السياحة الدينية هي الأمل خلال فترة الانحدار الاقتصادي

[أفاق الفكر]

السياحة الدينية هي الأمل خلال فترة الانحدار الاقتصادي




الأربعاء 01 يوليو 2009 - 14:45


السياحة الدينية هي قطاع مقاوم لآثار الركود نسبياً يوفّر امكانية النمو لفنادق الشرق الأوسط خلال فترة التباطؤ الاقتصادي. تشير تقديرات منظمة السياحة العالمية إلى أن أكثر من 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يقومون بزيارة المواقع الدينية الرئيسية في العالم كل عام.


يقول كيفن جي. رايت، رئيس الجمعية العالمية للسفر الديني أن الشرق الأوسط يحصل على نصيب الأسد من السياحة الدينية كل عام، مستفيداً من أن ثلاثة مليارات شخص يتتبعون جذور عقائدهم إلى المنطقة.

تولّد السياحة الدينية في المملكة العربية السعودية وحدها 7 مليارات دولار سنوياً، مع توقّع ارتفاع عدد زوار المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، لأداء مناسك العمرة والحج، إلى ثمانية ملايين بحلول العام القادم وفقاً لتوقعات حديثة أصدرتها الحكومة السعودية.


وفقاً لما يقوله رايت فإن السعودية ليست البلد الوحيد في المنطقة التي تتمتع بازدهار صناعة السياحة الدينية، فمعظم السياحة في فلسطين تقوم على أساس ديني، في حين أن الأردن يستهدف عائدات من السياحة تصل إلى 2.4 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2010، أكثر من 60% من دخل عام 2007.

تستقبل سوريا واسرائيل وإيران أيضاً أعداداً كبيرة من السياح الدينيين، بينما تكثف العراق جهودها لتصبح لاعباً رئيسياً في هذا القطاع. النجف، المدينة العراقية التي يؤمها حجاج، وهي موطن الضريح المقدس لصهر النبي محمد (ص)، تستقبل حالياً ثمانية ملايين حاج سنوياً، لكن من المتوقع أن يرفع مطار جديد أعداد الزائرين السنوية لأكثر من 20 مليون حاج.


الدين والترفيه


يقول رايت أن نهوض السياحة الدينية هو جزء من توجّه أوسع لأناس يدمجون عقيدتهم مع سائر جوانب حياتهم. " شاهدنا على مدى العقدين الماضيين، ارتفاعاً حاداً في عدد الأشخاص الذين يجمعون بين عقيدتهم مع غيرها من الاهتمامات الترفيهية كالقراءة ومشاهدة الأفلام والاستماع إلى الموسيقى. نتيجة لذلك، فإن صناعات النشر والسينما والموسيقى قد شهدت زيادة كبيرة في الطلب عليها في الأسواق الدينية منذ الثمانينات، وفيما يتعلق بالسفر والسياحة نحن الآن نشهد بداية نفس الاتجاه في هذه الصناعة".

ثمة عامل آخر يعزز القطاع وهو الجهد الذي بُذِل لرفع مستوى الوعي بين المستهلكين حيال العديد من الخيارات المتاحة للسياحة الدينية. قال رايت لموقع إي إم إي إنفو "خلال فترة الخمس إلى عشر سنوات الماضية، كانت هناك زيادة كبيرة في عدد شركات السياحة والسفر الذين دخلوا السوق الدينية".


تطوّر المزيد من البلدان ووجهات الجذب السياحي حملات التسويق والمبيعات لاجتذاب السوق الدينية. إضافة إلى ذلك، هناك العديد من جهات بيع أخرى أيضاً كشركات السفر التي تبيع بالجملة وخطوط الرحلات البحرية ووكلاء السفر الذين قدّموا منتجات وخدمات مصممة خصيصاً لعملاء الأسواق الدينية يتم تقديمها لأول مرة وبشكل متزايد".

أشار رايت إلى أنه في خضم التباطؤ المالي الحالي، فإنه سيكون من الحكمة لدول الشرق الأوسط التركيز على السياحة الدينية لقدرتها الأكبر على البقاء من السياحة الترفيهية. السبب في ذلك هو أن العادات الشرائية للمسافرين الدينيين تختلف عن المسافر الذي يسعى إلى الترفيه الترفيه يشكل عام.

قال رايت "في حالة الأسواق الدينية، فإن المؤمنين في كثير من الأحيان يتخذون قرار السفر على مستندين إلى أسباب مثل أداء تقليد ديني أو إتماماً لواجب ديني. بناءً على ذلك، فحتى لو كانت هناك ظروف مالية أو غير مالية صعبة، فلن يتوقف المؤمنون عن السفر".

"من ناحية أخرى، فإن المسافر العادي التي تحرك عادات الشراء لديه عوامل أخرى، كموارده وأحواله المالية، يكون أكثر عرضة لسيطرة الظروف الخارجية، لذا فإن المسافر العادي، خلال الظروف الاقتصادية الصعبة، يكون أكثر عرضة لإلغاء أو تأخير خطط سفره".


توسع الفنادق في المملكة العربية السعودية


إحدى الشركات التي في طور توسيع عروضها في المنطقة للاستفادة من السياحة الدينية هي مجموعة إيلاف المتفرعة من الشركة السعودية للاقتصاد والتنمية المحدودة (سدكو) الذي تعمل في المملكة العربية السعودية في مجالات السفر والسياحة وصناعة الفنادق. اعلنت المجموعة مؤخراً أنها ستنفق 333 مليون دولار لتطوير خمسة فنادق في ثلاثة مدن مقدسة في المملكة.

قال طارق النابلسي، نائب الرئيس التنفيذي لشركة إيلاف "تعتزم إيلاف تلبية المتطلبات الجديدة لقطاع السياحة الدينية المزدهر من خلال توسيع مجموعة مرافقنا الفندقية في المدن الرئيسية التي تشمل جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة. إنه في غاية الأهمية بالنسبة لنا أن نسهم فى تعزيز التجربة الشخصية الروحانية للحجاج أثناء إقامتهم في المملكة."

قالت الشركة أنها تقوم بالاستثمار كرد على الزيادة في حجم السياحة الدينية في السعودية التي تقدّر بثلاثين بالمائة خلال الربع الأول من هذا العام. قالت مجموعة إيلاف أيضاً أن المملكة تتوقع أن تجني ما مجموعه 13 مليار ريال سعودى من 3,5 مليون معتمر خلال موسم العمرة الحالي.

كما تتطلّع مجموعة فنادق ومنتجعات حياة للاستفادة من سوق السياحة الدينية في المملكة. فقد أعلنت المجموعة مؤخراً عن دخولها السوق السعودية مع افتتاح فندق ونادي ومرسى بارك حياة جده. يقوم الفندق على أرض مستصلحة تقع على كورنيش جدة، ويطلّ على البحر الأحمر ونافورة الملك فهد بن عبد العزيز.

يقول مسؤولون في فنادق حياة أن الفندق الجديد يشكل قاعدة مثالية للحج والعمرة، حيث يبعد المنتجع مسافة 45 دقيقة بالسيارة من مكة المكرمة ونصف ساعة بالسيارة عن مطار الملك عبد العزيز الدولي.

الفنادق الأخرى التي ستفتح هذا العام في المملكة تضم فندقاً لمجموعة ريزيدور وهو فندق منى الكريم راديسون بلو في المدينة المنورة وفندق قصر مكة المكرمة رافلز التابع لمجموعة فنادق ومنتجعات رافلز.

Cant See Links

التوقيع :

لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم