آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 18016 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 12522 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 18530 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 19969 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 54086 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 49303 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 41271 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 23837 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 24153 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 30054 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-07-2010, 07:06 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


موضوع للبحث



فتوى القرضاوي حول كوارث الجمرات

قبل بناء الجسور فوق الجمرات



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد ...

فمن الضرورة بمكان أن يفكر أهل العلم والفكر والسياسة في إيجاد حل لهذه المشكلة التي تتسبب في موت المئات من الحجاج كل عام ، وأن يقلل من عدد الحجاج الذين حجوا من قبل حج الفريضة، وأن يوسع العلماء على الناس بجواز إطالة زمن الرمي من الفجر حتى آخر الليل ، وعلى العلماء وأهل الاختصاص في كل بلد أن يقوموا بمهمة توعية الحجاج.

فيقول الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله : </<b>

فلا بد لأهل العلم والفكر من ناحية، وأهل السياسة والتنفيذ من ناحية أخرى: أن يفكروا في إيجاد حل مناسب لهذه المشكلة، وقديمًا قال الناس: كل عقدة لها حلاّل. وفي الحديث: " ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله" وهذا ينطبق على المعنويات، كما ينطبق على الماديات، وينطبق على الجماعات، كما ينطبق على الأفراد.

تقليل العدد إن أمكن: </<b>

أول هذه الحلول في نظري: أن نقلل من عدد الحجاج ما أمكننا، وخصوصًا الحجاج الذين حجوا قبل ذلك حجة الفريضة، وربما حج كثير منهم مرات ومرات. وأن نوعّي هؤلاء بأن أفضل لهم من حج النافلة، أن يتبرعوا بمبلغ الحج لإخوانهم المسلمين، الذين يموتون من الجوع، ولا يجدون ما يمسك الرمق، أو يطفئ الحرق، أو الذين يحتاجون إلى (مدرسة) يعلمون فيها أبناءهم فلا يجدونها، وبجوارهم مدارس (التنصير) تعرض عليهم أن تعلمهم مجانًا فيرفضون، أو الذين يحتاجون إلى (مستشفى) لعلاجهم من الأمراض المتفشية بينهم، أو إلى (مصنع) يشتغل فيه العاطلون من أبناء المسلمين، ويساهم في تنمية مجتمعاتهم، أو إلى (دار للأيتام) تكفل من مات آباؤهم ولم يتركوا لهم شيئًا يعيشون به. . إلى آخر ما يحتاج إليه المسلمون في أفريقيا وآسيا، وغيرهما من البلاد، وهم يفتقرون إلى الكثير والكثير.

ولو فقه المسلمون الذين يحجون للمرة السابعة أو العاشرة أو العشرين دينهم حقًا، وعلموا أن إطعام الجائع، وكسوة العريان، ومداواة المريض، وتعليم الجاهل، وتشغيل العاطل، وإيواء المشرد، وكفالة اليتيم، وإغاثة اللهفان: أحب إلى الله تعالى من حج النافلة، ما تزاحموا على الحج، وتركوا هذه القربات العظيمة، التي أراها فرائض على المسلمين قصروا فيها، وقد اتفق علماء الأمة على هذه القاعدة: "إن الله لا يقبل النافلة حتى تؤدي الفريضة".
وقد قال الربانيون: من شغله الفرض عن النفل فهو معذور، ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور.
ومن ذلك: أن يحدد عدد الذين يحجون من داخل المملكة، فهم يشكلون جمًا غفيرًا، وكمًا كبيرًا، وتستطيع السلطة في المملكة بوسيلة وأخرى أن تقلل من هذه الأعداد. وقد فعلت المملكة شيئًا من ذلك في السنوات الماضية بالنسبة للمقيمين فيها والعاملين بها، وبقي أن نتخذ شيئًا مناسبًا بالنسبة للمواطنين، وقد قرأت في الصحف أن هناك اتجاهًا لجعل الحج لأبناء المملكة كل خمس سنوات. ولا أدري هل صدر في ذلك قرار أوْ لا؟ وهو توجه معقول ومفيد.

أما فكرة تقليل عدد الحجاج من كل دولة حسبما اتفق عليه مع منظمة المؤتمر الإسلامي، من نسبة معينة لكل دولة، فلا أرى هذا ملائمًا الآن، فإن الذي أعلمه أن كثيرًا من الأقطار تطالب بزيادة نصيبها، لشدة الضغط عليها من الراغبين في الحج، ولهذا تضطر هذه البلاد لإقامة (قرعة) بين طلاب الحج، والغالب أن هذه القرعَة تكون بين الذين يطلبون الحج لأول مرة، وإن كان هناك كثيرون من الذين حجوا قبل ذلك، يجدون لهم طرقًا وأساليب يستطيعون بها أن يحققوا رغبتهم في الوصول إلى الأراضي المقدسة.

إجازة الرمي قبل الزوال: </<b>

وهناك أمر آخر في غاية الأهمية، وهو منوط بأهل العلم والفقه في هذه الأمة، وهو: أن نوسع في (زمن الرمي) ما وسع لنا الشرع في ذلك، حيث لا نستطيع أن نوسع المكان، إذ المرمي صغير كما هو معلوم، ثم لا بد أن يكون الرمي من مسافة قريبة، حتى يقع الحصى في المرمى، ولا يصيب الناس فيؤذيهم.

وما دام العدد كبيرًا، والمكان محدودًا، فليس أمامنا إلا توسيع الزمان، وهو: إجازة الرمي من الصباح إلى ما شاء الله تعالى من الليل.

وقد أجاز الإمام أبو حنيفة الرمي يوم النفر من منى من الصباح، فيرمي، ثم يحزم أمتعته لينـزل إلى مكة.

وإذا كان معظم الناس يتعجلون في يومين، كما قال تعالى: {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى} البقرة: 203 فلم يبق إلا يوم واحد، هو اليوم الثاني من أيام النحر.

وقد قال ثلاثة من كبار الأئمة بجواز الرمي قبل الزوال في الأيام كلها، وهم: عطاء، فقيه مكة، وفقيه المناسك، وأحد فقهاء التابعين. . وطاووس، فقيه اليمن، وأحد فقهاء التابعين، وهو وعطاء من تلاميذ حَبْر الأمة عبد الله بن عباس، وكذلك هو رأي أبي جعفر الباقر، من أئمة أهل البيت، وفقهاء الأمة المعتبرين.
بل قال هذا بعض المتأخرين من فقهاء المذاهب من الشافعية والمالكية والحنابلة، وهو رواية عن الإمام أحمد.
وهم لم يروا ما رأينا من الزحام، وموت الناس تحت الأقدام، فكيف لو شهدوا ما شهدنا؟

لقد قرر المحققون من علماء الأمة: أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان وحال الإنسان، وكلنا يؤمن بهذه القاعدة ويرددها، ويعدها من محاسن هذه الشريعة، فما لنا لا نطبقها، وهذا أوانها؟

ومما يؤكدها: أن هذه الملة حنيفية سمحة، وأنها قامت على اليسر لا على العسر، ولم يجعل الله في هذا الدين من حرج، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا" متفق عليه عن أنس.
وقال: " إنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين" رواه البخاري عن أبي هريرة.
وما سئل صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع عن أمر في الحج قدم أواخر، إلا قال للسائل: أفعل، ولا حرج.

وقد قرر العلماء عدة قواعد كلها ينفعنا في هذه القضية. منها قولهم: التكليف بحسب الوسع. المشقة تجلب التيسير. . إذا ضاق الأمر أتسع . الضرورات تبيح المحظورات. لا ضرر ولا ضرار.

ومما يؤكد ذلك أن المقصود من الرمي هو ذكر الله تعالى، كما جاء في الحديث "إنما جعل رمي الجمار والسعي بين الصفا والمروة لإقامة ذكر الله" رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة الأولى، ويقف طويلاً يدعو الله سبحانه، وكذلك في الجمرة الثانية. فهل يمكن أحدًا في هذه الأمواج المتلاطمة من الزحام أن يقف ويدعو؟

وقد استدل بعض العلماء بقوله تعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات، فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه) قال : واليوم باتفاق يبدأ من الصباح، بعد الفجر، أو بعد الشمس.

وقد رمى النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر جمرة العقبة في الصباح، ورمى بعد ذلك بعد زوال الشمس، وهو خارج لصلاة الظهر. ولهذا كان الرمي بعد الزوال سنة عنه، ولكن لم يأت نهي منه عليه الصلاة والسلام عن الرمي قبل ذلك.

على أن الرمي ليس من أساسيات الحج، فهو يتم بعد التحلل الثاني من الإحرام بالحج، وتجوز فيه النيابة للعذر، وأجاز فقهاء الحنابلة أن يؤخر الرمي كله إلى اليوم الأخير. وكل هذا يدل على التسهيل فيه، وعدم التشديد.
وحديث عروة بن مضّرس الطائي الذي رواه أصحاب السنن وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر بمزدلفة، وسأله عن حجه، فقال: " من شهد صلاتنا هذه، ووقف معنا حتى ندفع (أي إلى منى وطواف الإفاضة) وقد وقف بعرفة قبل ذلك ليلاً أونهارًا، فقد تم حجة، وقضى تفثه "، والرمي إنما يأتي بعد ذلك، فقد تم حجه، وقضى تفثه.

رسالة (يسر الإسلام) لابن محمود: </<b>

ألف العلامة الشيخ عبد الله بن زيد المحمود رئيس المحاكم الشرعية في قطر رحمه الله: رسالة في المناسك سماها (يسر الإسلام) أجاز فيها الرمي قبل الزوال، ودلل على ذلك باعتبارات وأدلة شرعية قوية، وإن كان مشايخ المملكة ـ وعلى رأسهم المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله ـ قد عارضوه وردوا عليه، وذلك منذ نحو 40 عامًا، ولكني أرى الدليل مع ابن محمود ، والضرورة توجب ترجيح فتواه.

من أدلة ابن محمود : </<b>

ولا يسعني هنا إلا أن أذكر أهم ما استند إليه الشيخ ابن محمود في رسالتة تلك من أدلة شرعية، واعتبارات مرعية، مستمدة من نصوص الشريعة السمحة، وقواعدها الضابطة، ومقاصدها الحاكمة.

قال رحمه الله: </<b>


فبما أنه ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نحر يوم العيد ضحى، وحلق يوم العيد ضحى، وطاف طواف الإفاضة يوم العيد ضحى، وسكت عن الأعداد، فجعله العلماء موسعًا يفعل في أي ساعة من أيام التشريق، فكذلك الرمي. ويدل لذلك ما روى البخاري، قال: حدثنا أبو نعيم، حدثنا مسعر عن برة قالت: سألت ابن عمر: متى أرمي الجمار؟ فقال: إذا رمي أمامك فارمه. فأعدت عليه المسألة، فقال: كنا نتحيّن، فإذا زالت الشمس رمينا، فهذا ابن عمر الذي هو أحرص الناس على اتباع السنة، قد أحال هذا السائل على اتباع إمامه فيه عند أول سؤاله، لعلمه بسعة وقته، ولو كان يرى أنه محدد بالزوال كوقت الظهر لما وسعه كتمانه، لأن العلم أمانة .
وعلق الشيخ ابن محمود على الفقهاء الذين ضيقوا في زمن الرمي، حتى إن كثيرًا منهم جعلوا وقته من الزوال إلى الغروب، وهو وقت ضيق جدًا، ومنهم من وسع بعد الغروب، ولكن منع الرمي قبل الزوال في كل حال، فقال وأجاد فيما قال ـ رحمه الله:" ولو فكروا في نصوص الدين بإمعان ونظر، لوجدوا فيه الفرج من هذا الحرج، لأن نصوص الدين كفيلة بحل كل ما يقع الناس فيه من الشدات والمشكلات. يؤكده أن الرمي أيام التشريق يقع بعد التحلل الثاني من عمل الحج، بحيث يباح للحاج أن يفعل كل شيء من محظورات الإحرام حتى النكاح. ولكون الإنسان إذا رمى جمرة العقبة يوم العيد وحلق رأسه، فقد تحلل التحلل الأول لحديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا رميتم وحلقتم فقد حل لكم الطيب وكل شيء إلا النساء". رواه أبو داود. فإذا طاف طواف الإفاضة،فقد تحلل التحلل الثاني، بحيث لو مات لحكم بتمام حجه، فناسب التسهيل وعدم التشديد في التحديد، إذ هي من فروع المسائل الاجتهادية.

يوضحه أن الفقهاء من الحنابلة والشافعية قالوا: إنه لو جمع الجمار كلها حتى جمرة العقبة يوم العيد فرماها في اليوم الثالث من أيام التشريق أجزأت أداء، لاعتبار أن أيام منى كلها كالوقت الواحد، قال في (المغني) و (الشرح الكبير)، وكذا في (الإقناع) و (المنتهى)، وهو المذهب، وحكى النووي في (المجموع): أنه الظاهر من مذهب الشافعي.

فمتى كان الأمر بهذه الصفة وأن أيام منى كالوقت الواحد حسبما ذكروا، فإذنْ لا وجه للإنكار على من رمي قبل الزوال، والحالة هذه، فإن من أنكر الرمي قبل الزوال أو بالليل بحجة مخالفتها لفعل النبي صلى الله عليه وسلم وفعل أصحابه، وقال: بجوار رميها مجموعة في اليوم الثالث، فإنه من المتناقضين الذين يرجحون الشيء على ما هو أولى بالرجحان منه، فإن رمي كل يوم في يومه ـ ولو قبل الزوال ـ أقرب إلى إصابة السنة، بحيث يصدق عليه أنه رمى في اليوم الذي رمى فيه رسول الله، سيما إذا صحب هذا الرمي ما يترتب عليه من الذكر والتكبير والدعاء والتضرع، بخلاف جمعها ثم رميها في اليوم الثالث في حالة الزحام، حتى لا يدري أصاب الهدف أم وقعت بعيدًا منه، فإن جمعها ثم رميها في اليوم الثالث إنما ورد في حق المعذورين برعاية الإبل من أجل غيبتهم عن منى، على أن كلا من الأمرين صحيح إن شاء الله، لدخول الناس كلهم في واسع العذر بداعي مشقة الزحام والخوف من السقوط تحت الأقدام.

وكل من تأمل الفتاوى الصادرة من النبي صلى الله عليه وسلم بعد التحلل الثاني يجدها تتمشى على غاية السهولة واليسر. فقد استأذنه العباس في أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته، فأذن له. على أن هذا الإذن مستلزم لترك واجبين، وهما: المبيت والرمي، ولم يأمره أن يستنيب من يرمي عنه، ولا من يسقي عنه، على أن الاستنابة في كلا الأمرين ممكنة.

وقيل له: إن صفية قد حاضت، قال: فهل طافت طواف الإفاضة؟ قالوا: نعم، قال: فلتنفر إذنْ، فأسقط عنها طواف الوداع، وهو معدود من الواجبات، ولم يأمرها في أن تستنيب من يطوف بدلها.
ورخص لرعاة الإبل في المبيت عن منى، بأن يرموا يوم النحر ثم يجمعوا جمار الأيام الثلاثة، يرمونها يوم النفر في أي ساعة شاؤوا من ليل أو نهار.

حديث (خذوا عني مناسككم): </<b>

وأما الاستدلال بحديث: " لتأخذوا عني مناسككم" وأن الرمي بعد الزوال هي من المناسك التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم والتي أمر أن تؤخذ عنه.


فالجواب: أن هذه كلمة جامعة، فإن المناسك التي نسكها رسول الله والتي أمر أن تؤخذ عنه تشمل الواجبات والمستحبات، مثل الاغتسال للإحرام، والتلبية والاضطباع في الطواف والرمل، وتقبيل الحجر، وصلاة ركعتي الطواف، وغير ذلك من العبادات التي نسكها رسول الله في حجه وهي من المستحبات، وكل من عرف قواعد الشريعة وأصولها المعتبرة وما تشتمل عليه من الحكمة والمصلحة والرحمة، ومنافاتها للحرج والمشقة، عرف حينئذ تمام المعرفة أن في الشريعة السمحة ما يخرج الناس عن هذه الشدة والمشقة التي يعانيها عند الجمار، لأن الدين عدل الله في أرضه ورحمته لعباده، لم يشرعه إلا لسعادة البشر في أمورهم الروحية والجسدية والاجتماعية. ومن قواعده أنه إذا ضاق الأمر اتسع والمشقة تجلب التيسير: (وما جعل عليكم في الدين من حرج) الحج: 78 (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) البقرة:185
فهذه المشقة التي يعانيها الناس عند الجمار لا يجوز نسبة القول بها إلى الشرع، ولا دليل على هذا التحديد لا من الكتاب ولا من السنة ولا قياس ولا إجماع.

غاية القول فيها أنه جرى على حسب الاجتهاد من الفقهاء الذين ليسوا بمعصومين من الخطأ، وليس من كلام رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى (إن هو إلا وحي يوحى) فإن رمي النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه وأصحابه فيما بين الزوال إلى الغروب، هو بمثابة وقوفهم بعرفة فيما بين الزوال إلى الغروب، على أنه لم ينته بذلك حد الوقوف، بل الليل كله وقت للوقوف.

وبما أن الرمي من واجبات الحج، فإنه يتمشى مع نظائره من الواجبات مثل النحر والحلق والتقصير، فيدخل بدخولها في الزمان، ويجاريها في الميدان، إذ الكل من واجبات الحج الذي يقاس بعضها على بعض عند عدم ما يدل على الفرق. وقد دلت نصوص الشريعة السمحة على أن الصواب في مثل هذه المسألة هو وجوب التوسعة، وعدم التحديد بالزوال، بل يجوز قبله وبالليل، كما دلت عليه نصوص طائفة من العلماء، فلم تجمع الأئمة ولله الحمد على المنع، ولا على وجوب هذا التحديد، إذ كانوا يردون ما تنازعوا فيه إلى الله وإلى الرسول، فيتبين لهم بذلك كمال دين الله وحكمة شريعته، وكونه صالحًا لكل زمان ومكان، قد نظم حياة الناس أحسن نظام، في شؤون عبادتهم من حجهم وصلاتهم وصيامهم.

الموسعون في وقت الرمي من العلماء: </<b>

وبالجملة، فإن القول بجواز رمي أيام التشريق قبل الزوال مطلقًا هو: مذهب طاوس وعطاء، ونقل في (التحفة) عن الرافعي ـ أحد شيخي مذهب الشافعي ـ الجزم بجوازه، قال: وحققه الأسنوي وزعم أنه المعروف مذهبًا.

وذهب الإمام أبو حنيفة إلى أنه يجوز الرمي قبل الزوال للمستعجل مطلقًا، وهي رواية عن الأمام أحمد، ساقها في (الفروع) بصيغة الجزم بقوله: وعنه: يجوز رمي متعجل قبل الزوال، قال في (الإنصاف): وجوز ابن الجوزي الرمي قبل الزوال، وقال في (الواضح): ويجوز الرمي بعد طلوع الشمس في الأيام الثلاثة وجزم به الزركشي.

ونقل في (بداية المجتهد) عن أبي جعفر محمد بن علي، أنه قال: رمي الجمار من طلوع الشمس.
وروى الدار قطني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله أرخص للرعاة أن يرموا جمارهم بالليل أو أية ساعة من النهار".
قال الموفق في كتابه (الكافي): وكل ذي عذر من مرض أو خوف على نفسه أو ماله كالرعاة في هذا، لأنهم في معناهم، قال: فيرمون كل يوم في الليلة المستقبلة، قال: في (الإنصاف) وهذا هو الصواب، وقال في (الإقناع) و (المنتهى): وهو المذهب.

فعلم من هذه الأقوال أن للعلماء المتقدمين مجالاً في الاجتهاد في القضية، وأنهم قد استباحوا الإفتاء بالتوسعة، فمنهم من قال بجواز الرمي قبل الزوال مطلقًا، أي سواء كان لعذر أو لغير العذر. ومنهم من قال بجوازه لحاجة التعجل، ومنهم قال بجوازه لكل ذي عذر، كما هو الظاهر من المذهب.

فمتى أجيز لذوي الأعذار في صريح المذهب أن يرموا جمارهم في أية ساعة شاؤا من ليل أو نهار، فلا شك أن العذر الحاصل للناس في هذا الزمان، من مشقة الزحام، والخوف من السقوط تحت الأقدام، أنه أشد وآكد من كل عذر، فيدخل به جميع الناس في الجواز، بنصوص القرآن والسنة وصريح المذهب، والنبي صلى الله عليه وسلم ما سئل يوم العيد ولا أيام التشريق عن شيء من التقديم والتأخير إلا قال: " أفعل ولا حرج"، فلو وجد وقت نهي قابل للرمي أمام السائلين لحذرهم منه، إذ لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه، فسكوته عن تحديد وقته هو من الدليل الواضح على سعته.. . والدين ما شرعه الله ورسوله، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عفوه واحمدوا الله على عافيته (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا) . أ. هـ

هذا ما قاله ابن محمود قبل أربعين عامًا، ولم ير الزحام ما رأينا اليوم، حتى يموت الناس بالمئات تحت الأقدام فكيف والحالة كما نرى ونسمع؟!

توعية الحجاج: </<b>

وأرى أن على العلماء في كل بلد أن يقوموا بمهمة توعية الحجاج ـ مصاحبين لهم في رحلتهم، و قبل أن يسافروا لأداء شعيرتهم ـ بما يجب عليهم من الرفق والسكينة، وعدم استخدام العنف، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله، وما دخل الرفق في شيء إلا زانه، ولا دخل العنف في شيء إلا شانه، ويبينوا لهم أن لا ضرورة للتكدس لرمي الجمرات في وقت معين، وأن الرمي يجوز في كل الأوقات، وعليهم أن يوزعوا أنفسهم على أوقات اليوم.

وإذا وافق المشايخ في المملكة على جواز الرمي قبل الزوال، تستطيع السلطات أن تتفق مع المطوفين: أن ينظموا أوقات الرمي لمن معهم، بحيث يتوزعون على أوقات اليوم، ولا يتكدسون عند الزوال، كما هو المشاهد.

كما ينبغي ترغيب بعض الحجاج في التأخر، وعدم التعجل، حتى لا يتزاحموا في اليوم الثاني، استعجالاً للنـزول إلى مكة، فلو بقى عدد معقول إلى اليوم الثالث، لساهم في تخفيف الزحام.
أسأل الله تعالى أن يفقه المسلمين في دينهم، وأن يبصرهم بفقه الموازنات، وفقه الأولويات، حتى يعرفوا مراتب الأعمال، ويعطوا لكل منها قيمته، من غير وكس ولا شطط. والحمد لله أولاً وآخرًا.

والله أعلم .


التوقيع :

لااله الا الله محمد رسول الله
laa ilaaha ilaa allaah muhameed rasoolullah

which means
None is Worthy of Worship But Allah and Muhammed is
the Messenger of Allah

قال تعالى:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي
الألْبَابِ *الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي
خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ*)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ))

ذكرى الله في الصباح والمساء
remembrance allah at morning and evening
Fortress of the Muslimحصن المسلم باللغة الانجليزية

ONLINE ISLAMIC BOOKS
http://www.kitabosunnah.com/islamibo...he-muslim.html




http://dalil-alhaj.com/en/index.htm









رد مع اقتباس
قديم 03-07-2010, 07:09 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: موضوع للبحث


السعودية: تدشين مشروع لتطوير جسر الجمرات في منى




منى: كمال إدريس
بدأت في السعودية أمس عمليات هدم جسر الجمرات في منى، ضمن خطة تطويرية لإعادة بناء جسر متطور من شأنه الحد من التزاحم والحوادث، حيث سيتم ضمن هذه الخطة تشييد جسر جديد مكون من طابقين ودور تحت الأرض مخصص للخدمات المساندة. وقال الدكتور أسامة البار، عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، لـ«الشرق الأوسط» إنه سيتم زيادة عرض الجسر بمقدار 20 مترا ليصبح العرض الكلي بمساحة 100 متر مربع ليتسع لـ250 ألف حاج في الساعة، مشيرا إلى أن الجسر الجديد سيزود بنظام تفريغ آلي للحصى من الأحواض، ونظام آلي لنظافة الجسر، إلى جانب نظام متطور للطوارئ، متوقعا أن تكتمل الصورة النهائية للجسر عام 1428 هـ. وسيتم خلال مراحل العمل على تطوير جسر الجمرات إنشاء نفق شمال منطقة جسر الجمرات بستة مسارات، وذلك لنقل الحركة من شرق مكة إلى غربها، وربطها بالطرق المرتبطة بسوقي العرب والجوهرة في مشعر منى لفك الاختناقات والازدحام على امتدادي الطريق. ويتوقع أن يسهل تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تطوير جسر الجمرات حركة نزول الحجاج في المشاعر إلى أسفل الجسر، وبذلك يتم فصل حركة المشاة عن السيارات على طريق النفق الجديد. وسيحتوي المشروع على عدد من الأدوار المتكررة، والسلالم، ومهابط للطائرات، ومواقع للإخلاء الطبي والإسعاف، بالإضافة إلى إنشاء أنفاق للمشاة من الجهة الغربية لتفويج حركة الحجيج.


Cant See Links


رد مع اقتباس
قديم 03-07-2010, 07:50 PM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: موضوع للبحث



حادثة ”جسر الجمرات”(رؤية شرعية)

دراسةٌ مختصرة لما حدث لبعض الحجاج المتعجلين عند ”جسر الجمرات”
في يوم الخميس الموافق: (12/12/1426هـ)


كتبه:
أبو محمد عبدالله بن محمد الحوالي الشمراني
باحث في الدراسات الإسلامية، وعضو الجمعية الفقهية السعودية





[للتواصل مع الكاتب]
ص ب: (103871) ـ الرياض: (11616)
فاكس المكتبة: (4910642/01)
Email: Cant See Links

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
أما بعد:
فقد آلمنا ـ كما آلم الأمة الإسلامية ـ ما حدث في ”جسر الجمرات” في يوم الخميس الموافق الثاني عشر من شهر ذي الحجة المحرم لهذا العام (1426هـ)، فراح ضحية هذا الحادث أكثر من (360) حاجًّا، غير مئات المصابين= نسأل الله أن يرحم من مات منهم، ويلهم أهلهم الصبر والسلوان، ويخلف عليهم خيرًا، ويعافي من أُصيب = فكتبت هذه الدراسة، والذي دفعني لها هو صياغة الخبر في ”قناة الجزيرة”، وما ذَكَرَته بعضُ ”الصحفِ المحلية”( )، كعادتها عند حدوث مثل هذا الحادث في كل سنة، بل بعضها تذكر ما تذكره قبل حدوث الحادث، وهو الكلام في ”الفتوى” في هذا البلد، وأنَّها سبب المشكلة، وأنَّ ”الفتوى” عندنا متضاربة، والتعبير عن ذلك بعبارات صحفية لا تناسب المصطلحات الشرعية، بل لا تناسب الطرح العلمي النـزيه.
وهذا ما حدث منهم عند اختلاف العلماء في حكم الاكتتاب في شركة ”ينساب”، وقد كتبت فيما يخص كلامهم على الاكتتاب كتابة بعنوان ”فقه الخلاف” [دروسٌ للمخالف في الاكتتاب]، وسترونها قريبًا إن شاء الله.
وقد جعلت دراستي حول ”حادثة جسر الجمرات” على نقاط سبعة؛ على النحو الآتي:

النقطة الأولى: الإيمان بالقضاء والقدر.
النقطة الثانية: اهتمام الحكومة السعودية بالحج والحجاج.
النقطة الثالثة: سبب ازدحام الناس، وهلاكهم.
النقطة الرابعة: فقه المسألة.
النقطة الخامسة: تكرار هذا الحادث.
النقطة السادسة: علاج المشكلة.
النقطة السابعة: الاصطياد في الماء العكر


.
[النقطة الأولى: الإيمان بالقضاء والقدر]

الإيمان بالقضاء والقدر هو ركن من أركان الإيمان العظيمة، الواردة في حديث جبريل ـ عليه السلام ـ المشهور، وقال الله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القمر].
قال شيخنا العلامة محمد ابن عثيمين رَحِمَهُ اللَّهُ:
(الإيمان بالقدر هو من ربوبية الله عز وجل، ولهذا قال الإمام أحمد رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى: (القدر قدرة الله) أ.هـ لأنَّه من قدرته، ومن عمومها بلا شك، وهو ـ أيضًا ـ سر الله تعالى المكتوم الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، مكتوبٌ في اللوح المحفوظ، في الكتاب المكنون، الذي لا يطَّلِع عليه أحدٌ... وعلى المؤمن أن يرضى بالله تعالى ربًا، ومن تمام رضاه بالربوبية، أن يؤمن بقضاء الله وقدره)( ) أ.هـ
ويجب أن يتحلى المؤمن بصفة عامة وذوي المتوفين والمصابين في حادثة الجمرات على الخصوص بهذه الخصلة، فمن آمن بالقضاء والقدر لذ له العيش، ومن لم يؤمن به تعس في الدنيا والآخرة. يقول الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)} [الحديد].
وقد رأيت من كلام بعض الناس تجاه هذه الحادثة ما يخالف هذا العقيدة؛ ومن ذلك قول أحدهم: (فعلاً قهر والله!! كل هذه الإمكانات المسخرة للحج، وكل سنة حجاج يتوفون!!).
ونحن حين نحتج بالقضاء والقدر لم نحتج به إلا بعد فعل الأسباب والتوكل على الله تعالى، وهذا ما تتحدث عنه النقطة الثانية...

[النقطة الثانية: اهتمام الحكومة السعودية بالحج والحجاج]

لم يكن أمر الحج خاص بهذا العام دون غيره، بل الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة، ومن جحده فقد كفر، لذا حج الناس مع النبي ، ولا يزالون يحجون بعد وفاته إلى يومنا هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولذا كان أمر الحج محل عناية كل حكام المسلمين حتى آل الأمر إلى الدولة السعودية فوضعت أمر الحج بل أمر الحرمين الشريفين عامة محل عناية، وخصصت لذلك ”المليارات” الكثيرة، وقدمت مشاريعه على مشاريع كثيرة يراها الناس من المشاريع التنموية، وأنشأت ”معهدًا” خاصًا بالبحوث والدراسات المتعلقة بالحج، وتنتدب آلاف العسكر من القوات المسلحة، والحرس الوطني، والداخلية بكافة الأفرع، وهذا غير المدنيين من كافة الجهات الحكومية، كل ذلك لخدمة حجاج بيت الله الحرام، ومن يحج كل عام، وينظر إلى هذه الجهود يعرف حقيقة ما أقول( ).
ومع كل هذه الجهود، يبقى القول بأنَّ تنظيم ما يزيد على المليونين شخص في بقعة صغيرة ومحدودة ليس بالأمر الهين، وما حصل لا يتمناه مسلم في قلبه مثال ذرة من إيمان، فكيف بدولة أنفقت المليارات من أجل التسهيل أمر الحجاج.
ولكن مع كل هذه الجهود إلا أنَّ مشيئة الله فوق كل شيء، وقدّر الله وما شاء فعل، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لله وإن إليه راجعون، ونقول للحكومة السعودية وفقها الله {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ} [التوبة: 91].

[النقطة الثالثة: سبب ازدحام الناس، وهلاكهم]

إنا ما حصل عند ”جسر الجمرات” ، وإنا كنا نتضرع إلى الله، ونبتهل إليه بأن يكون الأخير، إلا أنَّه لم يكن الحادث الأول، ولا الثاني، ويرجع ذلك إلى أسباب عدة؛ ومن أهمها:

(1) استعجال نسبة كبيرة جدًا من الحجاج، ورغبتهم في الرمي في أوّل الوقت، لكي يتسنى لهم الذهاب إلى ”الحرم” لإكمال النسك، ومن ثم الرحيل إلى وطنهم، وتشدد كثير من الحملات (التجارية) على الحجاج، وتطالبهم بالانتهاء من جميع أعمال المناسك، في وقتٍ مبكر، لأنَّ الرحلات سواءً البرية أو الجوية مجدولة وفق أوقات معينة، بل ومحسومة، ولا تسمح ـ جل الحملات التجارية ـ لهم بالمبيت بـ ”منى” ليومٍ ثالث، بل وتشترط عليهم ذلك قبل السفر للحج، ولو نظمت الحملات السفر، وجعلته على دفعتين الأولى يوم الثاني عشر، والثانية يوم الثالث عشر لكان أولى، ولكن هذا خلاف المراد عند الحملات التجارية، وأيضًا عند كثير من الحجاج.
(2) وجود الكثير من الحجاج في مباسط أرضية حول ”جسر الجمرات” بطرق عشوائية، وبعضهم قد نصبوا ما يُسمّى بـ ”الخيام البحرية”، فأعاقوا مسيرة الراغبين في الرمي.
(3) يوجد أعداد غير قليلة من الحجاج ممن يستعجلون الرمي يأتون إلى ”الجسر” وهم محمّلون بالأمتعة، لكي يرموا وينصرفوا مباشرة.
(4) تجمع أعداد كبيرة جدًا من الحجاج يتجاوزن (600.000) حاج عند ”الجسر” تحسبًا للوقت الذي يفتي ببدء الرمي فيه جمهور العلماء، عندها يتقدمون دفعة واحدة، وبغير تنظيم منهم، ولا ترتيب، فيتسببون في المأساة.
علمًا بأنَّ الأعداد التي تحضر للصلاة في ”المسجد الحرام” قد تتجاوز (2.000.000) مصلٍ، ومع ذلك يجتمعون لأداء الصلاة، ويقفون لأدائها في صفوف منتظمة، بكل خشوع وطمأنينة، ولا يحدث مثل الجمرات، ويجتمع داخل ”المسجد الحرام” أعداد هائلة، ويطوفون حول ”الكعبة” شرفها الله، ولا نسمع بما نسمعه في ”جسر الجمرات”، علمًا بأنَّ وقوف الأعداد الكبيرة للصلاة في ”المسجد الحرام” يكون في وقتٍٍ واحد وقصير جدًا، وهو أقل بكثير من الوقت المخصص للرمي وفق رأي الجمهور.
لو قارنَّا بين تجمع المسلمين في ”المسجد الحرام”، وتجمعهم عند ”جسر الجمرات” رأينا أنَّ العدد لا دخل له في الحادث، بل السبب هو ازدحام الناس وتجمعهم ـ محملين بالأمتعة ـ عند المنافذ تحسبًا للحظة معينة ينطلقون فيها، عِلمًا بأنَّ الوقت أطول من هذه اللحظة.
(5) ومن الملاحظ أنَّ أغلب من يتضرر في هذا الحادث هم من الحجاج قليلي العلم والبصيرة، فهم لا يلتزمون بكثير من الأنظمة والتعليمات، وهذه الشريحة( ) تعاني منها الجهات المنظمة للحج في كل موسم، وتعليم هؤلاء من مسؤولية ”مؤسسات الطوافة” التي تأتي بهم وترميهم في مشعر ”منى” يفترشون الشوارع، ويستظلون بالجسور والكباري، فالله حسيبهم.
وبعد هذا؛ نجد أنَّه من الظلم ـ والله ـ تحميل ”الحكومة السعودية” التي أنفقت المليارات لتفادي هذا الأمر، أقول من الظلم تحميلها مسؤولية هذا الحادث وتبعاته.
ومن المضحك الإشارة إلى بعض ما قيل في أسباب الحادث؛ مثل:
(1) وجود ”موكب” لأحد كبار الشخصيات! ولا أعلم لماذا لم نسمع بهذا ”الموكب”، إلا في هذا اليوم؟! ألم يرمِ صاحب ”الموكب” صباح يوم العاشر، ويوم الحادي عشر؟! لما لم تأتِ مشكلته إلا في هذا اليوم؟! وألم يسر ”الموكب” في أماكن في ”عرفة”، و ”مزدلفة”؟! لما لم يأتِ ضرر هذا ”الموكب” إلا في هذا اليوم فقط؟! وفي هذا المكان؟! ألم يكن في وسع هذا الموكب ومن فيه، أن يرموا قبيل الغروب بعد أن يخف الزحام؟!
أسئلة متعددة نترك الإجابة عنها لمن كان له السبق في اكتشاف هذا الحدث العالمي.
ثم إنَّ الشخصيات الكبيرة (كما هو معروف)، لا يرمون بأنفسهم في يوم الثاني عشر، بل يوكِّلون من يرمي عنهم، وينصرفون، وهذه عادة يفعلها كثيرٌ منهم.
(2) تصدع ”جسر الجمرات” متأثرًا بكثرة البارود المستعمل في دك جبال ”مكة”، وأنا لا أعرف لماذا لم يتأثر من دك الجبال إلا ”جسر الجمرات” فقط؟! ولماذا لم يكن تصدعه إلا حين الاستعجال في الرمي في ذلك اليوم؟! والغريب أنَّ ”الجسر” اُسْتُعْمِل للرمي بعد الحادثة، وكذلك في اليوم الثالث عشر، ولو كان متصدِّعًا لما سُمح بالرمي عليه بعد ذلك.
أما قيام ”الدولة” بإزالته فهذا تبعًا لخطةٍ مدروسة من قَبْلِ الحادث، وجاءت الإزالة ليقوم مقامه مشروعٌ ضخم يُطَوّر فيه ”موقع الجسر” ليكون عبارة عن أربعة طوابق، بكامل خدماتها، وتخدم قرابة (4.000.000) حاج في اليوم، وقد أُعْلن عن هذا المشروع منذ زمن، وما إن انتهت المناسك، حتى بدأ الشركات تعمل فيه بطاقة (5000) عامل، بتكلفة تجاوزت (4.2) مليار ريال( ).
وكثير مِمَّن يكذبون في التحليل يستندون إلى ”شاهد عيان”، ليهربوا من تبعية الخبر، ولا يجرؤن على تسمية شخص أو جهة، ولعل مستندهم (شاهد عيَّان) بتشديد الياء، ولو كان بتخفيف الياء، وأمينًا في نقله، لما نقل إليهم خلاف الواقع.


يتبع إن شاء الله =

--------------------------------------------------------------------------------

السديس23 01 2006, 08:52 م
[النقطة الرابعة: فقه المسألة]

إنَّ للحادث أسبابًا ذُكرت، وليس منها الفتوى الشرعية (عدم جواز الرمي قبل الزوال)، ولكن يصر بعض الناس ـ بقصد أو بغير قصد ـ إثارة هذه المسألة، وكثيرٌ منهم ليس مختصًا بالفقه، لذا نراهم عند طرق المسألة يأتون بالعجائب والغرائب( )، ولا غرابة في ذلك، ففاقد الشيء لا يعطيه.
ولحساسية الأمر سأذكر فقه المسألة؛ ليعرف كل من اطلع على هذه الدراسة حقيقة الأمر.
[فقه المسألة]( ):
للرجم أيام التشريق قولٌ مجمعٌ عليه، ولا إشكال فيه، ووقتان آخران محلان للخلاف؛ على النحو الآتي:
الوقت الأول: الرمي من بعد زوال الشمس إلى غروبها.
وهذا الوقت محلٌ للرمي عند الجميع، ولا إشكال فيه، فلا نطيل.
الوقت الثاني: الرمي بعد غروب الشمس (الرمي ليلاً).
والمشهور من مذهبنا (الحنابلة)، القول بعدم جواز الرمي في هذا الوقت، ولكن الراجح ـ والله أعلم ـ جوازه، وقال بذلك الحنفية، وبعض المالكية، وهو وجهٌ مشهور [خلاف الصحيح] عند الشافعيَّة، وبه يفتي بعض مشايخنا الأفاضل.
وهذا القول نقول به لأمرين:
الأمر الأول: رجحانه ـ من حيث الدليل ـ على القول بعد الجواز، وبيان ذلك:
(1) سُئِلَ النَّبِيُّ  فَقِيلَ لَهُ: رَمَيْتُ بَعْدَ مَا أَمْسَيْتُ؟ فَقَالَ : (لاَ حَرَجَ)( ).
(2) قال عبدالرجمن بن سابط رَحِمَهُ اللَّهُ: (كان أصحاب رسول الله  يقدمون حجاجًا، فيَدَعُون ظهرهم، فيجيئون فيرمون بالليل)( ).
(2) أنَّ النبي  وقّت لنا أوّل الوقت للرمي، ولم يوقّت لنا آخره، ولو كان آخره غروب الشمس بينه لنا .
(3) من حدّد آخر الوقت بغروب الشمس، فتحديدٌ بلا دليل.
والأمر الثاني: لما في هذا القول من التيسير للحجاج، وذلك بتوسيع وقت الرجم( ).
والقول بالرمي في هذا الوقت لا يثار حوله كثير كلام، والمحك عند الوقت الثالث الآتي...
الوقت الثالث: جواز الرمي قبل الزوال( ).
والقائلون بجواز الرمي في هذا الوقت يحتاج ذكر مذهبهم إلى تفصيل، فأقول وبالله التوفيق:
يرى الإمامان الجليلان طاووس بن كيسان اليماني، وعطاء بن أبي رباح جواز الرمي فيه مطلقًا( ).
ويرى الحنفيَّة جواز الرمي قبل الزوال في اليوم الثالث عشر فقط، أما اليوم الثاني عشر فلا يرون جواز الرمي قبل الزوال إلا للمتعجل فقط، أما غير المتعجل فلا يرمي قبل الزوال، على الرواية المشهورة( ).
أما صاحبا أبي حنيفة( )، والمالكية، والشافعية في المعتمد عندهم، والحنابلة على الصحيح من المذهب( )، فيرون أنَّ الرمي لا يكون قبل الزوال، بل بعده.
وبعض أهل العلم يرون أنَّ الرمي قبل الزوال لا يجوز إلا لمن أخّر رمي يوم إلى اليوم الذي بعده.
والذي يترجَّح في المسألة هو رأي الجمهور القائلين بمنع الرمي قبل الزوال، وأدلتهم( ):





رد مع اقتباس
قديم 03-07-2010, 07:54 PM   رقم المشاركة : 4
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: موضوع للبحث

1 ـ قول الله تعالى: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة: 203]، واليومان هما ـ بالاتفاق ـ يومي الحادي عشر، والثاني عشر، فمن رمى صباح الثاني عشر، لم يكنْ تعجَّل في يومين، بل تعجَّل في يومٍ وشيءٍ يسيرٍ من اليوم الثاني. أمَّا مَنْ رمى بعد الزوال، فقد تعجَّل ليومين، لأنَّه مكثَ يومًا كاملاً، وأكثرَ الثاني، وإذا مرَّ أكثرُ اليوم عُبِّر عنه باليوم، كما هي عادة الشارع.
2 ـ أنَّ النبي  رمى بعد الزوال، وقال: ((لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ))( ).
3 ـ أنَّ النبي  بادر بالرمي حين زالت الشمس، ورمى قبل أن يصلي الظهر، وكأنه  بفعله هذا يترقب زوال الشمس ليرمي ثم يصلي الظهر.
4 ـ لو كان الرمي قبل الزوال جائزًا ـ كالرمي يوم النحر ـ لفعله النبي ، لما في ذلك فوائد؛ منها:
(1) أنَّ في ذلك فعلاً للعبادة في أول وقتها، وهو أمر محمود في الشرع.
(2) ولما في ذلك من التيسير على الأمة.
(3) ولما في الرمي قبل الزوال من تطويل لوقت الرمي، وهو ما تتمناه الأمة.
(4) ويؤد هذا قول عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: (مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ  بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلاَّ أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ)( ). فلمَّا لم يختر النبي  الرمي قبل الزوال، وعدل إلى الرمي بعد الزوال مع ما فيه من تضييق الوقت، دلَّ على عدم جوازه، وأنَّهم إثمٌ، وهذا ظاهرٌ من نص الحديث، والحمد لله.
5 ـ لو كان الرمي قبل الزوال جائزًا، لرمى النبي ، ولو مرة واحدة، أو فعله بعض الصحابة  وأقرّه النبي ، وقد رُوي في مصادر السنة أنَّ الصحابة  قدّموا وأخّروا في بعض المناسك، فبلغ ذلك النبي  فقال لهم: (افْعَلْ وَلاَ حَرَجَ)( )، وأخرجت لنا مصادر السنة الكثير مِمَّا فعله النبي ، في حجة الوداع، وكذلك الصحابة الكرام .
6 ـ ذكر بعض أهل العلم أنَّ رمي الجمار يدخل ضمن المسائل الشرعية التي لا تُعرف بالقياس، بل بالتوقيف. وقالوا ذلك ردًا على من أجاز الرمي قبل الزوال قياسًا على الرمي يوم النحر( ).
ومن خلال العرض السابق نرى أنَّه لم يقل بالرمي قبل الزوال من الأئمة غير أبي حنيفة ، وخالفه في ذلك صاحباه الإمامان الجليلان: محمد بن الحسن الشيباني، والقاضي أبو يوسف رَحِمَهُمَا اللَّهُ.
وبناء على ما سبق تبين لنا أنَّ قولَ أبي حنيفة  مخالفٌ للأدلة من ”الكتاب”، و ”السنة”، وعمل كثير من السلف من لدن الصحابة  فمن بعدهم على خلاف قوله، يقول العلامة محمد الأمين الشنقيطي رَحِمَهُ اللَّهُ:
(اعلم أنَّ التحقيق أنَّه لا يجوز الرمي في أيام التشريق إلا بعد الزوال؛ لثبوت ذلك عن النبي  ...
وبهذه النصوص الثابتة عن النبي  تعلم أنَّ قول عطاء وطاووس بجواز الرمي في أيام التشريق، قبل الزوال، وترخيص أبي حنيفة في الرمي يوم النفر قبل الزوال، وقول إسحاق: إن رمى قبل الزوال في اليوم الثالث أجزاه؛ كل ذلك خلاف التحقيق؛ لأنَّه مخالف لفعل النبي  الثابت عنه، المعتضد بقوله : (لِتَأْخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ). ولذلك خالف أبا حنيفة في ترخيصه المذكور صاحباه محمد وأبو يوسف، ولم يرد في ”كتاب الله” ولا ”سنة نبيه ” شيءٌ يخالف ذلك، فالقول بالرمي قبل الزوال أيام التشريق، لا مستند له ألبتة، مع مخالفته للسنة الثابتة عنه ، فلا ينبغي لأحد أن يفعله، والعلم عند الله تعالى)( ) أ.هـ
ولحساسية مسألة الرمي قبل الزوال، نجد أنَّها كانت محل اهتمام العلماء وطلاب العلم في وقتنا هذا، فقام جماعة منهم ببحث المسألة، وممن وقفت عليه:
(1) بحثٌ لفضيلة الدكتور شرف بن علي الشريف بعنوان: ”رمي الجمرات وما يتعلق به من أحكام”.
(2) بحث لفضيلة الشيخ عبدالمحسن الزامل.
وقد خلص الاثنان إلى القول بعدم جواز الرمي قبل الزوال، موافقة للجمهور، وتبعًا للدليل.
ومن خلال ما نرى في الحج، ونسمع من أحوال الحجاج، نجد أنَّ الوقت الذي يطالب بإفتاء الحجاج بالرمي فيه هو قبل الزوال، وتحديدًا يوم الثاني من أيام التشريق، لما في ذلك ـ حسب قولهم ـ من التيسير للحجاج، ورفع للمشقة عنهم.
وللرد على ذلك نقول:
أولاً: إنَّ النصوص الثابتة دلت ـ كما سبق ـ على أنَّ الرمي يبدأ حين تزول الشمس.
ثانيًا: إنَّ الحاج الذي يريد أن يكون حجه كما فعل النبي ؛ عليه أن يفعل كما فعل ، وأن يرمي بعد الزوال.
ثالثًا: إنَّ ازدحام الناس عند ”جسر الجمرات” في يوم التعجيل ليس بسبب القول الراجح، بل بسبب آخر، كما سبق في النقطة الثالثة، وسيأتي تأكدي ذلك في النقطة الخامسة.
وبناء على ما سبق؛ تعلم أنَّ كثيرًا ممن كتبوا في المسألة من ”كُتَّاب الصحف”، تكلّم فيها بجهل، وعدم فقه هؤلاء بالمسألة دعاهم للكلام على أهل العلم، كما أنَّ جهلهم بفقه مسألة (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ)( ) جعلهم يخوضون فيها في ”الصحف” بغير علم، وبسبب جهلهم بفِقْهِها تكلّموا على ”المؤسسات الدينية” في البلاد، وعلى رأسها ”مجلس القضاء الأعلى”( ).
ولذا نراهم إذا أفتى المفتي( ) بفتوى مخالفهم لأهوائهم؛ اتهموه بـ ”الأحادية”، ولاموه، واتهموا فتواه بأنَّها لا تواكب احتياج العصر، ويجب أن تتغير الفتوى بتغير الزمان والمكان...إلى آخر افتراءاتهم المعروفة.
وبعض ما يقولونه حقٌّ، ولكن أريد به باطل، وكثير ممن يتكلّمون في ”الصحف”، ويطالبون بهذه المطالب لا علم لهم بـ ”المسائل الشرعية”، ولا بـ ”فقه التيسير”، ولا معناه الشرعي، ولا ضوابطه، ولا دراية لهم بمقاصد الشرع من التكليف بكثير من الأحكام.
ويزعمون بجهلهم أنَّ كل الأقوال الفقهيَّة صحيحة، وأن المسلم بوسعه الأخذ بأي فتوى شاء، فتراهم يتبنون الفتوى الموافقة لأهوائهم، ويناضلون عنها، ولو كانت شاذة، ولو لم يقل بها إلا واحد، وحتى لو لم يكن معه دليل، بل ولو كان الدليل مخالفًا لهذا القول، المهم أن المسألة فيها خلاف، وأنَّ ما يقولون به قال به بعض العلماء أو أحدهم، فتراهم لا مذهب لهم، ولا منهج شرعي عندهم في أخذ الفتوى.

----------------------------------
( ) للتأكد مِمَّا قلت؛ يُنظر ما ذكرته في النقطة السابعة نقلاً عن الصُّحُفِّيين، ولاسيما المقالين الثاني والثالث.
( ) تكلّمت على المسألة بشيءٍ من الاختصار، وهي بحاجة إلى بحثٍ مُفَصَّل، تجمع فيه الأدلة، وكلام أهل العلم فيها، وبعض من تكلّم في المسألة من السلف، والأئمة روي عنه فيها أكثر من قول، وأقوالهم تحتاج إلى تحرير.
ومن أراد المزيد في مسألة الرمي في أيام التشريق؛ فلينظر:
للحنفية: ”بدائع الصنائع” (2/137 ـ 138)، و ”البحر الرائق” (2/610 ـ 612)، و ”حاشية ابن عابدين” (2/555).
وللمالكية: ”النوادر والزيادات” (2/401)، و ”جامع الأمهات” (ص 200)، و ”منح الجليل” (2/289 ـ 290).
وللشافعية: ”البيان” (4/350 ـ 351)، و ”المجموع” (8/211 ـ )، و ”الإيضاح” (ص 365).
وللحنابلة: ”الكافي” (2/449 ـ 450)، والشرح الكبير” (9/241)، و ”الفروع” (3/518 ـ 519)، و ”الإنصاف” (9/237 ـ 239)، و ”الشرح الممتع” (7/384 ـ 385).
وللظاهرية: ”المحلى” (7/187).
( ) أخرجه البخاري في: ”صحيحه” (1648)، من حديث ابن عباس ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَ ـ مرفوعًا.
وفي الاستدلال بهذا الدليل نظر، لأنَّ السؤال وقع عن رمي جمرة العقبة في يوم النحر، لا الرمي في أيام التشريق، ثم إنَّ قول السائل: (بَعْدَ مَا أَمْسَيْتُ)، لا يلزم منه أنَّه رمى في الليل، يقول الحافظ ابن حجر ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ في: ”فتح الباري” على تبويب البخاري:
(قَوْله: (بَابُ: إِذَا رَمَى بَعْد مَا أَمْسَى، أَوْ حَلَقَ قَبْل أَنْ يَذْبَح نَاسِيًا أَوْ جَاهِلاً). أَوْرَدَ فِيهِ حَدِيث اِبْن عَبَّاس فِي ذَلِكَ, وَسَيَأْتِي الْكَلاَم عَلَيْهِ فِي الْبَاب الَّذِي بَعْده... وَأَمَّا قَوْله: (إِذَا رَمَى بَعْدَمَا أَمْسَى)؛ فَمُنْتَزَع مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس فِي الْبَاب. قَالَ: (رَمَيْت بَعْدَمَا أَمْسَيْت): أَيْ بَعْد دُخُول الْمَسَاء, وَهُوَ يُطْلَق عَلَى مَا بَعْد الزَّوَال إِلَى أَنْ يَشْتَدّ الظَّلاَّم, فَلَمْ يَتَعَيَّن لِكَوْنِ الرَّمْي الْمَذْكُور كَانَ بِاللَّيْلِ) أ.هـ
وقال رَحِمَهُ اللَّهُ في موضعٍ آخر:
(رِوَايَة اِبْن عَبَّاس: ”أَنَّ بَعْض السَّائِلِينَ قَالَ: رَمَيْت بَعْدَمَا أَمْسَيْت”، وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْقِصَّة كَانَتْ بَعْد الزَّوَال لِأَنَّ الْمَسَاء يُطْلَق عَلَى مَا بَعْد الزَّوَال, وَكَأَنَّ السَّائِل عَلِمَ أَنَّ السُّنَّة لِلْحَاجِّ أَنْ يَرْمِيَ الْجَمْرَة أَوَّلَ مَا يَقْدَم ضُحًى، فَلَمَّا أَخَّرَهَا إِلَى بَعْد الزَّوَال سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ, عَلَى أَنَّ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو مِنْ مَخْرَج وَاحِد لاَ يُعْرَف لَهُ طَرِيق إِلاَّ طَرِيق الزُّهْرِيِّ هَذِهِ عَنْ عِيسَى عَنْهُ, الاِخْتِلاِف فِيهِ مِنْ أَصْحَاب الزُّهْرِيِّ, وَغَايَته أَنَّ بَعْضهمْ ذَكَرَ مَا لَمْ يَذْكُرهُ الْآخَر, وَاجْتَمَعَ مِنْ مَرْوِيّهمْ وَرِوَايَة اِبْن عَبَّاس أَنَّ ذَلِكَ كَانَ يَوْم النَّحْر بَعْد الزَّوَال وَهُوَ عَلَى رَاحِلَته يَخْطُب عِنْد الْجَمْرَة) أ.هـ

( ) أخرجه ابن أبي شيبة في: ”المصنف” (15320) بإسنادٍ صحيح عنه، ومعنى قوله: (يَدَعُون ظهرهم)؛ أي: يأتون الجمرة مشيًا على الأقدام.
( ) تأمل! أنَّ التيسير في هذه المسألة للحجاج جاء تبعًا للدليل، وموافقًا له، لا مخالفًا له، وسيأتي مزيد إيضاح لهذه المسألة.
( ) المراد رمي الجمار في أيام التشريق، ولا يدخل في هذا الخلاف رمي جمرة العقبة في يوم النحر.
( ) الظاهر من كلام عطاء ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ أنَّ الإجزاء فيمن رمى قبل الزوال خاصٌّ بمن جهل الحكم، وذلك دفعًا لمشقة الرمي مرة أخرى.
والظاهر من كلام طاووس أنَّ جواز الرمي قبل الزوال خاصٌّ باليوم الثاني عشر، وللمتعجل فقط، والله أعلم.
عِلمًا بأنَّه روي عنهما الرمي بعد الزوال.
انظر: ”المصنف” لابن أبي شيبة (14576)، و (14580)، و (14582)، و ”البيان” (4/350 ـ 351).
أمَّا ما يُروى عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؛ فخاصٌّ باليوم الثالث عشر، لا الثاني عشر، ونصه: (إذا انتفخ النهار من يوم النفر الآخر؛ فقد حل الرمي، والصدر)، وهو من أدلة أبي حنيفة ، وقوله: (انتفخ النهار)؛ أي: ارتفع. وقوله: (النفر الآخر)؛ أي: اليوم الثالث عشر.
وهذا الأثر أخرجه البيهقي في: ”سننه الكبرى” (5/152)، وضعفه بقوله عن أحد رجاله: (طلحة بن عَمْرو المكي ضعيف) أ.هـ
وأخرج ابن أبي شيبة في: ”المصنف” (14578)، من طريق: وكيعٍ، عن ابن جُرَيْج، عن ابن أبي مُلَيْكَة قال: (رمقت ابن عباس رماها عند الظهيرة، قبل أن تزول). وهذا إسنادٍ جيد، فابن جُريج ثقة، وإن كان الأئمة رموه بالتدليس و الإرسال، وتكلّموا على روايته إذا لم يُصرّح بالسماع، إلا أنَّ الإمام يحيى بن سعيد القطان ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ قال: (أحاديث ابن جُرَيْج، عن ابن أبي مُلَيْكَة كلها صحاح...) وهذا منها، والله أعلم.
انظر: ”تقدمت الجرح والتعديل” (1/241)، و ”تهذيب الكمال” (3539)، و ”التقريب” (4221).
وأخرج الفاكهي في: ”أخبار مكة” (2664)، بإسنادٍ صحيحٍ أنَّ عبدالله ابن الزبير ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ رمى قبل الزوال.
وأخرج بعده (2665) بسنده أنَّ ابن الزبير ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ رمى بعد الزوال.
( ) ويُروى عن أبي حنيفة  ـ خلاف الرواية المشهورة عنه ـ جواز الرمي قبل الزوال في اليومين: الثاني، والثالث عشر، وهذا ـ كما نصت عليه الرواية ـ خلاف الأفضل، والأفضل الرمي بعد الزوال.

انظر: ”المبسوط” (4/68)، و ”بدائع الصنائع” (2/137)، و ”حاشية ابن عابدين” (2/555).
( ) هما الإمامان الجليلان: محمد بن الحسن الشيباني، والقاضي أبو يوسف الأنصاري رَحِمَهُمَا اللَّهُ.
وانظر: ”الأصل” (2/358 ـ 359)، و ”مختلف الرواية” (2/719).
( ) وفي رواية عنه الرمي قبل الزوال للمتعجل.
ولكن الرمي بعد الزوال هو الصحيح من المذهب، وعليه جماهيرُ الأصحابِ، وقطعَ به كثيرٌ منهم، ونصَّ عليه الإمام.
انظر: ”الفروع” (3/518)، و ”الإنصاف” (9/237).
( ) سأكتفي بذكر أدلة القول الراجح لقوته، ولوجاهة أدلته، ولم أذكر أدلة القول الثاني، حتى لا يطول البحث، ومن أرادها فليسأل عنها من يقول بالرمي قبل الزوال، وليقارنها بنفسه مع أدلة هذا القول الذي قال به الجمهور، هذا إن كان طالب علم، ومتخصص في الدراسات الشرعية، أما إن كان صحفيًا فلا يعدُ قدره، وليأخذ بفتوى من يثق بعلمه ودينه، ولا يشغب على القول الآخر.
وإننا ـ هنا ـ وإن كنا نرى أنَّ الراجح في المسألة أنَّ الرمي لا يكون إلا حين تزول الشمس، أَّما قبل ذلك فلا يجزئه، وعليه الإعادة وجوبًا، وهذا ما ندين الله به في هذه المسألة، إلا أننا لا ننكر على من رمى قبل الزوال، من العلماء، أو طلاب العلم (وهم قلة)، ولا ننكر عليهم إذا أفتوا الناس بذلك، فإنَّ هذا الأمر دينٌ، ولا نرى بأسًا على من رمى قبل الزوال من عامة الناس، ممن استفتوا من يثقون بعلمه ودينه، فأفتوهم بالجواز، ورميهم ـ إن شاء الله ـ صحيح، ولا شيء عليهم.
ونحنُ نعذرُ كلَّ هؤلاء، مع علمنا بأن لا أدلة لهم، فهل يعذروننا، مع علمهم بأنَّ الأدلة معنا؟!
( ) أخرجه مسلم في ”صحيحه” (1297)، من حديث جابر  مرفوعًا.
( ) أخرجه البخاري في ”صحيحه” (3367)، ومسلم في ”صحيحه” (2327)، من حديث عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.
( ) أخرجه البخاري في ”صحيحه” (83)، ومسلم في ”صحيحه” (1306)، من حديث عبدالله بن عمرو ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ مرفوعًا.
( ) انظر: ”بدائع الصنائع” (2/138).
( ) انظر: ”أضواء البيان” (5/ 294 ـ 295) [باختصار].
( ) أخرجه البخاري في ”صحيحه” (1810)، ومسلم في ”صحيحه” (1081)، من حديث أبي هريرة  مرفوعًا.
( ) سيأتي الكلام على هذا الأمر في: ”فقه الخلاف” [دروسٌ للمخالف في الاكتتاب].
( ) أيُّ مفتي، فاللفظ عامٌّ.


Cant See Links

Cant See Links


رد مع اقتباس
قديم 03-07-2010, 08:14 PM   رقم المشاركة : 5
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: موضوع للبحث



توسعة الحرمين الشريفين في الألفية الثالثة

شهادة مؤرخ


الدكتور مصطفى عبد الغني

كاتب ومؤرخ بالأهرام - القاهرة

وقبل قدومنا إلى مكة بأيام، كنا قد شاهدنا فيلماً تسجيلياً بعنوان "الطريق إلى مكة"، تم تصويره في الثلاثينيّات من القرن العشرين. ورحت مع تداعي الصور أستعيد من الذاكرة قراءاتي الأولى وأعقد مقارنة بين ما أشاهده عبر الشاشة وما عشته في بدايات الألفية الثالثة ما بين الحرمين الشريفين الآن وما تحكيه الصورة القديمة، وشتان الفرق.


وحينما دخلت مكة نهاراً من باب "المعلاة"، فبدت الصورة على نقيض ما شاهدت: كانت أكثر بهاء وجلالاً. رأيت المسجد الحرام وقد أضيف إليه جزء جديد من الناحية الغربية في منطقة السوق الصغيرة بين باب العمرة وباب الملك تبلغ مساحته 76.000 م2 موزعة على الدور الأول والقبو (البدروم) والسطح تتسع لنحو 125.000 مصلٍّ.

كما شمل هذا المشروع الذي بدأه خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز تجهيز الساحات الخارجية وتبليطها بالرخام الأبيض، ومنها الساحة المتبقية من جهة السوق الصغيرة؛ والساحة جهة الشامية؛ والساحة الواقعة شرقي المسعى بمساحة إجمالية تبلغ 85.800 م2 تكفي لاستيعاب 190.000 مصلٍّ. وبذلك أصبحت مساحة المسجد الحرام شاملة مبنى المسجد بعد التوسعة الحالية والأسطح وكامل الساحات 356.000 تتسع لنحو 773.000 مصل في الأيام العادية، وفي موسم الحج والعمرة ورمضان تتسع لأكثر من مليون مصلّ.

وبتفقد مبنى التوسعة الجديد، وجد أنه يضم مدخلاً رئيساً جديداً وثمانية عشر مدخلاً عادياً بالإضافة إلى مداخل المسجد الحرام القائمة من قبل البالغ عددها ثلاثة مداخل رئيسة وسبعة وعشرين مدخلاً عادياً. وقد روعي في التصميم إنشاء مدخلين جديدين للقبو إضافة إلى المداخل الأربعة الموجودة من قبل. ويشمل مبنى التوسعة مئذنتين جديدتين بارتفاع تسعة وثمانين متراً تتشابهان في تصميمهما المعماري وفي المواد المستخدمة مع المآذن السبع القائمة. ولتسهيل وصول أفواج المصلين إلى سطح التوسعة في المواسم، تمت إضافة مبنيين للسلالم المتحركة، أحدهما في شمالي مبنى التوسعة والآخر في جنوبيه، مساحة كل منهما 375 م2. ويحتوي على مجموعتين من السلالم المتحركة، طاقة كل منهما الاستيعابية 15.000 شخص في الساعة الواحدة إضافة إلى مجموعتين من السلالم المتحركة داخل حدود المبنى على جانبي المدخل الرئيس للتوسعة. ويبلغ عدد السلالم الكهربائية بمبنى التوسعة 56 سلماً؛ وكذلك يحتوي المبنى على مصعدين كهربائيين رئيسين ومصعدين داخل المآذن ومصعدي خدمة، إضافة إلى ثماني وحدات سلالم داخلية. وقد صممت السلالم المتحركة بحيث تستطيع بالإضافة إلى وحدات الدرج الثابت الثماني خدمة حركة الحجاج والمصلين في أوقات الذروة، ولا سيما كبار السن منهم دون عناء. وبذلك يصبح إجمالي عدد مباني السلالم المتحركة سبعة تنتشر حول محيط الحرم والتوسعة لخدمة رواد الدور الأول والسطح.

ويبلغ عدد الأعمدة بالتوسعة 1453 عمود. وكلها مكسوة بالرخام، منها 1120 ذو تاج وقاعدة من الرخام بها فتحات تكييف و333 عامود عاديٍّ. ويبلغ ارتفاع الأعمدة بالطابق الأرضي 405 م، وبالطابق الأول 407 م. أما قواعد الأعمدة، فهي مسدسة الشكل ويبلغ ارتفاع الواجهات الخارجية للتوسعة 2.205 م وجميعها محلاة بالزخارف الإسلامية ومكسوة بتداخلات من الرخام والحجر الصناعي. وبإلقاء نظرة شاملة على الحرام من أعلى كما تصورها الكاميرا، نرى أن المسجد الحرام يشتمل الآن على ثلاثة طوابق وارتفاعه 4 أمتار و30 سم والطابق الأرضي 9 أمتار و80 سم، والأول 9 أمتار و64 سم. وقد تم تبليط سطح المسجد جميعه بالرخام، وهو يستخدم للمصلين.

وثمة ثلاث قباب للتوسعة تقع جميعها بالنصف تقريباً بموازاة المدخل الرئيس، وهي مكسوة بالسيراميك. وارتفاع كل منها ثلاثة عشر متراً وتحتوي على فتحات بكامل محيطها، وشكلها الخارجي يمائل القباب الموجودة على سطح الحرم من قبل. ولا شك في أن التوسعة الحالية التي قام بها اللك فهد بن عبد العزيز ما هي إلا امتداد أفقي للطوابق الموجودة من قبل، وهي القبو والدور الأرضي والأول السطح. وحيث إن القبو يقع بكامل ارتفاعه تحت منسوب سطح الأرض، فقد جرت تهويته ميكانيكياً. أما الطابقان الأرضي والأول، فيقعان فوق منسوب سطح الأرض؛ ولذلك جعلت لهما تهوية طبيعية من خلال الفتحات المتقابلة للشبابيك مع تركيب مراوح تقلب هواء على الأعمدة من ناحية. ومن ناحية أخرى، فقد استحدث نظام جديد لتلطيف الهواء يعتمد على مبدإ دفع الهواء البارد خلال أرض مرتفعة وتوزيعه على مستوى مرتفع حول الأعمدة المربعة. وقد أقيمت من أجل ذلك محطة مركزية في منطقة أجياد تحتوي على عدد من ماكينات التبريد ومضخات المياه المثلجة ومركز تشغيل وتحكم أوتوماتيكي بطاقة 13,500 طن تبريد.

وتم إنشاء نفق (كبري) ارتبط بنفق جديد للخدمات يربط بين المحطة المركزية والحرم الشريف: يمتد على طول الطرق المكشوف من المحطة المركزية حتى مدخل نفق (كبري)، ثم يتابع سيره حتى مبنى الحرم حيث يرتفع إلى جزأين يلتقيان حول مبنى الحرم لتكوين حلقة دائرية متكاملة. ويبلغ طول النفق الممتد بين المحطة المركزية والحرم حوالي ثلاثة كيلومترات ونصف. أما الحلقة الدائرية، فيبلغ طولها حوالي كيلومترين. ويحتوي النفق على مواسير معزولة ناقلة للمياه، وهو مجهز بجميع وسائل الإضاءة والتهوية وأجهزة السيطرة والتحكم الأوتوماتيكي.

أما تجهيزات الإنارة بالتوسعة، فهي مستقلة عن التجهيزات السابقة حيث زودت بـ 71 نجفة كبيرة و160 فانوس وحوالي 718 وحدة إضاءة على الحائط. وجميعها مصنوعة من النحاس والكريستال وكذلك حوالي 5135 وحدة إضاءة فلورسنت وحوالي 174 كشاف بقدرة 400 وات، وبـ 672 لمبة زئبق قدره 250 وات.

وقد نُفِّذت شبكة إذاعة داخلية تتناسب مع مساحة التوسعة دُمِجَتْ مع الشبكة القديمة؛ كما تم تنفيذ ثلاث حلقات للدروس وكذلك تزويد التوسعة بعدد من الساعات تتصل بالنظام المركزي للساعات الموجودة في الحرم من قبل. هذا، بالإضافة إلى نظام الإنذار من الحريق ونظام الهاتف ونظام التحكم الأوتوماتيكي. وقد تم إعادة تصميم وتوزيع الخدمات ضمن المناطق الفاصلة بين المسجد الحالي ومبنى التوسعة يسمح بأداء أفضل، بما في ذلك تصريف مياه الأمطار وتوفير مصادر الشرب (ماء زمزم) وشبكات لإطفاء الحريق ومخارج لمياه التنظيف.

ويأتي مشروع تحويل أنفاق السيارات والمشاة وتهيئة الساحات المحيطة بالمسعى للصلاة متمماً بهذه المشروعات؛ إذ تم تعديل الطريق الدائري الأول ما بين شارع "اجياد" ومنطقة "شعب علي" و"القشاشية" بترحيل مساره شرقاً مع المحافظة على المقطع العرضي النموذجي للطريق الذي يتكون من مسارين بكل اتجاه مع زيادة مساحة إضافية لتأمين الحركة المرورية عند التقاطعات. وقد تم عمل أربعة جسور لتأمين الحركة على الطريق الدائري، بالإضافة إلى عدة منحدرات لتأمين حركة الالتفاف الأساسية.


وعندما وقعت عيني على الكعبة، تذكرت حديث الرسولr: »تفتح أبواب السماء، ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاء الصفوف ونزول الغيث وإمامة الصلاة ورؤية الكعبة«. فرفعت يدي قائلاً: »لا إله إلا الله والله أكبر اللهم أنت السلام ومنك السلام ودارك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام. اللهم إن هذا بيتك عظمته وكرمته وشرفته، اللهم فزده تشريفاً وتكريماً ومهابة وبرّاً وزد من شرفه ممن حجه أو اعتمره تعظيماً وتشريفاً وتكريماً ومهابة وبرّاً«.

نظرت إلى الكعبة: كانت في بهائها وجمالها بعد الانتهاء من ترميمها الذي استغرق عدة شهور قبل ذلك. وهو ترميم لم يحدث منذ أكثر من 377 عامٍ، أي منذ 1040 هـ/ 1620 م. وشمل الترميم والتجديد »سقف الكعبة والأعمدة الثلاثة وحوائط الكعبة من الداخل ومن الخارج والأرضيات ورخام السطح والسلم الداخلي والحوائط والشاذوران وجدار الحجر وميزاب الكعبة«.

وكانت الكعبة مكسوة بالحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود المنقوش عليه بطريقة الجاكارد عبارات »لا إله إلا الله محمد رسول الله جل جلاله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم«. ويبلغ ارتفاع الثوب 14 متراً عليه آيات قرآنية ومحاط بإطار من الزخارف الإسلامية ومطرزاً بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب. ويبلغ طول الحزام 47 متراً؛ كما تشمل الكسوة ستارة باب الكعبة. ويبلغ ارتفاعها 6,5 أمتار، وبعرض 3,5 أمتار مكتوب عليها آيات من القرآن وزخارف إسلامية مطرزة تطريزاً بارزاً مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب وتبطين الكسوة كلها بقماش خام متين، بما في ذلك ستارة الباب. وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطي كل قطعة منها وجهاً من أوجه الكعبة؛ والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضّع على الباب ويتم تجميع هذه القطع بتوصيلها معاً على الكعبة نفسها بعد خلع الثوب القديم. ويستهلك الثوب الواحد 670 كيلو جراماً من الحرير الطبيعي الخالص. وتبلغ التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة المشرفة حوالي 18 مليون ريال. وتقيم وزارة الحج السعودية احتفالاً سنوياً بمقر المصنع الذي أنشأه الملك عبد العزيز عام 1346 هـ خصيصاً لتصنيع كسوة الكعبة لتسليم الكسوة الجديدة لكبير سدنة بيت الله الحرام حيث تركب الكسوة على الكعبة الشريفة في التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام.

وقبل الطواف ببيت الله الحرام، قصدت الحجر الأسود فقبلته من دون صوت واستلمته بيدي وقلت: »باسم الله وبالله والله أكبر اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاء بعهدك واتباعاً لسنة نبيك محمد «r. وعندما اقتربت من باب الكعبة الخارجي، لاحظت أن هناك انسجاماً بين ستارة الكعبة المشرفة وبابها الذي تزينت حوافه وسطحه بآيات قرآنية مسطورة بخط الثلث مع الزخارف محفورة ومنقوشة بالذهب ونسبة قليلة من الفضة. ولما سألت عن التكلفة، قيل لي إن مؤسسة النقد العربي السعودي قامت بتأمين كميات الذهب اللازمة لصنع هذا الباب والتي بلغت 280 كيلو جرام من عيار 999,9 %، وكلّفت 13,420,000 ريال. أما الباب الداخلي للكعبة المشرفة - ويدعى "باب التوبة" -، فهو مطابق للباب الخارجي من حيث الزخرفة والخطوط والنقوش. كذلك صنع قفل جديد للكعبة المشرفة، بحيث إن القفل القديم يعود عهده إلى أكثر من سبعين سنة. وبذلك استكمل تجديد وتجميل كل ما يتعلق بقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم أشرعت في الطواف حول البيت سبعاً بعدها صعدت إلى الصفا والمروة. والمعروف أن المسعى بني في التوسعة السعودية الأولى من طابقين انطلاقاً من نظرة مستقبلية أخذت في الاعتبار تزايد أعداد الحجيج عاماً بعد عام. ويبلغ طول المسعى 394,5 متر، وعرضه 20 متراً، وارتفاع الطبقة الأولى منه 12 متراً، وارتفاع الطبقة الثانية 9 أمتار، مما ساعد على تيسير السعي وتوفير مساحات واسعة تستوعب عدداً كبيراً من المصلين. ولتخفيف الزحام في المسجد، أنشئ الطابق الثاني للمسعى استناداً إلى فتوى شرعية بجواز ذلك.

كما أقيم في وسط المسعى بتقسيمه إلى قسمين متوازيين أحدُهُما للسعي باتجاه الصفا والثاني للسعي باتجاه المروة. وأنشئ وسط القسمين ممرضتان ذوتا اتجاهين لسعي العاجزين وغير القادرين على المشي والنزول. وبني درج قسم إلى قسمين في كل من الصفا والمروة، ولكل منهما جانبان، أحدهما للصعود والثاني للهبوط؛ كما أنشئ 16 باباً للمسعى تنتشر على الواجهة الشرقية للمسجد. وعند الطبقة العليا، أنشئ مدخلان خارج الحرم، أحدهما عند الصفا وثانيهما عند المروة. وهذان المدخلان يرتفعان عن سطح الأرض بما يساوي السطح المخصص للصلاة. وفي داخل المسجد أقيم للطبقة العليا سلّمان، أحدهما عند باب الصفا والثاني عند باب السلام. وتحت الطبقة الأولى أنشئت طبقة من الأقبية سطحها بمستوى الأرض وارتفاعها ثلاثة أمتار ونصف المتر.

وحماية للمسعى والمسجد من مياه الأمطار والسيول، أنشئ مجرى خاص يمتد تحت رصيف الجهة الجنوبية من شارع "القشاشية" ويمر أسفل منطقة الصفا ثم أسفل رصيف الشارع الجديد. وبلغ عرض هذا المجرى خمسة أمتار وارتفاعه بين أربعة وستة أمتار؛ كذلك تم تعديل أنفاق المشاة المواصلة إلى الصفا حيث تم تعديل مسار هذه الأنفاق في الجزء الآخر منها بحيث يكون مخرجها جنوب أنفاق الطريق الدائري الأول بمنطقة "شعب علي" مع المحافظة على نفس المقطع العرضي لهذه الأنفاق والذي يبلغ 11 متراً و40 سم لكل منها مع تأمين نفس المستوى ونوعية الإنارة والتهوية ووسائل السلامة.

وبعد السعي، خرجنا إلى "منىً" فرأينا أعمال تحسين جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به، بحيث تم هدم وإزالة المنحدر السابق الشرقي جهة منىً وإنشاء منحدر جديد للصعود بعرض 45 متراً بعد تعديل المسار وجعل المنحدر مواجهاً لمشاة القادم من منىً والجمرة الصغرى؛ كما أزيل المنحدران الجانبيان المؤديان للجمة الصغرى من الشمال والجنوب، وتم استبدال الجزء المغطى من بلاط الجسر بأجزاء خرسانية يتناسب منسوبها مع أجزاء الجسر المحيط به.

كذلك أنشئ منحدران بعرض 15 متراً لكل منهما للنزول ومن الجسر ما بين الجمرة الكبرى والجمرة الوسطى مع زيادة منطقة اتصال الجسر بالمنحدرين إضافة إلى توسعة منحدر النزول الغربي باتجاه الحرم من 20 متراً إلى 40 متراً وإزالة العوائق الأرضية أيضاً. وقد تم إنشاء خمسة مبان لمراكز الخدمات والطوارئ موزعة على طول الجسر تحتوي على المصاعد والسلالم اللازمة لتوفير خدمات الإسعاف الأولى في حالات الطوارئ؛ كما أنشئ برج للمراقبة، وذلك ببناء ثلاثة أدوار إضافية على جزء من مساحة سطح مركز الخدمات الواقع شمال الجمرة الوسطى. وإضافة إلى ذلك، تم إنشاء أربعة مراكز أمنية موزعة عند مداخل المنحدرات الرئيسة والفرعية ومهاجع الجنود والأمن العام. وفي إطار أعمال التحسينات، نفذ نظام إشارات عادية معلقة لإرشاد الحجاج مع إنارتها وتركيب وسادات هوائية لتوجيه حركة المشاة بالقرب من الجمرة الكبرى أعلى الجسر. ومن أجل توفير خدمات إضافية لضيوف الرحمن، تم تنفيذ نظام لتبريد المياه حيث ركب خمسون ومئة صنبورٍ للمياه المبردة ما بين الجمرة الكبرى والجمرة الصغرى أعلى الجسر مع نظام تصريف خاص بها. وكذلك تم تحسين وتجديد نظام الإنارة بمضاعفة عدد وحداتها وتغييرها إلى اللون الأبيض بدلاً من الأصفر مع إعادة توزيع الوحدات القديمة. وإضافة إلى ذلك، فقد تم تحسين وزيادة فعالية نظام التهوية أسفل الجسر بزيادة مراوح السقف لجميع مواقع الجسر وتركيب ثمانية عشر مروحة نقاشة موزعة بواقع ستِّ مراوح لكل جمرة من الجمرات الثلاث. أيضاً تم تحسين وتنظيم المنطقة حول الجسر بتمهيد جميع المساحات المحيطة به وتبليطها، وفصل حركة السيارات عن حركة المشاة، وذلك بتركيب حواجز خرسانية متباعدة تمنع دخول السيارات وتسمح بعبور المشاة. وفي نطاق توفير الخدمات اللازمة وتوصيلها للجسر، تم تنفيذ نظام تغذية المياه وصرف صحي وهاتف وكهرباء وتصريف المياه السطحية وتزويد المباني ومراكز الأمن والساحات المحيطة بالجسر. وقد تم تركيب نظام مراقبة تلفزيونية أسفل وأعلى الجسر وربطه مع مبنى الأمن العام "بمبنى"، وتركيب سلم حديدي للطوارئ في الجهة الشمالية أمام الجمرة الصغرى. كذلك تم تنفيذ الطريق الشمالي للجسر من شارع سوق العرب إلى شارع "مجرة الكبش" بعرض 20 متراً. ويتكون هذا الطريق من ست مسارات. وتم تسوية وتمهيد الساحات التي نتجت عن الهدمات الإضافية بالجهتين الشمالية والجنوبية للجسر. إضافة إلى ذلك، تم تنفيذ درج بطول حوالي ثمانين متراً بالجهة الجنوبية من الجسر يصل ما بين شارع الملك فيصل وساحة الجسر الجنوبية مع تسوير التلة الجبلية الواقعة جنوب الجسر بسياج حديدي على طول محيطها، وعند النزول بـ»مزدلفة« للمبيت بها. وقد شملت التحسينات تنفيذ موقعين جديدين لمواقف السيارات يقع الأول منهما على الطريق رقم 2 جنوب غرب المزدلفة. وفيه تم إنشاء مواقف للحافلات من صفين مختلفي الطول وموازيين للمواقف الحالية في هذا الموقع. أما الثاني، فيقع غرب جسر الملك فيصل بين الطريق رقم 3 وطريق العزيزية. وفيه تم إنشاء مواقف للحافلات من ثلاثة صفوف متوازية ومختلفة الطول.

وتتضمن أعمال الموقفين الجديدين تنفيذ القطع الصخري والردم والتسوية والرصف والحواجز الخرسانية والبردوزات وتصريف مياه الأمطار ودهان إشارات الطرق وأعمال الإنارة باستعمال الأبراج. ومن أعمال هذه التحسينات إنشاء طريق على جسر الملك فيصل تسهيلاً لحركة مرور حافلات الحجاج بين عرفات ومزدلفة ولفك الاختناقات المرورية في المنطقة. وهذا الطريق يربط امتداد جسر الملك فيصل من جهته الجنوبية مع الطريق الطائف مروراً بالطريق رقم 2، وذلك بطول حوالي 2500 متر وعرض 40 متراً عمل تقاطعات أرضية على الطريقتين المذكورتين.

وبعد الانتهاء من مناسك الحج، ذهبنا إلى المدينة المنورة لزيارة النبي r. فبدت المدينة المنورة في هذا اليوم كعروس يصنع تاريخها المعاصر من جديد بمشروعات معمارية وعمرانية استهدفت عمارة وتوسعة الحرم النبوي الشريف وإعادة تخطيط المدينة المنورة وتحسينها وتجميلها بما يليق وما تحتله من مكانة في عقول المسلمين وقلوبهم.

وتضمنت هذه المشروعات إضافة مبنى جديد إلى مبنى المسجد المحيط، ويتصل به من الشمال والشرق والغرب بمساحة قدرها 82.000 م2 تستوعب 150.000 مصلٍّ. وبذلك تصبح المساحة الإجمالية للمسجد بعد التوسعة 98.500م2 تستوعب 180.000 مصلٍّ. وقد تمت الاستفادة من سطح التوسعة للصلاة بعد تغطيته بالرخام وبمساحة قدرها 67.000 م2 تستوعب 90.000 مصلّ. وبذلك أصبح المسجد النبوي الشريف بعد التوسعة يستوعب أكثر من 270.000 مصلّ ضمن مساحة إجمالية تبلغ 165.500 م2. وتضمنت أعمال التوسعة إنشاء دور سفلي (بدروم) بمساحة الدور الأرضي للتوسعة، وذلك لاستيعاب تجهيزات التكييف والتبريد والخدمات الأخرى.

ساحات المسجد النبوي

ويشتمل مشروع التوسعة على إحاطة المسجد النبوي الشريف بمساحات تبلغ 235.000 م2، منها 45.000 م2 أرضيتها مكسوة برخام أبيض بارد عاكس للحرارة؛ والباقي مساحته 190.000 م2 أرضيتها مكسوة بالجرانيت وفق أشكال هندسية بطرز إسلامية وألوان متعددة. وهي مخصصة للصلاة تستوعب 430.000 مصلّ في حال استخدام كامل المساحة، مما يجعل الطاقة الاستيعابية لكامل المسجد والساحات المحيطة به تزيد عن 700.000 مصلّ لتصل إلى مليون مصلّ في أوقات المواسم.

وتضم هذه الساحات مداخل للمواضئ بها 6800 وحدة وضوء و2500 دورة مياه و560 نافورة مياه شرب وأماكن لاستراحة الزوار تتصل بمواقف السيارات التي توجد في دورين تحت الأرض، وهي مخصصة للمشاة ومحاطة بأسوار وبوابات من كل جانب تم إضاءتها بواسطة وحدات إضاءة خاصة مثبتة على واحد وخمسين ومئة عامود مكسوة بالجرانيت والحجر الصناعي.

أما الحصوتان المكشوفتان الواقعتان بين المسجد القديم والتوسعة السعودية الأولى، فقد تم إقامة اثنتي عشرة مظلة ضخمة فيهما بنفس ارتفاع السقف تظلل كل منها مساحة 306 م2 يتم فتحها وغلقها أوتوماتيكياً، وذلك لحماية المصلين من وهج الشمس ومياه الأمطار وللاستفادة من الجو الطبيعي حينما تسمح الظروف المناخية بذلك.

الخصائص المعمارية

صمم الطابق الأرضي للتوسعة بارتفاع 12.55م والدور السفلي للخدمات بارتفاع 4 م. ويبلغ عدد الأعمدة بالطابق الأرضي 2028 عامود مكسوة بالرخام، وبها تيجان نحاسية تحتوي على سماعات الصوت ولكل عامود قاعدة رخامية بها فتحات التكييف النحاسية. وتتباعد هذه الأعمدة عن بعضها بمسافة 6 م أو 18 م تشكل أروقة وأفنية داخلية تنسجم مع الإطار العام للتوسعة.

القباب المتحركة

كما زود المسجد بسبع وعشرين قبة متحركة بقطر 18 متراً زنة الواحدة 80 طناً تغطي مساحة 324 م وتتوافر لها خاصية الانزلاق على مخدات حديدية مثبتة فوق سطح التوسعة، ويتم فتحها وغلقها بطريقة كهرو أوتوماتيكية عن طريق التحكم عن بعد بما يتيح الاستفادة من التهوية الطبيعية في الفترات التي تسمح فيها الأحوال الجوية بذلك.

المداخل والمآذن

تحتوي التوسعة على سبعة مداخل رئيسة بالجهات الشمالية والشرقية والغربية. ويحتوي كل مدخل رئيس بدوره على خمس بوابات متجاورة بالإضافة إلى بوابتين جانبيتين. وهناك أيضاً مدخلان رئيسان بالجهة الجنوبية للتوسعة يحتوي كل مدخل منها على ثلاث بوابات متجاورة، بالإضافة إلى عشر بوابات جانبية واثنتي عشرة بوابة أخرى لمداخل ومخارج السلالم الكهربائية المتحركة التي تخدم سطح التوسعة، علماً بأن عدد البوابات الخشبية الخارجية للتوسعة 142 بوابة، منها 65 بوابة كبيرة. وإلى جانب ذلك، هناك ثمانية عشر سلماً داخلياً؛ كما يوجد بالتوسعة 6 مباني للسلالم الكهربائية المتحركة تحتوي على 24 سلماً كهربائية. وفي وسط الناحية الشمالية للتوسعة يوجد مدخل الملك فهد بن عبد العزيز، وهو المدخل الرئيس للتوسعة. ويعلو هذا المدخل ويميزه بشكل خاص سبع قباب، ويحده من كل جانب مئذنة بارتفاع 105 م. وبذلك يكون للمسجد بما فيه التوسعة عشر (10) مآذن، ست (6) منها جديدة. ويبلغ ارتفاع الواحدة 105 م بزيادة 33 م عن ارتفاع المآذن الموجودة بالتوسعة السعودية الأولى. وتوجد المآذن بالأركان الأربعة للتوسعة مع مئذنتين على جانبي المدخل الرئيس.

أعمال الزخرفة

وقد صممت أعمال الزخرفة بالتوسعة بحيث تحقق التناسق والانسجام مع نظيراتها بالتوسعة السعودية الأولى، وذلك لإبراز الجانب الجمالي في الفن المعماري الإسلامي.

ويشمل ذلك أعمال الحليات والزخارف والكرانيش لتجميل الحوائط والكمرات والكينارات والمآذن وأعمال الخشب المشغول كالمشربيات والشبابيك والأبواب الخشبية المطعمة بالنحاس وأعمال النحاس كالدربزينات وتيجان الأعمدة والثريات المطلية بالذهب وأعمال التكسية بالرخام المزخرف على كامل الجدران الداخلية على علو ثلاثة أمتار والأعمدة الدائرية المكسوة بالرخام المستديرة. وقواعدها أيضاً مكسوة برخام مزخرف بأشكال هندسية جميلة، وبها تجويفات خاصة لوضع المصاحف الشريفة بطريقة منظمة.

الأعمال الكهربائية

وتشمل الإنارة التي تتضمن 68 نجفة كبيرة و111 نجفة أصغر حجماً، وكلها مصنوعة من النحاس والكريستال؛ وكذلك 20450 وحدة إنارة، منها 7330 نحاسية ومكبرات الصوت ونظام التحكم الأوتوماتيكي ودوائر تلفزيونية مغلقة للمراقبة تغطي جميع أجزاء المسجد والساحات الخارجية ونظام إنارة للطوارئ باستخدام بطاريات شحن خاصة وأنظمة كشف الحرائق ومكافحتها وغرف خاصة للوحات المفاتيح وتركيبات الإنارة وشبكات التوزيع، وذلك في الدور السفلي (البدروم) من التوسعة.

تلطيف الهواء

وقد صممت أعمال التهوية لتحافظ على الناحية الجمالية والمعمارية للمسجد، بحيث تم إدخال فتحات خاصة ضمن تصميم قواعد الأعمدة مغطاة بالنحاس لدفع الهواء البارد إلى المبنى من خلالها حيث يتم دفع الهواء إلى مخارج الهواء بقواعد الأعمدة بالدور الأرضي من حوالي 143 وحدة مناولة للهواء مركبة في البدروم عبر مجار معزولة حرارياً.

وتعتبر عملية تلطيف هواء المسجد النبوي الشريف من أكدّ الأعمال في العالم؛ إذ تمر مواسير التبريد عبر نفق للخدمات بطول سبعة (7) كيلومترات لتصل ما بين المحطة المركزية للخدمات التي توجد بها أجهزة التبريد ومعدات ومولدات الكهرباء وبين دور التسوية بالتوسعة. وبالإضافة إلى ذلك، فقد تم تلطيف هواء المسجد القديم وفق أسس معمارية وهندسية تحول دون إجراء أي تعديلات في المبنى القائم أو المساس به والمحافظة على شكله، وذلك عن طريق دفع الهواء البارد من خلال فتحات النوافذ الموجودة في الجدار القبلي للمسجد. وهكذا يكون مسجد الرسول r قد تم تلطيف هوائه بالكامل.

نفق الخدمات (العبارة الخرسانية)

وهو الذي يتم عن طريق نقل المياه المبردة من محطة التبريد إلى قبو المسجد، وهو بمثابة عَبَّارة من الخرسانة المسلحة بارتفاع داخلي يبلغ 401 م وعرض 6,2 وبطول سبعة كيلومترات. ويحتوي هذا النفق على أنبوبتين لنقل المياه المبردة، قطر كل منهما 90 سم. وقد أخذ في الاعتبار إمكان إضافة أنبوبتين أخريين داخل النفق نفسه إذا ما دعت الحاجة مستقبلاً؛ كما زود هذا النفق بإحدى وثلاثين غرفة تهوية مزودة بالمراوح اللازمة لذلك ومزودة أيضاً بمحولات كهربائية. وبمحاذاة نفق الخدمات يوجد مجرى كابلات ضغط متوسط جهد (13,8 ك. ف) يتكون من تسعة أنانيب بقطر 12,5 سم لكل منهما. وقد تم حفره بعمق كاف تحت مستوى الشارع كي لا يشكل عقبة أو عائقاً للخدمات العامة التي يتوقع إنشاءها مستقبلاً؛ كما يمر هذا النفق تحت »نفق المناخة« ومن خلال مشروع مواقف السيارات تحت الساحات المحيطة بالمسجد النبوي الشريف.

أما خارجه، فإن الأبنية الضخمة العالية حالت بيني وبين وصف خارج المسجد النبوي الشريف. فقد كانت آثار »العولمة« ورجال الأعمال من الفخامة والعلو ما جعلني أنظر إلى الخلف أكثر. أثيرت الصور كل مرة إلى الحرمين، المسجد النبوي والمسجد الحرام. ففي خارجها من التغيرات ما يدفع القارئ إلى العودة إلى المدينة ويستفيد من توسعة الحرمين من جديد.

لا ينكر أحد دور الملك عبد العزيز في تأسيس المملكة السعودية معتمداً على الدين الحنيف قواماً ومنهاجاً. فقد بدأ استعادة مدينة الرياض وتوحيد أجزاء الجزيرة المتناثرة والمتنازعة، فأعاد إليها مكانتها التي كادت تخبو وحمل أبناؤه من بعده رسالته مؤسِّساً بانياً؛ فأضحت المملكة بهم كياناً حضارياً شامخاً اختصر الكثير من المسافات والعقود الزمنية الحضارية. وتخطى معهم الحدود ليعنى بشؤون المسلمين في كل بقاع الدنيا.

كان الملك عبد العزيز يعرف أن خدمة المسلمين ستكون أولى أوليات الدولة السعودية الجديدة... ولعل أبرز اهتمامات المملكة يتمثل في خدمتها للحرمين الشريفين.





رد مع اقتباس
قديم 03-07-2010, 08:26 PM   رقم المشاركة : 6
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: موضوع للبحث


هذا البحث الموجود في موقع المسلم ، وننتظر أبحاثكم بورك فيكم .

توسعة أحواض الجمرات 3 / 12 / 1426 هـ


أ.د/عبد الله بن عبد الواحد الخميس
الأستاذ بالدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية




توسعة أحواض الجمرات.

المسألة الأولى :محل الرمي

محل الرمي: الجمار الثلاث، أولها التي تلي مسجد الخيف، والوسطى، والأخيرة وهي جمرة العقبة.
وقد اتفق الفقهاء على أن الجمرة هي مجتمع الحصا الذي تحت العمود، فإذا وقع الحصا تحت العمود أجزأ .(1)
ولكنهم اختلفوا فيما خرج عن مجتمع الحصا ، أو وقع على الشاخص ولم ينزل فذهب بعض علماء الحنفية إلى أن الحصاة إذا وقعت قريباً من الجمرة أجزأت، والقرب حسب العرف فما عد قريباً فهو قريب، وما عد في العرف بعيداً فهو بعيد، جاء في المحيط البرهاني " ينبغي أن تقع الحصاة عند الجمرة أو قريباً منها حتى لو وقعت بعيداً منه لم يجزه، لأنا إنما عرفنا الرمي قربة بالشرع بخلاف القياس في مكان مخصوص إلا أن قريب الشيء حكمه حكم ذلك الشيء "(2)
وجاء في إرشاد الساري "والبعد والقرب بحسب العرف، ولذا قال في الفتح فلو وقعت بحيث يقال فيه ليس بقريب منه ولا بعيد فالظاهر أنه لا يجوز احتياطا" (3)



وأما الآن فإن عدد الحجاج يقارب المليونين وأكثرهم يركبون السيارات ووصولهم إلى منطقة الحجرات يكاد يكون متقارباً، ولذا فلابد من النظر في حكم توسعة الحجرات.

فبناءً على ما ذهب إليه الحنفية لا يلزم إصابة مجتمع الحصا بالرمي بل لو رمى ووقع قريباً منه أجزا .
وأما بالنسبة للشاخص فليس موضعاً للرمي عند الحنفية، ولكنه علامة للجمرة، ولكن لو وقع على أحد جوانب الشاخص أجزاه
للقرب، ولو وقع على قبة الشاخص ولم ينزل عنها لا يجزئه للبعد(4).
وذهب المالكية في القول المعتمد عندهم إلى أن الشاخص موضع للرمي لأنه يقع عليه اسم الجمرة فيصح الرمي فيه ويجزئ ولو لم تقع الحصاة على مجتمع الحصى، وذهب بعضهم إلى أن المراد بالجمرة مجتمع الحصى فلا يجزئ ما خرج عنه قال الدردير: "الجمرة هي البناء وما حوله من موضع الحصى، وهو أولى، فإن وقعت الحصاة في شق من البناء أجزأت على التحقيق، قال الصاوي: وقيل إن الجمرة اسم للبناء الذي حول المكان فقط محل اجتماع الحصى، وعليه فلا يجزئ ما وقف في البناء ولكن التحقيق الإجزاء (5)
وعند جمهور الشافعية ـ كما ذكر النووي ـ " الجمرة مجتمع الحصى لا ما سال من الحصى فمن أصاب الحصى بالرمي أجزأه، ومن أصاب سائل الحصى الذي ليس هو بمجتمعه لم يجزه، والمراد بمجتمع الحصى في موضعه المعروف " (6)



وأما الشاخص فلا يصح رميه قال ابن حجر الهيتمي" وعلم من عبارته ـ يعني النووي ـ أن الجمرة اسم للمرمى حول الشاخص، ومن ثم لو قلع لم يجز الرمي إلى محله، ولو قصده لم يجزئ" (7)
ويرى بعض علماء الشافعية الإجزاء إذا قصد الشاخص ولو لم تسقط في مجتمع الحصى لأن العامة لا يقصدون بذلك إلا فعل الواجب، والرمي إلى المرمى، وقد حصل فيه بفعل الرمي، قال الشرواني:" وهذا هو الذي يسع عامة الحجيج اليوم " (8)
ويرى الحنابلة أن المرمى مجتمع الحصى لا نفس الشاخص ولا مسيله فلا يجزي عندهم رمي الشاخص (9)

ويفهم مما سبق أن جمهور العلماء يرون أن محل الرمي هو مجتمع الحصى ويزيد الحنفية جواز وقوع الحصى قريباً من المرمى، ويرى المالكية وبعض الشافعية جواز رمي الشاخص أو محله.
وأما مساحة محل الرمي فللعلماء فيها خلاف، وقد قدرها بعض المتأخرين من الشافعية بثلاثة أذرع (10)، قال ابن حجر الهيتمي" حده الجمال الطبري (11) بأنه ما كان بينه وبين الجمرة ثلاثة أذرع فقط، وهذا التحديد من تفقهه وكأنه قرر به مجتمع الحصا غير السائل، والمشاهدة تؤيده فإن مجتمعه غالباً لا ينقص عن ذلك "(12)


وقال ابن حجر الهيتمي أيضاً "تحديد الشافعي _رضي الله عنه_ والأصحاب ومن بعدهم إلى زماننا _رضي الله عنهم_ المرمى بمجتمع الحصى صريح، أي صريح في أن مجمع الحصى المعهود الآن بسائر جوانب الجمرتين الأوليين تحت شاخص جمرة العقبة هو الذي كان في عهده _صلى الله عليه وسلم_" (13)
وقال الشيخ عبد الله البسام: " أما الحنابلة فلم نعثر لهم على تقدير وتحديد لموضع الرمي وإنما يتناقلون عبارة الشافعي المتقدمة" (14)
وقال الشيخ سليمان بن علي (15) " المرمى الذي يترتب عليه الأحكام هو الأرض المحيطة بالميل المبني، ولم أقف على حد ذلك هل هو ذراع أو أكثر أو أقل... والذي يظهر لي ـ والله ـ أعلم أن المرمى منها الأرض التي في أصل البناء مما يلي بطن الوادي فلو رمى ظهرها لا يعتد به " (16)
وجاء في رسالة " الأنهار الأربعة في مرمى جمرة العقبة "(17)أن: الزحمة التي عند جمرة العقبة يلزم إزالتها بوضع شباك حواليها، ـ ونقل اتفاق جمع من العلماء على أنه يجب إزالة الزحمة بالشباك ـ فأحدث في آخر شهر ذي القعدة من شهور السنة إحدى وتسعين ومائتين وألف شباك حديدي، والحامل لهم على ذلك دفع معظم زحمة الرامين لجمرة العقبة، لا لتحديد ذات المرمى،... قال الشيخ عبد الله البسام وقد اعترض على إحداث هذا الشباك بعض العلماء، وأشدهم إنكاراً له الشيخ علي باصبرين(18) (عالم مدينة جدة في زمنه) فقال في رسالة له: إن المقصود من وضع ذاك الشباك رفع معظم زحمة الرامين، وهو حسن غير أنه بالتحويط بذلك الشباك وعلى ما يعتبر فيه الرمي ومالا يعتبر يحصل إيهام العوام، فيتوهمون أن جميع ما أحاط بذلك مرمى، وليس الأمر كذلك، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح، فكان يتعين على فاعلي ذلك الشباك بالقصد الحسن أن يتداركوا رفع إيهام المفسدة الشرعية بأحد أمرين :


أحدهما : إحداث شباك ثان من حديد ، يكون بقدر منصوص المرمى المتفق عليه ، في عرض أساس العلم المبني ، والثلاثة الأذرع معتبرة من أساس ظاهر العلم إلى جهة الوادي .
الثاني : وضع دكة مرتفعة على المرمى الذكور بخصوصه ليميز من غيره مما أحاط بالشباك الحادث من الأرض التي لا يجزئ الرمي فيها ، وإما بإزالة هذا الشباك الحادث الموهم ..
وذكر الشيخ عبد الله البسام أنه بعد مناقشة طالت أزيل وأحدث بدله بناء أحواض حول الجمار الثلاث ، وذلك في السنة التي بعدها وهي سنة اثنين وتسعين و مئتين وألف، وقال الشيخ البسام : ويظهر لي من الرسالة والبحث والمناقشة أن أحواض الجمار لما بنيت عام ( 1292هـ) بنيت بشكل واسع ، ثم اختصرت أحواضها على ما هي عليه الآن .(19)
ويتضح مما سبق ما يلي :
1ـ أن مرمى الجمار غير محاط ببناء ، وأن الناس كانوا يرمون الحصى قريباً من الشاخص .
2ـ أنه ليس هناك مساحة محددة للمرمى ، ولذلك اختلف العلماء في تقديرها .


3ـ أن اعتراض الشيخ علي باصبرين على وضع الشباك؛ لأنه يرى أن الرمي لا يجوز فيما زاد على ثلاثة أذرع ، وذلك أنه شافعي المذهب ، والمتأخرون من الشافعية حددوه بهذا المقدار .
4ـ أن الأحواض لما بنيت عام ( 1292هـ) بنيت بشكل واسع ثم اختصرت أحواضها على ما هي عليه الآن ، ولعل اختصارها عملاً بما ذهب إليه المتأخرون من علماء الشافعية ، جاء في منسك " دليل الطريق لحجاج بيت الله العتيق " المرمى هو المحل المبني فيه العلم أي العمود ، وضبطه بثلاثة أذرع من جميع جوانبه ، وقد حوط الآن على هذا المقدار بجدار قصير فالرمي يكون داخله ، ـ وهذا في غير جمرة العقبة ـ وعليه دائرة أمامه ، فالرمي يكون في وسط الدائرة تحتها .(20)
ويظهر لي ـ والله أعلم ـ أن بناء الأحواض بشكل واسع بناءً على رأي بعض العلماء في ذلك الوقت ، ثم ضيقت بناء على رأي بعض علماء الشافعية ، وسداً لباب الخلاف ، علماً بأن الحجاج في ذلك الوقت عددهم قليل ، وليس هناك حاجة لتوسيع المرمى فاكتفي به على هذا المقدار .


المسألة الثانية : حكم توسعة أحواض الحجرات:

سبق أن ذكرت أن أحواض الحجرات الموجودة لم تكن موجودة في زمن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ ولكنها أحدثت بعد عام ألف ومئتين واثنين وتسعين (1292هـ) بعد مشاورة الفقهاء واتفاقهم على ذلك ، ولذلك فإن الذين وضعوها قدروا الحاجة في ذلك الوقت في زمن كان عدد الحجاج فيه قليل، والحجاج لا توجد لديهم وسائل نقل غير الإبل والحمير، ومنهم من يمشي على رجليه، ولا يصلون إلى منطقة الحجرات دفعة واحدة مع قلة عددهم، وأما الآن فإن عدد الحجاج يقارب المليونين وأكثرهم يركبون السيارات ووصولهم إلى منطقة الحجرات يكاد يكون متقارباً، ولذا فلابد من النظر في حكم توسعة الحجرات.
وقد بحث بعض العلماء المعاصرين من هيئة كبار العلماء هذه المسألة وقرروا عدم جواز بناء حوض خارجي أوسع من الحالي لأمرين.
الأمر الأول: المستند لبقاء الوضع الحالي للجمار باعتبار مساحة الأرض هو استصحاب العكس أو الاستصحاب المقلوب:


وحقيقته: ثبوت أمر في الزمن الماضي بناء على ثبوته في الزمن الحاضر، وهو حجة، وهذه المسألة مدار البحث ـ في نظر هؤلاء العلماء ـ من المسائل المندرجة تحت هذا النوع، إذ أن هذه المواضع المشاهدة هي متحددة الآن، والأصل أنه لم يطرأ عليها أي تغيير، فثبت لها ذلك في الزمن الماضي بناء على ثبوته في الوقت الحاضر(21).
والجواب عن هذا المستند وهو استصحاب العكس من وجهين:
الوجه الأول: أن الاستدلال باستصحاب العكس أو بالاستصحاب المقلوب محل خلاف بين أهل العلم، والقائلون به وهم الشافعية لم يقولوا به إلا في مسألة واحدة، قال السبكي(22)" ولم يقل به الأصحاب إلا في مسألة واحدة ، وهو ما إذا اشترى شيئاً فادعاه مدع وانتزعه منه بحجة مطلقة فإنهم أطبقوا على ثبوت الرجوع على البائع ، بل لو باع المشتري أو وهب وانتزع من المشترى منه أو الموهوب له كان للمشتري الأول الرجوع أيضاً فهذا استصحاب الحال في الماضي "(23)
واعترض عليه العراقي(24) فقال " وعدم الرجوع وجه مشهور؛ وكان شيخنا الإمام البلقيني(25) يرجحه ، ويقول: إنه الصواب المتعين والمذهب الذي لا يجوز غيره " وأطال ـ العراقي ـ في إظهار أن نصوص الشافعية على خلاف ما قاله السبكي ، وقال أيضاً في رده على السبكي: "إن ظواهر نصوص الشافعي وكـلام الأصحـاب يبطله " (26)


وقال ابن دقيق العيد عن الاستدلال باستصحاب الحاضر في الماضي : " وهذا وإن كان طريقاً ، كما ذكرنا ، إلا انه طريق جدل لا جلد ، والجدل طريق في التحقيق سالك على مَحجّ مُضيّق ، وإنما تضعف هذه الطريقة إذا ظهر لنا تغير الوضع ، فأما إذا استوى الأمران فلا بأس " (27)
قال الزركشي(28) " وأما الفقهاء فظاهر قولهم إن الأصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن منافاة هذا القسم .(29)
الوجه الثاني: لا نسلم أن هذه المسألة مندرجة تحت استصحاب العكس ، أو الاستصحاب المقلوب، وذلك أن موضع الرمي معلوم ، ولكن مساحته غير محددة لا في زمن النبي _صلى الله عليه وسلم_ وصحابته ولا بعد ذلك، والجدار الموجود على الحوض محدث بعد عام ألف ومئتين واثنين وتسعين 1292هـ ـ كما سبق ـ فأين الحدود والمساحة الثابتة في هذا العصر حتى يقال باستصحاب العكس ، ولو وجدت حدود فمن الذي يجزم بأنها من عصر النبي _صلى الله عليه وسلم_ وأنها لم تتغير إلى الآن، علماً بأن الأصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن، لا أن يقال بتقدمه بدون دليل.


الأمر الثاني: قالوا لا يجوز بناء حوض خارجي أوسع من الحالي، ومستند المنع هو قاعدة سد الذرائع؛ إذ إن بناء هذا الحوض يؤدي إلى التباس المرمى على الناس فيرمون فيه، والرمي ممتنع، لأن هذه القطعة ليست من المرمى .(30)
والجواب عن الاستدلال بقاعدة سد الذرائع من وجوه:
1- أن الحوض الموجود الآن محدث، ولا نعلم في أي جزء من مساحة الحوض رمى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ولا أصحابه حتى نلزم الناس أن يرموا في نفس الموضع، وأين الدليل على أن كل مساحة الحوض محل للرمي؟ وإذا كان الأمر كذلك ، فإن ما كان خارج الحوض وقريب منه حكمه حكم الحوض الموجود إذ لا فرق بينهما.
2- أن خلاف العلماء في محل الرمي دليل على أن المساحة غير محددة، وإلا لما حصل هناك خلاف.
3- إذا قيل بأن الرمي إلى مجتمع الحصا فإن الحصا في هذه الأزمنة يتجاوز الأحواض الموجودة، ولا يمكن إزالته مع وجود هذا العدد الكثير من الحجاج، والقول بأن هناك مساحة محددة لا يجوز تجاوزها يقتضي إبطال رمي من تجاوزها حتى وإن كان إلى مجتمع الحصا.


4- أن ما قارب الشيء يأخذ حكمه(31)، وحينئذ فلا مانع أن يوسع الحوض ، ويكون حكم من رمى فيه حكم من رمى قريباً من مجتمع الحصا بدليل أن المسجد الحرام كان في الزمن السابق ضيقاً ولما وسع أخذت التوسعة حكم المسجد.
5ـ أن مقام إبراهيم عليه السلام كان لاصقاً بالبيت في عهد النبي _صلى الله عليه وسلم_ (32)وبعده حتى حوله عمر _رضي الله عنه_ إلى موضعه الذي هو به الآن، روى هذا عن مجاهد(33) وعطاء(34) وسفيان بن عيينة(35) وهو اختيار الحافظ ابن كثير(36) وابن حجر(37) _رحمهم الله_ فعن عائشة _رضي الله عنها_ أن المقام كان زمان الرسول _صلى الله عليه وسلم_ وزمان أبي بكر _رضي الله عنه_ ملتصقاً بالبيت ثم أخره عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_(38) وعن عروة عن أبيه أن المقام كان في زمان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وزمان أبي بكر ملتصقاً بالبيت ثم أخره عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_(39). وتأخير عمر _رضي الله عنه_ للمقام لئلا يشغل المصلون الطائفيين ويضيقوا عليهم فأراد _رضي الله عنه_ رفع الحرج قال الحافظ ابن حجر "كأن عمر _رضي الله عنه_ رأى أن إبقاءه –أي المقام- يلزم منه التضييق على الطائفيين أو على المصلين فوضعه في مكان يرتفع به الحرج" (40) .


ورفع الحرج في محل الرمي لاسيما وقد حصل به وفيات أولى من توسعة المطاف الذي لم يحصل به _ولله الحمد_ أي حادثة.
6ـ أن تطبيق قاعدة سد الذرائع في هذه المسألة ليست بأولى من تطبيق قاعدة (المشقة تجلب التيسير) (41)و (إذا ضاق الأمر اتسع) (42)لاسيما مع عدم وجود دليل على مساحة كل جمرة.
7ـ لا ينبغي التوسع في الأخذ بقاعدة سد الذرائع والتضييق على الناس في أمور ظنية ، يقول ابن الرفعة (43) في معرض رده على المالكية " الذريعة على ثلاثة أقسام:
أحدها: ما يقطع بتوصيله إلى الحرام فهو حرام عندنا وعنـدهم ( يعني عند الشافعية والمالكية).
والثاني : ما يقطع بأنه لا يوصل إلى الحرام ولكنه اختلط بما يوصل، فكان من الاحتياط سدُ الباب ، وإلحاق الصورة النادرة التي قطع بأنها لا توصل الحرام بالغالب منها الموصل إليه، قال وهذا غلو في القول بسد الذرائع.
والثالث : ما يحتمل ويحتمل ،وفيه مراتب، ويختلف الترجيح بسبب تفاوتها.


وقال ونحن نخالفهم يعني المالكية فيها إلا القسم الأول لانضباطه وقيام الدليل عليه أ.هـ (44)
ويقول الشيخ محمد أبو زهرة: " إن الأخذ بالذرائع لا تصح المبالغة فيه، فإن المغرق فيه قد يمتنع من أمر مباح أو مندوب أو واجب خشية الوقوع في ظلــــم" (45).
والذي يظهر لي -والله أعلم- هو جواز توسعة الجمرات للاعتبارات الآتية:
1- أنه ليس هناك تحديد منقول عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ ولا عن أصحابه في تحديد مساحة الجمرات.
2- أن هناك حاجة ماسة لتوسعة الجمرات لضيق دائرة المرمى ، ولما يحصل فيها من الزحام الشديد، والحاجة تنزل منزلة الضرورة. (46)
3- أن في توسعة الحجرات تيسيراً ورفعاً للحرج وقد قال تعالى (وما جعل عليكم في الدين من حرج) (47)فلو بقيت سعة الجمرات على وضعها الحالي لحصل للناس ضيق وحرج شديد لشدة الزحام الحاصل في هذا الزمان.
4- أنه ليس هناك ما ينافي هذا القول ولا ما يدل على بطلانه فلا ينبغي المصير إلى ما فيه تشديد وتضييق على الناس وترك ما فيه توسعة ورفع للحرج والأصول تقضي به.


وفي نهاية هذا البحث أذكر القارئ الكريم بأنني قد اجتهدت في بحثي هذا ولا أدعي الكمال فهو جهد بشري معرض للنقص وكاتبه أحوج الناس إلى الحق والدلالة على الصواب .


رد مع اقتباس
قديم 03-07-2010, 09:33 PM   رقم المشاركة : 7
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: موضوع للبحث


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

توسعة المسعى

على الرغم من معارضة كثير من كبار العلماء السعودين لقرار توسعة
المسعى الا ان العمل ماض ومستمر ليصبح أربعة أدوار مكيفة


وسيتم بناء المنارة من جديد شرقي التوسعة. وقد خصصت الحكومة
ميزانية تقدر بــ أكثر من 10مليارات ريال سعودي لصالح الحرم
المكي . الا ان الفتوى لازالت مثارا للجدل والمغالطة
وبودي ان استعرض معكم الان بعض الفتاوي الصادرة بهذا الخصوص


فتوى الشيخ الفوزان :


السؤال : يقول فضيلة الشيخ - وفقكم الله - .
ما هي الحدود الشرعية لجبل ( الصفا ) ولجبل ( المروة ) ؟

الجواب :

هذا الموجود هذا . الحدود الشرعية هذا الموجود الآن ، الذي تعاقبت عليه أجيال وأجيال .
هذا هو المسعى ، فلا يزاد فيه ولا ينقص .
نعم ، لأنه مشعر ، ولا يجوز التصرف في المشاعر بزيادة أو نقص ، بل تبقى على ما هي عليه .

نعم .

لو جاء بعض الناس وقال : عرفة وسيعة ، نبي نحط فيها مخطط ، نبني فيها بيوت .
يجوز هذا ؟

ما يجوز .
أو قال واحد : عرفة ضيقة نبي نوسعه ، الفضاء وسيع نبي نمده إلى الشرائع .
يجوز هذا ؟
ما يجوز هذا .
ما يتصرف في المشاعر .
نعم .

وللاستماع
وهذي صور للفتوى

فتوى الشيخ القرضاوي :بإجازة التوسعة :

الشيخ القرضاوي
أجاز العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين توسعة المسعى بين الصفا والمروة بالمسجد الحرام تيسيرا على المعتمرين والحجاج.
وأيد الشيخ القرضاوي في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" توجه السعودية للتوسعة. وقال: "نرحب بالتوسعة ونباركها ونؤيدها ونشد أزر القائمين بها".

وأكد أنه لا يوجد مانع شرعي في التوسعة بل يوجد ما يؤيدها، مشيرا إلى أن الشرع قام على التيسير لا التعسير، مستندا لقول الله عز وجل: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، وبقوله سبحانه: "وما جعل عليكم في الدين من حرج". وقوله عز وجل: "يريد الله أن يخفف عنكم". وقول النبي عليه الصلاة والسلام: "إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين، يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا".

وقال الشيخ القرضاوي: "أوامر الدين وتوجيهاته القرآنية والنبوية تتيح لنا الفرصة لنأخذ بالتوسعات لمواجهة ازدياد أعداد الحجاج والمعتمرين في كل عام".

وأوضح أن الشرع حدد بداية السعي من الصفا وحدد نهايته بالمروة ولم يأت بتحديد ولا تقييد لعرض المسعى مشيرا إلى قوله تعالى: "إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوَّف بهما".

وأكد الدكتور القرضاوي أن عرض المسعى متروك لحاجة المسلمين حسب عدد المعتمرين والحجاج، مضيفا أن توسعة المسعى رأسيا تمت عدة مرات بزيادة طوابق علوية والآن لا مانع من توسعته عرضيا.

وردا على سؤال لـ"إسلام أون لاين.نت" حول أهمية أخذ رأي علماء المسلمين الأعضاء في مجمع الفقه الإسلامي الدولي بشأن التوسعات التي تتم في الصفا والمروة والمسجد الحرام والمشاعر المقدسة، أجاب الشيخ القرضاوي بأن الأفضل أخذ رأي المجامع الفقهية حتى يكون الرأي جماعيا، مستدركا أنه لا يعلم ما إذا كان أمر التوسعة عرض على مجمع الفقه الإسلامي الدولي في الدورتين السابقتين له أم لا.

وعن رأيه في زحف الأبراج والفنادق حول المسجد الحرام وارتفاعها أعلى من مناراته قال الشيخ القرضاوي: "إنشاء الفنادق والأبراج حول الحرم أمر تم، ولا يمكن هدمها، وبعضها مبانٍ مخصصة لخدمة الحرم، وبعضها أوقاف مثل وقف الملك عبد العزيز لخدمة الحرمين الشريفين".

الطواف ومقام إبراهيم

وحول رؤيته لحل ما تبقى من مشاكل المعتمرين والحجاج، أشار الشيخ القرضاوي إلى أن ضيق المساحة المخصصة للطواف حول الكعبة لا تزال المشكلة الأكبر التي تواجه ضيوف الرحمن في ذروة أيام الحج وفي العشر الأواخر من رمضان.

واقترح فضيلته إيجاد حلول عملية تيسر للطائفين أداء مناسكهم، داعيا لنقل مقام إبراهيم من مكانه الحالي لمكان أبعد للتوسعة على الحجاج والمعتمرين في طوافهم.

وفي هذا الصدد لفت إلى أن العلماء في وقت من الأوقات كانوا متخوفين من نقل مقام إبراهيم من مكانه القديم ظنا منهم أن النقل إحداث في الدين يخالف سنة السلف رضوان الله عليهم. وقال معقبا: "هذا ليس من الإحداث في الدين وإنما هو ضرورة وحاجة اقتضاها التزايد في أعداد المعتمرين والحجاج".

وأضاف أن العلماء وعموم المسلمين رحبوا من قبل بالاجتهاد حول التوسعات في مرمى الجمرات في "منى" وبما تم إنشاؤه من الجسور التي ساهمت في تخفيف شدة الزحام ومنعت سقوط الحجاج الذين كانوا يموتون بالمئات تحت الأقدام ضحايا للتدافع أثناء الرمي، بحد قوله.

ونبه الشيخ القرضاوي إلى أن أعداد المعتمرين والحجاج التي تتزايد بالملايين كل عام تقتضي من أهل الفقه ومن أولي الأمر التيسير على الطائفين والعاكفين والركع السجود.

ودعا أهل العلم والفقه إلى أن يؤيدوا أولي الأمر في السعودية في كل خطوة تهدف إلى تيسير أداء المناسك على الحجاج والمعتمرين، مشيرا إلى أن كل ملوك المملكة بدءا بالملك عبد العزيز ومرورا بالملك فهد وانتهاء بالملك عبد الله مأجورون من الله ومشكورون من الناس على ما قاموا به من توسعات في الحرمين الشريفين.

وهنا صور ومخططات للتوسعة


Cant See Images

Cant See Images

Cant See Images

Cant See Images

Cant See Images

Cant See Images

Cant See Images

وهنا قرار قديم لهيئة كبار العلماء بهذا الخصوص

الصفحة الاولى

الصفحة الثانية


صور قديمة للمسعى


Cant See Images
المسعى وقد امتلئ بالسيل



المسعى وهو عبارة عن متسوق وكان خارجا عن الحرم
وكان السعي يتم فيه وعلى جنباته محلات البيع والشراء


صورة قديمة للمروة

Cant See Images

صورة قديمة للصفا

Cant See Images

معلومات عن المسعى\

طول المسعى 394.5 م\عرض المسعى 20 م\ارتفاع الدور الأرضي في المسعى 11.75 م\ارتفاع الدور العلوي في المسعى 8.5 م\ويبلغ طول المسافة التي يقطعها المعتمر في السعي 2761.5 م\وذلك ناتج ضرب طول المسعى 394.5 في سبعة أشواط\ما بين الصفا والكعبة 130 م\ما بين المروة ة والكعبة 300 م




أسماء الأبواب وأرقامها من الصفا إلى المروة بالترتيب

باب الصفا 12 و 13\يليهما سلم متحرك 14ثم عبَّارة 15 و 16باب بني هاشم 17عبَّارة باب بني هاشم 18\باب علي رضي الله عنه 19\باب العباس رضي الله عنه 20\عبَّارة باب العباس رضي الله عنه 21\باب النبي صلى الله عليه وسلم 22\عبارة باب النبي صلى الله عليه وسلم 23\باب السلام 24\عبَّارة باب السلام 25\باب بني شيبة 26\باب الحجون 27\عبَّارة 28\باب المعلاة 29\باب المدعى 30\باب المروة 31\ثم من الجهة المقابلة عودة من المروة إلى الصفا\باب المروة المقابل رقم 33\باب مراد 35\سلم متحرك 36\باب المحصب 37\باب عرفة 38\عبّارة 39\باب منى 40\سلم متحرك 42


المراجع :
موقع الحرمين
موقع الشيخ الفوزان
موقع الشيخ القرضاوي
مجموعة أبو نواف البريدية
مواقع مفرقه من الانترنت لجمع الصور



قال إنها مسألة اجتهادية لا تستند على نص
المنيع يؤكد حسم الجدل الفقهي لصالح مشروع توسعة الصفا والمروة



الرياض - ناصر القحطاني

أكد عضو في هيئة كبار العلماء في السعودية أن توسعة المسعى بين الصفا والمروة في الحرم المكي الشريف مسألة اجتهادية خلافية لا تستند إلى نص ويكفي لحسم الجدل الدائر حولها اختيار ولي الأمر، وهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قول بعض أهل العلم بجوازها.

جاء ذلك في حديث للشيخ عبدالله المنيع عضو الهيئة لـ"العربية.نت" حول ما تناقلته وسائل الإعلام عن الجدل الدائر بين بعض كبار علماء الدين السعوديين بشأن مشروع توسعة المسعى بين الصفا والمروة الذي قارب العمل فيه على الانتهاء.

وقال المنيع إنه في إطار هذا الاجتهاد تراجع عن فتوى كان قد أصدرها بعدم جواز التوسعة، منطلقا من عدة دوافع أهمها أن الملك عبدالله انحاز لرأي أهل العلم المجيز لها لشعوره بمسؤوليته عن توفير وسائل الأمن وأنواعه وأجناسه لحجاج وعمار بيت الله الحرام والحؤول دون ما يهدد ذلك مع الزيادة المستمرة للحاج والمعتمرين.


بينة عادلة من 20 شاهدا

وأضاف لـ"العربية.نت": بصفتي أحد أعضاء هيئة كبار العلماء، فقد اشتركت مع الهيئة في النظر في حكم التوسعة، وكنت ممن يرى عدم جوازها لصدور قرار من كبار علمائنا ومشايخنا بحصر عرض المسعى في عرضه الحالي، وبعد إعادتي النظر والتأمل، رأيت أن ذلك القرار لم يكن مبنيًّا على نص من كتاب الله تعالى، ولا من سنة رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم- وإنما كان مبنيًّا على الاجتهاد أن ما بين الصفا والمروة هو المسعى الحالي طولاً وعرضاً.

وقال الشيخ المنيع إن البينة العادلة قامت من 7 شهود يتبعهم 13 شاهداً بمشاهدتهم جبل الصفا ممتداً امتداداً بارتفاع مساوٍ لارتفاع الصفا حاليًّا، وذلك نحو الشرق إلى أكثر من 20 متراً عن جبل الصفا الحالي، وكذلك الأمر بالنسبة لجبل المروة، وشهادتهم صريحة في امتداد الجبلين - الصفا والمروة - شرقاً امتداداً متصلاً وبارتفاعهما بما لا يقل عن 20 مترا.

وأوضح المنيع أن المسألة من مسائل الاجتهاد، ولم يكن القول بجواز التوسعة مصادمًا نصًا من كتاب الله تعالى، ولا من سنة رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم- وقد ثبت أن الزيادة المقترحة للتوسعة لا تخرج عما بين الصفا والمروة، وقد : {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا".

وفي هذا الصدد أكد سلامة التوسعة التي تجري حاليا بقوله "وحيث اختار ولي الأمر القول بجوازها، وقد قال به بعض أعضاء هيئة كبار العلماء. وولي الأمر هو الحاكم العام.

والقاعدة الفقهية أن حكم الحاكم يرفع الخلاف في قضية من قضايا مسائل الخلاف إذا حكم فيها بأحد أقوال أهل العلم بما لا يخالف نصاً صريحاً من كتاب الله، أو من سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم- أو بما انعقد عليه إجماع الأمة".

أضاف الشيخ المنيع "لا شك أن التوسعة محققة للمصلحة في خدمة ضيوف الرحمن، وفي الأخذ بها دفع للأضرار المحتمل وقوعها عليهم، وحيث إن الشهادة بامتداد جبلي الصفا والمروة شرقاً عن وضعهما الحالي بما لا يقل عن عشرين متراً يعتبر إثباتا مقدَّماً على نفي من ينفي ذلك، وبناء على ما سبق ذكره من أن التوسعة لا تتجاوز ما بين الصفا والمروة، فالسعي فيها سعي بين الصفا والمروة، فلا يظهر لي مانع شرعي من توسعة المسعى عرضًا بما لا يتجاوز ما بين الصفا والمروة، وأن السعي في هذه الزيادة سعي بين الصفا والمروة".


معارضة الفوزان واللحيدان

ويرجع الجدل المثار حول هذه القضية إلى معارضة الشيخين صالح الفوزان وصالح اللحيدان عضوي هيئة كبار العلماء لتوسعة الصفا والمروة.

وعلق الشيخ الفوزان على ذلك لـ"العربية.نت" قائلا: إن هذا هو المسعى، فلا يزاد فيه ولا ينقص، لأنه مشعر، ولا يجوز التصرف في المشاعر بزيادة أو نقص، ولتبق على ما هي عليه.

وكانت قد صدرت فتوى لهيئة كبار العلماء بتاريخ 22-2-1427 هـ أشارت إلى
"أن العمارة الحالية للمسعى شاملة لجميع أرضه، ومن ثم فإنه لايجوز توسعتها، ويمكن عند الحاجة حل المشكلة رأسيا بإضافة بناء فوق المسعى". وهذه الفتوى هي التي وصفها الشيخ عبدالله بن منيع أنها اجتهادية لا تستند إلى نص.

من جهته قال الشيخ صالح اللحيدان "أنا لست ممن وافق على المسعى الجديد ولا أرضى بتلك التوسعة، وأكثر أعضاء هيئة كبار العلماء لم يرضوا بذالك، ولا أعرف أن أحدا وقّع سوى اثنين من الأعضاء.

وحول أن ذلك قد يثير لغطا لا داع له ما دام مشروع التوسعة يقترب من الاستكمال أضاف "الذي يسألني لا أرى له السعي في المسعى الجديد، لكني أرى إذا أدى عمرة أنه يكون في حكم من ترك فرضا من العمرة يجبره بدم ذبيحة، فإن السعي على قول من يقول إنه ركن ما تصح العمرة أصلا، وعلى قول من يقول ان السعي واجب من واجبات العمرة، فإن هذا الواجب اذا تعذر الحصول عليه يجزي عنه أن يذبح ذبيحة لفقراء مكة".


وتابع "من اتصل بي نصحته أن لا يعتمر ما دام المسعى القديم لم يفتح للناس، وعسى الظن بولاة الأمر أن لا يستمروا على المنع. ان شاء الله يوفقهم جل وعلا ليسعهم ما وسع المسلمين خلال أكثر من 1428 سنة".

وتابع اللحيدان "بحول الله نعتقد أنه جل و علا سوف يهدي ولاة أمرنا لترك الأمر على ما كان عليه خلال هذه المدة الطويلة".


3 آلاف عامل في التوسعة

وكانت الحكومة السعودية قررت توسعة المسعى ومضت فى تنفيذ المشروع بقيام 3 آلاف عامل بأعمال التوسعة، حتى شارفت على الانتهاء منه.

وفسر الكاتب نجيب عصام يماني لـ"العربية.نت" ظهور هذا الجدل حول توسعة المسعى أنه يتكرر مع كل شئ فيه تجديد وكل مشروع يختص بالمقدسات الإسلامية.

وقال إن المملكة بدأت فى تنفيذ المشروع بعد أن زاد المعتمرون ووصلت أعدادهم فى شهر رمضان الفائت الى أكثر من 8 ملايين معتمر. ويرى أن السعي ليس من واجبات الحج والعمرة بل هو تطوعي، فيجوز للحاج ترك السعي بين الصفا والمروة ولا شيء عليه سواء تركه لعذر أو لغير عذر، مستشهدا ببعض الأمثلة من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.

وأضاف "على الممتنعين من اباحة السعي في المسعى الجديد الرجوع عن فتواهم فهو فضيلة وليكونوا عوناً لولي الأمر".

وأكد الكاتب محمد الحساني لـ"العربية.نت" إن مشروع توسعة المسعى مشروع طال انتظاره ووجب إتمامه، ومن حُسن الحظ أن التوسعة لا تحتاج إلى نزع ملكية لأن الساحة الشرقية وهي أوسع المساحات التي أقيمت للحرم من جهاته الأربع، يمكن أخذ جزء منها لصالح توسعة المسعى، بما لا يبعد الساعين كثيراً عن الصفا والمروة.

واستغرب هذا الجدل "بعد أن رأت الحكومة السعودية وجوب عمل التوسعة بعد الاستنارة بآراء أهل العلم والمشايخ".

Cant See Links


رد مع اقتباس
قديم 03-07-2010, 10:15 PM   رقم المشاركة : 8
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: موضوع للبحث



الجمعـة 09 صفـر 1427 هـ 10 مارس 2006 العدد 9964



منى بلا جمرات لحين اكتمال المرحلة الأولى من الجسر الجديد

Cant See Images

مكة المكرمة: محمد دوش
بعد اثنين وثلاثين عاما وقف فيها شامخا أمام كل الظروف والتحديات التي كانت تقف أمامه طوال تلك الفترة والتي حمل على أكتافه خلالها أكثر من سبعين مليون نسمة لم يحن لها ظهره، بل كان متجددا في كل عام، مع تزايد الأعداد البشرية التي ظلت تواجهه عاما بعد آخر، حتى أصبح جسر الجمرات اليوم أثرا بعد عين ولم تشفع له تلك السنين التي قضاها في خدمة ضيوف الرحمن نتيجة حوادث الدهس المتكرر التي تعرض لها حجاج بيت الله الحرام على أكتافه، وذهب ضحيتها المئات منهم ما دفع بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد بإصدار توجيهاته في 2003 بإنشاء هيئة عليا لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، على أن يكون في مقدمة أولوياتها موضوع جسر الجمرات وإيجاد البدائل المناسبة التي تحد وتمنع وقوع الحوادث المتكرر على جسر الجمرات التي يتعرض لها الحجاج أثناء رمي الجمرات في كل عام.
إثر ذلك قامت الهيئة والجهات المعنية بشؤون الحج ومراكز البحث العلمي بوضع الدراسات اللازمة لإنشاء جسر بديل لجسر الجمرات الحالي بحيث يتكون من عدة طوابق تتوفر بها كافة الخدمات المساندة لراحة ضيوف الرحمن بما في ذلك نفق أرضي لنقل الحجاج بحيث يفصل حركة المركبات عن المشاة ويتوقع أن ينفذ المشروع والذي تقدر تكاليفه بمبلغ 4.2 مليار ريال خلال فترة ما بين 4 ـ 5 سنوات، وكانت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد صدرت بالبدء في تنفيذ المشروع مع بداية العام الحالي، وذلك خلال الزيارة التفقدية التي قام بها لمشعر منى عقب توليه مقاليد الحكم في العام المنصرم.

وما أن غادرت وفود الحجيج مشعر منى حتى بدأ العمل في إزالة جسر الجمرات والعمل على تنفيذ المرحلة الأولى من جسر الجمرات الجديد وقد تحول مشعر منى هذه الأيام الى خلية نحل للعمل على قدم وساق من أجل إنجاز المشروع قبل دخول موسم الحج القادم والذي لا يفصله سوى بضعة أشهر، وأصبحت منى الآن بلا جمرات حتى تكتمل المرحلة الأولى من الجسر الجديد.


ويعود تاريخ إنشاء جسر الجمرات بمشعر منى والذي تمت إزالته الى عام 1975 حيث أنشيء من قبل وزارة المواصلات في ذلك الوقت بعرض 40 مترا بمطلعين من الجهة الشرقية والغربية ومنحدرين بجوار جمرة العقبة من الدور العلوي من الجهتين الشمالية والجنوبية وذلك لنزول الحجاج وعام 1978 سلم الجسر إلى أمانة العاصمة المقدسة لصيانته ضمن صيانة الطرق والجسور.

وقام مشروع تطوير منى عام 1979 بتنفيذ منحدرات من الخرسانة المسلحة كمطالع ومنازل إلى المستوى الثاني من الجمرات على جانبي الجسر مقابل الجمرة الصغرى.

وجرت أيضا توسعة للجسر عام 1984 بعرض 20 مترا وبطول 120 مترا من الجهة الشمالية الموالية للجمرة الصغرى. إضافة الى التوسعة التي نفذت بجسر الجمرات عام 1990 بتكلفة 13 مليون ريال.

شملت التوسعة عرض الجسر إلى 80 متر وبطول 520 متر وتوسيع منحدر الصعود إلى 40 متر بطول 300 متر وإنشاء خمسة أبراج للخدمات على جانبي الجسر وتنفيذ اللوحات الإرشادية والإنارة والتهوية وبذلك تبلغ المساحة الإجمالية للجسر 57,600 متر مربع.

وكذلك إضافة أعمال كهربائية للجسر من إنارة وتهوية عام 1991 وأجريت بعض التعديلات للجسر على مراحل مختلفة بشكل بسيط في الفترة من 1994 وحتى عام 2003، والذي تم فيه تعديل أحواض الجمرات من الشكل الدائري إلى الشكل البيضاوي وشواخص الجمرات من الشكل العمودي إلى الشكل الجداري للجمرات الثلاث وتوسعة جمرة العقبة (الجمرة الكبرى) إضافة إلى إيجاد مخارج للطوارئ على الجسر.


Cant See Links








رد مع اقتباس
قديم 03-07-2010, 10:55 PM   رقم المشاركة : 9
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: موضوع للبحث

عمارة الحرمين الشريفين في العهد السعودي..
المؤسس وجه بتشكيل "مجلس إدارة الحرم المكي" لصيانته والإشراف على كافة خدماته

مشروعات ضخمة تنفذ حالياً بالمسجد النبوي
مكة المكرمة - خالد الجمعي، خالد عبدالله:

شهدت المملكة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - انطلاق اكبر مشروع توسعة للحرم المكي، بعد التوسعة الأخيرة التي تمت في عهد الملك فهد - رحمه الله -، خاصة مع تكاثر جموع المسلمين الغفيرة التي ترد الحرم للحج او العمرة.

وتعتبر هذه التوسعة الجديدة ثالث توسعة يشهدها الحرم المكي منذ دخول الحرمين الشريفين تحت حكم الدولة السعودية، حيث عرف الحرم المكي عدة اشغال توسيعية بعد الإسلام، اهمها:

زيادة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه 17ه / 638م، زيادة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه 26ه /646م، زيادة عبدالله بن الزبير رضي الله عنه 65ه /684م، زيادة الوليد بن عبدالملك 91ه /709م، زيادة أبي جعفر المنصور 137ه /754م، زيادة الخليفة العباسي محمد المهدي 160ه /776م، الزيادة الثانية للخليفة العباسي محمد المهدي 164ه /780م، زيادة الخليفة العباسي المعتضد بالله 284ه /894م، زيادة الخليفة العباسي المقتدر بالله 306ه / 918م.

وفي العصر الحديث، عرف الحرم اشغال توسعة كبرى على يد ملوك الدولة السعودية، وهي على الترتيب كالآتي:


عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -

بقي المسجد الحرام اكثر من ألف عام دون اي زيادة في مساحته، حتى ادى ذلك الى التصاق البيوت بالمسجد والى انفصال المسعى عنه، وأصبح المسعى طريقاً تقوم المساكن والدكاكين على جانبيه، ولما استلم الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الحكم بذل جهده من خلال الموارد المتاحة آنذاك في العناية بالمسجد الحرام، فقد أمر الملك عبدالعزيز بصيانة المسجد وإصلاحه في حدود عام 1926/1925م، كما أمر بترميم الأروقة وطلاء الجدران والأعمدة وإصلاح قبة زمزم في حدود عام 1928/1927م، بعد ذلك بسنوات تم تركيب مظلات تقي المصلين حرارة الشمس، وكان الملك عبدالعزيز أول من أمر بتبليط ما بين الصفا والمروة بالحجر، وشكل ادارة خاصة سميت "مجلس إدارة الحرم" للقيام بإدارة شؤون المسجد الحرام ومراقبة صيانته وخدمته، كذلك قام الموحد - رحمه الله، بتجديد مصابيح الإضاءة بالمسجد الحرام وزيادتها الى ألف مصباح في عام 1928/1927، كما تم إدخال الكهرباء الى مكة المكرمة ووضعت فيه المراوح الكهربائية عام

1953.عهد الملك سعود

اصدر الملك سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - في عام 1955م أمرا بإجراء توسعة شاملة للمسجد الحرام وعمارته، وتمت هذه التوسة على عدة مراحل:

@ المرحلة الأولى في مارس 1955م، وشملت العديد من الإنجازات، اهمها:

ازالة المنشآت السكنية والتجارية التي كانت قائمة قرب المسعى، وهدم المباني القائمة شرق المروة، والبدء بشق طريق جديد يمتد بجانب الصفا والمروة، وبناء المسعى من طابقين لاستيعاب اكبر عدد ممكن من الساعين والمصلين ويبلغ طول المسعى من الداخل 5.394م وعرضه 20م ويبلغ ارتفاع الطابق الأرضي للمسعى 12م والطابق العلوي 9م، كذلك بني تحت الطابق الأرضي طابق سفلي يبلغ ارتفاعه 5.3م، كما اقيم مجرى خاص لتصريف مياه السيول.

@ المرحلة الثانية: بدأ تنفيذها في عام 1959م، وتم خلالها:

بدء اشغال اساس الرواق الجنوبي وكسوة جدرانه بالرخام وكسوة العقود والسقوف بالحجر المنقوش، اقامة ممر دائري فوق الصفا على مستوى سطح الطابق العلوي للرواق الجنوبي والمسعى وصل بينهما بسقف مستدير مقبب وخصص هذا الممر للداخلين من باب الصفا الجديد الى الطابقين.

@ المرحلة الثالثة: بدأ تنفيذها عام 1961م، وتم فيها:

اكمال بناء الطابق السفلي الذي اقيم تحت جميع ابنية الحرم عدا المسعى، كما اصبحت مساحة المسعى بعد ان ألحق بالمسجد الحرام 8000م مربع للطابق العلوي ومثلها للطابق الأرضي، كذلك اصبح عدد ابواب الحرم 64باباً، كما اصبحت مساحة المسجد الحرام بعد هذه التوسعة 193الف م2، وهو ما جعل الحرم يتسع لحوالي 400.000مصل.

عهد الملك فهد

في اليوم الثاني من شهر صفر 1409ه ، أمر خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - بوضع حجر الأساس لمشروع توسعة المسجد الحرام، ويتضمن المشروع اضافة جزء جديد الى مبنى المسجد الحرام من الناحية الغربية بين باب العمرة وباب الملك عبدالعزيز، وكان مما تم العمل فيه:

@ بلغت مساحة ادوار هذا المبنى 76الف متر مربع وتتسع لحوالي 152الف مصل، كما شمل المشروع تجهيز الساحات الخارجية التي تبلغ مساحتها 85.800م 2وتبليطه بالرخام الأبيض لتستوعب 190الف مصل، وبذلك تصبح مساحة المسجد الحرام شاملة مبنى المسجد بعد التوسعة الحالية والأسطح وكامل المساحات 356الف متر مربع تتسع لحوالي 773الف مصل، وفي اوقات الذروة يتسع الحرم والتوسعة مع الساحات المحيطة به لأكثر من مليون مصل.

@شمل مبنى التوسعة مئذنتين جديدتين بارتفاع 89م تماثلان في تصميمها المعماري وفي مواد البناء المستخدمة المآذن السبع القائمة.

@ اضافة مبنيين للسلالم الكهربائية المتحركة مساحة كل واحدة منهما 375م 2وطاقة كل منهما الاستيعابية تقدر ب 15الف شخص في الساعة، اضافة الى مجموعتين من السلالم المتحركة داخل حدود المبنى على جانبي المدخل الرئيسي للتوسعة.

@ تم تبليط التوسعة جميعه بالرخام حتى يتسنى استخدامه للصلاة، وخصوصاً في اوقات الذروة، وهناك ثلاث قباب في التوسعة الجديدة ارتفاع كل منها 13م تحتوي على فتحات بكامل محيطها وشكلها الخارجي مماثل للقباب الموجودة على سطح الحرم الحالي.

@ تتضمن الأعمال الكهربائية تنفيذ محطتي تحويل على جانبي التوسعة تحتوي على محولات طاقة كل واحدة منها 6.1ميغا فولت أمبير صممت بحيث تولد طاقة احتياطية تبلغ 100% من الأحمال الحالية.

@ تم تنفيذ شبكة إذاعية تتناسب مع مساحة التوسعة، وهي مشابهة للشبكة الحالية، ويتم استخدام مكبرات للصوت معلقة على الجدران والأعمدة تغذيها اسلاك ممدة داخل مواسير مدفونة، اما في الأعمدة وإما في الأسقف والأرضيات.

@ استحدث نظام جديد لتلطيف الهواء بالطابقين الأرضي والأول على مبدأ دفع الهواء البارد وتوزيعه على مستوى مرتفع حول الأعمدة المربعة، وقد اقيمت من اجل ذلك محطة تحتوي على عدد من أجهزة التبريد ومضخات المياه المثلجة ومركز تشغيل وتحكم آلي بطاقة تبلغ 13.500طن تبريد.

@ تم ايضاً انشاء نفق للخدمات يربط بين المحطة المركزية والحرم المكي بطول 450م ويحتوي على مواسير معزولة ناقلة للمياه، وهو مجهز ايضاً بجميع وسائل الإضاءة والتهوية وأجهزة السيطرة والتحكم الآلي.

@ تم انشاء مبنى من طابقين لدورات المياه بمساحة اجمالية تبلغ 14الف مربع، يضاف الى ذلك السطح، ويحتوي المبنى على 1440دورة مياه، 1091نقطة وضوء و 162نافورة لمياه الشرب، مع ممرات تسهيل انتقال الأفراد الى ساحات الصلاة الجديدة دون تعارض مع حركة المرور.


مشعر منى

شهد مشعر منى خلال العهد السعودي الزاهر نهضة عمرانية ضخمة شملت التطوير والتحسين في جميع عناصر المشعر ابتداء من انشاء الطرق والكباري والأنفاق، ومروراً بإزالة العوائق الطبيعية وإنشاء المخيمات النموذجية، وانتهاء بمشروع منطقة الجمرات والذي تقدر تكلفته بأكثر من اربعة مليارات ريال، ولتعدد وضخامة المشاريع والأعمال التطويرية التي تمت والتي مازالت تحت الإنشاء والتي سوف تنفذ في المستقبل القريب - إن شاء الله، ومن ابرز المشروعات في مشعر منى فتح الطرق والأنفاق وإنشاء الكباري والجسور لتسهيل حركة المركبات والمشاة، وإنشاء المخيمات المقاومة للحريق بعد تكرر احتراق المخيمات التقليدية، وتطوير سفوج الجبال في الجهة الشمالية لمشعر منى لزيادة الطاقة الاستيعابية للإيواء، وإنشاء وتطوير المجازر الآلية الحديثة للاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي، وإنشاء المستشفيات والمراكز الصحية، وإنشاء العديد من المساجد في مشعر منى ومن أهمها وأكبرها مسجد الخيف، كذلك انشاء خزانات المياه بسعات عالية لتوفير المياه للحجاج في مشعر منى، وإنشاء دورات المياه ومشارب المياه في جميع أنحاء مشعر منى، وإنشاء المكابس الأرضية للتخلص السريع من النفايات، اضافة الى تحسين وتهيئة منطقة الجمرات، وفي عام 1425ه تم تعديل اشكال احواض الرجم والشواخص الى الشكل القطع الناقص، بعد توصية معهد ابحاث الحج، وقد ساهم هذا التعديل في زيادة انسيابية الحركة وتخفيف الزحام حول الأحواض خصوصاً في صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة.


جسر الجمرات الجديد في عهد الملك عبدالله

اعتمدت الفكرة التصميمية لمنطقة وجسر الجمرات على عدد من المرتكزات تمثلت في:


رفع الطاقة الاستيعابية للمنطقة والجسر، خفض الكثافة في منطقة الجمرات وعلى الجسر ( 3حاج/م2)، تفتيت الكتلة البشرية عند المداخل وحول الأحواض، فصل حركة المشاة عن حركة المركبات، وتسهيل حركة مركبات الخدمات وخصوصاً سيارات الإسعاف، الوصول لمواقع اقامة الحجاج وربط محاور المشاة الرئيسة في وادي منى والقادمة من مكة المكرمة مع مداخل الجسر، الاستفادة من الظروف البيئية والطبيعية المحيطة بالمنطقة، تعديل اشكال الأحواض الى الشكل المحقق للانسيابية.


Cant See Images



وبناء على هذه المرتكزات التصميمية، والمعايير التصميمية لمنطقة الجمرات التي تم الحصول عليها من خلال الدراسة الميدانية في عام 1422ه تم تطوير الفكرة التصميمية للمنطقة والجسر خلال عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، حيث تم اخلاء المنطقة من المركبات وتوجيه حركة المركبات الى الانفاق التي تمر من تحتها، وفتح الدور الأرضي للجميع، مع تخصيصه وتخصيص الدور الأول للقادمين من جهة الشرق لارتفاع نسبة التدفق، في حين تم تخصيص الدور الثاني للقادمين من مكة المكرمة، اما الدور الثالث فكان للقادمين من الجهة الشمالية (مجر الكبش)، وتم تخصيص الدور الرابع للقادمين من الجهة الجنوبية المرتفعة بحيث يكون مستوى منسوب الدور مع مستوى ارتفاعه وتم ربط جميع الأدوار بمنحدرات مناسبة لتسهيل عملية الوصول، وتم تزويد الجسر بجميع الخدمات ووسائل السلامة وروعي في التصميم وصول الحصى الى المرامي الشرعية وعدم تأثيرها على بقية الأدوار عند نزوله من الأدوار العلوية وتوفير البيئة المناسبة داخل الجسر من تهوية وإضاءة، بالإضافة الى ملائمة التصميم للبيئة المحيطة به.


مشروعات الملك عبدالله في المسجد الحرام

الى ذلك استعرض معالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم المشاريع العظيمة التي امر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بتنفيذها خدمة للحجاج والزوار والمعتمرين، ومن ابرزها توسعة المسعى ليستوعب الزيادة في اعداد المعتمرين والحجاج، وهذا المشروع من اهم وأبرز المشاريع التي امر بها - حفظه الله - في المسجد الحرام وباكتماله سيسهل على الحجاج والمعتمرين أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، مشيراً الى ان هذه التوسعة تتناسب مع الزيادة المضردة في اعداد الحجاج والمعتمرين، حيث تبلغ تكلفة المشروع قرابة الثلاثة آلاف مليون ريال، ويتكون من اربعة ادوار (قبو ودور ارضي ودور أول ودور ثان)، وسيعاد بناء المسعى القديم بنفس أسلوب التوسعة الجديدة، فيصبح الجميع اربعة ادوار، اضافة الى السطح، حيث تم تجهيز الدور الأرضي للسعي في كلتا مرحلتي المشروع مع الاستفادة من الدورين الأول والثاني والاستفادة من قبو المسعى للدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام من الناحية الشرقية.

Cant See Images

وأضاف: ان من بين المشروعات الضخمة التي وجه بها الملك عبدالله - حفظه الله - انهاء جميع الدراسات الفنية الخاصة بتكييف المسجد الحرام في جميع أقبيته وأدواره تمهيداً لاعتماد تنفيذها من مقام الكريم - حفظه الله -، كما تم انشاء جسر للمشاة بأجياد ويهدف الى نقل المصلين من وإلى الدور الأول والسطح عن طريق سلم أجياد الكهربائي لفك الاختناقات التي تحدث في منطقة الصفا أثناء المواسم، حيث يستخدم مخرج طوارئ ويبلغ طوله (100م) وعرضه (14م) وهيكل الجسر حديدي وجرى تكسيته بوحدات من الحجر الصناعي المزخرف، كذلك تطوير مصنع كسوة الكعبة المشرفة بتزويده بأحدث الأجهزة والمعدات اللازمة.

وأكد الدكتور الخزيم على ان واسطة العقد في توسعة المسجد الحرام هو صدور أمره الكريم - حفظه الله - بتنفيذ توسعة الساحة الشمالية للمسجد الحرام بعمق (380م) وأنفاق للمشاة ومحطة للخدمات وسوف تكون مجمل المضافة الى ساحات المسجد الحرام بعد ذلك اكثر من ثلاث مئة الف متر مسح تقريباً، مما يضاعف الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام ويتناسب مع زيادة اعداد المعتمرين والحجاج ويساعدهم في أداء نسكهم بكل يسر وسهولة.

مشروعات المسجد النبوي

واشار الى ان اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالمسجد النبوي الشريف مستمر كذلك ومن ابرز ما أمر به - حفظه الله - توسعة الساحات الشرقية وتظليل ساحات المسجد النبوي بتكلفة تقدر بأربعة آلاف وسبعمائة مليون ريال والتي تشتمل على تركيب ( 182مظلة) تغطي جميع ساحات المسجد النبوي لوقاية المصلين والزوار من اشعة الشمس ومخاطر الأمطار وسيستفيد منها بعد انتهائها اكثر من مائتي الف مصل مع تطوير الساحات الشرقية للمسجد النبوي وما يتبع من خدمات ومرافق.

وشدد على ان اعماله - حفظه الله - في الحرمين الشريفين هي من منطلق إيماني وواجب وطني وهي تعظيم لشعائر الله فاللهم زد من عظم هذا البيت تشريفا وتعظيما.

وقال الدكتور الخزيم ان هذه المشاريع التي اشرت اليها غيض من فيض تعتبر رمزاً لمدى الاهتمام الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمكة المكرمة والمدينة المنورة التي أنشأ لها هيئة تتولى متابعة تطويرها.


خادم الحرمين يدشن المرحلة الأولى لجسر الجمرات الجديد

بعد وصوله وولي العهد إلى منى

منى: «الشرق الأوسط»
افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المرحلة الأولى من مشروع تطوير جسر ومنطقة الجمرات. جاء ذلك بعد وصوله أمس إلى منى للإشراف المباشر على راحة حجاج بيت الله الحرام وما يقدم لهم من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان، وليطمئن على جميع مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة كما هي عادته في كل عام.
وكان في استقباله عند وصوله جسر الجمرات، الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، والأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية ورئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، والأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وعدد من الأمراء والوزراء والمسؤولين.

يذكر أن المرحلة الأولى من مشروع تطوير جسر ومنطقة الجمرات التي أنجزت بإشراف مباشر من الأمير متعب بن عبد العزيز، قد نفذتها شركة مجموعة بن لادن السعودية، والتي فازت بالمشروع.

من جهته أكد الأمير متعب بن عبد العزيز في كلمة ألقاها أمام الملك عبد الله ، أن المرحلة تم تنفيذها في غضون أحد عشر شهرا، وشملت الجسر بمساحة 170 ألف متر مسطح، والقبو والدور الأرضي والدور الأول مع منحدرات الدخول والخروج. وبالنسبة للانفاق فقد تم تنفيذ سوق العرب بطول 1800 متر وبعرض أربعة وثلاثين مترا، ونفق الملك فيصل بطول 2350 مترا وبعرض سبعة عشر مترا، أما في ما يتعلق بالساحات والأعمال الخارجية وشبكات الخدمات فقد تم تنفيذ تسعين بالمائة من أعمال القطع الصخري وتوسيع وتنظيم الساحات.

وعلى صعيد الهاتف والكهرباء والماء فقد تم تنفيذ ما طوله 125 ألف متر من خطوط الهاتف والكهرباء وتنفيذ خزانين للمياه بسعة 50 ألف متر مكعب، وتنفيذ ألف ومائتين وخمسين وحدة من دورات المياه، كما تم تجهيز ساحات لإعادة تركيب الخيام بمساحة 127 ألف متر مربع.

واوضح أنه قام بتنفيذ هذه المرحلة من المشروع 600 مهندس وخبير و11 ألف فني وعامل مستخدمين 1200 معدة ثقيلة حيث كانوا يعملون على مدار الساعة ليحققوا بهذه المرحلة 53 بالمائة من إجمالي المشروع.

بعدها قام خادم الحرمين الشريفين يرافقه الأمير سلطان، والأمراء بجولة بالسيارات على جسر الجمرات وعلى الدور الأرضي من الجسر والنفق. توجه بعدها الملك عبد الله إلى قصر منى حيث كان في استقباله الأمير احمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية نائب رئيس لجنة الحج العليا، والأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي آل سعود وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي، والأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي، وخالد التويجري رئيس الديوان الملكي، وإبراهيم الطاسان رئيس الشؤون الخاصة لخادم الحرمين الشريفين، ومحمد السويلم رئيس شؤون المواطنين في الديوان الملكي، والفريق أول ركن حمد العوهلي قائد الحرس الملكي وعدد من المسؤولين.

ووصل في معية خادم الحرمين الشريفين، كل من الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود مساعد رئيس الاستخبارات العامة، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير المقدم طيار ركن تركي بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سعود بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير منصور بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن نواف بن عبد العزيز، ومحمد الطبيشي رئيس المراسم الملكية، والدكتور فهد العبد الجبار مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف على العيادات الملكية، وخالد العيسى نائب رئيس الديوان الملكي.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد غادر جدة في وقت سابق أمس، حيث ودعه لدى مغادرته عدد من المسؤولين.

كما وصل الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، وذلك للإشراف مع خادم الحرمين الشريفين على ما يقدم لحجاج بيت الله الحرام من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم في يسر وسهولة وأمان وكذلك متابعة مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة كما هي عادته في كل عام.

وكان في استقباله عند وصوله مكة المكرمة أمس، الأمير سعد بن فيصل بن سعد، والأمير خالد بن فهد بن محمد، والأمير الدكتور مشعل بن عبد الله بن مساعد مستشار ولي العهد، والشيخ ناصر الشثري المستشار في الديوان الملكي، وعبد المحسن المحيسن رئيس الشؤون الخاصة لولي العهد، ومحمد بن سالم المري السكرتير الخاص لولي العهد، وعبد الله الغريري مدير عام المراسم بديوان ولي العهد وعدد من كبار المسؤولين، وقد وصل في معية ولي العهد كل من الأمير منصور بن سعود بن عبد العزيز، والأمير فيصل بن سعود بن محمد، والأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز مساعد أمين عام مجلس الأمن الوطني للشؤون الأمنية والاستخباراتية.

وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز قد غادر جدة في وقت سابق حيث ودعه عدد من الأمراء وكبار المسؤولين.

Cant See Links



Cant See Links

Cant See Links

Cant See Links

Cant See Links



آخر تعديل OM_SULTAN يوم 03-07-2010 في 11:07 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-07-2010, 11:18 PM   رقم المشاركة : 10
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: موضوع للبحث




السبـت 09 ذو الحجـة 1427 هـ 30 ديسمبر 2006 العدد 10259

خادم الحرمين يدشن المرحلة الأولى لجسر الجمرات الجديد

بعد وصوله وولي العهد إلى منى

منى: «الشرق الأوسط»
افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المرحلة الأولى من مشروع تطوير جسر ومنطقة الجمرات. جاء ذلك بعد وصوله أمس إلى منى للإشراف المباشر على راحة حجاج بيت الله الحرام وما يقدم لهم من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان، وليطمئن على جميع مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة كما هي عادته في كل عام.
وكان في استقباله عند وصوله جسر الجمرات، الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، والأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية ورئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، والأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وعدد من الأمراء والوزراء والمسؤولين.

يذكر أن المرحلة الأولى من مشروع تطوير جسر ومنطقة الجمرات التي أنجزت بإشراف مباشر من الأمير متعب بن عبد العزيز، قد نفذتها شركة مجموعة بن لادن السعودية، والتي فازت بالمشروع.

من جهته أكد الأمير متعب بن عبد العزيز في كلمة ألقاها أمام الملك عبد الله ، أن المرحلة تم تنفيذها في غضون أحد عشر شهرا، وشملت الجسر بمساحة 170 ألف متر مسطح، والقبو والدور الأرضي والدور الأول مع منحدرات الدخول والخروج. وبالنسبة للانفاق فقد تم تنفيذ سوق العرب بطول 1800 متر وبعرض أربعة وثلاثين مترا، ونفق الملك فيصل بطول 2350 مترا وبعرض سبعة عشر مترا، أما في ما يتعلق بالساحات والأعمال الخارجية وشبكات الخدمات فقد تم تنفيذ تسعين بالمائة من أعمال القطع الصخري وتوسيع وتنظيم الساحات.

وعلى صعيد الهاتف والكهرباء والماء فقد تم تنفيذ ما طوله 125 ألف متر من خطوط الهاتف والكهرباء وتنفيذ خزانين للمياه بسعة 50 ألف متر مكعب، وتنفيذ ألف ومائتين وخمسين وحدة من دورات المياه، كما تم تجهيز ساحات لإعادة تركيب الخيام بمساحة 127 ألف متر مربع.

واوضح أنه قام بتنفيذ هذه المرحلة من المشروع 600 مهندس وخبير و11 ألف فني وعامل مستخدمين 1200 معدة ثقيلة حيث كانوا يعملون على مدار الساعة ليحققوا بهذه المرحلة 53 بالمائة من إجمالي المشروع.

بعدها قام خادم الحرمين الشريفين يرافقه الأمير سلطان، والأمراء بجولة بالسيارات على جسر الجمرات وعلى الدور الأرضي من الجسر والنفق. توجه بعدها الملك عبد الله إلى قصر منى حيث كان في استقباله الأمير احمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية نائب رئيس لجنة الحج العليا، والأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي آل سعود وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي، والأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي، وخالد التويجري رئيس الديوان الملكي، وإبراهيم الطاسان رئيس الشؤون الخاصة لخادم الحرمين الشريفين، ومحمد السويلم رئيس شؤون المواطنين في الديوان الملكي، والفريق أول ركن حمد العوهلي قائد الحرس الملكي وعدد من المسؤولين.

ووصل في معية خادم الحرمين الشريفين، كل من الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود مساعد رئيس الاستخبارات العامة، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير المقدم طيار ركن تركي بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سعود بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير منصور بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن نواف بن عبد العزيز، ومحمد الطبيشي رئيس المراسم الملكية، والدكتور فهد العبد الجبار مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف على العيادات الملكية، وخالد العيسى نائب رئيس الديوان الملكي.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد غادر جدة في وقت سابق أمس، حيث ودعه لدى مغادرته عدد من المسؤولين.

كما وصل الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، وذلك للإشراف مع خادم الحرمين الشريفين على ما يقدم لحجاج بيت الله الحرام من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم في يسر وسهولة وأمان وكذلك متابعة مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة كما هي عادته في كل عام.

وكان في استقباله عند وصوله مكة المكرمة أمس، الأمير سعد بن فيصل بن سعد، والأمير خالد بن فهد بن محمد، والأمير الدكتور مشعل بن عبد الله بن مساعد مستشار ولي العهد، والشيخ ناصر الشثري المستشار في الديوان الملكي، وعبد المحسن المحيسن رئيس الشؤون الخاصة لولي العهد، ومحمد بن سالم المري السكرتير الخاص لولي العهد، وعبد الله الغريري مدير عام المراسم بديوان ولي العهد وعدد من كبار المسؤولين، وقد وصل في معية ولي العهد كل من الأمير منصور بن سعود بن عبد العزيز، والأمير فيصل بن سعود بن محمد، والأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز مساعد أمين عام مجلس الأمن الوطني للشؤون الأمنية والاستخباراتية.



Cant See Links


مشروع تطوير منطقة الجمرات .. درة المشاريع

Cant See Images

الجمرات

إن أقل ما يمكن أن يقال عن مشروع تطوير منطقة الجمرات في مشعر منى، أنه درة المشاريع التطويرية التي نفذتها الحكومة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في المشاعر المقدسة لتوفير أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام وبما يحفظ أمنهم وسلامتهم بمشيئة الله وليؤدوا مناسك حجهم في جو مفعم بالأمن والإيمان ومزيد من الأمن والطمأنينة .
ويعد المشروع، الذي بلغت تكلفته أربعة مليارات ومائتي مليون ريال سعودي، نقلة حضارية وهندسية نوعية توفر أهدافا أساسية لانسيابية حركة الحجاج ضمن ظروف آمنة ومريحة تحقق لهم السلامة والراحة خلال أدائهم هذا النسك إضافة إلى خفض كثافة الحجاج عند مداخل الجسر وذلك بتعدد المداخل وتباعدها مما يسهم في تفتيت الكتل البشرية عند المداخل وتسهيل وصول الحجاج إلى الجمرات من الجهة التي قدموا منها وتوفير وسائل السلامة والخدمات المساندة أثناء تأدية ضيوف الرحمن لنسك رمي جمرة العقبة يوم العيد ورمي الجمار أيام التشريق.
وخلال حج هذا العام 1430هـ تم تدشين المرحلة الخامسة من مشروع تطوير المنطقة، حيث تمت الاستفادة من مراحله الأربع خلال الأعوام الماضية، وجميع الأدوار تم تكييفها، كما سيتم تغطية المستوى الخامس للجسر في العام القادم بسقف من الخيام المطورة.

مستويات رمي الجمرات

المستوى الأول: مخصص للحجاج القادمين من جهة منى ويتم الدخول إليه بواسطة منحدرين الأول لاستعمال الحجاج القادمين من شمال منى عن طريق شارعي سوق العرب والجوهرة، والثاني لاستعمال الحجاج القادمين من جنوب منى عن طريق شارع المشاة الجنوبي وشارع الملك فيصل ويتم الخروج منه عبر 3 منحدرات الأول والثاني باتجاه منى، والثالث باتجاه مكة المكرمة.
المستوى الثاني: يتم الدخول إليه من جهة مكة المكرمة بواسطة منحدرين الأول من الجهة الشمالية للحجاج القادمين من غرب الجمرات ومن محطات الحافلات المقترحة على شارع سوق العرب وشارع الجوهرة والثاني للحجاج القادمين من الجهة الجنوبية القادمين من شارع صدقي وطريق المشاة ومن محطة الحافلات على شارع الملك فيصل ويتم الخروج منه بواسطة منحدر باتجاه مكة المكرمة مع إمكانية الخروج إلى منى بواسطة السلالم المتحركة أو السلالم العادية.
المستوى الثالث: وهو مخصص لاستعمال الحجاج القادمين من وسط منى ومن شارع الملك فهد ومن مشروع الإسكان على سفوح الجبال ويتم الوصول إليه والخروج منه بواسطة سلالم متحركة أو سلالم عادية كما يتم الوصول إليه أيضاً عن طريق منحدر من سفوح الجبال خلف مشروع الإسكان ومنحدر من مجر الكبش خلف مصطبة الخيام فيه.
المستوى الرابع: فهو مخصص للحجاج القادمين من الجهة العليا بشارع الملك عبد العزيز «ربوة الحضارم» ويتم الدخول إليه والخروج منه بواسطة ممرات على المنسوب العالي متصلة مباشرة مع الساحة والمرافق القائمة على شارع الملك عبد العزيز. والمرحلة الثالثة وتشتمل على مستوى ثاني للحجاج القادمين من جهة مكة المكرمة ومستوى ثالث للحجاج القادمين من جهة منى وشارع الملك فهد والمرحلة الرابعة وتشتمل على مستوى رابع للحجاج القادمين من الجهة المرتفعة من شارع الملك عبد العزيز.
المستوى الخامس: وهو مخصص للقادمين من الجهة الجنوبية لمنطقة العزيزية والمخيمات التي تقع جنوب منى.
ويبلغ طول الجسر 950 متراً وعرضه 80 متراً وصمم على أن تكون أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقاً وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك، ويبلغ ارتفاع الدور الواحد اثني عشر متراً ويشتمل المشروع على ثلاثة أنفاق وأعمال إنشائية مع إمكانية التطوير المستقبلي.

مداخل ومخارج الجمرات

ويوفر المشروع 11 مدخلاً للجمرات و12 مخرجاً في الاتجاهات الأربع، إضافة إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارئ، ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات مما يسهم في خفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة وأنفاقا أرضية .

ورافقت مشروع تطوير جسر الجمرات تنفيذ مشاريع جديدة في منطقة الجمرات شملت إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على 6 اتجاهات منها 3 من الناحية الجنوبية و 3 من الناحية الشمالية وتنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات بها والسيطرة على ظاهرة الافتراش حول الجسر إلى جانب مسارات الحجاج.
وسيساعد المشروع على تنظيم وتخصيص الأماكن المناسبة للخدمات مثل الأغذية وأماكن الحلاقة ودورات المياه والخدمات الطبية والاسعافية وقوات الدفاع المدني والأمن العام .
ولتحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة، زود المشروع بآلات تصوير تقنية مطورة موزعة في عدة أماكن ومتصلة بغرفة العمليات التي تشرف على الجسر والساحة المحيطة به لمراقبة الوضع بصورة عامة واتخاذ الإجراءات المناسبة وقت وقوع أي طارئ .
وروعي في تنفيذ المشروع الضوابط الشرعية في الحج وازدياد عدد الحجاج المستمر وتوزيع الكتلة البشرية وتفادي تجمع الحجاج عند مدخل واحد وذلك عن طريق تعدد المداخل والمخارج في مناطق ومستويات تناسب أماكن قدوم الحجاج إلى الجسر ومنطقة الجمرات حيث يبلغ عددها 11 مدخلاً ومثلها من المخارج.

أنفاق لحركة المركبات

كما يحتوي المشروع على أنفاق لحركة المركبات تحت الأرض لإعطاء مساحة أكبر للمشاة في منطقة الجسر ومخارج للإخلاء عن طريق 6 أبراج للطوارئ مرتبطة بالدور الأرضي والأنفاق ومهابط الطائرات .
وقد أسهم تصميم أحواض الجمرات والشواخص بطول (40) متراً بالشكل البيضاوي في تحسن الإنسيابية وزيادة الطاقة الاستيعابية للجسر، مما ساعد في الحد من أحداث التدافع والازدحام بين الحجاج أثناء أداء شعيرة رمي الجمرات .
ووفقاً للمواصفات فإن أساسات المشروع قادرة على تحمل اثني عشر طابقاً وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك ويرتفع الدور الواحد اثني عشر متراً.
وتم إعداد جداول للتفويج في منطقة جسر الجمرات على أساس تفويج 100 ألف حاج في الساعة في الدور الأرضي للجسر و 80 ألف حاج في الساعة في الدور الأول و 60 ألف حاج في الساعة في الدور الثاني و60 ألف حاج في الساعة في الدور الثالث.
كما تم في موسم حج عام 1429هـ الماضي توفير عربات كهربائية لنقل الحجاج من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة على منحدرات الدور الثاني لجسر الجمرات إلى الجمرة الصغرى.

ثلاثة مسارات لنقل الحجاج

كما تم تخصيص ثلاثة مسارات لنقل الحجاج من المعيصم والعزيزية ودقم الوبر إلى الساحة الغربية للجمرات بحيث يبدأ الخط الترددي الأول من منطقة الشعبين والمعيصم «مواقف حجاج البر» إلى محطة الحافلات الشمالية الغربية بساحة الجمرات لخدمة المنحدر الشمالي من الدور الثاني لجسر الجمرات وبالعكس.
كما يشتمل المشروع على نظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعاً من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات مما يؤدي لخفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة وأنفاقاً أرضية لفصل سيارات الخدمات عن حركة المشاة أعدت بناء على دراسات ميدانية وهندسية.
وطال مشروع تطوير جسر الجمرات تنفيذ مشاريع جديدة في منطقة الجمرات شملت إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على 6 اتجاهات 3 من الناحية الجنوبية و 3 من الناحية الشمالية اقتضت إزالة عدد من الخيام وإيجاد مصطبتين لاستيعاب الخيام التي تمت إزالتها.

تنظيم الساحات المحيطة

كما تم تنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات بها والسيطرة على ظاهرة الافتراش حول الجسر إلى جانب مسارات الحجاج حتى لا يحدث تقاطع بين حركة الذاهبين للمسجد المكي الحرام والعائدين منه فيما سيساعد المشروع على تنظيم وتخصيص الأماكن المناسبة للخدمات مثل الأغذية وأماكن الحلاقة ودورات المياه والخدمات الطبية والإسعافية وقوات الدفاع المدني والأمن العام.
ولتحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة زود المشروع بآلات تصوير تقنية مطورة موزعة في عدة أماكن ومتصلة بغرفة العمليات التي تشرف على الجسر والساحة المحيطة به لمراقبة الوضع بصورة عامة واتخاذ الإجراءات المناسبة وقت وقوع أي طارئ، في حين اكتسب الجانب التوعوي مكانة في المشروع عبر إعلام الحجاج وتوجيههم بواسطة شاشات التلفاز المتوفرة في محيط الجسر وداخل مخيمات سكن الحجاج بالنصائح والتعليمات التي تجنبهم الحوادث.

مشاريع التطوير السابقة

تجدر الإشارة إلى أن جسر الجمرات شهد أعمالا تطويرية منذ إنشائه عام 1395هـ بعرض 40 متراً وبمطلعين من الجهة الشرقية والغربية ومنحدرين بجوار جمرة العقبة من الدور العلوي من الجهة الشمالية والجنوبية وذلك لنزول الحجاج.

وتواصل الاهتمام بتطوير الجسر ليشهد في عام 1399هـ تنفيذ منحدرات من الخرسانة المسلحة «مطالع ومنازل» إلى المستوى الثاني من الجمرات على جانبي الجسر مقابل الجمرة الصغرى.
ونظراً لتزايد عدد حجاج بيت الله الحرام، تمت توسعة الجسر في عام 1405هـ ليتم زيادة عرضه إلى 20 متراً وبطول 120 متراً من الجهة الشمالية الموالية للجمرة الصغرى.
كما شهد الجسر توسعة أخرى في عام 1410هـ شملت زيادة عرض الجسر إلى 80 مترا وبطول 520 متراً وتوسيع منحدر الصعود إلى 40 متراً بطول 300 متر وإنشاء خمسة أبراج للخدمات على جانبي الجسر وتنفيذ اللوحات الإرشادية والإنارة والتهوية وبلغت مساحته الإجمالية. 57.600 متر مربع.
ودخل جسر الجمرات مرحلة جديدة من التنظيم والتطوير إذ أجريت في عام 1415هـ عملية تعديل على مراحل وبشكل جمع بين منظر الجسر وتمثيل حركة الحجاج عليه.
كما أدخلت تعديلات عديدة على جسر الجمرات عام 1425هـ شملت بنية الجسر وتعديل شكل الأحواض من الشكل الدائري إلى البيضاوي وتعديل الشواخص وتعديلات على مخارج طوارئ جديدة عند جمرة العقبة وتركيب لوحات إرشادية تشتمل على معلومات لتوعية الحجاج وتحذيرهم في حالة التزاحم وتم ربط الشاشات واللوحات الإرشادية بمخيمات الحجاج مباشرة.

Cant See Links




آخر تعديل OM_SULTAN يوم 03-08-2010 في 12:02 AM.
رد مع اقتباس
قديم 03-08-2010, 12:23 AM   رقم المشاركة : 11
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: موضوع للبحث




مشروع تطوير جسر الجمرات....مارأيكم؟؟؟

أساساته قادرة على تحمل 11 طابقاً
تطوير جسر الجمرات خلال شهرين وتشغيله العام القادم

Cant See Images
مشروع تطوير جسر الجمرات وفي الاطار صورة توضح الطوابق الخمسة
المصدر : فالح الذبياني (مكة المكرمة)


علمت (عكاظ) ان العمل في تطوير جسر الجمرات والذي وافقت عليه هيئة كبار العلماء سيبدأ خلال الشهرين القادمين.. وسيقضي هذا المشروع على مشاكل التدافع حيث سيتكون من اربعة ادوار متكررة اضافة الى دور ارضي مع امكانية زيادة عدد الادوار.
هذا وقداشارت مصادر (عكاظ) الى ان هذا المشروع قد صمم على احدث المستويات العالمية ويحتوي على ممرات واسعة وانفاق وسلالم ومصاعد للعجزة والمقعدين ويستوعب في المرحلة الاولى ثلاثة ملايين رامٍ في اليوم وخمسة ملايين رامٍ في المرحلة الثانية.
وسيتم بناء الجسور على مرحلتين الاولى مكونة من الدورين فيما تمثل المرحلة الثانية الادوار الباقية المتكررة.. وسيستغرق بناء الجسر الجديد عامين حيث يتم البناء في العام الاول للدور الارضي والانفاق والممرات العلوية التي ستستقبل القادمين من مختلف الجهات لرمي الجمرات حيث ستكون لهم ممرات منفردة وفق خطة تفويجية محددة.
يذكر ان الجسر الخاص بالجمرات الحالي يصل طوله الى 600 متر ويمتد عرضه لـ40 مترا من جميع الجهات وهو عبارة عن طابقين ويبدأ الدخول لجسر الجمرات من الجهة الشرقية من الجسر من جهة مخيمات الحجيج حيث يوجد على الجسر ثلاثة احواض تأخذ حاليا الشكل الدائري وتتراوح اقطارها ما بين 12 و 15 م تقريبا وتصل حالة الكثافة المتوسطة لعدد الراجمين الى (114,000) شخص في الساعة الواحدة وطبقا للمعلومات الموجودة لدى معهد خادم الحرمين الشريفين فإن اقصر وقت شرعي للرجم حوالي خمس ساعات ونصف والطاقة الاستيعابية للجسر في الكثافة المتوسطة حوالي 114,000 رامٍ في الساعة فان الطاقة الاستيعابية للجسر في اعلى كثافة تصل الى 627,000 رامٍ في الساعة حيث يصل عدد الرامين في اليوم الذين يستوعبهم الجسر مليوناً ومائة الف رامٍ وبما ان نسبة الرامين اعلى الجسر تمثل 52% من اجمالي الرامين فان اجمالي الطاقة الاستيعابية لمنطقة الجمرات (الدور الارضي والدور العلوي) تصل الى 1,205,692 راميا واذا كان عدد الحجاج يزيد عن مليوني حاج وحسب احصائيات المعهد و 20% منهم يوكل غيره في الرمي نجد ان اعداد الحجاج القادرين على الرمي تزيد عن الطاقة الاستيعابية لمنطقة الجمرات باكثر من 20% تقريبا وهذا يعطي مؤشرا بمستوى الزحام ويؤكد الحاجة الى حلول عاجلة ولا يحيط بالجسر سوى شارعين ويستغلان في الحركة وحركة الاسعافات وسيارات الخدمات والمشاة ولا يخدمان الجسر بطريقة مناسبة.

المصدر عكاظ...Cant See Links

Cant See Images


مقترح تطوير جسر رمي الجمرات:
إنشاء ثلاثة جسور مستقلة لكل مرجم بشكل متعامد مع الجسر الموجود حالياً


د. عبدالعزيز بن سعد المقرن*

الحدث الأليم الذي أصاب حجاج بيت الله الحرام أثناء رمي الجمرات وذهب ضحيته ما يقارب 500جريح وشهيد، جعل الكثير من المهتمين والمختصين يدلون باقتراحاتهم لتفادي مثل هذا الأمر مستقبلاً. وبالرغم من أهمية الاقتراحات في عملية تنشيط الذهن، إلا أني أرى أن حل هذه المشكلة ليست بهذه البساطة، بل هي أبعد من ذلك بكثير.
في نظري أن الحل الناجح لمثل هذه المشكلة يحتاج إلى فهم شامل لجميع محددات المشكلة ومكوناتها. فالمشاريع المعمارية والتخطيطة هي التي يهتم منفذوها بدراسة متعمقة لمشكلة المشروع من جميع جوانبه وأبعاده، ووضع مجموعة من البدائل والحلول، واختيار الحل الأمثل منها، ثم وضع مقومات الحل في أولوية الاعتبارات أثناء عمليتي التصميم والتنفيذ. إن مشكلة رمي الجمرات الثلاث وتدافع الحجاج بعضهم البعض وسقوطهم هي ليست وليدة اليوم، بل هي مشكلة تتكرر كل عام، وهي في نظري نتاج مجموعة من العوامل النفسية والمكانية والسلوكية والاجتماعية (العادات والتقاليد) والتقنية، وفي الوقت نفسه، العوامل الدينية المترتبة على اختلاف المذاهب وتشدد البعض في تطبيقها. من هذا المنطلق فإن محاولة إيجاد حل لمشكلة رمي الجمرات دون التعمق في دراسة هذه العوامل مجتمعة وتفهمها يجعل الحل ناقصاً ولا يحقق الهدف المنشود.
فعلى سبيل المثال، لو كانت المشكلة تكمن فقط في سلوكيات الحجاج، وتكدسهم على جسر الجمرات وتضارب الحركة فيما بينهم وتدافعهم وسقوطهم، فيمكن تحليل أسباب حدوث هذه الظاهرة وتكرارها إلى التالي:
تبدأ عملية الرجم بتحرك الفوج الأول من الحجاج باتجاه الجمرة الأولى، ثم يتوقفون عندها لاتمام عملية الرجم، هذا التوقف يسبب بطئاً في الحركة للأفواج الأخرى القادمة، وبالتالي يبدأ الزحام وتوقف الحركة بين المدخل ودائرة المرجم، كمرحلة أولى.
تتضاعف مشكلة الزحام أكثر وأكثر في وسط الجسر، وتتوقف الحركة تماماً، بسبب طول الجسر ووقوف أفواج الحجاج حول المراجم الثلاثة في وقت واحد، مما يسبب ازدحامات شديدة في كل أجزاء الجسر، ثم يحدث ارتباك في عملية الحركة، وبالتالي تدافع ثم سقوط.
طول أبعاد الجسر وعدم وجود مخارج اضطرارية مساندة حول نقاط التجمع يساعد في تفاقم المشكلة وتدافع الحجاج وارتباكهم وتساقطهم.
عدم توازن تصميم عرض المداخل ومحطات الوقوف والمخارج بما يتناسب مع أعداد الحجاج وسلوكهم وحركتهم، يساعد أيضاً في بطء الحركة وتوقفها عند المراجم والمخارج.
رغبة بعض الحجاج في العودة من نفس الطريق بعد استكمال رمي الجمرة الثالثة، وعدم استمرارهم مع بقية الحجاج في الخروج عبر نهاية الجسر يسبب، أيضاً تضارب الحركة وتدافع الحجاج وتساقطهم.
كما أن هنالك أسباباً أخرى تساعد أيضاً في تفاقم المشكلة مثل اختلاف الجنس والعمر والمذهب وما إلى ذلك.
بدراسة العوامل السابقة وأخذها في الاعتبار فإنه يمكن الوصول إلى مجموعة من البدائل والحلول تساعد في تلافي مشكلة الازدحام، أفضلها من وجهة نظري هي إنشاء ثلاثة جسور مستقلة لكل مرجم، بشكل متعامد مع الجسر الموجود حالياً (انظر الشكل رقم 1)، بحيث يتضمن كل جسر ما يلي:
زيادة عرض الممر تدريجياً كلما اتجهنا إلى دائرة المرجم (بنسبة 5-10% تقريباً).
أن تكون مساحة دائرة المرجم التي يقف عليها الحجاج أكبر بنسبة لا تقل عن 10% من المساحة التي تسبقها.
أن تزداد مساحة ممر الخروج بنسبة لا تقل عن 2.5% من متوسط مساحة ممر الدخول.
عدم المبالغة في طول الجسر والاكتفاء بأقصر طول ممكن.
يتميز هذا المقترح بمجموعة من المزايا، أهمها:
1) إن استقلالية كل جمرة بجسر خاص يقلص عدد الوقفات إلى الثلث وبالتالي يساعد بشكل كبير في تفادي مشكلة بطء الحركة والتدافع الناتج من تكدس الحجاج ووقوفهم حول الجمرات الثلاث.
2) يساعد أيضاً على انسيابية الحركة والانتقال من الجسور الأول والثاني ثم الثالث دون تدافع، مع إمكانية الخروج بعد كل جمرة إذا لزم الأمر.
3) إن تقليص طول الجسر يساعد في انسيابية الحركة باتجاه واحد، ويضمن بنسبة 100% عدم عودة بعض الحجاج (أو عكس الحركة) إلى المدخل لأن مجرد وصول الحاج إلى مركز الجسر (وهو المرجم) تتساوى المسافة من أول الجسر إلى آخره، وبالتالي ينتفي حافز اختصار طريق العودة.
4) تقليص عرض مدخل الجسر وزيادة المساحة في المناطق الحرجة يساعد بشكل كبير في عملية التحكم في عدد الداخلين إلى الجسر بأقل نسبة ممكنة، وفي الوقت نفسه، استيعاب أكبر عدد ممكن من الحجاج في مركز الجسر.
5) الجسر الحالي بطوله وعرضه الكبيرين بسبب مروره على الثلاث جمرات، يسبب اختناقات وضعفاً في التهوية والإضاءة المباشرة للممر الأرضي، بينما إنشاء جسر مستقل لكل جمرة يخفف الاختناقات ويساعد في مرور الهواء ودخول الإضاءة الطبيعية بصورة مباشرة وصحية للحجاج في الدور الأرضي.
6) إذا لزم الأمر، يمكن إضافة جسر آخر طولي فوق هذه الجسور الثلاثة (بشكل متعامد) دون أن يتعارض مع حركة المشاة السفلية، لاستقطاب أفواج أخرى من فئة الشباب والأجسام الضخمة وابتعاد كبار السن والنساء نظراً لارتفاع الجسر (انظر الشكل 2).
7) يمكن تنفيذ هذه الجسور بإجراء تعديلات بسيطة على الجسر الحالي دون الحاجة إلى هدم كل أجزاء الجسر.
Cant See Images
هذا المقترح مجرد فكرة عابرة قابلة للتطوير، وتحتاج إلى دراسة متعمقة لموقع الجمرات وتحليل منطقي للبيئة المحيطة وأماكن السكن ونوعها ومواقف الآليات وحركة المشاة وما إلى ذلك من المحددات الخارجية الأخرى. ويطيب لي هنا أن أقدم الشكر الجزيل لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في رغبتهما الجادة في حل مشكلة رمي الجمرات من خلال سرعة إصدار الأمر السامي في تكوين هيئة خاصة بتطوير المشاعر المقدسة، ويشرفني أن اقترح بأن ينبثق من هذه اللجنة الرئيسية لجان متعددة (فنية، شرعية، اجتماعية) تشمل مجموعة من الخبرات المحلية وأساتذة الجامعات من العمارة والتخطيط والعلوم الشرعية والاجتماعية ومن أهل التخصصات ذات العلاقة لإتاحة الفرصة الكاملة لدراسة المشكلة من جميع جوانبها وأبعادها، والله ولي التوفيق.

* أستاذ العمارة المشارك
رئيس قسم العمارة وعلوم البناء
كلية العمارة والتخطيط - جامعة الملك سعود

المرجع : جريدة الرياض ، الخميس 20 ذوالحجه 1424 الموافق 12 فبراير 2004
Cant See Links


Cant See Images


اقترح د. علي بن حسن الحرابي انشاء جدار فاصل لحل مشكلة التدافع

منى الحيدري

اقترح د. علي بن حسن الحرابي انشاء جدار فاصل لحل مشكلة التدافع التي تتولد في مرحلتي (الخروج) و(الدخول) بين الرامين وقال انه حسب ما يظهر في التصميم الذي أعلنت عنه هيئة أبحاث الحج فإنه لا يحل المشكلة حيث أن المشكلة تكمن في (العرض) وليس في (الطول) أي في عملية التوجه إلى الجمرات و(العودة) منها وعند (الصحن) نفسه، مشيراً ان الذي سوف يحدث نتيجة التصميم الجديد يعتبر تكراراً للمشكلة، فالشريط المستفاد منه في الرمي هو الذي يجب أن يتكرر وتقديم فكرة الاسقاط يسهل الحركة ويقلل من انفعالات الحجاج، فالتصميم الجديد يعتمد على الاسقاط وليس الرمي والاستفادة من ديناميكية حركة الهواء أو الحركة في خطوط مما يؤدي إلى تقسيم قوة الدفع والتزاحم وعند حدوث أي مشكلة في أحد الخطوط يكون مقتصراً على الخط نفسه. وكما يظهر لنا من التصميم المعلن أنه سوف يطمس معالم الحج والشعيرة مما يوجب أخذ الفتوى من أهل الدين في ذلك.

وقال ان ما نشر أو أعلنت عنه هيئة أبحاث الحج بهذه السرعة يعتبر استعجالاً وردة فعل مباشرة لما حدث، والمطلوب هنا هو التريث وجمع أكبر عدد ممكن من الاقتراحات واختبار فعاليتها. فالواجب ألا نعمل بردود الأفعال ولكن الواقعية تتطلب أن نلجأ للابتكار والابداع.

Cant See Images

ويركز د.الحرابي على ثغرات التصميم فيما يلي:

- اخفاء المعالم الشعائرية.
- عدم حل مشكلة الحركة من وإلى الشريط المحيط بالصحن وهي المنطقة الوحيدة المستفاد منها في الرمي وما زاد عن ذلك يعتبر منطقة اعاقة حركة إن لم تكن محدودة.
- ما يظهر في التصميم هو اعتماد المبنى على التكييف الميكانيكي وليس التكييف الطبيعي نظراً للعدد البشري من الحجاج في ذلك المبنى.
- بما أن المسافة الآمنة لرمي الأحجار بالنسبة للدور الأرضي والاسقاط لباقي الأدوار العلوية لا تزيد على 6أمتار وما زاد عن تلك المسافة لا يستفاد منه لأغلبية الحجاج سوى في التدافع والتكدس والرغبة في إنهاء الرمي بأية طريقة كانت بالنسبة للبعض وهذا ما يتعارض مع التصميم الحالي بالنسبة العرضية.
- يتضح من هذا التصميم بأن الحركة هنا تواجدية (أي بنقطة تجمع) وليست حركة طولية انسيابية اجبارية.
- تزاحم الحجاج عند نقطة الدخول والخروج المتلاصقة لها سلبياتها التي لا تخفى على الجميع.
- يجب التفرقة بين مفهوم الطاقة الاستيعابية والحركة الانسيابية لدى المصمم.
- خطورة استخدام المصاعد العمودية أو الاعتماد عليها في نقل الحجاج لأسباب أمنية وصحية إلا في الحالات الطارئة القصوى كإسعاف مريض.. وغيره.
- عدم وضوح أو بعد منطقة الخدمات المساندة الضرورية من منطقة الرمي.
- المساحة الكبيرة في تصميم المبنى.
ولايزال ملف حادثة الجمرات عام 1424هـ والذي راح ضحيته أكثر من 250حاجاً من مختلف الجنسيات والأعمار مفتوحاً خاصة بعد اصدار هيئة كبار العلماء في اجتماعها الطارئ بضرورة تطوير منطقة الجمرات بما يضمن سلامة الحجاج ويدفع عنهم الضرر.. ومع هذا القرار المعلن عنه ترتفع حدة التساؤلات حول كيفية تطوير هذه المنطقة بالشكل الفعال والمجدي..
* د. حبيب الله التركستاني استاذ ادارة الأعمال والتسويق الدولي قال: ليس من الغريب ان تعلن المملكة عزمها في تقديم المزيد من الأعمال والخدمات لضيوف الرحمن القادمين للحج من الداخل والخارج في كل عام حيث اعتاد الجميع قراءة وسماع الخطط والبرامج الجديدة في نهاية كل موسم والهادفة إلى تحقيق أفضل الخدمات لضيوف الرحمن في المدينتين الشريفتين مكة المكرمة والمدينة المنورة بصفة عامة وفي المشاعر في منى ومزدلفة وعرفات بصفة دائمة. ومع نهاية موسم هذا العام أعلنت الحكومة السعودية إنشاء هيئة عليا لتطوير الحرمين الشريفين والمشاعر وهي مكملة لأعمال هيئة تطوير مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر والتي سبق الإعلان عن تأسيسها برئاسة سمو أمير منطقة مكة المكرمة.
و يعتبر الحج موسماً فريداً من نوعه من حيث الكم والكيف حيث تأتي الملايين من كل بقاع العالم وبثقافاتها المختلفة لذا فليس من السهولة بمكان أن يتم تقديم خدمات لهذه الملايين بجودة عالية في مدة لا تتجاوز الخمسة أيام وفي منطقة محدودة. ولكن هذا الأمر لا يستبعد امكانية وجود الأخطاء في التطبيق من قبل الجهات المعنية بخطة الحج وإن كان لا يبرئ الحجاج المستفيدين من الخطة في حالة عدم الالتزام بالتعليمات المضمنة بالخطة، لذا اصبحنا نتعرض في كل عام للحوادث في منطقة المشاعر وفي منطقة الجمرات في مشعر منى بالذات.وأضاف د.حبيب انه في موسم هذا العام تألم الجميع للحادث المؤسف الذي أودى بحياة المئات من الحجاج بسبب التدافع في منطقة الجمرات وان تعددت الأسباب فالموت واحد ونتيجة لذلك نشرت الصحف بعض الأفكار التي تقدم حلولاً لمشكلة التدافع في هذه المساحة المحدودة من قبل المتخصصين.
ولاشك ان مثل هذه الأفكار والدراسات دليل يؤكد أهمية توسيع مساحة التشاور مع المتخصصين من الباحثين والعلماء وعدم حصر مسألة التطوير على جهة معينة محدودة الامكانيات ومحصورة بين بعض المسؤولين عن المراكز الذين قد لا يوفقون كبشر في اختيارهم للمتخصصين عوض تكامل جهودهم مع المخلصين المتخصصين من سواهم، وعلى الرغم من اننا جميعاً نتابع ونسمع عن وجود هيئات علمية وبحثية تعنى بشؤون الحج إلا اننا لم نتمكن من تلمس انجازات تلك المراكز على أرض الواقع في مجال الأفكار الجديدة والتطويرية التي تقدم الحلول للمشاكل الحالية والمستقبلية ويكون لديها المبادرة في تطبيق مفهوم الادارة الوقائية وليس ادارة الأزمات حيث يلاحظ على الدوام اننا نعالج قضايانا بعد وقوع الكارثة في غياب الخطط الوقائية التي تتوقع المشكلة وتضع الخطط والبرامج لمنعها من الوقوع.

وتمنى د.التركستاني من الله أن يكلل خطوات الهيئة الجديدة بالنجاح ويمكنها من الوقوف على الحقائق في سبيل تحقيق أهداف المسؤولين وولاة الأمر لتحقيق الأفضل لأهم حدث عالمي ديني متكرر في كل عام في أطهر البقاع مكة المكرمة والمدينة المنورة وهو الحج ركن الإسلام الخامس.
د. محمد القرني استاذ قسم هندسة الطيران والفضاء كلية العلوم والهندسة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بين أن ما يقترح لحل مشكلة الجمرات لابد أن يعتمد على الأنفاق الهوائية و ان القضية تحتاج لدراسة جميع الأفكار المطروحة وليس من حق جهة واحدة ان تحتكر الحل و يجب أن تطرح وتدرس جميع الحلول وتناقش وتطور أفضلها في ظل الرؤية الفقهية دون محاولة إقصاء أي من الواقعين الهندسي أو الديني أو مستوى فهم الناس وبين ان انشاء نفق هوائي كما اقترح لهو فكرة جيدة خاصة واننا في جامعة الملك فهد بقسم هندسة الطيران قد طبقنا وانشأنا الأنفاق والممرات الهوائية فهي من واقع تجربتنا جيدة وبين نقطة مهمة أشار فيها إلى ان تقسيم وقت الرمي هي من الأمور الهامة ولابد أن تؤخذ في الاعتبار.

لذا طورت الفكرة للاستفادة من الشريط حول صحن الرمي وذلك بتكرارها
على أدوار متعددة بما يضمن سلامة الحجاج من التدافع أولاً وضمان سقوط
أحجار الرمي داخل الصحن ثانياً، ولو تمعنا لوجدنا أن العناصر المؤثرة فعلياً هي:


1- العدد الكبير للحجاج.
2- الموقع المحصور.
3- الوقت المحدد للرمي وهو مجال رحب يتوجب ان يدلي فيه أهل الفقه بدلوهم.
الحجاج كما يعلم الجميع يأتون من بلاد وحضارات وأعراق وجنسيات وعادات ولغات مختلفة مما يصعب من عملية تثقيف الحجاج، وبعضهم أو اغلبهم من كبار السن والنساء وضعيفي البنية فانه يتوجب علينا التركيز على العناصر المؤثرة الأخرى وجعل طريقة انسياب حركة الحجاج شبه اجبارية وفرض نظام معين للرمي عن طريق التصميم مع عدم الإخلال أو التأثير على شعائر الحج أو معالمه الدينية البنيوية.
بالبحث عن السبب وجد ان اختلال نظام الحركة في التدفق والتدافع أدى إلى انحصار بعض الحجاج عند مناطق الاختلاف وتضارب اتجاهات الحركة مما أدى إلى السقوط على الأرض وانقطاع الاكسجين عن البعض وبعض الأضرار البدنية للبعض الآخر نتيجة الدهس وخاصة كبار السن وضعاف الأبدان، وقد روعي في التصميم المقترح من الدكتور الحرابي:
1- الانسيابية ومنع التعاكس في الحركة.
2- تقسيم الحجاج إلى فئات ومجموعات للتحكم في قوة اندفاعهم وعند حدوث مشكلة لا قدر الله يكون التأثير جزئياً محصوراً في أقل القلة الممكنة منهم وليس عاماً.
3- توفير الخدمات الصحية والأمنية وخدمات الجهات التنظيمية الأخرى في موقع الحدث بكل يسر وسهولة.
4- التحكم الكامل في مداخل ومخارج منطقة الرمي.
5- امكانية تخصيص بعض الجسور لفئات معينة مثل ضيوف الدولة من رؤساء وبعثات دبلوماسية وجهات رسمية وكبار السن والنساء والمعوقين دون تأثير على حركة الغالبية من الحجاج.
6- تأمين التهوية الصحية الطبيعية اللازمة للحجاج.
7- وجود مهابط طائرات عمودية للاستخدامات الصحية والنواحي الأمنية ونقل بعض الشخصيات المهمة المسؤولة دون التأثير على انسيابية حركة المرور في المنطقة.

والذي نحن بصدده هو تصميم مبدئي قابل لأن يطور مع الجهات ذات العلاقة المباشرة مثل وزارة الحج وادارة الدفاع المدني والمرور.. الخ. فالتصميم يتكون من جسور معلقة بشكل مدرج يضيق قطره حول الصحن كلما ارتفع الجسر لضمان سقوط الأحجار في الصحن المخصص وحماية الحجاج اسفل كل جسر من الأحجار، وكل جسر بعرض يقارب الثلاثة أمتار ومكشوف لضمان التهوية الطبيعية مع امكانية تصميم مضخات هوائية باردة حسب الحاجة.
عدد الجسور الكلية هو 12 جسراً، أي 6 جسور في كل جانب، بحيث يتم تصميم مبنى بين كل صحن وآخر بحيث يفصل المبنيان الصحون عن بعضها البعض وتقوم مقام الجدار الفاصل بنفس الوقت وتقدم خدمات مساندة ضرورية من اسعافات طبية وخدمات أمنية وأبراج مراقبة لحركة الحجيج وضمان التواجد السريع لهذه الخدمات في أرض الواقع وقد روعي في تصميم المبنيين وجود مهبط للطائرات العمودية على سطح المبنيين مع مراعاة وجود مصاعد ضخمة ضرورية للمساندة.
ومن الضرورات الأخرى وجود بوابات ملونة على مناطق الدخول والخروج بعدد الجسور مما يسهل عملية التمييز، وعليه بفرض ان سرعة حركة السير هي خمس ثوان لكل متر طولي يصبح عدد الحجاج من بوابات الخروج هو ( 2160حاجاً/ دقيقة) أو ( 129.600حاج/ ساعة) أي حوالي مئة وثلاثون ألف حاج للمخرج الواحد بالساعة.وختاماً أود ان ينظر إلى مشاكل الحج بنظرة شمولية و الأخذ بالاعتبار ان وسائل النقل الحديثة سوف تؤدي إلى زيادة عدد الحجيج إلى أرقام يصعب استيعابها مستقبلاً لذا يجب وضع خطط مستقبلية جادة لتطوير المشاعر عبر هذه الهيئة الجديدة والدائمة إن شاء الله.
* وأفاد المهندس سعد عبدالله النويصر بأهمية جميع ما طرح من مقترحات بجدية وأخذ الأفضل منها بغض النظر عن كون المقترح صادراً من الهيئة ذات العلاقة أو الصلة بوزارة الحج أو غيرها، مفيداً ان مشكلة كمشكلة رمي الجمرات لا تعني جهة واحدة، بل هي مسئولية كل الجهات وينبغي على الجميع ان يعملوا جاهدين وبتكامل بين حل هذه المشكلة التي يمكن ان تتكرر كل عام، وأشار إلى ان مشكلة الجمرات في هذا العام وبما سلط عليها من أضواء عالمياً كحادث عرضي أو طارئ إن تكرر (لا قدر الله) سوف ينعكس سلباً على مال كثير بذل وبسخاء وعلى جهود جبارة ومخلصة بذلت على مدى عقود.
وعن التصاميم التي نشرتها عدة صحف محلية تناولت تصاميم مختلفة بين ان جميع ما نشر هو اجتهادات طيبة لذوي الاختصاص، لكنها جميعها تفتقد إلى حل المشكلة الأساسية وهو فض التدافع الناشئ عن أزمة الدخول والخروج وكبر حلقة التجمع حول الجمرات وذلك لعدم وجود اتجاه واحد للدخول والخروج، ومن هنا نرى أن المقترح الذي طرحه الدكتور علي الحرابي بعد حادثة الجمرات مباشرة وهو إنشاء جدار فاصل يجعل اتجاه الرمي واحداً وليس اتجاهاً دائرياً مفتوحاً وتصغير حلقة الرمي مع ايجاد مخارج للطوارئ هو أنسب هذه الحلول، لذلك نرجو من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز - حفظه الله - أن يوجه بإنشاء لجنة استشارية خاصة تضم كل من قدم مقترحاً لحل هذه الأزمة ومحاولة أخذ الأفضل منها وتطويره بالاقتباس من البعض الآخر.

جريدة الرياض ، 19-2-2004
Cant See Links


Cant See Images

Cant See Links


رد مع اقتباس
قديم 03-08-2010, 12:36 AM   رقم المشاركة : 12
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: موضوع للبحث




توسعة المسعى في البيت العتيق: علماء وفقهاء الأمة
الإسلامية يواصلون اصدار بياناتهم الشرعية المتعلقة بتوسعة المسعى


تأييدا لخطوات خادم الحرمين الشريفين

Cant See Images

الأمين العام لجماعة أهل الحديث المركزية بالهند: السعودية لها تاريخ طويل في خدمة الإسلام والمسلمين

قال الشيخ أصغر علي، الأمين العام لجماعة أهل الحديث المركزية في الهند: إن هذه الخدمات العملاقة التي تقدمها المملكة العربية السعودية للحرمين لم نر في التاريخ مثلها، وإن ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله في هذه الأيام من توسعة الحرم وخاصة المسعى وما شاهدنا في منى والجمرات وغيرها.. كل هذه الأعمال يراها المسلمون ويتعاملون معها، ولا شك أن كل مسلم يستفيد من هذه التوسعات، ولا شك أن المسلمين يدعون للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خاصة على ما قدمه لأمته من خدمات وعلى هذه الجهود الطيبة المباركة. ونحن ندعو الله تبارك وتعالى له بمزيد من التوفيق على ما قدمه لخدمة ضيوف الرحمن، وخدمة أمة الإسلام في كل مكان. والمملكة لها تاريخ طويل في خدمة الإسلام والمسلمين والتواصل معهم، فهي بيتهم ومرجعهم وهي قبلتهم وفيها مقدساتهم، والمسلمون يعتبرون المملكة مرجعهم ويعلقون عليها آمالاً كبيرة بعد الله. وأما الحديث عن التوسعة في المسعى فإن الحاجة فرضت هذه التوسعات، فحاجة المسلمين قائمة والعمل جليل وهو من أفضل الأعمال وأجلها.. وكما تعلم فإن الضرورة الشرعية استدعت القيام بعمل توسعة المسعى لأن المسلمين يتزاحمون بشكل كبير في المسعى، والعمل مثل ما تتطلبه الحاجة والضرورة والعصر فهذه الحاجة الملحة كانت سبباً في عمل خادم الحرمين الشريفين ووصوله إلى هذا الجانب. وهذا لم يأت إلا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى من جهة، ومن جهة أخرى من جهود هذه الأسرة المباركة التي تقود هذا البلد الإسلامي الكبير وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين أكرمه الله.

وأضاف: إن العالم الإسلامي مهما ابتلي بالمشاكل والنكبات إلا أن توجهات المسلمين وقلوبهم دائماً تتجه إلى الله أولاً جلت قدرته، ثم تتجه إلى هذا البلد الأمين، وخاصة إلى الحرم الشريف. فسائر الوفود الإسلامية من بلدان العالم كله تتجه إلى هذا البلد الحرام حاجة أو معتمرة أو زائرة، وهذه التوسعة تخفف بإذن الله من معاناة الازدحام على هذه الشعائر، فالتوسعة كبيرة والحاجة أيضاً أكبر والمسلمون يتلهفون إلى أعمال مماثلة ويثقون في قيادة هذه البلد الكبير الذي ولاه الله أمر هذه المقدسات فكانت أمانة في أعناق قيادته الموفقة، وخادم الحرمين الشريفين ينظر إلى المستقبل لذلك كانت التوسعة كبيرة لأن الحاجة قائمة لهذه التوسعات وهناك عشرات أو مئات الملايين تتطلع لأداء النسك ويشدها الحنين إلى هذا البلد الكريم وإلى أداء الشعائر الإسلامية في المشاعر المقدسة، ومن هنا لا بد من توسعات تستوعب هؤلاء المسلمين الذين يتزايدون عاماً بعد آخر. ولقد تابعت وتابعنا جميعاً آراء أهل الفقه والعلم في هذه التوسعات وكيف تحدثوا عن هذه التوسعة في المسعى وماذا قالوا عنها وكيف تحدثوا عن الأسباب الشرعية التي دعت إليها وكلنا استعرضنا الأدلة الشرعية وقرأناها ومحضناها وتتبعناها واحداً واحداً وعرفنا أن هذه التوسعة في المسعى قامت على الدليل الشرعي الصحيح وقامت على آراء فقهاء كبار وساندتها كل الأدلة الشرعية، ثم إن ضيق المسعى يفرض مثل هذه التوسعة، فنحن في جماعة أهل الحديث مع هذه التوسعة ونقول بجوازها ونؤيد ولي أمر المقدسات والمسؤول عنها في عمله ومسعاه وجهوده الموفقة.

وأضاف: إن المملكة العربية السعودية دولة إسلام ودولة عقيدة صحيحة ودولة قريبة من كل مسلم ومن كل بلد مسلم نجد فيها البيت الإسلامي الذي يحتضن الجميع وكل مسلم يعرف ويدرك أن الله فتح قلوب القائمين على هذه البلاد المقدسة لمصلحة الأمة، بل الإنسانية أجمع إلا أن وجهاتهم ومساعدتهم للمسلمين في العالم أكبر وأعم فنرى مثلاً في مجال التعليم اهتماماً كبيراً جداً بالتعليم الإسلامي، فهناك جهود لهذه الدولة في العالم بالنسبة للعلم، وأما بالنسبة لإقامة المؤسسات الدينية والعلمية في العالم عبر القارات، فلها جهود كبيرة، وأما بالنسبة للهند خادم الحرمين الشريفين في زياراته الماضية للهند كان له أكثر من بادرة طيبة، حيث أنه تبرع للمسلمين. كما تسعى المملكة لخدمة الإنسانية في كل مكان من هذا العالم، في الهند وفي غيرها، وهذه الخدمة مستمرة خاصة في مجال التعليم وطرق فعل الخير في كثير من الأمور، وهذا ما نسمعه ونراه. ولا يسعنا إلا أن نشكر خادم الحرمين الشريفين على جهوده العظيمة وعلى ما قدمه لأمة الإسلام من عطاء وعمل وإنجاز، وإننا نحن مسلمي الهند لنا علاقة وثيقة وتاريخية مع بلد الحرمين ولنا تواصل عريق وامتداد تعليمي وعلمي ووشائج شتى ونحن قريبون من الديار المقدسة قلبا وروحاً ومكاناً، ونحن نتابع ما يجري في هذه المقدسات، ولا يمكن إلا أن نقول إن أعمال وإنجازات ولي أمر المسلمين الملك عبد الله بن عبد العزيز في المشاعر المقدسة، وهذه التصرفات وهذه المنجزات التي أجراها ولي الأمر والمسؤول الشرعي على مقدسات المسلمين هي تصرفات شرعية صحيحة منوطة بمصلحة المسلمين، وقد اضطلع حفظه الله بواجبه الشرعي وبالأمانة التي في عنقه وهي الولاية الشرعية التي أولاها الله إياها وبارك ذلك كل مسلم، وهو عمل موفق وفق الهدي الشرعي.

الفقيه محمد البوطي: الإسلام يغلب المصلحة العامة للمسلمين ويد الله مع الجماعة

* أكد الشيخ محمد توفيق البوطي، أستاذ الشريعة في جامعة دمشق والفقيه المعروف، أن ما شاهده في ملف موضوع توسعة منطقة المسعى في الحرم المكي الشريف يسير ضمن النطاق الشرعي، وقال: قد وجدت المشروع، من حيث المبدأ بعد فحصه ومراجعته والتأمل فيه، يحقق مصلحة على جانب كبير من الأهمية، كما وجدته وفق مقتضى الدليل الشرعي. إذ كل من يأتي محرماً بالحج أو العمرة في المواسم يشعر بمدى الصعوبة والحرج الذي يناله الساعون بسبب ضيق المكان. ولا شك أن رفع الحرج من مبادئ الشريعة الإسلامية وهدف من أهدافها. وقال: رغم اعتراض البعض على التوسعة فإن المصلحة العامة تقتضي الترحيب من حيث المبدأ بهذا المشروع. وقال: لا شك أن الإسلام يغلب المصلحة العامة للمسلمين ويد الله مع الجماعة ولأن المقاصد نبيلة من هذا المشروع، فهو خير للأمة ويجب الوقوف معه وما يجلب المنفعة ويدفع الضرر هو مطلب شرعي، بل واجب.

وأكد الشيخ البوطي أن الحكومة السعودية «تبذل الكثير من الجهد في مجال خدمة ورعاية الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بل الخطوة الجديدة تسير في سياق التسهيل ولا مخالفة شرعية فيها ولذلك نرى أنها شرعية وذلك لأنها أولاً وفق مقتضى الشرع والدليل الشرعي معها، ثم لأنها تسد حاجة ضرورية للمسلمين وتسهل عليهم أمراً من أمور دينهم»، وقال: كلنا يثمن هذه الخطوة المباركة، جعلها الله في ميزان حسنات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والقائمين عليها إنه حميد مجيد.

مفتي جماعة غرباء أهل الحديث في باكستان الشيخ محمد بن إدريس السلفي:علماء الأمة يعضدون هذه التوسعة وهي ضرورة شرعية

قال مفتي جماعة غرباء أهل الحديث في باكستان الشيخ محمد بن إدريس السلفي إن توسعة المسعى بين الصفا والمروة لخدمة الدين والعقيدة الصحيحة عقيدة التوحيد، لأنها مرتبطة بمشاعر ومناسك دينية، يؤديها الحجاج والمعتمرون، وهي إجراء شرعي صحيح يفهمه علماء الأمة وهو إجراء وفق الدليل الشرعي.

وأضاف الشيخ محمد بن إدريسي السلفي قائلاً: إن الحاجة كانت ضرورية لهذه التوسعة الكبيرة لراحة الحجاج والمعتمرين في أداء العبادة، فوق أن هذه التوسعة كما أسلفت جاءت وفق الدليل الشرعي الصحيح وعلماء الأمة كلهم يؤيدونها. وقال: إنه لمن الفخر للمملكة وعزها وشرفها خدمة الحرمين الشريفين وإن الله قد أكرم تلك الأراضي بنزول رسالة الإسلام على أكرم الخلق محمد ، كما أن المملكة تطبق شريعة الله كما نزلت من عند الله بغير زيادة ولا نقصان. وأضاف الشيخ السلفي قائلاً: إن التطور الهائل الذي تشهده المملكة ينعكس على خدماتها التي تقدمها لضيوف الرحمن وهذا التطور الذي تشهده اليوم أكثر وأكثر يشمل بناء الإنسان، وهو أفضل تطور وتقدم، وهو يعم كافة منافذ الحياة. وقال: إن المملكة شرفها الله بخدمة بيته وحجاجه وهيأ لهم الأمن، وبذلت الجهد لراحتهم وقدمت الدليل التاريخي الساطع على إمكان بناء ونهضة الدولة الإسلامية العصرية المنهجية، وأضاف: إن قيادة هذا البلد التي شرفها الله بهذه الولاية الشرعية على مقدسات المسلمين هذه القيادة المباركة قامت بواجبها خير قيام. وقال الشيخ محمد السلفي: لقد تناوب حكام هذه المملكة على خدمة بيوت الله وخدمة الإسلام والمسلمين فجزاهم الله كل خير وبارك فيهم. أما عن تأثير توسعة المسعى على الحجيج في الأعوام القادمة، حيث الزيادة العددية المستمرة فقال الشيخ محمد السلفي: إن هذه التوسعة تخدم الدين والمسلمين وتحقق الراحة لهم وتضمن للحجاج والمعتمرين أداء المناسك في أجواء إيمانية وروحانية، ولقد كان الناس ينتظرون متى تتم هذه التوسعة في الصفا والمروة، فجزى الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خير الجزاء.

أما عن دور المملكة في خدمة عقيدة التوحيد فقال الشيخ السلفي: الحمد لله المملكة خدمت الإسلام والمسلمين كثيراً في العالم أجمع من بناء المساجد والمدارس والمساعدات المالية ونشر الدعوة الإسلامية، فالله يتقبل منها، وإن جميع علماء الإسلام في كل مكان يقدرون جهود المملكة ويحبونها وحكومتها الرشيدة ويدعون الله أن يبارك فيهم وفي عملهم، وقال: إن المملكة لها أياد بيضاء في كل مكان، مشيراً إلى أن ثمة جسوراً تربط المملكة مع كل مسلمي العالم حيثما كانوا، وأشاد سماحته بجهود المملكة في خدمة المشاعر المقدسة وخدمة الإسلام والمسلمين.

نائب رئيس الحركة الإسلامية في الأرض المحتلة عام 1948 الشيخ كمال الخطيب: كان لا بد للعقول المباركة والعزائم الميمونة أن تتدخل وتنفذ

ثمن نائب رئيس الحركة الإسلامية في الأرض المحتلة عام 1948 والداعية البارز، الشيخ كمال الخطيب، الدور البارز الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في خدمة الإسلام وقضايا المسلمين، وقال: لا يمكن لأحد أن يجادل أو ينكر هذا الدور. وأشاد الشيخ الخطيب بالتوسعات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين في المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، وقال: إن ما نسمعه نحن أبناء الأراضي المحتلة من إخواننا الذين يذهبون للحج والعمرة يثلج صدورنا، ويسعد كل مسلم أن يجد هذه التوسعات العملاقة التي تفيد أبناء الإسلام جميعا. وقال: لا شك أن التوسعات في الحرمين الشريفين موجودة، فقد قام هذا الكيان الكبير، المملكة العربية السعودية، على يد الملك عبد العزيز رحمه الله، فكان اهتمام هذه الحكومة الرشيدة بالمشاعر المقدسة اهتمام كبيراً وقد توالى هذا الاهتمام حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وما عقبها من التوسعات الحالية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله أحدثت انقلابا في واقع الحرمين الشريفين، وهذا ولا شك مرده إلى حاجة المسلمين أولاً إلى توسعة الحرمين ثم مرده إلى العزيمة والنية الصادقة لخدمة الحرمين من قبل المملكة العربية السعودية، ونحن بلا شك نثمن هذه الوقفة ونؤكد على أن نعم الله عز وجل على المملكة لحكمة ربانية حتى تكون قادرة على خدمة الحرمين الشريفين، وإلا فليس بمقدور أي دولة الإنفاق بنفس الحجم، وبالتالي سيكون المسلمون ومساجدهم الأولى في وضع غير عادي، نؤكد مرة أخرى أن هذه الخطوة هي تعبير عن النية الصادقة والعزيمة المباركة لخدمة الحرمين الشريفين. وأضاف: إننا لما ننظر إلى الجهود المباركة لمناصرة القضية الفلسطينية، حيث برز ذلك بشكل واضح عبر السعي الحميم لعقد لقاء مكة في العام الماضي ومحاولة رأب الصدع في البيت الفلسطيني ثم الدور المبارك في خدمة المسلمين في كثير من الأقطار سواء كانوا أقلية أو غير أقلية، يشكل ولا شك تقييماً إيجابياً للغاية، آملين أن يديم الله مثل هذه المواقف ونؤكد في ذات الوقت على ضرورة زيادتها أكثر تحديداً من أجل إحقاق الحق الفلسطيني ومحاولة الضغط من أجل رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في ظل الحصار الخانق الذي يخيم تحديداً على قطاع غزة منذ أشهر تجاوزت العشرة.

وأضاف: لا شك أن موسم الحج موسم تطيب له نفس كل مسلم، أولاً لأنه يؤدي فريضة، وثانياً لأن ظروف الحج باتت تختلف عما كانت عليه في السنوات الماضية، وبالتالي التوسعات سواء كانت في المسعى أو في أماكن الطواف أو تنقلات الحجيج والقدرة على استيعابهم في الحرم وفي عرفات تشكل ولا شك منحى إيجابياً ومنعطفاً قياساً بما كانت عليه ظروف الحجيج في الماضي.

وعن توسعة المسعى قال: المسعى من مناسك الحج ويشهد ازدحاماً شديداً وتدافعاً يؤدي للموت أحياناً، ولذلك كان لا بد للعقول المباركة والعزائم الميمونة أن تتدخل وتنفذ بشكل سريع التوسعة، وهو ما رأيناه وأدركناه من أن إتمام توسعة المسعى يمثل مرحلة أخرى من مراحل التهيئة المباركة للحجيج والمعتمرين لأن يتموا المناسك في ظروف مناسبة ومميزة، والكل يعمل لتشهد السنوات القادمة المزيد من الخدمات للحجيج والمزيد من تهيئة الظروف الأنسب ليؤدي الحجيج مناسكهم بسهولة ويسر، وقد تابعنا توسعة المسعى وما صاحب ذلك وسبقه من تهيئة لهذه العمل المبارك من شهادات شهود وقرائن شرعية نقلها العلماء الأجلاء ونشرت في الصحف وفي وسائل الإعلام المختلفة وكلها تعكس وتبين المستند الشرعي لهذه التوسعة وكيف جاءت وفق مقتضى الشرع ومقتضى الأدلة الشرعية الصحيحة ولا جدال في ذلك، فهذه الأدلة نشرت في كل مكان واقتنع بها كل مسلم على وجه الأرض.

مفتي أذربيجان: توسعة المسعى متوافقة مع الأدلة الشرعية وليس هناك ما يعارضها شرعاً

قال الشيخ إسلام قربانوف، مفتي أذربيجان وكان قبل ذلك واحداً من أبرز العلماء في باكو وأستاذاً شرعياً في إحدى الكليات الشرعية: زرت المملكة العربية السعودية عدة مرات لأجل الحج والعمرة والحقيقة دهشت لما رأيته من عمليات التوسعة الكبيرة التي تجري في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وهي جبارة، وأعتقد بحسب دراساتي وتخصصي الشرعي وأبحاثي ودراساتي في مجال الفقه وأصوله وما رأيته في مخطط التوسعة الجديد وما سبقه من دراسات وأبحاث بأنها لا مانع شرعي منها لأن الأدلة الشرعية كلها معها وليس هناك ما يخالفها ولا تصطدم مع نص شرعي، بل هي من ضرورات المرحلة وخاصة مع ازدياد أعداد المسلمين الذين يأتون للحج والعمرة وهم في ازدياد دائم ومن الواجب الشرعي أن نحميهم من أن يتعرضوا للأذى والضرر وما تقوم به الحكومة السعودية حالياً هو من باب منع الضرر والأذى عنهم ولهذا نرى أن التوسعة الأخيرة في المسعى عمل كبير ومشروع ضخم يحسب لحكومة خادم الحرمين الشريفين، فهي دائماً لا تقصر في تقديم كل ما يؤدي وييسر على المسلمين في أدائهم لأمور دينهم بسهولة وسلامة والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه وجزاهم الله خيراً عنا وعن كل المسلمين فيما قاموا به ويقومون به من أعمال جليلة ومهمة في منطقة المقدسات الإسلامية.

رئيس الإمارة الدينية لمسلمي أوزبكستان: توسعة شرعية صحيحة وعمل شرعي متوافق مع الكتاب والسنة

* قال الشيخ عبد الرشيد قاري بهراموف رئيس الإمارة الدينية لمسلمي أوزبكستان: إن الإسلام دين رحمة وعطف بالناس، والقرآن يقول عن الرسول الكريم «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» [الأنبياء: 107] وقال: كنا نتابع من خلال الشبكة العنكبوتية ومن خلال المعلومات التي تردنا ما يجري من مشاريع طيبة في المشاعر المقدسة تقوم بها الحكومة السعودية بموجب ولايتها على هذه المقدسات وهي إجراءات شرعية صحيحة متوافقة مع الشرع وتنسجم معه وقال: لقد تابعنا أيضاً ما يتم الآن من إنجازات كبيرة في المسعى وهو عمل صحيح وقد تابعنا كل ما قيل وكتب حوله وقرأنا آراء الفقهاء فيه والتوسعة هذه توسعة صحيحة شرعية لأنها بين الصفا والمروة ومن قبل توسعة المسعى قامت الحكومة السعودية بتوسعات جليلة في مناطق أخرى في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة، وهي بإذن الله تعالى خطوات جيدة تحسب للحكومة السعودية، وهي مأجورة عليها وكانت الحكومة السعودية قد قامت مشكورة في السنوات الماضية باستقدام عدد من الحجاج من مسلمي الدول الإسلامية المستقلة عن الاتحاد السوفياتي السابق مجاناً وعلى حسابها الخاص، وهذه جهود نسأل الله أن يجزيهم عنها خيراً، وفي نظرنا خطوة التوسعة مهمة، بل مطلوبة لأنها تخدم المسلمين ولكل زمان ومكان أحكامه التي تناسبه ومن المعروف أننا كمسلمين نخضع لضوابط شرعية مصادرها الكتاب والسنة ومصادر أخرى تقتضيها الحاجة والضرورة والتوسعة لهذا لا ضرر فيها وقد أجمعت معظم الآراء كما علمت عليها، فلهذا نحن نجيزها لما فيها من خير ومنفعة للمسلمين.

الشيخ محمد المختار السلامي مفتي تونس السابق: إن قرار خادم الحرمين صائب تماما

قال الشيخ محمد المختار السلامي مفتي تونس السابق: إن ما قام به الملك عبد الله بن عبد العزيز من توسعة للمسعى يتوافق تماماً مع الشريعة الإسلامية، وقال إن الحج فريضة على المسلم المستطيع.. ومن أركانه السعي بين الصفا والمروة، يقول تعالى «إن الصفا والمروة من شعائر اللَه فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما» [البقرة: 158].. وقال إن المطلوب في هذه الشعيرة هو استيعاب السعي بين الصفا والمروة ذهاباً وإياباً سبعة أشواط تبدأ بالصفا وتنتهي بالمروة. وأضاف الشيخ السلامي قائلاً: ودارت أقوال وتعريفات العلماء والفقهاء في مسألة السعي حول عدد الأشواط وحول ضرورة أن يتم الساعي سواء في العمرة أو الحج السعي بين الجبلين.. ولم يتطرق أحد من العلماء إلى الجبل أو المساحة العرضية بينهما حتى إننا كنا نسمع أن الحجاج كانوا يسعون وسط الأسواق.. حتى تمت التوسعة الجديدة الأولى.. التي كانت محل تقدير وعرفان من جميع المسلمين.. وصار الوضع مستقراً إلى حد ما حتى تزايد عدد الحجاج والمعتمرين وأصبحنا نودع حجاجنا ولا نعلم هل نراهم ثانية أم لا، بسبب الزحام الشديد في الحج والعمرة وخاصة في شهر رمضان المعظم وما ينتج عنه من حوادث اختناق ووفاة نتيجة الزحام الشديد والتدافع وضيق المكان.. فاذا بالملك عبد الله قد ادخر لنا مفاجأة كبرى.. وأعلن عن التوسعة الجديدة إنقاذاً لأرواح المسلمين في شتى البقاع ... وهي ليست مفاجأة سارة فقط ولكنها هدية أيضاً من الملك للأمة الإسلامية. وفي الحقيقة ومن موقع مسؤوليتي كمفت أقول إن قرار الملك عبد الله بن عبد العزيز صائب تماماً ويتوافق مع الشريعة الإسلامية.. لعدد من الأسباب الشرعية المعتبرة منها شهادة عدة رجال عدول بصك شرعي من المحكمة العامة بمكة المكرمة على أن الصفا يمتد شرقاً عن وضعه الحالي بأكثر من التوسعة المقترحة ارتفاعاً واتصالاً وامتداداً، وأن المروة مثل ذلك، وأنهم يعرفون ويشهدون أن امتدادهما من جهة الشرق كان قريباً من ارتفاع الصفا والمروة، وفي المحكمة يتم إثبات شهادة ثلاثة عشر شاهداً يشهدون بمثل ذلك كما علمنا. فضلاً عن أن هذه التوسعة لا تتصادم مطلقاً مع نص من كتاب الله تعالى، ولا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنها تتفق مع مبادئ التيسير التي أرستها الشريعة الإسلامية والإسلام.. وهذه من الأمور الثابتة والمستقرة في الدين.. فيقول تعالى: وما جعل عليكم في الدين من حرج» [الحج: 78] ويقول «يريد اللَه بكم اليسر ولا يريد بكم العسر» [البقرة: 185] وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، وقال أيضا «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا..». وقد ثبت بالأدلة العلمية أن الزيادة المقترحة للتوسعة لا تخرج عما بين الصفا والمروة، كما أنه من الجانب المنطقي لا يعقل أن يكون عرض جبل الصفا وعرض وجبل المروة أقل من عشرين متراً؟!!، ولم يسأل الرسول يوم النحر في شيء إلا قال: افعل ولا حرج.. وهذه القاعدة نطبقها كثيراً.. في الإفتاء طالما لم نجاف الحلال. يضيف الشيخ السلامي قائلاً: لا يختلف مسلم في أن حفظ الدم المعصوم لمسلم أو كافر على حد سواء هو واجب شرعي، وأن كل ما يهدد سلامته أو يعرض حياته للخطر، يجب إزالته والسعي لتوفير أسباب السلامة والاطمئنان.. وهذا من أهم الأسباب الشرعية المبيحة للتوسعة.. فالواجب على المفتي والناظر في المسألة والمعترضين على التوسعة أن ينظروا إلى مآلات الأمور وعواقبها نتيجة ضيق المكان وتضاعف عدد الحجاج عدة مرات، فما كان يحقق المصلحة أو يمنع المفسدة مما لا يخالف نصاً ولا إجماعاً فإنه يلزم القول به ولو خالف قول من سلف، فلا ينكر أحد تغير الأحكام بتغير الأزمان، ونحن متعبدون بالحق بدليله لا بأقوال الرجال إذا خلت من الدليل.. ومن المجمع عليه أن تحديد المسعى بمبناه القديم لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد أصحابه ولا من جاء بعدهم، بل كان مكاناً مفتوحاً أقرب إلى الممر منه إلى المكان المخصص للسعي، ولذلك فإن التوسعة الجديدة للمسعى إجراء شرعي صحيح لا غبار حوله وهي تضاف إلى السجل المشرف للملك عبد الله وجهوده المتميزة في خدمة الإسلام والمسلمين من شتى البقاع، حيث بذل ـ حفظه الله ـ جهود عظيمة في المشاعر المقدسة وقام بما أوجبه الله عليه من ولاية عظيمة على هذه المقدسات والمسلمون لا يملكون إلا الدعاء الصادق لخادم الحرمين الشريفين بأن يثيبه الله على هذا العمل الإسلامي الذي يهدف إلى خدمة الإسلام والمسلمين ورفع الحرج والمشقة عن الأمة.

الدكتور محمد الراوي: تحديد عرض المسعى لا دليل عليه ولا خلاف حوله

أكد الشيخ والمحدث والمفسر والفقيه المعروف العلامة الدكتور محمد الراوي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن تحديد عرض المسعى لا دليل عليه ولا خلاف حوله، وقال في حديثه إنه يتفق مع آراء الفقهاء القائلين بأن تحديد عرض المسعى ليس فيه دليل نصي يوقف عنده، بل كل ما نص عليه العلماء هو وجوب الاستيعاب في السعي طولاً ما بين جبلي الصفا والمروة. أما عرضه فلم يشر إليه أحد من علماء المذاهب وبالتالي ليست هناك نصوص شرعية تحدد عرضه يمكننا الوقوف عندها والتزام عرض محدد. ويضيف: إن توسعة الملك عبد الله الحالية في الدور الأرضي هي توسعة أفقية، وهي أولى من التوسعة الرأسية أي بناء أدوار عليا، على المسعى القديم، حيث لا يستطيع كبار السن والعجزة والنساء الصعود حتى مع وضع السلالم الكهربائية وهي معرضة للأعطال والزحام، وإذا أخذنا في الحسبان أن عدد المعتمرين في شهر رمضان الماضي بلغ عدة ملايين فالأولى بعد التوسعة الأفقية التي تجري الآن أن تستتبع بتوسعة رأسية عليها وهذا أعتقد أنه عين الصواب وهو إجراء شرعي صحيح يقول به كل العلماء الثقات المعروفين، وهذا هو رأيي في هذه المسألة. والله وحده أعلم.

وزير الشؤون الإسلامية الإندونيسي السابق وعضو مجلس علماء إندونيسيا: مجلس علماء إندونيسيا يرى جواز توسعة المسعى


* قال الشيخ قريش شهاب، وزير الشؤون الإسلامية الإندونيسي السابق ومدير كل من الجامعة الإسلامية ومركز الدراسات القرآنية في جاكرتا وعضو مجلس علماء إندونيسيا الذي يضم أبرز وأكبر ثلاثين عالماً في إندونيسيا: منذ سنوات طويلة نأتي للحج ومن واجبنا شكر الحكومة السعودية على كل ما تبذله في المناطق المقدسة من جهود كبيرة ولأنني كنت وزيراً للشؤون الإسلامية فقد زرتها كثيراً، وفي كل موسم حج كنت أزورها مع حجاج بلدي والآن يأتي للحج سنوياً قرابة المائتي ألف حاج من إندونيسيا وكلهم يشكرون الجهود التي تقدمها السعودية كل عام لخدمة حجاج بيت الله تعالى.

وأضاف: أما عن التوسعة الجديدة في المسعى فأنا من المطلعين على كل خطواتها ومسوغاتها وعلى كل الآراء الشرعية التي تطرح وطرحت في إندونيسيا وكلها تقر وتجيز التوسعة الجديدة في منطقة المسعى الشريف ومجلس علماء إندونيسيا يقر توسعة المسعى ويرى أنها إجراء شرعي صحيح وحسب علمي أيضاً لا يوجد في إندونيسيا عالم يرفض مشروع التوسعة لأنها جاءت وفق الدليل الشرعي الصحيح ولأنها إجراء شرعي وفق مقتضى أحكام الشريعة، ولأنه شيء عظيم ما تقوم به حكومة المملكة ضمن المنجزات والتوسعات التي تقوم بها المملكة كل سنة من تقديم المشاريع التي تعمل على خدمة المسلمين وتوفير سبل الراحة لهم. وقال مشروع التوسعة في المسعى مقر عند علماء إندونيسيا قاطبة لأنه مشروع نفذ وفق مقتضى الشرع وأهدافه خيرة ويساعد المسلمين على قضاء مناسكهم بسلامة وقال نأمل أن نذهب إلى مكة هذا العام للحج لنرى التوسعة قد تمت وحققت المزيد من الراحة للمسلمين. وأضاف: نحن لا نشك في مشروعية التوسعة وبما تقوم به حكومة المملكة من جهود في هذا السياق لأنها لا تقدم على شيء ألا وهو مطابق للشريعة وهذا هو الشأن في المسعى وتوسعته الأخيرة.

رئيس جماعة علماء العراق الشيخ عبد اللطيف العميم: عمل شرعي مبارك هدفه خدمة الإسلام والمسلمين

* تحدث الشيخ عبد اللطيف العميم، رئيس جماعة علماء العراق والفقيه المعروف، مبينا أن توسعة المسعى جائزة شرعاً، كما أشاد بعموم التوسعات والمنجزات في المشاعر المقدسة والحرم المكي الشريف وقال إنها أعمال إسلامية جليلة وعمل شرعي مبارك هدفه خدمة الإسلام والمسلمين والتيسير عليهم ورفع المشقة عنهم وتمكينهم من أداء النسك بيسر وسهولة. كما تحدث عن توسعة المسعى من الناحية الشرعية فقال: إنها توسعة شرعية صحيحة تنسجم مع الدليل الشرعي الصحيح وتتوافق مع قواعد الشريعة. وأضاف رئيس جماعة علماء العراق: أؤكد هنا انه من وجهة نظرنا في جماعة علماء العراق لا يوجد مانع شرعي للتوسعة الجديدة في منطقة المسعى، بل هي جائزة شرعاً والإسلام دين يسر يدعو للتسهيل على المسلمين أمور دينهم والضرورة هي التي دعت للتوسعة الجديدة فباتت التوسعة مبررة شرعاً وفيها تخفيف على المسلمين، وقد قال تعالى: «وما جعل عليكم في الدين من حرج» [الحج: 78] وقال: «يريد اللَه بكم اليسر ولا يريد بكم العسر» [البقرة: 185] والقاعدة الفقهية تقرر ضرورة دفع المشقة عن المسلمين متى ما حصل بها نفع لهم وقال العلماء: إن المشقة تجلب التيسير والحاجة ملحة الآن لإيجاد التوسعة وهي في نظرنا في جماعة علماء العراق ضرورة لا تتعارض مع الشرع الحنيف بل هي مطلوبة.

وثمن الشيخ العميم الدور السعودي في خدمة الحرمين والمشاعر المقدسة قائلاً: انه دور مقدر ومعروف ويعمل دائماً لما فيه مصلحة المسلمين وراحة ضيوف بيت الله الحرام ونحن دوما نسأل الله لهم التوفيق في توسعتهم الجديدة للمسعى وفي سائر المنجزات والتوسعات الأخرى جعلها الله في ميزان أعمالهم إنه جواد كريم.. ونحن من جهتنا نؤيد خطوة التوسعة في المسعى لأنها تلبي حاجتنا نحن المسلمين وهو عمل مأجور بإذن الله تعالى، وقد قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ولي أمر المسلمين والمسؤول أمام الله عن هذه المقدسات قاصداً التيسير على المسلمين ورفع المشقة والحرج عنهم ولذلك فإن أمة الإسلام كلها تبارك هذه الخطوات الموفقة المسددة المنسجمة مع قواعد الشريعة الإسلامية والمتوافقة مع الدليل الشرعي الصحيح وهو ما نراه. وقال: إن المسلمين في العراق لا شك يؤيدون هذا العمل المبارك وقد أعلنوا مواقفهم المؤيدة لهذا الإنجاز العظيم لأن هذا العمل المسدد يستهدف خير الأمة ومصلحتها، بارك الله جهود الرجال المخلصين الغيورين.

* المرجع الشيعي العلامة ذو الفقار غزال: توسعة المسعى قامت على أسس شرعية صحيحة

* قال الشيخ ذو الفقار غزال، أحد أبرز مراجع الشيعة الإثني عشرية إنه مع موقف عموم علماء الأمة التي أيدت توسعة المسعى ورأت صحته. وأضاف: هي قرض حسن وعمل كبير تقدمه المملكة لخدمة زوار وحجاج بيت الله الحرام، وقال إن ازدياد عدد الحجاج والحاجة للتوسعة هي التي فرضت التوسعة الجديدة والتي نرى فيها الخير للمسلمين، ولم تقم إلا على أسس شرعية صحيحة، وقال: بما أن جمهور علماء المسلمين قد أيدوا التوسعة، فنحن نؤيدها ولن نشذ عن الإجماع الإسلامي وهو الصحيح. ودعا الشيخ غزال العلماء المسلمين لعدم التشدد في فتاواهم وتحري حاجات المسلمين، وقال: إن الدين الإسلامي دين يسر وسهولة ولذلك يجب تحري كل ما فيه خير المسلمين وعدم تجميد النصوص الفقهية وتحويلها لتقف حجر عثرة في موضوع التوسعة الجديدة التي لم يعارضها ألا قلة من علماء المسلمين. وقال: ربنا يقول ما جعل عليكم في الدين من حرج، والبعض يحول الدين ليكون حرجا للناس. وختم الشيخ غزال كلامه قائلا: نسأل الله التوفيق لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مشروع التوسعة الجديد وجعلها الله في ميزان أعمالهم لأن من فرج عن مؤمن كربة من الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة فجزاهم الله عنا وعن كل المسلمين كل خير.

الدكتور محمد نبيل غنايم: ما المانع شرعاً من إدخال ما تبقى من المسعى فيه؟

* دعا الدكتور محمد نبيل غنايم، أستاذ ورئيس قسم الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة، إلى ضرورة العمل إلى ما فيه مصلحة المسلمين، ورفع المشقة والكلفة عنهم، وأشار إلى أن الذين عايشوا منطقة المسعى قبل عقود، كانوا يعرفون بكل وضوح عرض المسعى ووضع جبلي الصفا والمروة، وكيف أنهما ممتدان عرضاً، كما أن الفقهاء أبانوا أن المطلوب هو التأكد من السعي من الصفا إلى المروة وضبط الطول والتأكد منه.

أما العرض فيجب أن يكون بين الجبلين وهما ممتدان لما هو أشمل وأكبر من الموجود حاليا. أما خبراء الجيولوجيا والمهندسون والباحثون والمؤرخون وخبراء الجغرافيا فقد أثبتوا بالدليل القاطع على أن جبلي الصفا والمروة ممتدان شرقاً كما هو أشمل من الموجود حالياً. وهناك من الدراسات التي أثبتت بموجب القرائن والشهود والبراهين القاطعة أن جبلي الصفا والمروة ممتدان عرضاً لما هو أشمل من الموجود حالياً. إذن، فما المانع من توسعة المسعى وإدخال هذه المساحة في التوسعة تيسيراً على المسلمين، ورفع الحرج والمشقة عنهم، ومنع التزاحم والتدافع الذي قد ينجم عنه وفيات وإصابات خطيرة، وهناك المسنون والمرضى، وهناك ضعفاء الأجساد، وغيرهم، مشيراً إلى أن لولي أمر المسلمين صاحب الولاية الشرعية على البقاع المقدسة والحرمين الشريفين.. بموجب ولايته الشرعية أن يوسع المسعى تخفيفاً على المسلمين ورفعاً للحرج والمشقة، واستناداً إلى هذه الأدلة والقرائن الواضحة وضوح الشمس.


* المرجع الشيعي في «قم» الشيخ إسحاق الفياض: المسلمون في حاجة إلى توسعة المسعى

* قال المرجع الشيعي المعروف الشيخ إسحاق الفياض، وهو من أبرز فقهاء ومراجع التقليد في «قم» ومن لهم أتباع كثر في إيران والعالم الإسلامي: إن توسعة المسعى عمل شرعي وأقر سماحته بمشروعية التوسعة وجواز السعي فيها مطلقا. وقال إن المسلمون بحاجة لهذه التوسعه ولهذا فهي مطلوبة شرعا، ولتلافي المزاحمة ننصح بالسعي فيها بدون حرج أو محذور شرعي.

وثمن الشيخ إسحاق الفياض الجهود المبذوله في السعودية لخدمة حجيج بيت الله الحرام، وقال هي جهود كبيرة ومشكورة وكلها خير للمسلمين.

* رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر الشيخ أبو عمران الشيخ: هذه التوسعة حلت مشكلة كبيرة

* قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر الشيخ أبو عمران الشيخ إن توسعة عرض المسعى بين الصفا والمروة خطوة كبيرة أسعدت على وجه الخصوص كل الحجاج والمعتمرين والزوار، بل المسلمين جميعاً، وقد تابعنا هذه التوسعة وانسجامها مع الدليل الشرعي الصحيح، كما تابعنا هذه الأدلة الشرعية التي بني عليها هذا الإجراء الشرعي الصحيح، وأضاف قائلاً: هذه التوسعة حلت مشكلة كبيرة وهي مشكلة الزحام في الطواف من الصفا إلى المروة، فقد كان هناك تكدس شديد، وكانت النساء وكبار السن والذين ظروفهم، صحية صعبة أكثر من يعانون من شدة الزحام، ومن التكدس في المسعى، ولذلك جاء تنفيذ هذه التوسعة للتيسير على الجميع لأداء المناسك بيسر وسهولة. وأضاف الشيخ أبو عمران قائلاً: لقد كانت الآمال في إنجاز هذه التوسعة خوفاً من حدوث مكروه ـ وقانا الله وجميع المسلمين من هذا ـ خاصة بعد أن شاهد الجميع هذا التكدس الذي وصل إلى درجة أن الناس الذين يطوفون بين الصفا والمروة، كانوا يتوقفون من شدة الزحام، فماذا يفعل المريض وكبير السن والمرأة وضعيف الجسم.

وقال الشيخ أبو عمران: إن الدين يسر، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، والاجتهاد هنا يكون في التيسير على الحجاج والمعتمرين، خاصة أن الأمر ليس فيه نص قطعي ولا حديث شريف، وهو متروك للاجتهادات من العلماء والفقهاء وأهل العلم الشرعي، ولكن الاجتهاد هنا لا بد أن يبنى على دراسات تخصصية لمعرفة امتداد جبلي الصفا والمروة، وهو الأمر الذي وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للقيام به، وتم إنجاز هذه الدراسات، كما تم توثيق شهادات الشهود من أهل مكة المكرمة من كبار السن الذين شهدوا بامتداد الصفا والمروة من الناحية الشرقية التي تمت عليها التوسعة.

وقال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر إن ما نراه من هذه الإنجازات يكتب بإذن الله في ميزان حسنات خادم الحرمين الشريفين وجميع المسؤولين في السعودية في ميزان حسناتهم، لعملهم الدؤوب لخدمة الحجاج والمعتمرين والضيوف لأن هذه الإنجازات تعمل على تحسين ظروف الحج وتذلل الصعوبات التي كان يعاني منها الحجيج سواء في الرمي أو في عرفات أو في مزدلفة وهذه التوسعات والخدمات ذللت المتاعب وأسعدت كل الحجاج في العالم الإسلامي. ولذلك ما يتم من توسعات هو للمصلحة العليا لجميع أبناء الإسلام. لقد جاءت توسعة المسعى كمطلب شرعي تيسيراً وتخفيفاً على الحجاج والمعتمرين، وهذا ما حدث ولو نظرنا كيف كنا نعاني في وقت سابق في قضية النحر وكنا نترك ما تبقى من النحر في منطقة منى ملقى على الأرصفة مما يسبب مشاكل صحية كثيرة وإهدار لثروات وكأن ليس هناك فقراء في العالم الإسلامي، فسعت المملكة بالتشاور مع المؤسسات الإسلامية ووجدت الحل في مجازر آلية وحفظ باقي لحوم الأضاحي وتوزيعها على الفقراء في العالم الإسلامي. هذا إنجاز قامت به المملكة بالتعاون مع مختلف الجهات الإسلامية، وهناك قضية ثانية كانت تسبب مشاكل للحجاج وهي الزحام وما كان يسببه من خسائر في الأرواح، خاصة في الجمرات وكما رأينا إنهاء هذه المشكلة بتوسعة منطقة الجمرات وإقامة الجسر الذي يستوعب في الساعة عشرات الآلاف دفعة واحدة. وهذه إنجازات كبيرة تهدف لراحة الحجاج والتيسير عليهم وإبعادهم عن الضيق والتدافع والتزاحم الشديد غير محمود العواقب. وضيوف الرحمن الذين يزورون المملكة العربية كل سنة يرون الجديد من هذه المشاريع والإنجازات ونحن نبارك هذه الجهود ونثمنها ونشيد بها، ونسأل الله أن يجزي القائمين على خدمة الحرمين الشريفين خير الجزاء.

وعن جهود خادم الحرمين الشريفين في خدمة الإسلام والمسلمين قال الشيخ أبو عمران: إن هذه الجهود مقدرة، وهي جهود كبيرة ومتنوعة في أفريقيا وفي أوروبا وأمريكا ونحن نبارك هذه الجهود لأنها تخدم المسلمين وتحقق الفائدة لهم، وتقدم المملكة الدعم الكبير لجميع الدول والحكومات والمؤسسات الإسلامية مادياً ومعنوياً. فمنذ أن تأسست المملكة العربية السعودية ومنذ أن كان لها الولاية الشرعية على هذه المشاعر المقدسة لأنها جزء من حدودها ولها الولاية الشرعية عليها وهي تولي الاهتمام الأساسي للعناية بالمشاعر المقدسة لتحسين ظروف الحجيج، ومن زار مكة المكرمة والمدينة المنورة في العشرين سنة الماضية يمكن أن يقارن في ظروف عشرين سنة ما تم إنجازه منذ مدة، وقد قمت بأداء العمرة مرات وذهبت إلى المدينة المنورة ولاحظت التغيرات في الروضة الشريفة وأزيلت عمارات ومحلات تجارية وتم توسيع المسجد النبوي وكذلك التوسعة الكبيرة في الحرم المكي ومناطق المشاعر المقدسة. أما عن الرأي الشرعي في توسعة المسعى فقال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر: أنا لا أقول رأياً خاصاً، بل رأينا هو رأي فقهاء المسلمين في العالم كله، بل هي توسعة مباركة ونبارك كل ما يجري من تحسينات وهذه في الحقيقة رسالة المملكة لأن خادم الحرمين الشريفين هو حارسها وهو الذي يسهر على مصالحها وهو الولي الشرعي عليها وهو المسؤول عنها أمام الله وأمام المسلمين، وقد قام بهذه الولاية الشرعية خير قيام ولا تملك إلا الدعاء الصادق له بأن يحفظه الله ويثيبه علي هذه الأعمال الجليلة. المرجع الشيعي الشيخ عبد الله نظام: المرجع الديني الشيعي الشيخ عبد الله نظام قال إن توسعة المسعى جائزة بل هي مطلوبة لأنها تخدم أعداد المسلمين المتزايدة وكل عمل يخدم حجاج بيت الله ومعتمريه فهو مأجور إن شاء الله تعالى، بل والدين الإسلامي دين اليسر واللاحرج على المسلمين فكان رسولنا الكريم عليه وعلى آله أتم التسليم يدعو لليسر والسهولة ويحض على فعل الأيسر. وقال الشيخ عبد الله نظام «حسب علمي معظم مراجع الشيعة مع التوسعة ولم يخالفها أحد لأنها ترفع المشقة عن المسلمين وهم يؤدون فريضة الحج وأثناء القيام بالعمرة، فما يتم أو ما سيتم في منطقة المسعى توسعة عمل شرعي لا شيء فيها هدفها نبيل وهو التوسعة على زوار بيت الله والحقيقة بقاء الوضع على ما هو عليه في الماضي فيه الكثير من المشقة والحرج على المسلمين، ولأننا أمرنا بالتيسير والتسهيل فنرى أنه لا شيء في التوسعة ووفق الله القائمين عليها وجعل فيها الخير لكل المسلمين.

* خطيب جامع الفتح بالإسكندرية الشيخ سعيد عبد العظيم: المسعى الجديد ما هو إلا توسعة للقديم وامتداد له

* في محاضرة مهمة للشيخ سعيد عبد العظيم، الداعية المعروف وإمام وخطيب جامع الفتح بالاسكندرية، تحدث أمام حشد كبير من الدعاة وطلبة العلم والمهتمين بالعلم الشرعي عن «المسعى.. والتوسعة الأخيرة وواقع جبلي الصفا والمروة.. وكيف تعرض الجبلان خلال العقود والقرون الماضية إلى تغيرات جاءت على الكثير منهما»، وبين أن مساحة عرض المسعى أوسع من الموجود الآن بكثير، بل هي أوسع وأبعد من التوسعة الجديدة التي تنفذ الآن بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وناقش آراء الفقهاء التي سيقت في هذا المجال.

وفي بداية محاضرته ناقش آراء الذين يقولون إن المسعى توقيفي ولا يجوز الزيادة فيه أو النقص، وقال: إن المسألة فيها اجتهاد شرعي ونظر ومراعاة لمصالح المسلمين، وعلى المجتهدين من العلماء والفقهاء وأهل العلم عند الحديث عن المسعى بين الصفا والمروة أن يعرفوا ما هي حدود جبلي الصفا والمروة أولاً، وما هي امتداداتهما حتى يكون الاجتهاد هنا مبنياً على رؤية صحيحة لامتداد الجبلين، ولا نريد أن نجتهد دون دراسات جيولوجية وجغرافية ووثائق تاريخية وشهادة الشهود الثقات من كبار السن من أهل مكة المكرمة الذين كانوا يعيشون في هذه المنطقة ويعرفون امتداد الصفا والمروة، ومنهم من كانت منازلهم التي يعيشون فيها في نفس المنطقة، أو بالقرب منها أو ملاصقة لها، وعاشوا هذه الفترة وهم الآن فوق السبعين من العمر. وأكد الشيخ سعيد عبد العظيم أن المسعى الجديد ما هو إلا توسعة للقديم وامتداد له من الناحية الشرقية فهو جزء منه والمكان كله مسعى، وجاء بعد دراسات متعمقة متخصصة أثبتت امتداد جبلي الصفا والمروة شرقاً إلى أكثر من ثلاثين متراً، وقال إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بصفته ولي الأمر والمسؤول أمام الله عن هذه المقدسات اتخذ قرار التوسعة بناء على أسس شرعية واضحة ودراسات تخصصية نشرت أمام الجميع ومعلومات دقيقة كانت متاحة للكل. وتناول الشيخ سعيد عبد العظيم الآراء المختلفة التي قيلت حول المسعى، وقال: وجدنا أقوالاً متضاربة فالبعض أبطل السعي في المسعى الجديد إجمالاً واختصاراً، وأضاف: لا يصح السعي ابتداء لأن السعي بين الصفا والمروة ركن من أركان العمرة وبالتالي من لم يسع بين الصفا والمروة في المسعى القديم فعمرته باطلة وعليه أن يؤخر العمرة حتى يتم افتتاح المسعى القديم، وهناك من قال إنه لا داعي للعمرة في هذه الأيام، والبعض الآخر ممن قال بوجوب السعي بين الصفا والمروة ومن يسعى في التوسعة الجديدة عليه أن يذبح شاة لفقراء الحرم، ويستند هؤلاء الى أن المسعى الجديد ليس بمسعى وأن المشاعر توقيفية تؤخذ من دون زيادة أو نقصان، بمعنى أنه كما نقول عن عرفات أو منى أو المزدلفة بحدودها هذه لا يصح الزيادة فيها ولا النقصان منها، وهذه مشاعر لإقامة الشعائر التي أوجبها الله على العباد وجعل تعظيمها تعظيمه والتفريط في حقها تفريطاً في حقه فقال: «ذلك ومن يعظم شعائر اللَه فإنها من تقوى القلوب» [الحج: 32] وقالوا إن السعي بين الصفا والمروة، فلو أضفنا شيئاً جديداً فهذا ليس بمسعى ولأن المسعى توقيفي يؤخذ من دون زيادة ولا نقصان، وبالتالي هناك الكثير من الآراء وهناك من أدلوا بدلوهم وأخذوا بهذا الرأي أو ذاك، ونحن نحترم الجميع ونحترم كل الآراء وكل العلماء لكنني أقول: إن هذه الاجتهادات ضعيفة قبل أن نفصل القول في كل رأي، واستدلالاته فالقول إن السعي توقيفي ولا زيادة فيه ولا نقصان قول صحيح ولا أحد يجادل في ذلك، ولكن هذه الاستدلالات والآراء وضعت في غير موضعها، فالسعي إجمالاً واختصاراً صحيح في التوسعة الجديدة لأنها ليست خارج المسعى، بل هي في المسعى، فالتوسعة في امتداد الجبلين وهي مسعى ومكان للسعي، ومن ثم فإن موطن الخلاف أو الثغرة في المسألة هو أن البعض بنى الحكم على جزء من الصفا والمروة وكان عليه أن يسأل عن حدود الصفا والمروة وما هي حدود المسعى قبل أن يطلق هذا الحكم؟ كان من المفترض التثبت من مكان الجبلين بدقة، ولو حققنا ودققنا وانتقلنا للواقع وسألنا أهل الخبرة لتم حسم المسألة ولم ينشأ أي خلاف ولعرفنا تحديداً حقيقة التوسعة أنها امتداد للجبلين وليست بعيدة عنهما بمعنى أنها تقع بين الجبلين والذي يسعى فيها يسعى بين الجبلين، لأن الصفا ممتد فليس هو هذه البقعة التي نسعى فيها فحسب، ومن ذهب إلى الصفا والمروة ورأى هذا المسعى يرى أن هذا جزء من الصفا ولما حدثت التوسعة ثم هدم الصفا، والبعض يقول إن طول الصفا حوالي 80 متراً ويصل إلى مسافة أبعد ولكن نتيجة وجود الشوارع وهدم الجبال ثم تضيق الصفا، ومن ثم على الفقيه والعالم والمجتهد إذا أراد أن يبني حكماً ويصوب ويخطئ عليه أن يرجع بالصفا إلى ما كان عليه على عهد النبي إلى وضع الصفا الحقيقي.. إلى جبل الصفا على حقيقته ووضعه، وبالتالي أنا لو سعيت في المكان القديم على عهد رسول الله، أكان هناك أحد يقول ببطلان السعي؟ بالطبع لا وبالتأكيد لن يجرؤ أحد بالقول بذلك، ومن ثم فلا نقول أخروا العمرة حتى يفتح المسعى القديم، ولأن الصفا ممتد والمروة ممتد حتى باب الفتح من جهة، ولأن امتداد الجبلين كبير ولكن نتيجة البناء (والآثار تشهد بذلك والواقع وكبار السن شهدوا بذلك) فالمباني التي صارت على الصفا والمروة والأسواق التي أقيمت هنا وهناك حتى جدار المسجد أخذت من الجبلين ومن ثم تحديد المسعى تحديداً يضر بالعباد، وإلا فلنلغ جدار المسجد، وأنا أسعى بين الصفا والمروة والعبرة شرعاً بالسعي بين الصفا والمروة وليس العبرة بالجدار، ومن الممكن أن أتزحزح عن الجدار الذي رسموه وأقاموه في السنوات المتأخرة أي قبل سنوات، نعم هذا ممكن فليس الجدار تحديداً بدقة لمكان المسعى ومن أين جاء هذا التحديد بهذا الجدار؟ ولو تزحزحت أنت بعيداً عن هذا الجدار هل نبطل السعي ونقول السعي غير صحيح لأنك بعيد عن الجدار؟ لا يمكن أن نبطل السعي، فالسعي صحيح أيضاً لأنه في المسعى وبين الصفا والمروة·ومن ثم فإن المسألة لا تؤخذ بالوسوسة وبالمللي والسنتيمتر فقد كان الناس يسعون بين الصفا والمروة طوال القرون الماضية من دون تحديد ودون جدار، كانوا ينتشرون وكانوا متباعدين ولم يقل لهم أحد تقاربوا لا تخرجوا لا تبتعدوا ولا تحيدوا، المهم أن يكون السعي بين الصفا والمروة، وعندما أقيم الجدار لاحقاً هل صار الجدار هو الشرع والتوقيف بمعنى نقول الحكم توقيفي على هذا الجدار الذي صنع لاحقاً وعليه يتوقف الحكم، ومن ثم فالقول بأن المسعى ممتد والمكان كله مسعى قول سليم وصحيح، وما حصل يذكرني أحياناً ببعض الفتاوى في الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث يتم بناء الحكم على غير واقعه وتكون النتيجة مصيبة، أين الحكم على الواقع المساوئ له والفتوى تتقدر زماناً ومكاناً وشخصاً.. ونحن نجل ونقدر العلماء والمجتهدين ولكن نريد أن يبنوا اجتهاداتهم على واقع صحيح وشهادات ودراسات متخصصة لا أن تكون على غير واقع يجب أن اجعل الصفا كما كان أولاً على عهد النبي (واجعل المروة كذلك كما كانت على عهد رسول الله) ولا تنتقص أنت ولا غيرك من هذه المساحة الواسعة، وبالإضافة لبناء القول على الواقع المسعى كان أكبر من ذلك أنتم ضيقتموه وباختصار شديد أرجعوه كما كان على عهد رسول الله وصحابته بنفس حجمه ومساحته، فالجدار الموضوع قبل سنوات ليس حداً شرعياً يتوقف الحكم عنده كما قالوا. والمسعى أنتم انتقصتم منه وخصوصاً من الناحية الشرقية، فالإجابة أرجعوه كما كان، أما أن تقيم جداراً ويضيق بالخلق ونقع بعد ذلك في الحرج بسبب جدار وضع قبل سنوات ليست بعيدة ونقف محرجين أمام هذا الجدار ونقول أحكاماً توقيفية تقف عند هذا الجدار، ولذلك عندما أجاب العلماء وقالوا بأن الزيادة لها حكم المزيد واستدل بمسائل الضرورات، وأن الزيادة المتصلة تتبع أصلها، والمشقة تجلب التيسير وإذا ضاق الأمر اتسع، هذا كله قد لا نحتاج له إذا تركنا الصفا على أصله الذي وضعه ربنا عليه وتركنا المروة على سعتها فعند ذلك لن يختنق أحد إذا سعيت بينهما لا في موسم الحج ولا في موسم العمرة لأن المسعى والمكان بين الصفا والمروة واسع جداً وأوسع من التوسعة الحالية بكثير. وأحياناً نحن الذين نحجر الواسع وبعد ذلك يقع الخلاف. وتساءل الشيخ سعيد عبد العظيم قائلاً: أنا أتعجب لماذا نؤخر العمرة ولماذا نذبح الشاة؟ وأجاب إننا بعد التوسعة نسعى في نفس المسعى الذي سعى فيه الرسول.. نسعى في المكان الجديد بين الصفا والمروة.. حتى التوسعة لم تصل إلى حدود المسعى الأصلي القديم الممتد إلى القصور شرقاً هي ما زالت دونه، والمسعى أوسع منها بكثير، ونحن نرى في كل يوم في إزالة للجبال نتيجة تشييد الفنادق والعمائر، حيث يتم إزالة للجبال وتسويتها بالأرض فتنتهي هذه الجبال العملاقة من على وجه الأرض، ونفس القضية فعلت مع الصفا ومع المروة ونشأت المشكلة لما ضاق الأمر بالخلق. فعلاً هناك زحام شديد في موسم الحج وبعد رمي جمرة العقبة.. كل ذلك دفع ولي الأمر والمؤتمن على هذه المقدسات إلى التوسعة لاستيعاب هذه الأعداد ومن ثم فإن القول ببطلان السعي في المسعى الجديد ليس له سند شرعي وقول لا يمكن لأحد أن يقول به لأنه لم يبن على أسس شرعية وواقعية صحيحة. إن المشكلة أننا أحياناً فقط نرتب الحكم على الواقع، نردد كلمة السعي توقيفي بين الصفا والمروة، وأنا بنفسي سعيت بين الصفا والمروة وهذا صحيح، وأما كون أن إنسانا أتى وأزال ثلاثة أرباع الصفا والمروة فماذا أصنع له؟ هل تبطل علي السعي وتضيق علي بهذه الحجة؟

وقال الشيخ سعيد عبد العظيم أنا أقول وأؤكد للجميع أن يسعوا في المسعى الجديد كله لأنه مسعى وبين الصفا والمروة وهو المسعي الذي كان عليه في عهد رسول الله، لأن الآثار تدل على امتداد الصفا والمروة وكذلك قول كبار السن من الثقات وشهادة الشهود الموثقة وكل الأدلة والشواهد العلمية والتاريخية تؤكد ذلك وحتى جدار المسجد الذي أقيم جديد أبعد الجدار حتى يكون بمحاذاة الصفا القديم والمروة القديم التي كانت على عهد رسول الله. البعض قال: إن عرضه ثمانون متراً والآن عرضه ثلاثين مترا فقط فأين ذهبت الخمسون متراً، هذه هي المسألة والسعي في المكان الجديد يصح ولا مجال لإبطاله ولا يمكن القول بذلك لأن النصوص والشرع والحقيقة والواقع كلها ضد من يقول بأنه لا يجوز.

* الأمين العام لجمعية علماء أهل السنة لعموم الهند الشيخ أبوبكر مسليار: توسعة المسعى بين الصفا والمروة توسعة شرعية صحيحة

* أكد الأمين العام لجمعية علماء أهل السنة لعموم الهند الشيخ أبو بكر أحمد مسليار على أن توسعة المسعى بين الصفا والمروة توسعة شرعية صحيحة لم تصادم نصاً شرعياً، أو حديثاً نبوياً، وقال الشيخ أبوبكر: إن القضية اجتهادية، وهنا الاجتهاد للعلماء والفقهاء وأهل العلم، ولا بد أن يبنى على دراسات متخصصة، تحدد عرض الجبلين من الناحية التي تمت فيها التوسعة وقد تمت بالفعل وقد اطلعنا على كل هذه الدراسات والأبحاث لأنها موجودة على الشبكة العنكبوتية في أكثر من موقع. وأضاف الأمين العام لجمعية علماء أهل السنة لعموم الهند قائلاً: إن التوسعات التي تقوم بها المملكة في الحرمين الشريفين وفي المشاعر المقدسة خففت على الحجاج والمعتمرين واستوعبت المزيد من الأعداد وستستوعب في المستقبل إن شاء الله إذا اكتمل جسر الجمرات وفتح المسعى بعد التوسعة، فأداء فريضة الحج هدف ومبتغى كل مسلم، ولذلك وجدنا الزيادة في أعداد الحجاج والمعتمرين، الذين تهفو نفوسهم وقلوبهم لرؤية الكعبة المشرفة، والطواف بالبيت العتيق، وشد الرحال إلى المسجد الحرام، وهذه الزيادة في الأعداد تتطلب خدمات ومرافق وأماكن في الحرم المكي الشريف والحرم المدني. وقال الشيخ أبو بكر مسليار: إن دور المملكة في خدمة ضيوف الرحمن، دور كبير ورائد، ويقدره كل مسلم، ونحن نرى الجميع تلهج ألسنتهم بالدعاء أن يحفظ هذه الديار المقدسة، ويحفظ لها أمنها واستقرارها، ويبارك في هذه الجهود التي تبذل لخدمة الإسلام والمسلمين وقال إن المملكة بقيادتها الرشيدة قد قامت برسالتها ودورها والولاية الشرعية التي شرفها الله بها خير قيام وقال إن هذه المقدسات في أيدي أمينة تشرفت بالولاية الشرعية عليها وقد أدت هذه الأمانة بكل صدق وإخلاص ونخص بالشكر هنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أثابه الله وسدد خطاه على طريق الخير.

* الدكتور محمد عثمان: توسعة المسعى أمر مشروع شرعاً، بل واجب وقتاً

* أوضح الدكتور محمد عثمان، مدير جامعة القرآن الكريم في السودان، أن الهدف من توسعة المسعى بين الصفا والمروة هو التيسير على المسلمين، وأن كل ما يجلب المصلحة للأمة يجب السعي له والاجتهاد فيه، كرفع الحرج والمشقة عن أمة الإسلام وبالذات ما يتعلق بالفرائض ومنها الحج لأنه مظنة المشقة، وهذا دور الفقهاء والعلماء أن ينظروا في كل أمر إذا ضاق اتسع، ومن هذا المنطلق جاءت توسعة المسعى، وجاءت التوسعات الكبيرة في الحرمين الشريفين، لجلب التيسير على المسلمين، وتحقيق المنفعة لهم، وتمكينهم من أداء المناسك في يسر وسهولة واطمئنان بعيداً عن المشقة والعنت وما قد يصيبهم في أداء هذا النسك. وأضاف مدير جامعة القرآن الكريم في السودان قائلاً: إن رفع الحرج أمر يتعين في كل حين وحين على القائمين على هذا الأمر، وأن توسعة المسعى أمر مشروع شرعاً، بل واجب وقتاً، ففي ظل هذا الازدحام الكبير كان يجب توسعة المسعى للحفاظ على أرواح الناس، والتيسير عليهم في أداء المناسك فكيف إذاً وأن التوسعة أصلاً تنطلق من منطلقات شرعية ولها ما يعضدها من الادلة الشرعية الواضحة الظاهرة. وقال الدكتور محمد عثمان: إنه مع تطور الوسائل الحديثة، وسرعة المواصلات، والانتقال بسهولة بين جميع أنحاء الكرة الأرضية إلى أي مكان، وأصبحت الاستطاعة للحج ميسورة لأعداد مضاعفة للمسلمين، تجعل من يريد الانتقال من بلده إلى الأراضي المقدسة أمراً سهلاً، ولا يستغرق بضع ساعات حتى تحط به الرحال في مكة المكرمة والمدينة المنورة، هذا كله ضاعف أعداد الحجاج، وضاعف أعداد المعتمرين أضعافاً مضاعفة وما دامت صارت الاستطاعة في مقدور أكبر عدد من المسلمين، فإن الإصلاح صار ميسوراً لاستيعاب هذه الأعداد، بل لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الذين يقصدون بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج والعمرة وزيارة البيت الحرام·وأضاف مدير جامعة القرآن الكريم قائلاً: إن في أداء شعائر الحج يكون ارتباط الشعيرة معيناً تعييناً دقيقاً بنص فيصبح الاجتهاد في تيسير أمر التعبد شيئاً مشروعاً ومطلوبا للتيسير على المسلمين. وأكد الدكتور محمد عثمان أن هذه التوسعة المباركة يجب أن تتجدد من وقت لآخر، وأن تتسع من وقت لآخر، فلن تكون التوسعة الأخيرة بإذن الله، كما أنها لم تكن التوسعة الأولى، وهذا ظن المسلمين بولاة الأمر والقيمين على هذه المشاعر المقدسة وهو ما يحدث بالفعل. وأثنى الدكتور محمد عثمان على جهود قيادة هذا البلد، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، في مجال توسعة المشاعر والمنجزات الكبرى في الحرمين والمشاعر كلها وقدم شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على هذه المنجزات الكبيرة التي قال عنها انها تجيء لصالح الإسلام والمسلمين وإن المسلمين كلهم يقدرونها ويدعون لكل من كان وراءها.

رئيس المجلس الإسلامي الأعلى لمسلمي أوغندا: التوسعة تستند إلى أسس شرعية

قال الشيخ شعبان رمضان موغابي، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى لمسلمي أوغندا: إننا في أوغندا نتابع بارتياح ما يجري في الأراضي المقدسة من نجاحات ومشاريع ومنجزات وبالذات ما تم في المسعى من إضافة أجزاء أخرى منه إلى المسعى نفسه وتوسعة المسعى، وقال: إننا كمسلمين في أوغندا نعبر عن ارتياحنا الشديد تجاه التوسعة وما ستحققه من منفعة للأمة الإسلامية ولكل زائر لبيت الله تعالى، وأضاف: زرت مكة المكرمة عدة مرات والحقيقة هناك جهود كبيرة تبذل في هذه البقاع المقدسة لخدمة من يزورها من الحجاج والعمار والزوار وما يجري من توسعات تستند على أسس شرعية ولا تتعارض مع واقع شرعي، ونحن في أوغندا نثمن الجهود السعودية في هذا السياق وهي كبيرة وكلها جيدة، ومما لا ريب فيه بأن توسعة منطقة المسعى كما هو مخطط لها لا شيء فيها من الناحية الشرعية فهي متفقة مع الدليل الشرعي لأنها تدفع الأذى عن المسلمين، ولولا حاجة المسلمين لها لما عزمت الحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على تنفيذها، وهذا يدل على حرص منهم على راحة ضيوف بيت الله الحرام وتأمين كل ما من شأنه أداءهم لفروضهم بيسر وسهولة وهذا شيء عظيم يشكرون عليه عند الله ويشكرون عليه من قبل المسلمين.

Cant See Links


Cant See Images



آخر تعديل OM_SULTAN يوم 03-08-2010 في 12:44 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:01 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir