ليس أصعب على المرأة من أن تجد نفسها كسيرة الجناح تلعق جراح طلاقها أو ترملها أو انفصالها عن زوجها وهي تعاني من حصار الذئاب التي تحيط بها من كل جهة تتحين الفرصة للانقضاض عليها وكأنها فريسة جريحة لا تملك إلا الانقياد لمفترسيها!!
أما المجتمع الذي يفترض به أنه السياج الذي تحتمي به فإنه يتحول إلى جزء من حصارها وعامل يعمق جراحها ويزيد انكسارها بقيوده التي لا تتوقف عند حدود شرعية أو اجتماعية!! فمجتمعنا لا يرحم المطلقة أو الأرملة ويتعامل معها كالسجينة المحكوم عليها بالمؤبد والتي يجب أن تقبع في زنزانتها حتى تفارق الحياة فتبقى في زنزانتها ما بقي لها من عمر جسداً بلا روح ولا عقل بلا أمل وحاضر يقيد بالأغلال إلى الماضي فلا يراوح مكانه نحو المستقبل أبداً!!
كم يحزنني أن أجد امرأة تقبع في زنزانتها الاجتماعية فلا تجد من يفتح لها أبواب المستقبل ويزرع في قلبها الأمل ولا تجد من يحميها من الذئاب الشرسة التي تكاد تطبق عليها لأن المجتمع انشغل بمراعاة قشور الصورة الاجتماعية التي يجب أن تسجن داخلها المرأة المطلقة أو المنفصلة عن زوجها أو الأرملة دون أن يهتم للنظر في أعماق هذه الصورة أو قراءة خلفيتها!!
وأولى بنا أن نداوي جراحها ونجبر انكسارها ونكون لها عونا على الوقوف بصلابة لتكون جزءاً من مسيرة المجتمع نحو المستقبل.. لنخلي الزنازين من ساكناتها ولنحطم القيود ونخلع الأبواب الحديدية.. لنمنحهن الإحساس بأنهن لازلن جزءاً من حياتنا من مجتمعنا من عالمنا, لنمنحهن الفرصة لاجتياز جسور المستقبل ولنغلق نوافذ الماضي حتى نرسم الابتسامة على شفاههن ونزرع الأمل في قلوبهن.