هنري ألفريد كيسنجر دبلوماسي أمريكي وحائز
على جائزة نوبل، يعد من ألمع السياسيين
الأمريكيين، ومهندس السياسة الخارجية
الأمريكية في عهد إدارتي كل من الرئيسين
ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، عدا عن كونه
مستشارا في السياسة الخارجية في إدارتي كل من
الرئيسين كينيدي وجونسون، ولد في عام 1923 في
مدينة فورث الألمانية، وينحدر من أسرة يهودية
هاجرت في عام 1938 إلى الولايات المتحدة
الأمريكية، خوفا من النازيين الألمان، حيث
عمل خلال فترة الحرب العالمية الثانية (1945-1939)
في الجيش الأمريكي، وحصل في العام 1943 على
الجنسية الأمريكية.تخرج من جامعة هارفارد
بدرجة الدكتوراة، التي درس فيها فيما بعد
مقررات في العلاقات الدولية.
تقلد كيسنجر عدة مناصب حسّاسة، حيث شغل منصب
مستشار الرئيس ريتشارد نيكسون لشؤون الأمن
القومي في الفترة 1969 وحتى 1973، وخلال ذلك أجرى
كيسنجر مفاوضات مع الدبلوماسيين الفيتناميين
الشماليين، أفضت إلى التوصل إلى اتفاق لوقف
إطلاق النار بين الجانبين، الأمر الذي تم
بناء عليه منح كيسنجر ولي دك ثو، المفاوض
الرئيسي عن الجانب الفيتنامي الشمالي، جائزة
نوبل للسلام لعام 1973، رغم تورطه في الإنقلاب
على الرئيس التشيلي سلفادور الليندي وقتله في
ذات العام.
كما شغل كيسنجر في الفترة 1977-1973، منصب وزير
الخارجية لدى كل من نيكسون وفورد، وبقي حضوره
مستمرا، حيث عينه الرئيس رونالد ريغان في عام
1983، رئيسا للهيئة الفيدرالية التي تم تشكيلها
لتطوير السياسة الأمريكية تجاه أمريكا
الوسطى. وأخيرا؛ قام الرئيس جورج بوش الإبن
بتعيينه رئيسا للجنة المسؤولة عن التحقيق في
أسباب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، أما في
الوقت الحالي، فيعمل كيسنجر على رأس مؤسسته
الخاصة في الإستشارات في مجال العلاقات
الخارجية، والتي تقوم بالمفاوضات في العقود
التجارية بين الدول، أما على صعيد الشرق
الأوسط والعلاقات العربية الأمريكية، فقد
عرف كيسنجر بدوره المؤثر على صعيد الصراع
العربي-الإسرائيلي، من خلال جولاته المكوكية
في المنطقة في أعقاب حرب أكتوبر 1973، في إطار
سياسته المعروفة بسياسة الخطوة خطوة، وأفضت
هذه الجولات، إلى التوصل إلى اتفاقيات الفصل
بين القوات الإسرائيلية من جهة والسورية
والمصرية من جهة أخرى.