يوما ما استيقظت من النوم وشعرت بشيء من الضيق النفسي وسألت نفسي ما هو سبب هذا الضيق إن كل شيء علي ما يرام ولكن لماذا هذا القلق وخرجت من غرفة النوم واتجهت إلي الحمام ونظرت إلي المرآة ووجدت وجهي مختلف عن كل يوم ولكني لم أفعل ما أقوم بفعله كل يوم وذهبت إلي غرفة الجلوس وسألت نفسي ماهو الاضطراب الذي أعيش فيه وأمسكت بالجريدة لكي أغرق نفسي داخل الأخبار الحياتية لكي أنسي ما أنا فيه ولكني لم أستطع ووضعت الجريدة مكانها ثم فتحت التلفاز لكي أري شيء يخرجني مما أنا فيه وفجأة سمعت صوت الهاتف وشعرت بالخوف لأول مرة وفجأة وجدت نفسي منعزل تماما عما يدور حولي الذي أريده هو فقط " الوحدة " ولا أريد أن أتحدث مع أحد ولا أريد أن أسمع شيئا أو أري أحد هذا الإحساس غربيا علي أنني كنت دائما في عملي وفي حياتي الشخصية مجتهد ولا أخاف شيء وكنت دائما أميل إلي الضحك والمرح فطلبت من زوجتي أن تتحدث إلي طبيب العائلة لأخذ ميعاد لي وبعد ذلك جهزت نفسي وذهبت إلي الطبيب فقال لي ما هو عمرك الآن ؟ فقلت له أني ببداية الخمسين فقال لي هل أنت سعيد في حياتك ؟ فقلت له الحمد لله فأنا متزوج ولدي أولاد ولا ينقصني شيء من الناحية المادية وناجح في عملي فقال لي سوف نقوم بعمل تحاليل للدم وخاصة الهرمونات فقلت له أفعل ما تراه مناسبا ولم ينتهي هذا الإحساس الغريب الذي شعرت به من البداية ولكن أزداد عليه الشعور بالحيرة والقلق والخوف من المجهول وتوجهت إلي المعمل لأخذ العينه ثم قال لي الطبيب حاول أن تعيش بهدوء وسلام ثلاثة أيام حتي تظهر نتيجة التحاليل وقضيت هذه المدة في المنزل ولم أذهب إلي العمل وشعرت بان زوجتي وأولادي ينظرون لي نظرة مختلفة وأنني أصبحت شخص أخر ليس الأب أو الزوج المرح أكلي أصبح ضعيف ولا أستطيع أن أتحرك وبعد مضي الثلاثة أيام ذهبت إلي الطبيب وكنت علي اشتياق لمعرفة النتيجة وطلب مني أن أجلس وبدأ يتحدث إلي فقال ما تشعر به شيء طبيعي وممكن أن يحدث لكل انسان طبيعي وهو تغيير في الهرمون الخاص بهرمون الذكوره وهذه المرحلة يمر بها الرجال والنساء علي السواء عندما يفقد الرجل أو المرأة الهرمونات الخاصة وهي هرمون الذكوره وهرمون الأنونثه فهذا شعور طبيعي وغير مقلق وهنا علي الطبيب الخاص بعلاج الهرمونات أن يعالج هذه المشكلة وسوف يعيد الجسم لحالته الطبيعية .
فطلبت من الله أن يحفظنا من المجهول ويجعل حياتنا ترضي أنفسنا وأنت الرحيم يا خالق يا عظيم
تحياتي دكتور / سمير المليجي
العرض العادي
