الموت لنا حياة .... َوقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ للهِ رَ
الموت لنا حياة .... َوقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ
مقال بعنوان : ( الموت لنا حياة )
للأستاذ الفاضل / ALKATHERE
10-01-2009
( َوقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
إن أمة الإسلام اليوم لتداوي جراحتها بترياق الدم من غزة العزة ، إننا أمة عظيمة لا تزيدها مصارع الشهداء إلا حياة وعزة ومجدا .
حين تمر الأيام مثقلة بكل أسى ومثخنة بكل جرح ومحملة بكل محنة وماطرة بدموع الثكالى وصاخبة بصرخات المستضعفين في فلسطين الأبية
يجدر بنا أن نعود لكتاب الله ونتمسك به أكثر ونستلهم الدروس والعبر .
يقول العزيز الحميد (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ( 42 ) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ( 43 ) )
ويقول الحق جلّ في علاه مؤكدا ( فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ) ( 47 ) .
بعد أن تسكن أنفسنا من هول الصدمة وعظيم الفتنة ينبغي أن نبدأ رسم ملامح الطريق للنصر ونعد العدة للانتصار .
أول خطواتنا تبدأ من تحديد المشكلة : ماهي المشكلة الحقيقية التي يعانيها المسلمون في فلسطين ؟
البعض غرق في التفاصيل من رأسه حتى أخمص قدميه فلم يعد يعرف من أين الخلل فالبعض يحمل حماس المسؤولية والبعض يحمل الافتراق بين حماس وفتح المسؤولية والأخير يتحدث خيانات دول الجوار وتتوالى التخبطات وتكثر التحليلات .
أساس المشكلة ( احتلال صهيوني ) لبلد إسلامي دون وجه حق . مخالفا لكل التشريعات الدولية والمواثيق الأممية . فالحل لمشكلة فلسطين إزالة الاحتلال بكل أشكاله ،
وأي تسوية للوضع دون التطرق لإزالة الاحتلال هي مصادمة للحق وإخلال للعدالة لذلك جهادنا في قضية فلسطين هو إحقاق للحق ونصرة للعدل وقمع للظلم والاستبداد .
ثانيا : كيف نحسب الأرباح ونحدد الخسائر ؟
الجميع قلق جدا على الأرواح التي تزهقها آلة الحرب للعدو الصهيوني و كذلك عدد الجرحى في أتون هذه الحرب الطاحنة على غزة . أو الدمار في البنية التحتية والفوقية لغزة أو لفسلطين بالعموم .
وهنا نبشر أنفسنا أن هذه كلها مكاسب متى احتسبنا في ذات الله فكل شهيد يسقط في أرض المعركة محتسبا صابرا موحدا هو في ركاب شهداء بدر الكبرى نحسبهم كذلك وكل قطرة دم تسيل في نصرة الدين والدفاع عنه لا تعدو شيئا إذا قارنها بدماء المصطفى صلى الله عليه وسلم في مكة من أذى المشركين أو في أحد في صد جيوش الكفر . فنسأل الله لهم الصبر والأجر والشفاء والعافية .
وهنا أنقل لكم قبسا من التأريخ ليكون تسلية لنا في مصابنا :
حين بدأت بالهجمة التترية الأولى على دولة خوارزم شاه؛ جاء جنكيزخان بجيشه الكبير لغزو خوارزم شاه، وخرج له (محمد بن خوارزم شاه) بجيشه أيضًا، والتقى الفريقان في موقعة شنيعة استمرت أربعة أيام متصلة، وذلك شرق نهر سيحون (وهو يعرف الآن بنهر سرداريا، ويقع في دولة كازاخستان المسلمة)، وقُتِل من الفريقين خلق كثير، لقد استُشهد من المسلمين في هذه الموقعة عشرون ألفًا، ومات من التتار أضعاف ذلك، ثم تحاجز الفريقان، وانسحب (محمد بن خوارزم شاه) بجيشه؛ لأنه وجد أن أعداد التتار هائلة، وذهب ليحصِّن مدنه الكبرى في مملكته الواسعة، وخاصةً العاصمة أورجندة. كان هذا اللقاء الدامي في عام 616هـ/ 1219م.
قتل التتار في مرو سبعمائة ألف مسلم ومسلمة، هم كل سكان المدينة من الرجال والنساء والأطفال، وسلبوا كل الأموال حتى إنهم نبشوا قبر السلطان (سنجر) بحثًا عن أموال أو حُلِيٍّ تكون مدفونة معه . الكامل لابن الأثير الجزء العاشر صفحة ( 419 – 420 )
وفي بخارى حاصر جنكيز خان القلعة عشرة أيام، ثم فتحها قسرًا، ولما دخل إليها قاتل من فيها حتى قتلهم جميعًا!! ولم يبق بمدينة بخارى مجاهدون . الكامل في التأريخ لابن الأثير .
يقول ابن كثير: "فقتلوا من أهلها خلقًا لا يعلمهم إلا الله ، وأسروا الذرية والنساء، وفعلوا معهنَّ الفواحش بحضرة أهليهن. وهكذا هلكت بُخارَى في سنة 616هـ/ 1219م!! . البداية والنهابة لابن كثير .
و يكفي أن ننقل ما سطره غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب" حيث يقول عن محاكم التفتيش: «يستحيل علينا أن نقرأ دون أن ترتعد فرائضنا من قصص التعذيب و الاضطهاد التي قام بها المسيحيون المنتصرين على المسلمين المنهزمين ، فلقد عمدوهم عنوة، و سلموهم لدواوين التفتيش التي أحرقت منهم ما استطاعت من الجموع. و اقترح القس "بليدا" قطع رؤوس كل العرب دون أي استثناء ممن لم يعتنقوا المسيحية بعد، بما في ذلك النساء و الأطفال، و هكذا تم قتل أو طرد ثلاثة ملايين عربي». و كان الراهب بيلدا قد قتل في قافلة واحدة للمهاجرين قرابة مئة ألف في كمائن نصبها مع أتباعه. و كان بيلدا قد طالب بقتل جميع العرب في أسبانيا بما فيهم المتنصرين، و حجته أن من المستحيل التفريق بين الصادقين و الكاذبين فرأى أن يقتلوا جميعاً بحد السيف، ثم يحكم الرب بينهم في الحياة الأخرى، فيدخل النار من لم يكن صادقاً منهم. يقول د. لوبون: «الراهب بليدي أبدى ارتياحه لقتل مئة ألف مهاجر من قافلة واحدة مؤلفة من 140 ألف مهاجر مسلم، حينما كانت متجهة إلى إفريقية».
هل انتهى الإسلام في تلك البلاد لا ورب العزة والجلال وهذا دليل على عظمة الأمة الإسلامية . وعظمة ما تحمله من دين خالد .أما الخسائر المادية فقد مرت بأمتنا نكبات غيرت معالم الجغرافيا والتأريخ لكن عاد المسلمون ليبنوا حضارتهم المادية من جديد فالإنسان المسلم هو سر هذه الحضارة في حين يكون غيره حضارتهم في حجارتهم .
يتبع ...