تواصلت المشاورات الليلة الماضية بين الوفد العربي في الأمم المتحدة، والدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، بشأن قرار من مجلس الأمن يلزم اسرائيل بوقف العدوان، في ظل خلافات كبيرة بين الموقفين العربي والغربي، بينما كشفت دمشق عن مبادرة تقدمت بها الى حركة حماس لوقف إطلاق النار، في ظل اعلان فصائل معارضة فلسطينية بينها «حماس» رفض المبادرة المصرية الفرنسية.
فقد استأنف وزراء الخارجية العرب مشاوراتهم أمس مع الدول الغربية، من دون التوصل لاتفاق بشأن المشروعين المقدمين لمجلس الأمن. إذ تقدمت ليبيا بمشروع قرار يطالب بوقف فوري للنار، لكن فرنسا تقدمت بنص بيان غير ملزم يؤكد «الحاجة الملحة لوقف فوري ودائم لإطلاق النار» ويرحب بالمبادرة التي عرضها الثلاثاء الرئيس المصري حسني مبارك بحضور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وكان المجلس أنهى مشاوراته الأربعاء من دون اتفاق.
إلا أن دبلوماسيين قالوا إن واشنطن ولندن وباريس تخلت مساء أمس عن اعتراضات على قرار ملزم من الأمم المتحدة بشأن الأزمة في غزة وان الدول الثلاث تعمل لاستصدار قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار». في موازاة ذلك، أوضح الرئيس السوري بشار الأسد أن «حماس» «مستعدة للموافقة على التهدئة إذا أوقفت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة وانسحبت منه». فيما كشف وزير خارجيته وليد المعلم أن بلاده لديها «مشروع حل لإنهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة»، وأنها عرضته على «حماس» باعتبارها القوة على الأرض.
ويأتي ذلك فيما أصدرت فصائل معارضة فلسطينية بينها حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» بياناً إثر اجتماعها في دمشق، اعتبرت فيه أن المبادرة المصرية «ليست أساسا صالحاً للحل»، ورفضت «وجود قوات أو مراقبين دوليين».
إلى ذلك، يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت الى مصر غداً السبت في زيارة يلتقي خلالها مع الرئيس المصري لبحث تفاصيل المبادرة المصرية الفرنسية كما يلتقي مبارك في نفس اليوم مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أن العملية العسكرية في قطاع غزة ستستمر «طالما أن الواقع لم يتغير بما فيه الكفاية».