تأليف : د / نجيب الكيلاني
الناشر : مؤسسة الرسالة
الطبعة : الرابعة 1996 م
أنا في الصبح تلميذ 000 وبعد الظهر نجارُ
فلي قلمٌ وقرطاس 000 وإزميل ومشارُ
وعلمي إن يكن شرفاً 000 فما في صنعتي عارُ
تزايد الاهتمام بأدب الأطفال وشعر الأطفال بعدما أدرك الباحثون والتربويون وذويهم إن حل مشاكل الطفولة هي الخطوة الأولى لأصلاح مسار الحياة والتغلب على تعقيداتها وسلبياتها وهمومها .
وأدب الطفل يلعب دوراً خطيراً في هذا المجال وفي هذا الكتاب وضع المؤلف تصوراً صحيحاً لمفهوم هذا الأدب في ضوء تعاليم الإسلام وتجربته الحضارية الفذة .
ويعرف الدكتور نجيب الكيلاني أدب الأطفال الإسلامي بأنه " التعبير الأدبي الجميل المؤثر الصادق بإيحاءاته ودلالاته التي يستلهمها من قيم الإسلام وعقيدته ويجعل منها أساسا لبناء كيان الطفل عقلياً ونفسياً ووجدانيا وسلوكياً ... "
فأدب الطفل الإسلامي هو أدب يعني بالكلمة وليس أدل على ذلك من الإعجاز البلاغي الذي تميز به القرآن الكريم كما جاء في قوله تعالى : .{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء .
إن أدب الأطفال أدب يتعلم من القرآن جمال السرد وترابط الأفكار وروعة التعبير لفظاً وجملة وعبارة وتأثيراً كما يعنى بالبناء الكلي أو الصورة الفنية الممتعة المقنعة المفيدة .
و يذكر لنا المؤلف إن بداية عهد هذا الأدب كان بقصص الأنبياء والقصص التي وردت في الكتب المقدسة والآداب العامة كالتحية.. وغيرها وما يقال عند الطعام والشراب ، أضف لذلك قصار السور والأحاديث الشريفة ، ولعلنا جميعاً نذكرقوله عليه الصلاة والسلام حينما هتف لذاك الغلام قائلاً " " يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك واعلم ان الناس لو اجتمعت على أن يضروك لن يضروك إلا بشي قد كتبه الله عليك ... الخ الحديث "
ناهيك عن تلك النسوة الآتي كن يهدهدن أطفالهن بالأغاني العذبة ويبثثن فيها الكثير من القيم والأفكار .
ولا ننسى ما جاء به ابن المقفع في كتابه " كليلة ودمنه " من قصص غريبة على لسان الحيوان والطير ، وكتاب الأغاني وتراث الجاحظ كل ذلك كان ثروة فريدة و ضخمة خلفت كم هائل من الكتب الثرية بلغتها ومضامينها لتكون مادة غنية لأدب الطفل .
العرض العادي
