آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 12641 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7397 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 13290 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14662 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 48790 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43853 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 36056 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20863 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 21132 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 27070 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-24-2010, 09:11 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


إسماعيل الصفوي..في التاريخ



إسماعيل الصفوي..في التاريخ


من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
المراجعة الحالية (غير مراجعة)اذهب إلى: تصفح, البحث
هذه المقالة أو هذا القسم يستشهد بمصادر غير مناسبة. المعلومات الموجودة هنا قد لا توافق المعلومات المذكورة في المصادر. رجاء، حسن هذه المقالة بمراجعة المصادر المذكورة وتدقيقها أو بجلب مصادر مناسبة، و قم بنقاش هذه القضية في صفحة النقاش.
شاه إسماعيل الأول، مؤسس الدولة الصفوية. صورة أوروبية من العصور الوسطى.أبو المظفر شاه إسماعيل الهادي الوالي، أو إسماعيل الصفوي (25 رجب 892 هـ/25 يوليو 1487م - 18 رجب 930 هـ= 31 مايو 1524م) مؤسس الدولة الصفوية في إيران، «إسماعيل الصفوي هو شاه إيران (1501 - 1524) وهو القائد الديني الذي أسس الحكم للصفويين [1]».

محتويات [أخفِ]
1 قبل الصفويين
2 الأصل العرقي
3 المولد والنشأة
4 المذهب الشيعي.. المذهب الرسمي للدولة
5 الصفوي في مواجهة الأوزبك
6 السقوط في جالديران
7 ما بعد السقوط
8 آثار السقوط والهزيمة
9 الصفوي.. في الميزان
10 اقرأ أيضا
11 مصادر


[عدل] قبل الصفويين
يمثل تاريخ الدولة الصفوية في إيران منعطفا مهما في تاريخها، فبقيامها اتخذت إيران المذهب الشيعي الاثناعشري مذهبا رسميا، وكان لهذا التحول آثاره البعيدة في تاريخ إيران خاصة وتاريخ العالم الإسلامي عامة.

ويعتزالصفويون بالشيخ "صفي الدين الأردبيلي" المولود عام (650هـ= 1334م)، وهو معلم الشاه إسماعيل، وكان رجلا نشيطا دائب الحركة والسعي؛ استطاع أن يجذب الأتباع حوله في أذربيجان. ثم انتقل الأمر إلى ابنه، ثم إلى حفيده صدر الدين خواجة علي سياهبوش، حليف تيمور لنك. وهو أول من غير مذهبه إلى المذهب الشيعي الإسماعيلي.

نجح أبناء الأردبيلي وأحفاده في نشر المذهب، والتمكين له بين المحبين والمريدين، وصارت لهم قوة وقدرة على المشاركة في الأحداث السياسية في المناطق التي يقيمون بها، وتحولوا من أصحاب دعوة وشيوخ طريقة إلى مؤسسي دولة لها أهدافها السياسية والمذهبية.

وكانت الأجواء التي تعيشها إيران في أواخر القرن التاسع الهجري من التمزق السياسي وشيوع الفوضى أفضل مناخ استغله الصفويون لجذب المزيد من الأنصار، والتطلع إلى قيام دولة تدين بالمذهب الشيعي الإسماعيلي لأول مرة في تاريخ الإسلام (حيث كانت الدول الشيعية السابقة إما زيدية وإما اثنا عشريه كالقرامطة والفاطميين). حيث سيطرت على إيران قبيلتان من قبائل التركمان هما قراقويونلو أي أصحاب الخراف السوداء، وآق قويونلو أي أصحاب الخراف البيضاء. وكان القتال مستمر بين تلك القبائل، مما زاد تمزق إيران بعد تعرضها لتدمير المغول ثم لتدمير تيمورلنك.

[عدل] الأصل العرقي
هناك خلاف بين المؤرخين حول الأصل العرقي للصفويين. فغالب المؤرخين يذهبون إلى أنهم من القبائل العربية. والبعض ينسبهم للفرس، وهناك رأي ضعيف ينسبهم للأكراد. والصحيح هو أن الصفويين يرجه نسبهم إلى النسب الهاشمي.علوية ويرجع نسبهم إلى الأمام موسى الكاظم من أبنه حمزة فنسب الشاه إسماعيل مؤسس الدولة الصفوية هو إسماعيل بن السيد حيدر (قتل سنة 893هـ) بن حيدر بن صدر الدين جنيد بن إبراهيم بن علي بن صدر الدين بن صفي الدين إسحاق بن جبرائيل بن أحمد بن رشيد بن محمد الحافظ بن عوض الخواص بن فيروز شاه بن محمد بن محمد بن ابي الحسن بن محمد بن إبراهيم بن جعفر ابن إسماعيل بن محمد بن أحمد العراقي بن محمد القاسم بن حمزة بن الإمام موسى الكاظم وحمزة بن الأمام موسى الكاظم لجأ إلى شمال إيران في العصر العباسي بسبب الاضطهادات التي تعرض لها العلويين على يد العباسيين وقبره الآن في مدينة الري جنوب العاصمة الإيرانية طهران .

[عدل] المولد والنشأة
ولد إسماعيل الصفوي في (25 رجب 892 هـ/25 يوليو 1487م)، وعاش بعد وفاة أبيه في كنف "كاركيا ميرزا" حاكم "لاهيجان" الذي كان محبا للمسلمين الصفويين. ظل إسماعيل الصفوي 5 سنوات تحت سمع هذا الحاكم وبصره، حتى شبّ قويا محبا للفروسية والقتال، قادرا على القيادة والإدارة.

وفي أثناء هذه الفترة كانت الدولة تعيش فترة صراعات بين أفراد أسرة آق قويونلو التي كانت تحكم فارس آنذاك، وهو ما استغله أنصار الصفويين، وأمّروا عليهم إسماعيل الصفوي، وكان صغيرا لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، لكنه كان مهيأ للقيادة والزعامة بفضل الرعاية التي أحاطه بها حاكم لاهيجان.

تمكن إسماعيل الصفوي وأنصاره من خوض عدة معارك ضد حكام بعض المناطق في إيران والتغلب عليهم، وتساقطت في يده كثير من المدن الإيرانية، وتوج جهوده بالاستيلاء على مدينة "تبريز" عاصمة آق قويونلو، ودخلها دخول الفاتحين، ثم أعلنها عاصمة لدولته.

وبدخول إسماعيل مدينة تبريز تم تتويجه ملكا على إيران، ولقبه أعوانه بأبي المظفر شاه إسماعيل الهادي الوالي، وذلك في سنة (907 هـ = 1502م) وأصدروا العملة باسمه....

[عدل] المذهب الشيعي.. المذهب الرسمي للدولة
كانت إيران بلا دين ،ولم يكون فيها سوى أربع مدن شيعية هي: آوه، قاشان، سبزوان، قم. وعقب تتويج إسماعيل الصفوي ملكا على إيران أعلن المذهب الشيعي مذهبا رسميا للدولة. توجهت أنظار إسماعيل إلى منطقة جبل عامل في لبنان التي كانت آنذاك أحد معاقل الشيعة، وفيها الكثير من علمائهم. يقول الباحث حسن غريب: "رأى مؤسس الدولة الصفوية – الشاه إسماعيل– أنه من العسير عليه أن يوفر للناس حقيقة المعتقد وترسيخ مبادئه في نفوسهم، ووجد أيضاً أن الكتب غير متوفرة، فعمد إلى ملء الفراغ من خلال استحضار علماء الشيعة من جبل عامل. وقد غادر هؤلاء العلماء إلى إيران بدعوة وبغير دعوة.وفي عهد الملك الصفوي طمهاسب، أصبحت استمالة علماء جبل عامل للتوجه إلى إيران من السياسات الأساسية للحكومة هناك، وهكذا استمرت هجرة العلماء العامليين منذ ذلك الحين، وحتى سقوط الحكم الصفوي. لم يستطع علماء الشيعة في جبل عامل مقاومة الإغراءات الصفوية للقدوم إلى إيران، فنصرة المذهب ودعمه وترسيخ دعائمه في إيران احتل لديهم مكانة كبيرة، لكن أسباباً أخرى دفعتهم للهجرة إلى إيران إذ "كان المهاجرون عموماً يجدون في إيران ظروفاً مواتية، والذين تجاوبوا مع الحكومة الصفوية وتضامنوا معها، كانوا يحصلون على عطايا وهدايا، على شكل أملاك وأموال نقدية وعينية". ومن الأسباب التي شجعت علماء جبل عامل بلبنان للتوجه إلى إيران المكانة الكبيرة التي حصلوا عليها: وقد وصل احترام الملوك من الصفويين للعلماء والفقهاء العامليين – خصوصاً - إلى حد أنهم فوضوا إليهم كافة المهام القضائية في البلاد، ومنحوهم السلطات والصلاحيات اللازمة، فأصبحوا المصدرين والمنفذين للحكام والحدود الشرعية وعقوبات القصاص في كل مدن إيران". ويقدر مؤلف كتاب "هجرة علماء الشيعة" عدد علماء جبل عامل الذين هاجروا إلى إيران في العهد الصفوي بـ (97) عالماً، لم يعد منهم إلى جبل عامل سوى سبعة فقط. أما حسن غريب فيقول إن الذين ذكرتهم كتب التاريخ يبلغ عددهم 63 عالماً، أما من لم يذكر فعددهم كثير.

يعتبر علي بن عبد العالي الكركي، المعروف بالمحقق الكركي أو المحقق الثاني أبرز المهاجرين العامليين إلى إيران، فقد هاجر في السنوات الأولى لتأسيس دولة الصفويين، وليس هذا فحسب، بل إنه تبوأ في هذه الدولة منزلة لا تدانيها منزلة، إذ يقول الشاهرودي عن الكركي وتنقله في الأمصار ثم استقراره في إيران: "ثم رحل إلى بلاد إيران هادفاً الترويج للمذهب الشيعي، وقد لقي من السلطان الشاه إسماعيل الصفوي آيات الاحترام والتكريم والتقدير، وأناط إليه الشاه وظائف كثيرة وجعل له مرتباً سنوياً كبيراً ليصرفه في تحصيل العلوم ويفرقه بين الطلاب والمشتغلين بالعلم، كما كان في دولة السلطان الشاه طهماسب الأول، ثاني ملوك السلالة الصفوية، معظماً مبجلاً في جميع أرجاء بلاد إيران، نافذ الكلمة مطاعاً، وعينه الشاه حاكماً في الأمور الشرعية في عموم البلاد، وأعطاه فرماناً "مرسوماً" ملكياً بذلك، وقد بلغ شأنه في تحديد الوظائف والمراتب حتى قيل: إن كل من يعزله الشيخ الكركي لا يعين ثانية، وإن كل من ينصبه الشيخ لا يعزل الا بالتسبيب الواضح من "

بعد الكركي: لم ينته تأثير علماء جبل عامل بعد وفاة الكركي، ذلك أن عدداً من المهاجرين هم أيضاً تبوءوا المراتب العليا في الدولة الصفوية، وساهموا في النهضة الشيعية، نذكر منهم على وجه الاختصار: 1- كمال الدين درويش محمد بن الحسن العاملي: يوصف بأنه أول من نشر أحاديث الشيعة في عهد الصفوية، وقد فرغ نفسه كلياً للتدريس مبتعداً عن الشأن السياسي خلافاً للكركي. 2- علي بن هلال الكركي: ترك جبل عامل وذهب إلى النجف والهند ثم إيران "ناقلاً معه مكتبة ضخمة يبلغ تعدادها أربعة آلاف مجلد، حيث خلف أستاذه الكركي في منصب شيخ الإسلام". 3- حسين بن عبد الصمد الجباعي: قيل إن الشاه طمهاسب كان يأمر واليه في خراسان بأن يحضر ولده – أي ولد الشاه محمد خدابنده – إلى مجلس الشيخ لسماع درسه ووعظه، وبأن ينفذ فتاواه وأحكامه". 4- بهاء الدين العاملي: وهو ابن حسين بن عبد الصمد الذي سبق ذكره، عيّنه الشاه عباس الكبير شيخاً للإسلام في عاصمته الجديدة "أصفهان"، وهو أعلى منصب ديني رسمي في البلاد، وظل يشغل هذا المنصب حتى وفاته سنة 1030 هجرية، (1621م)، وأصر الشاه عباس على نقل الجثمان إلى مدينة مشهد ليدفن جوار ضريح الإمام الرضا ثامن الأئمة عند الشيعة الاثنى عشرية، وما يزال قبره مزاراً مشهوداً. ونشط العاملي في التأليف، وبلغت مؤلفاته من الأهمية بمكان عند الشيعة للحد الذي اعتبروا فيه كتابه "جامع عباسي" أحد أعظم الكتب تأثيراً في تاريخ الشعوب الإسلامية. وكتابه الآخر "خلاصة الحساب" ظل يدرس في المدارس الإيرانية حتى أمد قريب، وكذلك أشعاره بالفارسية. أما كتاباه "زبدة الأصول" و"الفوائد الصمدية" فهما دائران حتى اليوم في الحوزات العلمية، درج عليهما مئات الألوف من طلابها، ويكفي أن نلقي نظرة على قائمة الشروح والحواشي والتعليقات التي وضعت على مختلف كتبه لنتصور وكأنها كانت شغل الناس الشاغل. 5 ـ محمد بن الحسن الحرّ العاملي ولد سنة 1033هـ وهو أحد أكبر علماء الدولة الصفوية في مراحلها الأخيرة، وأحد أهم علماء جبل عامل على الإطلاق، هاجر إلى إيران في سنة 1073هـ، وأعطي منصب شيخ الإسلام وقاضي القضاة في (مشهد)، وفيها توفي سنة 1104هـ (1692م). من مؤلفاته الهامة كتابه "أمل الآمل في علماء جبل عامل" لكن أهمها على الإطلاق هو "وسائل الشيعة إلى تحصل مسائل الشريعة"، وقد ألّفه في مدة 18 سنة، وهو كتاب في الحديث له مكانته الكبيرة عند الشيعة. ويعتبر الشيعة أن كتاب (وسائل الشيعة) للحر العاملي، وكتاب (الوافي) للفيض الكاشاني، و(بحار الأنوار) للمجلسي، "من أهم ما أضافه العصر الصفوي إلى المكتبة الشيعية، في حقل الدراسات الفقهية والعلوم المهيئة لها". واعتبروا أن كتب الحديث الثلاثة السابقة (وسائل الشيعة، والوافي، وبحار الأنوار) قد أكملت سلسلة كتب الحديث الأربعة القديمة، ذات القيمة التاريخية لفقه الإمامية وتطوره. الخلاصة: إن دراسة هجرة علماء لبنان وعلى الأخص منطقة جبل عامل إلى إيران منذ السنوات الأولى لقيام الدولة الصفوية وحتى نهايتها، وتقلدهم أعلى المناصب؛ لا تدع مجالاً للشك في أن العلماء الشيعة العرب وعلى وجه الخصوص اللبنانيون كان لهم التأثير البالغ في التشيع الصفوي، فقد نشروا العلوم الشيعية وألفوا الكتب الكثيرة وأقاموا الحوزات والمعاهد، فالحوزة العلمية في أصفهان مثلاً لم تزدهر إلاّ في عهد البهائي العاملي. ويؤكد الباحث الإيراني مهدي فرهاني أن علماء جبل عامل ساهموا بتربية جيل من الفقهاء الإيرانيين الذين مارسوا الشأن السياسي في الدولة الصفوية بعد ذلك، وهو ما يجسد ما قام به العامليون من إغناء الفقه الشيعي في أبعاده السياسية.


[عدل] الصفوي في مواجهة الأوزبك
بعد أن فرغ إسماعيل الصفوي من تعديل دولته بدأ يوجه همه إلى تدعيم الوحدة السياسية لدولته، ويعد العدة ليضع يده على كل بلاد فارس، وكان لا بد من الاصطدام بقبائل الأوزبك التي كانت تموج في المناطق الشمالية الشرقية من فارس.

كانت قبائل الأوزبك تعتنق المذهب السني، وتحت زعامة محمد شيباني الذي نجح في أن يقيم ملكا على حساب الدولة التيمورية، وأن يستولى على عاصمتها "سمرقند" وأن يمد سيطرته على "هراة" في مطلع سنة (913هـ = 1507م).

وهكذا أصبح الأوزبك وجها لوجه أمام إسماعيل الصفوي، وزاد من الصراع بينهما التراشق المذهبي بينهما، وبلغ من اعتداد محمد شيباني أن أرسل إلى إسماعيل الصفوي يدعوه إلى ترك المذهب الشيعي والعودة إلى مذهب السنة والجماعة، ويهدده بحرب ضروس في قلب إيران ذاتها، وبهذا أصبح لا مفر من الحرب بينهما.

كان شيباني يتصف بالجرأة والإقدام، لكنه لم يكن على مستوى عدوه إسماعيل الصفوي في المراوغة والخداع في الحروب، فاستغل إسماعيل ذلك، وجرَّ خصمه إلى معركة كان قد استعد لها تماما، وتمكن من إلحاق هزيمة مدوية به في "محمود آباد" -وهي قرية تبعد قليلا عن مرو- وذلك في سنة (916هـ= 1510م).

قتل شيباني نفسه في المعركة، وبعد مقتله أعمل إسماعيل الصفوي القتل في أهل مرو، وأمضى فصل الشتاء في هراة، وأعلن فيها المذهب الشيعي مذهبا رسميا، على الرغم من أن أهالي هذه المناطق كانت تدين بالمذهب السني.


[عدل] السقوط في جالديران
اتسمت العلاقات بين الدولة الصفوية الناشئة والعثمانيين بالهدوء، وساعد على ذلك أن السلطان بايزيد الثاني الذي تولى بعد محمد الفاتح كان رجلا يحب السلام ويحب الأدب والفلسفة، ويميل إلى دعم العلاقات العثمانية الصفوية، لكنه حين علم أن إسماعيل الصفوي يتمادى في إلحاق الأذى بالسنة، مما جعلهم يهربون إلى الأراضي العثمانية كتب إليه أن يلتزم بالعقل والحكمة في معاملتهم.

ومع تولي السلطان سليم الأول مقاليد الحكم في العثمانية ازداد التوتر بين الدولتين، وكان سليم الأول ينظر بعين الارتياب إلى تحركات الصفويين، ويخشى من تنامي قوتهم وتهديدهم لدولته؛ فعزم على مهاجمة خصمه وتسديد ضربة قوية قبل أن يستعد للنزال.

جمع السلطان سليم الأول رجال الحرب والعلماء والوزراء في مدينة أدرنة في (19 من المحرم 920هـ= 16 من شهر مارس 1514م)، وذكر لهم خطورة إسماعيل الصفوي وحكومته الشيعية في إيران، وأنه اعتدى على حدود الدولة العثمانية، وأنه فصل بدولته الشيعية المسلمين السنيين في وسط آسيا والهند وأفغانستان عن إخوانهم في تركيا والعراق ومصر.

ولم يجد السلطان العثماني صعوبة في إقناع الحاضرين بضرورة محاربة الصفويين؛ لأنهم صاروا خطرا داهما يهدد وجود العثمانيين، وخرج بعد 3 أيام من هذا الاجتماع على رأس جيش كبير متجها إلى إيران، ولم ينس وهو في طريقه أن يكتب إلى "عبيد الله خان" قائد الأوزبك يذكره بقتل عمه شيباني، ويحثه على الانتقام من إسماعيل الصفوي، ومهاجمة خراسان بمجرد وصول الجيش العثماني إلى إيران، وكان هدف سليم من ذلك أن يجعل إيران بين شقي الرحى من الغرب بهجومه، ومن الشرق بهجوم عبيد الله خان على خراسان.

وجاء في خطابه إلى إسماعيل أرسله يقول فيه:

أنا زعيم وسلطان آل عثمان، أنا سيد فرسان هذا الزمان، أنا الجامع بين شجاعة وبأس افريدون الحائز لعز الإسكندر, والمتصف بعدل كسرى, أنا كاسر الأصنام ومبيد أعداء الإسلام, أنا خوف الظالمين وفزع الجبارين المتكبرين، أنا الذي تذل أمامه الملوك المتصفون بالكبر والجبروت, وتتحكم لدى قوتي صوالج العزة والعظموت, أنا الملك الهمام السلطان سليم خان ابن السلطان الأعظم مراد خان, أتنازل بتوجيه إليك أيها الأمير إسماعيل, يا زعيم الجنود الفارسية... ولما كنت مسلما من خاصة المسلمين وسلطانا لجماعة المؤمنين السنيين الموحدين... وإذ أفتى العلماء والفقهاء الذين بين ظهرانينا بوجوب قتلك ومقاتلة قومك فقد حق علينا أن ننشط لحربك ونخلص الناس من شرك.

حين علم إسماعيل الصفوي بقدوم القوات العثمانية -وكان مشغولا بإخراج الأوزبك من خراسان- عمل على تعطيل وصولها، فأمر بتخريب الطرق والقرى الواقعة في طريق الجيش العثماني؛ الأمر الذي أخّر وصول العثمانيين وأنهك قواهم، لكن ذلك لم يمنعهم من مواصلة السير إلى إيران، والإقامة في "سيواس" انتظارا للمعركة الحاسمة.

لم يبد إسماعيل الصفوي حماسا للمعركة، وحاول أن يتجنب ملاقاة العثمانيين باستدراج الجيش العثماني إلى داخل إيران، ليقطع خطوط الإمدادات عليه، لكن سليم الأول كان منتبها لما يدور في ذهن خصمه، فعزم على الإسراع في لقاء الصفويين، وخاصة بعد أن بدأ التذمر يشق طريقه إلى جنود العثمانيين من طول الانتظار وكثرة الانتقال من مكان إلى آخر.

التقى الفريقان في صحراء جالديران في شرق الأناضول في (2 رجب سنة 920هـ = 24 من أغسطس 1514م) وانتهت المعركة بهزيمة إسماعيل الصفوي هزيمة نكراء، وفراره من أرض المعركة إلى أذربيجان، ووقوع كثير من قواده في الأسر.

وفي (14 من شهر رجب 920هـ= 5 من سبتمبر 1514هـ) دخل سليم الأول مدينة تبريز عاصمة الصفويين واستولى على أموال إسماعيل الصفوي وبعث بها إلى إستانبول، ثم قفل راجعا إلى بلاده، مكتفيا بهذا النصر الكبير، غير راغب في اقتفاء أثر إسماعيل الصفوي والتوغل في بلاده.

[عدل] ما بعد السقوط
وعلى الرغم من الهزيمة المدوية التي لحقت بإسماعيل الصفوي، فإنها لم تحسم الصراع لصالح العثمانيين، وظل كل طرف يتربص بالآخر وينتهز الفرصة للانقضاض عليه، ونظرا لفداحة خسائر الصفويين؛ فقد حاول إسماعيل الصفوي أن يبرم صلحا مع السلطان سليم الأول، لكن محاولته لم تلق قبولا لدى السلطان العثماني.

وترتب على انتصار سليم الأول أن نهض رؤساء كردستان -وهم من الشافعية السنة- لمساندة العثمانيين. فلم يمض وقت طويل حتى انضمت 25 مدينة للحكم العثماني، على الرغم من الاستحكامات العسكرية التي أقامها الصفويون بها. فتوسع العثمانيون وضموا إليهم ديار بكر وسائر مدن كردستان حتى أصبح الجزء الأكبر من أراضي الأكراد في يد العثمانيين، وأصبح الإيرانيون وجها لوجه أمام العثمانيين، وبات من الصعب على الصفويين التوسع على حساب العثمانيين.

[عدل] آثار السقوط والهزيمة
تركت الهزيمة التي لقيها إسماعيل الصفوي آثارا قاسية في نفسه، ولم يكن قد لحقت به هزيمة قبل ذلك. وشغل نفسه بالتفكير في طريقة الانتقام من غريمه سليم الأول، إلا أن المنية عاجلت سليم الأول سنة (926 هـ = 1520م) وهو في طريقه لغزو إيران مرة أخرى.

شجعت وفاة سليم الأول المفاجئة إسماعيل الصفوي على أن تستحكم منه الرغبة في الانتقام من العثمانيين من جديد، غير أن الموت اغتال أمنياته؛ فمات متأثرا بالسل وعمره سبعة وثلاثون عاما في (18 رجب 930 هـ= 31 مايو 1524م) على مقربة من أذربيجان، ودفن في أردبيل إلى جوار أجداده، وخلفه في الحكم طهماسب الأول.

[عدل] الصفوي.. في الميزان
ليس ثمة شك في أن إسماعيل الصفوي كان يتمتع بصفات مؤسس الدولة من الذكاء والصبر والقدرة على التحمل، والقيادة والشجاعة، والقدرة على حشد الأتباع والتأثير فيهم والسيطرة عليهم، ووضع نظم الإدارة، وكان حظه من ذلك موفورا؛ فقد تولى الحكم يافعا، لكن صغر سنه لم يحل بينه وبين تأسيس دولة وصلت حدودها إلى ما كانت عليه أيام الساسانيين؛ فشملت فارس والعراق وخوزستان وكرمان وخراسان. ويجب التنويه إلى أن الخلافات العثمانية الصفوية فتحت بابا لظهور النفوذ الأجنبي، لا في إيران بل في منطقة الخليج العربي، وألحقت ضررا بالإسلام بعد تصعيد حدة الصراع بين العثمانيين والصفويين، وتحول الخلاف المذهبي بين الشيعة والسنة إلى صراع مسلح.

[عدل] اقرأ أيضا
الدولة العثمانية.. ميلاد خلافة
معركة جالديران.. الطريق إلى المشرق الإسلامي
[عدل] مصادر
بديع جمعة أحمد الخولي: تاريخ الصفويين وحضارتهم – دار الرائد العربي – القاهرة – 1976م.
رونالد ولبر: إيران ماضيها وحاضرها – ترجمة عبد النعيم محمد حسنين – دار الكتاب المصري – دار الكتاب اللبناني – القاهرة – 1405=1985م.
محمد فريد بك: تاريخ الدولة العلية العثمانية – تحقيق إحسان حقي – دار النفائس – بيروت – 1403هـ= 1983م.
عبد العزيز سليمان: الشعوب الإسلامية – دار النهضة العربية – بيروت – 1973م.
^ and converted Iran from the Sunnī to the Shīʿī sect of Islām [1]، من الموسوعة البريطانية (britannica.com)

هناك المزيد من الملفات في ويكيميديا كومنز حول: إسماعيل الصفوي
تم الاسترجاع من "http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84_%D8%A7% D9%84%D8%B5%D9%81%D9%88%D9%8A"
Cant See Links


التوقيع :


اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك
النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما عدد مااحاط به علمك
وخط به قلمك واحصاه كتابك
وارض اللهم عن سادتنا ابي بكر وعمر وعثمان وعلي
وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان الى يوم الدين





رد مع اقتباس
قديم 02-24-2010, 09:14 AM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


رد: إسماعيل الصفوي..في التاريخ




الدولة العثمانية.. ميلاد خلافة (في ذكرى ميلادها بالقاهرة: 8 من المحرم 923 هـ)
جالديران.. الطريق إلى المشرق الإسلامي (في ذكرى نشوبها: 2 رجب 920هـ)

إسماعيل الصفوي ودولته.. في الميزان

(في ذكرى مولده: 25 من رجب 892هـ)

أحمد تمام


إسلام أون لاين

يمثل تاريخ الدولة الصفوية في إيران منعطفا خطيرا في تاريخها، فبقيامها اتخذت إيران المذهب الشيعي الإثنا عشري مذهبا رسميا، وكان لهذا التحول آثاره البعيدة في تاريخ إيران خاصة وتاريخ العالم الإسلامي عامة.

وينتسب الصفويون إلى أحد شيوخ التصوف يسمى "صفي الدين الأردبيلي" عاش في الفترة من (650هـ= 1334م)، وكان رجلا نشيطا دائب الحركة والسعي؛ استطاع أن يجذب الأتباع حوله في فارس، وأن ينشر بينهم المذهب الشيعي.

نجح أبناء الأردبيلي وأحفاده في نشر المذهب، والتمكين له بين المحبين والمريدين، وصارت لهم قوة وقدرة على المشاركة في الأحداث السياسية في المناطق التي يقيمون بها، وتحولوا من أصحاب دعوة وشيوخ طريقة إلى مؤسسي دولة لها أهدافها السياسية والمذهبية.

وكانت الأجواء التي تعيشها إيران في أواخر القرن التاسع الهجري من التمزق السياسي وشيوع الفوضى أفضل مناخ استغله الصفويون لجذب المزيد من الأنصار، والتطلع إلى قيام دولة تدين بالمذهب الشيعي لأول مرة في تاريخ الإسلام.

المولد والنشأة

ولد إسماعيل الصفوي في (25 من رجب 892هـ=25 من يوليو 1487م)، وعاش بعد وفاة أبيه في كنف "كاركيا ميرزا" حاكم "لاهيجان" الذي كان محبا للصفويين. ظل إسماعيل الصفوي 5 سنوات تحت سمع هذا الحاكم وبصره، حتى شبّ قويا محبا للفروسية والقتال، قادرا على القيادة والإدارة.

وفي أثناء هذه الفترة كانت الدولة تعيش فترة صراعات بين أفراد أسرة آق قويونلو التي كانت تحكم فارس آنذاك، وهو ما استغله أنصار الصفويين، وأمّروا عليهم إسماعيل الصفوي، وكان صغيرا لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، لكنه كان مهيأ للقيادة والزعامة بفضل الرعاية التي أحاطه بها حاكم لاهيجان.

تمكن إسماعيل الصفوي وأنصاره من خوض عدة معارك ضد حكام بعض المناطق في إيران والتغلب عليهم، وتساقطت في يده كثير من المدن الإيرانية، وتوج جهوده بالاستيلاء على مدينة "تبريز" عاصمة آق قويونلو، ودخلها دخول الفاتحين، ثم أعلنها عاصمة لدولته.

وبدخول إسماعيل مدينة تبريز تم تتويجه ملكا على إيران، ولقبه أعوانه بأبي المظفر شاه إسماعيل الهادي الوالي، وذلك في سنة (907هـ = 1502م) وأصدروا العملة باسمه.

المذهب الشيعي.. المذهب الرسمي للدولة

كانت إيران سنية المذهب -وإن كانت العناصر الشيعية متمركزة في بعض المدن مثل: كاشان، وقم، والرَّي- وعقب تتويج إسماعيل الصفوي ملكا على إيران أعلن فرض المذهب الشيعي مذهبا رسميا للدولة دون مقدمات.

استقبل الناس هذا القرار بعدم رضا، حتى إن علماء الشيعة أنفسهم ذهبوا إلى الشاه إسماعيل وقالوا له: "إن ثلاثة أرباع سكان تبريز من السنة، ولا يدرون شيئا عن المذهب الشيعي، ونخشى أن يقولوا: لا نريد مُلك الشيعة"، لكن إسماعيل لم يهتم باعتراضهم، وأمر الخطباء والمؤذنين أن يتلوا تشهد الشيعة (أشهد أن عليا ولي الله، حي على خير العمل) في الأذان.

استسلم الناس لهذا الجبر في فرض مذهب الشيعة عليهم، ما عدا بعضهم الذين لقوا حتفهم على يد إسماعيل الذي تمكن من فرض المذهب الشيعي بحد السيف، بالإضافة إلى سعيه لإنشاء عدد من المدارس لتدريس المذهب ونشره بين الناس.

الصفوي في مواجهة الأوزبك

بعد أن فرغ إسماعيل الصفوي من القضاء على منافسيه المتفرقين في مختلف أنحاء إيران، بدأ يوجه همه إلى تدعيم الوحدة السياسية لدولته، ويعد العدة ليضع يده على كل بلاد فارس، وكان لا بد من الاصطدام بقبائل الأوزبك التي كانت تموج في المناطق الشمالية الشرقية من فارس.

كانت قبائل الأوزبك تعتنق المذهب السني، وتحت زعامة محمد شيباني الذي نجح في أن يقيم ملكا على حساب الدولة التيمورية، وأن يستولى على عاصمتها "سمرقند" وأن يمد سيطرته على "هراة" في مطلع سنة (913هـ = 1507م).

وهكذا أصبح الأوزبك وجها لوجه أمام إسماعيل الصفوي، وزاد من الصراع بينهما التراشق المذهبي بينهما، وبلغ من اعتداد محمد شيباني أن أرسل إلى إسماعيل الصفوي يدعوه إلى ترك المذهب الشيعي والعودة إلى مذهب السنة والجماعة، ويهدده بحرب ضروس في قلب إيران ذاتها، وبهذا أصبح لا مفر من الحرب بينهما.

كان شيباني يتصف بالجرأة والإقدام، لكنه لم يكن على مستوى عدوه إسماعيل الصفوي في المراوغة والخداع في الحروب، فاستغل إسماعيل ذلك، وجرَّ خصمه إلى معركة كان قد استعد لها تماما، وتمكن من إلحاق هزيمة مدوية به في "محمود آباد" -وهي قرية تبعد قليلا عن مرو- وذلك في سنة (916هـ= 1510م).

استشهد شيباني نفسه في المعركة، وبعد استشهاده أعمل إسماعيل الصفوي القتل في أهل مرو، وأمضى فصل الشتاء في هراة، وأعلن فيها المذهب الشيعي مذهبا رسميا، على الرغم من أن أهالي هذه المناطق كانت تدين بالمذهب السني.

السقوط في جالديران

اتسمت العلاقات بين الدولة الصفوية الناشئة والعثمانيين بالهدوء، وساعد على ذلك أن السلطان بايزيد الثاني الذي تولى بعد محمد الفاتح كان رجلا يحب السلام ويحب الأدب والفلسفة، ويميل إلى دعم العلاقات العثمانية الصفوية، لكنه حين علم أن إسماعيل الصفوي يتمادى في إلحاق الأذى بالسنة، مما جعلهم يهربون إلى الأراضي العثمانية كتب إليه أن يلتزم بالعقل والحكمة في معاملتهم.

ومع تولي السلطان سليم الأول مقاليد الحكم في العثمانية ازداد التوتر بين الدولتين، وكان سليم الأول ينظر بعين الارتياب إلى تحركات الصفويين، ويخشى من تنامي قوتهم وتهديدهم لدولته؛ فعزم على مهاجمة خصمه وتسديد ضربة قوية قبل أن يستعد للنزال.

جمع السلطان سليم الأول رجال الحرب والعلماء والوزراء في مدينة أدرنة في (19 من المحرم 920هـ= 16 من شهر مارس 1514م)، وذكر لهم خطورة إسماعيل الصفوي وحكومته الشيعية في إيران، وأنه اعتدى على حدود الدولة العثمانية، وأنه فصل بدولته الشيعية المسلمين السنيين في وسط آسيا والهند وأفغانستان عن إخوانهم في تركيا والعراق ومصر.

ولم يجد السلطان العثماني صعوبة في إقناع الحاضرين بضرورة محاربة الصفويين؛ لأنهم صاروا خطرا داهما يهدد وجود العثمانيين، وخرج بعد 3 أيام من هذا الاجتماع على رأس جيش كبير متجها إلى إيران، ولم ينس وهو في طريقه أن يكتب إلى "عبيد الله خان" قائد الأوزبك يذكره بقتل عمه شيباني، ويحثه على الانتقام من إسماعيل الصفوي، ومهاجمة خراسان بمجرد وصول الجيش العثماني إلى إيران، وكان هدف سليم من ذلك أن يجعل إيران بين شقي الرحى من الغرب بهجومه، ومن الشرق بهجوم عبيد الله خان على خراسان.

حين علم إسماعيل الصفوي بقدوم القوات العثمانية -وكان مشغولا بإخراج الأوزبك من خراسان- عمل على تعطيل وصولها، فأمر بتخريب الطرق والقرى الواقعة في طريق الجيش العثماني؛ الأمر الذي أخّر وصول العثمانيين وأنهك قواهم، لكن ذلك لم يمنعهم من مواصلة السير إلى إيران، والإقامة في "سيواس" انتظارا للمعركة الحاسمة.


لم يبد إسماعيل الصفوي حماسا للمعركة، وحاول أن يتجنب ملاقاة العثمانيين باستدراج الجيش العثماني إلى داخل إيران، ليقطع خطوط الإمدادات عليه، لكن سليم الأول كان منتبها لما يدور في ذهن خصمه، فعزم على الإسراع في لقاء الصفويين، وخاصة بعد أن بدأ التذمر يشق طريقه إلى جنود العثمانيين من طول الانتظار وكثرة الانتقال من مكان إلى آخر.

التقى الفريقان في صحراء جالديران في شرق الأناضول في (2 رجب سنة 920هـ = 24 من أغسطس 1514م) وانتهت المعركة بهزيمة إسماعيل الصفوي هزيمة نكراء، وفراره من أرض المعركة إلى أذربيجان، ووقوع كثير من قواده في الأسر.

وفي (14 من شهر رجب 920هـ= 5 من سبتمبر 1514هـ) دخل سليم الأول مدينة تبريز عاصمة الصفويين واستولى على أموال إسماعيل الصفوي وبعث بها إلى إستانبول، ثم قفل راجعا إلى بلاده، مكتفيا بهذا النصر الكبير، غير راغب في اقتفاء أثر إسماعيل الصفوي والتوغل في بلاده.

ما بعد السقوط

وعلى الرغم من الهزيمة المدوية التي لحقت بإسماعيل الصفوي، فإنها لم تحسم الصراع لصالح العثمانيين، وظل كل طرف يتربص بالآخر وينتهز الفرصة للانقضاض عليه، ونظرا لفداحة خسائر الصفويين؛ فقد حاول إسماعيل الصفوي أن يبرم صلحا مع السلطان سليم الأول، لكن محاولته لم تلق قبولا لدى السلطان العثماني، بل زج السفيرين اللذين أرسلهما إسماعيل في السجن؛ تعبيرا عن رفضه للصلح.

وترتب على انتصار سليم الأول أن نهض رؤساء كردستان -وكانوا من السنة- لمساندة العثمانيين، ولم يمض وقت طويل حتى انضمت 25 مدينة للحكم العثماني، على الرغم من الاستحكامات العسكرية التي أقامها الصفويون بها.

توسع العثمانيون فضموا إليهم ديار بكر وماردين وسائر مدن كردستان حتى أصبح الجزء الأكبر من أراضي الأكراد في يد العثمانيين، وأصبح الإيرانيون وجها لوجه أمام العثمانيين، وبات من الصعب على الصفويين التوسع على حساب العثمانيين.

آثار السقوط والهزيمة

تركت الهزيمة التي لقيها إسماعيل الصفوي آثارا قاسية في نفسه، ولم يكن قد لحقت به هزيمة قبل ذلك؛ فانصرف إلى العزلة، وغلب عليه اليأس، وارتدى لباسا أسود اللون، ووضع على رأسه عمامة، وكتب على أعلامه السوداء كلمة "القصاص"، وانصرف إلى معاقرة الخمر حتى أدمنها، وشغل نفسه بالتفكير في طريقة الانتقام من غريمه سليم الأول، إلا أن المنية عاجلت سليم الأول سنة (926هـ = 1520م) وهو في طريقه لغزو إيران مرة أخرى.

شجعت وفاة سليم الأول المفاجئة إسماعيل الصفوي على أن تستحكم منه الرغبة في الانتقام من العثمانيين من جديد، غير أن الموت اغتال أمنياته؛ فمات متأثرا بالسل وعمره سبعة وثلاثون عاما في (18 من رجب سنة 930هـ= 31 من مايو 1524م) على مقربة من أذربيجان، ودفن في أربيل إلى جوار أجداده، وخلفه في الحكم طهماسب الأول.

الصفوي.. في الميزان

ليس ثمة شك في أن إسماعيل الصفوي كان يتمتع بصفات مؤسس الدولة من الذكاء والصبر والقدرة على التحمل، والقيادة والشجاعة، والقدرة على حشد الأتباع والتأثير فيهم والسيطرة عليهم، ووضع نظم الإدارة، وكان حظه من ذلك موفورا؛ فقد تولى الحكم يافعا، لكن صغر سنه لم يحل بينه وبين تأسيس دولة وصلت حدودها إلى ما كانت عليه أيام الساسانيين؛ فشملت فارس والعراق وخوزستان وكرمان وخراسان.

ولكن يؤخذ عليه إدمانه الخمر، وغلبة طابع الفجور على كثير من فترات حياته، وقسوته البالغة مع أعدائه وخصومه، وميله إلى التشفي والانتقام منهم حتى بعد وفاتهم.

ونعجب أن هذه القسوة التي غلبت على إسماعيل الصفوي كانت تصدر من رجل كان يحب الشعر وينظمه بالعربية والتركية والفارسية، وله ديوان شعر بالتركية يضم أشعارا في مدح الرسول، وعلي بن أبي طالب والأئمة الاثني عشر.

ويجب التنويه إلى أن سياسة إسماعيل الصفوي فتحت بابا لظهور النفوذ الأجنبي، لا في إيران بل في منطقة الخليج العربي، وألحقت ضررا بالإسلام بعد تصعيد حدة الصراع بين العثمانيين والصفويين، وتحول الخلاف المذهبي بين الشيعة والسنة إلى صراع مسلح.

هوامش ومصادر:


بديع جمعة أحمد الخولي: تاريخ الصفويين وحضارتهم – دار الرائد العربي – القاهرة – 1976م.
رونالد ولبر: إيران ماضيها وحاضرها – ترجمة عبد النعيم محمد حسنين – دار الكتاب المصري – دار الكتاب اللبناني – القاهرة – 1405=1985م.
محمد فريد بك: تاريخ الدولة العلية العثمانية – تحقيق إحسان حقي – دار النفائس – بيروت – 1403هـ= 1983م.
عبد العزيز سليمان: الشعوب الإسلامية – دار النهضة العربية – بيروت – 1973م.

--------------------------------------------------------------------------------

باحث مصري في التاريخ والتراث.


Cant See Links


التوقيع :


اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك
النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما عدد مااحاط به علمك
وخط به قلمك واحصاه كتابك
وارض اللهم عن سادتنا ابي بكر وعمر وعثمان وعلي
وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان الى يوم الدين





رد مع اقتباس
قديم 02-24-2010, 09:20 AM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


رد: إسماعيل الصفوي..في التاريخ



دراسات في تاريخ إيران الحديث والمعاصر

تأليف: د. كمال مظهر أحمد
عرض: هيثم الكسواني
تمهيد:
يبين كتابنا لهذا الشهر شيئاً من الاضطهاد الذي تعرضت له مجموعتان من سكان إيران هما الأذربيجانيون والأكراد، على يد أتباع القومية الفارسية (غالباً)، الذين هم حكام إيران وأصحاب الأغلبية فيها.
وكتاب "دراسات في تاريخ إيران الحديث والمعاصر" لمؤلفه الدكتور كمال مظهر أحمد، يقدم فصولاً مستقلة عن إيران منها: العلاقات الإيرانية الروسية، والمؤسسة الدينية في إيران، وتأسيس الأسرة البهلوية.
أما الأذربيجانيون والأكراد، فقد أفرد المؤلف لكل منهم فصلاً، تحدث فيهما عمّا تعرضوا له من ظلم واضطهاد في إيران، منذ عهد الدولة الصفوية، التي قامت في إيران في بدايات القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) وحتى عهد الأسرة البهلوية، التي انتهى حكمها بقيام ثورة الخميني في سنة 1979م.
يؤكد الكتاب أن تغير الحكم والسلالة الحاكمة في إيران لم يمنع أربع أو خمس دول قامت من ظلم الأذربيجانيين والأكراد لأسباب قومية أو مذهبية، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر في وجه إيران اليوم، لإعطاء الحرية لمواطنيها الذين ينتمون إلى قومية غير القومية الفارسية، أو المنتمين إلى مذهب أهل السنة، وهو مذهب معظم المسلمين في العالم، لكنه مذهب الأقلية في إيران التي يدين معظم شعبها بالمذهب الشيعي الاثنى عشري.
النضال الأذربيجاني في إيران
تقدر مساحة أذربيجان بحوالي 186 ألف كم مربع، يقع حوالي 87 ألف كم مربع منها داخل الاتحاد السوفيتي السابق (ثم حصلت على استقلالها بعد انهياره سنة 1991م) وتقع البقية داخل إيران، وتحديداً في الشمال الغربي.
ويؤكد المؤلف (ص 194) أن الأذربيجانيين تمتعوا بمكانة مرموقة في بداية الدولة الصفوية، في عهد أول حكامها، إسماعيل الصفوي، لكن هذا الواقع لم يدم طويلاً، ففي سنة 1509م، أرسل الشاه إسماعيل حملة قوية ضد سكان شابران وشيروان ودربند، قاوموها رغم إمكاناتهم المتواضعة. وعلى نهج إسماعيل، سار خلفه طهماسب (1524 ـ 1576م) الذي انفجرت في عهده انتفاضة واسعة في مدينة تبريز والمناطق المجاورة لها، حتى تمكنت قواته من استعادتها في سنة 1573م، وأمر الشاه طهماسب "بشنق أكثر من 160 من مواطنيها الذين علقت جثثهم في شوارع المدينة، وأمام أبواب جوامعها" ص 195.
وفي عهد عباس الكبير (1587 ـ 1629) "فقد الأذربيجانيون وزنهم السابق في الدولة الصفوية، فقد أبعد الشاه الطموح القادة الأذربيجانيين من الجيش، وزعماءهم من البلاط... كما باشر الصفويون اتباع سياسة التهجير الممقوتة تجاه العناصر غير الفارسية في عهد الشاه عباس الأول" ص 195.

استمرت سياسة الاضطهاد حتى نهاية الدولة الصفوية، وقيام الدولة الأفشارية على أنقاضها، ففي عهد أول حكامها، نادر شاه (1736 ـ 1747م) تردّت الأمور في أذربيجان، وغدت متاجر مدنها خاوية من البضائع. وقد أدّى الجوع إلى انتشار الطاعون في معظم أنحائها في سنة 1737م. وفضلاً عن ذلك مارس الأفشاريون سياسة التهجير بحق الأذربيجانيين، فنقلوا عشرات الآلاف منهم إلى مناطق إيرانية مختلفة (ص196).
لم يختلف الأمر في عهد القاجاريين ثم البهلويين تجاه الأقليات عموماً، والأذربيجانيين خصوصاً، وينقل المؤلف عن البروفوسور ايفانوف قوله: "كانت إيران في عهد رضا شاه عبارة عن معتقل كئيب للشعوب، تستباح فيه أبسط حقوق الأقليات القومية" ص219.
وعلى سبيل المثال، ففي عام 1930، أعلن ما لا يقل عن ألفي فلاح مازندراني التمرد بسبب قطع المياه عن أراضيهم، وتحويلها إلى أراضي الشاه الذي لم يتردد في استخدام القوة ضدهم، فالتجأ العشرات منهم إلى الغابات المجاورة (ص219).
وعموماً واجه الأذربيجانيون الظلم الذي تعرضوا له من قبل الحكام الإيرانيين المتعاقبين، بالثورات والانتفاضات، واتجهوا إلى تنظيم صفوفهم، وإنشاء التنظيمات والصحف، لكن القسوة الإيرانية كانت في معظم الأحيان أقوى من إمكاناتهم وثوراتهم.
النضال الكردي في إيران
تشغل كردستان الإيرانية الأقسام الشمالية الغربية من إيران، وهي تتصل من الشمال والشرق بأراضي أذربيجان الجنوبية، وغرباً حتى الحدود الشرقية العراقية. ويؤلف الأكراد ثالث أكثرية في إيران بعد الفرس والأذربيجانيين.
وبالرغم من اختلاف التقديرات إزاء عددهم، إلاّ أن المؤلف يرجح أنهم يؤلفون حوالي سدس العدد الكلي لسكان إيران (ص 227). ويتوزع الشعب الكردي في إيران بين 30 عشيرة، أكثريتها مستقرة، وقسم منها نصف متنقل بين مشاتي ومصائف ثابتة. وأهم المدن الكردية في إيران: كرمنشاه وسنندج ومهاباد.
وكشأن الأذربيجانيين، تعرض الأكراد أو الكرد لاضطهاد من قبل الدول الحاكمة في إيران، وأبرزها الدولة الصفوية. يقول د. كمال عن هذه الحقبة: "دشن العهد الصفوي (1502 ـ 1736م) بداية جديدة للتأريخ الكردي في إيران، تشغل الفواجع والأحداث الدموية معظم صفحاته، فإن مؤسس الدولة الصفوية الشاه إسماعيل الصفوي (1487 ـ 1524م) كان يرفض كل ما هو كردي، بحيث أنه لم يتحمل حتى أولئك الأمراء من الكرد الذين أتوه إلى بلدة خوي لتقديم الولاء له، فأمر بإلقاء القبض عليهم جميعاً، وعيّن مكانهم ولاة من أتباعه القزلباش" ص 229.
وينقل المؤلف (ص 229ـ230) عن المؤرخ الكردي المعروف محمد أمين زكي ما نصّه: "وكان عهد الشاه إسماعيل وسيره في الكرد.. عهد ظلم وعدوان شديدين، لأن الكرد كانوا من أهل السنة، فكان لا يأمن جانبهم ولا يثق بهم.. ولهذا لم يكن يدع فرصة تمر من غير أن ينتهزها ويلحق فيها بالأكراد أذى كبيراً".
يكفي أن نذكر دليلاً على حقد إسماعيل الصفوي على الأكراد السنّة، وهو حصار قواته لمدينة ديار بكر، الذي دام أكثر من عام، وأودى بحياة 15 ألفاً من سكانها. ثم فعل طهماسب مثل ما فعل أبوه إسماعيل، "فعندما زحف الشاه طهماسب الأول سنة 1554م على كردستان، فإنه لم يترك في الطريق الذي سلكه عامراً إلاّ دمّره" ص230 .
"ولم تكن ممارسات الشاه عباس الأول أقل قسوة من ممارسات أسلافه، بل إنه في بعض الأحوال تجاوزهم إلى حدٍّ كبير، فإنه توجه بنفسه على رأس جيش كبير إلى خوي، ومن هناك زحف على منازل عشيرة محمودي الكردية التي دافع رئيسها مصطفى بيك عن قلعة ماكو ببسالة، ولكن الجيش الإيراني عاث في أرض تلك البلاد فساداً، وغالى في النهب والسلب والتدمير، وقتل من الأهالي مقتلة عظيمة، ونقل منهم بضعة آلاف من النساء والأطفال الذين عوملوا معاملة الأسرى" ص 230.

وعلى نهج الصفويين، سار الأفشاريون والقاجاريون والبهلويون، يقتلون ويدمرون، وينهبون من خالفهم في القومية والمذهب، ومن ذلك إرغام الكرد في سنة 1929م، وفي عهد رضا بهلوي، على التخلي عن لباسهم القومي، وارتداء الملابس الإفرنجية، والقبعة البهلوية، الأمر الذي نتج عنه حدوث اضطرابات قرب مهاباد، واجهها بهلوي بإرسال أربعة آلاف جندي، تمكنوا من القضاء على حركة المهاباديين، الأمر الذي جعل عدداً من قادتها يفرون إلى الأراضي العراقية.
وعانت المناطق الكردية في عهد البهلويين من الإهمال الشديد، في جميع المجالات، الثقافية والصحية والتعليمية والاجتماعية، فلغاية الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945) لم يكن في المناطق الشمالية من إقليم كردستان سوى مدرسة ثانوية واحدة، مع أن عدد سكان هذه المنطقة الواسعة كان يزيد آنذاك على مليون نسمة "ولم تكن الحالة الصحية في كردستان إيران أحسن من وضعها الثقافي، فقد خصص لجميع سكان منطقة مهاباد، البالغ تعدادهم آنذاك حوالي 200 ألف نسمة، مستشفى واحد، بلغ عدد أسِرَّته 20 سريراً فقط" ص 255.
وفي السنوات الأخيرة من حكم رضا شاه اشتد الاضطهاد القومي بالنسبة لسائر شعوب إيران غير الفارسية، ففي كردستان مثلاً، حاولت السلطات منع استخدام اللغة الكردية، خاصة داخل المدارس، وفي الدوائر الحكومية، كما غيرت أسماء عدد كبير من المدن والقرى الكردية إلى أسماء فارسية، فغيّر اسم مدينة أروميه إلى رضائية، وسلماس إلى شاهبور (ص 256).
وامتدت آثار هذه السياسة إلى المجال الاقتصادي أيضاً، واتبعت الدولة سياسة تمييز واضحة المعالم بالنسبة للمناطق غير الفارسية من إيران، ففي السنوات العشر الأخيرة من حكم رضا شاه، جرى تأسيس 40 معملاً للغزل والنسيج، و8 معامل لصناعة السكر، وعدد كبير من المعالج ومعامل تنظيف الحبوب.. لم يكن نصيب أذربيجان وكردستان منها سوى معملين صغيرين لصناعة السكر، مع أنهما كانا، ولا يزالان يحتلان الصدارة من حيث الإنتاج الزراعي (ص 256).
وماذا بعد؟
ماذكرناه من ظلم تعرضت له أذربيجان وكردستان هو غيض من فيض مما ذكره المؤلف الدكتور كمال مظهر، ويبدو أن ظلم الأقليات غير الفارسية، وغير السنيّة، سياسة إيرانية عابرة للسلالات وأنظمة الحكم، وما تزال متّبعة لليوم في ظل الجمهورية التي تصف نفسها بالإسلامية.
وبالرغم من أن هذا الكتاب صدر في سنة 1985م إلاّ أنه توقف عند العهد البهلوي، الذي قضت عليه ثورة الخميني سنة 1979م، ولم يتناول ست سنوات (1979 ـ 1985) من الظلم والاضطهاد مارسها الخميني وأتباعه، ليس ضد الأذربيجانيين والأكراد فقط، بل امتد ليشمل البلوش والأحوازيين أيضاً، وسائر الأقليات غير الفارسية، وغير السنية. ويلاحظ أن الاضطهاد شمل المخالفين للقومية، حتى لمن كانوا شيعة مثل الأذربيجانيين والأحوازيين، كما شمل المخالفين في القومية والمذهب مثل الأكراد والبلوش السنة.
ولو ضم المؤلف السنوات الست المشار إليها إلى كتابه، لوجد فيها الشيء الكثير، فالاضطهاد ظل سياسة ثابتة، بل وتوسعت الأساليب، لتشمل هدم المساجد والمدارس إضافة إلى ما كانت تقترفه السلالات السابقة من قتل وتدمير وتهجير وسياسة التفريس، الأمر الذي يجعل إيران الخمينية في خطر كبير إن ظلت في سياستها العنصرية والإقصائية.

Cant See Links


التوقيع :


اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك
النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما عدد مااحاط به علمك
وخط به قلمك واحصاه كتابك
وارض اللهم عن سادتنا ابي بكر وعمر وعثمان وعلي
وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان الى يوم الدين





رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:51 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir