ظننت أنه إنسان بما تحمله الكلمة من معانى الخير...وما عرفت أن شأنه شأن كثير من الناس ممن لا يرتدون ثياب التدين إلا لنقص فى الإمكانيات ولقد استبان لى مدى روعة قول الله تعالى:
(وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) الشورى 27
ذلك أنه باع ضميره من أجل لاشيء.. نعم من أجل لا شيء...فما هو الشيء الذى يوازى قيمة الدين واحترام النفس والضمير؟؟!!!
ظننته صديقا حتى بدر منه بوادر اشتهاء الدنيا على حساب الدين والخلق الرفيع ونحن أمة أخلاقها تعلو عليها....
ولا عجب فنحن أمة محمد الذى وصفه القران ب(وإنك لعلى خلق عظيم) حتى إن المنظومة الأخلاقية لتشكل لاوعى مؤثر وفعال فى توجهاتنا السلوكية...
أقول:
راقبته بحذر حتى رأيته يتطلع إلى حظ نفسه فهو يمشى مع هؤلاء لأن الجو العام يسايرهم فهم ذو رفعة وشأن عظيم حتى أمنوا له وعدوه واحدا منهم وتاجروا معه بأموالهم فأخبرهم أنهم خسروا فصدقوه ...وتكررت تلك الألاعيب حتى ظنوا به الظنون ....واجهوه ..تهرب..ظن بهم الظنون...أراد أن يهرب منهم ولا سيما وقد فضحوا مسلكه....هاجمهم ..هاجم أخلاقهم...وقد مدحها من قبل..ساير غيرهم ...حزب الحكومة إنه أكبر إنه أكثر إفادة... زادت معاملاته بينهم وتلك بيئة خصبة للنفاق والتربح غير الشريف...وزاد رفعة فى الدنيا وضعة عند الفاقهين...
وفى ساعة صفا جمعتنى معه قلت له: يا فلان ألا تتق الله ألم يكفك ما أنت فيه.... ألا تعود إلى رشدك......؟؟؟
قال: يا صديقى أنت على الصواب لكنى أريد الدنيا لن أكذب على نفسى لقد سئمت الصعلكة..وأريد أن أكون شيئا مذكورا.
قلت: هدانا الله جميعا....
ما زال يلهو ويلعب واني أو إياه لعلى موعد مع القدر ...نرقبه سويا ..هو يرقب علوه...وأنا أرقب ضعته....وكل ينتظر...والأيام بيننا والقدر سيقول كلمته غدا.
حتى هنا كانت تلك الأحداث بالفعل أحداث حقيقية لشخص ( نموذج ) أعرفه واني لعلى ثقة أن تلك النماذج متكررة بأثواب مختلفة لكنها تنتشر فى بيئة الفساد والنفاق..
ولأمر ما وجدت د/ جابر قميحة يكتب قصيدته بعنوان حوار مع منافق...فوجدت فيها بعض تصوير دقيق لتلك النماذج التى تبعث على الاشمئزاز والقرف.....( أقتطف منها ذلك الجزء)
يقدم د جابر لقصيدته ب:
كان زميل دراسة، وصاحبًا وصديقًا، وكنت آملاً في أن يكون في صف الحق والحقيقة، ولكني ـ واآسفاه ـ رأيته يلقي بنفسه في أحضان النفاق، ـ عن قناعة واقتناع ـ حرصًا على الدنيا وزخرفها وبهارجها. فكان هذا الحوار:
لستُ أنساه : صاحبي وصديقي * * * * فلقد كان في مقامِ شقيقي
ثم هانت عليه نفس تمادت * * * * فرأى في النفاق خيرَ طريق
ترى ماذا يكسب المرء حين يخسر نفسه؟ أو حين يخسر احترام الفاقهين له؟ أو حين يبيع دينه وشرفه من اجل لقمة أو جاه لا يؤبه له به؟!!!
فى المجتمعات التى يشيع فيها النفاق تسود فيها قيم الفهلوة والخداع والرياء...وهذه مجتمعات لا يمكن أن يعلو فيها إلا أهل العوج..ولا عجب أن نجد فيها العالم مهانا و( العالمة) نجمة وإحدى كواكب ونجوم المجتمع.
لا عجب فتلك البيئة لا يستقيم فيها إلا أهل العوج الذين يحاربون بضراوة شديدة أهل الطهارة ويستنكرون عليهم طهارتهم ويسخرون منهم قائلين
(إنهم أناس يتطهرون) !!!!!
أسأل الله أن يعين أهل الصدق على أن ينجو بمجتمعهم من فساد عريض.
الاصدقاء العشوائين لا نختارهم ويتواجدون صدفه وقدر ونفس المؤمن وعاء خير
لايحتوي الا الصلاح والهدى ونداء الله موجه لكل البشر بالتوبه والانابه
يا الله اذا صح منك الود فلكل هينا وكل ما فوق التراب تراب
هدى الله كل من ظل عن سبيله ووقانا واياكم شر فتن الدنيا