آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 18005 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 12513 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 18512 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 19960 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 54069 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 49285 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 41261 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 23828 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 24144 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 30048 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 02-25-2011, 12:37 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


تـاريـخ ليـبـيـــا المعاصر والقديم

تـاريـخ ليـبـيـــا المعاصر والقديم

تــــاريــخ ليــــبــــيــــا


تتمتع "ليبيا" بموقع جغرافي مميز. فهي تقع في وسط الشمال الأفريقي، ويبلغ طول ساحلها على البحر المتوسط 955 .1 كم . وتمتد رقعتها الشاسعة من وسط ساحل أفريقيا الشمالي على البحر المتوسط حتى مرتفعات شمال وسط القارة الأفريقية. تبلغ مساحتها 760.000 .1 مليون كم مربع وتأتي في الترتيب الرابع من حيث المساحة بين الأقطار الأفريقية . وتعتبر "ليبيا" جسرا مهما يربط بين أفريقيا وأوروبا. وتعد موانيها الصالحة لاستقبال السفن على مدار السنة مثل مينائي بنغازي وطرابلس وغيرهما منافذ جيدة لتجارة بعض الأقطار الأفريقية كالنيجر وتشاد ومالي مع العالم الخارجي . كما أنها بموقعها هذا - تعتبر حلقة اتصال مهمة بين مشرق الوطن العربي ومغربه . ولهذا السبب يظهر فيها بوضوح التقاء وامتزاج التيارات الثقافية والحضارية العربية والإسلامية . إن هذا الموقع الجغرافي المهم جعل تاريخ "ليبيا" السياسي يرتبط ارتباطا وثيقا بالتاريخ العربي والإسلامي، وكذلك بتاريخ أقطار شرق وجنوب البحر المتوسط بصفة عامة . وقد كان لها منذ أقدم العصور دور فعال في التطور السياسي لهذا الجزء من العالم . عرف قدماء المصريين الأقوام التي تقطن إلى الغرب من مصر بالليبيين . كانت القبيلة الليبية التي تعيش في المنطقة المتاخمة لمصر هي قبيلة الليبو LIBU . وقد ورد ذكر هذه القبيلة لأول مرة في النصوص المصرية التي تنسب إلى الملك مرنبتاح MERNEPTAH من الأسرة التاسعة عشرة (القرن الثالث عشر ق . م ). ومن اسمها اشتق اسم ليبيا وليبيين . وقد عرف الإغريق هذا الاسم عن طريق المصريين ولكنهم أطلقوه على كل شمال أفريقيا إلى الغرب من مصر، وهكذا ورد عند هيرودوت الذي زار "ليبيا" في بداية النصف الثاني من القرن الخامس ق .م . وقد بلغ بعض القبائل درجة من القوة مكنها من دخول مصر وتكوين أسرة حاكمة هي الأسرة الثانية والعشرون، التي احتفظت بالعرش قرنين من الزمان (من القرن العاشر إلى القرن الثامن ق . م ) استطاع مؤسس تلك الأسرة الملك شيشنق أن يوحد مصر، وأن يجتاح فلسطين ويستولي على عدد من المدن ويرجع بغنائم كثيرة . بدأ اتصال الفينيقيين بسواحل شمال أفريقيا منذ فترة مبكرة . بلغ الفينيقيون درجة عالية من التقدم والرقي وسيطروا على البحر المتوسط واحتكروا تجارته وكانوا عند عبورهم ذلك البحر بين شواطىء الشام وإسبانيا، التي كانوا يجلبون منها الفضة والقصدير، يبحرون بمحاذاة الساحل الغربي من ""ليبيا" وذلك لأنهم اعتادوا عدم الابتعاد كثيرا عن الشاطىء خوفا من اضطراب البحر. كانت سقنهم ترسو على شواطىء "ليبيا" للتزود بما تحتاج إليه أثناء رحلاتها البحرية الطويلة . وقد أسس الفينيقيون مراكز ومحطات تجارية كثيرة على طول الطريق من موانئهم في الشرق إلى إسبانيا في الغرب. وعلى الرغم من كثرة هذه المراكز والمحطات التجارية فإن المدن التي أنشأها وأقام فيها الفينيقيون كانت قليلة وذلك لملأتهم كانوا تجارا لامستعمرين . ويرجع بعض المؤرخين أسباب إقامة المدن التي استوطنها الفينيقيون في شمال أفريقيا إلى تزايد عدد السكان وضيق الرقعة الزراعية في الوطن الأم، وكذلك بسبب الصراع الذي كثيرا ما قام به عامة الشعب والطبقة الحاكمة . أضف إلى ذ لك ما كانت تتعرض له فينيقيا بين فترة وأخرى من غارات، كغارات الآشوريين والفرس ثم الغارات اليونانية. امتد نفوذ الفينيقيين إلى حدود برقة (قورينائية). وأسسوا بعض المدن المهمة (طرابلس، لبدة، و صبرته) التي لعبت دورا كبيرا في تاريخ الشمال الإفريقي . وقد ازدهرت تجارتهم على الساحل الغربي من ليبيا وذلك لسهولة الوصول إلى أواسط إفريقيا الغنية بمنتجاتها المربحة كالذهب والأحجار الكريمة والعاج وخشب الأبنوس وكذلك الرقيق، وكانت أهم طرق القوافل تخرج من مدينة جرمة . ولهذا صارت تلك المدينة مركزا مهما تجمع فيه منتجات أواسط إفريقيا التي تنقلها القوافل عبر الصحراء إلى المراكز الساحلية حيث تباع للفينيقيين مقابل المواد التي كانوا يجلبونها معهم . واستمر الجرمانيون مسيطرين على دواخل ليبيا لفترة جاوزت الألف سنة. وفي حين دخل الفينيقيون والإغريق في علاقات تجارية معهم، حاول الرومان إخضاع الجرمانيين بالقوة والسيطرة مباشرة على تجارة وسط إفريقيا. ولكنهم فشلوا في ذلك وفي النهاية وجدوا أنه من الأفضل مسالمة تلك القبيلة . استمر وجود الفينيقيين وازداد نفوذهم في شمال إفريقيا خاصة بعد تأسيس مدينة قرطاجة في الربع الأخير من القرن التاسع ق . (814 ق .م ). وصارت قرطاجة أكبر قوة سياسية وتجارية في حوض البحر المتوسط الغربي، وتمتعت بفترة طويلة من الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي . ودخلت قرطاجة بعد ذلك في صراع مرير مع روما. كان الحسد والغيرة يملآن قلوب الرومان على ما وصلت إليه تلك المدينة الفينيقية من قوة وثراء، وبدءوا يعملون ويخططون من أجل القضاء عليها
وبعد سلسلة من الحروب المضنية . تكبد فيها الطرفان الكثير من الأرواح والأموال، وهي الحروب التي عرفت في التاريخ بالحروب البونية، استطاعت روما أن تحقق هدفها وأن تدمر قرطاجة تدميرا شاملا وكان ذلك سنة (146 ق.م.) وآلت بذلك كل ممتلكات قرطاجة - بما فيها المدن الليبية الثلاث طرابلس، لبدة، وصبرا ته - إلى الدولة الرومانية .

أما السواحل الشرقية من ليبيا (برقة - قورينائية)، فكانت من نصيب المستعمرين الإغريق . مثلت، سواحل برقة أحد أنسب المواقع التي يمكن أن ينشئ فيها المهاجرون الإغريق مستعمراتهم، فهي لا تبعد كثيرا عن بلادهم، بالإضافة إلى ما كانوا يعرفونه من وفرة خيراتها وخصب أراضيها وغنى مراعيها بالماشية والأغنام . بدأ الاستعمار الإغريقي لإقليم قورينائية (برقة) في القرن السابع ق . م عندما أسسوا مدينة قوريني ( شحات ) سنة (631 ق . م) كان باتوس الأول هو أول ملك للمدينة، وقد توارثت أسرته الحكم في قوريني لفترة قرنين من الزمان تقريبا لم يكن عدد المهاجرين الأوائل كبيرا إذ يقدره البعض بحوالي مائتي رجل .

ولكن في عهد ثالث ملوك قوريني باتوس الثاني حضرت أعداد كبيرة من المهاجرين الإغريق واستقرت في الإقلي . لقد أزعج هذا الأمر الليبيين، ودخلوا في حرب مع الإغريق من أجل الدفاع عن وجودهم وأراضيهم التي طردهم المستعمرون منها ومنحوها للمهاجرين الجدد. وعلى الرغم من أن الأسرة التي أسسها باتوس الأول استمرت في الحكم زمنا طويلا، فإنها لم تنعم بالاستقرار وذلك بسبب الهجمات التي كانت القبائل الليبية تشنها على المستعمرات الإغريقية في المنطقة الساحلية.

في عهد أركيسيلاوس الثاني _ رابع ملوك قوريني _ تر ك بعض الإغريق، وعلى رأسهم أخوه الملك، مدينة قوريني ليؤسسوا بمساعدة الليبيين مدينة برقة (المرج) . ولما ازداد عدد المهاجرين الذين أتوا إلى مدينة قوريني، أرسلت تلك المدينة بعضا منهم لإنشاء بعض محلات قريبة من الشاطىء. كانت من بينها المحلة التي أنشئت طوخيرة (توكرة) على موقعها.

كما أسست مدينة قوريني مستعمرة أخرى هي مدينة يوهسيبريد يس (بنغازي). وكما كان لقوريني ميناء هو أبولونيا (سوسة)، فإن مدينة برقة هي الأخرى أنشأت ميناء لها في موقع بطولوميس (طلميثه) .

عندما احتل الفرس مصر، بعث ملك قوريني سفارة إلى الملك الفارسي معلنا خضوع إقليم قورينائية . واستمرت تبعية الإقليم لمصر وواليها الفارسي وان كانت في الغالب تبعية اسمية. وفي منتصف القرن الخامس ق . م (440 ق .م) قتل أركيسيلاوس الرابع، آخر ملوك أسرة باتوس، في يوهسيبريديس، وأصبحت قورينائية تضم مدنا مستقلة عن بعضها البعض. وعلى الرغم من أن مدن الإقليم في هذه الفترة قد تمتعت بشيء من الازدهار الاقتصادي، فإنها عانت من الاضطرابات السياسية، فبالإضافة إلى ازدياد خطر هجمات القبائل الليبية، كانت تلك المدن تتصارع فيما بينها، كما عصفت بها الانقسامات الداخلية. وهكذا إلى أن غزا الإسكندر المقدوني مصر (332 ق .م.) واستولى البطالمة الذين خلفوه في حكم مصر على إقليم قورينائية (332 ق .م.) إذ ساد شيء من الهدوء النسبي وأصبحت مدن الإقليم تعرف جميعا باسم بنتابوليس، أي أرض المدن الخمس، فقد تكون اتحاد إقليمي يضم هذه المدن ويتمتع بالاستقلال الداخلي. وبقيت قورينائية تحت الحكم البطلمي حتى أرغم على التنازل عنها لروما سنة (96 ق .م.) وصار الإقليم تحت رعاية مجلس الشيوخ وكان يكون مع كريت ولاية رومانية واحدة إلى أن فصلها الإمبراطور قلديانوس في نهاية القرن الثالث الميلادي.


عند اعتراف الإمبراطور قسطنطين الأول بالمسيحية في النصف الأول من القرن الرابع الميلادي، نجد أن تلك الديانة كانت قد انتشرت في ليبيا. ولكن يجب ألا نفهم أن ذلك كان يعني القضاء على الوثنية. فقد تعايشت الديانتان جنبا إلى جنب فترة قاربت القرن ونصف القرن من الزمان حتى بعد أن جعل الإمبراطور ثيودوسيوس الأول المسيحية الدين الرسمي والأوحد في الإمبراطورية في مرسوم أصدره سنة (392 ق .م.) وهذا أمر لا تختلف فيه ليبيا عن بقية أقاليم الدولة الرومانية. وكان أول أسقف لإقليم برقة سجله التاريخ شخصا يدعى آموناس . وكان ذلك سنة (260 ق .م.) وحضر أساقفة من مدن البنتابوليس أول مؤتمر مسيحي عالمي، وهو المؤتمر الذي دعا إلى عقده الإمبراطور قسطنطين في مدينة نيقيا سنة (325 ق .م.) كان الأسقف سينسيوس القوريني أهم شخصيات الفترة المسيحية في برقة. تولى أسقفية طلميثة وذهب إلى البلاط الإمبراطوري في القسطنطينية على عهد الإمبراطور أركاديوس ليعرض المشاكل التي كانت تواجه الإقليم والتي كان من أهمها الضرائب الثقيلة المفروضة على مدنه . إن المشكلة الرئيسية التي واجهت الإقليم على أيامه هي الدفاع ضد غزوات القبائل الليبية التي زادت حدتها بعد عام (332 ف) ولما لم يكن في الإمكان الاعتماد على مساعدة الحكومة الإمبراطورية، قام سكان المدن والمناطق الريفية القريبة بتنظيم حرس محلي للدفاع عن أراضيهم . إن الصورة التي يعطيها سينسيوس عن الأوضاع في الإقليم دفعت كثيرا من الدارسين إلى القول بأن الحياة في البنتابوليس قد خبت نهائيا في القرن الخامس الميلادي . ومع ذلك فإن الآثار القديمة تثبت أنه بينما كانت المدن تتضاءل ظل الريف محتفظا بحيوية ملحوظة لمدة قرنين من الزمان بعد ذلك .

ولم يكن الأمر يختلف بالنسبة لمدن الساحل الغربي. فبعد زوال الأسرة السيفيرية في النصف الأول من القرن الثالث الميلادي سادت الإمبراطورية حالة من الفوضى والحروب الأهلية لمدة نصف قرن . وبينما استطاعت الأقاليم الأخرى في الإمبراطورية استرداد أنفاسها بعد تلك الأزمة وأعيد إليها شيء من الأمن والنظام استمرت الاضطرابات تعصف بالشمال الإفريقي، الأمر الذي سهل وقوعه في أيدي الوندال. عبرت جموع الوندال إلى شمال أفريقيا حوالي سنة (430 ق .م.) واستولت على مدن إقليم طرابلس التي عانت الكثير مما يلحقه الوندال عادة من خراب ودمار في كل مكان يحلون فيه . وعلى الرغم من أن الإمبراطورية الرومانية قد استعادت الإقليم في القرن السادس الميلادي على عهد الإمبراطور جستينيان عندما نجح قائده بلزاريوس في طرد الوندال، فإن ليبيا سواء في إقليم برقة أو في إقليم طرابلس، ظلت تعاني من آثار تلك الجروح العميقة التي خلفتها جحافل الوندال، وأصبحت البلاد بأكملها مستعدة لاستقبال أي فاتح جديد يخلصها من حالة الفوضى والاضطراب والضعف . وفي هذه الأثناء لاحت في الأفق طلائع الفاتحين من العرب المسلمين، الذين جاءوا ليضعوا نهاية لذلك الوضع السيئ وليفتحوا صفحة جديدة في تاريخ البلاد.

يعتبر الفتح العربي الإسلامي من أعظم الفتوحات تأثيرا وأكثرها عمقا وخلودا في البلاد. انتشر العرب في كل أرجاء البلاد واندمجوا مع السكان المحليين (العرب الذين وصلوا في هجرات متتالية قبل الفتح الإسلامي)، وأصبحت ليبيا بفضل ذلك الفتح الذي تم في القرن السابع الميلادي دولة عربية إسلامية. استطاع العرب بعد فترة وجيزة من قدومهم أن يوطدوا أركان حكمهم وأن ينشروا الأمن في ربوع البلاد. وبقيت ليبيا تابعة للخليفة في الشرق حتى استقل إبراهيم بن الأغلب بولاية أفريقيا حوالي سنة(800 ف) وأصبحت تبعيته للحكومة المركزية في الشرق تبعية اسمية، وهو أمر يبدو أن الخليفة لم يعترض عليه كثيرا وذلك لأن الظروف السياسية في دولته المترامية الأطراف اقتضت اللامركزية في الحكم . أسس ابن الأغلب أسرة ظلت تحكم البلاد حتى سقطت في أيدي الفاطميين سنة (909-910 ف) هذا بالنسبة للجزء الغربي من البلاد، أما الجزء الشرقي فقد ظل في معظم الأحيان تابعا لولاية مصر.
في مطلع القرن العاشر الميلادي، كان دعاة الشيعة نشطين في شمال أفريقيا. جمعوا حولهم عددا كبيرا من الأعوان، واستطاعوا في (910 ف) أن ينتزعوا تونس من الأغالبة، وعملوا على توطيد أركان حكمهم وأخذ أمراؤهم لقب خليفة، متحدين بذلك الخليفة العباسي في بغداد، وفي سنة (969 ف) نجح جوهر الصقلي قائد جيوش الخليفة الفاطمي الرابع المعز لدين الله أخذ مصر من الإخشيديين، واختط مدينة القاهرة، التي أصبحت حاضرة الخلافة الفاطمية التي انتقل إليها المعز لدين الله سنة (973 ف) وترك المعز بلكين بن زيري واليا على شمال أفريقيا، بما في ذلك إقليم طرابلس. وعلى الرغم من الود الذي ميز العلاقة بين الخليفة الفاطمي ونائبه على شمال أفريقيا في البداية، فإن ابن زيري وجد أن الترتيبات التي وضعها المعز لدين الله للولاية غير مناسبة له، حيث جعل المعز لدين الله كل شؤون الولاية المالية في أيدي موظفين يتبعونه مباشرة وهذا ما رفضه ابن زيري الذي ألقى القبض على عمال الخليفة وأرسل خطابا شديد اللهجة إلى المعز في القاهرة، وقد مات المعز لدين الله قبل أن يتمكن من اتخاذ أي إجراء ضد ابن زيري . وخلفه العزيز الذي اعترف بالأمر الواقع وأقر ابن زيري على ولاية أفريقيا التي أصبحت الآن تمتد حتى أجدابيا، وظلت الولاية في أيدي بني زيري حتى سنة (1145 ف)، ولكنها كانت في حالة من الفوضى والضعف سهلت على النورمانديين، الذين كانوا ينطلقون من قواعدهم في صقلية، انتزاع طرابلس بقيادة زعيمهم جوهر الصقلي. وفي عام (1158 ف) نجح الموحدون في طرد النورمانديين من طرابلس. وتمكن الموحدون من تدعيم حكمهم وتعزيز مكانتهم في شمال أفريقيا حتى (1230 ف). وقد ترك الموحدون حكم الأجزاء الشرقية من ممتلكاتهم للحفصيين. إلا أن برقة لم تدخل ضمن المناطق التي سيطر عليها الحفصيون، إذ ظلت تحكم مباشرة من مصر وان تمتعت في بعض الأحيان بالحكم الذاتي.

احتل الأسبان طرابلس سنة (1510 ف) وظلوا يحكمونها حتى سنة (1530 ف) عندما منحها شارل الخامس، إمبراطور الإمبراطورية الرومانية لفرسان القديس يوحنا الذين صاروا يعرفون في ذلك الوقت بفرسان مالطا. وبقي الفرسان في طرابلس إحدى وعشرين سنة. لم يكن الفرسان متحمسين كثيرا للاحتفاظ بطرابلس. فبالإضافة للعداء الذي أظهره الليبيون تجاههم لأنهم اعتبروهم عنصرا أجنبيا دخيلا وأهم من ذلك أنهم أعداء في الدين، اعترض الفرسان على تلك المنحة التي تعني تقسيم قواتهم، كما أن المسافة التي تفصل مالطا عن طرابلس تعني تعذر العون في حالة أي هجوم. وفي سنة (1551 ف)، وبعد الاستغاثات التي وجهت إلى السلطان العثماني، باعتباره خليفة للمسلمين، حضر سنان باشا ودرغوت إلى طرابلس، وفرضا عليها حصارا دام أسبوعا واحدا وانتهى بسقوط المدينة . وفي الواقع أن طرابلس لم تكن أبدا مركزا يستطيع فرسان القديس يوحنا الاحتفاظ به ضد أية مقاومة.

دخلت البلاد منذ (1551 ف) عهدا جديدا اتفق المؤرخون على تسميته بالعهد العثماني الأول وهو الذي ينتهي (1711 ف) عندما استقل أحمد باشا القره مانلي بالولاية .

وقد شمل الحكم العثماني كافة أقاليم ليبيا: طرابلس الغرب، برقة، وفزان، وكان يدير شؤونها وال (باشا) يعينه السلطان. ولكن لم يمض قرن من الزمان حتى بدأ الضعف يدب في أوصال الإمبراطورية العثمانية، وأصبحت الحكومة المركزية عاجزة عن أن تفرض النظام وتتحكم في الولاة الذين صاروا ينصبون ويعزلون حسب نزوات الجند، في جو مشحون بالمؤامرات والعنف. وفي كثير من الأحيان لم يبق الوالي في منصبه أكتر من عام واحد حتى أنه في الفترة ما بين سنة (1672 ف-1711 ف) تولى الحكم أربعة وعشرون واليا. لقد مرت البلاد بأوقات عصيبة عانى الشعب فيها الويلات نتيجة لاضطراب الأمن وعدم الاستقرار.

وفي سنة (1711 ف) قاد أحمد القره مانلي ثورة شعبية أطاحت بالوالي. وكان أحمد هذا ضابطا في الجيش التركي وقرر تخليص البلاد من الحكام الفاسدين ووضع حد للفوضى. ولما كان الشعب الليبي قد ضاق ذرعا بالحكم الصارم المستبد فقد رحب بأحمد القره مانلي الذي تعهد بحكم أفضل، وقد وافق السلطان على تعيينه باشا على ليبيا ومنحه قدرا كبيرا من الحكم الذاتي . ولكن القره مانليين كانوا يعتبرون حتى الشؤون الخارجية من اختصاصهم، كانت ليبيا تمتلك أسطولا قويا مكنها من أن تتمتع بشخصية دولية وأصبحت تنعم بنوع من الاستقلال.

أسس أحمد القره مانلي أسرة حاكمة استمرت في حكم ليبيا حتى (1835 ف) ويعتبر يوسف باشا أبرز ولاة هذه الأسرة وأبعدهم ثرا.
كان يوسف باشا حاكما طموحا أكد سيادة ليبيا على مياهها الإقليمية وطالب الدول البحرية المختلفة برسوم المرور عبر تلك المياه. كما طالب في سنة (1803 ف) بزيادة الرسوم على السفن الأمريكية تأمينا لسلامتها عند مرورها في المياه الليبية. وعندما رفضت الولايات المتحدة تلبية طلبه استولى على إحدى سفنها. الأمر الذي دفع الأمريكيين إلى فرض الحصار على طرابلس وضربها بالقنابل. ولكن الليبيين استطاعوا مقاومة ذ لك الحصار وأسروا إحدى السفن الأمريكية (فيلاديلفيا) عام (1805 ف) الأمر الذي جعل الأمريكيين يخضعون لمطالبهم. وبذلك استطاع يوسف باشا أن يملأ خزائنه بالأموال التي كانت تدفعها الدول البحرية تأمينا لسلامة سفنها. ولكن يوسف باشا ما لبث أن أهمل شؤون البلاد وانغمس في الملذات والترف ولجأ إلى الاستدانة من الدول الأوروبية.

كان السلطان العثماني قد بدأ يضيق بيوسف باشا وبتصرفاته، خاصة عندما رفض يوسف مساعدة السلطان ضد اليونانيين (1829 ف) وفي هذه الأثناء قامت ضد القره مانليين ثورة عارمة بقيادة عبد الجليل سيف النصر. واشتد ضغط الدول الأوروبية على يوسف لتسديد ديونه. ولما كانت خزائنه خاوية فرض ضرائب جديدة، الأمر الذي ساء الشعب وأثار غضبه، وانتشر السخط وعمت الثورة وأرغم يوسف باشا على الاستقالة تاركا الحكم لابنه علي وكان ذلك سنة (1832 ف).. ولكن الوضع في البلاد كان قد بلغ درجة من السوء استحال معها الإصلاح. وعلى الرغم من أن السلطان محمود الثاني ( 1808-1839) اعترف بعلي واليا على ليبيا فإن اهتمامه كان منصبا بصورة أكبر على كيفية المحافظة على ما تبقى من ممتلكات الإمبراطورية خاصة بعد ضياع بلاد اليونان والجزائر (1830 ف). وبعد دراسة وافية للوضع في طرابلس قرر السلطان التدخل مباشرة واستعاد سلطته. وفي26 مايو 1835 ف وصل الأسطول التركي طرابلس والقي القبض على علي باشا ونقل إلى تركيا. وانتهى بذلك حكم القره مانليين في ليبيا. تفاءل الليبيون كثيرا بعودة الأتراك ورأوا فيهم حماة لهم ضد مخاطر الفرنسيين قي الجزائر ثم في تونس، وكذلك خطر الإنجليز الذين بدأ نفوذهم يتزايد في مصر والسودان . ولكن اتصال الدولة التركية بليبيا أصبح صعبا ومحفوفا بالمخاطر نتيجة لوجود الإنجليز قي مصر، الأمر الذي أدى إلى ضعف الحكم التركي في ليبيا وجعل الليبيين يدركون أنه سيكون عليهم وحدهم عبء مواجهة أي خطر خارجي.

كانت إيطاليا آخر الدول الأوروبية التي دخلت مجال التوسع الاستعماري. وكانت ليبيا عند نهاية القرن التاسع عشر، هي الجزء الوحيد من الوطن العربي في شمال أفريقيا الذي لم يتمكن الصليبيون من الاستيلاء عليه.

إن قرب ليبيا من إيطاليا جعلها هدفا رئيسا من أهداف السياسة الاستعمارية الإيطالية. ولم يصعب على إيطاليا اختلاق الذرائع الواهية لتعلن الحرب على تركيا في 29 سبتمبر سنة 1911 ف.. واستطاعت الاستيلاء على طرابلس في 3 أكتوبر من السنة نفسها. قاومت القوات التركية الإيطاليين لفترة قصيرة، ولكن تركيا تنازلت عن ليبيا لإيطاليا بمقتضى المعاهدة التي أبرمت بين الدولتين في 18 أكتوبر 1912، وأدرك الليبيون الآن أن عليهم أن ينظموا صفوفهم ويتولوا بأنفسهم أمر مقاومةالمستعمر. وقد اشتدت مقاومة الليبيين للقوات الإيطالية مما حال دون تجاوز سيطرة الإيطاليين المدن الساحلية. ولما دخلت إيطاليا الحرب العالمية الأولى 1915 ف انضم أحمد الشريف، الذي كان يتولى قيادة المقاومة ضد الغزو الإيطالي في برقة، إلى جانب تركيا ضد الحلفاء، ولكن بعد هزيمة قواته تنازل عن الزعامة لإدريس السنوسي.

وعندما قامت الحرب العالمية الثانية، رآها الليبيون فرصة يجب استغلالها من أجل تحرير بلادهم. ولما دخلت إيطاليا الحرب 1940 ف انضم الليبيون إلى جانب صفوف الحلفاء، بعد أن تعهدت بريطانيا صراحة بأنه عندما تضع الحرب أوزارها فإن ليبيا لن تعود بأي حال من الأحوال تحت السيطرة الإيطالية.

كانت الشكوك تساور الليبيين في نوايا بريطانيا بعد انتهاء الحرب . واتضحت هذه النوايا بعد هزيمة إيطاليا وسقوط كل من بنغازي وطرابلس في أيدي القوات البريطانية. كان هدف بريطانيا المتمشي مع سياستها المعهودة (فرق تسد)، هو الفصل بين إقليمي برقة وطرابلس ومنح فزان لفرنسا، وكذلك العمل على غرس بذور الفرقة بين الليبيين وبينما رأى الليبيون أنه بهزيمة إيطاليا سنة 1943 ف يجب أن تكون السيادة على ليبيا لأهلها، فإن الإنجليز والفرنسيين رفضوا ذلك وصمموا على حكم ليبيا حتى تتم التسوية مع إيطاليا. وأصبحت هاتان الدولتان تتحكمان في مصير ليبيا ضد رغبات شعبها، وبعد كثير من المفاوضات، تم الاتفاق على منح برقة استقلالها الذي اعترف به الإنجليز على الفور، وكان ذلك في أول يونيو 1949 ف ولكن هذا الإجراء الذي كانت غايته تهدئة الليبيين وإلهاءهم عن قضيتهم لم يسكت صوت أحرار ليبيا الذين استمروا في المطالبة بحقوقهم واستعادة حريتهم. إن هذا الإصرار من جانب الليبيين ضمن لقضية ليبيا مكانا في جداول أعمال المؤتمرات التي عقدتها الدول الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية كما نقل الليبيون قضيتهم إلى الأمم المتحدة.

وفي هذه الأثناء كانت الدوائر الاستعمارية تدبر المكائد وتحيك المؤامرات على مستقبل ليبيا. فقد نشرت بريطانيا وإيطاليا في 10/3/1949 ف مشروع بين سيفورزا الخاص بليبيا. ويقضي ذلك المشروع بفرض الوصاية الإيطالية على طرابلس والوصاية البريطانية على برقة والوصاية الفرنسية على فزان، على أن تمنح ليبيا الاستقلال بعد عشر سنوات من تاريخ الموافقة على المشروع . وقد وافقت عليه اللجنة المختصة في الأمم المتحدة في 13/5/1949 ف وقدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للاقتراع عليه. ولكن المشروع باء بالفشل لحصوله على عدد قليل من الأصوات المؤيدة. وبعد مفاوضات كثيرة ومحاولات لإيجاد حلول وسط للقضية الليبية، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 289 في 21/11/1949 ف الذي يقضي بمنح ليبيا استقلالها في موعد لا يتجاوز الأول من يناير 1952 ف، وكونت لجنة لتعمل على تنفيذ قرار الأمم المتحدة ولتبذل قصارى جهدها من أجل تحقيق وحدة ليبيا ونقل السلطة إلى حكومة ليبية مستقلة.


وفي شهر 10/1950 ف تكونت جمعية تأسيسية من ستين عضوا يمثل كل إقليم من أقاليم ليبيا الثلاثة عشرون عضوا. وفي 25/11 من السنة نفسها اجتمعت الجمعية التأسيسية برئاسة مفتي طرابلس لتقرر شكل الدولة. وعلى الرغم من اعتراض ممثلي طرابلس فقد تم الاتفاق على النظام الاتحادي. وكلفت الجمعية التأسيسية لجنة لصياغة الدستور. قامت تلك اللجنة بدراسة النظم الاتحادية المختلفة في العالم، وقدمت نتيجة عملها إلى الجمعية التأسيسية في سبتمبر 1951 ف وكانت قد تكونت حكومات إقليمية مؤقتة، وفي 29/3/1951 ف أعلنت الجمعية التأسيسية تشكيل حكومة اتحادية مؤقتة في طرابلس. وفي 12/10/1951 ف نقلت إلى الحكومة الاتحادية والحكومات الإقليمية السلطة كاملة ما عدا ما يتعلق بأمور الدفاع والشؤون الخارجية والمالية. فالسلطات المالية نقلت إلى الحكومة الليبية في 15/12/1951 ف، وأعقب ذلك في 24/12/1951 ف إعلان الدستور وتولي ليبيا شؤون الدفاع والخارجية.
ولكن على الرغم من كل ما قامت به بعض الدوائر الاستعمارية بعد 1951 ف من أجل الإبقاء على ليبيا مقسمة وضعيفة تحت ذلك النظام الاتحادي، فإن الليبيين قاموا في سنة 1963 ف بتعديل دستورهم وأسسوا دولة موحدة وأزالوا جميع العقبات التي كانت تحول دون وحدتهم. إلا أن الليبيين عانوا الكثير في فترة الاستقلال المزيف من تكبيل بلادهم بسلسلة من القواعد الأجنبية، ومن حكم فاسد عميل، بدد ثروات البلاد وتركهم يعانون ويلات الفقر والمرض والجهل، وبعد طول انتظار لاح الفجر في الأفق، ذلك الفجر الذي جاء تتويجا لكفاح الشعب العربي الليبي الطويل، وثمرة للتضحيات الجسام التي بذلها، إنه فجر الفاتح العظيم 1969
Cant See Links


رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:23 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir