آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 21007 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14787 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20960 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 22348 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 56418 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 51495 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43403 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 25793 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 26180 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 32078 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 04-19-2010, 02:12 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

abo _mohammed

المشــرف العــــام

abo _mohammed غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









abo _mohammed غير متواجد حالياً


أروع ماقاله الشيخ عائض القرني



أروع ماقاله الشيخ عائض القرني

Cant See Images


* إذا أهمك رزق غد فمن يكفل لك قدوم غد , وإذا أحزنك ماحدث بالأمس فمن يعيد لك الأمس ..


* لماذا تفكر في المفقود ولا تشكر على الموجود
وتنسى النعمه الحاضره وتتحسر على النعمة الغائبه ,
وتحسد الناس وتغفل عما لــديك ...

* إذا زارك يوم جديد فقل له مرحباً بضيف كريم ثم أحسن ضيافته
بفريضة تودئ وواجب يعمل ,وتوبه تجدد ولا تكدره بالآثام والهموم فإنه لن يعود .

* الحياه قصيره فلا تقصرها أكثر بالنكد ,
والصديق قليل فلا تخسره باللوم ولأعداء كثير
فلا تزيد عددهم بسوء الأخلاق ..

* لا تحمل كل نقد يوجه إليك على أنه عداوه ,بل استفد منه بغض النظر
عن مقصد صاحبه فإنك إلى التقويم أحوج منك إلى المدح ..

* السعاده عطر لا تستطيع أن ترشه على من حولك دون أن تعلق بك قطرات منه ..

* إذا أشتد عليك وضاق بك الكرب .
وجاءك اليأس , فأنتظر الفرج ..

* أعقل الناس أعذرهم للناس , فهو يحمل تصرفاتهم وأقوالهم
على أحسن المحامل فهو الذي أراح واستراح ..

* إحذر المتشائم فإنك تريه الزهره فيريك شوكها
وتعرض عليه الماء فيخرج لك منه القذى , وتمدح له الشمس
فيــشكو حرارتها ..

* هنيئاً لمن بات والناس يدعون له
وويل لمن نام والناس يدعون عليه .
وبشرى لمن أحبته القلوب , وخساره لمن لعنته الألسن


على بوابة الوحي المعجزة الخالدة


المقدمة :

أحمدك يا رب حمد مقر بربوبيتك ، معترف بألوهيتك ، متعبد بأسمائك ، أنت الأول فليس قبلك شئ ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شئ ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، وأنت الحي القيوم الذي لا يموت والإنس والجن يموتون ، أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . وأشهد أن محمد عبدك ورسولك وصفيك وخليلك ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .

أما بعد ، فإن القرآن هو معجزة محمد عليه الصلاة والسلام التي بعث بها ، وهي معجزة دائمة باقية دوام الإسلام وبقاء الحق .

والقرآن أسمى وأجل من أن يمدحه بشر ؛ لأنه كلام رب البشر ، وأعلى وأعظم من أن يثني عليه مخلوق ؛ لأنه تنزيل من الخالق ، وإن أحسن الأوقات وأسعد اللحظات حين يعيش العبد مع آياته البينات تاليا متدبرا خاشعا .

وقد أحسن علماء الأمة في تفسير كتاب الله ، فمنهم من قصد اللغة في القرآن فشرح اللفظ وبسط القول فيه ، ومنهم من قصد الآثار وما ورد في الآية من أحاديث وأخبار فجمع وأوعى ، ومنهم من أراد مقاصد الكلام وفقه كتاب الله فاستنبط من الآية ما فتح به الفتاح العليم


والناس كل له مذهب في قراءته ومطالعته ؛ فما يعجب ذاك ؛ لأنه قد علم كل أناس مشربهم ، ثم أنهم لا يصبرون على طعام واحد ولا يدومون على حال واحدة ، فمهما كتب كاتب من القرآن وجد لما كتبه محبين ومعجبين ، وقد استعنت الله في كتابة ما أستطيعه من معان تظهر لي عند تلاوة كتابه لو لم أستفد من كتابتها إلا أنها كانت سببا لتدبيري القرآن والتأمل في حكمه ومواعظه وقصصه وأخباره وأحكامه وأمثاله لكان ذلك من أجل فائدة واحسن عائدة ، وقد حرصت على أن يكون ما كتبته وعظا لمن قرأه ولمن سمعه ، وتربية لمن طالعه وتأمله ، وجانبت الفنون التي ذكرها المفسرون في تفاسيرهم ؛ كالمسائل اللغوية والنحوية ، وفروع الفقه ، وجمع الآثار الوارد في الآية بل حاولت التسهيل والتقريب مع ربط أحوال الناس بالقرآن في كل أحوالهم وفي شؤون حياتهم ، وربما بسطت الكلام عن الآية كمعان ظهرت لي لا يجمل إغفالها .


ولك أن تعتبر ما كتبته من التفسير الوعظي الأدبي التربوي الذي يعتمد على الأسلوب الخطابي ليكون صالحا إن شاء الله للخطيب على المنبر ، وللوعظ في محاضراته ، وللمعلم في دروسه ، ولعل من عنده أدنى باللغة العربية أو أثاره من علم يفهم ما أكتبه ويعي ما أمليه ؛ فالمقصود بهذا الكلام جمهور الناس وإنما كانت الشريعة في عمومها للغالب والجمهور وجانبت الغريب والشاذ من الأقوال وإيراد الخلاف في تفسير الآية وحشر أقوال المفسرين ، وكل هذا مفروغ منه فيما كتبته الأمة من قبل ، فنحن بحاجة إلى إلهاب العاطفة ، واستثارة الهمة ، ومخاطبة الوجدان في زمن غلبت فيه المادة والخلود إلى الأرض ، والتهافت على الشهوات ، والوقوع في المنهيات ، والعزوف عن العلم ، والإعراض عن الفقه في الدين ، فكان من المهم توجيه الرسائل الخطابية الوعظية التربوية ، وقد تكون في ثنايا التفسير او في غصون شروح الحديث ؛ لأن الأسلوب العلمي التقريري قد تم والحمد لله وكثرت كتبه وتعددت مصنفاته .

وأسأل الله باسمه الأعظم الذي وأسأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب أن يقبله مني وأن ينفعني به ومن قرأه أو سمعه إن ربي على كل شيء قدير .


(وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ )

ليس من مواهبه الشعر ولا من طبيعته ، وليس عنده وقت لتهوك الشعراء ووله الأدباء ، وليس لديه خيال شارد يقتص سوارح الأفكار ، بل جاء برسالة جليلة ووفد بوحي عظيم ، وأن محمد صلى الله عليه وسلم ليس شاعر يضرب الأخماس بالأسداس ، ويهيم في أودية الخيال ، بل هو نبي معصوم ، كل كلمة منه دين ، وكل جملة منه سنة ؛ لأنه جاء لإصلاح العالم ، وليس لدغدغة العواطف وملاعبة المشاعر كما يفعل الشعراء ، فليس عنده فراغ في العمر لنظم بنيات الأفكار ، ولا لإطراب الجمهور ، والحق مقصده ، والإصلاح أمنيته : (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ)

ولم يكن صلى الله عليه وسلم شاعر ؛ لأن الشعر لا ينبني على الحقائق ، ولا يقوم على البرهان ، فالشعر مزيج من الخيال والهيام والغرام والوله والكذب والزيف ، وصان الله رسوله صلى الله عليه وسلم من ذلك .

وما ينبغي لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يقول الشعر ، فما جاء لتسلية الناس ولا لمدح الملوك ، ووصف الديار والبكاء على الآثار ، بل أتي ـ بنفسي هو ـ لغسل الضمير من أوضار الشرك ، وتطهير الروح من دنس الوثينة ، وعمارة الكون بالإيمان ، فأنفاسه تعد ، وثواني عمره تحسب ؛ لأن مهمته لا تحمل التأخير فهو مبعوث من الخالق إلى الخلق برسالة محمدية عنوانها لا إله إلا الله محمد رسول الله . العاطفية والتسليات لهو تعطيل لهذه الرسالة عن أداء مهمتها وتفريغ لها من محتواها الجلي العامر .

إن مع محمد صلى الله عليه وسلم ما هو أجمل من الشعر ، وأبهى من الأدب ، وأحسن من الحسن ، ألا هو هذا الكتاب الباهر المعجز الذي أسكت الشعراء ، وأفحم الأدباء ، وأذهل العلماء ، وحير العرب العرباء :

إذا تغلغل فكر المرء في طرف

من حسنه غرقت فيه خواطره


(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)



نحن نقص عليك فدع قصص غيرنا ، ولا تلفت إلى قصص سوانا ؛ لأن قصصنا هو الحق الصريح والعلم الصحيح ، قصص تسكب في النفس نهرا من النور ، وفي الضمير وابلا من الرشد ، قصص ليس كقصص البشر الذي يعتريه ضعف النقل ، أو شذوذ الغرابة ، أو جموح الخيال ، أو مخالفة المعهود ، ومناقضة سنة الكون .

يروى في بعض الآثار أن الصحابة قالوا : يا رسول الله ، لو قصصت علينا ، فأنزل الله : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) وقالوا : لو حدثتنا فأنزل : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيث) وقالوا : لو وعظتنا ، فأنزل : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ) .

إن في عالم المعرفة اليوم آلاف القصص بكل لغات البشر ، ولكنها عرضة للتحريف والتزييف والزيادة والنقص ، ثم إنها ليست قطعية في ثبوتها ولا دقيقة في نقلها مع ما يكتنفها من تهويل وتضخيم وتكلف وافتعال ، فبعضها لا حقيقة لها إلا في عقول مصنفيها ، وبعضها له أصل ولكنه أضيف إليه أضعافا مضاعفة من المبالغة حتى مسخ الأصل وشوه ، وبعضها ثابت لكن قدم بأسلوب فاتر وعرض بعرض مشلول .

أما هذه القصة وأمثالها من قصص القرآن فيكفيها سموا وجلالا ورفعة أن الله هو الذي يقصها على عبده المصطفى وحبيبه المجتبى صلى الله عليه وسلم .

وفي قوله : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ ) تنبيه على الاتجاه إلى مصدر المعرفة ومنبع الحقيقة ، والمسلم يتلقى علمه وثقافته من هذا الكتاب الجليل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خافه تنزيل من حكيم حميد . وما أدري كيف يصلح شأن أمة تستورد قصصها من مروجي المكر ، وساسة الخداع ، وسماسرة الرذيلة ، وكيف يهتدي جيلها وهو يطاله زبد تلك الأقلام الكافرة بربها ، العاقة لفطرتها ، المتنكرة لمبادئها ؟ ‍!

ولن نقص عليك قصصا فحسب بل أحسن القصص ، ويرى بعض أهل العلم أن أحسن القصص هنا هي قصص القرآن كله ، فقصصه بالنسبة لعامة القصص أحسن قصص وأوثقها وأجملها وأكملها .

ومن أهل العلم من قال : بل المقصود بأحسن القصص قصة يوسف ؛ لأنها مذكورة في السياق المقدم لها بهذا الاحتفال والتنبيه .

وإن قصة يوسف أحسن قصة بالنسبة لما يماثلها في غرضها ومعناها ، بل كل قصة في القرآن أحسن وأجل من مثيلاتها في غير القرآن ، وقصة يوسف أحسن قصة ، لأن فيها مقاصد الهداية ومعاني الإصلاح وأسرار الفلاح ما يفوق الوصف .

فقصص الناس إما قصة بطولية تهيج النفس الغضبية على الاعتداء وطلب الثأر وحب الانتقام بلا ضوابط ولا أصول ، وإما قصة غرامية تشعل الغريزة وتحرك كوامن الشهوة بلا رادع من تقوى ، ولا وازع من عفاف ، ولا حجاب من صيانة ، وإما قصة غابرة بلا ثقة من ناقل ، ولا اطمئنان إلى صدق ، ولا مراعاة للحقيقة .

قصة يوسف فيها دروس تربوية ترتقي بالنفس في سلم الفضيلة ، وتصعد بالروح في معارج الكمال .

في القصة كيف تكون خاتمة من آمن بالله ، وصدق معه ، وأخلص له ، وصبر على أمره ، ودعا إليه ، وجاهد في سبيله . وفي القصة نهاية المكر ، وعاقبة الكيد المحرم ، والحسد المؤذي ، وفيها انتظار الفرج وحسن الظن بالله ، والفأل الحسن والاستكانة إلى موعوده ، والرضا بأمره ، والسكون إلى اختياره ، والاطمئنان إلى جميل صنعه .

وفيها جلال التقوى ، وجمال العفة ، وحسن مراقبة الله ، وإيثار طاعته والانتصار على النفس الأمارة بالهوى الجارف والشباب المجنح .

في قصة يوسف رؤيا تفسر ، وأحلام تعبر النبي صلي الله عليه وسلم
وأمثال تضرب ، وعظات تطرق ودروس تلقى . في القصة قميص يلطخ بدم
، وقميص يقد من دبر ، وقميص يلقى على الأعمى فيرتد بصيرا .

في القصة رجل يتهم بامرأة ، ورجل يتهم بسرقة ، وذئب يتهم بقتل ، وفيها طفل يصارع الحياة ، وإخوة يغلبهم الحسد ، وأب يبرح به حب ابنه ، وبئر يلقى فيها غلام ، وقافلة تبيع العبيد ، وملك يغفل أمور القصر ، وامرأة يغفلها هواها ، وزنزانة تستقبل داعية ، وشيخ كبير يذهب البكاء ببصره ، وقافلة تعبر الصحراء لطلب المعاش ، وصواع الملك يختفي ، ومحاكمة وشهود ، ومفاجآت ليست في الحسبان .

كل موقف يختم بحبكة ، وكل مشهد ينتهي بقفلة ، وكل رحلة فيها عبرة .

وفي القصة آهات ودموع ، وتفجع وشكوى ، واتهامات وحقائق ، ومكائد ودسائس ، وإهباطات وانتصارات ، وفيها وحشة غائب ، وفرحة لقاء ، وحزن وفرقة ، وسرور اجتماع ، وإسمال فقر ، وهالة ملك ، ونفس أمارة ، ونفس مطمئنة ، نبوة وسلطان ، وحرية ورق ، ونساء وخدم ، حاشية ومستشارون ، وشباب وشيوخ ، بيع وشراء .

قميص من عالم اللباس ، وامرأة في دنيا النساء ، وذئب وسبع بقرات في ارض الحيوان ، وصواع من قسم الأواني .

طفل يقفده أهله ، ويكيده إخوانه ، ويبكيه أبوه ، ثم يباع في سوق الرقيق ، ثم يدخل الخدمة في القصر ، ثم يعيش النكبة في السجن ، ثم ينعم بالملك ، ثم يحضى بجمع الشمل وتمام الأمر وكمال الأمنية ، ثم يموت .

المشاهد تلاحقك أينما اتجهت ، الصور تملأ ناظريك حيثما التفت ، يثب قلبك مع كل مشهد ، ويقفز مع كل حركة .

(إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)



كل ما سبق توطئه وتمهيد للقصة ، وتهيئة لها ولفت انتباه قبل إيرادها وسردها .

وتبدأ القصة الشائقة الماتعة الرائعة بلا حواش ثقيلة وبلا تفاصيل مملة .

تبدأ ويوسف في عهد الصبا وسن الطفولة ، يستفيق ذات يوم من نومه وقد رأى رؤيا عجيبة ليقصها على أبيه النبي يعقوب عليه السلام .

رأى يوسف أحد عشر نجما مع الشمس والقمر يسجدان له . وعرف يعقوب التأويل ؛ لأن النبوة في قلبه ، ولم يشرح ليوسف الرؤيا لمصلحة رءاها ، بل وجد أن الأهم من ذلك وصيته له بكتمها وعدم إفشائها وترك نشرها على إخواته ؛ لأنها سوف تثير عليه حسدا دفينا وعداوة متربصة وانتقاما مؤذيا .

وفي الآية لطف الأب مع ابنه وحنانه عليه ، وتوجيهه إلى ما ينفعه ، وتحذيره عما يسوءه ، ونجابة يوسف وذكائه مع صغره ، وعرض الرؤيا على العالم إذا كانت من المبشرات ، وترك تفسير الرؤيا إذا كان في ذلك مصلحة ، وكتم السر إذا حصل بإفشائه ضرر وعليه الأثر : (( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ، فإن كل ذي نعمة محسود )) ، والحذر من الأقران ، وستر النعم إذا خشي من إظهارها عدوان عليها ، وأن الشمس والقمر والنجوم في المنام عظماء أو علماء أو زعماء ، وفيه تفسير الرؤيا قد تتأخر سنوات عديدة وأزمانا مديدة ثم تقع بإذن الله .

وإنما قال رايتهم لي ساجدين ، بالجمع للعقلاء ، ولم يقل ساجدات ؛ لأنه لما نسب إليها السجود وهو وصف لمن يعقل ألحقها بالعقلاء وهذه رؤيا ليست عادية ، بل تنبئ عن مستقبل زاهر ليوسف ، وسوف يكون له مع التاريخ صولة ومع الدهر دولة ، ومع الأيام جولة ، سوف بصل إلى تحقيق هذه الرؤيا لكن عبر طريق ملؤه الشوك والضنى والمشقة والبلوى والدموع والشكوى والفراق والفجيعة والمكر والكيد والحبس والقيد والأذى والتشويه والامتحان والصبر كما قال أبو الطيب :

جزى الله المسير إليك خيرا
وإن ترك المطايا كالمزاد


سوف تقع هذه الرؤيا كفلق الصبح ، ولكنها لن تقدم بين عشية وضحاها وعلى طبق من ذهب ، لأن المنازل العالية والمراتب الجليلة لا يوصل إليها إلا بجهود شاقة وتكاليف باهظة وتضحيات هائلة ؛ لأن السنة اقتضت ذلك والحكمة نصت على ذلك ليكون العطاء لذيذا ، والهبة غالية ، والثمن ضخما راقيا .

لا يدرك المجد إلا سيد فطن
بما يشق على السادات فعال

لولا المشقة ساد الناس كلهم
الجود يفقر والإقدام قتال


وفي الوحي المقدس : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) لا والله لا يصل واصل إلى الولاية الكبرى والسعادة العظمى والعبودية الحقة إلا بجهد مبذول ، وعرق مسفوح ، ودم مسفوك وعرض يمزقه الحسد ، وسمعه يشوهها الجناة ، وقلب يبلغ الحنجرة من التهديد والوعيد ، وكبد حرى تشوى على جمر الانتظار ، وقلب مفجوع بويلات المواقف ، وأهوال تشيب لها رؤوس الولدان ، وحتى يختطف النصر بجدارة ، ويؤخذ الكتاب بقوة ، وينال المجد بتضحية ، وتقطف الثمرة باستحقاق ، وتعطى الجائزة بتأهيل ، فآدم يأكل الشجرة ويهبط ويندم ويتوب وينكسر ثم يجتبى ويعلو ويكرم ، ونوح ينوح من عقوق الابن ، وشقاق المرأة ، ومحاربة قومه ، وموسى يتجرع الغصص ، ويقف تلك المواقف التي يهتز لها الكيان ويرتجف من هولها الجنان مع تهم وإيذاء ، وصد ومنازلة ، وحروب وإعراض وإرجاف .


وإبراهيم يعيش حياته جهادا في سبيل الله مع تكذيب والده ، والأمر بذبح ابنه ، وإعراض قومه ، ووضعه في النار وملابسة الشدائد ، والمرور بالنكبات والمصائب .

وعيسى يذوق طعم الافتراء المر ، والأذى المعتمد ، والفقر المضنى .

ثم تختم قائمة الأنبياء وصحيفة الرسل بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فتجمع له هذه النكايات جميعا ليكون أعلى الكل كعبا ، وأثبتهم قدما ، وأسعدهم حظا ، فيموت أبوه وهو حمل ، ثم يتبعه جده وهو طفل ، ثم يلحقه عمه في زمن الضعف ، ثم تتلوه خديجة زمن النصر ، ثم يطرد من مكة طردا ، ويشرد تشريدا مع الضرب بالحجارة ، ووضع السلى على الرأس ، مع قاموس من الشتائم بوصفه بالجنون وقتل الأصحاب ، وموت الأبناء ، وقذف الزوجة ، ومصاولة اليهود ، وتكذيب النصارى ، ومحاربة المشركين ، وتربص المنافقين ، وصلف الأعراب ، وتيه الملوك ، وبطر الأغنياء ، مع مراراة الفقر ، وجدب المعيشة ، وعوز الحاجة ، وحرارة الجوع ، ومعاناة قلة ذات اليد ، فالمرض عليه يضاعف ، فهو يوعك كما يوعك رجلان منا ، شج وجهه وكسرت ثنيته وجرح في جسمه ، ثم كان الله معه في كل ذلك ففاز بالزلفى ونال حسنى العقبى ، بل وصل أشرف المقامات وأجل الرتب .

ويوسف هنا تبدأ معاناته من هذه الرؤيا ، ويستقبل رحلة طويلة ، وشفرا قاصدا بهذه الرؤيا ، لتتحول الأحلام إلى حقائق في حياته ، وتصبح الرؤيا قضايا مصيرية في مستقبله .

ونواصل مع يوسف سجل حياته ، ودفتر عمره وذكرياته ؛ لنرى ماذا سوف يقع ، وما هي النهاية .


(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)

هذا عقد بين المسلم وربه ، وميثاق بين العبد ومولاه ، أن يصرف العبد كل عبادته الله ـ عز وجل ـ ولا يشرك معه غيره ، وأن لا يستعين إلا بربه جل في علاه ، فمن العبادة والمسألة والطلب ، ومن الله العون والتأييد ، وهذه الآية ما سأل )) وهي ملخص دعوة الأنبياء وموجز رسالة الرسل عليهم السلام .

ومعاني القرآن مجموعة في هذه الآية ، فالله أوجب على الخلق ، وهو أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، وأوجب على نفسه لهم حقا إذا فعلوا ذلك وهو لا يعذبهم .

والعبادة التي يريدها الله من الخلق هي : فعل كل ما أوجب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الأقوال والأفعال الظاهرة والخفية ، واجتناب ما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم من ذلك ، والاستعانة طلب العون من الله في كل أمر لا يستطيع عليه المخلوق ولا يقدر عليه إلا الخالق ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام لابن عباس : (( إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله )) .

(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) وثيقة مقدسة يعلنها المسلم في كل ركعة من صلاته فريضة كانت أو نافلة ليذكر نفسه دائما بهذا العهد العظيم ، الذي من أجله خلق الإنسان ، ومن أجله أرسلت الرسل ونزلت الكتب ، وقام سوق الجنة وسوق النار ، ومد الصراط ، ونصب الميزان ، وبعث الخلق من قبورهم ، وحصل ما في صدورهم ، وعرضت عليهم صحفهم ، وأقيم عليهم شاهد من أنفسهم .

(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) هي قضية الخلاف بين المسلمين والمشركين ، وهي معاني لا إله إلا الله ، ومن أجلها وقع القتال بين أولياء الله واعدائه ، وحصلت الحروب بين ح-الشيطان ، فما بعث الرسل عليهم السلام إلا من أجل أن يعبد الله وحده لا شريك له ، وما سألت دماء الشهداء إلا ليوحد الله ويفرد بالعبادة ويختص بالتوجيه دونما سواه جل في علاه .

(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) سعادة أبدية ونجاة سرمدية بها يتم الصلاح وينال الفلاح وتسهل الأمور وتدفع الشرور ،ولا ينال رضي الله ورحمته وعفوه ومغفرته وعونه وهدايته وتسديده إلا بإياك نعبد وإياك نستعين . ولا تحصل النعم ولا تدفع النقم ولا يحصن من المتالف ويسلم من الصوارف ويحفظ من الكوارث والفتن والمحن إلا بإياك نعبد وإياك نستعين، وهي عاصمة لمن قام بحقوقها من الزلل والتخبط العقدي والهوج الفكري والضلال العلمي والسفه الأخلاقي والانحطاط السلوكي والشطط العلمي؛ لأن في إياك نعبد وإياك نستعين عناية ربانية ورعاية إلهية، وولاية إيمانية، وبركة القرآن.

وهي أعظم فتح يفتح به علي الإنسان، فيكرم ويجتبي من عالم الطين، ويصطفي من دنيا الانحلال والتمزق والاضطراب والضياع والانحراف والذل والخنوع والخيبة ، فيرتقي هذا الإنسان بإياك نعبد وإياك نستعين مكرماً في معرج القبول عند ربه. وفي سلم الوصول إلي مولاه ، وفي درجات الفوز إلي خالقه ، وهذا أعظم مجد وأجل رفعة وأحسن منزلة وأشرف رتبة، ويهون معها المجد الدنيوي الموقت المنقطع الزائل الفاني من منصب أو جاه أو مال أو ولد أو شهرة، فيصبح المسلم بهذه الكلمة عزيز الجانب، قوي الركن، عامر القلب، مطمئن النفس، منشرح الصدر،منبلج الخاطر نير البصيرة، لأنه اتصل بالله، ودخل في نسب العبودية، ولبس تاج الخدمة للأحد الصمد، وحمل راية الولاية، وتشرف بالانضواء تحت علم )إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)

(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) صلة بين الأرض والسماء، وبين الضعف والقوة، والفقر والغني، والبقاء والفناء، وصلة بين العبد الضعيف الفاني وبين الله القوي الغني الحي القيوم، فيها يحرر الإنسان من الرق للطاغوت، والعبودية للوثن والاستسلام للشهوات، والوقوع في براثن الغواية، والسقوط في مهالك الردى، وبها يغسل الإنسان من رجس الشرك ونجاسة الجاهلية، وخبث الكفر وأدران الفسق، وأوساخ المعصية ، وبها يطهر ضمير العبد من الخواء ، وقلبه من النفاق، وعمله من الرياء، ولسانه من الكذب ، وعينه من الخيانة، ونفسه من الظلم، فيصبح بإياك نعبد وإياك نستعين عبداً لله مخلصاً مبراً من الشرك نقياً من الوثنية ، معصوماً من نزغات الشيطان محفوظاً من فتنة الشهوات والشبهات.

(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)

إن العبد أحوج ما يكون لطلب الهداية من ربه؛ لأن العبد وحده لا يستطيع أن يهتدي ولا يملك مفتاح الهداية ولا يعرف طريقها ولا يجيد هذا ولا يميز بين الحق والباطل والرشد والغي ما لم يهده ربه سواء السبيل فالذي يملك الهداية هو الله وحده لا هادي لمن اضل ولا مضل لمن هدى. وهو يهدي من يشاء رحمة وكرماً . ويضل من يشاء قضاء مبرماً سبق علمه أنه لا يهتدي. فوجب علي العبد أن يهلج بهذا الدعاء في كل ركعة من صلاته لتصبح المسألة حية في ضميره، سارية في دمه ، ماثلة نصب عينه، ليتذكر دائماً نعمة الهداية إلي صراط الله المستقيم، وهي أجل نعمة تسدى للعبد ، وأعظم مكرمة تمنح لهذا المخلوق، والهداية معرفة الحق الذي بعث به محمد صلي الله عليه وسلم. والعمل به والموت عليه والبذل لأجله والتضحية في سبيله والجهاد لدوام هذا الحق وخلوده وانتصاره وعلوه وعزته.

والصراط المستقيم هو طريق الله الواضح المبين الموصل إلي رضوانه وطاعته ومغفرته وجنته، وهو طريق بينه الله ودل عليه الرسل، وشهدت باستقامة الكتب، ووافقت علي السير فيه الفطرة، ومضي عليه موكب الأولياء، وضوعت به دماء الشهداء، وهو طريق واحد لا ثاني له. فريد لا مثيل له متميز لا شبيه له، وهو مستقيم أقرب موصل إلي الفوز والفلاح والنجاة، واسهل معبر إلي الأمن والسكينة والاطمئنان ، وايسر جسر إلي الرضوان والتوفيق، كل المسالك سواه مضطربة، كل الطرق ما عداه معوجة ، كل السبل غيره متلوية، وهذا الصراط المستقيم لا يهدي إليه إلا ولا يدل عليه إلا الرسل وأتباعهم ، ولا يسلكه إلا من سبقت له الحسنى، ولا يحيد عنه إلا من حقت عليه الغواية ، وكتبت عليه اللعنة ، وحاقت به الخطيئة ، وأوبقة شيطانه ونفسه وهواه.

وهذا الصراط المستقيم مجمل وتفصيل ، اما مجمله فهداية عامة لكل من سار علي هذا الصراط ومضي في هذا الطريق يريد النجاة من غضب الله ولفوز برضوانه، ومفصل هذا الصراط استقامة لا التفات فيها، وقيام تفاصيل الدين وشعائر الملة، وبذل النفس والنفيس لإعلاء كلمة الله وصرف العمر كله في العبودية، وإنفاق ساعات الزمن وأنفاس الوقت في مراسيم الطاعة صلاة وصياماً وزكاة وحجاً وجهاداً وإنابة ومحبة وخشية وتوبة ورهبة ورغبة، مع المحافظة علي سنن المعصوم، والتحلي بأخلاق القدوة الحسنة والتأسي بصفات الإمام الأعظم صلي الله عليه وسلم .

وهذا الصراط المستقيم محطاته ومعالمه ومنازله موصوفة في كتاب الله العظيم وسنة النبي الكريم. بل إن الرسالة كلها والشريعة أجمعها شرح لهذا الصراط المستقيم، والوحي اوله وآخره توضيح وبسط لهذا الصراط المستقيم، والله جل في علاه علي صراط مستقيم ، والرسول النبي الأمي يهدي إلي صراط مستقيم. والقرآن الكتاب المعجزة يهدي إلي الصراط المستقيم.

فجملة أهدنا الصراط المستقيم كلية من كليات الشريعة، وقاعدة من قواعد الإيمان، واصل من أصول الدين، ولهذه الآية وإخواتها عظم قدر سورة الفاتحة، فكانت من السبع المثاني، والشافية والكافية وأم القرآن، وافتتح بها المصحف، وفرضت في الصلاة ، وجمعت فيها الملة، وشفت بإذن الله من الأمراض.

فكم من لديغ للشيطان ذاق ترياقها فتعافي ، وكم من جريح من أسهم الغواية عب من تميزها فتشافي، اللهم أهدنا صراطك المستقيم حتى نعبره إليك لنلقاك وأنت راض عنا، محسن إلينا، لطيف بنا، إنك تهدي من تشاء غلي صراط مستقيم.

قوله: (إِنَّ شَانِئَكَ)

هجوم أدبي كاسح، وتهديه رباني ماحق ساحق، لأعداء محمد صلي الله عليه وسلم وخصومه ومبغضيه، وهذا ذب عن شخصه الكريم ، ودفاع عن مقامه العظيم، فإذا كان المدافع الحامي والناصر هو الله فلتقر عينه صلي الله عليه وسلم بهذا النصر والدفاع والولاية، وشانئه صلي الله عليه وسلم لا يكون إلا كافراً مارداً حقيراً خسيساً؛ لأنه ما أبغضه إلا بعد ما أصابه بخذلان ، وكتب عليه الخسران، وأراد له الهوان،وإلا فإنسان مثل الرسول صلي الله عليه وسلم يوجب النقل والعقل حبه، إذ لو كان الطهر جسداً كان جسده صلي الله عليه وسلم ولو كان النبل والسمو صورة لكان صورته بأبي هو وأمي، فهو منتهي الفضيلة، وغاية الخصال الجميلة، والمستحق للوسيلة ، وصاحب الدرجة العالية الرفيعة الجليلة، فكان الواجب علي من عنده ذرة رأي، وبصيص من نور ، إذا كان يحترم عقله أن يحب الإمام العظيم لما جمع الله فيه من الفضائل ، ولما حازه من مناقب، ولكن واحسرتاه، علي تلك العقول العفنة، والنفوس المتدثرة بجلباب الخزي، القابعة في سراديب البغي، الراتعة في مهاوي الرذيلة ، كيف عادته مع كماله البشري، ومقامه السامي، فكأنه المقصود بقول الشاعر:

أعادي علي ما يوجب الحب للفتي
وأهدأ والأفكار في تجول

وقول الآخر:

إذا محـــاسني الآتي أدل بها
كانت ذنوبي فقل لي كيف أعتذر





رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:31 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir