بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقد قال الله عز وجل (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَِ)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو آية )
أسئلة في الدعوة لدين الله
1 - هل الدعوة لدين الله تقتصر على العلماء ؟ وهل هناك أي دور للمسلم العادي
...الطبيب والمهندس والكيميائي والحرفي والعامل والمزارع .... في الدعوة لدين الله
؟
2 - ما هي طبيعة الخطاب الذي كان يخاطب به رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين
في مكة وجزيرة العرب والعالم كله ؟ ...بمعنى آخر ...بماذا كان يبدأ رسول الله صلى
الله عليه وسلم عندما كان يدعو المشركين للإسلام ؟
هل بدأ ببيان كفر الكفار وأنهم على باطل وقام بنقض عقائدهم من البداية ؟
أم بدأ صلى الله عليه وسلم ببيان تعاليم الإسلام ويسره وسماحته وأنه سيخلصهم من
واقعهم السيء ؟
أم بدأ بتعزيز الفضائل عند المشركين ومهاجمة الباطل منها ؟
هل بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمواضيع العقيدة بمخاطبته لغير المسلمين ؟ ...
وهل كان الحوار العقدي بسيطاً أم هو صعب لا يفهمه الكثير منهم ؟
3 - كما تعلمون ياشيخنا فإن طريقتنا في الدعوة لدين الله تقوم على إرسال الرسائل
الإلكترونية على المجموعات البريدية وغيرها ... ولكن هناك الكثير من غير المسلمين
لديهم صورة سيئة عن الإسلام مما رسمه الإعلام وغيره في عقولهم لذا نراهم يبادرون
لرفض رسائلنا ويطلبون منا إيقاف تلك الرسائل .... فهل للمسلم أن يتوقف عن الدعوة
لدين الله إذا طلب منه غير المسلم ذلك ؟؟!
4 - يطلب منا بعض غير المسلمين نسخاً من المصحف مترجمة للغاتهم ... وإن غالب
الترجمات تحتوي على النص العربي وبجواره النص المترجم ...فهل يجوز إرسال تلك
المصاحف لهم وهم غير مسلمين ؟
نرجو منكم زيارة الرابط التالي للنظر في هذه الأسئلة ومتابعة ردود فضيلة الشيخ
عليها
Cant See Links
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
أخي المبارك أبو أسامة يحفظه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأشكر لكم جهودكم الطيبة والمباركة للدعوة إلى دين الله في هذا المنتدى الطيب المبارك، وأسأل الله ينفع بكم وبما تقدمون وأن يبارك في أعمالكم وأعماركم، وأشكر للاخوة معكم في المنتدى جهودهم وأسأل الله ألا يحرمهم الأجر، وأ يتقبل من الجميع أعمالهم إنه سميع مجيب.
وفي شأن الأسئلة التي تفضلتم بها، تجدون أدناه السؤال وجوابه، رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.
1 - هل الدعوة لدين الله تقتصر على العلماء ؟ وهل هناك أي دور للمسلم العادي ...الطبيب والمهندس والكيميائي والحرفي والعامل والمزارع .... في الدعوة لدين الله ؟
الجواب: الدعوة إلى الله لا تقتصر على العلماء ولو قلنا بذلك لحجرنا واسعاً، فالدعوة إلى الله مهمة كل مسلم ما دام قد تحقق فيه شروط الداعية من العلم بما سيدعو إليه، وتحليه بالحكمة والموعظة الحسنى، والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول: ( بلغوا عني ولو آية) فعلى المسلم أن يدعو ويبلغ بما يستطيع، ومن أفضل وأعظم الأمور التي يستطيع بها المسلم الدعوة هو أن يتحلى بالأخلاق الإسلامية، ويكون داعية بخلقه والتزامه وصدقه كل في مجال عمله، وهذا برنامج الدعوة بالقدوة، وإظهار لمحاسن الإسلام، ودعوة غير مباشرة لهذا الدين.
2 - ما هي طبيعة الخطاب الذي كان يخاطب به رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين في مكة وجزيرة العرب والعالم كله ؟ ...بمعنى آخر ...بماذا كان يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يدعو المشركين للإسلام ؟
هل بدأ ببيان كفر الكفار وأنهم على باطل وقام بنقض عقائدهم من البداية ؟
أم بدأ صلى الله عليه وسلم ببيان تعاليم الإسلام ويسره وسماحته وأنه سيخلصهم من واقعهم السيء ؟
أم بدأ بتعزيز الفضائل عند المشركين ومهاجمة الباطل منها ؟
هل بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمواضيع العقيدة بمخاطبته لغير المسلمين ؟ وهل كان الحوار العقدي بسيطاً أم هو صعب لا يفهمه الكثير منهم ؟
الجواب: كان المصطفى صلى الله عليه وسلم مع الكفار عموماً ومع مشركي جزيرة العرب خصوصاً ومع عشيرته على وجه اخص يبدأ بالحديث عن أهمية العقيدة وتقريرها، وضرورة التوحيد، ( قولوا لا إله إلا الله تفلحوا) ولا حظ هذه العبارة إذ لم يقل إن لم تقولوا لا إله الله تعذبوا وهكذا، وكان يبدأ بالأهم فالمهم ثم الذي يليه، وهكذا كان يرسل رسله وانظر إلى وصيته إلى معاذ رضي الله عنه حينما أرسله إلى اليمن قال صلى الله عليه وسلم: ( إنك تأتي قوماً أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة ألا إله إلا الله وان محمداً رسول الله).
ولم يكن من هديه التعريض أو التشهير أو التعيير بباطلهم مع قناعته بذلك وأنهم على باطل، وكان صلى الله عليه وسلم في مكة والأصنام حول الكعبة والشرك حوله جهاراً نهاراً ولم يفعل ما يهيج بل صبر ودعا إلى ربه بحكمة وروية، حتى أظهر الله الحق الذي هو عليه، بل على العكس كان يشير إلى ما لديهم من خير وفضل (روى الحميدي عن سفيان عن عبد الله عن محمد وعبد الرحمن ابني أبي بكر قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت به في الإسلام لأجبت . تحالفوا أن ترد الفضول على أهلها، وألا يعز ظالم مظلوما ) وأثنى على خلق حاتم الطائي في قصة سفانة، والمقصود أن الشرع جاء بتعزيز وإقرار القيم الموجودة لدى العرب الأوائل، ومن ذلك على سبيل المثال الكرم، وصحح ما كان لديهم في قيمهم من شوائب وأخطاء.
ورسائله إلى الملوك (أسلم تسلم) وابتداؤها بالسلام، كل ذلك يدلنا على ما كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم في دعوته ومنهجه في ذلك.
وظاهر من منهجه عليه الصلاة والسلام التبسط والتلطف في العبارة دون تعقيد ودون تكلف وهو ما ينبغي أن يسير عليه الدعاة إلى الله جل وعلا.
ومن المهم التعرف على حال المدعو والتعرف على أفضل الطرق للبدء معه، وذلك لاختلاف استعداد الناس وأحوالهم. وقد كان ذلك من هديه صلى الله عليه وسلم.
ثم التدرج في أمور الدين كما جاء حكم الخمر في القرآن حيث ورد حكمها متدرجاً في أربع مراحل. وهكذا أمور الدين مع غير المسلمين شيئاً فشيئاً.
3 - كما تعلمون ......فإن طريقتنا في الدعوة لدين الله تقوم على إرسال الرسائل الإلكترونية على المجموعات البريدية وغيرها ... ولكن هناك الكثير من غير المسلمين لديهم صورة سيئة عن الإسلام مما رسمه الإعلام وغيره في عقولهم لذا نراهم يبادرون لرفض رسائلنا ويطلبون منا إيقاف تلك الرسائل .... فهل للمسلم أن يتوقف عن الدعوة لدين الله إذا طلب منه غير المسلم ذلك ؟؟!
الجواب: ليس للمسلم أن يتوقف عن الدعوة بمجرد أن يرى رفضاً ومعارضة لما لديه، ولو كان ذلك صحيحاً لما استمر محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في دعوته، مع أنه وجد معارضة ورفضاً وتهديداً وإيذاء ولم يمنعه ذلك من المواصلة والسير في سبيل الله والدعوة إليه.
بل الواجب أن يواصل والأمر ليس إليه ولا لمن يرفض، وإنما هو يقوم بواجب شرعي يحتم عليه المواصلة والاستمرار، وعليه أن يغير من الطريقة التي يرى أنها كانت سبباً في الرفض، وليبذل عنايته وجهده في التغيير والتجديد، فلعل طريقة ما تجدي مع من رفض، وكثير ممن يرفض الدعوة يقبلها إذا وجد إصراراً مع مودة وتلطف وتجديد ونحو ذلك، والعجيب أنك ترى حماساً منقطع النظير لدى أعداء الإسلام والدعاة إلى الباطل مع ما يعتريهم من العذاب والعنت والمشقة، وهم على باطل!!!!!! وعند دعاة الإسلام والدعاة للحق والهدى ترى فتوراً إذا وجدوا شيئاً من الصوارف، والله المستعان.
4 - يطلب منا بعض غير المسلمين نسخاً من المصحف مترجمة ( المعاني ) للغاتهم ... وإن غالب الترجمات تحتوي على النص العربي وبجواره المعنى المترجم ...فهل يجوز إرسال تلك المصاحف لهم وهم غير مسلمين ؟
الجواب: كنت تناقشت مع بعض طلبة العلم حول هذا الأمر، والكثير منهم يرى عدم إعطائهم تراجم معاني القرآن الكريم إن كانت تحوي النص العربي كاملاً، على هيئة المصحف، ولكني أقول: لا يخلو الأمر فإن كان من سيعطى يرجى إسلامه، فلا بأس، وإن كان ممن لا يرجى إسلامه فأرى ألا يعطى، وذلك لما قد يقع من المحاذير، كالتدنيس والإهانة، ونحو ذلك.
والله تعالى أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أسئلة في الدعوة لدين الله - منتدى طريق الإيمان للدعوة إلى الله
Cant See Links
آخر تعديل abo _mohammed يوم 03-21-2006 في 01:14 PM.
العرض العادي
