آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 18020 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 12525 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 18538 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 19975 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 54089 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 49304 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 41273 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 23841 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 24157 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 30058 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-18-2009, 04:01 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


مختصر دليل الحاج والمعتمر

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مختصر دليل الحاج والمعتمر

الحمد للّه وكفى، والصلاة والسلام على من اصطفى، لا سيما نبينا المصطفى،
وعلى ءاله وصحبه أولي الوفا، وعلى من بآثارهم اقتفى، وبعد:


إن معرفة أحكام الحج والعمرة وتعلمها من المهمات الضرورية الواجبة على من
يريد أداء الحج والعمرة، لأن الجهل لا ينقذ صاحبه، فكثيراً ما يقع الجاهل
في محرمات الإحرام وهو لا يدري أو يجعل الركن سنةً أو السنة ركناً، ولا يخفى
ما في هذا من إضاعة ثوابٍ واقتراف ءاثام، لذلك سنقوم بإذنه تعالى بنشر حلقات
في بيان أحكام الحج والعمرة على مذهب الإمام الشافعي وجملة من عقيدة
المسلمين وفصل في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم والتوسل به.

قال الله تعالى: "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا"
(سورة ءال عمران/97).



إن الله تعالى قد افترض علينا فريضة الحج المباركة، فهي واجبة على الحر المسلم
المستطيع، وقد جعل الله تعالى للحج مزِيّة ليست للصلاة ولا للصيام ولا للزكاة
وهي أنه يُكفّر الكبائر والصغائر لقوله صلى الله عليه وسلم: "من حجّ فلم يرفُث
ولم يفسُق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه"، رواه البخاري، بخلاف الصلوات الخمس
والزكاة والصيام فإنها لا تُكفّر الكبائر ومع ذلك الصلوات الخمس مرتبتها في الدين
أعلى من مرتبة الحج، فإن قيل كيف يكون ذلك؟ فالجواب: أنّ المزيّة لا تقتضي
التفضيل، أي أن الحج وإن كان يُكفّر الكبائر والصغائر بخلاف الصلوات الخمس
والصيام والزكاة فليس ذلك دليلاً على أن الحج أفضل من الصلوات الخمس. .

ثم الشرط في كون الحج يُكفّر الكبائر والصغائر ويجعل الإنسان كيوم ولدته أمّه
أن تكون نيته خالصةً لله تعالى، وأن يكون المال الذي يتزوّده لحجّه حلالاً،
وأن يحفظ نفسه من الفسوق أي من كبائر الذنوب والجماع، فأمّا من لم يكن
بهذه الصفة فلا يجعله حجّه كيوم ولدته أمّه،
هذا بعض ما يحتويه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من حجّ فلم يرفُث ولم يفسُق"، ولا يُقال للذي تحصل منه الصغائر وهو
في الحج: فسدَ حجُّك، إنما يُنهى عن المعصية ويؤمر بالتوبة. .




ومما يدُلّ على فضل الحج أنه جمع أنواع رياضة النفس، أي تهذيبها:

ففيه إنفاق مال وفيه جَهد نفس بنحو الجوع والعطش والسهر
واقتحام مهالك وفراق وطن وأهل وأصحاب.


وقد قال الإمام الجليل عبد الله الحداد الحضرمي الملقّب في ناحيتهم بالفقيه المقدَّم:

"إن من تَكلّف الحج شوقاً إلى بيت الله وحِرصاً على إقامة الفريضة إيمانه أكمل،
وثوابه أعظم وأجزل، لكن بشرط ألا يُضيّع بسببه شيئاً من الفرائض، وإلا كان
ءاثماً واقعاً في الحرج كمن بنى قصراً وهدم مِصرا".

ويُشترط شرطٌ مهم من أجل قبول الحج، بل ومن أجل قبول الأعمال الصالحة جميعها،
ألا وهو الإيمان، لأن الإيمان شرط أساسي لقبول الأعمال الصالحة،

قال الله تعالى:
"وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا"
(سورة النساء/124).



والله سبحانه وتعالى اشترط صحة الإيمان لقبول الأعمال الصالحة ولدخول الجنة،
فلذلك كان ينبغي على المسلم أن يتعلّم الأمور التي تتعلق بصحة الإيمان كاعتقاد
ما يجب لله تعالى وما يستحيل عليه، وتبرئة الأنبياء عما لا يليق بهم وغير ذلك
من الأمور الواجبة لقوله:

صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، رواه البيهقي.



3- الحج أركانه وواجباته وسننه ومحرماته


إعلم أخي المسلم أن للحج أركاناً وواجباتٍ وسنناً:


1-) الركن:

لا يصح الحج بدونه ولا يُجبر بالدم. (أي بالذبح).


2-) الواجب:

يصح الحج بدونه مع المعصية ويُجبر بالدم.


3-) السنة:

يصح الحج بدونها بغير معصية ولكن يفوت ثوابها.

أشهُر الحج:

هي شوال وذو القعدة وذو الحجة وهي الميقات الزماني للإحرام فلا تصح نية الحج إلا بعد دخول أشهره.


شرائط وجوب الحج: وهي:

الإسلام والبلوغ والعقل والحرية والاستطاعة، فمن تحقّقت فيه هذه الشروط صار الحج في حقه فرضاً.

كيفية أداء مناسك الحج (على مذهب الإمام الشافعي):

الأحرام

وهو ركن:

على من أراد الحج أن يُحرم من بلده أو بعدها ولكن قبل مجاوزة الميقات، والإحرام
ركنٌ من أركان الحج وهو نية الدخول في النُّسُك. والميقات هو المكان الذي لايجوز
للحاج مجاوزته قبل الأحرام و ميقات أهل الشام ومن يمر بطريقهم مِنَ الذين يتوجّهون
إلى مكة مِنْ غير المرور بالمدينة: الجُحْفَة (رابغ). و ميقات أهل الشام ومن يمر بطريقه
م مِنَ الذين يتوجّهون إلى مكة عبر المدينة: ذو الحُلَيفة ويُسمى الآن ءابار عليّ وفيها
اليوم مسجد كبير. أما الذي يسافر من بلاد الشام بالطائرةِ فيُحرِم من بلده أو في
الطائرةِ قبل مجاوزة الميقات.


أنواع الإحرام:


الإفراد: وهو أن ينوي الحجّ فقط قائلاً: "دخلت في عمل الحجّ وأحرمت به لله تعالى"،
فيعمل مناسك الحج ويتحلّل منه ثم يعمل العمرة وهذا النوع ليس فيه ذبح.


2-) التمتُّع: وهو أن يعمل العمرة في أشهر الحج قائلاً:

"دخلت في عمل العمرة وأحرمت بها لله تعالى"

، وبعد تحللّه منها يُحرم للحج ويعمله من غير رجوع إلى ميقات من المواقيت،
وفي هذه الحالة يجب عليه دمٌ أي ذبحٌ.

3-) القِران: وهو أن ينوي الحج والعمرة معاً قائلاً:
"نويت الحج والعمرة وأحرمت بهما لله تعالى" ويأتي بهما معاً،
يطوف طوافاً واحداً ويسعى سعياً واحداً للحج والعمرة، وفي
هذه الحالة يجب عليه دمٌ أي ذبحٌ.


ملاحظة:

الإفراد أفضل في مذهب الإمام الشافعي.

على من أراد الإحرام:

أن يتجرّد عن كل الملبوس الذي يحرُم لبسه للمحرم وهو المُحيط بخياطة حتى اللباس الداخلي،
ويغتسل غُسل الإحرام وهذا سُنّة، ويُسن له كذلك التطيب في البدن دون الثوب وذلك قبل
الإحرام، ويلبس الرجل إزاراً ورداءً والأفضل أن يكونا أبيضين جديدين أو نظيفين،
وتلبس المرأة ما يستُر جسدها مع كشف الوجه والكفين ولو كان مَخيطاً.


ويُسنّ له أن يُصلي ركعتين يقرأ فيهما سورتي الكافرون والإخلاص، ثم يستقبل
القبلة ويقول في نفسه: "دخلت في عمل الحج"، فيكون بذلك قد أحرم أي دخل
في النُّسُك، ثم يقول بلسانه: "لبّيك اللهمّ بحج"، ويُسنّ للرجل أن يجهر بالتلبية
وللمرأة أن تخفض صوتها قائلين: "لبّيك اللهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك،
إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".


ويُستحبّ أن يُصلّيَ على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التلبية، ويسأل الله رضوانه
والجنة، ويستعيذ بالله من النار، ثم يدعو بما أحبّ لنفسه ولمن أحب، ويُستحب الإكثار
من التلبية، ويُسنّ للحاجّ إذا رأى ما يُعجبه أو يكرهه أن يقول: "لبّيك إن العيشَ عيشُ الآخرة".


5- دخول مكة فإذا بلغ مكة اغتسل بذي طُوى، ويُسنّ دخول مكّة قبل عرفة من كَداء، ثم إذا
بلغ الحرم يُستحبّ أن يقول: "اللهمّ هذا حرَمك وأمنك فحرِّمني على النار وءامنِّي عذابك
يوم تَبعث عبادَك واجعلني مِنْ أوليائك وأهل طاعتِك".

وينبغي أن يتحفَّظَ في دخوله من إيذاء الناس في الزحمة ويتلطّف بمن يُزاحمه، ويلحَظ بقلبه
جلالة البُقعة التي هو فيها والتي هو متوجه إليها ويُمهّد عُذراً لمن يزاحمه.

ويُستحبُّ إذا وقع بصره على البيت العتيق أن يرفع يديه ويقول: “اللهمّ زد هذا البيت
تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابةً وزد مَن شرَّفه وعظَّمه ممن حجّه أو اعتمرَه تشريفاً
وتكريماً وتعظيماً وبِرّاً”، ويضيف إليه “اللهمّ أنت السلام ومنك السلام
فحيّنا ربّنا بالسلام”، ويدعو بما أحبّ من مهمّات الآخرة والدنيا،
وأهمّها سؤال المغفرة لأنه ورد أنه يُستجاب دعاء المسلم عند رؤية الكعبة.


والدخول من باب بني شيبة مُستحب لكل قادم من أي جهة كان بلا خلاف، ويدخل
المسجدبرجله اليمنى ويقول: "أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم
من الشيطان الرجيم بسم الله والحمد لله، اللهمّ صلِّ على محمّد وعلى ءاله وسلّم،
اللهمّ اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك".

6- طواف القدوم وهو سنةٌ من سُنن الحج بَدَل تحية المسجد، فيستحب للحاج
أن لا يُعرّج ساعة دخوله على استئجار بيت أو حط قماش ولا شىء ءاخر
قبل الطواف، ويقف بعض الرفقة عند المتاع حتى يطوفوا ثم يرجعوا إلى
متاعهم وإلى استئجار المنزل.

Cant See Images

كيفية الطواف:

Cant See Images

Cant See Images

إذا دخل المسجد فليقصد الحجر الأسود، ويُستحبّ أن يستقبل الحجر
الأسود بوجهه ويدنو منه بشرط أن لا يؤذي أحداً بالمزاحمة فيستلمه ثم يُقبّله،
ويضع جبهته عليه ويكرر ذلك ثلاثاً مع التقبيل.

Cant See Images

ويُشترط للطواف الطهارة من الجنابة والحيض والنفاس ومن الحدث الأصغر ومن
النجاسة التي لا يُعفى عنها في الثوب، ويشترط أيضاً ستر العورة.

Cant See Images

ثم يبتدىء الطواف ويقطع التلبية في الطواف ويُستحبُّ أن يقول عند ابتدائه:
“بسم الله، الله أكبر اللهمّ إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاءً بعهدك واتّباعاً
لسنّة نبيّك محمد صلى الله عليه وسلم".



والطواف بالبيت سبع مرات، يبدأ الحاج بالحجر الأسود وتكون الكعبة عن يسار
الطائف بجميع طوافه، فلو تَحَوَّل صدره بحيث صارت الكعبة مواجِهةً له أو خلفه
بسبب الزحمة وَجَبَ عليه أن يعود إلى المكان الذي تحوّل صدره عنه ويُتمّ
طوافه، وإن لم يستطِع الرجوع أتى بشوط بدله، ولو تلفّت برأسه لم يَضُر،
ولو شكّ في العدد أخذ بالأقل كالصلاة.


ويُستحبّ أن يضطبع مع دخوله في الطواف فإن اضطبع قبله بقليل فلا بأس،
والاضطباع
هو تغطية الكتف الأيسر وكشف الأيمن، ويُستحب له أيضاً الرّمَل وهو الإسراع
في المشي
مع تقارُب الخُطا دون الوُثوب والعَدْوِ ويُقال له الخَبَب ويقول فيه:
“اللهمّ اجعله حجّاً مبروراً وذنباً مغفوراً وسعياً مشكوراً”،
والرَّمَل مُستحبٌّ في الطوفات الثلاث الأولى ويُسن المشي
على الهيْنة في الأربع الأخيرة ويقول فيها:

“اللهمّ اغفِر وارحمْ واعْفُ عمّا تعلمْ وأنت الأعزُّ الأكرمْ، اللهمّ ءاتنا في
الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار".


ويُستحبّ كذلك استلام الحجر الأسود وتقبيله واستلام اليماني وتقبيل اليد بعده عند
محاذاتهما في كل طَوْفة وهو في الأوتار ءاكد لأنهما أفضل، فإن منعته الزحمة
من التقبيل اقتصر على الاستلام، فإن لم يُمكنه أَشارَ بيده أو بشىء في يده ثم
يُقبّل ما أشار به ولا يشير بالفم إلى التقبيل، ولا يُستحب للنساء استلامٌ ولا تقبيلٌ
إلا عند خُلُو المطاف.


ويُستحبّ أن يُكثر في طوافه بين الحجر
الأسود إلى أن يصل إلى الركن اليماني من قول:


“سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر". فإذا فرغ من الطواف صلّى ركعتي
الطواف وهما سنة مؤكدة، والسنة أن يصليهما خلف المقام، فإن لم يصلهما خلف المقام
لزحمةٍ أو غيرها صلاهما في الحِجر، فإن لم يفعل ففي المسجد، وإلا ففي الحرَم،
وإلا فخارج الحرم، ولا يتعيّن لهما مكان أو زمان بل يجوز أن يُصليهما بعد رجوعه
إلى وطنه. الخروج إلى مِنى 8 ذو الحجّة: وهو سنة: والسُّنة أن يخرُج إلى مِنى
يوم الثامن من ذي الحِجّة، فيبيت فيها ويُصلي فيها خمس صلوات ءاخرها صُبح
يوم عَرفة (9 ذو الحجّة)، ثم يذهب بعد إشراق شمس ذلك اليوم إلى نَمِرة وهي
ملاصقة لعرفة، ويغتسل فيها ويمكث فيها إلى أن تزول الشمس، ثم ينتقل من
نَمِرة إلى المسجد الذي هو جزءٌ منه مِن عرفة وجزءٌ منه ليس منها، ويصلي فيه
الظهر والعصر جمع تقديم، فلا يدخل عرفات إلا بعد الزوال والصلاتين.

Cant See Images

الوقوف بعرفة (9 ذو الحجّة):


وهو ركن:


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة"
، رواه أحمد وأصحاب السنن، فالوقوف في عرفة ركنٌ من أركان الحجّ.



يتوجّه الحُجّاج إلى عرفة وهو جبل معروف هناك،
واستحسن بعض العلماء أن يقول في مسيره لعرفة:


"اللَّهمّ إليك توجّهت ولوجهك الكريم أردتُ،
فاجعل ذنبي مغفوراً وحجي مبروراً
وارحمني ولا تُخيّبني إنك على كل شىء قدير"، ويُكثر من التلبية.



ووقت الوقوف بعرفة من زوال يوم التاسع من ذي الحجة إلى طلوع فجر اليوم
العاشر من ذي الحجة وهو يوم عيد الأضحى، ويحصل الفرض بالوقوف ولو
لحظة في ذلك الوقت،والأفضل أن يجمع بين الليل والنهار فيدخل بعد الزوال
وبعد أن يصلي الظهر والعصرجمع تقديم ولا يخرج منها قبل المغرب،
والأفضل للرجال أن يقفوا في موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم
عند الصخرات الكبار المُفترِشة أسفل جبل الرحمة، وللنساء حاشية
الموقف حتى لا يُزاحمنَ الرجال.


والأفضل أن يكون مُستقبلاً للقبلة مُتطهراً ساتراً عورته، فلو وقف
مُحدِثاً أو جُنُباً أو حائضاً أو عليه نجاسة أو مكشوف العورة صحّ
وقوفه ولكن فاتته الفضيلة.


ويُستحبّ أن يكون مُفطراً فلا يصوم وأن يكون حاضر القلب فارغاً
من الأمورالشاغلة عن الدعاء، وينبغي أن يُقدم قضاء أشغاله قبل
الزوال ويتفرغ بظاهره وباطنه عن جميع العلائق.


ويُستحبّ أن يُكثر من الدعاء والتهليل وقراءة القرءان فهذه
وظيفة هذا الموضع المبارك ولا يُقصّر في ذلك، ويُكثر الذكر
والدعاء قائماً وقاعداً ويرفع يديه في الدعاء ولا يجاوز بهما
رأسه،ولا يتكلف السجع في الدعاء، ويُستحب أن يخفض صوته
بالدعاء،ويُكره الإفراط في رفع الصوت، وينبغي أن يُكثر من
التضرّع فيه والخشوع فيه وإظهار الضعف والافتقار والذلة،
ويُلحّ في الدعاء ولا يستبطىءالإجابة بل يكون قوي الرجاء
للإجابة، ويكرر كل دعاء ثلاثاً، ويفتتح دعاءه بالتحميد
والتمجيد لله تعالى والتسبيح والصلاة والسلام على رسول
الله صلى الله عليه وسلم ويختمه بمثل ذلك، وليختم دعاءه بآمين.



ويُستحب أن يُكثر من التلبية رافعاً بها صوته،
وينبغي أن يأتي بهذه الأنواع كلها:


فتارة يدعو وتارة يهلل وتارة يكبر وتارة يلبّي
وتارة يُصلّي على النبي صلى الله عليه وسلم وتارة يستغفر.




وليدعُ لنفسه ووالديه وأقاربه وشيوخه وأصحابه وأحبابه وأصدقائه وسائر
من أحسن إليه وسائر المسلمين، وليحذر كل الحذر من التقصير في ذلك فإن
هذا اليوم لا يمكن تَداركه بخلاف غيره، وليكثر من البكاء مع الذكر والدعاء
فهناك تُسكب العبرات وتُستقال العثرات وتُرجى الطلبات، وإنه لمجمع عظيم
وموقف جسيم يجتمع فيه خِيار عباد الله المخلصين وخواصّه المقربين وهو
أعظم مجامع الدنيا، وقيل: إذا وافق يوم عرفة يوم جمعة غُفر لكل أهل الموقف.



ومن الأدعية المختارة: "اللهم ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا
عذاب النار، اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
فاغفر لي مغفرةً من عندك تُصلح بها شأني في الدارين، وارحمني رحمةً منك
أَسعَدُ بها في الدارين، وتُبْ عليَّ توبةً نصوحا لا أنكثها أبداً، وألزمني سبيل
الاستقامة لا أزيغُ عنها أبداً، اللهم انقلني من ذلّ المعصية إلى عزّ الطاعة،
وأغنني بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلِك عمن سواك،
ونوّر قلبي وقبري وأعذني من الشرّ كلّه واجمع لي الخير كله، أستودعك
ديني وأمانتي وقلبي وبدني وخواتيمَ عملي وجميع ما أنعمتَ به عليّ
وعلى جميع أحبّائي والمسلمين جميعاً".



ولتحذر أخي المسلم من المخاصمة والمشاتمة والمنافرة والكلام القبيح،واحترز
غاية الاحتراز من احتقار من تراه رثّ الهيئة أو مقصّراً في شىء غير واجب.



تنبيه: ما اشتُهِر عند العوام من الاعتناء بالوقوف على جبل الرحمة الذي
بوسط عرفات وترجيحهم له على غيره من أرض عرفات حتى ربما توهّم
كثيرٌ من جهلتهم أنه لا يصِح الوقوف إلا به فخطأ مخالف للسنة.



9- المبيت بمزدلفة المبيت بمزدلفة:

وهو سنة على قول في المذهب الشافعي، واجب على قول ءاخر:



ثم يرحل الحاج من عرفات إلى مُزدلفة (وهي أرض ما بين مِنى وعرفات) مُلبّياً،
فإذا وصل مزدلفة باتَ، ويُستحبّ أن يغتسل في مُزدلفة بالليل للوقوف
بالمشعر الحرام وللعيد، والمشعر الحرام هو قُزَح، جبلٌ صغير ءاخر المزدلفة.

وليعتنِ الحاضر بها بإحيائها بالعبادة من الصلاة والتلاوة والذكر والدعاء
والتضرّع ويتأهب بعد نصف الليل.



رمي الجمار التقاط الجمار:


Cant See Images

Cant See Images

Cant See Images

ويأخذ من المزدلفة حصى الجِمار لجمرة العقبة يوم النحر

(ويوم النحر هو العاشر من ذي الحجة)

، وهي سبع حصيات والاحتياط أن يزيد فربما سقط منها شىء.
ومن أراد المبيت بمنى ليلة الثالث من أيام التشريق
(ثالث أيام التشريق هو الثالث عشر من ذي الحجة)
يلتقط ثلاثةً وستين حصاةً من مزدلفة، ومن أراد الخروج
من مِنى قبل غروب شمس اليوم الثاني من أيام التشريق
(الثاني عشر من ذي الحجة) يلتقط اثنتين وأربعين حصاةً،
ويكون الحصى صغاراً نحو حبة الباقلاء. فإذا وصل الحاج
المشعر الحرام صعده إن أمكنه وإلا وقف عنده أو تحته،
ويقف مستقبلاً الكعبة فيدعو ويحمد الله تعالى ويكبره
ويهلله ويوحّده ويكثر من التلبية. ويُستحب أن يقول:

"اللهم كما أوقفتنا فيه وأريْتنا إيّاه فوفّقنا لذِكرك كما
هديْتنا واغفر لنا وارحمنا كما وعدتّنا بقولك وقولك الحق:

"فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ
وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ثُمَّ
أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"
(البقرة/198-199)،


ويُكثر من قول:

"اللهمّ ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار"،

ويدعوا بما أحبّ ويختار الدعوات الجامعة وبالأمور المهمة ويكرر دعواته.

Cant See Images

Cant See Images


رمي الجمار (10-13 ذو الحجة) : وهو واجب: والجمار ثلاث:


1-) جمرة العقبة: وتسمى الجمرة الكبرى، وهي التي تكون أقرب الجمرات الثلاث إلى مكة.
2-) الجمرة الثانية: وتسمى الجمرة الوُسطى، وهي ما بين الجمرة الأولى وجمرة العقبة.
3-) الجمرة الأولى: وتُسمى الصغرى وهي تلي مسجد الخَيْف وهي أولهنّ من جهة عرفات.



ويدخل وقت رمي جمرة العقبة بمنتصف ليلة العيد ويبقى إلى غروب الشمس من ءاخر أيام التشريق.
يخرج الحاج من مزدلفة فجر يوم العيد إلى مِنى لرمي جمرة العقبة والسنة أن يرميها بعد
طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح، ويكرر الحاج رمي جمرة العقبة والوُسطى والصغرى
بعد الزوال من كل يوم من أيام التشريق الثلاثة.



كيفية الرمي:

Cant See Images

ويُشترط لصحة الرمي:

1-) كَوْن المَرمِيّ به حجراً.

2-) وأن يُكون رمياً فلا يكفي الوضع.

3-) وأن يرميها حصاةً حصاةً بيده في الحوض المخصّص لها.


ويُسن أن يرفع يده في رميها حتى يُرى بياض إبطه، ولا ترفع المرأة،
وأن يقطع التلبية بأول حصاةٍ يرميها ويُكبّر بدل التلبية، والمشروع أن يقول:

"الله أكبر الله أكبر، الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بُكرةً
وأصيلا، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يُحيي ويُميت
وهو على كل شىء قدير، لا إله إلا الله ولا نعبدُ إلا إياهُ مُخلصين له الدين
ولو كرِه الكافرون، لا إله إلا الله وحده صَدَقَ وعده ونَصَرَ عبده وهزمَ
الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر".




11- الهَدْيُ:

Cant See Images

ينحر الحاج المتمتّع أو القارِن الهديَ في مِنى بعد الرمي يوم العيد.


12- الحلق أو التقصير:


وهو ركن:

Cant See Images

يبدأ وقت الحلق أو التقصير من النصف الثاني من ليلة العيد، وقبل ذلك
حرام أن يزيل الحاج والحاجّة شعرة واحدة من بدنهما. وأقل واجب الحلق ثلاث
شعرات حلقاً أو تقصيراً من شعر الرأس، ومن لا شعر على رأسه يُستحب أن يُمِرّ
الموسَى عليه. والحلق للرجل أفضل من التقصير بالمقص
لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللَّهمّ اغفر للمُحلّقين، قالوا:
والمُقصّرين يا رسول الله، قال:

اللَّهمّ اغفر للمُحلّقين، قالوا: والمُقصّرين يا رسول الله، ثم قال:
وللمُقصّرين”، رواه البخاري.

والسنة أن يكون الحلق أو التقصير يوم النحر، والأفضل بعد طلوع الشمس
وقبل طواف الركن والسعي، ويُسنّ حلق جميعه للذكر، وأما المرأة فتُقصّر،
ويُستحبّ جميع جوانب رأسها.



13- طواف الإفاضة طواف الإفاضة:

وهو ركن:

ولا يصحّ طواف الإفاضة إلا بعد نصف ليلة العيد، ويصحّ قبل رمي جمرة العقبة
أو بعده وقبل الحلق أو بعده، والأحسن أن يكون بعد الرمي والحلق أو التقصير،
وفي كيفيته فليراجع ما قلناه في طواف القدوم.

Cant See Images


التحلّل الأول:



إذا فعل الحاجّ اثنين من ثلاثة يكون قد تحلّلَ التحلّل الأول وهذه الثلاثة هي:

رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير وطواف الفرض.


Cant See Images

Cant See Images

14- السعي بين الصفا والمروة: وهو ركن:



لا يصحّ السعي إلا بعد طواف، فمن شاء سعى بنية الفرض بعد طواف القدوم،
وله أن يؤخره بعد أن يطوف طواف الإفاضة.



كيفية السعي:

Cant See Images
السنة أن يخرج من باب الصفا ويأتي سفح جبل الصفا فيصعد قدر قامة حتى يرى البيت
وهو يتراءى له من باب المسجد باب الصفا، لا من فوق جدار المسجد بخلاف المروة،
فإذا صعد استقبل الكعبة وهلّل وكبّر ويقول: “الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد،
الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أَوْلانا، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك
وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شىء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك
له أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مُخلصين
له الدين ولو كرِه الكافرون". ثم يدعو بما أحب من أمر الدين والدنيا، وحسنٌ أن يقول:
“اللَّهمّ إنك قلت وقولك الحق:

"ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"،
وإنك لا تُخلف الميعاد وإني أسألك كما هديتني للإسلام أن لا تنزِعه مني وأن تتوفاني مسلماً”،
ثمّ يضمّ إليهِ ما شاء من الدعاء ولا يُلبي، ويقول أثناء سعيه: "ربّ اغفِر وارحمْ وتجاوز عمّا تعلمْ
إنك أنت الأعزُّ الأكرمْ". ثم ينزل من الصفا متوجهاً إلى المروة فيمشي حتى يبقى بينه وبين الميل
الأخضر المعلّق بفناء المسجد على يساره قدر ستة أذرعٍ، ثم يسعى سعياً شديداً حتى يتوسّط
بين الميلين الأخضرين اللذَيْن أحدهما في ركن المسجد والآخر متّصل بدار العباس رضي الله عنه،
ثم يترك شِدة السعي ويمشي على عادته حتى يصل المروة فيصعد عليها حتى يظهر له البيت
فإن ظهر فيأتي بالذكر والدعاء كما فعل على الصفا، فهذه مرة من سعيه، ثم يعود من المروة
إلى الصفا فيمشي في موضع مشيه في مجيئه ويسعى في موضع سعيه فإذا وصل الصفا صعده
وفعل كما فعل أولاً وهذه مرة ثانية من سعيه، ثم يعود إلى المروة فيفعل كما فعل أولاً ثم يعود
إلى الصفا وهكذا حتى يُكمل سبع مرات، يبدأ بالصفا ويختم بالمروة.

Cant See Images

ويستحب أن يسعى على طهارة ساتراً عورته فلو سعى مكشوف العورة أو مُحدِثاً أو جنباً
أو حائضاً أو عليه نجاسةٌ صحّ سعيه. ويُستحبّ أن يكون في موضع السعي الذي سبق بيانه
سعياً شديداً فوق الرَّمَلِ إن ترك ذلك فاتته الفضيلة، وأما المرأة فالأصح أنها لا تسعى أصلاً
بل تمشي على هَيْنتِها بكل حال، وإذا كَثُرت الزحمة فينبغي أن يتحفَّظ من إيذاء الناس، وإذا
عجز عن السعي الشديد في موضعه للزحمة تشبّه في حركته بالساعي. 15- مبيت
منى ورمي الجمرات

Cant See Images


مبيت مِنى ورمي الجمرات أيام التشريق: وهو واجب:


Cant See Images

ثم يذهب الحاج إلى مِنى ليلة أول يوم من أيام التشريق(11 ذو الحجة) ويبيت فيها وبعد
دخول الظهر من أول أيام التشريق يرمي الجمرات الثلاث، ويُشترط فيه أن يكون بعد
دخول وقت صلاة الظهر وترتيب الجمرات، فيبدأ بالجمرة الصغرى فيرميها بسبع حصيات
ثم يرمي الوسطى بسبعٍ ثم يختم بجمرة العقبة التي رماها الحاج يوم العيد فيرميها بسبعٍ.
وفي الثاني من أيام التشريق يفعل مثل ما فعل في اليوم الأول. ثم إذا غَرُبت عليه شمس
ثاني أيام التشريق وهو بمِنى وجب عليه رمي اليوم الثالث، ويرمي كاليوم الأول والثاني.
ومن أراد أن يرمي اليوم الأول والثاني من أيام التشريق فقط عليه أن يخرج من مِنى قبل
غروب شمس اليوم الثاني ويُسمى هذا النفر الأول. ومن خاف على نفسه من الزحمة فله
أن يُؤخر كل الرمي إلى اليوم الثالث من أيام التشريق إن شاء،
ويُستحب للحاج أن يغتسل للرمي.



تنبيهان:


1-) ليس للحاج أن يُوكّل بالرمي غيره إلا إذا كان عاجزاً عن الرمي بنفسه، فمن يضع الجمرات
في كيس ويرمي عن جماعة قادرين على الرمي لم يصح.

2-) أُمِرنا نحن معاشر أمة محمد بهذا الرمي إحياءً لسنة إبراهيم عليه السلام وفي
ذلك رمزٌ لمشروعية مخالفة الشيطان وإهانته وليست هذه
الأماكن مسكناً للشيطان كما يزعم بعض الناس.


Cant See Images

16- طواف الوداع: وهو واجب على قول وسنة على قول ءاخر:

ثم بعد إنهاء الحاج والمعتمر من مناسكه يجب على قول في مذهب الإمام الشافعي
أن يطوف طواف الوداع، وفي كيفيته فليراجع ما قلناه في طواف القدوم. ويُسن
أن يقول الحاج في رجوعه من سفر الحج: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك
وله الحمد وهو على كل شىء قدير، ءايبون عابدون ساجدون لربنا حامدون، صدق
وعده، ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده".


17- أعمال العمرة: وهي فرض مرة في العمر عند الإمام الشافعي:

العمرة فرض عند الإمام الشافعي مرة واحدة في العمر ولكن يُستحب الإكثار منها ولا سيّما
في رمضان، فمن أنهى الحج وأراد أن يعتمر يخرج إلى خارج الحرم كمنطقة التنعيم حيث
مسجد السيدة عائشة وينوي العمرة بقلبه، فيقول: "نويت العمرة وأحرمت بها لله تعالى”،
ثم يدخل مكة فيطوف سبعاً ويسعى بعده سبعاً ثم يحلق الرجل أو يُقصّر والمرأة تُقصّر
والترتيب هنا في جميع أركان العمرة واجب، أي يبتدىء بالإحرام ثم الطواف ثم السعي
ثم التحليق، وبهذا تنتهي أعمال العمرة.


محرمّات الإحرام:


1-) يحرُم على المُحرم ستر رأسه ولُبس محيط كالسروال والقميص.
2-) يحرُم على المُحرمة سَتر وجهها ولُبس قفاز.
3-) يحرُم على المُحرم والمُحرمة بعد الإحرام التطيُّب في ملبوس أو بدن.
4-) يحرُم دهن الرأس أو اللحية بالزيت أو غيره من الأدهان ولو غير مُطيَّب.
5-) ويحرُم عليهما قصّ ظفرٍ وإزالة شعر من الرأس وغيره.
6-) ويحرُم عليهما جِماع ومُقدماته.
7-) ويحرُم عقد نكاح ولا يَصِح.
8-) ويحرُم الاصطياد أي التعرُّض لصيد مأكولٍ بريّ وحشيّ سواء كان طيراً أو غيره.
9-) ويحرُم صيد الحرمين (الحرم المكي والمدني (وقطع نباتهما على محرِم وغير المحرِم.

فمن فعل شيئاً من المحرّمات فعليه الإثم والفدية إلا عقد النكاح، أما من عمل عقد النكاح
فعليه معصية من غير فدية. والفدية في الطيب والدهن ولبس المحيط بخياطة للرجل وإزالة
الشعر والظفر ومقدمات الجماع (قبل التحلُّل الأول) ذبح شاة أو التصدق بثلاثة ءاصع (جمْعُ
صاع وهو أربعة أمداد والمُدّ مِلء الكفين المُعتدلتين) من غالب قوت البلد لستة مساكين أو
صوم ثلاثة أيام، ويُسمى هذا دم تخيير وتقدير. وأما فدية الصيد فإن كان هذا الصيد له مِثل
من الأنعام الثلاثة (الإبل والبقر والغنم) فعليه ذلك المِثل، مع تخييره بين ذبحه وتوزيعه لفقراء
الحرم وبين إعطائهم طعاماً بقيمته أو صومه عن كل مُدّ يوماً، ويُسمى ذلك دم تخيير وتعديل
لأن فيه اعتبار القيمة. والجماع قبل التحلّل الأول يُفسد الحج وتلزمه الكفارة، ويلزم إتمامه
والقضاء فوراً (أي في السنة القابلة) هذا إن كان عامداً غير ناسٍ أو جاهلٍ لكونه بعيداً
عن العلماء، والكفارة هي: بَدَنة أي إبل فإن لم يجد فبقرة فإن لم يجد فسَبْعُ شِياه فإن
لم يستطع قوّم البدنة واشترى بقيمتها طعاماً وتصدّق به فإن لم يستطِع صام عن كل مدّ يوماً.

ومن ترك الإحرام من الميقات أو ترك رمي الجمرات الثلاث فعليه ذبح شاة فإن عجز
صام عشرة أيام، ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله.

تنبيه:

من تَحلَّل التحلُّل الأول جاز له بعض ما يحرُم على المُحرم كلبس السروال والقميص ووضع الطيب
ودهن الرأس ونتف الشعر إلا الجماع وعقد النكاح، والتحلّل الأول يكون بفعل اثنين من ثلاثة:
طواف الإفاضة والحلق أو التقصير ورمي جمرة العقبة.

أما من تَحلَّل التحلُّل الثاني فله أن يفعل جميع ما حرُم عليه، والتحلُّل الثاني يكون
بإتمام طواف الإفاضة والحلق أو التقصير ورمي جمرة العقبة. وفي الحلقة المقبلة
نتكمل عن سنية زيارة قبر النبي صلى الله عله وسلم.



الحج في القرآن الكريم


بسم الله الرحمن الرحيم {وأَتِمُّوا الحَجَّ والعُمْرَةَ للَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ
مِنَ الهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُؤوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم
مَّرِيضاً أو بِهِ أذًى مِن رأَسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أوْ صَدَقَةٍ أو نُسُكٍ فَإذَا
أَمِنتُم فَمَن تَمَتَّعَ بِالعُمْرَةِ إِلَى الحَجِّ فَمَا استَيْسَرَ مِنَ الهَدْي فَمَن لم يَجِدْ
فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ في الحَجِّ وسَبْعَةٍ إذَا رَجَعْتُم تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ
لِمَن لم يَكُن أهْلُهُ حَاضِرِي المَسْجِدِ الحَرَامِ واتَّقُوا اللَّهَ واعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ
شَدِيدُ العِقَابِ * الحَجُّ أشْهُرٌ معلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلَا رَفَثَ
وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وتَزَوَّدُوا
فَإنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى واتَّقُونِ يَا أُولِي الألْبَابِ * لَيْسَ عَلَيْكُم جُنَاحٌ أن
تَبتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُم فَإذَا أفَضْتُم مِّنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ
المَشْعَرِ الحَرَامِ واذْكُرُوهُ كما هَدَاكُم وإن كُنتمُ من قَبْله لِمَنَ الضَّالِّينَ *
ثُمَّ أَفِيضُوا مِن حَيْثُ أفَاضَ النَّاسُ واسْتَغفِرُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم *
فَإذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّه كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُم أو أشَدَّ ذِكْراً
فَمِنَ النَّاسِ من يَقُولُ رَبَّنا آتِنَا فِي الدُّنْيَا ومَا لَهُ في الآخِرَةِ مِن خَلاق *
وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنَا
عَذَابَ النَّارِ * أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا واللَّهُ سَرِيعُ الحِسَابِ *
واذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ معْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ في يَومَيْنِ فَلَا إثْمَ عَلَيْهِ
وَمَن تَأخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى واتَّقُوا اللَّهَ
واعْلَمُوا أنَّكُم إِلَيْهِ تُحْشَرُون}. (البقرة: 195- 203).





شرح المفردات:

وأتموا الحج والعمرة لله: أي إذا بَدأتم مناسِكها وجَب
عليكم إتمامها، وإذا فاتكم ذلك وجب القضاء.

أُحْصِرتُم: الإِحصار هو المنع من إتمام المناسِك بسبب عَدو أو غيره.
استَيْسَر: تيسَّر.
الهَدْي: ما يُهدى من الأنعام تقرُّباً إلى الله، وعند الإِحصار ذَبح شاة على الأقل.
مَحِلَّه: أي المكان الذي يُذبح فيه، وهو مِنى للحاج، والمروة للمعتمر.
صيام أو صَدقة أو نُسك: من كان لا يستطيع الحلق لمرض أو أذى فعليه
الفِدية صِيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، أو ذبح شاة.
فإذا أمِنتم: من الأمان أي إذا استَطعتم إتمام المناسك.
فمن تمتَّع بالعمرة إلى الحج: التَّمتع هو الإِحرام من الميقات بالعمرة،
فيدخل مكة ويعتمر، ثم يتحلل من الإِحرام ويَعود إلى الحياة العاديَّة
منتظراً يوم الثامن من ذي الحجة، حيث يحرم بالحج ويتابع المناسك.
فهو في فَترة انتظار مَوعد الحج يتمتع بكل شيء، ولذلك يَجب عليه
ذَبح شاة، فإن لم يجد فَصِيام عشرة أيام، ثلاثة في الحج، وسبعة
بعد الرجوع إلى بلده. وهذا التمتع لمن ليس من أهل مكة أو المقيمين فيها.
أشهر معلومات هي: شوال، وذو القعدة، وعشرة أيام من ذي الحجة.
فرض فيهنَّ الحج: أوجب على نفسه إتمامه بالإِحرام.
فلا رَفث: الرفث هو ذِكر الجماع ودَواعيه، ويأتي كناية عن الجِماع.
ولا فُسوق: إتيان المعاصي.
ولا جِدال: المناقشة والمشادة حتى يُغضب الرجل صاحبه.
وتزودوا: زاد السفر وزاد التقوى، فقد كان بعض العرب في الجاهلية
يخرجون للحج بغير زاد، ويقولون: نحجّ بيت الله ولا يطعمنا؟؟.
أن تَبْتَغوا فضلاً: تحرَّج المسلمون من التجارة في الحج، فنزلت
هذه الآية تبيح ذلك كما روى البخاري.
فإذا أفَضْتُم: أي نزلتم.
المَشْعَر الحرام: هو المزدَلِفة.
ثم أفيضوا من حيثُ أفاض الناس: كانت قُريش تَقف بالمزدَلفة وسائِر العَرب
في عَرفات، فأُمرت قريش أن تقف مع الناس، وتفيض من حيث أفاض الناس.
أيام مَعدودات: هي أيام التشريق 11- 12- 13 من ذي الحجة.

حول مناسك الحج


بسم الله الرحمن الرحيم {إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ويَصُدُّونَ عَن سَبِيل اللَّهِ والمَسْجِدِ الحَرَامِ الذي
جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً العَاكِفُ فِيهِ والبَادِ ومَن يُرِدْ فِيهِ بإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ *
وإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ البَيْتِ أن لا تُشْرِكْ بِي شَيئاً وطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ والقَائِمِينَ
وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وأَذِّن فِي النَّاسِ بِالحَجِّ يَأتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأتِينَ مِن كُلِّ
فَجٍّ عَمِيقٍ، لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ويَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى ما رَزَقَهُم
مِّن بَهِيمَةِ الأنْعَامِ فَكُلُوا مِنْها وأَطْعِمُوا البَائسَ الفَقِيرَ * ثُمَّ ليَقْضُوا تَفَثَهُمْ ولْيُوفُوا
نُذُورَهُمْ ولْيَطَّوَّفُوا بِالبَيْتِ العَتِيقِ * ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ
وأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ إلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ واجْتَنِبُوا قَوْلَ
الزُّورِ، حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأنَّما خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ
الطَّيْرُ أوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ * ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعَائر اللَّهِ فَإنَّها
مِن تَقْوَى القُلُوبِ * لَكُم فِيهَا مَنَافِعُ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إلى البَيْتِ العَتِيقِ،
ولِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنَسكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ
فإلهُكُم إلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ المُخبِتينَ * الَّذِينَ إذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ
قُلُوبُهُمْ والصَّابِرِينَ عَلَى مَا أصَابَهُم والمُقِيمي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُم يُنفِقُونَ *
والبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم من شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُم فِيهَا خَيرٌ فاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا
صَوَافَّ فَإذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وأَطْعِمُوا القَانِعَ والمُعْتَرَّ كَذَلِكَ
سَخَّرنَاها لَكُم لَعَلَّكُم تَشْكُرُون * لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُها ولَكِن
يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُم كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُم لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ
عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ المُحْسِنِينَ}. (الحج: 24- 37).


شرح المفردات:

العاكُف فيه: المقيم.
الباد: الظّاهر: من بدا أي ظهر، والمقصود هنا الزائر.
بإلحاد: من يُرد فيه إلحاداً،
أي عَملاً مخالفاً للدين وطاعناً فيه، والباء زائدة أي (من يرد فيه إلحاداً بظلم).
بَوَّأنا: هَيأنا.
رجالاً: أي على أَرجلهم.
وعلى كل ضامر: أي ركوباً على كل دابة ضمرت من التَّعب والجوع بسبب السفر.
فج: الفج هو الطريق الواسع بين جبلين.
ويذكروا اسمَ الله في أيام معلوماتٍ على ما رَزقهم من بهيمة الأنعام:
كناية عن نَحر الذبائح يوم النَّحر وأيام التشريق.
حنفاء لله: الحنيف هو المستقيم.
حُرمات الله: جمع حُرمة، وهي ما لا يحل انتهاكه.
شعائر الله: ذبائح الحج.
لكم فيها منافع: يَجوز الانتفاع بها بالركوب إلى أن تبلغ مكان نحرها.
محلها: أي مكان حلها.
منسكاً: الموضوع الذي تُذبح فيه النسك.
المُخبِتين: الخاشِعين- الخاضعين.
البُدْن: جمع بُدْنة، وهي الناقة.
صوافَّ: أي صفت أَقدامها إعداداً للنَّحر، والإِبل تنحر وهي قائمة على ثلاثة أرجل.
وجبت جنوبها: اطمأنَّت على الأرض بموتها.
القانع: الذي لا يَسأل.
المعترّ: الذي يَتعرَّض للسُّؤال.

وجوب الحج:

بسم الله الرحمن الرحيم {إنَّ أوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ للَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلعَالَمِينَ،
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إبْرَاهِيمَ ومَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً ولِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ
اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ومَن كَفَرَ فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ}. (آل عمران: 96- 97).


شرح المفردات:

مقام إبراهيم: هو الحجر الذي وَقف إبراهيم عَليه عند بناء الكعبة، وكان ملتصقًا بها فأخَره
الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، حتى لا يقع تشويش بين الطائفين والمصلين عند المقام؛
إذ من السنّة صلاة رَكعتي الطواف عنده {واتخِذوا مِن مقامِ إبراهيم مُصَلى...}.


المواقيت:

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالحَجِّ وَلَيْسَ البِرُّ بِأن تَأْتُوا
البُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا ولَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا البُيُوتَ مِنْ أبْوَابِهَا
واتَّقُوا الله لَعَلَّكُم تُفْلِحُونَ}. (البقرة: 189).

شرح المفردات:

الأهِلَّة: جمع هِلال، وهو القمر في لياليه الثلاث الأولى.
وقد سأل المسلمون عن القمر وتغيّر إهلاله، فأجيبوا
أن ذلك لتحديد مواقيت الناس في عِبادتهم وأعمالهم.


السعي:

{إنَّ الصَّفَا والمَرْوَة مِن شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ
أن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}. (البقرة: 158).


شرح المفردات:


فلا جُناح: لا إثم، وذلك أن المسلمين تحرَّجوا من السَّعي بين الصفا والمروة؛
لأنه كان من فِعل الجاهلية، فبيَّن الله تعالى أن السعي مِن شعائره، وقد
أخذه العَرب عن جدِّهم إبراهيم إلّا أنهم وضَعوا صنمًا على الصفا وآخر على
المروة، فلما أزالهما الإِسلام لم يكن هناك حَرج في السَّعي إحياء لشعائر الله.



هذه هي ايات التي تناول الحج واما الحج في السنةالمطهرة فسياتي
ذكر الاحاديث التي تناول الحج مع شرح مناسك الحج واركانه


حكم الحج وفضله


الحج لغة: القصد.

‎‎ وشرعاً:

قصد مكة لأداء المناسك في زمن مخصوص بشروط مخصوصة. ‏


حكمه

ركن من أركان الإسلام ، وفرض من فروضه ، من جحد وجوبه فقد كفر.
دليل الحكم

من الكتاب قوله تعالى:


"ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً
ومن كفر فإن الله غني عن العالمين".


وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

"بني الإسلام على خمس:شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله،
وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً"،
وقد أجمعت الأمة على فرضيته وركنيته.



فضل الحج


للحج فضل كبير ، وثواب عظيم ، وفوائد كثيرة، والنفقة فيه ثوابها مضاعف كالنفقة في سبيل الله.

يقول الشيخ عطية صقر-رحمه الله-رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا:

فضل الحج كبير يظهر في بيان حكمة المشروعية التي قال الله فيها


وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق
ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيامٍ معلوماتٍ على ما رزقهم من بهيمة الأنعام).


ومن أجل ذلك جاء في بيان فضله ما يأتي:
أولا:أنه أفضل الأعمال أو من أفضل الأعمال، كما جاء في حديث أبي
هريرة حينما سُئِلَ الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) أي الأعمال أفضل؟


قال:

"إيمانٌ بالله ورسوله، ثم الجهاد في سبيل الله، ثم الحج المبرور"

والحج جهاد، وفضل الجهاد عظيم، وهو ذروة سنام الإسلام.


وفى حديث الطبراني في شأن الرجل الضعيف الذي لا يستطيع أن يجاهد:


"هلم إلى جهادٍ لا شوكة فيه: الحج "،
وفى رواية النسائي:


"جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج ".

وفى رواية البخاري ومسلم أن عائشة قالت للرسول ( صلى الله عليه وسلم ):


"نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: لَكُنَّ أفضل الجهاد: حجٌ مبرور ".


ثواب الحج:


ثانياً: أيضا في الحج مغفرة الذنوب، لحديث البخاري ومسلم:
"من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ".
وفى رواية لمسلم،عندما أسلم عمرو بن العاص:
" أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله وأن الهجرة تهدم ما قبلها، وأن الحج يهدم ما قبله؟ ".
وفى حديث النسائي والترمذي وصححه:
" تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير
خبث الحديد والذهب والفضة، ليس للحجة المبرور ثواب إلا الجنة،


الحجاج والعمار وفد الله إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم ".

كما في حديثٍ رواه ابن ماجة والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.


النفقة في الحج

أما النفقة فيه فقد جاء فيها حديث رواه أحمد، وغيره بإسناد حسن:


" النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله، الدرهم بسبعمائة ضعف ".

منافع الحج:

منافع الحج كثيرة: منافع دينية ، ومنافع دنيوية تستفيد منها مكة
وأهلها استجابة لدعاء إبراهيم ـ عليه السلام:


{ ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرعٍ عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا
الصلاةفاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون }.


ويستفيد من المنافع الحجاج والمسلمون بوجه عام.
ومن هذه الفوائد: تقوية صلة العبد بربه بمثل: التلبية وذكر الله
في المشاعر، والطواف حول البيت، وتقبيل الحجر الذي هو يمين
الله يصافح بهاخلقه ، كما رواه أحمد.


وفيه التواضع الذي جاءت فيه رواية أحمد أن الله يباهي بأهل عرفات الملائكة فيقول:


"انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً ضاحين من كل فجٍ عميقٍ أشهدكم أني قد غفرت لهم ".

وفيه ارتباط بمهد النبوة، وتذكر لحوادثَ ماضيةٍ قيِّمة، كما
أن فيه عاملاً من عوامل الوحدة بين المسلمين
والله أعلم.


في أي سنة من الهجرة فرض الحج ؟


الحمد لله
"الصواب أن فرض الحج كان في السنة التاسعة، ولم يفرضه الله تعالى قبل ذلك؛
لأن فرضه قبل ذلك ينافي الحكمة، وذلك أن قريشاً منعت الرسول صلّى الله عليه
وسلّم من العمرة فمن الممكن والمتوقع أن تمنعه من الحج، ومكة قبل الفتح بلاد
كفر، ولكن تحررت من الكفر بعد الفتح، وصار إيجاب الحج على الناس موافقاً للحكمة.
والدليل على أن الحج فرض في السنة التاسعة : أن آية وجوب الحج في
صدر سورة آل عمران [وهي قوله تعالى :
(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) آل عمران/97] ،
وصدر هذه السورة نزلت عام الوفود.


فإن قيل: لماذا لم يحج النبي صلّى الله عليه وسلّم في التاسعة، وأنتم تقولون إنه واجب على الفور؟

فالجواب: لم يحج صلّى الله عليه وسلّم لأسباب:

الأول: كثرة الوفود عليه في تلك السنة، ولهذا تسمى السنة التاسعة عام الوفود، ولا شك
أن استقبال المسلمين الذين جاؤوا إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم ليتفقهوا في دينهم
أمر مهم، بل قد نقول: إنه واجب على الرسول صلّى الله عليه وسلّم؛ ليبلغ الناس.الثاني:
أنه في السنة التاسعة من المتوقع أن يحج المشركون، - كما وقع -
فأراد النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يؤخر من أجل أن يتمحض حجه للمسلمين فقط،
وهذا هو الذي وقع ،
(فإنه أَذَّن في التاسعة ألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان) متفق عليه .

وكان الناس في الأول يطوفون عراة بالبيت إلا من وجد ثوباً من قريش،
فإنه يستعيره ويطوف به، أما من كان من غير قريش فلا يمكن
أن يطوفوا بثيابهم بل يطوفون عراة" انتهى .
"الشرح الممتع" (7/14، 15) .
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (11/10) :
"اختلف العلماء في السنة التي فرض فيها الحج ،
فقيل في سنة خمس ، وقيل : في سنة ست ، وقيل : في سنة تسع ، وقيل :
في سنة عشر ، وأقربها إلى الصواب القولان الأخيران ،
وهو أنه فرض في سنة تسع أو سنة عشر ، والله أعلم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز... الشيخ عبد الله بن غديان ... الشيخ عبد الله بن قعود .




بعدما تناولنا فضل الحج بالنسبة للحجاج في المشاركة السابقة
سوف نستكمل مع فضل العشر الاواخر من ذي الحجة عموما وهده
بشارة لمن لم تسمح له الظروف للحج



فضل العشر الاواخر من ذي الحجة



لقدتفرّد الله سبحانه وتعالى بالخلق والاختيار، قال تعالى:

{ وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون }
( القصص 68)،


ومن رحمته بالعباد أن فاضل بين الأوقات والأزمنة، فاختار منها أوقاتاً خصّها
بمزيد الفضل وزيادة الأجر؛ ليكون ذلك أدعى لشحذ الهمم، وتجديد العزائم،
والمسابقة في الخيرات والتعرض للنفحات، ومن هذه الأزمنة الفاضلة أيام عشر
ذي الحجةالتي اختصت بعدد من الفضائل والخصائص .

وإنما حظيت عشر ذي الحجة بهذه المكانة والمنزلة لاجتماع أمهات العبادة فيها وهي:
الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها .


فضيلة هذه العشر جاءت من أمور كثيرة منها:

أن الله تعالى أقسم بها: والإقسام بالشيء دليل على أهميته وعظم نفعه،
قال تعالى: (والفجر وليال عشر) قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد
وغير واحد من السلف والخلف: إنها عشر ذي الحجة. قال
ابن كثير: "وهو الصحيح" تفسير ابن كثير8/413.


أفضل أيام الدنيا :شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنها أعظم أيام الدنيا،
و أن العمل الصالح فيها أفضل منه في غيرها، كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما،
حيث قال - صلى الله عليه وسلم-:


( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا:
يارسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله،
إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء )
رواه الترمذي ، وأصله في البخاري ،

وفي حديث ابن عمر :
( ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه
العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) رواه أحمد .



الحث فيها على العمل الصالح: لشرف الزمان بالنسبة لأهل الأمصار،
وشرف المكان أيضا وهذا خاص بحجاج بيت الله الحرام.



يوم عرفة :

وهو اليوم المشهود الذي أكمل الله فيه الدّين وصيامه يكفّر آثام سنتين، وفي العشر
أيضا يوم النحر الذي هو أعظم أيام السنة على الإطلاق وهو يوم الحج الأكبر الذي
يجتمع فيه من الطاعات والعبادات ما لا يجتمع في غيره.



أن فيها الأضحية . قال - صلى الله عليه وسلم:

( أعظم الأيام عند الله تعالى، يوم النحر، ثم يوم القرّ )
رواه أبو داود .

الأعمال الفاضلة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في عشر ذي الحجة:

أداء الحج والعمرة: وهي من أفضل ما يعمل في هذه العشر حج بيت الله الحرم،

التوبة النصوح:

ولا غناء للمؤمن عنها في جميع الأوقات والأزمان . لانه لا يدري في أي لحظة يموت.

الصيام:فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة. فقد ثبت عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم عرفة فقال:
( يكفّر السنة الماضية والباقية )
رواه مسلم .

*- التكبير: فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر. والجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضع يجوز فيه ذكر الله إظهارا للعبادة، وإعلانا بتعظيم الله تعالى. ويجهر به الرجال وتخفيه المرأة.
وصفة التكبير: الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد، وهناك صفات أخرى.والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولا سيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل

*- الإكثار من الأعمال الصالحة عموما: من الصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والصدقة وبر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من طرق الخير وسبل الطاعة.

*- الأضحية: وهي سنة مؤكدة في حق الموسر، بل إن من العلماء من قال بوجوبها وقد حافظ عليها النبي - صلى الله عليه وسلم -

فهذه أهم الأعمال الصالحة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، ويبقى باب العمل الصالح أوسع مما ذُكِر، فأبواب الخير كثيرة لا تنحصر، ومفهوم العمل الصالح واسع شامل ينتظم كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، فينبغي لمن وفقه الله، أن يعرف لهذه الأيام فضلها، ويقدر لها قدرها، فيحرص على الاجتهاد فيها، ويحاول أن يتقلل فيها ما أمكن من أشغال الدنيا وصوارفها، فإنما هي ساعات ولحظات ما أسرع انقضاءها وتصرمها، والسعيد من وفق فيها لصالح القول والعمل .
فليحرص المسلم على مواسم الخير فإنها سريعة الانقضاء، وليقدم لنفسه عملا صالحا يجد ثوابه أحوج ما يكون إليه

ولمن يريد الاستماع الى المخاضرات ومعرفة المزيد بخصوص فضل هذه الايام المباركة اليكم هذه المحاضرات المميزة


الشيخ أيمن سامي


Cant See Images

Cant See Links

Cant See Images


التوقيع :

لااله الا الله محمد رسول الله
laa ilaaha ilaa allaah muhameed rasoolullah

which means
None is Worthy of Worship But Allah and Muhammed is
the Messenger of Allah

قال تعالى:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي
الألْبَابِ *الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي
خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ*)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ))

ذكرى الله في الصباح والمساء
remembrance allah at morning and evening
Fortress of the Muslimحصن المسلم باللغة الانجليزية

ONLINE ISLAMIC BOOKS
http://www.kitabosunnah.com/islamibo...he-muslim.html




http://dalil-alhaj.com/en/index.htm









رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:42 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir