آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 17810 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 12368 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 18339 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 19808 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 53920 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 49111 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 41116 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 23721 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 24034 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 29926 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 02-24-2010, 09:39 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الحرمين الشريفين من صدر الإسلام إلى ما قبل العهد السعودي

الحرمين الشريفين من صدر الإسلام إلى ما قبل العهد السعودي
Cant See Images
تمهيـد :
العناية بالحرمين الشريفين من صدر الإسلام إلى ما قبل العهد السعودي .

Cant See Images
صورة الكعبة قديماً سنة 1880م

أولاً - العناية بالمسجد الحرام بناءً وتعميرًا:

لم يكن للمسجد الحرام منذ عهد الخليل عليه السلام وحتى عهد رسول الله e وعهد أبي بكر – رضي الله عنه – سور يحيط به، بل كانت الدور تحدق به، وبين الدور طرق تؤدي إلى البيت من كل ناحية ، ثم توالت الإنشاءات في المسجد الحرام عبر العصور الإسلامية على النحو الآتي :

1 – بناء عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – للمسجد الحرام سنة سبع عشرة من الهجرة :

لما استخلف عمر رضي الله عنه وكثر الناس ، وضيقوا على الكعبة وألصقوا دورهم بها اشترى ما قرب من البيت من الدور وهدمها،فأبى بعضهم أن يأخذ الثمن وتمنع من البيع،فقال عمر رضي الله عنه: إن الكعبة بيت الله ولا بد للبيت من فناء، وإنكم نزلتم عليها ولم تنزل عليكم. فأدخل تلك الدور في المطـاف وجعـل جدارًا قصيرًا دون القامـة حوله .

ومن جملة أعمال عمر – رضي الله عنه – المتعلقة بالمسجد الحرام عمل الردم ، وهو السد العظيم بالمدعى بأعلى مكة في الجهة الشرقية الشمالية من الكعبة حماية للمسجد الحرام من دخول السيل فيه([1]).

2 – بناء عثمان – رضي الله عنه – للمسجد الحرام سنة ست وعشرين من الهجرة :

لما كثر عدد السكان والوافدين بمكة ، وضاق المسجد الحرام على المصلين اشترى عثمان بن عفان رضي الله عنه بعض الدور التي حول المسجد ، وأدخلها فيه سنة ست وعشرين من الهجرة .

وقال بعض العلماء: إن عثمان – رضي الله عنه – جعل للمسجد الحرام أروقة ، فكان أول من اتخذ الأروقة له([2]) .



3 – بناء عبد الله بن الزبير – رضي الله عنه – سنة أربع وستين من الهجرة :

لما كانت خلافة عبد الله بن الزبير – رضي الله عنه – زاد في المسجد الحرام في سنة أربع وستين وخمس وستين ، واشترى دورًا من الناس وأدخلها في المسجد الحرام .

وذكر الأزرقي عن جده عن بعضهم أن ابن الزبير سقف المسجد الحرام فلا أدري أكله أم بعضه([3]).

وذكر العُمري في مسالك الأبصار أن عبد الله بن الزبير زاد في المسجد الحرام زيادة كثيرة ، وجعل فيها عمدًا من رخام([4]).

4 – بناء عبد الملك بن مروان سنة خمس وسبعين من الهجرة :

كان قد تهدم بعض أجزاء المسجد الحرام من حجارة المنجنيق التي رماها الحجاج ابن يوسف الثقفي على عبد الله بن الزبير ، حينما استعصم بالمسجد الحرام فقتل ابن الزبير ، وصارت الولاية على مكة لعبد الملك بن مروان ، فبنى ما تهدم من المسجد الحرام ، وجلب إليه السواري في البحر إلى جدة ، وسقفه بالساج وعمره عمارة حسنة([5]) .

5 – بناء الوليد بن عبد الملك سنة إحدى وتسعين من الهجرة :

قال الأزرقي : عمر الوليد بن عبد الملك بن مروان المسجد الحرام ، وكان إذا عمل المساجد زخرفها ، فنقض عمل أبيه عبد الملك ، وعمل عملاً محكمًا بأساطين الرخام ، وسقفه بالساج ، وجعل على رؤوس الأساطين الذهب وأزّر المسجد من داخله بالرخام، وجعل على وجــــوه الطيقـــان الفُسَيْفساء ، وجعل للمسجد شرفـــات([6])، وقدرت زيادته بـ (2805) متراً ([7]).

6 – بناء أبي جعفر المنصور سنة سبع وثلاثين ومائة إلى أربعين ومائة :

لم يعمر المسجد الحرام بعد الوليد بن عبد الملك أحد من الخلفاء ، ولم يُزَدْ فيه شيئٌ حتى كان أبو جعفر المنصور ، فزاد في شقه الشامي ، ولم يزد عليه في أعلاه ولا في شقه الذي يلي الوادي ، وعمل منارة في منتهى زيادته في الركن الغربي. وبناه رواقًا واحــدًا بأساطين الرخــام وقدرت زيادتــه بضعف ما كان عليــه المسجد قبل زيادتــه أي (5221) مترًا([8]). وزخرف بناءه بالفسيفساء والذهب ، وزينه بأنواع النقوش([9]).

7 – بناء المهدي العباسي محمد بن عبد الله المنصور وتوسعته سنة ستين ومائة من الهجرة:

حج المهدي سنة ستين ومائة ، فأمر بشراء الدور التي في أعلى المسجد الحرام بين المسعى والمسجد من الجانب الشرقي ، وكذلك من الجوانب الأخرى ، وهدمت البيوت، وحُفرت أساســـات قوية في عمق كثير ، حتى أنْبط المـــاء ، وبُني لها أرباضٌ بالنورة والجص ، وأمر بجلب أساطين الرخام من الشام ومصر ، ونُصبت في الأروقة وسقفت الأروقة بخشب الساج .

ثم لما حج المهدي سنة 164هـ شاهد الكعبة المعظمة بعد التوسعة الأولى له قد صارت إلى الجهة الجنوبية ، حيث لم يتسع المسجد من الجهة الجنوبية كما ينبغي ؛ لأنه كان في هذه الجهة يعترض مجرى السيل الذي وقف في طريق التوسعة من هذا الجانب ، فلم يستطيعوا تربيع المسجد ، فاشتدت رغبته وعظمت إرادته في تأخير مجرى السيل عن موضعه ، فاستشار المهندسين فترددوا فيه ؛ لأنه يحتاج إلى هدم بيوت كثيرة ونفقات عظيمة، فقال المهدي: لا بد أن أزيد هذه الزيادة ، وطلع المهدي على جبل أبي قبيس، وأمر المهندسين بالذرع والتخطيط حتى تم له ما أراد من تربيع المسجد ، ورأى الكعبة في وسطه بحسب رغبته. فبدأت التوسعة سنة (167)هـ ، وتوفي المهدي قبل أن تكتمل، فأكملها ابنه موسى الهادي سنة 169–170هـ ، وكانت توسعة المهدي أعظم توسعة وبناء ، فقد زاد في المسجد (12512) مترًا. وقدر ما أنفق فيه المهدي (4.578750) أربعة ملايين وخمسمائة وثمانية وسبعون ألفًا وسبعمائة وخمسون دينارًا ([10]).

8 – عمارة المعتمد أبي أحمد جعفر بن المتوكل ما بين سنة إحدى وسبعين ومائتين إلى سنة اثنتين وسبعين ومائتين من الهجرة :

سببها أنه كان بجوار باب إبراهيم دارٌ تسمى دار زُبَيْدة بنت جعفر بن المنصور ، فسقطت تلك الدار على سطح المسجد الحرام ، فانكسرت أخشابه ، وانهدمت أسطوانتان من أساطين المسجد ، فأمر بعمارة ما تهدم عن طريق أخيه الموفق بالله ، وجهز له مالاً فجدد له سقفًا من الساج ، ونقشه بالألوان المزخرفة ، وأقام الأسطوانتين وركب السقف ، وتم ذلك في سنة (272)هـ .

9 – توسعة المعتضد بالله وعمارته ما بين سنة إحدى وثمانين ومائتين إلى أربع وثمانين ومائتين من الهجرة :

زيدت في عهده دار الندوة من الجهة الشمالية ، حيث كانت باقية ، ينزل فيها الخلفاء ، ولكنها لما تداعى بنيانها وتهدم أكثرها أمر بإدخالها في المسجد ، وبنائها على شكل المسجد القائم .

10 – توسعة الخليفة جعفر المقتدر بالله وعمارته سنة ست وثلاثمائة من الهجرة :

وهي زيادة باب إبراهيم ، وكان قبل الزيادة باب متصل بأروقة المسجد بقرب باب الحَزْوَرَة ، وبقربه باب آخر يقال له باب بني جمح ، وخارج هذين البابين ساحةٌ ، فأدخلت هذه الساحة في المسجد الحرام ، وأبطل البابان ، حيث دخلا في المسجد ، وأنشئ بدلهما باب كبير سمي باب إبراهيم .

إلى هنا انتهت العمارة والتوسعة التي حصلت في هذه المدة ، وظل المسجد الحرام قائمًا من وقت عمـــارة المهدي لم يحصل له تجديد شيء من البنــاء أوالتعمير مدة (810) سنوات، وإنما حصل فيه بعض الترميمات والتحسينات وفرش للمطاف ، أو بعض الزيادات اليسيرة ونحو ذلك مما تم في عهد بعض الخلفاء مثل الأمير بَيْسق الظاهري والسلطان قايتباي، والسلطان سليمان خان العثماني .

11 – عمارة السلطان سليم خان من سنة تسع وسبعين وتسعمائة إلى ثمانين وتسعمائة من الهجرة :

في سنة 979هـ في عهد السلطان سليم بن سليمان خان العثماني ، ظهر أن الرواق الشرقي مال إلى نحو الكعبة المشرفة ، وفارق خشب السقف موضع تركيبه وصار كل علاج وترميم لا يجدي شيئًا، فرفع الأمر إلى السلطان سليم –رحمه الله– سنة 979هـ فأصدر أمره ببناء المسجد الحرام على أكمل وجه من الإتقان ، وأن يُستبدل عن السقف بقُبب دائرية .

وشرع في الهـــدم من جهة بـــاب السلام في منتصف ربيـــع الأول سنة 980هـ، تلاه البناء والتعمير في 6 جمـــادى الأولى سنة 980هـ ، واستمر البناء حتى تم الجانبان الشرقي والشمالي ، فلما فرغوا منهما أتى نَعْي السلطان سليم خان وتولية ابنه السلطان مراد .

12 – عمارة السلطان مراد بن سليم خان من سنة ثمانين وتسعمائة إلى سنة أربع وثمانين وتسعمائة من الهجرة :

لما تسلم زمام الحكم السلطان مراد خان أصدر أمره بالاستمرار في العمارة ، وبذل كل جهد في إنجـــاز البنـــاء والتعمير فـــي أسرع وقت ممكن ، فاستمر العمـــل حتى أتم البنـــاء على الشكل القـــائم الآن . وهــو البنــاء القديم المحيط بالمطـــاف المبني بالحجـــارة والمسقّف بالقبــاب ، قد وضعت فيه أعمـــدة من الرخـام ومن الحجر المجلوب من الشميسي ([11])، كما أعيدت الأعمدة التي كانت صالحة للاستعمال من عمارة المهدي . وقد أصبح عدد الأعمدة بعد هذه العمارة (589) عمودًا، وعدد العقود (881) عقدًا، وعدد القباب (152) قبـــة ، و(232) طاجنًا ، وعدد الأبواب (26) بابًا . وبلغت مساحته (28003) متراً مربعاً .

وبلغ ما أنفق في هذه العمارة (110.000) دينار أي (55000) جنيه تقريبًا، ومائة ألف من الذهب الإبريز ، وذلك عدا ما وصل من مصر من مواد البـــناء مثل الخشب والحديد ، وأهلة القباب المطلية بالذهب والمساحي والمكاتل والمجارف والمسامير ([12]) .

وقد حصلت بعد عمارة السلطان مراد ترميمات عدة في مباني المسجد الحرام ذكرها التقي الفاسي في كتابه " شفاء الغرام " ، ونجم الدين بن فهد في كتابه " إتحاف الورى " ، وقطب الدين الحنفي في كتابه " الإعلام" ([13]) ، وغيرهم ممن عاصر الأحداث والأعمال ، وكتبوا عنها .



ثانياً - العناية بالمسجد النبوي الشريف بناءً وتعميرًا :

لما هاجر النبي– e – إلى المدينة مكث في قباء قبل دخوله المدينة أيامًا ، وبنى فيها مسجدًا .

ولما دخل المدينة بركت راحلته في موضع مسجده الشريف ، وكان مربدًا لبعض الأيتام فاشتراه النبي e ، وبنى فيه مسجده([14]).

ثم زاد فيـــه – e – في حياتــــه الشريفـــة كما يدل عليه حديث عثمان بن عفان – رضي الله عنه – وهو قوله: أنشد بالله من شهد رسول الله – e – قال: (من يوسع لنا هذا البيت في المسجد ببيت له في الجنة) فابتعتُه من مالي فوسعت به المسجد([15]).

وكانت صفة بنائه – e – على ما روى البخاري عن عبد الله بن عمر أن المسجد كان على عهد رسول الله – e – مبنيًا باللبن وسقفه بالجريد وعمده خشب النخل ، فلم يزد فيه أبو بكر شيئًا ، وزاد فيه عمر وبناه على بنيانه في عهد رسول الله – e – باللبن والجريد أعاد عمده خشبًا ، ثم غيره عثمان فزاد فيه زيادة كبيرة ، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة، والقصة، وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج ([16]) .

كما سيأتي بيان ذلك في بناء عمر وعثمان رضي الله عنهما .



بناء عمر وتوسعته في سنة (17)هـ :

وسببه كثرة الناس وضيق المسجد عليهم.فاشترى عمر – رضي الله عنه – ما حول المسجد من الدور وأدخلها في المسجد،وذكر البخاري تعليقًا "وأمر عمر ببناء المسجد،وقال للبَنَّاء: أكن الناس من المطـر، وإياك أن تحمـر أو تصفر فتفتن الناس "([17]). وصفة بنائه كما تقدم في رواية البخاري أي من اللبن والجريد والخشب،وقدرت زيادة عمر – رضي الله عنه – بـ(11.000) أحد عشر ألف متر مربع .



بناء عثمان بن عفان – رضي الله عنه – وتوسعته سنة (29–30)هـ :

وصِفَةُ بناء عثمان – رضي الله عنه – كما تقدم في رواية البخاري ، (ثم غيره عثمان فزاد فيه زيادة كبيرة ، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصة ، وجعل عُمُدَه من حجارة منقوشة وسقفه بالساج) .

وعند أبي داود عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : إن مسجد النبي– e – كانت سواريه على عهد رسول الله – e – من جذوع النخل أعلاه مظلل بجريد النخل ، ثم إنها نخرت في خلافة أبي بكر رضي الله عنه ، فبناها بجذوع النخل وبجريد النخل ، ثم إنها نخرت في خلافة عثمان ، فبناها بالآجر ، فلم تزل ثابتة الآن ([18]) .

وفي صحيح مسلم عن محمود بن لبيد أن عثمان بن عفان أراد بناء المسجد ، فكره الناس ذلك ، وأحبوا أن يدعه على هيئته ، فقال : سمعت رسول الله e يقول : " من بنى مسجدًا لله بنى الله له في الجنة مثله "([19]).

وقدرت زيادة عثمان – رضي الله عنه – بـ (496) مترًا مربعًا .



بناء الوليد بن عبد الملك وتوسعته سنة (88–91هـ) :

لما كثر الناس في عهده بالمدينة وضاق المسجد على المسلمين –حتى إنهم كانوا يصلون يــوم الجمعة في حجرات أمهات المؤمنين – رضي الله عنهن – بعد وفاتهن– رأى الحاجة إلى توسعـــة المسجد ، فأدخل دورًا في المسجد حتى حجرات أزواج النبي e ([20]).

وذكر بعض المؤرخين أن الوليـد بن عبــد الملك جعــل للمســجد عشــــرين بابًًا ([21]).

وذكر السمهودي أنه بنى أساس المسجد بالحجارة وكذلك الجدران بالحجارة المطابقة (المنقوشة) والقصة ، وجعل عمده من حجارة حشوها من الحديد والرصاص ، وعمله بالفسيفساء والمرمر ، وعمل سقفه بالساج وماء الذهب ([22]).

وقدرت زيادته بـ (2.369) مترًا مربعًا .



بناء المهدي محمــد بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي وتوسعته سنة (161–165هـ):

حج المهدي سنة(160هـ) ، ورأى الحاجة إلى بناء المسجد الشريف ، فأمر ببنائه وتوسعته.

وكانت توسعته من الجهة الشمالية فقط بإدخال دور عدة فيه ، ولم يزد في الجهات الثلاث شيئًا . ونقشه وزخرفه بالفسيفساء ([23])، وعمل له (24) بابًا ([24]). وقدرت زيادته بـ ( 2450 مترًا مربعًا) .

وبعد بناء المهدي وتوسعته لم يبن المسجد ، ولم يوسع فيه إلى سنة (654)هـ ، وإنما حصلت إصلاحات وترميمات فقط .



بناء المستعصم بالله (655)هـ :

شب الحريق في مسجد النبي– e – في ليلة الجمعــة أول شهر رمضــــان من سنة (654) ، ولم تبق ناحية إلا وصلت النار إليها ، واحترق جميع المسجد حتى إنه لم تبق خشبة واحدة سالمة ، غير أنه قيل : قد سلمت القبة التي أحدثت لحفظ ذخائر الحرم مثل المصحف العثماني وبعض الصناديق الكبار .

فلما وصل خبر الحريق الخليفة المستعصم بالله أرسل الآلات والصناع مع ركب العراق في الموسم ، وابتدئ بالعمارة أول سنة (655هـ) ([25]) .


إلا أنها لم تتم بسبب غزو التتار واستيلائهم على بغداد ، فتناصر ملوك المسلمين وسلاطينهم الملك نور الدين علي بن عز الدين أيبك الصالحي ، والملك الظاهر بيبرس، والملك المظفر سيف الدين قطز من ملوك مصر، والملك المظفر يوسف بن منصور عمر بن رسول صاحب اليمن ، وجدوا في تعمير المسجد حتى تم بناؤه ([26]).



توسعة الملك الناصر محمد بن قلاوون سنة 729هـ :

ذكر السمهودي أنه في سنة تسع وعشرين وسبعمائة أمر السلطان الملك الناصر محمد بزيادة رواقين في السقف القبلي متصلين بمؤخره ، فاتسع سقفه بهما ، وعم نفعهما ([27]) .



بناء الملك الأشرف قايتباي وتوسعته :

في سنة 886هـ شب حريق ثان في المسجد النبوي بسبب صاعقة سقطت بالمنارة الشرقية الشمالية فأصابت هلال المنارة فسقط في المسجد ، وله لهب كالنار ، فعلقت النار في سقف المسجد ، وغلبت على أهل النجدة الذين اجتمعوا للإطفاء ، وعم الحريق المسجد ، ولم يسلم من الاحتراق إلا جزء قليل منه . وسقطت عقود المسجد ، وما بقي آيل إلى السقوط .

ولما علم الملك الأشرف قايتباي بخبر حريق المسجد عظم ذلك عليه ، وأصدر أمره في تعمير المسجد الشريف ، وأرسل الأمير سنقر الجمالي ومعه البناؤون والنجارون والنشارون والدهانون وغيرهم ومواد البناء اللازمة ، وبدأوا بعمل البناء والتعمير ، فأعادوا المنارة الرئيسة وسور المسجد ، وزادوا في عرضه يسيرًا ووسعوا المحراب العثماني، وسقفوا مقدم المسجد سقفًا واحدًا ، وأقاموا العقود فوق الأساطين حتى أكملوا البناء ([28]) .

وبلغ عدد الأعمدة في هذه العمارة (296) عمودًا .

وقد قدرت توسعته بـ (120) مترًا مربعًا .


بناء السلطان عبد المجيد العثماني (1265–1277هـ) وتوسعته :

بقيت عمــارة الملك الأشرف قايتباي (387) سنة ، أجريت خلالها ترميمات وإصلاحات ، ولما مضى على العمارة السابقة ما يقارب أربعمائة سنة سرى الخراب والضعف إلى بعض سقوفه وأعمدته ، وأصبح الترميم لا يجدي شيئًا كثيرًا، فأمر السلطان عبد المجيد بعمارة المسجد فشرعوا في هدم المسجد جزءًا جزءًا ، وجهة جهـــة حتى لا يتعطل الناس عن الصلاة ، وكلما نقضوا جزءًا قديمًا بنوه جديدًا ، حتى أتموا العمارة في اثنتي عشرة سنة .

وفي هذه العمارة توسط المسجد صحن يحيط به من جهة القبلة اثنا عشر رواقًا (وهو القائم حاليًا ) ، وبالجهة الغربية ثلاثة أروقة ، وفي كل من الجهة الشرقية والجهة الشمالية رواقان .
وقدرت زيادة السلطان عبد المجيد بـ (1.293) مترًا ([29]) .

Cant See Images
صورة مكة قديماً سنة 1885م

البــاب الأول

العناية بالمسجد الحرام في العهد السعودي



الفصل الأول : عناية جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – بالمسجد الحرام :

منذ أن تشرف الملك عبد العزيز –رحمه الله– بالولاية على الحرمين الشريفين أولى عناية خاصة بالمسجدين ترميمًا وتعميرًا وتنظيمًا لأمورهما وترتيبًا .

ففي سنة 1344هـ أمر بترميم المسجد الحرام مما يحتاج إلى ذلك من الجدران والأعمدة والمطاف والمشايات المؤدية إليه ، وعموم أساطين المطاف التي تعلق عليها القناديل وعموم الأبواب وبطلاء مقام إبراهيم عليه السلام بالدهن الأخضر([30]) .

ومن أعمالـــه الجليلة جمع المصلين في المسجــد الحرام خلـــف إمام واحد في سنة 1345هـ، حيث كان الناس يصلون في مقامات أربعة ، ولكل مقام إمام من المذاهب الأربعة ، فكانت تقام في كل صلاة أربع جماعات تبعًا لهذه المقامات ، فرد الأمر إلى إمامة إمام واحد لجميع المصلين توحيدًا لكلمة المسلمين وجمعًا لقلوبهم ، ثم لما وسع صحن المطاف هدمت المقامات ، وأزيلت تمامًا ([31]).

وفي أوائل سنة 1346هـ أمر بإصلاح آخر للمسجد الحرام ، فرمم عموم فرش الأروقة من جهاته الأربع ، وفرش عموم المماشي وغير بلاطات الأبواب ، والجدران داخلاً وخارجًا ، وأصلح كل خراب واقع في أبواب المسجد الخشبية ، وطلى كل ما كان مطليًا بأنواع الأصبغة ، ومسح عموم أسطوانات الرخام، وأصلح مظلة مقام إبراهيم عليه السلام ، وقبة زمزم ، وأصلح شاذروان الكعبة المعظمة ، وفرش أفنية المسجد بالحصباء الجديدة ، واستمر العمل سنة كاملة، وصرف عليه ما يربو على ألفي جنيه ذهبًا .





ومن أعماله الجليلة عمل المظلات في المسجد الحرام :

لما كثر ورود الحجاج في سنة 1345هـ كثرة هائلة حتى ضاق المسجد بالحجاج والمصلين ، وضعت الحكومة سرادقات في صَحْن المسجد ، ليجد المصلون مكانًا مظللاً يتوقون به من حر الشمس .

ثم في سنة 1346هـ أصدر الملك عبد العزيز – رحمه الله – أمره بعمل مظلات قوية ثابتة على حاشية صحن المطاف ، فعملت من الخشب الجاوي ، وكسي بالقماش الثخين الأبيض .

وقد حصلت بهذه المظلات منفعة عظيمة للحجاج والمصلين ، وأنفق عليهـــا مبلغ كبير([32]).

ثم عملت مظلات ثابتة في أطراف الصحن مثبتة بالأروقة تفتح وتغلق ، فكانت تنشر إذا انتشر حر الشمس ، وإذا انحسر الظل أغلقت وبقيت سنوات طويلة تجدد عند الحاجــة([33]) .

ومن أعمال الملك عبد العزيز – رحمه الله – في المسجد الحرام تبليط المسعى وتوسيعه في سنة (1345–1346هـ) :

كان المسعى على مر العصور غير مبلط ، وكان الغبار يكاد يخنق الساعين ، ولاسيما أيام كثرة الحجاج ، فأمر الملك عبد العزيز – رحمه الله – بتبليطه ، ولكن سبق ذلك إزالة النواتئ من الدكاكين التي طغت على شارع المسعى ووضع حجر أساسه نائب الملك عبدالعزيز في الحجاز الأمير فيصل بن عبد العزيز – رحمه الله – في 21 جمادى الآخرة 1345هـ، ورصف المسعى في أواخر ذي القعدة فصار بذلك في غاية الاستقامة، وحسن المنظر ، وصار فيه راحة كبيرة للحجاج والمعتمرين ([34]) .



ومن أعمال الملك عبد العزيز – رحمه الله – في المسجد الحرام :

أنه أمر أن يعمل سبيلان لماء زمزم ، أحدهما في الجهة الشرقية من باب قبة زمزم ، والآخر بجوار حجرة الأغوات من الجهة الجنوبية لبيت زمزم بجانب السبيل القديم المعمول في زمن سلاطين آل عثمان ، وأن تجدد عمارة السبيل القديم ، فتم إنشاؤهما وتجديد السبيل القديم سقاية لشرب زمزم ، وقد صرف على العمل فيهما ما يربو على ثلاثمائة جنيه ذهبًا ([35]).

ومن أهم أعمال الملك عبد العزيز – رحمه الله – أنه أمر بتأسيس أول مصنع لكسوة الكعبة المشرفة وبنائه بمكة في أوائل سنة 1346هـ ، وتم بناؤه في خلال ستة أشهر، وأنتج أول ثوب للكعبة في السنة نفسها([36]) .

ومن جملة أعمال الملك عبد العزيز – رحمه الله – لصالح المسجد الحرام أمره بدراسة أحوال المسجد الحرام الإدارية من قبل الجمعية العمومية التي كونها الملك عبدالعزيز من أهل مكة ، فقدمت الجمعية تقريرها بعد الدراسة الوافية في سنة 1346هـ فوافق عليه حرصًا على تنظيم العمل في المسجد الحرام ([37]) .



ومن أعمال الملك عبد العزيز – رحمه الله – في المسجد الحرام :

أنه أشار إلى سمو نائبه في الحجاز الأمير فيصل – رحمه الله – بالكشف على عموم ما يلزم للمسجد الحرام من عمارة وإصلاح وتجديد ، فشكلت لذلك لجنة قامت بالكشف بحضور مهندس من أمانة العاصمة ومعاونة كبار المعلمين والنجارين ، وقرروا إصلاح الحَجَر المفروش على مدار المطاف، وإصلاح أرض الأروقة ، ونقض جميع الجدران المسبخة وإصلاحها وترخيم عموم المسجد وترميم الشقوق في بعض القباب ، وتجديد الأصبغة والألوان في أطراف المسجد وداخله وإصلاح باب بني شيبة ، وإصلاح عموم الأبواب بالخشب الجاوي ، وإزالة كل ما بها من عطب وخراب وإزالة الحصباء القديمة ، واستبدالها بحصباء جديدة ، وبدئ بالعمل في 19 رمضان 1354هـ ، واستمر بهمَّة ونشاط ، وتم على خير ما يرام ([38]).



ومن الأعمال التي تمت في عهد الملك عبد العزيز – رحمه الله – إزالة المقاهي:

كانت المقاهي تنتشر عند أبواب المسجد الحرام فرأى – رحمه الله – أن بقاءها في أماكنها لا يتفق وحرمة المسجد الحرام ، فأمر بإزالتها فأزيلت([39]) .



ومن جملة أعمال الملك عبد العزيز – رحمه الله – تجديد سقيفة المسعى :

حيث كان المسعى غير مسقوف على مدى القرون الطويلة، وأول من سقفه هو الشريف حسين بن علي في سنة (1341هـ)، وكانت قد تقادمـــت ، وتلف معظمها، فأمر الملك عبد العزيـــز بتجديــــد تلك السقيفـــة بطريقـــة فنيــــة محكمة ، وتم عملهــــا في سنــــة (1366هـ) ([40]) .



ومن أهم أعماله رحمه الله :

أنه أمر بصنع باب جديد للكعبة المشرفة ؛ إذ كان الباب القديم الذي صنع وركب في عهد السلطان مراد خان في سنة 1045هـ، ورمم وأصلح في عهد السلطان أحمد خان في سنة 1119هـ هو الباب الذي بقي على الكعبة المشرفة إلى سنة 1366هـ ، قد أخذ في التضعضع بسبب تقادم العهد ، فأمر أن يُصنع باب جديد للكعبة المشرفة ، فصنع بصورة بديعة لــم يسبق له مثيل في تاريخ صناعـــة باب الكعبة ، مغطى بصفائح من خالص الفضة، محلاة بآيات قرآنية بأحرف ونقوش من خالص الذهب ، ورُكب هذا الباب عشية يوم الخميس 15 ذي الحجة سنة 1366هـ ([41]) .

ومن الأعمال التي تمت في عهد الملك عبد العزيز :

ترخيم الواجهات المطلة على المسجد الحرام ورَحَباته ترخيمًا كاملاً ، وذلك في سنة 1370هـ ([42]) .

ومن أعماله رحمه الله :

إصلاح عضادتي باب الكعبة ، وقد تم هذا الإصلاح بصورة فنية جميلة حيث عُملت هذه الجوانب من الفضة الخالصة الموشّاة بالذهب والمزركشة بالزخرف الجميل([43]).



ومن أهم أعماله رحمه الله :

أنه لما رأى ضيقًا شديدًا على المصلين والحجاج الذين كثر ورودهم عامًا بعد عام أمر بإجراء الدراسات ووضع التصاميم لتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي أيضًا، فوضعت التصميمات أولاً للمسجد النبــوي الشريف ، وشرع في بنائه ، ويــأتي ذكره إن شاء الله ، وبدئ في وضع التصاميم الأولى في عهد الملك عبدالعزيز لتوسعة المسجد الحرام ، وتمت التصاميــم في أوائـــل عام 1375هـ بعد وفاتـــه في عهد الملك سعود رحمه الله ([44]) .



الفصـــل الثاني : عناية جلالــة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – بالمسجد الحرام:

تولى أمر البلاد الملك سعود بن عبد العزيز – رحمه الله – في عام (1373هـ) ، ونهج في البناء والتعمير منهج أبيه الإمام الملك عبد العزيز رحمه الله .



ومن أعمال الملك سعود في المسجد الحرام :

أنه أمر برفع الأذان الأول قبل دخول وقت الفجر ، وكان قد ترك العمل به منذ مدة طويلة ([45]) .

ومن أعماله – رحمه الله – في سنة 1375هـ:

أنه أمر بصرف مرور الناس والسيارات عن طريق المسعى ، حيث كان الناس يسعون والسيارات تخترق المسعى فأمر بفتح شارع وراء الصفا سمي بشارع الملك سعود، وبذلك أراح الساعين من ازدحام المارة ومرور السيارات التي كانت تسبب لهم الإزعاج والنصب والمشقة ([46]) .

ومن أعماله رحمه الله :

أنه جدد سلم الكعبة المشرفة الذي يصعد عليه الناس للدخول إلى الكعبة ، وقد صُنِعَ بطريقة فنية عربيـة، وغلف بالفضـة ، وطعــم بنقـوش عربية ذهبية([47]) .

ومن الأعمال الجليلة للملك سعود رحمه الله :

أنه أمر بترميم الكعبة المشرفة وإصلاحها ، حيث إنه كان قد أصاب سقف الكعبة وبعض جوانب جدرانها خلل ، فأزيل السقف الأعلى وعمل سقف جديد بدلاً عنه ، وأبقى السقف الأسفل بعد الترميم ، وغيرت الأخشاب التالفة منه، وعملت مَيْدَة بين السقفين تحيط بالجدران . ورممت الكسوة الرخامية التي على الجدران من الداخل ، وتم العمل على خير ما يرجوه المسلمون في شعبان سنة (1377هـ) ([48]) .

ومن أهم أعماله توسعة المسجد الحرام :

ذكرنا فيما سبق أنه لما رأى الملك عبد العزيز – رحمه الله – ضيقًا شديدًا على المصلين والحجاج في المسجد الحرام والمسجد النبوي أمر بإجراء الدراسات ووضع التصميمات لتوسعة المسجدين فوضعت التصميمات أولاً للمسجد النبوي الشريف ، وشرع في البناء ، ويأتي ذكره إن شاء الله .

كما أنه قد تمت التصميمات الأساسية لتوسعة المسجد الحرام التي أمر بها الملك عبدالعزيز في أوائل عام 1375هـ ، أي : في عهد الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله .

وكان تصميم المسجد الحرام في أول أمره من قبل جميع المهندسين مبنيًا على أن يزال المبنى العثماني نهائيًا بعد البناء الجديد ، وإنما يترك لأداء الصلوات ريثما يتم بناء النصف الخارجي من المبنى الجديد ، وبعد تمام بناء هذا الجزء يهدم المبنى العثماني لإقامة النصف الداخلي من المبنى الجديد ، ثم أدخل تعديل كبير في التصميم والتخطيط ، وذلك حوالي عام (1387هـ) كما يأتي ذكره .

وبعد انتهــاء أعمـــــال توسعة المسجد النبوي الشريف أمــــر الملك سعود بن عبدالعزيز – رحمه الله – بالشروع في توسعة المسجـــد الحـــــرام تنفيذًا لأمــر جلالة الملك عبد العزيز – رحمه الله – كما سبقت الإشارة إلى ذلك ، وعُينت هيئة عليا برئاسة ولي العهد سمو الأمير فيصل بن عبد العزيز – رحمه الله – للإشراف على التوسعة وأنشئ مكتب جلالة الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل لتوسعة المسجد الحرام ، ونُزعت ملكيات الدور والعقارات الواقعة في أرض التوسعة بعد تقدير أثمانها وتعويض أصحابها .

وفي الرابع من ربيع الآخر عام (1375هـ) بُدئ بأعمال التوسعة بإزالة المرافق القائمة في منطقتي أجياد والمسعى ، وهُدمت الدور والدكاكين المحتاج إلى هدمها، واستمر العمل على أربع مراحل ببناء ثلاثة طوابق ، الأقبية (البدرومات) والطابق الأرضي ، والطابق الأول حتى تمت التوسعة السعودية الأولى في الصورة القائمة الآن في غاية المتانة والقوة والجمال .

وتضمنت هذه التوسعة بناء المسعى بطابقيه ، وتوسعة المطاف بجعل بئر زمزم في القبو توسعة للمطاف ، وتحسين مبنى زمزم في القبو وتركيب الصنابير ، وبناء مجرى للماء المستعمل، وكذلك شملت التوسعة إزالة مبان من صحن المسجد كانت تعوق المصلين والطائفين مثل مظلة زمزم وباب بني شيبة ، والمقامات الأربعة ، وكذلك شملت تحويل مجرى مياه الأمطار بين جبل الصفا والمبنى العثماني ، وتحويل الطريق من المسعى إلى شارع الملك سعود بن عبدالعزيز الذي أحدث في التوسعة ، وتحسين الخدمات الداخلية مثل توفير مياه الشرب والإنارة .

كما حصل إحداث الميادين والشوارع الفسيحة ومواقف للسيارات ، ودورات للمياه ومواضع للوضوء قريبة من المسجد الحرام في جميع جهاته على أحدث نظام عُرف في ذلك الوقت بصورة أوسع بكثير مما كان في السابق .



الفصـل الثالث : عنايــة جلالــة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – بالمسجد الحرام:

ثم تولى حكم البلاد جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز – رحمه الله – في سنة 1384هـ .

ومن أعماله إتمام بناء التوسعة الأولى :

وذلك أنه لما تسلم زمام الحكم في البلاد دعا لعقد مؤتمر لمشاهير المهندسين المسلمين في البلاد العربية وغيرها للنظر في تطوير التصميم الأول . وقد أوصى المؤتمر بإزالة المبنى العثماني ، ولكنه – رحمه الله – رأى الاحتفاظ به ، وأن يتم عمل تصميم العمارة الجديدة بأفضل أساليب الدمج بينها وبين المبنى القديم مهما كلف الأمر من النفقات ، فأجريت ترميمات وإصلاحات كبيرة في المبنى القديم وهدم الجدار الخارجي منه ، وأضيف جناحان في الجهتين الجنوبية والشمالية لربط المبنى الجديد بالمبنى القديم([49]) .

ومن أهم ما حصل من الأعمال في المسجد الحرام في عهد الملك فيصل – رحمه الله – أنه كان هناك آراء بنقل مقام إبراهيم – عليه السلام – إلى الخلف ليحصل بذلك توسعة على الطائفين ، وكانت هناك آراء مخالفة لهذا الرأي ، فأحيلت المسألة إلى مجلس رابطة العالم الإسلامي، وفي عام 1387هـ صدر بيان من رابطة العالم الإسلامي تقرر بموجبه إزالة البناء القديم على مقام إبراهيم عليه السلام ، وجعل المقام في غطاء زجاجي .

وبعده أزيل البناء القائم على مقام إبراهيم ، ووضع المقام في غطاء بلوري ، وأزاح الستار عنه جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز – رحمه الله – بعد عصر يوم السبت 18 رجب 1387هـ ([50]) .

ومما حصل في عهده أنه أمر ببناء مصنع كسوة الكعبة في موقعه الجديد بأم الجود وتوسيع أعماله ، ووضع حجر الأساس خادم الحرمين الشريفين الملك فهد (النائب الثاني آنذاك) في عام (1392هـ) ([51]) .



الفصـل الرابع : عناية جلالة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – بالمسجد الحرام:

من أعماله في المسجد الحرام : إتمام ما تبقى من عمارة المسجد الحرام وتوسعته في 7 رجب عام (1396هـ) ([52]).

ومما تم في عهده افتتاح مصنع كسوة الكعبة المشرفة بأم الجود بعد بنائه وتأثيثه تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد في 7 ربيع الآخر سنة (1397هـ) عندما كان وليًا للعهد نيابة عن جلالة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله .

ومن الأعمال المهمة التي حصلـــت في المسجـــد الحرام في عهـــد الملك خالد – رحمه الله – :

توسيع المطاف بشكله الحالي توسعة أكبر مما سبق ، وذلك في سنة (1398هـ) ، وشملت هذه التوسعة إلغاء الحصاوى والمشايات التي كانت في المسجد ، ونقل المنبر والمكبرية ، وتوسيع قبو زمزم وجُعل مدخله قريبًا من حافة المسجد القديم في جهة المسعى ، وجعل فيه قسمان قسم للرجال وقسم للنساء ، وركبت صنابير لشرب الماء البارد ، وجعل للبئر حاجز زجاجي، وبلطت أرض المطاف برخام بارد مقاوم للحرارة، جُلب من (اليونان) مما هيأ الراحة والاطمئنان للمصلين والطائفين في الظهيرة ووهج الشمس([53]) .

ومن الأعمال المهمة للملك خالد بن عبد العزيز – رحمه الله – :

أنه أمر بصنع باب الكعبة المشرفة في عام (1399هـ) بشكل بديع وبنفقات عظيمة بلغت (13) مليونًا و(420) ألف ريال حيث وضع فيه من الذهب (280) كيلو جرام عيار 999.9% . وكذلك تم في عهده صنع باب للسلم الموصل إلى سطح الكعبة ، من داخل الكعبة المشرفة ([54]) .



الفصـــل الخامس : مساحة المسجد الحرام بعد التوسعة السعودية الأولى:

كانت مساحة المسجد الحرام قبل التوسعة (29137) م ، وأضافت التوسعة مساحة (131.041) م ، فأصبح مجموع المساحة بعد التوسعة الأولى (160168) م .

وهذه المساحة تتسع لأكثر من (300) ألف مصل في وقت واحد في سعة واطمئنان في عامة الأيام ، وفي الحالات الشديدة الزحام يمكن أن تستوعب أكثر من (400.000) أربعمائة ألف مصل ([55]) .

وسيأتي الحديث عن توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد الحرام في الباب الرابع الفصل الأول ([56]) إن شاء الله .



البــاب الثاني

العناية بالمسجد النبوي الشريف


في العهد السعودي



الفصل الأول : عناية جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – بالمسجد النبوي :

عني ملوك آل سعود بشؤون المسجد النبوي عناية كعنايتهم بالمسجد الحرام . ولما وصل الملك عبد العزيز– رحمه الله – إلى المدينة المنورة في شعبان عام 1345هـ للنظر في شؤونها ، واطلع على ما يحتاج إليه المسجد النبوي من تنظيمات إدارية وإصلاحات معمارية ، واستمع إلى اقتراحات بعض المسؤولين فيه ، وحدد ما يحتاج إليه في مسائل أساسية ، فانتخب لكل مسألة لجنة من خبراء أهل البلاد ، وعن طريقهم رتب الأمور في المدينة وفي المسجد النبوي الشريف على أحسن وجه ([57]) .

وفي عام 1348هـ أمر بإصلاحات في مبنى المسجد النبوي بترميم الأعمدة والجدران في الجهة الشمالية من المسجد التي ظهر فيها بعض التصدعات ، وكذلك أمر بإصلاح أرضه وأروقته المحيطة بالصحن.

وفي عام 1350هـ أمر بإصلاح ما حصل من خلل في بعض الأعمدة والسواري الشرقية والغربية من الصحن ، كما أمر بإصلاح التشققات التي ظهرت في دهان الحجرة النبوية الشريفة ([58]) .

وأصدر أمره السامي بإعداد ما يلزم من دراسات لبناء المسجد النبوي الشريف وتوسعته .

وفي اليوم الخامس من شوال عام (1370هـ) بُديء في تنفيذ مشروع توسعة المسجد النبوي بهــدم الـــدور المحيطة به التي انتزعت ملكياتها عن طريق لجنة خاصة لتقدير الأثمان، وبعد أن أعطي أصحابها تعويضات نقدية كبيرة .

ووضــــع الحجر الأســـاسي الأمير سعــــود بن عبد العزيـــز ولي العهد آنذاك عـــام (1372هـ) ، وتوفي الملك عبد العزيز – عليه رحمة الله – في عام (1373هـ) قبل أن يكتمل البناء .



الفصل الثاني : عناية جلالة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – بالمسجد النبوي:

تسلم زمام الحكم جلالة الملك سعود بن عبد العزيز –رحمه الله– عام 1373هـ، فتم في عهده إكمال بناء المسجد النبوي الشريف على أتقن شكل وأجمله ، وقد بقي المبنى القبلي للمسجد ، لم يتعرض له بشيء سوى بعض الإصلاحات والترميمات .

واحتفل بمناسبة انتهاء أعمال توسعة المسجد النبوي الشريف في مساء يوم 5 ربيع الأول سنة (1375هـ) .

وقد بلغت النفقات التي صُرفت على المشروع خمسين مليون ريال ، منها خمسة وعشرون مليونًا نفقــات البنــــاء والمـــؤن ، وخمســة وعشرون مليونًا قيمــــة تعويض العقارات ([59]).

ثم تمت أعمال أخرى إلحاقية بعد الافتتاح ، منها : تجديد باب الصديق ، وبناء حجرات على يمين الداخل والخارج من الباب النبوي، وقاعة واسعة بطول أربعين مترًا([60]) بطابقين ، خصص الطـــابق الأول مكتبة للمسجد النبوي .

ومن الأعمال التي تمت في عهد جلالة الملك سعود : إزالة الأبنية والخرابـــات الواقعة في قبلة المسجد النبوي الشريف ، وفي شرقه من جهة باب جبريل ، وجعل المكان حمىً للمسجد ([61]) .



الفصل الثالث : عناية جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – بالمسجد النبوي :

حصلت توسعة أخرى في العهد السعودي للمسجد النبوي الشريف ، وذلك في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز من الجهة الغربية ، واشتريت العقارات والدور والمساكن التي احتيج إليها ، وظُللت بمظلات مقببة قوية مؤقتة في مساحة (40500) متر مربـع ، وجهـزت بجميـع اللوازم حتى صارت صـالــحة للصـلاة ، وصار الناس يصلون فيها ([62]) .



الفصل الرابع : عناية جلالة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – بالمسجد النبوي :

جرت توسعة ثالثة في العهد السعودي للمسجد النبوي وذلك فـــي عهــــد الملك خالــد – رحمه الله – حينمـــا وقع الحريق في المنطقـــة الواقعة في الجنـــوب الغربي من المسجد سنة (1397هـ) ، فأزيلت المنطقة ، وعُوض أصحاب العقارات ، وضمت الأرض إلى ساحات المسجد النبوي ، وظللت منها مساحة (43000) متر مربع على غرار المظلات السابقة ، وهيئت للصلاة فيها ([63]) .



الفصل الخامس : مساحة المسجد النبوي بعد التوسعة السعودية الأولى :

كانت مساحة المسجد النبوي قبل التوسعة الأولى (10303) م .

أما مساحة التوسعة السعودية الأولى فكانت (6024) م .

وبذلك صارت المساحة الكلية للمسجد النبوي (16327) م([64]) .

وسيأتي ذكر توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد النبوي الشريف في الباب الرابع الفصل الثاني([65]) إن شاء الله .



البــاب الثالث

رعاية خادم الحرمين الشريفين

الملك فهـد بن عبدالعزيز آل سعـود

للحرمين الشريفين



الفصل الأول : عنايته بمكة المكرمة وما شهدته من تقدم حضاري وعمراني :

لقد كان اهتمام جلالة الملك عبد العزيز وأبنائه سعود وفيصل وخالد – رحمهم الله – بأمور المدينتين والحرمين الشريفين كبيرًا جدًا ، وقد عمل كل منهم حسب الحاجة بما وفقه الله – عز وجل – من توسع في خدماتهما وتطويرهما .

ولما وصلت أمانة الحكم على البلاد إلى يد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أولى اهتمامًا خاصاً بالمدينتين المقدستين ، وكذلك المسجدين الشريفين ، وكان من عادته كل سنة قضاء النصف الأخير من رمضان في مكة المكرمة مجاورًا للبيت العتيق ، كما كان يخصص أيامًا أخرى يقضيها في المدينة المنورة يتابع خلالها الأوضاع والمشاريع في هاتين المدينتين المقدستين .

وكان ازدياد عدد الحجاج والمعتمرين عامًا بعد عام ، وزيادة عدد سكان المدينتين مدعاة لبذل مزيد من العناية في تطوير المدينتين في جميع المرافق، ولا سيما المرافق التي لها مساس بالحج والحجاج ، وما تطوير مطار جدة والميناء البحري وتوسعتهما منذ أكثر من ثلاثين سنة إلا تحسبًا لزيادة عدد الحجاج . وكذلك تطوير منطقتي المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريفين بإنفاق بلايين الريالات ليس ذلك إلا لأجل خدمة الحجاج والمعتمرين والمواطنين والمقيمين .

وأنشئت شبكة طرق فريدة تربط المملكة ببعضها وبالدول المجاورة ، وأغلبها تستخدمها قوافل الحجاج ، وكلفت هذه الطرق أكثـر من 137 مليـار مـن الريالات ([66]) غير عقود الصيانة والإصلاح .

ومنذ عقود من السنين كان هناك إحساس واضح بزيادة عدد الحجاج في المستقبل مما دعا إلى التخطيط والدراسة لفتح الطرق وتوسيعها ، وإزالة العوائق التي قد تواجه الحجاج في المدينتين ، لذا عملت المملكة من لدن عهد مؤسسها الملك عبد العزيز إلى عهد خادم الحرمين الشريفين على إزالة كل العوائق دون نظر إلى النفقات التي تصرف على تلك الأعمال والمشروعات .

فأنشئت الطرق الموصلة إلى مكة وفي داخلها ، وكان من أهمها في عهد خادم الحرمين الشريفين :

1 – طريق جدة مكة السريع الذي نفذ – بطول 61 كم – عام 1402هـ بنفقة إجمالية قدرها 500 مليون .

2 – جسر الميناء ، وهو أطول الجسور داخل المدن ، وقد نفذ – بطول 12.5 كم – عام 1405 هـ بنفقة قدرها (612) مليون ريال ، والغرض من هذا الجسر أن يربط بين ميناء جدة الإسلامي وطريق جدة مكة السريع .

3 – طريق مكة الدائري الأول ، وقد نُفذ عام 1402هـ وما بعده ، وقد أنشئت أربعة أنفـــاق مزدوجة ، وذلك من أجل إبعاد الازدحام عن المنطقة المكتظة حول المسجد الحرام ، وتسهيل حركة المرور داخل مكة المكرمة نظرًا لزيادة حركة المشاة بالمنطقة خلال المواسم .

4 – طريق مكة الدائري الثالث بطـــول (28)كم نفذ في عــــام 1404هـ بنفقــة قدرها (280) مليون ريال ، ويهدف إلى ربط طريق جدة – مكة السريع بطريق كُدي وبالأحياء المختلفة في مكة المكرمة .

5 – طريق أجياد السد بطول (1) كم بنفقة قدرها (8.5) مليون ريال لربط أنفاق السيارات القادمة من منى ومحبس الجن بالمسجد الحرام .

6 – نفق أجياد – كدي بطول (1.6) كم ، تم تنفيـــذه عام (1404هـ) بنفقـــــة قدرها (183) مليون ريال لربط طريق كدي بمنطقة أجياد والمسجد الحرام .



7 – ومن الأعمال المهمـــة عمل نفـــق الســــوق الصغير بحذاء المسجــــد الحرام بطـــول (1500)م ، والجزء المغطى منه (661)م في مسارين منفصلين للقادمين من غرب مكة وشرقها .

ومما تم في المشاعر من التطوير :

1 – مشروع تطوير منى بقطع الجبال وتسويتها لتوسعة الطرق ، فقد كان الطريق غرب الجمرات ضيقًا جداً ، فقطع جزء كبير من الجبل العالي ، وصار الطريق واسعًا كما قطع للغرض نفسه جزء من الجبل الواقع شرق الجمرات .

2 – زيادة الرقعة المهيأة لسكن الحجاج داخل منى بقطع سفوح الجبال وتسويتها ، وكانت المنطقة المهيأة للسكن حتى عام (1394هـ) مليونًا ونصف مليون متر مربع، وبلغت بعد التطوير والتوسعة (46.600.000) متر مربع ، منها أربعة ملايين متر مربع مستوية ، والباقي سفوح جبال .

3 – إنشاء شبكة من الطرق والجسور الكثيرة والأنفاق لتسهيل حركة السير داخل منى بلغت نفقاتها (3242) مليون ريال .

4 – إنشاء خزانات مياه ضخمة وشبكة للمياه والصرف الصحي ودورات المياه ومواضع للوضوء والغسل بلغت نفقاتها (744) مليون ريال . وقد بُني في منى خزان كبير في عام (1418هـ) لغرض إطفاء الحريق ، ووصل إلى الخيام بأنابيب يتدفق منها الماء تلقائيًا عند الحاجة .

5 – إنشاء مجزرة المعيصم النموذجية ، بطاقة تخزينيه مليون وخمسمائة ألف ذبيحة ، نُفِّذ الجزء الأول منها بنفقة (150) مليون ريال ، والهدف منها الاستفادة الكاملة من لحوم الهدي والأضاحي ، واستفادة فقراء الحرم منها ، وتوزيع الفائض على فقراء العالم الإسلامي .

كما تم أيضًا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد :

1 – توسعة مسجد الخيف بمنى بنفقة تزيد على ( 31.5) مليون ريال .

2 – توسعة مسجد نمرة بعرفات بنفقة قدرها (366) مليون ريال .

3 – تجديد عمارة مسجد التنعيم وتوسعته .

4 – ترميم مصنع كسوة الكعبة المشرفة ، وسيأتي الحديث عن مصنع الكسوة في الباب السابع([67]) إن شاء الله .

5 – تطوير جامعة أم القرى وتوسعتها في مبانيها وكلياتها وأقسامها .

6 – تطوير مركز أبحاث الحج([68]) الذي غُيِّر اسمه في شهر ذي الحجة 1418هـ إلى معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج.

7 – إنشاء مبرة خادم الحرمين الشريفين لسقيا الحجاج والمعتمرين([69]).



الفصل الثاني: عنايته بالمدينة المنورة وما شهدته من تقدم حضاري وعمراني:

شهدت المدينة النبوية تطورًا عمرانيًا وحضاريًا كبيرًا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ، ففي سنة (1405هـ) خصصت جلسة لمجلس الوزراء في المدينة لدراسة المشاريع التطويرية للمدينة النبوية .

ولقد بذل خادم الحرمين الشريفين جهودًا كبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين من أبرزها في المدينة المنورة ، ما يأتي :

1 – إنشاء مجمع لطباعة المصحف الشريف ، باسم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ، وَضع حجر مقره الأساس في 16/1/1403هـ ، وتفضل بافتتاحه في 6/2/1405هـ ، والغرض من إنشائه طباعة المصحف الشريف ، وترجمة معاني القرآن الكريم وطباعتها بلغات مختلفة ، وتسجيل القرآن الكريم ونشره ، وإجراء البحوث والدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم .

وطاقته الإنتاجية (30) مليون نسخة من المصحف الشريف سنويًا ، وتشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ([70]) .

2 – إنشاء مركز خدمة السنة والسيرة النبوية ، حيث إن السنة النبوية هي الأصل الثاني لديننا الحنيف بعد كتاب الله ، وهي المفسرة له ، فكان الاهتمام بها من أهم أمور الدين ، وشعورًا بأهميتها وحاجة الأمة إلى نشرها أمر بإنشاء مركز خدمة السنة والسيرة النبوية في الجامعة الإسلامية التي تشرف عليه من الناحية العلمية والإدارية ، والأعمال الباقية من الطباعة والتوزيع تتم في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ، وكان إنشاؤه في 20/4/1406هـ .

ومن أهم أغراضه إصدار الموسوعات العلمية للحديث الشريف ، وموسوعة رواة الحديث ، وموسوعة متون الحديث ، وموسوعة السيرة النبوية ، وتحقيق كتب السنة ونشرها ، وإعداد الدراسات والأبحاث لخدمة السنة والسيرة ، وقد صدرت عنه مطبوعات عدة ذات قيمة علمية عالية .

3 – وضع حجر الأساس لأكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف في التاريخ الإسلامي في 5 صفر سنة (1405هـ) .

4 – وضع حجر الأساس لأكبر توسعة لمسجد قباء في يوم الخميس 8 صفر (1405هـ).

5 – توسيع الجامعــــة الإسلامية والنهوض بها ، وأزاح الستار عن مشروع توسعتها في 8 صفر سنة (1405هـ) .

6 – أمر بتنفيذ مشروع الطريق الدائري الثاني ، وأزاح الستار عن اللوحة التذكارية لحجر الأساس في يوم الخميس 8 صفر سنة (1405هـ) بتكلفة مائة وتسعين مليون ريال ، وطوله 27 كيلو مترًا .

7 – أمر بفرش المسجد النبوي الشريف بسجاد فاخر في سنة 1405هـ .

8 – أمر بتشكيل لجنة لوضع الحلول المناسبة لمشكلات المواصلات داخل المدينة وللإشراف علي مشاريع تحسين المدينة المنورة وتجميلها ، ودراسة إمكان عمل ميادين لتسهيل حركة المرور ، وتحسين شارع المطار ، ودراسة إمكان فتح شوارع بالأماكن المزدحمة في المدينة .

9 – أمر بإنشاء مجمع قضائي يضم المحاكم الشــرعية كلها وكتابــة العدل وبيت المال .

10– أمر بإعداد مخطــط مقترح للمناطق المحيطة بالمسجد النبوي الشريف بعد التوسعة الكبرى ([71]) .

وتمت هذه المشاريع وتلتها مشاريع أخرى كنفق المناخة والجسور وغيرها مما يصور الاهتمام البالغ من خادم الحرمين الشريفين بالمدينة المنورة .



الباب الرابع

توسعة خادم الحرمين الشريفين

الملك فهــــد بن عبدالعزيز آل سعــود

للمسجد الحرام والمسجد النبوي




الفصل الأول : توسعة المسجد الحرام :

في عام 1403هـ أمر بنزع ملكيات عقارات السوق الصغير الواقعة غرب المسجد الحرام تهيئة للتوسعة الكبرى للمسجد الحرام التي أمر بها بعد تعويض أصحابها بمبالغ مُرضية ، وتهيئة مساحة (31) ألف متر مربع ساحات للصلاة ، وكان سطح التوسعة السعودية الأولى غير مهيأ للصلاة لما فيه من مجمعات كهربائية ونحوها، فأمـــر بتبليطه بالرخـــام البارد المقاوم للحرارة في عــــام (1406هـ) ، وكانت مساحتــــه (61.000) مترًا مربعًا ، ويتسع لتسعين ألف مصل ، وأمر بإنشاء خمسة سلالم كهربائية محيطة بالمسجد الحرام لتسهيل الصعود والنزول إلى السطح والطابق الأول . كما بنيت خمسة جسور علوية للدخول إلى الطابق الأول ، والخروج منه من جهة شمال المسجد الحرام .


ثم وضع حجر الأساس للتوسعة في (2) صفر عام (1409هـ) ، وكان يتابع جميع الأعمال بتفاصيلها .

ويتألف مبنى توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد الحرام من طابق الأقبية (البدروم) السفلي ، والطابق الأرضي والطابق الأول ، وقد صمم وبُني على أساس تكييف شامل كامل ، وقد عمل له محطة للتبريد في أجياد ، وروعي في الأقبية تركيب جميع الأمور الضرورية من تمديدات وقنوات ، وعمل فتحات في قواعد الأعمدة المستديرة لامتصاص الهواء الساخن ، وفتحات في أعلى الأعمدة المربعة حيث يُضخ الهواء والماء البارد فيها من المحطة المركزية للتكييف في أجياد،ومبنى التوسعة منسجم تمامًا في شكله العام مع مبنى التوسعة الأولى ، وقد كسيت الأعمدة بالرخام الأبيض الناصع ، كما كسيت أرضها بالرخـــام الأبيض، وأمــا الجدران فكسيت من الخارج بالرخام الأسود المموج والحجر الصناعي ، وكذلك من الداخل مع تزيينها بزخارف إسلامية جميلة ، ويبلغ عدد الأعمدة للطابق الواحد (530) عمودًا دائريًا ومربعًا .

وجعل في هذه التوسعة أربعة عشر بابًا ، ثم أحدثت أبواب أخرى ، فبذلك صارت أبواب المسجد الحرام (112) بابًا ، بعضها يشتمل على ثلاث فتحات أو أربع ، وصنعت الأبواب من أجود أنواع الخشب ، وكسيت بمعدن مصقول ضُبط بحليات نحاسية والنوافذ والشبابيك من الألمونيوم الأصفر المخروط ومعدن مصقول بحليات نحاسية .

وقد أضيف لهذه التوسعة مبنيان للسلالم الكهربائية ، في شماله وجنوبه ، وسلمان داخليان ، وبذلك يصبح مجموع السلالم الكهربائية في المسجد الحرام تسعة سلالم، هذا عدا السلالم الثابتة الموزعة في أنحاء مبنى المسجد الحرام .

كما أحدثت ساحات كبيرة محيطة بالمسجد الحرام ، وهيئت للصلاة ، ولا سيما في أوقات الزحام ، بتبليطها برخام بارد ومقاوم للحرارة ، وإنارتها وفرشها ، وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه الساحات (88.000) مترًا مربعًا .

ومما تم في المسجد الحرام توسعة منطقة الصفا في الطابق الأول تسهيلاً للساعين ، وذلك بتضييق دائرة فتحة الصفا الواقعة تحت قبة الصفا .

وتم أيضًا هدم بعض المباني حول منطقة المروة وإزالتها ، وحصل تغيير كبير بالطابق الأرضي والأول فيها لغرض القضاء على الزحام في هذا الموقع ، حتى صارت مساحة المنطقة (375) مترًا مربعًا ، بدلاً من المساحة السابقة وهي (245) مترًا مربعًا .

وحصلت أيضًا توسعة الممر الداخل من جهة المروة إلى المسعى في الطابق الأول ، وأحدثت أبواب جديدة في الطابق الأرضي والأول للدخول والخروج من جهة المروة .

كما تم إنشاء جسر الراقوبة الذي يربط سطح المسجد الحرام بمنطقة الراقوبة من جهة المروة ، لتسهيل الدخول والخروج إلى سطح المسجد الحرام .

ويبلغ طول الجسر (72) مترًا و(50) سنتيمترًا ، ويترواح عرضه من عشرة أمتار ونصف إلى أحد عشر مترًا ونصف متر ، نُفِّذ وفق أحدث التصاميم الإنشائية ، بما يتناسق مع الشكل الخارجي للمسجد الحرام .

وتم أيضًا توسعة الممر الملاصق للمسعى الذي يُستعمل للطواف بالطابق الأول في أوقات الزحام من منطقة الصفا إلى ما يقابل منتصف المسعى حيث وسع فأصبح عرضه تسعة أمتار وعشرين سنتيمترًا ، ويبلغ طوله سبعين مترًا .

وتم في (22) شوال سنة (1418هـ) تجديد غطاء مقام إبراهيم – عليه الصلاة السلام – من النحاس المغطى بشرائح الذهب والكريستال والزجاج المزخرف ، ووضع غطاء من الزجاج البلوري القوي الجميل المقاوم للحرارة والكسر على مقام إبراهيم عليه الســـلام ، وشكله مثل القبــة نصـــف الكرة ، ووزنه (1.750) كجم ، وارتفاعه (1.30) م ، وقطره من الأسفل (40) سم ، وسمكه (20) سم من كل الجهات، وقطره من الخارج من أسفله (80) سم ، ومحيط دائرته من أسفله (2.51) م([72]) .



الفصل الثاني : مساحة المسجد الحرام بعد توسعة خادم الحرمين الشريفين :

كان مجموع مساحة المسجد الحرام بعد التوسعة السعودية الأولى (160168) ، وأضافت توسعة خادم الحرمين الشريفين (57000)م2، ومساحـــة الأسطح المستعملة للصــــلاة (61000)م2، ومساحــــة الساحــــات المهيأة للصــــلاة حـــول المسجد الحرام (88000)م2 كلها مضافة في توسعة خادم الحرمين الشريفين .

فأصبح مجموع المساحات بعد توسعة خادم الحرمين الشريفين ثلاثمائة وستة وستين ألفاً ومائة وثمانية وستين متراً مربعاً (366168) م2.

طاقة استيعاب المصلين في المسجد الحرام في الظروف العادية قبل التوسعة السعودية الأولى سبعة وأربعون ألف (47000) مصل .

بعد التوسعة السعودية الأولى ثلاثمائة وثلاثة عشر ألف (313000) مصل بعد توسعة خادم الحرمين الشريفين أربعمائة وستون ألف (460000) مصل .

مجموع عدد المصلين في داخل المسجد الحرام والسطوح والساحات ثمانمائة وعشرون ألف (820000) مصل ، ويمكن في ذروة الزحام استيعاب أكثر من مليون مصل .



الفصل الثاني : توسعة المسجد النبوي الشريف :

أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود بتوسعة المسجد النبوي الشريف ، فبُدئ بعمارته وتوسعته قبل المسجد الحرام ، ووضع خادم الحرمين الشريفين حجر أساس التوسعة في يوم الجمعة (5) من شهر صفر عام 1405هـ ، وبديء العمل بهدم المباني القائمة في موقع التوسعة ، ثم تمت تسوية الأرض وأعمال الحفريات وتأسيس الأساسات ورفع الأعمدة والجدران على أحــدث الطرق وأرقى أنواع المواد وأفضلها .

ويتألف المبنى من طابق الأقبية والطابق الأرضي والطابق الأول مشتملاً على تكييف كامل للتوسعة ، حيث رُوعي في الأقبية تركيب جميع التمديدات والحوامل التي تحملها ومجاري الهواء ، وعملت أربع فتحات حول كل عمود لمرور الهواء البارد عن طريق محطة التكييف الواقعة غرب المسـجد النبوي ([73]) .

وقد عُمل في سقف المسجد النبوي في هذه التوسعة سبع وعشرون فتحة ، وركبت فيها قباب متحركة كهربائيًا ، تغلق وتفتح عند الحاجة بكل يسر وسهولة .

واشتملت التوسعة على واحد وأربعين بابًا ، ركبت فيها أبواب ضخمة يبلغ ارتفاع الباب الواحد منها ستة أمتار في عرض ثلاثة أمتار ، وتشتمل بعض الأبواب على فتحات عدة، وأنشئت فيها ست مآذن جديدة ، ارتفاع كل واحدة منها (104) أمتار إلى نهاية الهلال .

وبُني (6) سلالم كهربائية متحركة أربعة منها في كل ركن من التوسعة وواحد في منتصف الجانب الشرقي وواحد في منتصف الجانب الغربي ، بجانب (18) سلمًا ثابتًا من الخرسانة المكسو بالمرمر الأبيض الناصع .

وأنشئت ساحات خارجية للاستفادة منها أثناء شدة الزحام .

وبُني حول المسجد مواقف للسيارات تحت الأرض بطابقين ، تحتوي على ستة مداخل ومخارج للسيارات تسع هذه المواقف (4.200) سيارة ، ومن الممكن أن تستوعب في أوقات الزحام (4.500) سيارة ، وتتصل المواقف بساحات المسجد بوساطة مداخل خاصة للناس ، وفيها (82) سلمًا كهربائيًا متحركًا .

وتشتمل المواقف على مبان للخدمات تتوافر فيها وحدات للوضوء ودورات للمياه وصنابير لشرب الماء البارد ومبان أخرى لمراكز الأمن وعيادات طبية وغيرها.

ومدت الأنابيب لضخ المياه المبردة لغرض التكييف إلى المسجد النبوي داخل نفق يمتد من محطة التبريد إلى داخل القبو ، طوله سبعة كيلو مترات ، وعرضه (6.2) م ، وارتفاعه الداخلي (4.1) م .

واستمر العمل في هذه التوسعة الكبرى قرابة عشر سنوات ، وانتهى بوضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز اللبنة الأخيرة في الحادي عشر من ذي القعدة عام(1414هـ) .



الفصل الثالث : المساحة والطاقة الاستيعابية للمسجد النبوي الشريف :

مساحة المسجد النبوي الشريف بعد التوسعة السعودية الأولى (16327)م2، ومساحة المسجد بعد التوسعة الكبرى (82000) م2 .

مجموع المساحة الإجمالية (985000)م2 ، وتستوعب (16000) مصل .

مساحــة السطح (67000)م2 ، وتستوعب (90000) مصل ، وبذلك أصبح المسجد النبوي بعد التوسعتين يستوعب أكثر من (257000) مصل ، بمساحة إجمالية تبلغ (165500)م2.

مساحة الساحات (135000) م2، تستوعب (250000) مصل .

وفي حالة استعمال كامل المساحة للصلاة فإنها تستوعب (450000) مصل ، مما يجعل الطاقة الاستيعابية للمسجد والساحات المحيطة به تزيد عن (700000) مصل في الأيام العادية . وفي أوقات الزحام يستوعب المسجد والساحات أكثر من (1.000.000) مصل .



الباب الخامس

بناء الكعبة المشرفة وترميمها



الفصل الأول : بناؤها وترميمها قبل العهد السعودي :

الكعبة أول بيت وضع في الأرض لعبادة الله وحده لا شريك له ، كما قال الله تعالى : {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} ([74]).

وكان وادي الكعبة لا ماء فيه ولا زرع ، فأمر الله إبراهيم – عليه السلام – أن يسكن فيه ذريته فأسكنها ودعــــا الله عز وجـــل : {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ} ([75]). فاستجاب الله دعاءه وفجر لذريته عين زمزم ، وهيأ لهم أسباب المعيشة فأهل الوادي بالناس .

وأرشـــد الله إبراهيم إلى مكان الكعبة المشرفة ، وأمره ببنائها فبناها ودعا مرة أخرى : {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ}([76]) . ودعا أيضًا{ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ}([77]).

فسكنت فيه أقوام مختلفة ، وتعاقبت على ولاية الكعبة العمالقة وجرهم وخزاعة وقريش وغيرهم .

وكانت الكعبة موضع تعظيم الناس وإجلالهم ، والــولاة على مكة يعمرونها ويرممونها عند الحاجة ، ويكسونها ويحتسبونه فخرًا وتشريفًا لهم ، حتى جاء الإسلام فزاد في تعظيمهـــا وتشريفهـــا، وحث على تعظيمهـــا وتطهيرها ، وكساهــا النبي e ، والصحابة بعده .

وكانت قريش قد بنت الكعبة قبل بعثة النبي e ، وتركت جزءًا من البيت تابعًا للحجر ؛ لأن النفقة قد قصرت بهم .

وكان النبي – e – يحب أن يعيد بناءها على قواعد إبراهيم عليه السلام ، وأن يدخل الجـــزء الذي تركوه من الكعبــة ، وأن يجعل لها بابين لاصقــين بالأرض كما في حديث عائشة([78]).



بناء عبد الله بن الزبير رضي الله عنه سنة 46هـ :

لما تولى حكم الحجاز عبد الله بن الزبير – رضي الله عنه – بنى الكعبة المشرفة على ما أحب النبي – e – مشتملة على ما تركته قريش ، وجعل لها بابين ([79]).



بناء عبد الملك بن مروان سنة 74هـ :

لما حاصر الحجـــاج مكة في عهــــد عبد الملك بن مروان ، وقتل عبد الله بن الزبير – رضي الله عنه – كتب إلى عبد الملك بن مروان يخبره أن ابن الزبير قد بنى البيت على أساس نظر إليه العدول من أهل مكة ، يعني به قواعد إبراهيم عليه السلام ، فأمره بأن يرد الكعبة على البناء الأول الذي بنته قريش ، فنقض البناء من جهة الحجر ، وسد الباب الذي فتحه ابن الزبير ، وأعاده إلى بناء قريش ، واتفق المؤرخون على أن الكعبة المشرفة بقيت على بناء عبدالملك بن مروان لم تحتج إلى بناء جديد ، ولم يصبها وهن ولا خراب في الجدران ، وكل ما احتاجت إنما هو ترميمات وإصلاحات حتى عام 1040هـ ([80]) .

Cant See Images

Cant See Images


رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:08 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir