«الصناتون».. مهنة تحير علماء الجيولوجيا

[أفاق : الاداره]

يستخدمون سيخين من الحديد لاكتشاف المياه الجوفية
«الصناتون».. مهنة تحير علماء الجيولوجيا

Cant See Images
صنات أثناء عملية البحث عن المياه الجوفية. «واس»
''الاقتصادية'' من الرياض
منذ القدم اجتهد الإنسان في البحث عن الماء وحفر الآبار من أجل ذلك، ولكن قبل حفر البئر أو اختيار مكانه، هناك أدلة على وجود الماء في هذا المكان بالتحديد أو لا. ولهذه الأدلة أناس مجتهدون وممارسون لمهنة البحث عن الماء يسميهم العامة ''الصناتون'' وهم من ينصتون أو يتصنتون على صوت جريان الماء في باطن الأرض، ولهذه المهنة ممارسون لها أثبتت التجارب نجاحهم ولها عشاق يتابعون أخبارها وأيضاً لها ''تعساء'' تكبدت جيوبهم أموالاً ضاعت بسبب تكلفة الحفر التي بنيت على اجتهاد خاطئ أو توهم وجود أدلة توحي بوجود الماء في هذا المكان وتكون الأدلة على الوجود في غير مكانها.

قال عبيد المحمدي أحد ''الصناتون'' حسبما نشرت وكالة الأنباء السعودية ''واس'' بخبرته الطويلة في هذا المجال ويقول لا أحد يعلم الغيب إلا الله - سبحانه وتعالى - وما أفعله اجتهاد قابل للصواب أو الخطأ ولا أجزم لأحدهم بوجود الماء من عدمه في هذا المكان، وإنما أقول له إن هناك إشارات على وجود الماء وأبرئ ذمتي من الجزم بذلك أو النفي وللمستفيد حرية الاختيار بين الأخذ باجتهادي أو تجاهله.

ويضيف المحمدي أنه بدأ بمجال ''الصناتة'' منذ عام 1410 واستطاع حتى الآن الاسترشاد إلى وجود المياه لعدد 2556 بئراً تم حفرها والعثور على المياه فيها، مؤكداً أنه لم يتقاضَ عليها ريالاً واحداً رافضاً أن يمتهن هذا الأمر بغية الحصول على المال، موضحاً أنه لا يطلب ممن ''يصنت'' لهم إلا الدعاء وأن ما وجدوه رزق من الله لهم، موضحا أن الصناتون يستخدمون أسياخا من الحديد للاسترشاد إلى أماكن وجود الماء في باطن الأرض.


من جهته يوضح ''الصنات'' أحمد الحربي أنه أمضى أكثر من ثمان سنوات في هذا المجال وأسهم - بفضل الله - في الاسترشاد إلى عدد من أماكن حفر الآبار للمزارعين، مؤكداً أن ما نسبته 90 في المائة من اجتهاده أسفر - بفضل الله وعونه - عن وجود ماء، أما عن النسبة الباقية فيرجعها إلى وجود ''هُوَاتْ'' بباطن الأرض قد يسبب الحفر في بعض الأحيان إلى تسرب الماء منها إلى أعماق بعيدة ما يصعب عملية مواصلة الحفر، لأن الماء انتقل أو سقط إلى عمق أكثر بسبب هذه الهوات العميقة في جوف الأرض.

وعن الأدوات التي يستخدمها في عملية ''الصناتة'' يقول الحربي إنه يستخدم ''سيخين من الحديد'' يحملها في يديه ويتحرك بهما على سطح الأرض المراد البحث عن الماء في جوفها، وإذا تحركت كان ذلك دلالة على وجود الماء في هذا المكان، موضحاً أن قوة الحركة لهذين السيخين له دلالة على كمية المياه، فإذا كانت الحركة قوية كان الماء أكثر ووفيراً وإذا كانت عادية أو مائلة للبطء تكون كمية المياه عادية أو قليلة.


ويضيف الحربي أن هناك دلائل على ما إذا كانت المياه المراد الحفر عنها حلوة أو مالحة، مبيناً أن طبيعة سطح الأرض ونوعها تعطي الدليل على ذلك، فإذا كانت الأرض وتربتها زيتية (دهنية) كان ذلك إشارة على ملوحة المياه في جوف الأرض دون سواها. موضحاً أن منطقة المدينة المنورة تقع داخل الدرع العربي أي أنه لا وجود لمياه جارية في باطن الأرض، وإنما هي خزانات جوفية لمياه الأمطار المتجمعة فيها، وإذا وجدت مياه جارية فهي قنوات مائية تتحرك من خزان جوفي لآخر.

ويقول المهندس الجيولوجي ممدوح الردادي مدير إدارة تنمية موارد المياه في إدارة المياه في المدينة المنورة إنه لا توجد علاقة واضحة بين جسم الإنسان والأسياخ الحديدية، مبيناً أن البعض يربط بين كهرباء الإنسان والأجسام المحيطة حوله في وجود شحنات بينهم، ولكن لا علم له بوجود علاقة أو تفاعل بين جسم الإنسان والأسياخ الحديدية وباطن الأرض. وأضاف أنه لا يوجد أي تفسير علمي لهذه الظاهرة ولا يمكن الجزم بصحة ما يفعله هؤلاء أو العكس حتى الأدوات المستخدمة من أسياخ حديدية أو نحاسية أو أعواد الأشجار وعلاقتها بالكشف عن المياه الجوفية الموجودة على أعماق تزيد على 100 متر.

يقول الردادي حاولت أن أفهم تفسيراً لهذه الظاهرة فمعظم هؤلاء الصناتين إما محظوظين أو أن لديهم معرفة اكتسبوها بالخبرة المتراكمة لمعرفة مواقع المياه فأكثر من 95 في المائة من (الصناتين) تجدهم أصحاب مزارع وعانوا من حفر الآبار الجافة ومع السنين اكتسبوا الخبرة من الآبار التي حفرت وبناء على نتائجها يبنون عليها في تحديد حفر الآبار الجديدة وهكذا، فأصبح لديهم وفق ما أتصوره سجل شخصي لهذه الآبار ومواقعها، موضحاً أن هؤلاء الصناتين موجودون على مستوى العالم وأصبحت مهنة يمتهنها الكثيرون.
Cant See Links