قالت البِنتُ الصغيرة : لأنّ السمكةَ لا تَذهبُ كلَّ صَباحٍ إلى المدرسة ، وهي تَعيشُ في البحرِ وتَتَنقَّلُ كما تُحِبّ .
قالت الأُمّ : أنتِ مُخطِئة يا عزيزتي ، مِن الأفضَلِ أن تُحِبِّي المدرسة ، لأنّك تَتَعلّمينَ فيها القِراءةَ والكتابة .
قالت البنتُ الصغيرة : أُريدُ أن أصيرَ سَمكة ، وإذا صِرتُ سَمكةً فلابُدَّ أنّي سأكونُ سعيدةً دائماً .
وبعدَ قليل شَعَرتِ البنتُ بالنُعاس ، ثُمّ حَدَثَ أمرٌ غريب ، فقد تَحقَّقَت أُمنيَة البنتِ الصغيرة ، وتَحوَّلَت إلى سمكة ، وباتَت تَعيشُ في البحر .
والمؤسِفُ أنّ البنتَ لم تَجِدِ السعادةَ كما كانت تَتوقَّع ، لأنّ الأسماكَ ابتَعدَت عنها خائفة ، ورفَضَت التكلُّمَ مع تلكَ السمكةِ الغريبةِ ، التي لها رأسُ بِنت وجسمُ سمكة .