خبراء: عام 2008 يشهد الكشف عن أول عاصمة للسياحة العربية البينية

[abo _mohammed]

خبراء: عام 2008 يشهد الكشف عن أول عاصمة للسياحة العربية البينية

في ظل منافسة قوية ومطالبات بضرورة التكامل في القطاع

Cant See Images

المجلس العالمي للسياحة والسفر يختار مدينة دبي لاستضافة أعمال القمة العالمية للسياحة والسفر في أبريل المقبل («الشرق الاوسط»)

القاهرة: راوية الجبالي
من المنتظر أن يشهد العام الحالى 2008 الكشف عن ملامح المدينة المرشحة لتكون أول عاصمة للسياحة العربية البينية، وهو البرنامج الجديد الذي قرر المجلس الوزاري العربي للسياحة إطلاقه بدءاً من العام الحالي 2008 وحتى العام المقبل 2009. ورحب خبراء السياحة المصريون بتلك الخطوة مؤكدين أهمية تشجيع السياحة العربية البينية والتي لم تتجاوز 42% من السياحة العربية أي أن نحو 58% من السياحة العربية تتجه إلى خارج الوطن العربي، في حين أن السياحة الأوروبية تشمل 88% للسياحة البينية و12% للسياحة خارج أوروبا.
ولفت الخبراء إلى حدوث تغيرات في الخريطة السياحية داخل العالم العربي، ويكفى أن المجلس العالمي للسياحة والسفر اختار مدينة دبي لاستضافة أعمال القمة العالمية للسياحة والسفر التي ستنعقد من 20 إلى 22 أبريل (نيسان) من العام الحالي 2008، فيما لم يكن يفكر أحد منذ سنوات في أن حدثا كهذا يمكن أن يجرى على أرض تلك المدينة الصغيرة.

ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه التقرير السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي الصادر نهاية العام الماضي 2007 تحت عنوان «منافسة السياحة والسفر» أن حصول دولة الإمارات العربية المتحدة على المرتبة 18 بصفتها الدولة العربية الوحيدة ضمن ترتيب أفضل 20 دولة سياحية، حيث يستند هذا التصنيف على مؤشر التنافس السياحي الذي يغطي نمو القطاع في 124 دولة عبر كل أنحاء العالم.


كما أعطى نجاح مهرجان جدة السنوي دفعة للمحاولات السعودية في تحقيق تواجد معقول في مجال السياحة العربية الترفيهية، رغم تركيزه على جذب السياحة الداخلية من أبناء المملكة وساهم في ترسيخ الصورة الذهنية لمدينة جدة كوجهة سياحية وخاصة للاستمتاع بساحل البحر الأحمر الغني بأنواع مميزة من المنتجعات السياحية تصل إلى أكثر من 60 منتجعا، بالإضافة إلى مدينة درة العروس السياحية وقرية مرسال.

ولا يتنافس العرب بينهم البعض في ملعب مقفل، فعلى القرب تقع دول آسيوية أصبحت تجذب مزيدا من السياح العرب الذين كانوا يتوجهون الى دول كمصر ولبنان وتونس يوما بعد يوم وقد وصل الارتفاع في عدد السائحين من الإمارات الى سنغافورة إلى 20 %مقارنة بالعام الماضي، كما زادت أعداد القادمين من السعودية بنسبة 12 % ومن الكويت بنسبة 13%. أما ماليزيا فقد أظهرت الإحصاءات أن عدد السائحين القادمين إليها من دول مجلس التعاون الخليجي شهد ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة تتراوح بين 6% و23% خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة مع العام الماضي. وتتوقع ماليزيا أن تستقطب 300 ألف سائح من منطقة الخليج خلال عام 2008. وأوضح فتحي نور مستشار وزير السياحة المصري أن مصر تحرص على مكانتها في السياحة وتقدم كل يوم الجديد لجذب السياح عن طريق طرق مجالات سياحية جديدة وكذلك بسن قوانين والتشريعات لتسهيل الاستثمارات الأجنبية في البلاد على رأسها قانون تملك الأجانب للوحدات والأراضي بنظام حق انتفاع في سيناء شمال شرق البلاد لمدد تصل إلى 90 عاما بعد أن كان التملك فيها ممنوعا على الأجانب، مشيرا الى أن أهم دليل على تزايد جاذبية مصر هو الإقبال الهائل لرأس المال العربي على الاستثمار فيها في هذا المجال.

ومن جانبه، قال هشام شكري رئيس لجنة السياحة بجمعية شباب الأعمال إن مصر ما زالت هى الأولى سياحيا على مستوى الوطن العربي ولا توجد دولة تشكل تهديدا لسياحة دولة أخرى، نافيا أن تكون دولة مثل تونس التي لا تعمل شواطئها أكثر من ثلاثة أشهر سنويا منافسة لمصر وكذلك السعودية التي لا يمكن أن تراهن إلا علي السياحة الدينية.

أما الدكتور صبري عبد السميع الأستاذ بكلية السياحة والفنادق فقد اعترف بأن العديد من الدول تسحب من حصة مصر من السياحة وضرب أمثلة بدولة مثل الإمارات والتي استطاعت أن تضع نفسها في مصاف الدول السياحية عن طريق سياحة التسوق وكذلك قطر باهتمامها بالسياحة الرياضية حيث تقوم بتنظيم بطولات رياضية دولية في التنس والسيارات تجذب شريحة من السياح وحتى السعودية بدأت تتنبه للسياحة غير الدينية وبدأت تنجح على مستوى السياحة الداخلية لمواطنيها. وأضاف أن رغم ذلك فان صعوبة التأشيرات لدخول دول الخليج قد تحد من هذه الجهود. ومن جهتها، أوضحت الدكتورة محيا زيتون أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر أن دولا عربية مثل تونس والمغرب أصبحت من أهم الدول السياحية التي تنافس مصر وخاصة أن أسعار السياحة الداخلية في مصر أصبحت مرتفعة للغاية بالنسبة للمصريين بالمقارنة بالأسعار التى تمنح للسائحين من خارج مصر وخاصة للحجوزات الفردية. وعن دبي قالت د. محيا إن السياحة المتجهة إليها ليست دائما بغرض الترفيه والتنزه ولكن كثيرا ما تكون بغرض عمل بيزنس أو لأغراض اقتصادية ولذلك فان جزءا كبيرا من طفرة دبي السياحية يرجع لإقبال فئة رجال الأعمال على التوجه لهذه المدينة التي أصبحت مركزا تجاريا وتسويقيا وهم يدخلون بتأشيرات سياحية ويتم إحصاؤهم كسياح.

وتشيرا إحصاءات وزارة السياحة المصرية إلى أن 200 ألف مصري زاروا الإمارات بنهاية العام الماضي 2007 لشؤون التجارة والاستثمار أو بناء على دعوة من ذويهم في هذا البلد.

ورأى، عمرو صدقي نائب رئيس جمعية رجال الأعمال السياحيين أن اهتمام عدد من الدول العربية بالسياحة يصب في مصلحة السياحة المصرية، مفسرا ذلك بأن السائح الذي يقطع حوالي خمس عشر ساعة طيران يفضل أن يزور أكثر من دولة في المنطقة. وأشار صدقي إلى أن هناك بالفعل تعاونا بين مصر وعدد من الدول العربية في السياحة، وأن هناك تعاونا بين مصر والأردن وكذلك مع تونس التى أفادت مصر كثيرا في مجال سياحة اليخوت، مؤكدا أن نجاح الإمارات في السياحة اعتمد بالأساس على نجاحها في تسويق برامجها وهو ما ينقص مصر.

وفى هذا السياق، اعترف هشام زعزوع بأن السياحة لدول شرق آسيا مثل تايلاند وماليزيا اقتطعت من السياحة العربية البينية وكذلك من نصيب الدول العربية من السياحة العالمية.

وطالب زعزوع بتفعيل دور منظمة السياحة العربية والتي أنشئت مؤخرا في التنسيق بين الدول العربية لتحقيق نوع من التكامل السياحي.

كما أكد هشام شكري رئيس لجنة السياحة بجمعية شباب الأعمال على ضرورة التكامل بين الدول العربية في القطاع السياحي، مشيرا إلى أنه لو حدث ذلك فإنه سيتيح وضع برامج مشتركة لتسويق عدد من الدول العربية المتجاورة مثل مدينة طابا في مصر والعقبة في الأردن أو تسويق الساحل الشمالي في مصر مع مناطق في ليبيا كذلك يمكن تسويق مدينة أسوان في مصر مع شمال السودان الذي يحتوى أيضا على آثار.

وأوضح شكري أن هذا الاتجاه في تسويق البرامج السياحية سيؤدى إلى زيادة جودة التسويق وتقليل تكاليفه.


وشددت الدكتورة محيا على ضرورة وجود تنسيق بين وزراء السياحة العرب حتى لا يكون هناك حرق للأسعار أو أي شكل من أشكال المنافسة الضارة في مجال السياحة بين الدول العربية وبعضها، مشيرة إلى أن هذا التنسيق لا يمكن أن يلغى وجود قدر من المنافسة بين الدول العربية.

Cant See Links

التوقيع :

قال تعالى :
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
[فصلت:33]