آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 35477 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 24338 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 30709 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 32166 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 65567 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 59776 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 51643 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 34068 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 34303 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 40211 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-30-2004, 05:16 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

abo _mohammed

المشــرف العــــام

abo _mohammed غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









abo _mohammed غير متواجد حالياً


بلادي وإنْ جارت عليّ عزيزة

بلادي وإنْ جارت عليّ عزيزة

نورة بنت سلمان الخاطر 24/7/1425 09/09/2004

تدور عيناه في فراغ عقله، يفتح عينيه المغمضتين، يُديرهما ذات اليمين وذات الشمال، منذ عدّة أشهر وهو على هذه الحال، نهاره تجوال متواصل بلا هدف محدّد إلا في فكره، يصحو مع إشراقة الشمس، وينام عندما تجمع الشمس خيوط أشعتها راحلة نحو جزء آخر من هذه الأرض، ربّما ليس أسعد حالاً من الجزء الذي يعيش هو عليه. يجمع كفّيه تحت رأسه في محاولة للتفكير في الأيّام المقبلة، ذهبية يراها، ولكن من غير بريق، يردّد بصوت عال: "اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمّن سواك". يحاول النهوض من فراشه، يسأل نفسه: ولكن لماذا؟ يمدّ يده بجانبه على السرير يتلمّس شيئاً ما، وكأنّه يتمنى ألا يجده. تلامسه أنامله فيبتسم بيأس، هذا هو.. إنّه الملفّ الأخضر العلا قي، في داخله مجموعة من صور لأوراق تثبت أنّه ينتمي لأهل هذه البلاد، وأنّه من خريجي الثانويّة العامة لهذا العام الذي يكاد يفقد لونه، فقد كان يوم التخرّج سماوياً، بدأ يتسرب إليه لون الرماد شيئاً فشيئاً..يرفع الملفّ، يجعله أمام وجهه، يبتسم، كاد الملف أن يفقد لونه هو الآخر من شدة قبضته عليه، متجولاً بين وجوه المسؤولين التي هي الأخرى علاها الصدأ والجمود، حتى صار يعرف من تقاطيعها أّنه لا أمل في العثور على نافذة خضراء عند هذه الوجوه المتحجرة..هو فقط يسأل لمجرد السؤال الذي اعتاده ليلقى الإجابة ذاتها الأكثر اعتياديّة.. يسمع طرقاً على الباب الخارجي، يليه صوت أمّه تسأل: من الطارق؟


ـ أنا حسن يا أم محمد، هل هو موجود؟
ـ نعم، موجود ولكنّه نائم..
ـ أيقظيه. النوم لا ينفع أحداً.
يعرف هذا الصوت جيداً، إنّه صوت أحد زملاء الدراسة، يأتيه الصوت متسللاً:
ـ بسرعة يا أم محمد، لنواصل البحث عن عمل، علّنا نجد الضّالة..
يسمع وقع خطوات أمّه قادمة نحوه؛ فيتظاهر بالنّوم، تدخل والدته الغرفة تجلس على حافّة سريره المهترئ، تمسح على رأسه بيدها الحانية، وبصوتها الشجيّ تدعوه للنهوض: قمْ يا محمد يا ولدي، قم يا حبيبي، حسن ينتظرك عند الباب..

ـ لمَ لم تصرفيه؟ لقد ملِلت من التجوال حتى إنّ النمل ليحسدنا على هذا السعي الدؤوب الذي لا يجدي..

ـ أستعذ بالله من وسوسة الشيطان ومن إحباطا ته يا قلبي، وانهض؛ فإنّ الذي لم يتحقّق أمس قد يتحقّق اليوم، لا تيأس من روح الله بابني..

ـ هذا يا أمي لو كنا في مجتمع يحبّ أحدهم لكل الناس ما يحبه لنفسه، ولأولاده..
ـ ما الذي أقوله لزميلك حسن الواقف عند الباب ينتظرك؟!
ـ طيب سوف أنهض، وأُسلّم أمري لله هو يتولانا برحمته، أكثري لي من الدّعاء يا أمي.. ينهض وهو يردّد حسن، حسن (حسنٌ في كلّ عينٍ من تودّ) يتفاءل بالاسم يحدث نفسه: (لو أنّ لي وساطة في دائرة ما؛ لفُكّت جميع العقد في حبل حياتي، لو أنّ هناك من يحسّ بمعاناتي وحاجتي الماسة للعمل من أجل أمّي، وأخوتي، ومستقبلي!).

يرتدي ملابسه بتردّد، يشرب جرعة من ماء كاد أنْ يغصّ به، يحدّث نفسه بثقة: لابدّ من شرب الماء، أو الموت ظمأً، حتى وإنْ وقفت قطراته في حلقي، ولابدّ من حبّ الوطن، حتى وإنْ عشت به غريباً. يخرج من غرفته يقبّل رأس أمّه، يطلب منها المثابرة على الدّعاء، يترنم وهو في طريقه لباب المنزل:


بلادي وإنْ جارت عليّ عزيزة..... وأهلي وإنْ ضنّوا عليّ كرامُ.

يلقي بالسلام على صاحبه، يتأبّطان ملفّيهما العلاقيّين، يبتسمان لبعضهما: يا أخي ملف علاقي يعني لازم تعلقه تحت إبطك، فهمت؟.. يلجان داخل عربة ملّت هي الأخرى من التّجوال مثل صاحبيها، يواصلان البحث عن عمل في المدينة الكبيرة، التي كاد أهلها أنْ يكونوا أغراب بين الوافدين.ابتسم محمد، سأله صاحبه:

ـ ما الذي يثير في داخلك الفرح، ويدعوك للابتسام، ونحن على ما ترى؟
ـ لا تنسَ أنّ هذه حالة ضحك كالبكاء، كما عبّر عنها الشاعر،ثم هذه ليست حالتنا وحدنا، إنّها حالة كثير من الشباب مِمّن هم في مثل ظروفنا،وعمرنا..

ـ ولكن لا تنسَ أنّ الجمرة لا تحرق إلا رجل واطيها..
ـ ولا تنسَ أيضا الكثيرين ممن يعانون من (البِطالة المقنّعة)..
ـ أعرف، أعرف، وأقربهم صديقنا عليّ، فأبوه كبير في السن، وهو أكبر إخوته، بطيئة جداً الفترة منذ دخوله المدرسة وحتى حصوله على شهادة الثانويّة العامّة، القسم الأدبي، بطيئة لدرجة أنّه لم يعد بإمكانه أنْ يكمل دراسته الجامعيّة، وهو في مثل تلك الظروف السيّئة جداً كما تعلم، وحتى إنْ فعل فسيواجه الظروف ذاتها، فما خريج الجامعة ببعيد عن خريج الثانوية العامة، وما أقلّ منها، ما لم تكن لديك وِساطة من نوع ما..ينظران في عيون بعضهما ويبتسمان؛لأنّهما سيواجهان المصير ذاته..

ـ مسكين عليّ هو الآن يعاني من (البِطالة المقنّعة) ونحن نسير على أثره، يعمل براتب وقدره ألفا ريال، ودائماً هو مدين بأضعاف راتبه، عندما عمل، كان لزاماً عليه أنْ يتحمّل مصاريف إخوته، وبعض احتياجات المنزل الضروريّة، وهل تعرف حياتهم الكماليّات؟
تخيّم فترة من صمت مطبق..فجأة يوقف حسن العربة بسرعة، هذه الشركة يا محمد لم نطرق أبوابها، هيا لنجرب حظّنا هنا، لربّما نجد ما يحرّضه على الابتسام. يترجلان يلجان الباب الزجاجيّ الذي يفتح بالكهرباء من غير ما معاناة. يدلفان إلى حيث مسؤول التوظيف، يتوقّعان أنْ يكون من أبناء هذه الجزيرة، ولكنهما يتفاجآن به من جنوب شرق آسيا. ينظر لهما شزَراً، ويبتسم مستفزاً لهما، يهم أحدهما أن يرجع من حيث أتى..يشّد الآخر على يده مشجّعاً له. يلقيان بالتحيّة بلغة فرضت عليهما، وعلى مواطنيهم فرضاً.ثم يسألان:
ـ هل توجد لديكم وظائف شاغرة؟
يردّ المسؤول:
ـ نعم، وهل لديكما المؤهّلات المطلوبة؟
محمد: إنْ شاء الله، وما هي؟

يشير الموظف المتغطرس بالسّبابة على أصابع يديه الخمس، معدّداً:

1ـ إجادة اللغة الإنجليزية تحدّثاً، وكتابة.
2ـ شهادة الثانوية العامة القسم العلمي ولهذا العام.
3ـ شهادة في الحاسب الآلي.
4ـ خبرة ثلاث سنوات في حراسة الأمن.
5ـ اجتياز الفحص الطبي.
6ـ النجاح في المقابلة الشخصيّة التي نجريها لكم..يبتسم محمد ويضيف:

ـ وإقامة قابلة للتحويل..

تقدح عينيّ الموظّف بالشّرر، ويهمّ بهما.أحدهما يحدّث الآخر بصوت خافت:

ـ فقط لو كان نداً لي، قد يكون الموقف أسهل..يلملمان ما تناثر من كرامتهما، يهمّان بالخروج.يسأل أحدهما وما الوظيفة؟ أليست رجل أمن؟ يجيبهما بحنق:
ـ حارس

ـ وهل تحتاج وظيفة الحارس كل المؤهلات السابقة الذكر؟ يكفي لها إجادة الكتابة والقراءة بلغة القرآن، وشاب قويّ البنية، حسن التعامل..

ـ اذهبا لا توجد لدينا وظائف.

يسيطران على أعصابهما، ويخرجان..بعد أنْ استقرا بداخل المركب، نظرا إلى بعضهما، كاد أحدهما أن يصرخ ،غير أنّهما حوّلا طاقة الصّراخ الكامنة داخلهما إلى ضحك هستيريّ، حتى سالت دموعهما..يرفعان أيديهما بضراعة إلى السماء:

ـ اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وأغننا بفضلك عمّن سواك..

لا تزال بداخلهما عزّة وشموخ أبناء الجزيرة العربية، والتي يسعى الكل جاهداً لإهدارها. ينظران بحزن إلى بعضهما:

ـ يا محمد، المؤمن القويّ خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير..

سنبقى نحن أبناء الجزيرة العربية، محتفظين بصلابتنا كهذه النخيل التي تشاهدها أمامك، حتى وإنْ جُلبت للوطن ملايين الشجيرات الغريبة، فلن يدوم ويحيا لهذه الأرض إلا أشجار نخيلها الصامدة كأبنائها، وعند الشدائد تعرف الإخوان..

ـ صدقت يا حسن، ولا نزال نذكر الأزمة التي اجتاحت المنطقة، وهذه البلد منذ عدة أعوام، عندما هرب أغلب المقيمين، والوافدين، وبعض الكاذبين من أبناء هذه البلاد، ولم يصح إلا الصحيح، وما خفي كان أعظم. لابدّ أنْ يتنبه لنا بعض المسؤولين من أبناء هذا البلد المبارك، من المخلصين، الصادقين، الأوفياء لأوطانهم، ويجدوا مخرجاً من أزمة (البِطالة المصطنعة) للكثيرين من أبناء هذا البلد، والذي يمثل كلّ منهم (حسن)، و(محمد)، وإنْ اختلفت الأسماء، وتغيرت الأشكال، لابدّ أن نجد وظيفة وبراتب جيّد، يتناسب مع المستوى الاقتصادي للبلد، ومع أحوال المواطنين .
ـ صدقت يا حسن، ويا ليت قومي يعلمون..

تدور (ماكينة) العربة المستوردة التي يستقلانها، يردّدان بصوت شجيّ لحنهما المفضّل:
بلادي وإنْ جارت عليّ عزيزة...... وأهلي وإنْ ضنّوا عليّ كرامُ

Cant See Links


التوقيع :



قال تعالى :
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
[فصلت:33]






رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:45 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir