آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 35296 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 24206 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 30534 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 32013 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 65401 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 59615 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 51486 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 33891 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 34167 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 40084 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 02-18-2006, 10:16 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


البداية والنهاية الجزء الرابع عشر

البداية والنهاية الجزء الرابع عشر

*2* ثم دخلت سنة ثمان وتسعين وستمائة

@
استهلت والخليفة الحاكم العباسي وسلطان البلاد المنصور لاجين ونائبه بمصر مملوكه سيف الدين منكوتمر وقاضي الشافعية الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد والحنفي حسام الدين الرازي والمالكي والحنبلي كما تقدم ونائب الشام سيف الدين قبجق المنصوري وقضاة الشام هم المذكورون في التي قبلها والوزير تقي الدين توبة والخطيب بدر الدين بن جماعة
ولما كان في أثناء المحرم رجعت طائفة من الجيش من بلاد سيس بسبب المرض الذي أصاب بعضهم فجاء كتاب السلطان بالعتب الأكيد والوعيد الشديد لهم وأن الجيش يخرج جميعه صحبة نائب السلطنة قبجق إلى هناك ونصب مشانق لمن تأخر بعذر أو غيره فخرج نائب السلطنة الأمير سيف الدين قبجق وصحبته الجيوش وخرج أهل البلد للفرجة على الأطلاب على ما جرت به العادة فبرز نائب السلطنة في ابهة عظيمة فدعت له العامة وكانوا يحبونه واستمر الجيش سائرين قاصدين بلاد سيس فلما وصلوا إلى حمص بلغ الأمير سيف الدين قبجق وجماعة من الأمراء أن السلطان قد تغلث خاطره بسبب سعي منكوتمر فيهم وعلموا ان السلطان لا يخالفه لمحبته له فاتفق جماعة منهم على الدخول الى بلاد التتر والنجاة بأنفسهم فساقوا من حمص فيمن اطاعهم وهم قبجق وبزلي وبكتمر السلحدار والايلي واستمروا ذاهبين فرجع كثير من الجيش إلى دمشق وتخبطت الامور وتأسفت العوام على قبجق لحسن سيرته وذلك في ربيع الآخر من هذه السنة فانا لله وإنا اليه راجعون
ذكر مقتل المنصور لاجين وعود الملك الى محمد بن قلاوون
لما كان يوم السبت التاسع عشر ربيع الاخر وصل جماعة من البريدية وأخبروا بقتل السلطان الملك المنصور لاجين ونائبه سيف الدين منكوتمر وأن ذلك كان ليلة الجمعة حادي عشره على يد الأمير سيف الدين كرجي الاشرفي ومن وافقه من الأمراء وذلك بحضور القاضي حسام الدين الحنفي وهو جالس في خدمته يتحدثان وقبل كانا يلعبان بالشطرنج فلم يشعرا إلا وقد دخلوا عليهم فبادروا الى السلطان بسرعة جهرة ليلة الجمعة فقتلوه وقتل نائبه صبرا صبيحة يوم الجمعة وألقى على مزبلة واتفق الأمراء على إعادة ابن استاذهم الملك الناصر محمد بن قلاوون فارسلوا وراءه وكان بالكرك ونادوا له بالقاهرة وخطب له على المنابر قبل قدومه وجاءت الكتب الى نائب الشام قبجق فوجدوه قد فر خوفا من غائلة لاجين فسارت إليه البريدية فلم يدركوه الا وقد لحق بالمغول عند رأس العين من اعمال ماردين وتفارط الحال ولا قوة الا بالله
وكان الذي شمر العزم وراءهم وساق ليردهم الأمير سيف الدين بلبان وقام باعباء البلد نائب القلعة علم الدين أرجواش والامير سيف الدين جاعان واحتاطوا على ما كان له اختصاص بتلك الدولة وكان منهم جمال الدين يوسف الرومي محتسب البلد وناظر المارستان ثم اطلق بعد مدة وأعيد الى وظائفه واحتيط ايضا على سيف الدين جاعان وحسام الدين لاجين والى البر وأدخلا القلعة وقتل بمصر الامير سيف الدين طغجي وكان قد ناب عن الناصر اربعة ايام وكرجي الذي تولى قتل لاجين فقتلا وألقيا على المزابل وجعل الناس من العامة وغيرهم يتأملون صورة طغجي وكان جميل الصورة ثم بعد الدلال والمال والملك وارتهم هناك قبور فدفن السلطان لاجين وعند رجليه نائبه منكوتمر ودفن الباقون في مضاجعهم هنالك
وجاءت البشائر بدخول الملك الناصر الى مصر يوم السبت رابع جمادي الاولى وكان يوما مشهودا ودقت البشائر ودخل القضاة وأكابر الدولة الى القلعة وبويع بحضرة علم الدين ارجواش وخطب له على المنابر بدمشق وغيرها بحضرة أكابر العلماء والقضاة والأمراء وجاء الخبر بأنه قد ركب وشق القاهرة وعليه خلعة الخليفة والجيش معه مشاة فضربت البشائر أيضا وجاءت مراسيمه فقرئت على السدة وفيها الرفق بالرعايا والأمر بالإحسان اليهم فدعوا له وقدم الأمير جمال الدين آقوش الافرم نائبا على دمشق فدخلها يوم الأربعاء قبل العصر ثاني عشرين جمادي الأولى فنزل بدار السعادة على العادة وفرح الناس بقدومه وأشعلوا له الشموع وكذلك يوم الجمعة أشعلوا له لما جاء إلى صلاة الجمعة بالمقصورة وبعد أيام أفرج عن جاعان ولاجين والى البر وعادا إلى ما كانا عليه واستقر الأمير حسام الدين الاستادار اتابكا للعساكر المصرية والأمير
سيف الدين سلار نائبا بمصر وأخرج الأعسر في رمضان من الحبس وولى الوزارة بمصر واخرج قراسنقر المنصوري من الحبس واعطى نيابة الصبيبة ثم لما مات صاحب حماة الملك المظفر نقل قراسنقر اليهما
وكان قد وقع في اواخر دولة لاجين بعد خروج قبجق من البلد محنة للشيخ تقي الدين بن تيمية قام عليه جماعة من الفقهاء وأرادوا احضاره الى مجلس القاضي جلال الدين الحنفي فلم يحضر فنودي في البلد في العقيدة التي كان قد سأله عنها أهل حماة المسماة بالحموية فانتصر له الأمير سيف الدين جاعان وأرسل يطلب الذين قاموا عنده فاختفى كثير منهم وضرب جماعة ممن نادى على العقيدة فسكت الباقون فلما كان يوم الجمعة عمل الشيخ تقي الدين الميعاد بالجامع على عادته وفسر في قوله تعالى وإنك لعلى خلق عظيم ثم اجتمع بالقاضي امام الدين يوم السبت واجتمع عنده جماعة من الفضلاء وبحثوا في الحموية وناقشوه في اماكن فيها فأجاب عنها بما اسكتهم بعد كلام كثير ثم ذهب الشيخ تقي الدين وقد تمهدت الامور وسكنت الاحوال وكان القاضي امام الدين معتقده حسنا ومقصده صالحا
وفيها وقف علم الدين سنجر الدويدار رواقه داخل باب الفرج مدرسة ودار حديث وولى مشيخته الشيخ علاء الدين بن العطار وحضر عنده القضاة والأعيان وعمل لهم ضيافة وأفرج عن قراسنقر وفي يوم السبت حادي عشر شوال فتح مشهد عثمان الذي جدده ناصر الدين بن عبد السلام ناظر الجامع وأضاف اليه مقصورة الخدم من شماليه وجعل له اماما راتبا وحاكى به مشهد علي بن الحسين زين العابدين وفي العشر الأولى من ذي الحجة عاد القاضي حسام الدين الرازي الى قضاء الشام وعزل عن قضاء مصر وعزل ولده عن قضاء الشام وفيها في ذي القعدة كثرت الاراجيف بقصد التتر بلاد الشام وبالله المستعان وممن توفي فيها من الأعيان
*3* الشيخ نظام الدين
@ احمد بن الشيخ جمال الدين محمود بن احمد بن عبد السلام الحصري الحنفي مدرس النورية ثامن المحرم ودفن في تاسعه يوم الجمعة في مقابر الصوفية كان فضالا ناب في الحكم في وقت ودرس بالنورية بعد ابيه ثم درس بعده الشيخ شمس الدين بن الصدر سليمان بن النقيب
*3* المفسر الشيخ العالم الزاهد
@ جمال الدين عبد الله بن محمد بن سليمان بن حسن بن الحسين البلخي ثم المقدسي الحنفي ولد في النصف من شعبان سنة احدى عشرة وستمائة بالقدس واشتغل بالقاهرة وأقام مدة بالجامع الازهر ودرس في بعض المدارس هناك ثم انتقل الى القدس فاستوطنه الى ان مات في المحرم منها وكان
شيخا فاضلا في التفسير وله فيه مصنف حافل كبير جمع فيه خمسين مصنفا من التفسير وكان الناس يقصدون زيارته بالقدس الشريف ويتبركون به
*3* الشيخ ابو يعقوب المغربي المقيم بالقدس
@ كان الناس يجتمعون به وهو منقطع بالمسجد الأقصى وكان الشيخ تقي الدين بن تيمية يقول فيه هو على طريقة ابن عربي وابن سبعين توفي في المحرم من هذه السنة
*3* التقي توبة الوزير
@ تقي الدين توبة بن علي بن مهاجر بن شجاع بن توبة الربعي التكريتي ولد سنة عشرين وستمائة يوم عرفة بعرفة وتنقل بالخدم الى ان صار وزيرا بدمشق مرات عديدة حتىتوفي ليلة الخيمس ثاني جمادي الآخرة وصلى عليه غدوة بالجامع وسوق الخيل ودفن بتربته تجاه دار الحديث الأشرفية بالسفح وحضر جنازته القضاة والأعيان وباشر بعده نظر الدواوين فخر الدين بن الشيرجي وأخذ امين الدين بن الهلال نظر الخزانة
*3* الأمير الكبير
@ شمس الدين بيسرى كان من أكابر الأمراء المتقدمين في خدمة الملوك من زمن قلاوون وهلم جرا توفي في السجن بقلعة مصر وعمل له عزاء بالجامع الأموي وحضره نائب السلطنة الافرم والقضاة والأعيان
*3* السلطان الملك المظفر
@ تقي الدين محمود بن ناصر الدين محمد بن تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن ايوب صاحب حماة وابن ملوكها كابرا عن كابر توفي يوم الخميس الحادي والعشرين من ذي القعدة ودفن ليلة الجمعة
*3* الملك الاوحد
@ نجم الدين يوسف بن الملك داود بن المعظم ناظر القدس توفي به ليلة الثلاثاء رابع ذي القعدة ودفن برباطه عند باب حطة عن سبعين سنة وحضر جنازته خلق كثير وكان من خيار ابناء الملوك دينا وفضيلة وإحسانا الى الضعفاء
*3* القاضي شهاب الدين يوسف
@ ابن الصالح محب الدين بن النحاس احد رؤساء الحنفية ومدرس الزنجانية والظاهرية توفي ببستانه بالمزة ثالث عشر ذي الحجة ودرس بعده بالزنجانية القاضي جلال الدين بن حسام الدين
*3* الصاحب نصر الدين ابو الغنائم
@ سالم بن محمد بن سالم بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي كان احسن حالا من اخيه القاضي نجم الدين وقد سمع الحديث وأسمعه كان صدرا معظما ولي نظر الدواوين ونظر الخزانة
ثم ترك المناصب وحج وجاور بمكة ثم قدم دمشق فأقام بها دون السنة ومات توفي يوم الجمعة ثامن وعشرين ذي الحجة وصلى عليه بعد الجمعة بالجامع ودفن بتربتهم بسفح قاسيون وعمل عزاؤه بالصاحبية
*3* ياقوت بن عبد الله
@ ابو الدر المستعصمي الكاتب لقبه جمال الدين وأصله رومي كان فاضلا مليح الخط مشهورا بذلك كتب ختما حسانا وكتب الناس عليه ببغداد توفي بها في هذه السنة وله شعر رائق فمنه ما اورده البرزالي في تاريخه عنه
تجدد الشمس شوقي كلما طعلت * الى محياك يا سمعي ويا بصري
وأسهر الليل في انس بلاونس * إذ طيب ذكراك في ظلماته يسرى
وكل يوم مضى لا أراك به * فلست محتسبا ماضيه من عمري
ليلى نهار إذا ما درت في خلدي * لأن ذكرك نور القلب والبصر
*2* ثم دخلت سنة تسع وتسعين وستمائة
@ وفيها كانت وقعة قازان وذلك ان هذه السنة استهلت والخليفة والسطان هما المذكوران في التي قبلها ونائب مصر سلار ونائب الشام اقوش الافرم وسائر الحكام هم المذكورون في التي قبلها وقد تواترت الأخبار بقصد التتار بلاد الشام وقد خاف الناس من ذلك خوفا شديدا وجفل الناس من بلاد حلب وحماة وبلغ كرى الخيل من حماة الى دمشق نحو المائتي درهم فلما كان يوم الثلاثاء ثاني المحرم ضربت البشائر بسبب خروج السلطان من مصر قاصدا الشام فلما كان يوم الجمعة ثامن ربيع الأول دخل السلطان الى دمشق في مطر شديد ووحل كثير ومع هذا خرج الناس لتلقيه وكان قد اقام بغزة قريبا من شهرين وذلك لما بلغه قدوم التتار الى الشام فتهيأ لذلك وجاء فدخل دمشق فنزل بالطارمة وزينت له البلد وكثرت له الأدعية وكان وقتا شديدا وحالا صعبا وامتلأ البلد من الجافلين النازحين عن بلادهم وجلس الأعسر وزير الدولة وطالب العمال واقتضروا اموال الأيتام وأموال الأسرى لأجل تقوية الجيش وخرج السلطان بالجيش من دمشق يوم الأحد سابع عشر ربيع الأول ولم يتخلف احد من الجيوش وخرج معهم خلق كثير من المتطوعة واخذ الناس في الدعاء والقنوت في الصلوات بالجامع وغيره وتضرعوا واستغاثوا وابتهلوا الى الله بالادعية
*3* وقعة قازان
@ لما وصل السلطان الى وادي الخزندار عند وادي سلمية فالتقى التتر هناك يوم الأربعاء السابع والعشرين من ربيع الأول فالتقوا معهم فكسروا المسلمين وولى السلطان هاربا فانا لله وانا اليه راجعون وقتل جماعة من الأمراء وغيرهم ومن العوام خلق كثير وفقد في المعركة قاضي قضاة
الحنفية وقد صبروا وبالوا بلاء حسنا ولكن كان امر الله قدرا مقدورا فولى المسلمون لا يلوى احد على احد ثم كانت العاقبة بعد ذلك للمتقين غير انه رجعت العساكر على اعقابها للديار المصرية واجتاز كثير منهم على دمشق وأهل دمشق في خوف شديد على انفسهم وأهليهم وأموالهم ثم انهم استكانوا واستسلموا للقضاء والقدر وماذا يجدي الحذر اذا نزل القدر ورجع السلطان في طائفة من الجيش على ناحية بعلبك والبقاع وأبواب دمشق مغلقة والقلعة محصنة والغلاء شديد والحال ضيق وفرج الله قريب وقد هرب جماعة من اعيان البلد وغيرهم الى مصر كالقاضي امام الدين الشافعي وقاضي المالكية الزواوي وتاج الدين الشيرازي وعلم الدين الصوابي والى البر وجمال الدين بن النحاس والى المدينة والمحتسب وغيرهم من التجار والعوام وبقي البلد شاغرا ليس فيهم حاكم سوى نائب القلعة
وفي ليلة الأحد ثاني ربيع الأول كسر المحبوسون بحبس باب الصغير الحبس وخرجوا منه على حمية وتفرقوا في البلد وكانوا قريبا من مائتي رجل فنهبوا ما قدروا عليه وجاؤا الى باب الجابية فكسروا اقفال الباب البراني وخرجوا منه الى بر البلد فتفرقوا حيث شاؤا لا يقدر احد على ردهم وعاثت الحرافشة في ظاهر البلد فكسروا ابواب البساتين وقلعوا من الأبواب والشبابيك شيئا كثيرا وباعوا ذلك بأرخص الأثمان هذا وسلطان التتار قد قصد دمشق بعد الوقعة فاجتمع اعيان البلد والشيخ تقي الدين بن تيمية في مشهد على واتفقوا على المسير الى قازان لتلقيه وأخذ الأمان منه لأهل دمشق فتوجهوا يوم الاثنين ثالث ربيع الآخر فاجتمعوا به عند النبك وكلمه الشيخ تقي الدين كلاما قويا شديدا فيه مصلحة عظيمة عاد نفعها على المسلمين ولله الحمد ودخل المسلمون ليلتئذ من جهة قازان فنزلوا بالبدرانية وغلقت ابواب البلد سوى باب توما وخطب الخطيب بالجامع يوم الجمعة ولم يذكر سلطانا في خطبته وبعد الصلاة قدم الامير اسماعيل ومعه جماعة من الرسل فنزلوا ببستان الظاهر عند الطرن وحضر الفرمان بالامان وطيف به في البلد وقرئ يوم السبت ثامن الشهر بمقصورة الخطابة ونثر شيء من الذهب والفضة وفي ثاني يوم من المناداة بالامان طلبت الخيول والسلاح والاموال المخبأة عند الناس من جهة الدولة وجلس ديوان الاستخلاص إذ ذاك بالمدرسة القيمرية وفي يوم الاثنين عاشر الشهر قدم سيف الدين قبجق المنصوري فنزل في الميدان واقترب جيش التتر وكثر العيث في ظاهر البلد وقتل جماعة وغلت الاسعار بالبلد جدا وارسل قبجق الى نائب القلعة ليسلمها الى التتر فامتنع ارجواش من ذلك اشد الامتناع فجمع له قبجق اعيان البلد فكلموه ايضا فلم يجبهم الى ذلك وصمم على ترك تسليمها اليهم وبها عين تطرف فان الشيخ تقي الدين بن تيمية ارسل الى نائب القلعة يقول له ذلك لو لم يبق فيها
الا حجر واحد فلا تسلمهم ذلك ان استطعت وكان في ذلك مصلحة عظيمة لهل الشام فان الله حفظ لهم هذا الحصن والمعقل الذي جعله الله حرزا لاهل الشام التي لا تزال دار ايمان وسنة حتى ينزل بها عيسى ابن مريم وفي يوم دخول قبجق الى دمشق دخل السلطان ونائبه سلار الى مصر كما جاءت البطاقة بذلك الى القعلة ودقت البشائر بها فقوى جأش الناس بعض قوة ولكن الامر كما يقال
كيف السبيل الى سعاد ودونها * قلل الجبال ودونهن حتوف
الرجل حافية ومالي مركب * والكف صفر والطريق مخوف

وفي يوم الجمعة رابع عشر ربيع الآخر خطب لقازان على منبر دمشق بحضور المغول بالمقصورة ودعى له على السدة بعد الصلاة وقرئ عليها مرسوم بنيابة قبجق على الشام وذهب اليه الأعيان فهنؤه بذلك فأظهر الكرامة وأنه في تعب عظيم مع التتر ونزل شيخ المشايخ محمود بن علي الشيباني بالمدرسة العادلية الكبيرة وفي يوم السبت النصف من ربيع الآخر شرعت التتار وصاحب سيس في نهب الصالحية ومسجد الاسدية ومسجد خاتون ودار الحديث الاشرفية بها واحترق جاع التوبة بالعقيبية وكان هذا من جهة الكرج والارمن من النصارى الذين هم مع التتار قبحهم الله وسبوا من اهلها خلقا كثيرا وجما غفيرا وجاء أكثر الناس الى رباط الحنابلة فاحتاطت به التتار فحماه منهم شيخ الشيوخ المذكور وأعطى في الساكن مال له صورة ثم اقحموا عليه فسبوا منه خلقا كثيرا من بنات المشايخ وأولادهم فإنا لله وإنا اليه راجعون
ولما نكب دير الحنابلة في ثاني جمادي الاولى قتلوا خلقا من الرجال وأسروا من النساء كثيرا ونال قاضي القضاة تقي الدين اذى كثير ويقال إنهم قتلوا من أهل الصالحية قريبا من اربعمائة وأسروا نحوا من اربعة آلاف اسير ونهبت كتب كثيرة من الرباط الناصري والضيائية وخزانة ابن البزوري وكانت تباع وهي مكتوب عليها الوقفية وفعلوا بالمزة مثل ما فعلوا بالصالحية وكذلك بداريا وبغيرها وتحصن الناس منهم في الجامع بداريا ففتحوه قسرا وقتلوا منهم خلقا وسبوا نساءهم وأولادهم فإنا لله وإنا اليه راجعون
وخرج الشيخ ابن تيمية في جماعة من أصحابه يوم الخميس العشرين من ربيع الآخر الى ملك التتر وعاد بعد يومين ولم يتفق اجتماعه به حجبه عنه الوزير سعد الدين والرشيد مشير الدولة المسلماني ابن يهودي والتزما له بقضاء الشغل وذكرا له ان التتر لم يحصل لكثير منهم شيء الى الآن ولا بد لهم من شيء واشتهر بالبلد ان التتر يريدون دخول دمشق فانزعج الناس لذلك وخافوا خوفا شديدا وأرادوا الخروج منها والهرب على وجوهم وأين الفرار ولات حين مناص وقد اخذ من البلد فوق العشرة آلاف فرس ثم فرضت اموال كثيرة على البلد موزعة على اهل الاسواق
كل سوق بحسبه من المال فلا قوة إلا بالله وشرع التتر في عمل مجانيق بالجامع ليرموا بها القلعة من صحن الجامع وغلقت ابوابه ونزل التتار في مشاهده يحرسون اخشاب المجانيق وينهبون ما حوله من الأسواق وأحرق ارجوان ما حول القلعة من الابنية كدار الحديث الأشرفية وغير ذلك الى حد العادلية الكبيرة واحرق دار السعادة لئلا يتمكنوا من محاصرة القلعة من اعاليها ولزم الناس منازلهم لئلا يسخروا في طم الخندق وكانت الطرقات لا يرى بها احد الا القليل والجامع لا يصلي فيه احد الا اليسير ويوم الجمعة لا يتكامل فيه الصف الأول وما بعده إلا بجهد جهيد ومن خرج من منزله في ضرورة يخرج بثياب زيهم ثم يعود سريعا ويظن انه لا يعود الى اهله وأهل البلد قد اذاقهم الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون فإنا لله وإنا اليه راجعون
والمصادرات والتراسيم والعقوبات عمالة في أكابر اهل البلد ليلا ونهارا حتى اخذ منهم شيء كثير من الأموال والأوقاف كالجامع وغيره ثم جاء مرسوم بصيانة الجامع وتوفير اوقافه وصرف ما كان يؤخذ بخزائن السلاح والى الحجاز وقرئ ذلك المرسوم بعد صلاة الجمعة بالجامع في تاسع عشر جمادي الأولى وفي ذلك اليوم توجه السلطان قازان وترك نوابه بالشام في ستين الف مقاتل نحو بلاد العراق وجاء كتابه انا قد تركنا نوابنا بالشام في ستين الف مقاتل وفي عزمنا العود اليها في زمن الخريف والدخول الى الديار المصرية وفتحها وقد اعجزتهم القلعة ان يصلوا الى حجر منها وخرج سيف الدين قبجق لتوديع قطلوشاه نائب قازان وسار وراءه وضربت البشائر بالقلعة فرحا لرحيلهم ولم تفتح القلعة وأرسل أرجواش ثاني يوم من خروج قبجق القعلية الى الجامع فكسروا اخشاب المنجنيقات المنصوبة به وعادوا الى القلعة سريع سالمين واستصحبوا معهم جماعة ممن كانوا يلوذون بالتتر قهرا الى القلعة منهم الشريف القمي وهو شمس الدين محمد ابن محمد بن احمد بن ابي القاسم المرتضي العلوي وجاءت الرسل من قبجق الى دمشق فنادوا بها طيبوا أنفوسكم وافتحوا دكاكينكم وتهيئوا غدا لتلقي سلطان الشام سيف الدين قبجق فخرج الناس الى اماكنهم فأشرفوا عليها فرأوا ما بها من الفساد والدمار وانفك رؤساء البلد من التراسيم بعدما ذاقوا شيئا كثيرا
قال الشيخ علم الدين البرزالي ذكر لي الشيخ وجيه الدين بن النجا انه حمل الى خزانة قازان ثلاثة آلاف الف وستمائة الف درهم سوى ما تمحق من التراسيم والبراطيل وما اخذ غيره من الأمراء والوزراء وأن شيخ المشايخ حصل له نحو ستمائة الف درهم والأصيل بن النصير الطوسي مائة الف والصفي السخاوي ثمانون الفا وعاد سيف الدين قبجق الى دمشق يوم الخميس بعد الظهر خامس عشرين جمادي الاولى ومعه الاليكي وجماعة وبين يديه السيوف مسللة وعلى
رأسه عصابة فنزل بالقصر ونودي بالبلد نائبكم قبجق قد جاء فافتحوا دكاكينكم واعملوا معاشكم ولا يغرر احد بنفسه هذا الزمان والاسعار في غاية الغلاء والقلة قد بلغت الغرارة الى اربعمائة واللحم الرطل بنحو العشرة والخبز كل رطل بدرهمين ونصف والعشرة الدقيق بنحو الأربعين والجبن الأوقية بدرهم والبيض كل خمسة بدرهم ثم فرج عنهم في اواخر الشهر ولما كان في أواخر الشهر نادى قبجق بالبلد ان يخرج الناس الى قراهم وأمر جماعة وانضاف اليه خلق من الأجناد وكثرت الأراجيف على بابه وعظم شأنه ودقت البشائر بالقلعة وعلى باب قبجق يوم الجمعة رابع جمادي الآخرة وركب قبجق بالعصائب في البلد والشاويشية بين يديه وجهز نحوا من الف فارس نحو خربة اللصوص ومشى مشى الملوك في الولايات وتأمير الأمراء والمراسيم العالية النافذة وصار كما قال الشاعر
يا لك من قنبرة بمعمري * خلالك الجو فبيضي واصفري
ونقري ماشئت ان تنقري
ثم انه ضمن الخمارات ومواضع الزنا من الحانات وغيرها وجعلت دارا ابن جرادة خارج من باب توما خمارة وحانة أيضا وصار له على ذلك في كل يوم الف درهم وهي التي دمرته ومحقت آثاره وأخذ اموالا آخر من اوقاف المدارس وغيرها ورجع بولاي من جهة الأغوار وقد عاث في الارض فسادا ونهب البلاد وخرب ومعه طائفة من التتر كثيرة وقد خربوا قرى كثيرة وقتلوا من أهلها وسبوا خلقا من أطفالها وجبي لبولاي من دمشق أيضا جباية اخرى وخرج طائفة من القلعة فقتلوا طائفة من التتر ونهبوهم وقتل جماعة من المسلمين في غبون ذلك وأخذوا طائفة ممن كان يلوذ بالتتر ورسم قبجق لخطيب البلد وجماعة من الأعيان ان يدخلوا القلعة فيتكلموا مع نائبها في المصالحة فدخلوا عليه يوم الاثنين ثاني عشر جمادي الآخرة فكلموه وبالغوا معه فلم يجب الى ذلك وقد اجاد وأحسن وأرجل في ذلك بيض الله وجهه
وفي ثامن رجب طلب قبجق القضاة والأعيان فحلفهم على المناصحة للدولة المحمودية يعني قازان فخلفوا له وفي هذا اليوم خرج الشيخ تقي الدين بن تيمية الى مخيم بولاي فاجتمع به في فكاك من كان معه من اسارى المسلمين فاستنقذ كثيرا منهم من ايديهم وأقام عنده ثلاثة ايام ثم عاد ثم راح اليه جماعة من اعيان دمشق ثم عادوا من عنده فشلحوا عند باب شرقي وأخذ ثيابهم وعمائمهم ورجعوا في شر حالة ثم بعث في طلبهم فاختفى اكثرهم وتغيبوا عنه ونودي بالجامع بعد الصلاة ثالث رجب من جهة نائب القلعة بأن العساكر المصرية قادمة الى الشام وفي عشية يوم السبت رحل بولاي وأصحابه من التتر وانشمروا عن دمشق وقد أراح الله منهم وساروا من على عقبة دمر فعاثوا في تلك النواحي فسادا ولم يأت سابع الشهر وفي حواشي البلد منهم احد وقد أزاح الله عز وجل

شرهم عن العباد والبلاد ونادى قبجق في الناس قد أمنت الطرقات ولم يبق بالشام من التتر أحد وصلى قبجق يوم الجمعة عاشر رجب بالمقصورة ومعه جماعة عليهم لأمة الحرب من السيوف والقسى والتراكيش فيها النشاب وأمنت البلاد وخرج الناس للفرجة في غيض السفرجل على عادتهم فعاثت عليهم طائفةمن التتر فلما رأوهم رجعوا الى البلد هاربين مسرعين ونهب بعض الناس بعضا ومنهم من القى نفسه في النهر وإنما كانت هذه الطائفة مجتازين ليس لهم قرار وتقلق قبجق من البلد ثم انه خرج منها في جماعة من رؤسائها واعيانها منهم عز الدين ابن القلانسي ليتلقوا الجيش المصري وذلك ان جيش مصر خرج الى الشام في تاسع رجب وجاءت البريدية بذلك وبقي البلدليس به احد ونادى ارجواش في البلد احفظوا الاسوار وأخرجوا ما كان عندكم من الاسلحة ولا تهملوا الاسوار والابواب ولا يبيتن احد الا على السور ومن بات في داره شنق فاجتمع الناس على الأسوار لحفظ البلاد وكان الشيخ تقي الدين بن تيمية يدور كل ليلة على الأسوار يحرض الناس على الصبر والقتال ويتلو عليهم آيات الجهاد والرباط
وفي يوم الجمعة سابع عشر رجب اعيدت الخطبة بدمشق لصاحب مصر ففرح الناس بذلك وكان يخطب لقازان بدمشق وغيرها من بلاد الشام مائة يوم سواء وفي بكرة يوم الجمعة المذكور دار الشيخ تقي الدين بن تيمية رحمه الله وأصحابه على الخمارات والحانات فكسروا آنية الخمور وشققوا الظروف وأراقوا الخمور وعزروا جماعة من اهل الحانات المتخذة لهذه الفواحش ففرح الناس بذلك ونودي يوم السبت ثامن عشر رجب بأن تزين البلد لقدوم العساكر المصرية وفتح باب الفرج مضافا الى باب النصر يوم الأحد تاسع عشر رجب ففرح الناس بذلك وانفرجوا لأنهم لم يكونوا يدخلون إلا من باب النصر وقدم الجيش الشامي صحبة نائب دمشق جمال الدين آقوش الأفرم يوم السبت عاشر شعبان وثاني يوم دخل بقية العساكر وفيهم الأميران شمس الدين قراسنقر المنصوري وسيف الدين قطلبك في تجمل وفي هذا اليوم فتح باب العريش وفيه درس القاضي جلال الدين القزويني بالأمينية عوضا عن اخيه قاضي القضاة امام الدين توفي بمصر وفي يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء تكامل دخول العساكر صحبة نائب مصر سيف الدين سلار وفي خدمته الملك العادل كتبغا وسيف الدين الطراخي في تجمل باهر ونزلوا في المرج وكان السلطان قد خرج عازما على المجيء فوصل الى الصالحية ثم عاد الى مصر
وفي يوم الخميس النصف من شعبان اعيدالقاضي بدر الدين بن جماعة الى قضاة القضاة بدمشق مع الخطابة بعد إمام الدين ولبس معه في هذا اليوم امين الدين العجمي خلعة الحسبة وفي يوم سابع عشرة لبس خلعة نظر الدواوين تاج الدين الشيرازي عوضا عن فخر الدين بن الشيرجي
ولبس أقبجاشد الدواوين في باب الوزير شمس الدين سنقر الأعسر وباشر الأمير عز الدين ايبك الدويدار النجيبي ولاية البر بعد ما جعل من أمراء الطبلخانة ودرس الشيخ كمال الدين بن الزملكاني بأم الصالح عوضا عن جلال الدين القزويني يوم الأحد الحادي والعشرين من شعبان وفي هذا اليوم ولي قضاء الحنفية شمس الدين بن الصفي الحريري عوضا عن حسام الدين الرومي فقد يوم المعركة في ثاني رمضان ورفعت الستائر عن القعلة في ثالث رمضان وفي مستهل رمضان جلس الأمير سيف الدين سلار بدار العدل في الميدان الأخضر وعنده القضاة والأمراء يوم السبت وفي السبت الآخر خلع على عز الدين القلانسي خلعة سنية وجعل ولده عماد الدين شاهدا في الخزانة وفي هذا اليوم رجع سلار بالعساكر الى مصر وانصرفت العساكر الشامية الى مواضعها وبلدانها وفي يوم الاثنين عاشر رمضان درس على بن الصفي بن ابي القاسم البصراوي الحنفي بالمدينة المقدمية وفي شوال فيها عرفت جماعة ممن كان يلوذ بالتتر ويؤذي المسلمين وشنق منهم طائفة وسمر آخرون وكحل بعضه وقطعت ألسن وجرت امور كثيرة وفي منتصف شوال درس بالدولعية قاضي القضاة جمال الدين الزرعي نائب الحكم عوضا عن جمال الدين بن الباجريقي وفي يوم الجمعة العشرين منه ركب نائب السلطنة جمال الدين آقوش الأفرم في جيش دمشق الى جبال الجرد وكسروان وخرج الشيخ تقي الدين بن تيمية ومعه خلق كثير من المتطوعة والحوارنة لقتال أهل تلك الناحية بسب فسادنيتهم وعقائدهم وكفرهم وضلالهم وما كانوا عاملوا به العساكر لما كسرهم التتر وهربوا حين اجتازوا ببلادهم وثبوا عليهم ونهبوهم واخذوا اسلحتهم وخيولهم وقتلوا كثيرا منهم فلما وصلوا الى بلادهم جاء رؤساؤهم الى الشيخ تقي الدين بن تيمية فاستتابهم وبين للكثير منهم الصواب وحصل بذلك خير كثير وانتصار كبير على اولئك المفسدين والتزموا برد ما كانوا اخذوه من أموال الجيش وقرر عليهم أموالا كثيرة يحملونها الى بيت المال وأقطعت اراضيهم وضياعهم ولم يكونوا قبل ذلك يدخلون في طاعة الجند ولا يلتزمون احكام الملة ولا يدينون دين الحق ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله وعاد نائب السلطنة يوم الأحد ثالث عشر ذي القعدة وتلقاه الناس بالشموع الى طريق بعلبك وسط النهار وفي يوم الأربعاء سادس عشره نودي في البلد ان يعلق الناس الأسلحة بالدكاكين وأن يتعلم الناس الرمي فعملت الأماجات في أماكن كثيرة من البلد وعلقت الأسلحة بالأسواق ورسم قاضي القضاة بعمل الأماجات في المدارس وأن يتعلم الفقهاء الرمي ويستعدوا لقتال العدو ان حضر وبالله المستعان
وفي الحادي والعشرين من ذي القعدة استعرض نائب السلطنة اهل الأسواق بين يديه وجعل على كل سوق مقدما وحوله اهل سوقه وفي الخميس رابع عشرينه عرضت الأشراف مع نقيبهم نظام
الملك الحسيني بالعدد والتجمل الحسن وكان يوما مشهودا ومما كان من الحوادث في هذه السنة أن جدد إمام راتب عند رأس قبر زكريا وهو الفقيه شرف الدين أبو بكر الحموي وحضر عنده يوم عاشوراء القاضي إمام الدين الشافعي وحسام الدين الحنفي وجماعة ولم تطل مدته إلا شهورا ثم عاد الحموي إلى بلده وبطلت هذه الوظيفة الى الان ولله الحمد وممن توفي فيها من الأعيان
*3* القاضي حسام الدين أبو الفضائل
@ الحسن بن القاضي تاج الدين أبي المفاخر أحمد بن الحسن انوشروان الرازي الحنفي ولي قضاء ملطية مدة عشرين سنة ثم قدم دمشق فوليها مدة ثم انتقل الى مصر فوليها مدة وولده جلال الدين بالشام ثم صار الى الشام فعاد الى الحكم بها ثم لما خرج الجيش الى لقاء قازان بوادي الخزندار عند وادي سلمية خرج معهم ففقد من الصف ولم يدر ما خبره وقد قارب السبعين وكان فاضلا بارعا رئيسا له نظم حسن ومولده باقسيس من بلاد الروم في المحرم سنة احدى وثلاثين وستمائة فقد يوم الأربعاء الرابع والعشرين من ربيع الأول منها وقد قتل يومئذ عدة من مشاهير الأمراء ثم ولى بعده القضاء شمس الدين الحريري
*3* القاضي الامام العالي
@ إمام الدين ابو المعالي عمر بن القاضي سعد الدين ابي القاسم عبد الرحمن بن الشيخ امام الدين ابي حفص عمر بن احمد بن محمد القزويني الشافعي قدم دمشق هو وأخوه جلال الدين فقررا في مدارس ثم انتزع امام الدين قضاء القضاة بدمشق من بدر الدين بن جماعة كما تقدم في سنة سبع وسبعين وناب عنه اخوه وكان جميل الأخلاق كثير الاحسان رئيسا قليل الأذى ولما ازف قدوم التتار سافر الى مصر فلما وصل اليها لم يقم بها سوى اسبوع وتوفي ودفن بالقرب من قبة الشافعي عن ست واربعين سنة وصار المنصب الى بدر الدين بن جماعة مضافا الى ما بيده من الخطابة وغيرها ودرس اخوه بعده بالأمينية
*3* المسند المعمر الرحلة
@ شرف الدين احمد بن هبة الله بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسن بن عساكر الدمشقي ولد سنة اربع عشرة وستمائة وسمع الحديث وروى توفي خامس عشر جمادي الأولى عن خمس وثمانين سنة
*3* الخطيب الإمام العالم
@ موفق الدين ابو المعالي محمد بن محمد بن الفضل النهراواني القضاعي الحموي خطيب حماة ثم خطب بدمشق عوضا عن الفاروثي ودرس بالغزالية ثم عزل بابن جماعة وعاد الى بلده ثم قدم دمشق عام قازان فمات بها
*3* الصدر شمس الدين


التوقيع :


اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك
النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما عدد مااحاط به علمك
وخط به قلمك واحصاه كتابك
وارض اللهم عن سادتنا ابي بكر وعمر وعثمان وعلي
وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان الى يوم الدين





آخر تعديل abo _mohammed يوم 09-01-2006 في 07:39 PM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:42 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir