آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 12581 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7354 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 13239 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14610 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 48737 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43806 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 36024 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20838 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 21095 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 27050 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-21-2007, 06:43 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


المحمل وتاريخ كسوة الكعبة المشرفة

المحمل وتاريخ كسوة الكعبة المشرفة

Cant See Images

Cant See Images

Cant See Images

في مقعد مريح داخل طائرة يجلس الحاج ليجد نفسه
بعد ساعات قليلة داخل الأراضي الحجازية.

هذا ما يحدث إذا كان الحاج من الأثرياء، أما إذا كان
من متوسطي أو محدودي الإمكانات المادية فإن السفر
البري هو وسيلته لتستغرق الرحلة حينئذٍ أياما.

هذا هو الحاضر

ولكن إذا رجعنا إلى الماضي فسنجد تفاصيل مثيرة
لتلك الرحلة، والتي كانت تستغرق شهورًا على ظهور الإبل.


المحمل المصرى

Cant See Images

كان الإعداد لرحلة الحج بمصر يأخذ طابعًا خاصًا، ربما لأن مصر هي
التي كانت آنذاك تحوز شرف إعداد كسوة الكعبة، وإرسالها إلى
الأراضي المقدسة مع قافلة الحجيج على هودج يتقدم القافلة
يُعرف باسم "المحمل"، وكان يُعين له أمير يسمى "أمير المحمل"
، يكون من كبار أفراد الدولة، ويُعهد إليه بقيادة قافلة الحجاج إلى مكة،
وتأمين عودتها وتوفير الحراسة الكافية لها، والإشراف على تجهيزها
من الجمال والبغال والخيام، وسائر الاحتياجات واللوازم الضرورية
في أثناء الرحلة. وكان من اختصاصه تحصيل ضريبة من التجار
والموسرين لتغطية نفقات تصنيع الكسوة وتجهيز أموال

Cant See Images

ويُرجع أغلب المؤرخين بداية إرسال المحمل إلى السلطان
ركن الدين "بيبرس البندقداري" ملك مصر سنة 670هـ. إلا
أن السير الشعبية ربطت بدايات المحمل بعهد سلطانة مصر
"شجرة الدر" آخر حكام الدولة الأيوبية، إذ قيل إنها سافرت لأداء
مناسك الحج في هودج على ظهر جمل مع قافلة الحجاج،
وزينته بخمائل الحرير والتطريز البديع ورصعته بالأحجار الكريمة،
وحملت معها الهدايا والستائر للكعبة والحجرة الشريفة. ولكن
هذه السير ليس لها أيُ سندٍ تاريخي بل إن كثيرًا من المؤرخين
استبعدوا ذلك، وقالوا إن هذه السير تهدف إلى تزيين الوجه
القبيح لتلك الملكة التي شهرت القباقيب في وجوه من نافسوها
على عرش مصر، فلا هي كانت متدينة، ولا كان تخاف
الله في شؤون حكمها مع الرعية.

وبعيدًا عن هذا الاختلاف فإن المحمل ظل أحد مظاهر
الحج في مصر، وذلك حتى قيام ثورة يوليو 1952 التي قررت إلغاءه.

الاحتفال بكسوة الكعبة

الصناع المتخصصون عاكفون على تطريز كسوة الكعبة الشريفة-1921م

وللمحمل مظاهر احتفالية جميلة، أبرزُها الاحتفال بكسوة الكعبة،
وهو الاحتفال الذي كان يسبق سفره إلى الأراضي المقدسة،
حيث يُقام حفلٌ رسمي كبير في ميدان "الرميلة" بالقرب من القلعة،
ويحرص على مشاهدته جميع سكان القاهرة وزوارها من الأقاليم،

المحمل.. وظائف شاغرة

Cant See Images

وبعد الاحتفال بكسوة الكعبة يبدأ أمير المحمل في تجهيز
قافلة الحج والمحمل والتي يشارك بها الحجاج الذين يفِدون إلى
مصر من بلدان شمال إفريقيا وتركيا، حيث كان يخصص لهم
معسكر خارج القاهرة لحين موعد خروج المحمل. ويضم المحم
كسوة الكعبة الجديدة والصرة الشريفة، وأمتعة أمير الحج وطعام
القافلة، وقرب المياه التي كان يخصص لها عادة ما يقرب من نصف
عدد جمال القافلة، البالغ عددهم في الأغلب 500 جمل. وكان يخصص
للمحمل أموال طائلة، وصلت في عصر الدولة الفاطمية إلى مائة
ألف وعشرين ألف دينار، وذلك على حد قول المقريزي

في كتابه "كتاب السلوك".

وظل هذا الاهتمام حتى العصر المملوكي، بدليل أن السلطان
المملوكي الصالح "عماد الدين بن الناصر محمد بن قلاوون"
أمر سنة 747 هجرية -على الرغم من الغلاء الفاحش وقتها
وندرة مياه النيل- بتجهيز ركب المحمل بمبلغ وصل إلى 40 ألف دينار.

وامتد هذا الاهتمام بتجهيز المحمل حتى فترة حكم "محمد علي"
وأسرته، حيث يشير كتاب "المحمل" -لإبراهيم حلمي- إلى أن
الملك "فؤاد" الأول جهز المحمل عام 1344هـ "1926م"
بمبلغ 47 ألف و569 جنيهًا، منها 31 ألف جنيه بدل القمح،
و7 آلاف جنيه أجور للجمال المصاحبة لركب المحمل المصري وقتها.

Cant See Images

وكانت يُخصَصُ جزءٌ من هذه المبالغ الضخمة كرواتب لموظفي
المحمل، إذ كان به 42 وظيفة، منها أمير المحمل الذي
يقوده للأراضي المقدسة، و"دُوادار أمير الحج" الذي يقدم
الدواة لأمير الحج عند توقيع الإمضاءات، ورئيس حرس المحمل
المسؤول عن حماية القافلة، و"قاضي المحمل" الذي يحكم بين
د الحجيج في المنازعات التي قد تنشأ بينهم، و"أمين الصرة المشرفة"
المسؤول عن رعاية الجمال، و"البَيْرَقْدارية" وهم حمَلة
الأعلام المميزة للمحمل، و"مشرف التموين للمحمل" الذي يتولى
شؤون التموين، و"مشرف المطبخ" المسؤول عن الذبائح وتفرقة
مخصصات الطعام، و"مشرف السقائين" الذي يقوم بتوزيع
المياه على الحجاج، و"الطبيب" لعلاج المرضى، و"البيطار
" لعلاج الجمال، و"الخباز" لتوزيع الخبز بعد عمله على القائمين
على شؤون المحمل، و"مبشر الحاج" المسئول عن التبليغ قبل
عودة المحمل للبلاد عن أحوال الحجاج وما حدث بشأنهم من
سرقات أو قطع طريق أو وفاة، ويصل عادةً قبل القافلة بأربعة
أيام راكبًا هجينًا سريعًا.

Cant See Images

وهكذا يتضح أن نظام المحمل المصري كان نظامًا دقيقًا
في تكوينه وتقسيمه فقد كان أشبه بجيش عسكري في وقته
وصرامة نظامه، لأنه رمزٌ لعظمة وهيبة السلطان، وسفيرٌ فوق العادة،
يمثل مصر في مكة وقت الحج، حيث يجتمع المسلمون من كل مكان.

Cant See Images

محمل الحج الشامي

Cant See Images


إلى بلاد الأشواق

وفي اليوم السابع والعشرين من شهر شوال يبدأ
سفر المحمل بعد تجهيزه واختيار موظفيه. ويُقام لذلك احتفالٌ
يحضرُه الباشا الوالي والقضاة وكبار رجال الدولة وتدق الطبول
والموسيقى ويكون وصول المحمل إلى المعسكر الذي يتجمع
فيه الحجاج المصريون مع أقرانهم من بلدان شمال إفريقيا وتركيا
خارج القاهرة، هو إيذانٌ ببدء الرحلة المقدسة. وفي البداية كان
المحمل يسافر إلى "السويس"، ثم إلى "قلعة النخل"
وسط سيناء، ثم "العقبة"، وبعد ذلك يتجه جنوبًا ويسير
بحذاء البحر حتى "ينبع" ثم إلى مكة.

وأخذ الحجاج فيما بعد يسلكون طريقًا آخر، فكانوا يسافرون
بالمراكب في النيل من "الفسطاط" إلى مدينة "قوص"،
ثم يعبرون الصحراء إلى قرية "عيذاب" على ساحل البحر الأحمر،
ثم يركبون السفن إلى "جدة".

وكان الحجاج يتعرضون للأهوال في عبور البحر الأحمر،
وكانت السفن تغرق بهم أو تجنح إلى سواحل الحجاز؛ فيتعرضون
للسلب والنهب من عشائر العُربان. وكانت السلطة في الماضي
تخصص الحراسة المسلحة لقوافل الحجاج والتجارة، لصد هجمات
عشائر العربان الذين يعيشون على السلب والنهب في الصحراء.
ويحكي لنا الجبرتي بأسلوبه الخاص عن واحدة من حوادث النهب
فيقول: (إنه في يوم 11 صفر سنة 1201هـ الموافق 1786م، نزل
الحجاج ودخلوا مصر وهم في أسوأ حال من الجوع والعري ونهب
جميع أحمال أمير الحج وأحمال التجار، وأسر العربان جميع النساء
وكان أمرًا شنيعًا جدًا، واستغاث الحجاج بأحمد باشا الجزار أمير الحج
الشامي، الذي تكلم مع العرب في النساء فأحضروهن عرايا وليس
عليهن إلا القمصان، وأجلسوهن جميعًا فكل من وجد امرأته
أو أخته أو أمه أو بنته اشتراها ممن في أسره).

Cant See Images

العَودُ الأحمد

Cant See Images

وفي شهر صفر يعود المحمل وقافلة الحجاج، ولا تقل الفرحة
والبهجة بعودة المحمل والحجاج سالمين عن يوم السفر من قبل،
وتدخل قافلة المحمل والحجاج مدينة القاهرة من باب النصر،
بينما تطلق مدافع القلعة اثنتيْ عشرةَ طلقة تحية لعودة المحمل،
دوتزدحم الشوارع بالناس الذين يحرصون على الاقتراب من المحمل
ولمسِهِ ثلاث مرات، ثم تقبيل أيديهم ومسح وجوههم تبركًا.
ويقوم أهل الحجاج العائدين بتزين واجهات المنازل بالرسوم والأعلام
الملونة، واستقبال الحجاج بالطبول والمزامير والزغاريد، وإقامة
الولائم ابتهاجًا بعودة الحجاج سالمين.
لم يكن المحمل المصري فقط هو الذي يحل ضيفا على
"أُم القُرى" مكة وقت الحج، بل كانت تستضيف محامل أخرى
من الكثير من البلدان العربية. صحيحٌ أن هذه المحامل لم تكن
في شهرة المحمل المصري الذي يحمل كسوة الكعبة المشرفة،
ولكنها على أي حال تمثل أحد معالم ظاهرة المحمل، وبالتالي
لا يمكن أن نتناول تلك الظاهرة دون إلقاء الضوء على تلك المحامل،
التي منها العراقي واليمني والمغربي.

Cant See Images

المحمل العراقي

Cant See Images


وقد يكون من الملائم أن تكون بدايتنا
في هذا الموضوع بالمحمل العراقي؛ فهو الأشهر بين تلك المحامل،
ربما لأنه يختلف بكونه المحمل الوحيد الذي خاصم "أُم القُرى"
لمدة عشرين سنة لم يحج فيها أحدٌ إلى البيت، وذلك بعد الحادثة
التي وقعت للمحمل العراقي سنة 318 هـ، أي بعد 186 عامًا
من بدايته سنة 132 هجرية، وهو أول عام حج فيه بنو العباس
بعدما آل أمر الخلافة الإسلامية إليهم وأفل نجم دولة بني أمية.
وقد كان القرامطة الخوارج هم بطل هذه الحادثة، فقد هجموا
على حُجّاج المحمل العراقي وقتلوا الحُجاج عن آخرهم، وطرحوا
الثقلاء ببئر "زمزم" حتى امتلأت بهم، ثم دخلوا إلى البيت الشريف
وأخذوا ما كان فيه من القناديل الذهبية والفضية، وقلعوا باب الكعبة
الشريفة، وقاموا بتعرية الكعبة ونزع الكسوة عنها.

ولم تكن تلك الحادثة فقط هي أشهر ما يميز المحملَ العراقي؛
فقد اشتهر بحادثة أخرى تكاد تنافس الحادثة الأولى، بل ربما
تتفوق عليها. ففي عام 730 هجرية فوجئ أهلُ مكة بأن المحمل
العراقي قد استعان بدلاً من الجمل بفيل، ركِبه أمير المحمل
العراقي في أداء المناسك كلها، وسار به بعد ذلك إلى "المدينة".
إلا أن الفيل أبى أن يدخل "المدينة"، فكان كلما أُكرِهَ أن يتقدم إلى
المدينة تأخر إلى الوراء، وظلوا يضربونه ويتأخر إلى أن سقط ميتًا
في يوم الأحد، الرابع عشر من ذي الحجة. ويقال إن المصروف
على هذا الفيل من وقت خروجه من العراق إلى أن هلك بلغ أكثر
من ثلاثين ألف درهم! ولم يستطع أحدٌ أن يفسر مقصد ملك العراق
حينذاك "أبي سعيد بن خربندا" في بعثة الفيل إلى مكة المشرفة.
Cant See Images

Cant See Images
وموضع الغرابة في هذه الحادثة يكمن في أمرين:
أولهما- أنه ليس من الشائع استخدام الفيل للركوب في بلاد العرب،
التي كانت مطيتها الجِمال، لما لها من مقدرة على تحمل وعْثاء
الطريق القفر ومشاقِّه وندرة الماء فيه. وثانيهما- أن الفيل مرتبط
في الأذهان بحادثة عام الفيل قبل بعث المصطفى صلى الله عليه وسلم،
فلم يدخل مكة -على امتداد تاريخها الطويل- فيلٌ سوى فيل "أبرهة"،
الذي كان يرمي لهدم بيت الله الحرام؛ فهلك ومن معه بحجارة
من سجيل رمتها عليهم الطير الأبابيل.

Cant See Images

المحمل.. أسمارٌ وأخطار

ولعل الحادثة الأخيرة تبين الهدف الذي كان يسعى إليه الملوك
من المحمل فهم يعتبرونه رمزًا لهيئة الدولة وهيبة حاكمها، لذلك
من المنطقي أن يكون تجهيز المحمل فوق العادة اتساقًا مع هذا الهدف.
وتثير كتب المؤرخين أن المحمل العراقي الذي استخدم الفيل تم تجهيزه
بمبلغ مائتين وخمسين ألف دينار من الذهب المصري، إذ غُطي المحمل
بأثواب من المخمل والحرير، ورُصع بالذهب واللؤلؤ والياقوت وأنواع الجواهر.
ولم ينافس هذا المحمل في تجهيزه سوى محمل الأميرة "جميلة"
بنت ناصر الدولة أبي محمد "الحسن بن حمدان" سنة 336هـ، التي
أنفقت في تلك الحجة ألف ألف دينار، ومائة وخمسين ألف دينار.

ولما كان المحمل العراقي يشتهر بين كل المحامل بتجهيزه الفخم؛
فقد كان من الطَبَعي أن تترصدهُ عيون الأعراب قطاع الطريق عبر
رحلته الطويلة في "درب زبيدة"، والذي سُمي بهذا الاسم نسبة
إلى السيدة "زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر" زوجة الخليفة العباسي
"هارون الرشيد"، التي أنفقت الكثير من أجل توفير الراحة للحجاج
العراقيين بحفر الآبار، وإقامة أسبلة المياه، وتفجير العيون. ويحتفظ
التاريخ في ذاكرته بالعديد من الحوادث التي حدثت على هذا الدرب
المكون من 27 محطة، أولها مدينة "الحِلة"، وآخرها مكة. وقد كان
المشهد الأساسي في تلك الحوادث هو القتل والسلب والنهب والسرقة،
ومنها الحادثة التي سبقت الإشارة إليها منذ قليل، وأدت إلى غياب
المحمل العراقي لعشرين حجة متوالية.

Cant See Images

ويحتفظ التاريخ أيضا بحادثة طريفة وقعت سنة 383هـ، وذلك عندما
هاجمت جماعة من الأعراب طريق المحمل العراقي طالبين إتاوات،
فقام أمير المحمل "محمد بن الحسن بن يحيى العلوي" بإعطائهم دنانير
غير حقيقية ونجح في خداعهم. وعندما اكتشف الأعراب هذه الخديعة
أسرّوها في أنفسهم عامًا كاملاً، حتى جاء موسم الحج في
سنة 384هـ، فاعترضوا طريق المحمل، ومنعوا الحجاج من المرور
إلا إذا دفعوا الإتاوة مضاعفة! وطالت المناقشات والمساومات بين
رجال المحمل العراقي وقطاع الطريق ولم يصلوا إلى شيء، فرجع
المحمل العراقي إلى بغداد رافضًا أن يدفع وينصاع لتهديد قطاع الطريق.

Cant See Images


محمل اليمـــــــــــــن السعيد

Cant See Images

تضاربت الأقوال حول بداية المحمل اليمني، ففيما يذهب بعض
المؤرخين إلى أن بدايته كانت في عام 963 هجرية بعد تولِّي
"مصطفى النشار" اليمن، يرى البعضُ الآخر أن المحمل كان موجودًا قبل
"مصطفى النشار" الذي أعاد تجهيزَه بعد انقطاعه في عام 949 هجرية.
وسواء كانت بداية المحمل في عهد "النشار" أم لا، فإن هناك إجماعًا
بين المؤرخين على أن للنشار أياديَ بيضاءَ على محمل اليمن، فقد جعله
أشبه بالمحمليْن المصري والشامي، وعين له أميرًا وقاضيًا،
وأفرد له مالا يُصرف من الخزائن السلطانية باليمن، وكان اليمنيون
يأتون قبل عهده للحج بدون أمير ولا محمل، بل تأتي قافلة مع شيخها.

وقد كان للمحمل اليمني طريق بري ينقسم إلى مراحل، حيث يبدأ
من مدينة "تعز"، ثم "البئر"، ثم "وادي الحناء"، ثم "وادي الموز"، ثم
"زبيد" وهي دار الملك، وبها يجتمع الحجاج اليمنيون ويتكاملون ثم ينطلقون
إلى "حديدة زبيد" ومنها إلى "المغاربة" ثم "نشال"، وبعد ذلك ينطلقون
إلى "القمحة" فـ"جازان"، فـ"يياضة" فـ"حرض"، فـ"المحالب" فـ"حلي
بن يعقوب"، فـ"ترعة ابن حازم" فـ"ملتقى الواديين"، فـ"الحسنة"، فـ"يَلَمْلَم"
وفيها يحرمون ويهللون بالتلبية، ثم يتجهون إلى "بئر علي" ومنه

إلى مكة المكرمة.

ولعل الظاهرة المميزة للمحمل اليمني أنه المحمل الوحيد
الذي لم يحدث له طوال تاريخه سوى عملية نهب واحدة وكان ذلك
في عام 607 هجرية. أما بخلاف هذه الحادثة فقد كان المحمل
يسافر ويعود في أمان، ويفسر المؤرخون ذلك بأنه كانت هناك
ألفة بين حجاج اليمن والأعراب في شبه الجزيرة العربية.

Cant See Images

ولكن يبدو أن هذه الألفة بين حجاج اليمن والأعراب لم تكن موجودة
بينهم وبين نظرائهم من حجاج الدول الأخرى، فكثرت المشاكل التي
يثيرها المحمل اليمني أثناء الحج، إذ تكرر من ملك اليمن
"أقسيس ابن الكامل" أن منع أعلام الخليفة العباسي من طلوع
جبل عرفات، ومنع حجاج العراق من دخول مكة تحت تهديد السلاح.
وقيل إنه في عام 619 هجرية لبس خلعة الخليفة وهو في مكة.

ومن أشهر حوادث اليمن في الحج ما فعله صاحب اليمن
"الملك المجاهد" في عام 751 هجرية، عندما تحارب مع المحمل
المصري فوق جبل عرفات، ولما انهزم اقتادوه إلى القاهرة مكبلاً في
القيود، وعندما تصالح والسلطان الناصر "حسن بن قلاوون" وأفرج عنه
أرسل معه زمرة الجند لتوصيله إلى مكة، غير أنه غدر بهم عند
"ينبع" بالأراضي الحجازية. فما كان منهم إلا أن قبضوا عليه
وأعادوه في الأغلال مرة أخرى إلى القاهرة، ومنها أرسل
إلى سجن الإسكندرية.

المحمل المغربي


Cant See Images

لم يكن للمحمل المغربي هيكل خشبي وكسوة مثل سائر
المحامل العربية، بل كان عبارة عن عدة قوافل تلحق بركب المحمل
المصري في القاهرة، لتصاحبه في الذهاب والإياب
وقد جعل ذلك العلاقات بين مصر والمغرب
وطيدة على مر العصور.

وكان الحجاج المغاربة الذين يرافقون المحمل المصري
نوعان، فمنهم القادرون الذين وصفهم "العياش" في
رحلته الحجازية لأداء فريضة الحج سنة 1064هـ
بـ(أهل القوة الذين لهم محامل وهوادج ينامون فيها بالليل
على ظهور الإبل، ويصحون بالنهار كأنهم مقيمون).

أما النوع الثاني فهم الفقراء الذين لا يملكون تكاليف السفر،
ويصحبون القافلة ويعيشون على هامشها.

وقد مر الحجاج المغاربة بالعديد من المواقف الصعبة التي
كان مبعثُها الأحداث الساخنة التي تشهدها الأراضي المصرية
وقت وصول قافلتهم، ويذكر "الجبرتي" من تلك المواقف ما حدث
لهم عام 1213 هجرية، بعد ما نزل بمصر وباء الحملة الفرنسية،
حيث وشى أحد الأشخاص بالمغاربة عند قادة الحملة، وقال إن
عشرين ألفًا من المغاربة جاؤوا لينقذوا مصر من الفرنسيين. فأرسل
قادة الحملة لكبير القافلة الذي نفى ذلك وقال
: (ما جئنا إلا بهدف الحج). فلم يقتنع القادة حتى طلب منهم أن يأخذوه
رهينة، لحين مغادرة المغاربة أرضَ مصر.
فوافق القادة على هذا المطلب، وأُفرج عنه ليلة مغادرتهم
مصر ليلحق بوفد الحجيج.

ولكن رغم ذلك ظلت قوافل الحج المغربية على ترابطها
مع محمل الحج المصري، حتى فتح قناة السويس عام 1896م،
حيث قلصت القناةُ الدورَ المصري بالنسبة لركب الحج المغربي،
إذ تحولت مصرُ إلى منطقة عبور للأراضي المقدسة،
بعد أن كانت نقطة الانطلاق إليها.

وكغيره من المحامل العربية كانت تثور خلافاتٌ
بين ركابه وبين غيرهم في طريق الحج الطويل، إلا أن المميـز
لتلك الخلافات عن غيرها من خلافات المحامل العربية أنها كانت
تثور بسبب ما يراه الحجاج المغاربة المتشددون -بحكم انتمائهم
للمذهب المالكي- خروجًا عن الدين. وقد كانت معظم هذه
الخلافات -كما يقول الجبرتي- تثور مع عناصرَ عسكرية في
خدمة السلطة، وكانت في العادة من العناصر التركية، ولكنهم
لم يكونوا يصطدمون في العادة بعناصر من المصريين.

Cant See Images

Cant See Images

Cant See Images


Cant See Images


الكسوة في العهد السعودي الزاهر


Cant See Images

Cant See Images

Cant See Images

Cant See Images

Cant See Images

Cant See Images


منقول


آخر تعديل OM_SULTAN يوم 10-07-2011 في 01:36 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir