ينعم ضيوف الرحمن خلال وجودهم في مشعر منى بجميع الخدمات التي يحتاجون إليها من مستشفيات ومراكز صحية تابعة لوزارة الصحة والحرس الوطني ووزارتي الدفاع والداخلية التي تقدم خدماتها على مدار الساعة من دون انقطاع، إضافة إلى مراكز الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر السعودي.
ورمى الحجاج أمس جمرة العقبة فقط اتباعا لسنة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبعدما انتهوا من الرمي شرعوا في الحلق أو التقصير للتحلل الأصغر ثم نحروا الهدي لمن عليه هدي من الحجاج وسيطرت القوات العاملة في جسر الجمرات على حركة الحشود الهائلة, ويواصل ضيوف الرحمن إكمال مناسكهم أيام التشريق الثلاثة، إلا من تعجل منهم فبإمكانه الذهاب إلى الحرم المكي الشريف ليطوف طواف الوداع بعد أن يرمي الجمرات غدا, وخلال أيام التشريق يرمي الحجاج الجمرات الثلاث ابتداء بالجمرة الصغرى ومن ثم الوسطى وأخيراً جمرة العقبة الكبرى.
وانتشرت الأكشاك الخاصة بالمواد التموينية والغذائية في مشعر منى التي تباع بأسعار في متناول الجميع وتحت إشراف وزارة التجارة والصناعة وأمانة العاصمة المقدسة وسجلت الجهات المعنية بالحج أمس نجاحا ملموسا عقب رمي ضيوف الرحمن جمرة العقبة بسهولة ويسر في أول أيام التشريق وألسنتهم تلهج بالشكر والثناء على الجهود الكبيرة التي بذلتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتوسعة جسر الجمرات بتكلفة تجاوزت أربعة مليارات ريال.
وشهدت الطرق المؤدية إلى جسر الجمرات انسيابية في الحركة ولم يسجل مركز القيادة والسيطرة أي حوادث تذكر رغم أن عدد الحجاج وصل إلى رقم قياسي في حج هذا العام بلغ 2408849 حاجا منهم 1.7 حاج من الخارج و679 ألف حاج من الداخل أغلبهم من المقيمين وسارت جموع الحجيج في المسارات المحددة حسب الخطة الموضوعة بكل طمأنينة حيث أسهم مشروع تطوير جسر الجمرات في تذويب الكثافة الكبيرة لضيوف الرحمن مما مكنهم من أداء مناسكهم بسلاسة ملحوظة كما أن اتباع نظام التفويج جنبهم مشكلات التزاحم عند الرمي.وانتشر أكثر من عشرة آلاف رجل أمن عند مداخل ومخارج الجسر لتنظيم حركة دخول وخروج الحجاج عبر المسارات ومنع التدافع والتزاحم وشكل رجال القوات الأمنية حواجز لتوجيه الحجاج نحو المسارات المحددة وانتشرت عديد من فرق الهلال الأحمر في محيط جسر الجمرات لتقديم الخدمات الإسعافية للحجاج الذين يتعرضون للإجهاد فيما نفذت الطائرات العمودية طلعات جوية في سماء مشعر منى لمتابعة حركة سير ضيوف الرحمن وتقديم التقارير اللازمة أولا بأول لمعالجة أي اختناقات كما انتشرت فرق الكشافة لإرشاد الحجاج التائهين عن مخيماتهم بعد رمي جمرة العقبة وقامت فرق النظافة التابعة لأمانة العاصمة المقدسة برفع المخلفات حتى لا تكون عائقا أمام حركة الحجاج أثناء دخولهم إلى جسر الجمرات وخروجهم منه.
وأكد اللواء سعد بن عبد الله الخليوي مساعد مدير الأمن العام لشؤون العمليات مساعد قائد قوات أمن الحج لإدارة تنظيم المشاة، أن الحجاج القادمين من الشرق إلى الغرب سيكون اتجاههم واحداً ما عدا طريق الملك فهد وطريق الملك فيصل حيث خصص للعودة.
وزودت هذه الطرق بكثير من اللوحات والإرشادات التي تبين للحجاج هذا التنظيم بحيث لن يسمح بالالتقاء بين الحجيج في الذهاب والإياب.
وقد دخل ضمن هذا التنظيم تزويده بقوة إضافية هدفها ضمان تدفق الاتجاه الواحد ومنع عكس الاتجاه للحجاج القادمين من الشرق إلى الغرب وقال إن هذا التنظيم بني على أساس علمي بعد الرجوع إلى كثير من التجارب السابقة ومعتمدين على الدراسات النظرية وقد رافق ذلك الكثير من ورش العمل مع خبراء من الداخل والخارج إضافة إلى اعتمادنا على ما قدمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج من دراسات وأبحاث وتبعا للتغير الذي حصل في منطقة الجسر والمنطقة المحيطة به، كما تمت الاستفادة من أفكار القيادات الأمنية والميدانية التي لها خبرة وتجربة إضافة إلى تجربة الأمن العام الممثلة في إدارة شؤون الحج والعمرة
وقال إن من مهام قيادة قوة المشأة هي منع الافتراش في الممرات والطرق ومنع نقل العفش ونصب الخيام في المناطق غير المخصصة مشددا في الوقت نفسه إن لدى رجال الأمن التوجيه بمنع الحجاج المخالفين سواء أثناء الانتقال لرمي الجمرات أو أثناء الافتراش في الممرات والطرق الداخلية خاصة أن البدائل موجودة ومتاحة وتتمثل في السكن النظامي في مشعر منى.
العرض العادي
