤمنين من مرتكبي الكبائر يخلدون في العذاب ام لا ؟ هذاما سنجيب عنه في بحث مفصل بعد تفسير هذه الايات باذن اللّه .

4.
القتلة والجناة :
يـفـهـم مـن آيات القرآن ان مرتكبي قتل العمد يخلدون ايضا في العذاب ,كما تنص على ذلك الاية (93) مـن سـورة النسا :(ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب اللّه عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما).
وقد عرضت هنا اربع عقوبات لقاتل العمد وهي :
الخلود في النار , والغضب الالهي , والطرد من رحمة اللّه , والاستعدادللعذاب العظيم .
ولـكـن هل ان هذه العقوبات تصدق في حالة عدم التوبة وجبران مافات ,ام انها في رقابهم في جميع الاحوال .
يبدوا الاحتمال الثاني مستبعدا جدا وذلك لان اكبر الذنوب وهو الشرك يمحى بالتوبة , فالمشركون كذلك يعفى عنهم بدخولهم الاسلام , فكيف يكمن القبول بان قتل النفس يفوق كل هذا , اضافة الى ذلك مـا ورد فـي تاريخ الاسلام من ان النبي (9) عفا عن وحشي قاتل حمزة بن عبد المطلب قبل توبته وكذلك عفاالكثير من المسلمين عن قتلة آبائهم وابنائهم واخوانهم , بعد دخولهم الاسلام ومن نافلة الـقول , ان التوبة عن مثل هذا الذنب ليست بالامر الهين ولا تنتهي القضية بالاستغفار بالقول بل ينبغي الانقياد للقصاص او ارضا اوليا القتيل بالدية او غيرهاوجبران مامضى بعمل الخير في المستقبل .
جـا فـي حديث عن الرسول محمد (9) انه قال : (لزوال الدينا ومافيهااهون على اللّه من قتل مؤمن ولو ان اهل سمواته واهل ارضه اشتركوا في دم مؤمن لادخلهم اللّه تعالى النار) ((414)) .
اما كيف يمكن خلود قاتل العمد في النار مع ان البحث الذي ستعرضه في المستقبل يدل على ان الكفار وحدهم سيخلدون في النار , فللمفسرين اجوبة مختلفة في هذ.
فـقـيل ان اشخاصا كهولا لا يكتب لهم نصيب من التوبة او قليلا ما يوفقون لبلوغها , فيغادرون الدنيا في نهاية المطاف بلا ايمان ولهذا فهم يستحقون الخلود في النار.
وقيل ان هذا هو جزا من يقوم بالقتل العمد وهو منكر لتحريمه , وهذاالامر يستلزم الكفر بذاته .
وقـيـل ان كـلمة الخلود تعني هنا المدة الطويلة لا العذاب الابدي يبدو ان التفسيران الاول والثاني انسب الى واقع الحال .

5. آكلو الربا :
هـددت الايات القرآنية آكلي الربا ايضا بالعذاب الابدي , فقالت : (فمن جاه موعظة من ربه فانتهى فله ماسلف وامره الى اللّه ومن عاد فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ) البقرة ـ275.
وهـنـا يـعـترضنا ايضا سؤال وهو : كيف يخلد هذا الفريق في النار بينماالذنب الكبير لا يستوجب لوحده الخلود في النار ؟
الاجـابـة عـن هـذا الـسؤال هنا ابسط وذلك لان نص الاية (في الجمل السابقة ) يشير الى منكري تحريم الربا , الذين كانوا يقولون : مالفرق بين البيع والربا ولم احل اللّه احدهما وحرم الاخر , في حـيـن ان الـفـارق بـينهما واضح , فالبيع والشراوالتجارة والاعمال المشابهة لها تصب في مصلحة الـمجتمع , وهي من النشاطات الاقتصادية السليمة , اما الربا فهو ضار بالمجتمع , ولهذا الموضوع شرح واسع تطرقنااليه في مكانه المناسب .

6. الظالمون :
الـفـريـق الاخـر الذي اعتبره القرآن الكريم مستحقا للعذاب هو الظالمون ,وهو ماورد في الاية (45) من سورة الشورى وجا فيها : (وقال الذين آمنواان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة الا ان الظالمين في عذاب مقيم ).
يتبين من هذا التعبير ان عاقبة الظلم , الخلود في النار.
وقد اكدت الايات التي سبقت هذه الاية مرارا على العذاب الاليم للظالمين (الشورى ـ42) : وعلى ندمهم الشديد وهم يتعذبون في نار جهنم (الشورى ـ44).
هل المقصود من الظلم هنا هو ظلم عباد اللّه والمستضعفين ام هو ظلم النفس من خلال الشرك , لان الشرك كما تصرح الاية (13) من سورة لقمان بانه :(ظلم عظيم ) وجا ايضا في الاية (254) من سورة البقرة : (والكافرون هم الظالمون ).
رجـح بعض المفسرين المعنى الثاني , ولعل جملة (قال الذين آمنوا)دليل على هذا المعنى ايضا وان الـمـؤمـنين المظلومين قد واجهوا ظلما كبيرا على يدالكفار الظالمين وهم ـ اي المؤمنون ـ الذين يتحدثون بهذا الكلام في يوم القيامة .
وتنص الاية (17) من سورة الحشر بعد الاشارة الى خلود الشيطان واتباعه في النار : (وذلك جزا الظالمين ).
ولكن لو علمنا ان هذا الحديث يدور حول الشيطان واتباعه الكافرين وماورد في الاية السابقة وهو : (كـمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني بري منك ) لادركنا بان المقصود من الظلم في هذه الاية مصداقه الاتم يعني الكفر.

7.
الذين خفت موازينهم :
يستفاد من بعض الايات القرآنية بان ثقل ميزان العمل في يوم القيامة يدل على الفوز والنجاة , اما خفة مـيـزان الـعمل فهي دالة على عدم قيمته وهذا ما يؤدي الى الخلود في النار , جا في الايتين (102 ـ103) مـن سورة المؤمنون : (فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون # ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون ).
وعـبـارة : ((خـسـروا انـفسهم )) اشارة لطيفة الى ان اكبر راس مال يمتلكه الانسان هو وجوده وعـمره وحياته , وان هؤلا قد خسروا راس مالهم في سوق تجارة الدنيا من غير ان يحصلوا مقابله على شي ذي اهمية .
وقـد يكون هذا التعبير اشارة الى الكفرة , لان المؤمن مهما ارتكب من ذنوب فلا بد ان يحوي ميزان عمله على شي ما ولا يبقى خفيفا تماما وذلك لان الايمان والمعتقد الحق له بذاته وزن لا يستهان به , وعـلـى هـذا فان خفة ميزان اعمال هذة الفئة وخلوه من اية حسنة دليل على كفرها كما يتضح هذا الـمـعنى من الاية (105) من سورة الكهف : (اولئك الذين كفروا بيات ربهم ولقائه فحبطت اعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا).

8. المجرمون بشكل عام :
يـفـهـم من بعض الايات بان المجرم بشكل مطلق مخلد في جهنم , تقول الاية (23) من سورة الجن :(ومـن يـعص اللّه ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا)وجا نفس هذا المعنى ايضا مع اضافة اخـرى في الاية (41) من سورة النسا : (ومن يعص اللّه ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين ).
وورد تـعـبـيـر يـشابه هذا في الاية (74) من سورة الزخرف : (ان المجرمين في عذاب جهنم خالدون ).
ولـكـن لو التفتنا الى الايات السابقة كالاية (20) من سورة الجن والتي يدورفيها الكلام عن دعوة الـنـبي (9) الى التوحيد وتقويض الشرك , وماجا في الاية (24 من نفس السورة ) التي نقلت كلام مشركي قريش الذين كانوا يعنفون النبي (9)لعدم وجود الانصار والاعوان المتنفذين , لتبين لنا بان الـمقصود من ((العصيان )) هناهو الكف عن الدعوة الى التوحيد والميل الى الشرك والكفر , وعلى هذا فهي لاتتضمن اية دلالة على خلود جميع المجرمين في النار.
ويـلاحظ وجود قرينة في ذيل الاية (74) من سورة الزخرف دالة على هذاالمعنى لانها تتحدث عمن كانوا يضمرون العدا السافر للدعوة , وكانوا يظنون ان اللّه غير مطلع على سرهم ونجواهم , ويعتبر هذا بذاته من معالم الكفر (فتامل ).
وقـد صـرح الـكثير من المفسرين عند تعرضهم للاية المذكورة بان المقصودمن العصيان فيها هو العصيان في التوحيد ((415)) .
الا ان هـذا الاحـتـمال ـ وهو ان المقصود من الخلود هنا هو العذاب الطويل ـيبدو مستبعدا جدا , وذلك لان تاكيد كلمة ((الخلود)) بكلمة ((ابدا)) دال على ان المقصود هو خلود العذاب الالهي .
النتيجة :
لـقـد ادركنا من خلال النقاط الثمان مارة الذكر وجهة نظر القرآن في موضوع المخلدين في النار , ولـكن يتضح من خلال النظرة الاجمالية ان للايات المارة ان خلود الكفار في النار امر بديهي لا مفر مـنـه , الا انـه غير مسلم به لجميع العاصين ,ويستثنى من ذلك كون المعصية او الذنب على درجة كـبيرة بحيث تدفع الانسان الى الكفر والخروج عن خط الايمان , او ان يغادر هذه الدنيا وهو غير مؤمن , وسنصل الى شرح مفصل عن هذا الموضوع قريب.
سؤال :

هل ان مرتكبي الكبائر مخلدون في النار ؟
هـنـاك فرقة اسلامية تعرف بـ ((الوعيدية )) (وهي من فرق الخوارج ) تعتبراي ذنب من الكبائر مـوجـبـا لـلكفر وتعتقد ان مرتكبه يخلد في النار , ويقف في مقابل هذه الفرقة ((المرجئة )) الذين يقولون بان الايمان لا تضر معه المعصية (احداهماتتصف بالافراط والاخرى بالتفريط قال العلا مة الحلي (,) في (شرح التجريد) بعد ان نقل اجماع واتفاق المسلمين على العذاب الابدي لـلكفار : يختلف المسلمون في مرتكبي الكبيرة ,فالوعيدية يعتبرونهم كالكفار , لكن الشيعة وكثير من المعتزلة يعتقدون ان عذابهم له نهاية , ثم اقام الادلة التي تثبت هذا المعنى .
يقول الشيخ المفيد في ((اوائل المقالات )) :
((اتـفقت الامامية على ان الوعيد بالخلود في النار متوجه الى الكفار خاصة دون مرتكبي الذنوب من اهل المعرفة باللّه تعالى والاقرار بفرائضه من اهل الصلاة ,ووافقهم على هذا القول كافة المرجئة واصـحاب الحديث قاطبة , واجمعت المعتزلة على خلاف ذلك وزعموا ان الوعيد بالخلود في النار عام في للكفار وجميع فساق اهل الصلاة ((416)) .
ويـسـتـدل هذا الفريق ببعض الايات القرآنية لاثبات رايه , وبالخصوص تلك الايات القائلة بخلود مـرتكبي القتل العمد وآكلي الربا في نار جهنم وامثالها من الايات , ومن اوسع تلك الادلة شيوعا هي الايـة (23) من سورة الجن والتي مر عليناتفسيرها مسبقا وهي :(ومن يعص اللّه ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا).

ولكن هناك قرائن كثيرة في هذه الايات وفي غيرها تدل على انها (هذه الايات ) تختص باولئك الذين تنتهي بهم ذنوبهم الى الكفر وانكار المعاد او النبوة اوضرورة من ضرورات الدين , ومن جملة تلك القرائن آية : (كانما اغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما) سورة يونس ـ27 وبالنظر الى ان هذا الـوصـف قد ورد في القرآن هنابحق الكفار , حيث يقول تعالى : (وجوه يومئذ عليها غبرة # ترهقها قترة # اولئك هم الكفرة الفجرة ) عبس ـ40 ـ42.
فهذا دليل على ان المقصود في الاية موضع بحثنا هم الكفارايض.
ولهذا جا في الرواية عن الامام الباقر (7)انه قال : هؤلا اهل البدع والشبهات والشهوات يسود اللّه وجوههم ثم يلقونه يقول اللّه : (كانما اغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما) , يسود اللّه وجوههم يوم القيامة ويلبسهم الذل والصغار يقول اللّه : (اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ) ((417)) .
والـقـريـنـة الاخـرى هـي عـبـارة ((احاطت به خطيئته )) الواردة في الاية (81) من سورة الـبـقرة والتي تشير الى ان ارتكاب الذنب الكبير وحده لايؤدي الى الخلود في النار , بل ان احاطة الـذنب بكل وجود الانسان هي السبب في طرح مثل هذا الموضوع لانها تسوقه نحو الكفر والسبب فـي ذلـك ـ كما تفيد الروايات ـ ان الايمان يظهر في القلب على هيئة نقطة مضيئة , وكلما ازدادت اعـمال الخير التي يؤديها كلما اتسعت تلك النقطة حتى تحيط بقلبه كله وكلما ارتكب ذنوبا ومعاصي كـلـمـاخـتـم الظلام على قلبه حتى يحيط بقلبه كله ويجعله قلبا اسودا (ينطفي فيه نور الايمان ) لاسـيـمـاوان بعض تلك الروايات تستدل بقوله تعالى : (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوايكسبون ) المطففين ـ14 ((418)) .
وبـعـض تـلـك الايـات تؤكد على تعمد الذنب (كية القتل ), ولعل المراد منهاتقصد مخالفة امر اللّه والعناد امام الحق , وهذا من اوضح مصاديق الكفر.
والاشتشهاد الاخر هو الوارد في الاية (10) من سورة الروم , وجا فيه (ثم كان عاقبة الذين اساؤا السواى ان كذبوا بيات اللّه وكانوا بها يستهزون ).
يظهر هذا التعبير ان الاصرار على الذنب والاستمرار عليه يؤدي بالنتيجة الى الكفر وتكذيب آيات اللّه وهو مايؤدي الى الخلود في النار.
اضافة الى كل هذا فان آية (ان اللّه لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشا) والتي تكررت مرتين في سورة النسا (الاية 48 , والاية116 منها) هي دليل آخر واضح على هذه الحقيقة وهي ان الـمـشـركين (الكفر بانواعه ايضا ملحق بالشرك ) لايغفر لهم ويخلدون في جهنم , وان المجرمين الاخـريـن فـيـمكن ان يغفرلهم وهذا مايدل على ان حسابهم يختلف عن حساب الكفار ولا يمكن ان يعدواضمن صنف واحد.
لا يـتوهم احد ان هذه الاية تعطي الضؤ الاخضر للمجرمين لانه لم يصدروعد قطعي بالعفو عنهم بـل هو وعد احتمالي مرتبط بمشيئة اللّه ولما كانت مشيئة اللّه وارادته مرتهنه بحكمته , وحكمته تـقـتـضـي ان تـكـون هذه المقومات كلها معاييرللعفو , اذن فالحال يوجب على المجرمين عدم قطع علاقاتهم باللّه واوليائه والابقاعلى جسور العودة قائمة .
ورد فـي الـروايات ان هذه الاية هي اكثر الايات التي تبعث الامل والرجافي النفوس , كما جا عن امير المؤمنين علي (7) انه قال : ((مافي القرآن اية ارجى عندي من هذه الاية )) ((419)) .
ولطرح مزيد من التوضيح , ينبغي الالتفات الى ان الاية المذكورة لا تشمل مرتكب الصغائر طبعا لان الـقرآن قد وعد بغفران الذنوب الصغيرة لمن يتورع عن اجتناب الكبائر منها , وهي ايضا لا تشمل الـذنـوب الكبيرة بعد التوبة لان التوبة سبب لغفران جميع الذنوب حتى الشرك وعلى هذا فالمفهوم الـوحيد المتبقي لهذه الاية هو انها ميزت بين الشرك وارتكاب الذنوب الكبيرة , فالاول لا يغفر لان وجود الشرك يقضي على جميع مقومات العفو , اما الثاني فالعفو فيه محتمل ولكن بشروط اشيراليها في جملة ((لمن يشا)).
والـشـاهد الاخر على هذا الادعا هو الايات القرآنية العديدة التي تقول :(فستذكرون مااقول لكم وافوض امري الى اللّه ان اللّه بصير بالعباد) المؤمن ـ44 و(فمن يعمل مثال ذرة خيرا يره ) سورة الزلزال ـ7.
كذلك آيات الشفاعة لان الصغائر تمحى في ظل اجتناب الكبائر , والكبائرايضا يعفى عنها بالتوبة , واسـتـنـادا الى ماذكر فالشفاعة تختص فقط بمرتكبي الكبائرالذين لم يتوبوا فان كانوا يستحقون الشفاعة يعفى عنهم .
فان كان الحال كذلك , فكيف نعتبر مرتكبي الكبائر كالكفار والمشركين ونقول بخلودهم في النار ؟
كـيف يمكن ان تقضي الحكمة بتخليد انسان في النار قضى عمرا في الايمان والعمل الصالح لارتكابه ذنـبـا كـبيرا كان يكون كذب لمرة واحدة في حياته ,نحن لانقول هنا بعدم عقابه بل نرى ان عذاب الخلد لا ينطبق على مثل هذاالشخص .
هناك روايات كثيرة وردت عن المعصومين (:) تنفي قول ((الوعيدية ))بتخليد مرتكبي الكبيرة في النار ((420)) .
والحقيقة ان هذه الفرقة المتطرفة من الخوارج قد انحدرت في هذا الوادي السحيق بسبب التعصب والعناد وعدم الالمام بيات القرآن واحاديث النبي (6)والمعصومين (:) , وعدم الاخذ بالادلة العقلية البينة , والخوارج ككل قد ابتلوابعواقب جهلهم وتعصبهم وماضيهم في التاريخ الاسلامي افضل دليل على ذلك ((421)) .
ايضاحات .

اعتراضات على خلود العذاب :
طرحت اسئلة مختلفة بشان العقاب الابدي لفئة خاصة من المجرمين يبدو ان البحث فيها ضروري هنا .
1 ـ فنا المادة :
هناك من يقول ان المادة ليست خالدة حتى تكون ثوابا ابديا او عقاباابديا وبعبارة اخرى ان فنا المادة لا يتناسب وخلود الثواب والعقاب .
وليس هناك صعوبة كبيرة للرد على هذا الاعتراض فلا يوجد شي في العالم ـ سوى ذاته المقدسة ـ ابدي بالذات بل ان كل ذرات العالم (سوى ذاته ) فانية والبقا لا يصح الا لها , لكن ذلك لايمنع ان تكون الـموجودات الامكانية ابدية بالغير اي ان اللّه تعالى يمدها دوما باسباب البقا وكلما استهلكت تجددت او كما يعبر عنه في الفلسفة ان ((الامكان بالذات )) لا يتنافى مع ((الوجوب بالغير)) (تامل جيدا).
اي كما ان اللّه سبحانه وتعالى يمد الجنة والنار دوما باسباب الوجود ويجعلهماباقيتان قائمتان دائما , فـكذلك تكون اجسام اهل الجنة واهل النار مشمولة بهذاالقانون اذ تبقى قائمة دوما بالامداد الالهي حتى تلقى جزاها الابدي من عقاب اوثواب وخلاصة القول ان الفنا يحصل في حالة عدم وجود امداد خارجي وانعدام التجدد.

2. هل يمكن للعرضي ان يصير دائما ؟
يـلاحظ في بعض كلمات الفلاسفة بان ((الاصول الحكمية دالة على ان القسر لايدوم على طبيعة , وان لكل موجود من الموجودات الطبيعية غاية ينتهي اليها وقتا وهي خيره وكماله , وان الواجب جل ذكـره اوجد الاشيا على وجه تكون مجبولة على قوة يتحفظ بها خيرها الموجود وتطلب بها كمالها الـمـفقود , الا ان يعوق له عن ذلك عائق ويقسر قاسر , لكن العوائق ليست اكثرية ولا دائمة والا لبطل النظام وتعطلت الاشيا وبطلت الخيرات , فعلم ان الاشيا كلها طالبة لذاتها للحق مشتاقة الى لقائه بـالذات , وان العداوة والكراهة طارية بالعرض , فمن احب لقا اللّه بالذات احب اللّه لقاه بالذات ومن كـره لقا اللّه بالعرض لاجل مرض طار على نفسه كره اللّه لقاه بالعرض , فيعذبه مدة حتى يبر من مرضه ويعود الى فطرته الاولى )) ((422)) .
والاجابة عن هذه المقولة ليست صعبة لان الاخطا والانحرافات قدتتجذر احيانا في وجود الانسان الـى درجـة تـغـدو معها ذات طبيعة ثانوية مثلما يحصل في هذا العالم حين يبلغ المجرم مرحلة من الانـحـراف حـتـى يـصبح يلتذ بجرائمه ,وتستهويه الامور التي ينفر منها الانسان السوي طبيعيا وفطريا , كما يلاحظ عندالاشخاص الذين اعتادوا ارتكاب الاعمال القبيحة التي تشمئز منهاالنفوس .
وحينما يبلغ الانسان مثل هذه المرحلة من الطبيعة الثانوية لا يبقى له اي طريق للعودة وهذا هو نفس الـشـي الـذي عـبرت عنه الايات السابقة بتعبير ((احاطة الخطيئة )) الذي يسبب انقلاب الطبيعة الانسانية .

3. الا يعتاد اهل النار على العذاب :
قـيـل احـيانا : ان اصحاب الحجيم يعذبون بعد دخولهم في نار جهنم بمقدار المدة التي قضوها وهم مـشـركـون في هذه الدنيا , ولكن بعد انتها هذه المدة يتحول عذاب جهنم الى نعيم بالنسبة لهم لانه يصبح امرا متناسبا مع طبيعتهم حتى انهم لو دخلوا الجنة شعروا بعدم الارتياح , والسبب في ذلك هو عدم تناسبها مع طبيعتهم .
انـهـم يـتـلذذون بما هم فيه من نار وزمهرير ومافيها من لدغ الحيات والعقارب كما يلتذ اهل الجنة بـظلال اشجار الجنة والحور والقصور وطوبى والكوثر ,وفي هذا العالم نرى البلبل يطربه اريج الزهور في حين ان بعض الحشرات القذرة يلتذ وينتشي بروائح القمامة الكريهة ((423)) .
هذا الوهم يشكل نقطة مقابلة للوهم السابق ايضا ويتناقض معه , وهو في نفس الوقت لا يتسق مع اي من الايات التي تؤكد خلود العذاب , لاسيما وان بعضهاقد صرحت بانه كلما نضجت جلودهم بدلناهم جـلـودا غـيرها ليذوقوا عذاب ربهم والتهديد بالخلود في النار هو تهديد بالعذاب الدائم , ولو انه تحول الى نعمة خالدة لما كان يتصف بالتهديد.
ان مثل هذه التفسيرات بشان الخلود تدل على ان اصحابها لم يجهدواانفسهم بالقيام بدراسة دقيقة او حـتى دراسة اجمالية لتلك الايات القرآنية ولو اننااعدنا قراة تلك الايات لتبين مقدار التناقض بينها وبين هذا الكلام الفارغ القبيح .
اضـافة الى ذلك , يجب الالتفات الى ان اعتياد الانسان على الالام له حدود ,فبعض الالام طفيفة يعتاد عـلـيـها الانسان بمرور الزمن لكن لو نقص الما في جسم الانسان مثلا فانه يعاني العطش , ويتعذر عليه عندئذ الاعتياد على ذلك , اي لا يمكنه عدم معاناة العطش مع قلة نسبة الم.

4. هل ان الخلود نوعي ام شخصي :
يـلاحـظ ان الـبـعض اعتبر الخلود ((خلودا نوعيا)) لا شخصيا , ومعنى ذلك ان نوع ((الانسان الـكافر)) يبقى في النار الى الابد , لكن الاشخاص يتبدلون , اي ان كل واحد منهم يقضي مدة معينة في عذاب جهنم , وبما انه يعطي مكانه الى آخر , فان بقا الانسان في جهنم سيبقى ابدي.
ومفهوم هذا الكلام ان خلقا آخر ياتي الى الدنيا في المستقبل , وينحرف منهم جماعة ايضا , فيكونون وقودا لنار جهنم , ويتصادف دخولهم فيها مع خروجهم الخلق السابق منها ((424)) .
وهـذا التفسير لاينسجم مع آيات خلود العذاب المتعلقة بالكفار , ويكفي قليل من التدقيق في الايات السابقة لفهم ذلك التناقض وعدم الانسجام لان تلك الايات تصرح بالخلود الشخصي , وهذه التاويلات لا تـتـعدى السبب الذي ذكرناه سابقا وهو ان العجز عن حل المشاكل في بحث الخلود قد دفعهم الى التشبث بمثل هذه التاويلات .

5. هل ينسجم الخلود مع العدل الالهي ؟
ان اهـم اعـتـراض يطرح في مسالة الخلود ـ وهو في الحقيقة الاعتراض الاساس فيها ـ هو عدم الـتـناسب بين الذنب وبين العقوبة فيقال كيف نرضى بان يتعذب الانسان الذي اسا في كل حياته وهي مائة عام على اكثر تقدير وكان خلالهايتخبط في الكفر والمعاصي ويعاقب مدة الف مليون عام ؟
هـذة الـقـضية لا تثير اي اعتراض طبعا في ما يخص النعم الالهية الخالدة في الجنة اذ لا عجب من فـضـل اللّه ورحـمـته وجزائه الاوفى , فرحمته قد وسعت كل عالم الوجود , اما في مجال العقاب فينبغي ان يكون هناك تناسبا بين الجريمة والعقاب ,وان اختل ذلك التناسب والتوازن فذلك مالا يتسق والعدل الالهي , والخلاصة ان مائة سنة من الكفر والذنوب تستوجب مائة عام من العقوبة لا اكثر.
ان استعصا هذا الاعتراض على الحل قد دفع ببعض الجماعات الى تاويل آيات الخلود واعتباره يعني طول المدة او انه الخلود النوعي لا الشخصي اوانه الاعتياد على تلك الاوضاع وامثال ذلك مما سبق القول فيه لكن وكما قلناسابقافان هذه التاويلات واهية جدا ولايمكن التعويل عليها ولاتنسجم قطعا مع ايات الخلود.

الجواب :
ان الـذين يطرحون هذا الاعتراض يغفلون نقطة اساسية وهي الفارق الموجود بين العقوبة الوضعية والعقوبة التكوينية التي هي النتيجة الطبيعية للاعمال او الحياة في محيط تلك الاعمال .
وتوضيح ذلك ان المقنن : قد يسن احيانا قانونا يقول فيه ان من يرتكب المخالفة الفلانية فعليه ان يدفع مـقـدارا مـن المال كغرامة مالية او يسجن مدة من الزمن , فمن البديهي في مثل هذا الموقف ان يكون هـنـاك تناسب بين ((الجريمة ))و ((العقاب )), فلا يمكن ان تقرر مثلا عقوبة الاعدام او السجن الـمـؤبـد لـلـمخالفة البسيطة وبعكس ذلك فمن غير المعقول تحديد عقوبة القتل بسجن يوم واحد ,فالحكمة والعدالة تستوجب التناسب الكامل بين تلك الحالات .
لـكـن الـعـقوبات التي هي في الحقيقة الاثار الطبيعية للعمل وتعتبر من خاصيته التكوينية او نتيجة حـضـور ذات العمل امام الانسان , لا تقر مثل هذه الاقوال سوا بشان آثار العمل في هذا العالم ام في العالم الاخر.
فلو قيل مثلا ان من يخالف تعليمات المرور ويقود سيارته بسرعة عالية ويتسابق بلا مبرر ويجتاز الـمـنـاطق الممنوعة قد يتعرض ـ وبسبب عدة لحظات من المخالفة ـ الى اصطدام عنيف يؤدي الى كسر يديه ورجليه ويبقى مقعدا طوال عمره فمنها لا يستطيع احد ان يقول ان هذه النتيجة المريرة غـير عادلة ازا هذه المخالفة البسيطة لان من المسلم به ان امثال هذه العقوبات ليست من وضع ادارة المرور حتى يؤخذ بنظر الاعتبار التناسب بين المخالفة والعقوبة , بل هو الاثر الطبيعي للعمل الذي فعله الانسان بارادته واوقع نفسه فيه .
وكـذلـك الـحـال , اذا قـيـل بضرورة اجتناب المشروبات الكحولية اوالمخدرات لانها تتلف القلب والمعدة والمخ والاعصاب خلال فترة وجيزة , ولكن لو تعمد احد تناولها واصيب بضعف الاعصاب الـشـديد وبامراض القلب والشرايين والقرحة كل ذلك في مقابل الفسق والمجون لايام معدودة , او يـبـقـى الـى آخـر عـمره يقاسي من شدة الالم والعجز والضعف ففي مثل هذا الحال لايمكن لاحد ان يتحدث عن عدم التناسب بين الذنب وعقوبته .
ولـو افـترضنا ان هذا الشخص قد عمر في هذه الدنيا بدل المائة عام الف عام او مليون عام , فينبغي عليه تحمل العذاب والالم طوال هذه المدة المديدة ازاعدة ايام قضاها في اللهو والمجون .
امـا فـي مـايـخـص الـعقوبات الاخروية فالمسالة اعمق من هذا بكثير , فالاثارالتكوينية للاعمال ونـتائجها بالغة الاهمية قد تبقى ملازمة للانسان الى الابد ,بل ان ذات العمل (كما ذكر في موضوع تجسد الاعمال ) يتجسد امام الانسان وبما ان ذلك العالم خالد , فان الاعمال الصالح منها والطالح تبقى خالدة مع الانسان وتكون وسيلة اما لشقائه او لسعادته .
ذكرنا سابقا بان ثواب وعقاب يوم القيامة يتصف بالاثار التكوينية وخواص العمل الذي اتى به الانسان فـي الـدنـيا , كمايقول القرآن الكريم :(وبدا لهم سيئات ماعملوا وحاق بهم ماكانوا به يستهزئون ) الجاثية ـ33.
وجا في الاية (54) من سورة يس : (ولا تجزون الا ماكنتم تعملون ).
وورد نفس هذا المضمون مع قليل من الاختلاف في آيات اخرى عديدة .
وبنا على هذا لا يبقى هناك اي مجال لطرح هذا التساؤل وهو لماذا لم يؤخذ بنظر الاعتبار التناسب بين الذنب والعقوبة ؟
ينبغي ان يحلق الانسان في سما السعادة بجناحي ((الايمان )) و ((العمل الصالح )) لينال بنعيم الجنة الابـدي ولذة القرب الالهي فان كان قد كسر جناحيه في لحظة من لحظات المجون او خلال المائة سـنة التي قضاها في هذه الدنيا , فعليه ان يعيش الى الابد في الذلة والشقا , فالقضية هنا ليست قضية الزمان والمكان وحجم الجريمة , بل هي قضية العلة والمعلول آثاره قصيرة المدى وبعيدة المدى , وقـديـكفي عود واحد من الثقاب لاحراق مدينة باكملها وقد يؤدي غرام واحد من بذورالشوك الى تـغـطية صحرا واسعة بالاشواك بعد مدة وجيزة ويكون سببا دائميا في ايذا الانسان , كما قد تكفي عـده غـرامـات من بذور الورد الى تغطية صحرا شاسعة باجمل الورود واشذاها رائحة تفوح منها العطور فتملا النفوس والقلوب بهجة وارتياح.
فان قال قائل ما التناسب بين عود الثقاب واحراق مدينة باكملها ؟ وماالعلاقة التناسبية بين عدة بذور من الشوك او من الورد وبين الصحرا الفسيحة ؟
فهل ان هذا السؤال منطقي ؟ من المؤكد , ل.
فـاعـمـالـنـا الصالحة والطالحة على هذا النمط ايضا, فقد تخلف وراهاآثاراخالدة واسعة وكبيرة (فتامل ).
والمسالة المهمة هنا هي ان القادة الربانيين والانبيا العظام واوصيائهم كانوا يحذروننا باستمرار من ان نتيجة امثال هذه الذنوب هي العذاب الابدي ,ونتيجة الاعمال الصالحة هي النعمة الابدية الخالدة تـمـامـا كالبستاني الماهر الذي يبين لنا مسبقا الاثار الواسعة التي تنتج عن بذور الورد او الشوك , ونحن الذين نختارمسارنا بوعي خلال هذا الطريق .
فهل نلوم احدا في هذه الحال ؟ ولمن نؤاخذ ؟ وعلى من نعترض سوى على انفسنا ؟
الى هنا ينتهي موضوع الثواب والعقاب وجوانبه المختلفة .

القرآن والشفاعة
تمهيد :
ان الـعـقوبات الالهية يوم القيامة ليست ذات طابع انتقامي سوا كانت عابرة ام طويلة الامد او ابدية , وسـوا كـانت جسمية ام روحية وسوا اعتبرناها كثارطبيعية للعمل او وضعية , وقدوضعت بهدف تربية الانسان او كضمانة لتنفيذالقوانين الالهية الرامية الى تنمية الكمال الانساني .
ولهذا السبب , نرى سبل النجاة مشرعة امام الانسان ـ في نفس الوقت الذي نرى فيه القرآن الكريم يصف العقوبات الالهية بالشدة ـ وتمنح الفرصة للمذنبين للرجوع عن الخطا واصلاح انفسهم وسلوك الطريق المؤدي الى اللّه تعالى .
وتـعتبر الشفاعة واحدة من هذه الوسائل لانها تعني في المفهوم الصحيح للكلمة انذارا للمذنبين بعدم هـدم جـسـور الـعـودة باجمعها والحفاظ على خطوطالاتصال مع اوليا اللّه , وان وقعوا في بعض الذنوب فلا يياسوا , وعليهم الشروع بالعودة حيثما كانوا والمسارعة نحو رحمة اللّه الواسعة .
ان بـحـث الشفاعة بجميع تفاصيله ونقاطه التربوية المثيرة التي وردت في آيات كثيرة من القرآن الكريم , يصب في هذا السياق .
ومـن الافضل الاكتفا بهذا التمهيد الموجز , ومن ثم نعود الى القرآن الكريم لنتعرف من خلاله على حقيقة ومفهوم الشفاعة وعلى جميع الامور المتعلقة به.
نستمع فيما يلي خاشعين الى الايات التالية التي قسمت الى عدة مجاميع وبالشكل الاتي :
1 ـ (فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) المدثر ـ48.
2 ـ (واتـقـوا يـوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولايقبل منها شفاعة ولايؤخذمنها عدل ولاهضم ينصرون ) البقرة ـ48 ((425)) 3 ـ (مالكم من دونه من ولي ولا شفيع ) السجدة ـ4 ((426)) .
4 ـ (قل للّه الشفاعة جميعا له ملك السموات والارض ثم اليه ترجعون ) الزمر ـ44.
5 ـ (من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ) البقرة ـ255.
6 ـ (يومئذ لاتنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا) طه ـ109 ((427)) .
7 ـ (ما من شفيع الا من بعد اذنه ) يونس ـ3.
8 ـ (وكـم مـن مـلـك في السموات والارض لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعدان ياذن اللّه لمن يشا ويرضى ) النجم ـ26.
9 ـ (ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة الا من شهد بالحق وهم يعلمون ) الزخرف ـ86.
10 ـ (ولا يشفعون الا لمن ارتضى ) الانبيا ـ28.
11 ـ (لايملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهدا) مريم ـ87.
12 ـ (وما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ) المؤمن ـ18.
تفسير وفذلكة :
المجاميع الخمسة لايات الشفاعة :
المصدر
Cant See Links


التوقيع :

لااله الا الله محمد رسول الله
laa ilaaha ilaa allaah muhameed rasoolullah

which means
None is Worthy of Worship But Allah and Muhammed is
the Messenger of Allah

قال تعالى:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي
الألْبَابِ *الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي
خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ*)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ))

ذكرى الله في الصباح والمساء
remembrance allah at morning and evening
Fortress of the Muslimحصن المسلم باللغة الانجليزية

ONLINE ISLAMIC BOOKS
http://www.kitabosunnah.com/islamibo...he-muslim.html




http://dalil-alhaj.com/en/index.htm









رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:55 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir