هي رمز الكرم والضيافة،.. وهي ذلك المشروب الذي يقبل على تناوله أناس كثيرون، فهناك القهوة التركية والقهوة البرازيلية، والقهوة العربية وغيرها. وهي تختلف من بلد إلى آخر من حيث طريقة عملها..، وهذه القهوة هي التي سطر كثير من الشعراء الأبيات فيها منذ القدم.
فالقهوة العربية عنوان الضيافة مما جعلها تستهلك بشكل كبير في كثير من بلدان العالم . وهناك بلاد كثيرة يزرع فيها البن بوفرة وهي اليمن والحبشة وكذلك المكسيك وأندونيسيا والبرازيل التي تعتبر أكبر وأوسع بلد منتج ومصدر لهذه القهوة مختلفة الأصناف والجودة في أنواعها وقيمتها في الكثير من بلدان العالم اليوم ويفضلون سكان الجزيره العربيه القهوه اليمنيه والتي تسمى (البريه) أو البن ( الخولاني) والبعض منهم يفضل القهوة الحبشيه.
وتحضير القهوة العربية ذو ميزة دقيقة، ولابد من الانتباه بتحضيرها بكل احتساب سواء في وقت عملها أو في حمسها وطحنها وحساب كمية القهوة ومقياس الهيل..، وتطبخ القهوة البن بالماء المغلي لفترة من الوقت بعد الحمس والطحن ، وبعد الغلي يضاف إليها الهيل بمقياس معين دون زيادة أو نقصان، ثم تترك لعدة دقائق من الوقت حتى تصفى القهوة وبعدها تقدم إلى الضيف في الدلة بنكهتها الفريدة وطعمها المميز.
إنها القهوة العربية التي سطرت فيها الأبيات الكثيرة ووصفها عشرات الشعراء هي والأواني التي يتم فيها تحضير القهوة (ومنها النجر والمحماس والدلة والمبرد والفنجان.. .. إلخ).
الشعراء والقهوة
وهذه هي مجموعة من الأبيات لبعض شعراء الجزيرة العربية الذين حرصوا فيها على ذكر ووصف القهوة العربية المميزة. يقول الشاعر محمد بن أحمد بن محمد السديري:
صبه ومـده يـا كريـم السبالـي= يبعد همومي يوم اشمه بالانفـاس
خله تفوح وراعـي الكيـف يشتـاق = الى طفح له جوهـر صـح لـه ذوق
إلى أن قال:
زله على وضحا بها خمسة ارناق = هيل ومسمار بالاسباب مسحـوق
مع زعفران والشمطري إلى انساق= والعنبر الغالي على الطاق مطبوق
إلى اجتمـع هـذا وهـذا بتيفـاق = صبه كفيت العوق عن كل مخلوق
وهذا راكان بن حثلين يقول في قصيدة مشهورة:
ياما حلا الفنجال مع سيحة البال = في مجلس ما فيه نفـس ثقيلـه
هذا ولد عم وهـذا ولـد خـال = وهذا رفيـق مـا لقينـا مثيلـه
وهذا الشاعر هايس بن مجلاد يقول وهو يصف الدلة وصوت النجر:
قم سو ما يصبغ على الصين يا ذياب = بـدلال يشـدن البطـاط المحاديـب
احمس الى من العرق فوقهـا ذاب = واستدن ما يجذب عليك الشراريـب
نجر يصيح من الطرب تقل بحجاب = يصبر على طول الدهر للمواجيـب
وأخيراً
ستبقى القهوة رمز الضيافه العربيه وعنوان الكرم طالما أنه يوجد أناس يحافضون على التقاليد والعادات العربيه الاصيله برغم بعض التغيرات المخيفه في وقتنا الحاضر والتي تم أستحداثها من قبل قلة قليله
يا ما حلا الفنجال راكان بن حثلين
قصيدة في القهوة
يا مـا حلا الفنجـال مـع سيحة البـال=فــي مـجلسن ما فيــه نفسه ثقيـله
القهوة العربية .. كلمة " Coffee " بالإنجليزية مشتقة من الكلمة العربية " قهوة " وكانت كلمة " قهوة " قد تحرفت باللغة التركية إلى كلمة " كافيه Kabveba " واشتق منها الاسم الفرنسي لها " Cafea " والإيطالي " Caffea " والألماني " Kaffeea "
تعتبر القهوة المشروب الأول على المستوى العالمي ويكاد لا يخلومجتمع منها على حسب إختلاف طرقها وتسمياتها..
لكن ماهوالتاريخ الفعلي لها؟
وأين أكتشفت؟
فلنبحرقليلا في عالم القهوة وأسطورة نشأتها....
الأسطورة :
في قديم الزمان وتحديدا في عام850 م عاش في جبال الحبشة راعي ماعز يدعى كلدي ولاحظ الراعي إن ماشيته تصبح أكثرنشاطا وحيوية حتى انها لاتنام عندما تأكل من ثمار نوع معين من الأشجارالبرية ..
ونقل هذا الراعي ملاحظته الى شخص يشكو إليه عدم قدرته على السهر ليلا فكان ذلك هو الإكتشاف الأول لثمار شجرة البن وأثرها المنبه والمنشط على من يتناولها...
ظهرت القهوة العربية :
أول ما ظهرت القهوة العربية في اليمن على يد علماء الصوفية وقد إختلف المؤرخون في أول من إكتشفها وإستخدمها كشراب وتشير بعض المراجع الى ان ذلك يعود الى الفقيه الصوفي علي بن عمر الشاذلي المتوفى سنة (821)هـ .
كما تشير بعض المراجع الأخرى الى ان إكتشاف القهوة يعود الى العلامة جمال الدين الذبحاني ويقال في سبب إظهاره لها على انه كان عرض له أمر إقتضى له الخروج من عدن الى بر عجم فأقام بها مدة فوجد اهلها يستعملون القهوة ولم يعلم لها خاصية ثم عرض له لما رجع الى عدن مرض فتذكر القهوة فشربها فنفعته فيه, وإنه لما سلك طريق التصوف صار هو وغيره من الصوفية بعدن يستعينون بشربها, ثم تتابع
الناس أجمعون والفقهاء والعوام على شربها للاستعانة بها على مطالعة العلم وغير ذلك من اهل الحرف والصناعات ولكن تاريخ القهوة المدون لدينا فقد دون له الطبيب العربي الرازي في كتابه الطبي الحاوي ولكن فقد هذا الكتاب بمرور الزمن وبقيت لنا شهادة ممن نقلوه إلينا أما أقدم نص على ذلك فهو كتاب القانون في الطب للعالم الشهيرابن سينا وضمن له في كتابه فصل كامل عن _البن_القهوة
كان البن ينبت بريا في الحبشة وبعض أجزاء اليمن حتى القرن الثاني عشرالميلادي
وفي وقت غيرمعلوم من في ذلك الزمن إكتشف اليمنيون ان عملية تحميس بذور البن وسحقها تسمح لها بتحرير أفضل لنكهتها وطعمها في الماء المغلي
وفي القرن الرابع عشر الميلادي سجل في اليمن أول إستعمال غير طبي للبن ومن المرجح أن زراعته بدأت ذلك الوقت لتلبية الحاجة الملحة المؤدية الى استعماله من قبل العامة..
وفي مطلع القرن السادس عشر كان شرب القهوة قد راج على نطاق واسع وإنتقل على أيدي الحجاج الى القاهرة ودمشق وإنتشرت فورا ظاهرة تخصيص أماكن عامة لشرب القهوة تعرف بالمقاهي..
فلقد ظهرت في مصر في حارة الجامع الأزهر وكانت تشرب برواق اليمن الموجود في نفس الجامع من قبل اليمنيين ومن كان يسكن معهم في رواقهم من أهل الحرمين الشريفين, وكانوا يشربونها كل ليلة إثنين وجمعة يضعونها في إناء كبير من الفخار الأحمر ويغرف منه بإناء صغير ليوزع على الحاضرين.
وقد كانت القهوة قد ظهرت في مكة وتفشت بالمدينة المنورة بحيث ان الناس يطبخونها في بيوتهم كثيرا
وشكل الأثر المنبه للقهوة وما كان يدور على ألسنة العامة من مبالغات حول تأثيرها الجانبية مسألة اثارت العلماء
وأفتى بعضهم في مكة المكرمة عام 1511م 917هـ الى تحريمها
ولكن التحريم لم يدم أكثر من عام اذا أن الأبحاث حولها التي قام بها العلماء في الحجاز والقاهرة أكدت لهم مساوئ القهوة ليست على مستوى الخطورة الموجبة لتحريمها فأصدرالسلطان قانصوه الغوري مرسوما يمنع بعض أشكال شرب القهوة والدوران بها في الأسواق ولم يمنع تعاطيها بالكامل...
وفي عام1554م وصل الى اسطنبول تاجرين أحدهما سوري من حلب والآخر من دمشق وافتتحا أول مقهى وإتشرت من بعد ذلك المقاهي بشكل كبير جدا ففي حلول عام1570م كان عدد المقاهي في اسطنبول حوالي 600مقهى؟؟؟
في عام1609سجل أول إتصال أوروبي بالبن وتجارته من خلال شركة الهندالشرقية
الشهيرة في مرفأ يمني أعطى إسمه لاحقا للبن ((المخا))وبعد ذلك بسبع سنوات حصل التاجر الهولندي بيترفان دربروك على بضع نبتات صغيرة من اليمن ونقلها الى أمستردام لزراعتها هناك ومحاولة نشرها واكثارها...
ومن جهة أخرى من أوروبا فكان ان حمل سفير السلطان العثماني عادة شرب القهوة الى فيينا حيث أطلع عليها الطبقة الأرستقراطية النمساوية في عام 1665 م وفي عام 1669م قام سفير آخر للسلطان العثماني لدى فرنسا بتعريف الفرنسيين على القهوة وطرق تحضيرها وشربها
ومن ثم إنتشرت في فرنسا بشكل سريع جدا حيث لم ينقض القرن السابع عشرالميلادي حتى إنتشرت المقاهي في جميع العواصم الأوروبية حتى أن الموسيقار جوهانس سيباستيان باخ ألف سنة1734م أغنية ((القهوة)) وفي عام 1780م أصبحت فرنسا المنتج العالمي الأول للبن بفضل زراعتها لها في جزرالأنتيل
وفي عام 1727م قام بعض اللصوص بسرقة بعض الشتلات للبن من غويانا الفرنسية الى البرازيل البرتغالية حيث زرعوها هناك وفي عام1900م أصبحت البرازيل تنتج وحدها نحو90في المئة من محصول البن عالميا وفي العصر الحديث تم إكتشاف عدة أنواع مساعدة للقهوة تصنيعية من أبرزها البن السريع الذوبان وغيرها...
أشكال تحضير القهوة:
تبدأ طريقة تحضير القهوة بفصل نواة ثمر البن عن القشر ومن ثم حمسها وطحنها وإستخراج محتويات المسحوق ونكهته وغليه بالماء
القهوة العربية :
القهوة العربية هي ذلك الشراب الأسود المرّ الذي يُتخذ من مغليّ حبّات البنّ، التي تفوح منها رائحة الهيل والبهارالزكية ،والبيت العربي الاصيل عامة، والبدوي خاصة، لا يخلو من دلة نحاسية مملوءة بالقهوة العربية الدافئة التي يضيفها للداخل والخارج من عنده، وللقهوة أدوات مختلفة، لها أهميتها الكبيرة وكلّ أداة منها لها دورها ومفعولها، إذ بدونها لا يمكن صناعة القهوة وإعدادها بالشكل المناسب والمطلوب، ومن هذه الأدوات:
۱- الْمِحْمَاسة:
الْمِحْمَاسة: هي أداة معدنية ثقيلة تشبه المقلى تُحَمَّس بها القهوة، وهناك نوع منها له منصب صغير ترتكز عليه، وتُقَلّب بداخلها حبّات القهوة بواسطة قضيب طويل له رأس يشبه الملعقة وله جرير يربطه في آخر المحماسة، ويتعذّر رفع المحماسة وتقليبها باليد بسبب طولها وثقلها. وقد جاء اسم المحماسة من الحَمْس وهو اشتداد الحر، وتقليب الشيء على النار، وربما جاءت كلمة تحمّس وحماسة من الحرارة الزائدة التي تنتاب الشخص عندما يرغب شيئاً ما ويتلهّف للحصول عليه.
۲- القَلاَّية:
القَلاَّية: هي مقلى تُحَمَّس فيه القهوة في حالة عدم وجود محماسة ثقيلة كالتي ذُكرت أعلاه، ونظراً لخفة القلاّية وسهولة نقلها وتحريكها فقد انتشرت أكثر من المحماسة وأصبحت متداولة أكثر من سابقتها، ولا يوجد للقلاية منصب ولا قضيب لتحريك القهوة، وإنما تُقلَّب بها القهوة بواسطة تحريكها بطريقة خاصة تُرفع بواسطتها حبّات القهوة إلى الأعلى ثم يتلقاها بالقلاية من يُعدّ القهوة ويهزها هزات خفيفة حتى تنضج، وفنّ تقليب القهوة بالطريقة التي ذكرنا لا يجيده إلا من له خبرة في مجال عمل القهوة وتحميصها.
۳- الْمِهْبَاش:
الْمِهْبَاش: هو الجُرن الذي تتم فيه عملية سَحْنِ القهوة وطحنها، وله عصا غليظة تُدَقّ بها القهوة تسمى المسحانة، والمهباش يُصنع من خشب صلبٍ ومتين كخشب البلُّوط مثلاً، ويعيش لسنوات طويلة، وهو تحفة خشبية جميلة وجذابة، تزينه نقوش وزخرفة جميلة، وعليه بعض الأزرار النحاسية التي رُتِّبَتْ بأشكال هندسية مختلفة تجذب الأنظار، وعندما تُدَقّ القهوة في جوفه، يصدر صوتاً رتيباً متناسقاً، وهناك العديد ممن يتقنون الدقّ عليه بعدة دَقَّاتٍ مختلفة، لكل دقّةٍ منها صوت ولحن يختلف عن الأصوات الأخرى، وكان صوت الجرن يجلب الناس لـ "يتْقَهْوَوا" عند صاحب البيت، ويتجاذبون الأحاديث المختلفة. وهناك من يسميه "النِّجْر" والكلمة مقلوبة من كلمة الجرن كما ترى.
۴- الْجُرن:
الْجُرن: هو أداة من النحاس أو البرونز (وهو النحاس المخلوط بالقصدير والأكثر صلابة من النحاس) ويستعمل لدقّ القهوة وطحنها، وله يد نحاسية ثقيلة تسمى "يد الجرن"، وله قاعدة مستديرة وشكل مخروطي يتسع من الأعلى ثم يضيق في الجزء السفلي منه.
۵- الهَاون:
الهَاون: يلفظونه "هون"، وهو هاون فخاريّ يشبه الزبدية الكبيرة، تُسحن فيه القهوة بواسطة ضغطها بالمسحانة وهي عصا الجرن الثقيلة وتحريك تلك اليد مع ضغطها على حبات القهوة المحمصة حتى تطحنها طحناً ناعماً، وعادةً ما تكون هناك فرشاة صغيرة مربوطة بخيط يلتفّ حول حافة الهاون، تُجمع بها القهوة المطحونة في مكان واحد من قعر الهاون حتى يمكن تناولها وإفراغها في البكرج.
۶- القُلَّة:
القُلَّة: هي خرطوشة مدفع قديمة أسطوانية الشكل، طولها حوالي 30 سم، وسُمكها حوالي نصف سم، توضع فيها حبّات القهوة المحمصة وتدقّ بواسطة قضيب حديدي سَميك حتى تصبح ناعمة، وطول القضيب الذي تُدقّ به القهوة حوالي 50 سم وسُمكه حوالي 3 سم.
البَكْرَج: وجمعه بكارج، وهو الإناء النحاسي الذي توضع به القهوة وتُصَبّ منه، وهذا الاسم يستعمل في النقب، وأما في الاهواز والعراق و الأردن والشام وغيرها من المناطق فيسمى الدَّلَّة، ويجمع على دِلال. وتجدر الإشارة إلى أن هناك فرق بين البكرج والدلّة، فالبكرج هو ذلك الإناء ذو الخرطوم المعقوف والمقبض النصف دائري تقريباً، أما الدلّة فهي ذلك الوعاء النحاسي ذو اللسان القصير والمقبض المستقيم والذي تصبّ منه القهوة باليد اليسرى.
۸- الْمَاشَا:
الْمَاشَا: هو ملقط معدني يستعمل لتحريك النار في الموقد، ولنقل الجمرات وتقريبها من قعر البكرج حتى تظل القهوة ساخنة طازجة، وله استعمالات أخرى لإشعال السجائر وما شابه.
۹- المنْصَب:
المنْصَب: وجمعه مناصب، هو أداة معدنية ذات ثلاثة أرجل توضع على النار، ويوضع عليه البكرج أو القلاّية حتى ترتكز عليه، ولا تبقى مرفوعة في يد من يعمل القهوة فتتعب اليد وتتعرض للهب النار وصلوها، ويستعمل المنصب أيضاً لحمل طناجر الطعام وما شابه من أمور.
۱۰- المِسْحَانة:
المِسْحَانة: هي العصا التي تُدقّ بها القهوة في المهباش والهاون. وهي اسم آلة من الفعل سَحَنَ يسحن، أي دقّ القهوة وطحنها ونعَّمها جيداً،
۱۱- الفنجان:( الفنیان )
الفنجان: وجمعه فناجين، وهو وعاء صغير من الخزف تُصَبّ فيه القهوة، ومنه أحجام وأنواع مختلفة، والعامة يلفظونه بقولهم "فِنْجَال".
۱۲- الصينية:
الصينية: هي وعاء نحاسي مستدير، بها نقوش وزخرفة هندسية جميلة، تُصَفّف عليها فناجين القهوة النظيفة ثم تُحمل وتدار على الضيوف فيتناولوا من عليها فناجين القهوة.
۱۳- اللَّطْوَة: ( البيق أو البیز)
اللَّطْوَة: هي قطعة قماش صغيرة تُلفّ على مقبض البكرج لتقي اليد من حرارته بسبب وجوده الدائم في النار أو على طرفها، ويكون المقبض ساخناً لا تتحمله اليد فتأتي اللطوة لتكون وقاء لليد من الحرارة عند حمل البكرج وصبّ القهوة منه.
۱۴- المعاميل:
المعاميل: هي كلمة جامعة لكلّ أدوات القهوة من بكرج وبنّ وبهار ومهباش ومحماسة وغيرها، وربما تضمّ أيضاً سلّة من القشّ تعلّق في واسط البيت وبها كيس يحتوي على كمية من حبّات البنّ، وآخر به كمية قليلة من البهار والذي كان سعره مرتفعاً، وكذلك على كمية من بهار جوزة الطيب، وهي حبّات تشبه حبات الجوز ولكنها أصغر منها يدقّها البعض ويضيفها مع البهار إلى القهوة فتنبعث منها رائحة طيبة، ولكن قلّة من الناس كانت تضيف جوزة الطيب إلى القهوة، أما الغالبية العظمى فكانت تكتفي بالبهار دون غيره.
۱۵- التلقيمة:
التلقيمة: هي كمية القهوة المحمصة والمطحونة جيداً التي تكفي لإعداد بكرج واحد من القهوة، يقال: لَقَّم البكرج أي وضع القهوة المطحونة فيه.
۱۶- الوَقْدة: (الوگده)
الوَقْدة: هي قطعة من الخشب أو الحطب اليابس يأتي بها أحد المعازيب ليشارك في تكاليف إعداد القهوة، وما تستهلكه من وقود وحطب. هذا بالإضافة إلى المشاركة في شراء عدة أرطال من البنّ أو حَبّ القهوة يشارك بها المعازيب حتى لا يكون مشروبهم على نفقة صاحب البيت أو "الشِّقّ" وحده.
وتعد القهوة العربية بالطريقة التالية، بدون استعمال الادوات الحديثة
Cant See Images
نبدأ بإشعال النار، ثم نضع المحماسة عليها ونضع فيها القهوة، ثم نقوم بتحريكها جيدا بحيث لا تثبت في مكان واحد حتى لا تحترق، ونستمر في التحريك حتى تصبح القهوة شقراء أو سمراء، حسب الطلب، ثم نضعها فورا في المبرادة لبضع دقائق حتى تبرد، بعدئذ نضعها في الْجُرن ونطحنها جيدا، ثم نضعها على كمية الماء المغلي في المطباخة، ونتركها حتى تغلي بهدوء، وفي هذه الاثناء نقوم بطحن الهيل في الْجُرن ونضعه في المبهارة الفارغة ونبعد المطباخة عن النار ونتركها تهدأ قليلا، ثم نصب القهوة في المبهارة المحتوية على الهيل فقط، ونضعها على النار ونتركها حتى تغلي قليلا وننزلها عن النار·· نضع الليف في فمها لكي يحجب الهيل من النزول، نبدأ بصب القهوة·
في المجالس العربية لا تستقر فناجين القهوة ولا دلتها في مكانها، لا سيما في مجالس الشيوخ والوجهاء، وتقتضي العادات انه كلما دخل ضيف جديد على المجلس تدور فناجين القهوة من جديد على جميع الجالسين، ولا يجوز أن يغادر احدهم المجلس والفناجين تدور و إنما عليه الانتظار حتى تستقر الفناجين مكانها· تعددت أسماء الفناجيل التي تعارف أهل البادية عليها ومنها :
فنجان الهيف : وهو أن يشرب المعزب أول فنجان من الدله امام الضيف لطمئنة الضيف بأن القهوه سليمه .
فنجان الضيف : وهو بمثابة العيش والملح
فنجان الكيف : وهو خاص بالكيف والتذوق.
فنجان السيف: وهذا الفنجان يلزم الضيف بالدفاع عن هذه العشيره كما انه يعتبر عهد بالدفاع المشترك بين المعزب والضيف واجمالا فنجان السيف يعني القوه والمنعه والشرف
إعتبارات خاصة للقهوة عند العرب:
للقهوة العربية مكانة خاصة جدا في قلب الانسان العربي وخاصة البدوالذين إشتهروا بالكرم وإكرام الضيف ومساعدة المحتاج فهي لديهم رمز وطقس خاص من طقوس الضيافة الخاصة في الكرم والإحسان للضيف القادم إليهم ،
فالترحيب بمن يحل ضيفاً على مضارب العرب البدو أو يدخل مضافاتهم ومجالسهم يدرك معنى القهوة في ضيافاتهم فهي رمز الإحتفاء والترحيب حيث يتربع موقد نارها في مقدمة المجلس حيث يقوم بالعناية بها على مدار اليوم لتكون دافئة بحرارة اللقاء وجاهزة لإستقبال الضيف الجديد.
وتقدم القهوة العربية للضيف بعد السلام عليه وإستمراره في جلسته حيث يصب له فنجان ويقدم له باليد اليمنى ويتناوله الضيف باليد اليمنى أيضا ويهزه عندما يعيده إشارة الى الإكتفاء والشكر والثناء
وفي بعض الأحيان وعندما يأتي الضيف في طلب أو عتاب لا يشرب قهوة مضيفه بل يضعها أمامه حتى يسأله المضيف سبب الطلب أو العتاب ويستجيب لرغبة الضيف.
وفي المجالس الكبيرة ومضافات كبار القبيلة ووجهائها لا تستقر فناجين القهوة فهي تدور عند مقدم كل ضيف جديدد، يرتبط اسم جمال الدين أبوعبدالله محمد بن سعيد الذبحاني بتاريخ القهوة في الجزيرة العربية.
عاش الشيخ الذبحاني في منتصف القرن التاسع الهجري (منتصف القرن الخامس عشر الميلادي) وهو أول من أدخل هذا المشروب إلى الجزيرة العربية. وبالتالي يمكن أن نقول مطمئنين أن القهوة بكل أشكالها لم تكن معروفة لأهل الجزيرة العربية قبل هذا التاريخ.
كان الشيخ الذبحاني يتولى رئاسة الإفتاء في عدن، تعرض عليه الفتاوى التي تتعرض للنوازل يجيز ما يراه، وينقض أو يصحح ما يحتاج إلى تصحيح. وكان أيام عمله ذاك على علاقة بالحبشة، وربما أنه تعاطى التجارة مع تجار الحبشة.
لذا نجده يسافر إلى هناك، وتعرف على مشروب القهوة، وارتاحت لها نفسه. وبعد عودته أصيب بمرض جعله يتذكر مشروب القهوة، فأرسل من جلبها له. فطفق يصنعها كما كان يصنعها الأحباش، وسقاها لخاصته وأهل بيته وعرفوا مقدار أثرها على الجسم الواهن والذهن المكدود.
لقد بقيت القهوة محدودة الانتشار في اليمن، ولقيت معارضة من مشايخها، وعدوه مشروباً جديداً ومبتدعاً لا يتناسب مع مروءة الرجل. أما الشيخ الذبحاني فقد انتهى أن أصبح من المتصوفة، وترك القضاء والإفتاء، ولازم شرب القهوة، وهذا سبب آخر زاد من عدد معارضيها.
لكن القهوة أصبحت من لوازم الصوفية، لأنها تساعدهم على السهر وقيام الليل. وبعد مدة لا تتجاوز العقد بدأ بعض المزارعين في زراعة شجرة القهوة بسبب انتشار شربها بين الطبقة العليا في اليمن، ثم قلدتهم العامة خصوصاً طلبة العلم الذين يحتاجونها لمساعدتهم على السهر.
ومن اليمن انتقلت القهوة إلى مكة، وعارضها رجال الدين معارضة شديدة، وأصدر بعضهم الفتاوى التي تحرمها، وعدوها من جنس المسكرات والمثبطات. وقالوا إنها تسبب العلل في الأبدان والضعف في العقول.
وانقسم الناس بسببها إلى قسمين، وكثرت الفتن والمواجهات خصوصاً عندما أيد بعض الفقهاء فريق المحللين للقهوة، واستعان بعض الفقهاء بالسلطة السياسية، وطال النزاع طويلاً، ولا داعي لاستعراض ذلك النزاع في هذا الحديث. لكن المعارضين اخترعوا حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من شرب القهوة يحشر يوم القيامة ووجه أسود من أسافل أوانيها.
ولعل شهرة القهوة وانتشارها في بقية الأمصار الإسلامية حدث عندما ظهرت القهوة لأول مرة في مصر في مطلع القرن العاشر الهجري. لقد جلبها اليمانيون إلى رواقهم في الجامع الأزهر، وكان طلاب اليمن وما جاورهم في الرواق اليمني يسهرون للدراسة وترديد الأذكار وينشدون المدائح النبوية، ويستعينون على مغالبة النعاس بشرب القهوة.
ولقيت القهوة معارضة علماء مصر، وأصدر بعضهم فتاوى تحرمها، ومع هذا بقيت معارضة مصر اخف وطأة من معارضة الحجاز.
وكانت العلاقة المتنوعة بين الحجاز واليمن ومصر قوية ومتشابكة، ونلمح أن مشروب القهوة انتشر في عموم اليمن، لكنه في مكة يصادف عاماً تحرم فيه القهوة، وآخر تحل فيه، والشيء نفسه يقال عن مصر.
وحدث في بعض الأعوام التي سُمح بمشروب القهوة أن قُدمت لزوار البيت العتيق جنباً على جنب مع ماء زمزم، وحدث في الأعوام التي حرمت فيها القهوة أن أقيم الحد الشرعي على شاربها وبائعها، فقد عزر أولئك وطوف بهم في شوارع مكة، وكبس
العسس على المقاهي وبيوت القهوة وخربت وكبس على المرتادين وأخرجوا وقد شدوا وثاقهم بالحبال والحديد، ثم يتم جلدهم في الميادين العامة ويسجنون المدد المقررة.
ومن مصر والحجاز انتقلت القهوة إلى القسطنطينية ثم البندقية في القرن السابع عشر الميلادي. ثم إلى سائر أوروبا. وافتتح أول مقهى في انجلترا سنة 1652م. ولقيت القهوة معارضة في انجلترا وألمانيا ولكنها معارضة يسيرة.
ارتبطت القهوة بالصوفية، حيث اتخذها أغلبهم بديل المشروبات التي قد يدخلها التخمر، وارتبطت بشرب التنباك، لهذا نظر إليها أهل نجد وبقية عموم الجزيرة نظرة متوجسة. وصدرت فتاوى في نجد تحرم مشروب القهوة. ومنع الناس من جلبها من الحجاز عند عودتهم من الحج.
وتأخر وصول القهوة إلى نجد، وعرفت على نطاق ضيق جداً في نهاية القرن الثاني عشر الهجري. ولم تنتشر وينسى الناس الفتاوى التي تحرمها إلا مع اتصال أهل نجد بأهل مصر وأهل الشام أيام الدولة السعودية الأولى.
ومع هذا بقيت القهوة ممنوعة من دخول مساجد نجد إلى منتصف القرن الثالث عشر الهجري. ثم انتقلت القهوة من النقيض إلى النقيض فأصبحت تقدم في مساجد نجد وفي شهر رمضان المبارك. وسبحان مغير الأحوال.
والآن القهوة تعيش عصرها الذهبي حيث تنتشر بيوت القهوة في كل مكان. وتفنن الناس في صنعها. وزادت البرازيل وغيرها من الدول من زراعتها. وهي تلعب دوراً اجتماعياً كبيراً. وهي لعبت أدواراً سياسية خطيرة منذ القرن السابع عشر إلى القرن العشرين الميلاديين. حدث ذلك في المشرق العربي وأوروبا. ولعل لي عودة للحديث عن تلك الأدوار.