اود ان اذكر نفسي واياكم بان التاسع من محرم سيصادف يوم الاثنين القادم 5/1/2009 ان شاء الله تعالى وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم عاشوراء كفارة للسنة الماضية والباقية وقال صلوات ربي وسلامه عليه لئن بقيت الى قادم لاصومن التاسع والعاشر من محرم فحري بنا ان نتبع سنة الحبيب لعل الله يرحمنا بان يبلغنا شفاعة رسوله الكريم والحمدلله الذي جعل لنا في ايام دهرنا نفحات نتعرض اليها
فضل صيام عاشوراء :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ ) [رواه البخاري 1867] ، ومعنى " يتحرى " أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( صيام يوم عاشوراء ، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ) . [رواه مسلم 1976] ، وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة ، والله ذو الفضل العظيم .
أي يوم هو عاشوراء :
قال ابن قدامة رحمه الله : عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم . وهذا قول سعيد بن المسيب والحسن ، لما روى ابنُ عبّاس ، قال : ( أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم يوم عاشوراء العاشر من المحرم ) . [رواه الترمذي. وقال: حديث حسن صحيح].
الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء :
قال النووي - رحمه الله - : ذكر العلماء من أصحابنا وغيرهم في حكمة استحباب صوم تاسوعاء أوجهاً :
وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: نَهَى عَنْ التَّشَبُّهِ بِأَهْلِ الْكِتَابِ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ مِثْلُ قَوْلِهِ في عَاشُورَاءَ: ( لَئِنْ عِشْتُ إلَى قَابِلٍ لاَصُومَنَّ التَّاسِعَ ) [الفتاوى الكبرى ج6 سد الذرائع المفضية إلى المحارم] .
حكم إفراد عاشوراء بالصيام :
قال شيخ الإسلام : صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ وَلا يُكْرَهُ إفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ . [الفتاوى الكبرى ج5] . وفي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي : وعاشوراء لا بأس بإفراده . [ج3 باب صوم التطوع] .
مراتب صيام عاشوراء :
ذكر ابن القيم في زاد المعاد أن صيام عاشوراء ثلاث مراتب هي :
1ـ صوم التاسع والعاشر والحادي عشر وهذا أكملها .
2ـ صوم التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث .
3ـ صوم العاشر وحده .
صيام عاشوراء ماذا يكفّر ؟
قال الإمام النووي رحمه الله : يُكَفِّرُ كُلَّ الذُّنُوبِ الصَّغَائِرِ ، وَتَقْدِيرُهُ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا إلا الْكَبَائِرَ . ثم قال رحمه الله : صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ ، وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ ، وَإِذَا وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ... كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَذْكُورَاتِ صَالِحٌ لِلتَّكْفِيرِ ، فَإِنْ وَجَدَ مَا يُكَفِّرُهُ مِنْ الصَّغَائِرِ كَفَّرَهُ ، وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً كُتِبَتْ بِهِ حَسَنَاتٌ ، وَرُفِعَتْ لَهُ بِهِ دَرَجَاتٌ وَإِنْ صَادَفَ كَبِيرَةً أَوْ كَبَائِرَ وَلَمْ يُصَادِفْ صَغَائِرَ ، رَجَوْنَا أَنْ تُخَفِّفَ مِنْ الْكَبَائِرِ . [المجموع شرح المهذب ج6 صوم يوم عرفة].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وَتَكْفِيرُ الطَّهَارَةِ ، وَالصَّلَاةِ ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ ، وَعَرَفَةَ ، وَعَاشُورَاءَ لِلصَّغَائِرِ فَقَطْ . [الفتاوى الكبرى ج5] .