أكثر ما يضايق الناس مرتادي المراكز التجارية أو «السناتر» أو «المولات» ـ كما يحلو للناس أن يطلقوا عليها ـ «هي الحالة التي ربما يحق لنا أن نسميها بالعري والأجساد شبه الخليعة التي تخرج من غير خجل أو حياء إلى الناس عارضة نفسها على الملأ، فرحة بنظرات الإعجاب والاسترقاق التي تبدر من الشباب غير آبهة بنظرات القرف والاشمئزاز التي تصدر من الآخرين رجال ونساء.
خلاعة مدعومة بسلوكيات وتصرفات تنم ليس فقط عن ثقافة غريبة غير مقبولة من كل صوب وحدب تفد إلينا كالطوفان فتدمر ما يصادفها من قيم ومثل ومبادئ وأخلاق، بل عن استهتار غير عادي بعادات المجتمع ولا أدنى مراعاة لقيم وثقافة أهله التي ترفض الابتذال في اللبس ولا تعرف إلا الاحتشام.
حتى قاطعت الكثير من الأسر مراكز تجارية وأماكن بعينها لكثرة ما يرون فيها من مناظر خليعة تزيد أحيانا على ما تعرضه الفضائيات الهابطة لتصبح اللقطات والمشاهد حية أمام النشء فيظن أنها مشاهد عادية وبمرور الوقت تدخل في وعاء العادة ولن تكون مذمومة ومحرجة.
هنا يبرز لنا أهمية حملة مول الإمارات التي قررت العمل بشكل حازم وحاسم مع ما يبدر من البعض الذي أساء فهم واستخدام الحرية الشخصية فأصبح يضرب بكل شيء عرض الحائط ويعصف بسلوكه كل المثل.
نعم نتفق تماما مع اللائحة التنظيمية لمول الإمارات بضرورة الملابس المحتشمة وقد بدا لنا البعض وكأنه على شاطئ البحر أو في حمام سباحة مغلق لشدة الخلاعة، العناق الحار والقبلات الساخنة التي نرفض أن يراها الأبناء في عروض السينما، أصبحت تأتي عليهم حتى أصبح الواحد يشعر وكأنه يشاهد زوجين في غرف النوم المغلقة.
الصغار تتملكهم الدهشة، ومع إطالة النظر إلى ما يرون يدخلون في موجة ضحك بريئة تضيع معها كل محاولات ذويهم بتجاهل ما يرونه وتأكيد أن ما يحدث أمامهم هو عيب وحرام وفق ما تعلموه وتربوا عليه.
حملة مول الإمارات لا شك أنها أسعدت الجميع ونتمنى في هذا الصدد أن نسمع عن حملات مماثلة تشنها كل المراكز التجارية في دبي وغيرها ضد العري .. وحي على الاحتشام.
العرض العادي
