آخر 10 مشاركات
الخبيصه الاماراتيه (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 12057 - الوقت: 09:09 PM - التاريخ: 01-13-2024)           »          حلوى المغلي بدقيق الرز (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6901 - الوقت: 03:16 PM - التاريخ: 12-11-2023)           »          دروس اللغة التركية (الكاتـب : عمر نجاتي - مشاركات : 0 - المشاهدات : 12761 - الوقت: 11:25 AM - التاريخ: 08-21-2023)           »          فيتامين يساعد على التئام الجروح وطرق أخرى (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14074 - الوقت: 08:31 PM - التاريخ: 07-15-2023)           »          صناعة العود المعطر في المنزل (الكاتـب : أفاق الفكر - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 4 - المشاهدات : 48270 - الوقت: 10:57 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كحل الصراي وكحل الاثمد وزينت المرأة قديما من التراث (الكاتـب : Omna_Hawaa - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 43281 - الوقت: 10:46 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          كيفية استخدام البخور السائل(وطريقة البخور السائل) (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 2 - المشاهدات : 35617 - الوقت: 10:36 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          جددي بخورك (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20562 - الوقت: 10:25 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          عطور الإمارات صناعة تراثية (الكاتـب : OM_SULTAN - مشاركات : 0 - المشاهدات : 20778 - الوقت: 10:21 PM - التاريخ: 11-06-2022)           »          خلطات للعطور خاصة (الكاتـب : أفاق : الاداره - آخر مشاركة : OM_SULTAN - مشاركات : 1 - المشاهدات : 26691 - الوقت: 10:12 PM - التاريخ: 11-06-2022)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-25-2010, 12:03 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

ابوناصر

الاعضاء

ابوناصر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








ابوناصر غير متواجد حالياً


من هم العلماء الذين هم ورثة الانبياء

ورثة الأنبياء....!

قال رسول الله(ص): (العلماء ورثة الأنبياء)...فيا ترى من هم ورثة الأنبياء الذين قال الله عنهم أنّهم ورثة وحددهم رسول الله بحديثه...؟!

لقد تعددت المفاهيم وكثرة المصطلحات حول من هم النفر الذين أختارهم الوحي السماوي ليكونوا هم القادة والمعلمين للنّاس ليخرجوهم من الظلمات إلى النور...وتمت معالجة النصوص السماوية من قبل أشخاص تمثلوا للنّاس على أنّهم حملة للدين بعد موت الرسل(ع)وحددوا لأنفسهم طرق يستكملون ما قد كمل في مسيرة الأنبياء؟!...

لقد دخل العالم في مرحلة مظلمة أنتشرت فيها الحروب وطغى فيها الصراع فذهب الأمن وحل مكانه الخوف وفي هذه الظلمة حاول العالم إيجاد حلا لهذه المشاكل فدقوا كل باب أرضي فلم يجدوا ما يسد حاجتهم وأخيرا قرروا الدخول إلى البيوت التي أمروا بدخولها وهي الأديان السماوية عبر لقاء إسمه مؤتمر حوار الأديان الذي لم يجد حلا للأفكار التي يحملها ممثلو هذه الأديان؟!...لقد قيم هؤلاء أنفسهم عبر نصوص فسروها من تلقاء أنفسهم أنّهم ورثة الأنبياء؟ ...فكل أمة تفد الشخص الذي يحمل كل معتقداتها الدينية وهو الممثل الأول لها في اللقاء...

دائما ما نسمع الحديث القائل:(العلماء ورثة الأنبياء)...ونتيجة لهذا الحديث الذي تردد في ذهن السامع صعب معرفة من هم العلماء الذين يرثون الأنبياء ولم يستطع أحد التفرقة بين العالم وطالب العلم,وما نشاهده اليوم من تقديس لأشخاص حملوا فقه الديانات وما نسمعه من تبجيل يدعوا إلى رجوعنا إلى حياة الرسل(ص)لننظر بعين الوحي إلى من هم ورثة الأنبياء؟!...

أعتاد النّاس نعت كل من درس وتعلم فأفتى بأنه العالم المقصود الذي ورث العلم عن الأنبياء؟! وتقديرا من النّاس لما يحمله هؤلاء من نصوص يصمونها أصبحوا في نظرهم رموزا للدين وأحاطوهم بهالة من التقديس ومن يمسهم فهو يمس الدين أصلا وكل ما يأتي عنهم هو محل طاعة وإحترام ولا يمكن الخروج عليه إطلاقا وأنّ من خرج عنهم فقد خرج عن الدين؟!...وكل ذلك غير صحيح لأنّ الدين يسع النّاس كلهم فيصلح ما فسد ويقوم ما هو أعوج بشرط عدم تدخل أشخاص في تجديد وترميم وإضافة كثير من المصطلحات والتي تحسب أخيرا أنّها أتت إلينا من رسول الله(ص)وهي ليست كذلك؟!...مضى رسول الله(ص)وهو يقول لنا(العلماء ورثة الأنبياء) ولم يحدد من هم هؤلاء العلماء؟!.. هل هم علماء السنة أم علماء الشيعة أم علماء اليهود أم علماء النصارى؟!لأنّ كل هؤلاء أتباع للأنبياء وكل شخص منهم سيحتج بأنّه تابع لنبي وهنا يغلق الباب أمامهم جميعا إذ هم ليسوا ورثة للأنبياء وذلك للعديد من الأسباب التي تقطع عنهم ذلك الإرث المخلوط من الأنبياء وغير الأنبياء,أمّا نحن بحمد الله ننظر إلى العلماء وإلى النّاس كافة بعين الوحي لنستبين من خلاله من هم العلماء ورثة الأنبياء ولن يتم فتح باب للقول بالرأي حتى لا تطغى المشاكل ويكثر الإختلاف وتعم الفوضى بين النّاس وهذا ما لا يرضاه الأنبياء ومن يرثهم.والخلاصة تقول(أنّ فقهاء الديانات)ليسوا هم ورثة الأنبياء بسبب ما ورد إلينا من رسول الله وكتاب الله العزيز وهي كالتالي:

1- إنّ اللفظ في الحديث قال(العلماء ورثة الأنبياء)وهذا لا ينطبق على علماء المسلمين لأنّهم ورثة نبي واحد فقط وليس لديهم إرث موسى وعيسى(ع)ومن أين كان سيأتيهم إرثهم وهم ما زالوا يقولون بأنّ بني إسرائيل قد حرفوا التوراة والإنجيل ومن جهة أخرى كيف سيصل إليهم إرث موسى وعيسى وهم منهيين عن قراءة ما في أيدي بني إسرائيل وإذا كان المقصود بالعلماء علماء المسلمين واليهود والنصارى لكان قال رسول الله(ص)(الفقهاء ورثة الأنبياء)وسيكون هذا منطبق عليهم تماما0

2- إذا كان فقهاء المسلمين هم ورثة الأنبياء وقد أخطأ بني إسرائيل في تحريف الكتب السماوية فالمفروض أن يكون لدى علماء المسلمين الكتب الصحيحة الخالية من التحريف التي نزلت على الأنبياء السابقين وإلاّ كيف يسمون أنفسهم ورثة الأنبياء وليس معهم من الإرث شيء؟!وإدعاء الوراثة من غير إرث فعلي هو وهم...وإذا كانوا لا يملكون وريثة موسى(ع)ولا عيسى(ع)فكيف بباقي الأنبياء مثل نوح(ع)وصالح(ع) وأيوب(ع)ويونس(ع)والأنبياء الذين لم يقصهم الله في كتابه0

3- إنّ السلسلة الوراثية بعد كل نبي لا تتوقف إذ لابد لكل نبي من وريث يرثه من بعده والذي جاءنا من الله ورسوله هو أنّه لا يرث النبي إلاّ من كان نبي فالله يقول(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ)(النمل/16)وقال سبحانه(فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا,يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ)(مريم/5، 6)فكيف لا يكون فقهاء الديانات السابقة أيضا ورثة الأنبياء مثل علماء المسلين أو ليس منهم من آمن وصدق بالأنبياء فكيف لا يكونوا ورثتهم؟!000إذا الجميع أدعى النبوة بإدعاء الوراثة0

4- إنّ أعمال الأنبياء تختلف من نبي لآخر فمثلا نوح(ع)كان صانع سفن وسليمان تجري الريح بأمره وعذب الشياطين وكلم الطيور وموسى(ع)معه العصا وعيسى(ع)يحيي الموتى فأين هي تلك الوريثة التي ورثكم إياها هؤلاء الأنبياء لأنّ من يرث النبي في علمه ورثه في حجته وإلاّ ليس بوريث000أمّا إذا كان الإرث هو اللفظ فقط فجميعنا ورثة لأنّنا جميعا لدينا الأحاديث والقرآن الكريم0

5- إنّ جميع الأنبياء والرسل يسيرون وفق قانون واحد لا يختلف ولا يتبدل وهؤلاء لماذا هم مختلفين إذا كانوا قد ورثوهم ومن المستحيل أن يكذب نبي أي نبي آخر وهؤلاء يكذب بعضهم بعضا؟!فمن أين جاءت هذه الوريثة المزيفة وإذا كان الإرث يدعو الناس للإختلاف فقد رضي لهم المورثون بالإختلاف0

6- كيف يدعي هؤلاء أنهم ورثة الأنبياء وهم لا يملكون شروط تحقق الوراثة فالوريث من غير صلة قرابة هو مدعي مفتر لا يمكن توريثه إلاّ بوصية وهؤلاء وصاهم الرسول بالتقوى وشروط الوراثة في الإسلام معروفة و(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)(آل عمران/19)0

7- بني إسرائيل هم ورثة أنبياء ولكنّهم ليسوا ورثة لرسول الله فكيف يكونوا كذلك وقد نهى الله بني إسرائيل عن إتباع الأحبار والرهبان وإذا كانوا هم ورثة موسى وعيسى(ع) فلماذا أنكروا نبوة محمد(ص)؟!000إذا حتى هم ليسوا ورثة أنبياء إطلاقا0

8- إنّ العالم الذي يرث النبي يقوم بنفس مهامه من إصلاح بين النّاس ونشر المحبة والسلام وبث روح الأمن بين النّاس وهؤلاء أجّجوا نار الإختلاف بين النّاس فكثرت الفتن وصعب عليهم حلّها ثم عادوا من جديد يفتشوا في الأديان طلبا للراحة ففشلوا أيضا ولن يقوم بهذه المهمة إلاّ من أهلته السماء للقيام بذلك0

9- إنّ الشكل الحالي القائم على تسلسل العلماء بموت عالم وقيام عالم آخر يفترض أن يكون هناك نبيا واحدا للعالم لأنّ وريثته تم ضمان وصولها إلى آخر الأجيال ولما كان هناك ضرورة لمجيء أنبياء آخرين؟!إذ من المعروف أنّ تأثير العلماء على النّاس أفضل من تأثير الأنبياء والأحبار والرهبان هم الأكثر أتباعا من الأنبياء فما من نبي جاء إلى قومه إلاّ تركوه وأتبعوا فقهائهم وعلى هذا يكون الفقهاء هم الأكثر صلاحية لتعليم النّاس؟!ومن جهة أخرى فإن تسلسل العلماء بالطريقة المذكورة سابقا سيكون منافيا لقول رسول الله(ص)(إن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال،ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا،فيسألوا فيفتوا بغير علم،فيضلوا وأضلوا)(تفسير العسكري16/12,البحار42 /237,ابن حبان19/146,البخاري1/187)أمّا هنا فكيف سيقبض هؤلاء العلماء وما يموت أحدهم إلاّ وقد قام مكانه عشرة آخرون وما يمر وقت إلا وهم في إزدياد وكثرة؟! وأمّا إن كانوا يقصدون بالعلم هو معرفة أحكام الحيض والنفاس فهي معروفة بدون الحاجة إليهم0

10-إذا كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم من شرعوا قوانين الوراثة للنّاس عن طريق الوحي فكيف نسوا تطبيق ذلك على أنفسهم؟!ولو سلمنا بذلك فقد أفترينا على الأنبياء إفتراءا عظيما وفي الوقت نفسه لو تمسكنا بما في أيدي الفقهاء(العلماء)من تأويلات لوجدناها تناقض ما أفترضه الله على عباده ففي الآية(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ)(النمل/16)وفي الحديث الذي بأيدي العلماء(نحن الأنبياء لا نرث ولا نورث ما تركناه فهو صدقة)(مسند أحمد1/60, جامع الأحاديث24/451,كنز العمال5/855)ثم يلتوون على النص بالحديث(العلماء ورثة الأنبياء) أليس هذا في الشرع إسمه تناقض0

11-إنّ العلم الذين يتحدثون عنه بأنه إرث أنبياء هو خليط من أقوال أشخاص مثلهم يوجبون على النّاس طاعتهم وذلك باستحداث ألقاب لم يطلقها حتى رسول الله(ص)على نفسه مثل (الإمام الأكبر,شيخ الإسلام,وحجة الإسلام,وثقة الإسلام,وآية الله العظمى,ونعمة الله العظمى,وحجة الله العظمى)00فهل هؤلاء هم ورثة رسول الله أم ورثة لأولئك الأشخاص0

12-إذا كان الله ورسوله يحثون النّاس كافة على طلب العلم فكيف يكون منهم عالم وهم كلهم طلاب علم؟!قال رسول الله(ص)(وأنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما صنع) (أعلام الدين7/18,بصائر الدرجات15/1,سنن البيهقي1/276,سنن الترمذي10/204) وقال في حديث آخر(من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة) (الفصول المهمة2/6,البحار1/164,ابن حبان1/163,ابن ماجه1/81)وقال في حديث( تعلموا العلم،وتعلموا للعلم السكينة والوقار والحلم)( أعلام الدين7/18,البحار2/37,مجمع الزوائد1/341,الكنز10/249)وقال الله في القرآن(وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)(طه /114)(وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)(البقرة/282)وما هي الحاجة إلى الأنبياء إذا هم قد تركوا لنا من يعلمنا الكتب فالله يقول(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)(البقرة/151)وإنّ هذا العلم لا يوهب إلاّ لأهل التقوى والنبي هو أتقى الخلق لله لذلك هو أعلم خلق الله فهو القائل(مثل ما بعثني اللّه به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير000الخ)(تدوين القرآن22/19,البخاري1/152)وأمّا الذي في أيدي النّاس فإسمه التفقه(الفقه)(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)(الدعائم1/79,ابن ماجه1/265,البخاري1/135)(يا أيها النّاس تفقهوا في دين الله)(الكنز10/463,الدر المنثور9/424)وقول ذي العزة(فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ) (التوبة/122)وبالرغم من هذا أختلفوا في الأحكام الفقهية فإذا كانوا علماء فليتفقوا على شيء واحد حتى يسلك النّاس ورائهم في صف واحد000وحينما نقول أنّ هذا العلم يوهب ولا يكتسب فإنّ الوحي هو من وراء ذلك يصفع كل الآراء ولو كان في النّاس علماء لما أحتاجوا رسولا ولا نبيا؟!والله لا يهب العلم للنّاس مباشرة إنّما عن طريق الأنبياء(وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)(البقرة/151)وقال عن الأنبياء(وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا)(الكهف/65)(وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ)(يوسف/68)فهؤلاء الأنبياء هم الذين أوتوا العلم والله لا يصطفي إلاّ أهل العلم ولو كان كل الفقهاء علماء فكلهم مصطفين؟! وكيف يكون عالما من كان في يوم من الأيام طالب علم والعلم بحر لا يدرك قعره000وإذا كانت الفتوى قائمة على غير علم في الوقت الحالي فمتى تكون ولنرفع شهادة رسول الله لرجل قال فيه(ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر)(تفسير نور 1/107,سنن ابن ماجه1/190,صحيح مسلم3/1518)الذي قال لنا(اتقوا لحوم العلماء فإنّها مسمومة)(موسوعة البحوث1/1,جوانب من سيرة ابن باز1/7)ولحم العالم المسموم هو تفسيره وتأويله الذي يقدم إلى النّاس ليأكلوا منه فينزل عليهم الموت والعلل والأسقام0

13-إنّنا لو نظرنا إلى حياة رسول الله(ص)لوجدناها مليئة بالإخاء والتسامح وذلك أنّ النّاس كان يقودهم يعسوب واحد وهو رسول الله(ص)ولذلك فقد نظم النّاس في خيطه هو فحلّت فيهم روح البركة وتمت النعمة برسول الله(ص)وعندها قام رسول الله مخاطبا الأمة عن أنّ الفرقة النّاجية من الثلاثة والسبعون فرقة واحدة التي قال عنها(ما كنت عليه وأصحابي) (الحديث النبوي32/21,معاني الأخبار1,نهج السعادة4/289,الدر المنثور2/406,تفسير الرازي4/326)فلم يكن هناك عالما في حياة رسول الله غيره لذلك قال(ما كنت عليه)ولم يقل(ما كنّا عليه)فلا عالم إذا في وجود رسول الله بيننا بل الجميع يقول(الله ورسوله أعلم)0


14-إنّ آيات القرآن والسنة تؤكد أنّ من كان يكذب الأنبياء هم أصحاب العمائم الدينية ولم يعاند الأنبياء غير الفقهاء لظنهم أنّ الأنبياء يسلبونهم ملكهم؟!فقط لأنّ الدين لدى الفقهاء (العلماء)غنيمة لا يمكن تركها لأي شخص كان وعلى هذا الأساس يصعب أن نجد عالما فقيرا بل جميعهم أغنياء مترفين وإذا كانوا ورثة الأنبياء فلا بد أن يكون الوريث نسخة من المورث؟!000وشتان بين فقر الأنبياء وغنى العلماء0

15-إنّ إرث الأنبياء غير إرث النّاس فالأنبياء يحملون صفات وميزات تختلف عن صفات النّاس فالأنبياء هم الرحمة المهداة إلى النّاس كافة أمّا هؤلاء فهم رحمة فقط لطوائفهم ونقمة على الطوائف الأخرى فكيف يكونوا ورثة الأنبياء وهم دعاة الطائفية والعنصرية والبغض والكره وأقرب الأمثلة لذلك ألفاظ السباب والشتم بين علماء الطوائف وهذا لا يخفى على جميع النّاس الذين تابعوا علماء الطوائف فهل ورثهم الأنبياء الاستهزاء والشتيمة أم ورثوهم العفو والتسامح0

16- إنّ العالم هو الذي إذا سألته يجيب دون أن يطلب وقت ليبحث ويفكر ثم يجيب فلو كان عالما فليخرج العلم من جرابه مباشرة ولا يذهب إلى مكان آخر يفتش عن إجابة أم سيقول أنّ الإرث ناقص ليبحث عنه؟!

17- من المعروف أنّه عندما تم جمع الأحاديث كما هو معروف كان عبر قطع المسافات وإجتياز المدن وضم حديث من هنا وحديث من هناك وسؤال هذا وذاك الشخص عن ما سمعه من رسول الله وعلى هذا يكون رسول الله مات وإرثه مشتت في كل مكان؟!ولم يجمع الورث ويعطيه الورثة فلو كان الإرث لهم فلماذا أتعبوا أنفسهم في جمعه وهم ورثة رسول الله؟!000كيف يأخذون الأحاديث من أشخاص غير رسول الله ثم يطلقون على أنفسهم ورثة رسول الله؟!وإذا كانوا هم الورثة للأنبياء فلماذا يحتاجون فيها إلى الجرح والتعديل والتصحيح والتكذيب أو ليس الوريث يرث ما يرث صافيا خاليا من الشوائب أمّا ما لدى العلماء فهو خليط من المكذوب والصحيح والضعيف,أمّا إرث الأنبياء فكله صحيح لا يحتاج إلى من يعدله وإذا كان إرث النبي يحتاج إلى وارث يصححه ويكذبه فليست تلك بوريثة وإذا كان رسول الله مات ولم يأخذ الورثة إرثهم فأين هي عدالة رسول الله إذا في إعطاء الورثة إرثهم بل ينتظر أن يعطيهم النّاس؟!وكيف يوصيهم رسول الله بتقوى الله وطاعته ويوصيهم بالنساء والصلاة وما ملكت الأيمان فإذا كانوا ورثة(فلا وصية لوارث)(الدعائم2/219, البحر الزخار15/351,البخاري10/103,أبي داود2/554)إذا نحن نريد الورثة الذين ورثوا الأنبياء مباشرة لا من يأتي بعد مدة من الزمان ويقولون للنّاس(نحن ورثة الأنبياء)؟!

18- نحن نتبع الأنبياء ولا نحاول تعديل ما جاءوا به ولن نقول على الله ورسوله مالا نعلم ففي الدعاء القائل(ونعوذ بك أن نروم ما ليس لنا بحق أو نقول في العلم بغير علم)ثم كيف يكون التوجيه من الله ورسوله بالعمل لقول الله(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)(التوبة/105)لنا كافة ثم يكونون هم العلماء ثم إنّ شهادة العلماء للعلماء غير مقبولة لأنّ الشهود هم إثنين فقط وليس ثلاثة والشاهدان هما الله ورسوله00 0وإذا كانوا هم الورثة فليأتوا بشهادة من الله ورسوله تشهد بأنّهم هم العلماء المطالبون بتعليم النّاس وأنّهم هم العلماء المقصودين في القرآن؟!000إنّما هو تأويلهم الذي يشهد لهم وليس الله ورسوله0

19- عندما نسمع رواية الأحاديث بأسنادها يقال(قال فلان قال فلان حدثني فلان قال سمعت رسول الله000فإذا كان أحد هؤلاء الرواة هو عالم فلم لا يقول(قال أورثني رسول الله)بدلا عن سمعت رسول الله وإذا كان المحدث في الوقت الحالي يسير على نفس الشاكلة في الرواية فكيف يطلق على نفسه وريث رسول الله وهو متلقي من غيره وهل أستطاع من يسمون أنفسهم ورثة الأنبياء أن يحلوا مشكلة واحدة كان رسول الله قد حل مثالها في عهده0 00إنّهم خلال مدة ألف وأربعمأة عام لم يستطيعوا القيام بعمل كعمل رسول الله وإنّ العالم لا يكون عالما حتى يكون عاملا بما علم أمّا هؤلاء فكلهم أقوال بلا أفعال كما قال المسيح(ع)( يا علماء السوء جعلتم الدنيا على رؤوسكم والآخرة تحت أقدامكم قولكم شفاء وعملكم داء مثلكم مثل شجرة الدفلى تعجب من رآها وتقتل من أكلها)(التحفة المقدسية1/55,حلية الأولياء6/279,فيض القدير5/508)0

20- لقد أخذ علينا الدين أن نتعلم الشيء ولا نعمل الشيء حتى نعلمه والعلم كما قال أمير المؤمنين(العلم نقطة كثرها الجاهلون)(تاج العروس1/5021,الينابيع للقندوزي الحنفي1/ 190,سبل السلام7/118)وأنّ العلم النبوي له مخازن خاصة من عباد الله وهم ورثة الأنبياء وأسبابه لا تكون بيد النّاس بل بيد النّاس أن يسألوا حتى يتعلموا ولا يؤتى العلم للنّاس إلاّ ما يحتملوه ويطيقوه ولا يكلفون أكثر من طاقتهم,وكلمات الله لا تنفد أبدا ومن كان عاجزا عن فهم العلم المادي وهو بأيدي النّاس فهو بعلم الأنبياء أعجز وإنّ من قطع مشوار حياته بحثا عن العلم لا يأخذ منه إلاّ القليل فكيف يكون طالب علم هو العالم نفسه والأغرب من ذلك أن من تعلم خمس أو سبع سنوات رجع إلى النّاس يحمل إسم شيخ علم0

21- القرآن ليس كتاب إعجاز علمي كما هو معروف إنّما القرآن هو كتاب الإنسان نفسه وهم يردونه كتاب الطبيعة,وإنّ المخترعات في القرآن والإكتشافات العلمية لم يتوصل إليها علماء المسلمين بل توصل إليها الغرب عن طريق العمل والتجربة وهم لم يقرئوا القرآن فأين كان المفسرون عن هذه الإكتشافات عندما فسروا القرآن؟!000وإذا كان القرآن هو لمن طبقه عمليا فإنّ الغرب هم من طبقوه000ولكن لا هذا ولا ذاك000لأنّ الشخص الذي أبتكر الصنعة هو نفسه من صنع الله وكيف يصنع الصانع صنعته ويعلمها كيف تصنع ثم يقول لها سأعجزك بأن أذكر في كتابك ما الذي ستصنع؟!000القرأن يتحدث عن الإنسان نفسه ونحن نتحدث عن الآلات0

22- إنّ الدين الذي يعتنقه الجميع وهو من زرع العلماء لن يقوم في ظنهم إلاّ بإنتصار طرف على آخر وهذا ليس من الأنبياء لأنّ الأنبياء جاءوا ليزيلوا الشر من صدور جميع النّاس ونظمهم في طرف واحد ب-(أيُّها النّاس إنّ ربّكم واحد وإنّ أباكم واحد، كلّكم لآدم وآدم من تراب إنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم وليس لعربيّ على أعجميّ فضل إلاّ بالتقوى) (مفاهيم القرآن37/6,مسند احمد5/411,فتح الباري شرح صحيح البخاري10/290) وعلماء الدين في الوقت الحالي يمثلون أطراف متنازعة ولا يمثلون الأديان لذلك سيكون لقائهم دائما مقرونا بالفشل بسبب أنّهم أطراف صراع قومي وطائفي وعقائدي فارغ وليس من الدين وإذا كانوا فعلا ورثة أنبياء لكانوا تخلوا عن القومية والطائفية واجتمعوا على مائدة الأنبياء التي مدت لهم جميعا0

23- إنّ علماء الطبيعة والطب والجغرافيا وعلماء الفضاء على اختلاف لغاتهم وأجناسهم وعقائدهم يصدق بعضهم بعضا ويحترم بعضهم بعضا ويسيرون وفق قوانين يحترمونها دون أن يقولوا هذه من فلان وهذه من فلان وهو ملحد فسبوه ولا تأخذوا عنه؟!إلاّ علماء الدين فلم يتفقوا على شيء أبدا منذ الزمن الأول00جاء الأنبياء من قبلهم ومن بعدهم وصدق بعضهم بعضا ومضوا والعلماء ما زالوا في وديان العنصرية والعدوان والفتن بين النّاس0

24- بعلم رسول الله صلحت الأمة وصلح العباد وأحسوا بنعمة الإسلام بعد العداوة0وأحس النّاس بنعمة علماء الفيزياء وبنعمة علماء الطب000وما هو الشيء الذي أستفاده النّاس من علماء الدين؟!كل أقسام العلماء تفرغوا وخرجوا للنّاس بفوائد ما زالوا الآن وإلى الأبد يستفيدون منه0وهؤلاء تفرغوا لسب وشتم ولعن أمم الأرض000فهل هذه وريثة الأنبياء؟!0

25- إنّ ما ترسخ في عقولنا أنّ العالم هو الذي قرأ ودرس وألف الكتب وأورد الرسائل وبنى مراكز التعليم الديني ومخيمات التعليم الصيفية وبنى دور تحفيظ القرآن الكريم ومراكز التسجيلات الدينية والقنوات الدينية والمكتبات الإسلامية وأشرطة الكتب والإهداء والكتيبات التي توزع مجانا ومعاهد العلوم الدينية وهذا ينافي ما يذكروه عن رسول الله أنّه أمي لا يقرآ ولا يكتب000إنّ كل تعليلاتهم وتفسيراتهم مردودة عليهم000فهم قد كتبوا وفسروا ويسروا القرآن بإسم إخترعوه مثل(تيسير القرآن لفلان,تيسير الكريم المنّان في تفسير كلام الرحمن)000بينما هنا القرآن لا يتيسر إلاّ بمحمد(ص)(فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ) (مريم/97)أمّا نحن(فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ)(المزمل/20)0

26- إنّ أعلم النّاس هو أرحمهم بالنّاس لأنّ العالم هو الذي ينظر إلى النّاس بعين العطف والرحمة فيحتمل أذاهم وسبهم وشتمهم ويدعو لهم بالرحمة والخير فرسول الله لم يسب ولم يشتم أحدا وهو الذي رجمه أهل الطائف حتى سال الدم منه وهو يقول(اللهم اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون)(البحار95/167,ابن حبان4/439,البخاري12/195)أمّا هؤلاء يسب بعضهم بعضا وهم لم يستمعوا بعضهم بعضا والجميع يعرف أنّ ما نسمعه على المنابر هو سب وشتم للآخرين فهل هذا من سلوك رسول الله الذي قال(إنّ الله يكره لكم أن تكونوا سبابين)(البحار32/561,المفصل12/34,التذكرة الحمدونية1/18)0

27- أنّ العلماء من بني إسرائيل لم يسميهم القرآن بالعلماء وإنّما سمّاهم بالأحبار والرهبان وهؤلاء تسموا بالمشائخ والمراجع وأولئك أفتوا فأحلوا وحرموا من عندهم وهؤلاء يسيرون على نفس الخيط فالتحليل والتحريم يأتي إلينا من قبل الأنبياء ونحن والعلماء مطالبون بالإتباع فالحلال كثير ومتعدد والحرام قليل ومفصل فمن أين جاء التفصيل الزائد000هذا هو إحتلال لمكانة الأنبياء فالكتبة والفريسيين أحتلوا مكانة موسى(ع)فأحلوا وحرموا واحتل المشايخ والمراجع مكانة رسول الله(ص)فأحلّوا وحرّموا ولقد جاء عيسى(ع)إلى بني إسرائيل يردهم إلى شريعة موسى(ع)الصحيحة وهنا جاء إلينا المهدي يردنا إلى شريعة رسول الله الصحيحة000إذا ليس العالم من يزيف تعليمات الأنبياء ونحن نقف أمام نقطتين مهمتين أمّا الأنبياء وأمّا العلماء لأنّ الدين لا يحفظ بالنّاس بل بالذي جاء به0

28- لو نظرنا بعين العقل إلى ما يقوله العلماء لوجدنا تناقضات مذهله ففي قول يقولون ذهب جمهور العلماء إلى رأي كذا وذهب فريق منهم إلى رأي كذا وكلا الرأيين متناقضين0 00فأي فريق يتبع النّاس منهم000فإذا كان الدين واحد والشريعة واحدة والرأي هو لله الذي أراه لرسوله(ص)قال تعالى(لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ)(النساء/105)(فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ)(المائدة/48)فإن كان الدين واحد فالحجة فيه واحدة لينتظم النّاس في صف واحد أمّا هؤلاء فكل يتخذ له حجة فسرها لصالح رأيه فكيف يتفق النّاس والحجج كثيرة تفرق ولا تجمع وإذا كان العلماء لا تقوم عليهم الحجة من الله ورسوله فهم حجة على النّاس لأنّ من كان حجة لا تقوم عليه الحجة والحجة لا تقوم على الرسل لأنّهم حجج الله على عباده فلا حجة على إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم بل رجوعهم هو قيام الحجة بهم علينا وعلى العلماء ولو كانوا ورثة للأنبياء لكانت الحجة موحدة ولما تفرقوا بالشكل الذي نراه؟!فالتفرق تبعا للحجج المختلفة ليست من عمل الأنبياء000فكيف يكون وريث نبي من تخلف عنه0

29- إنّنا ما زلنا نسمع القول(زلة عالم)000فكيف يزل العالم وهو وريث الأنبياء لأنّ زلة العالم يزل بها كثير من النّاس والزلل يأتي عن علم أم عن جهل وكيف يخطئ من كان عالم ؟! الزلل في شخصية العالم هو زلل في شخصية الرسل لأنّه وريثهم000والعالم هو سفير الرسول إلى النّاس وإذا كان العالم يزل فسفارته ملغية لم يقمها الرسول بل أقامها صاحبها لنفسه000وقد سئل المسيح(ع)(عن أشد ألنّاس فتنة؟قال:زلة العالم فإنّه إذا زل يزل بزلته عالم كثير)(قصص الأنبياء1/562,سنن الدرامي1/244,البحار89/108)

30-لقد تم تكميم أفواه النّاس التي عرفت المعنى الحقيقي لغياب الدين فإنتشار الفتن والصراع الغير مبرر لهو أكبر دليل على غياب الدين وأنّ الذين يقومون على الدين في الوقت الحالي هم أول المفتونين ولقد عانت كل أمم الأرض من إفتتان العلماء وفتنتهم ففي الزمان الأول كانت الكنائس تعذب كل العلماء الذين ساقوا للنّاس إختراعاتهم وكانوا يحرقونهم في المحارق الكنائسية ونحن الآن نسير في نفس الطريق فخطباء المساجد يحذرون النّاس حتى من التلقيح ضد الأمراض الفتاكة بالطفولة إلاّ القليل منهم وبعضهم يحضر إستخدام التقنيات العلمية الجديدة كالتصوير وطرق التحديث العلمي والطبي0الخ وإنّنا لن نحظى بطريق لمعرفة رسول الله ومعرفة ورثته ما دامت تلك الوريثة يتقاسمها آخرون غير ورثته الحقيقيين,ولن نعرف رسول الله مادام الحائل بيننا وبينه قائم فكلما أردنا أن نتأسى في زماننا هذا برسول الله أعترض المشايخ والمراجع محدثين النّاس قال فلان وقال علان؟!فرسول الله لم يقم دينه على أكتاف النّاس بل على نصر الله له أمّا النّاس فأين كانوا من رسول الله وهو يدعوهم إلى الله ثلاثة عشر عاما وكذلك أحاديثه والقرآن لم تصل إلى النّاس على أكتاف النّاس بل بحفظ الله لهما ولنقف أمام هذين النقطتين ونختار أحدهما:ا-إمّا أنّ النّاس هم من جاءوا بالدين وهم من يحفظوا كتبه ونصوصه ولا دخل لله, والعلماء في ذلك هم القادة الذين لهم الأفضلية والتقديس في فعل ذلك وعلى هذا يستحقوا ما يستحقوه من تقديس0ب-وإمّا أنّ الله هو من أرسل رسوله يعلم النّاس ووعد رسوله بحفظ دينه دائما أبدا والله لا يخلف وعده ولم يشترط على رسوله في كتابه أن يحفظ الدين بالنّاس وكيف يحفظ النّاس الدين وهم محفوظين بأنفسهم؟!وإذا كان الدين قد تم حفظه إلى الآن بالنّاس فعن طريق من وصلت إلينا الأحاديث المكذوبة على رسول الله؟!ولم كان رسول الله يحذر النّاس من الكذب عليه ولو كان الرعيل الأول من العلماء هم ورثة الأنبياء فلم لم يخلصوا النّاس من الأحاديث المكذوبة وكيف يضل التصحيح بينهم للأحاديث قائم حتى الآن0

31- الآن يعمل العلماء على تدريس مناهجهم لطلابهم وتعليمهم كل ما لديهم ومن قبل كان هذا العالم قد درس على يد شيخ أو مرجع فهل يحسب فعلا عالما المدرس فقط أم مع التلاميذ المتخرجين على أيديهم؟!000المسألة فيها نوع من المجازفة بإتخاذ كل هؤلاء ورثة أنبياء000هؤلاء جميعهم متعلمين لم يأتهم العلم لتقوى فيهم بل نتيجة جهد وتحفظ وبحث ومتابعة فخرجوا بقيل وقال ورأى فلان وذهب فلان إلى خلاف ذلك000وإذا كان علم الأنبياء لا يوهب إلاّ للأتقياء فكيف وصل العلم الذي بيد العلماء إلى يد من هم برأيهم زنادقة وكفرة فأدخلوا فيه ما يعرف بالشبهة فأتبعهم كثير من النّاس0

نحن لسنا ضد العلماء أو ضد أي شخص نحن ضد المناهج المقدمة إلى النّاس التي تحسب أنّها من رسول الله ومن باقي الأنبياء؟!000نحن مع الأنبياء نتبعهم أينما كانوا ولا نرفع أصواتنا عليهم بقال وقيل وحدث وروي ولن نتعالى على أتباع الرسل الحقيقيين لأنّهم هم الممثلين للأنبياء بمناهجهم بين النّاس حتى لا يكون هناك إختلاف وكل فئة تلعن الأخرى00 0لن نخالف ما جاءنا من رسول الله وصدقه القرآن ومن زاد في الشرح والتحليل فهو رد عليه والنّاس غير ملزمين بإتباع النّاس بل بإتباع الرسل ومن أبصر فلنفسه0

فمن هم العلماء ومن هم الراسخون في العلم ومن هم أهل الذكر ومن هم أولي الأمر ومن هم أولوا العلم ومن000ومن000ومن000الخ؟!

العلماء كما قال الله تعالى وقال رسوله في الحديث(العلماء ورثة الأنبياء)(البحار1/164, ابن حبان1/171,البخاري1/37)والحديث خاص بمن يرث الأنبياء وليس عام لكل من قرأ وكتب فكل من يرث نبي فهو عالم أي أنّ العلماء هم الأشخاص الذين ورثوا الأنبياء مثل من ذكرهم الله في القرآن(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ) (النمل/16)(فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا,يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ)(مريم/5، 6)فالنبي لا يرثه إلاّ من كان نبي أو وصي منزلته بمنزلة النبي فسليمان نبي ويحيي نبي ونحن في هذه الأمة الإمام علي بن أبي طالب منزلته من رسول الله هي منزلة هارون من موسى وهي منزلة نبي من نبي إلاّ أنّ النبوة ختمت برسول الله وسيدنا محمد هو وارث علم المرسلين الذي ورثه للإمام علي قائلا(أنا مدينة العلم وعلي بابها)(المستدرك بتعليق الذهبي3/137,الإرشاد1/52,الطبقات الكبرى22/3,مجمع الزوائد 9/114)وقال(أنا دار الحكمة وعلي بابها)(جامع الأحاديث31/115,الترمذي5/637,حلية الأولياء1/64)ومن بعده الأئمة سلام الله عليهم الذين بهم قوام الدين كما قال رسول الله(ص) (لا يزال هذا الدين قائما ما ولي فيكم أثني عشر خليفة) (مسلم6/3،أبي داوود2/702, الترمذي2/45،المستدرك3/618)أمّا الراسخون في العلم وأولوا العلم وأهل الذكر فهم الأنبياء ومن بعدهم الأوصياء(وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)(آل عمران/7) وكيف يكون راسخ في العلم من لا يعلم تأويل القرآن000(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ)(آل عمران/18)أولوا العلم هم الأنبياء والأوصياء لأنّه في هذه الآية كيف يتخطى الله الأنبياء إلى النّاس مباشرة فيذكر نفسه وملائكته والعلماء ولا يذكر أنبياءه؟!000هؤلاء متعلمون وليسوا أولوا العلم وأهل الذكر هم الأنبياء والأوصياء 000فالذكر هي الكتب السماوية والأحاديث النبوية0

× بلغوا عني ولو آية,لمن هذا التوجيه وكيفيته؟!تبليغ الآية لمن لم يشهد شخص النبي فإذا لمس آية رسول الله فقد وجده والآية هي العلامة وآية النبي(الصدق,الأمانة, الرحمة,الرأفة0 الخ فهذه هي آيات رسول الله ومن حملها فقد ألتزم آيات رسول الله وبلغها لذلك يقول الله(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)(الأنفال/33)ولم يقل وأنت معهم!وكما أنّ المنافق لا يعرف إلاّ بالآيات كذلك النبي لا يعرف إلاّ بالآيات,أمّا إن كانوا يقصدون بالآيات القرآن والأحاديث فقد وصلت بكاملها إلى كل الأماكن فكيف يأتي يبلغ آية والكتاب بكامله موجود0

× والآية(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى)(البقرة/159)000هي في كل من كتم علم بدليل القرآن وتبيين رسول الله أي ما جاء من القرآن ورسول الله الذين هما البينات من الهدى والفرقان وإلاّ كيف تكون بينة وهي مبهمة وهؤلاء أتوا ليبينوا البين ويشرحوه ويوضحوا الواضح وتبيين المبين هو تعدي نصاب الحق الذي جاء من الرسول لأنّ الرسول لا يبين بيانا ناقصا حتى يكملوا هم التبيين0

× الحديث القائل(لا تجتمع أمتي على ضلاله)(البحار2/225,ابن ماجه3/1103,تفسير الرازي4/342)المقصود بأمة رسول الله هو فكره ومنهجه الذي جاء به والذي لا يناقض بعضه بعضا,وأمة رسول الله هو القرآن والسنة النبوية والتي متى جمعت مع بعض لا تجتمع على ضلالة أمّا إذا أفترقا فيظل بهما كثير من النّاس لذلك يقول رسول الله(ص) (تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وسنتي) فالجمع بين القرآن والسنة خسف بالضلال والتمسك بأحدهما هو الضلال000وأمة محمد(ص)إذا كان المقصود بها هو النّاس فإنّهم لم يجتمعوا على شيء وأصلا متى وأين قد أجتمعوا على شيء؟!000ثم إنّ رسول الله(ص)مرسل إلى النّاس كافة فانظروا ما الذي عليه النّاس الآن000إنّ الأمة هي الفكر والمنهج(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً)(النحل/120)(وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا)(الأعراف/160)وإذا كان أمر رشد النّاس متروك لإجتماعهم فحتى متى ننتظرهم ليجتمعوا فيخسف بالضلال,وما جاء الأنبياء إلاّ ليخرجوا النّاس من الضلال إلى الهدى000 وإذا كان السنة والشيعة من أمة محمد(ص)وكل فرقة تتهم الأخرى بأنّها ضالة فهلاّ تجتمعا مع بعض على منهج واحد حتى يخسف بالضلال؟!0

× مصادر التشريع هما مصدرين كما قال الله ورسوله(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا)(النور/51)(تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وسنتي)(جامع الأصول1 /64,جامع بيان العلم2/425,أعلام الموقعين1/350)وقال(ص)(إذا أقبلت عليكم الفتن فعليكم بالقرآن لا سنة كسنتي)(وفاة النبي53/1,الجمع بين الصحيحين1/132,ابن حبان14/64,مسلم1/69)وعن الرضا(ع) يرفع إلى رسول الله(ص)(أنه قال فيه يدعى كل أناس بإمام زمانهم و كتاب ربهم و سنة نبيهم)(مجمع البيان6/246)وعن أبى عبد الله(ع)في قول الله(سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا)قال:هي سنة محمد،ومن كان قبله من الرسل وهى الإسلام)(تفسير نور5/218) فمصدري التشريع هم القرآن والسنة دون ذكر لما هو زيادة من قياس وإجماع ومن الذي أشترط علينا أنّ نتمسك بما إسمه القياس والإجماع؟!هذا خارج عن ما أشترطه الله ورسوله علينا فالله يقول(فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) (النساء/59)وقال أمير المؤمنين (الرد إلى الله الرجوع إلى كتابه,والرد إلى الرسول الأخذ بسنته الجامعة غير المفرقة)(تفسير نور2/65,شجرة طوبى1/1,موسوعة الإمام7/43,مسند احمد9/183) (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) (النور/51)والرسول(ص)يقول(ما إن تمسكتم بهما)وهما إثنين فمن أين جاء الثالث والرابع ؟!هذه الزيادة رد على قائلها ومن لم يكتف بالله وبرسوله فكيف يكتفي بالنّاس؟!إنّ رسول الله يقول(ما إن تمسكتم بهما)وهم يقولون(ما إن أضفتم إليهما)لا مصدر تشريع غير القرآن والسنة والزيادة عليهما هو إتهمام لله ورسوله بعدم إتمام التشريع0

× إختلاف العلماء رحمة—إختلاف أمتي رحمة:

أصلا إذا كانوا علماء لن يختلفوا لأنّ الإختلاف هو سبب العداوة والشحناء بين النّاس وإختلاف العلماء يسبب الإختلاف بين النّاس والنّاس بحاجة لمن يوحدهم ويؤاخي بينهم لا من يفرقهم ويجعلهم مزقا مختلفين؟وإذا كان إختلاف العلماء رحمة فإن إجتماعهم عذاب؟! وهذا منافي لما جاء به(ص)قولا وعملا فالوحي المنزل عليه يقول(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)(آل عمران/103)(وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)(الأنفال/46)ولقد جاء رسول الله على قومه وهم متفرقين متمزقين فجمعهم وآخى بينهم ونهى عن التفرق0

× الإجتهاد في الرأي:

الدين لا يقوم على رأي أي فرد إنّما(لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ)(النساء/105)والإجتهاد في التطبيق لا في التشريع والإجتهاد في التطبيق مثل مقاومة سؤ الخلق,صيام يومي الإثنين والخميس,إجتهاد في الإصلاح بين النّاس,أمّا الإجتهاد في التشريع كما يقولون يحتمل الصح والخطأ؟!فإن كان خطأ يترتب عليه تطبيق النّاس لهذا السلوك وكلما مرّ وقت زاد عدد المجتهدين وزاد إحتمال الخطأ وترتب عليه تهميش الشريعة وهي كاملة,إنّما الإجتهاد في الطاعة فقط(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ)(التغابن/16)0

وما المقصود من قول الله(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)(آل عمران/110)؟!إنّ خير أمة أخرجت للنّاس هم الأنبياء والأسباط وهم من يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وإذا كان العالم بكامله هو خير أمة أخرجت للنّاس فأين النّاس الذين أخرجوا للنّاس؟!بل نحن النّاس وخير منهج وصل إلينا هو منهج الأنبياء الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر000وإذا كنّا نحن الأمة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فلماذا نحتاج الآن إلى من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟!لماذا نحتاج إلى وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!وإذا كنّا نحن خير أمة أخرجت للنّاس,فماذا عن الأنبياء الذين كانوا قبل هذه الأمة,هل نحن خير منهم؟!وإذا كنّا خير أمة فمن يأمر من وكل النّاس هم خير أمة صلحاء؟!وهل الذي نراه واقع في هذه الأمة من المصائب والإختلاف والتفرقة من المعروف أم من المنكر؟!وفي هذه الظروف من هو الآمر ومن هو الناهي؟! الأمة هي المنهج النبوي السليم الذي خلى من الإضافات والشرح والتحليل والتعديل0


إنّنا لو نظرنا بعين العقل لوجدنا الحاصل أنّه(كنتم خير سنة أخرجت للسنة)(وكنتم خير شيعة أخرجت للشيعة,وخير مذهب للمذهب وخير طائفة للطائفة)ونحن نريد كما قال الله (أخرجت للنّاس)كافة,إنّ المنهج هو(كلكم لآدم وآدم من تراب)(النّاس إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)إنّه منهج محمد(ص)القائل(خير النّاس أنفعهم للنّاس)(مستدرك الوسائل12/356,المعجم الأوسط13/27,جمع الجوامع1/983,الكنز1/24)وكيف تكون هذه خير أمة وما نراه في العالم كاملا هو الشر بكل ما يعنيه من دمار وسفك دماء وإنتهاب حقوق وتعطيل حدود وظلم وطغيان000الخ0إذا كان من يسمون أنفسهم مسلمين هم خير أمة فالشيخ والمرأة والطفل في البلاد الإسلامية لم يسلم من تفجيرات وقتل وإنتهاك أعراض وتدمير وتشريد من يسمون أنفسهم حماة الإسلام والدين والعقيدة؟!قال رسول الله(ص) (المسلم من سلم النّاس من لسانه ويده)ونحن لم نسلم أنفسنا من بعضنا ولم نسلم النّاس؟! المطلوب من أنفسنا أن يسلموا أنفسنا ثم بعد ذلك ننطلق لنسلم النّاس؟ّ!0


رد مع اقتباس
قديم 09-09-2011, 08:38 AM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: من هم العلماء الذين هم ورثة الانبياء

من هم العلماء الذين هم ورثة الانبياء



ورثة الأنبياء....!


قال رسول الله(ص): (العلماء ورثة الأنبياء)...فيا ترى من هم ورثة الأنبياء الذين قال الله عنهم أنّهم ورثة وحددهم رسول الله بحديثه...؟!

لقد تعددت المفاهيم وكثرة المصطلحات حول من هم النفر الذين أختارهم الوحي السماوي ليكونوا هم القادة والمعلمين للنّاس ليخرجوهم من الظلمات إلى النور...وتمت معالجة النصوص السماوية من قبل أشخاص تمثلوا للنّاس على أنّهم حملة للدين بعد موت الرسل(ع)وحددوا لأنفسهم طرق يستكملون ما قد كمل في مسيرة الأنبياء؟!...

لقد دخل العالم في مرحلة مظلمة أنتشرت فيها الحروب وطغى فيها الصراع فذهب الأمن وحل مكانه الخوف وفي هذه الظلمة حاول العالم إيجاد حلا لهذه المشاكل فدقوا كل باب أرضي فلم يجدوا ما يسد حاجتهم وأخيرا قرروا الدخول إلى البيوت التي أمروا بدخولها وهي الأديان السماوية عبر لقاء إسمه مؤتمر حوار الأديان الذي لم يجد حلا للأفكار التي يحملها ممثلو هذه الأديان؟!...لقد قيم هؤلاء أنفسهم عبر نصوص فسروها من تلقاء أنفسهم أنّهم ورثة الأنبياء؟ ...فكل أمة تفد الشخص الذي يحمل كل معتقداتها الدينية وهو الممثل الأول لها في اللقاء...

دائما ما نسمع الحديث القائل:(العلماء ورثة الأنبياء)...ونتيجة لهذا الحديث الذي تردد في ذهن السامع صعب معرفة من هم العلماء الذين يرثون الأنبياء ولم يستطع أحد التفرقة بين العالم وطالب العلم,وما نشاهده اليوم من تقديس لأشخاص حملوا فقه الديانات وما نسمعه من تبجيل يدعوا إلى رجوعنا إلى حياة الرسل(ص)لننظر بعين الوحي إلى من هم ورثة الأنبياء؟!...

أعتاد النّاس نعت كل من درس وتعلم فأفتى بأنه العالم المقصود الذي ورث العلم عن الأنبياء؟! وتقديرا من النّاس لما يحمله هؤلاء من نصوص يصمونها أصبحوا في نظرهم رموزا للدين وأحاطوهم بهالة من التقديس ومن يمسهم فهو يمس الدين أصلا وكل ما يأتي عنهم هو محل طاعة وإحترام ولا يمكن الخروج عليه إطلاقا وأنّ من خرج عنهم فقد خرج عن الدين؟!...وكل ذلك غير صحيح لأنّ الدين يسع النّاس كلهم فيصلح ما فسد ويقوم ما هو أعوج بشرط عدم تدخل أشخاص في تجديد وترميم وإضافة كثير من المصطلحات والتي تحسب أخيرا أنّها أتت إلينا من رسول الله(ص)وهي ليست كذلك؟!...مضى رسول الله(ص)وهو يقول لنا(العلماء ورثة الأنبياء) ولم يحدد من هم هؤلاء العلماء؟!.. هل هم علماء السنة أم علماء الشيعة أم علماء اليهود أم علماء النصارى؟!لأنّ كل هؤلاء أتباع للأنبياء وكل شخص منهم سيحتج بأنّه تابع لنبي وهنا يغلق الباب أمامهم جميعا إذ هم ليسوا ورثة للأنبياء وذلك للعديد من الأسباب التي تقطع عنهم ذلك الإرث المخلوط من الأنبياء وغير الأنبياء,أمّا نحن بحمد الله ننظر إلى العلماء وإلى النّاس كافة بعين الوحي لنستبين من خلاله من هم العلماء ورثة الأنبياء ولن يتم فتح باب للقول بالرأي حتى لا تطغى المشاكل ويكثر الإختلاف وتعم الفوضى بين النّاس وهذا ما لا يرضاه الأنبياء ومن يرثهم.والخلاصة تقول(أنّ فقهاء الديانات)ليسوا هم ورثة الأنبياء بسبب ما ورد إلينا من رسول الله وكتاب الله العزيز وهي كالتالي:

1- إنّ اللفظ في الحديث قال(العلماء ورثة الأنبياء)وهذا لا ينطبق على علماء المسلمين لأنّهم ورثة نبي واحد فقط وليس لديهم إرث موسى وعيسى(ع)ومن أين كان سيأتيهم إرثهم وهم ما زالوا يقولون بأنّ بني إسرائيل قد حرفوا التوراة والإنجيل ومن جهة أخرى كيف سيصل إليهم إرث موسى وعيسى وهم منهيين عن قراءة ما في أيدي بني إسرائيل وإذا كان المقصود بالعلماء علماء المسلمين واليهود والنصارى لكان قال رسول الله(ص)(الفقهاء ورثة الأنبياء)وسيكون هذا منطبق عليهم تماما0

2- إذا كان فقهاء المسلمين هم ورثة الأنبياء وقد أخطأ بني إسرائيل في تحريف الكتب السماوية فالمفروض أن يكون لدى علماء المسلمين الكتب الصحيحة الخالية من التحريف التي نزلت على الأنبياء السابقين وإلاّ كيف يسمون أنفسهم ورثة الأنبياء وليس معهم من الإرث شيء؟!وإدعاء الوراثة من غير إرث فعلي هو وهم...وإذا كانوا لا يملكون وريثة موسى(ع)ولا عيسى(ع)فكيف بباقي الأنبياء مثل نوح(ع)وصالح(ع) وأيوب(ع)ويونس(ع)والأنبياء الذين لم يقصهم الله في كتابه0

3- إنّ السلسلة الوراثية بعد كل نبي لا تتوقف إذ لابد لكل نبي من وريث يرثه من بعده والذي جاءنا من الله ورسوله هو أنّه لا يرث النبي إلاّ من كان نبي فالله يقول(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ)(النمل/16)وقال سبحانه(فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا,يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ)(مريم/5، 6)فكيف لا يكون فقهاء الديانات السابقة أيضا ورثة الأنبياء مثل علماء المسلين أو ليس منهم من آمن وصدق بالأنبياء فكيف لا يكونوا ورثتهم؟!000إذا الجميع أدعى النبوة بإدعاء الوراثة0

4- إنّ أعمال الأنبياء تختلف من نبي لآخر فمثلا نوح(ع)كان صانع سفن وسليمان تجري الريح بأمره وعذب الشياطين وكلم الطيور وموسى(ع)معه العصا وعيسى(ع)يحيي الموتى فأين هي تلك الوريثة التي ورثكم إياها هؤلاء الأنبياء لأنّ من يرث النبي في علمه ورثه في حجته وإلاّ ليس بوريث000أمّا إذا كان الإرث هو اللفظ فقط فجميعنا ورثة لأنّنا جميعا لدينا الأحاديث والقرآن الكريم0

5- إنّ جميع الأنبياء والرسل يسيرون وفق قانون واحد لا يختلف ولا يتبدل وهؤلاء لماذا هم مختلفين إذا كانوا قد ورثوهم ومن المستحيل أن يكذب نبي أي نبي آخر وهؤلاء يكذب بعضهم بعضا؟!فمن أين جاءت هذه الوريثة المزيفة وإذا كان الإرث يدعو الناس للإختلاف فقد رضي لهم المورثون بالإختلاف0

6- كيف يدعي هؤلاء أنهم ورثة الأنبياء وهم لا يملكون شروط تحقق الوراثة فالوريث من غير صلة قرابة هو مدعي مفتر لا يمكن توريثه إلاّ بوصية وهؤلاء وصاهم الرسول بالتقوى وشروط الوراثة في الإسلام معروفة و(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)(آل عمران/19)0

7- بني إسرائيل هم ورثة أنبياء ولكنّهم ليسوا ورثة لرسول الله فكيف يكونوا كذلك وقد نهى الله بني إسرائيل عن إتباع الأحبار والرهبان وإذا كانوا هم ورثة موسى وعيسى(ع) فلماذا أنكروا نبوة محمد(ص)؟!000إذا حتى هم ليسوا ورثة أنبياء إطلاقا0

8- إنّ العالم الذي يرث النبي يقوم بنفس مهامه من إصلاح بين النّاس ونشر المحبة والسلام وبث روح الأمن بين النّاس وهؤلاء أجّجوا نار الإختلاف بين النّاس فكثرت الفتن وصعب عليهم حلّها ثم عادوا من جديد يفتشوا في الأديان طلبا للراحة ففشلوا أيضا ولن يقوم بهذه المهمة إلاّ من أهلته السماء للقيام بذلك0

9- إنّ الشكل الحالي القائم على تسلسل العلماء بموت عالم وقيام عالم آخر يفترض أن يكون هناك نبيا واحدا للعالم لأنّ وريثته تم ضمان وصولها إلى آخر الأجيال ولما كان هناك ضرورة لمجيء أنبياء آخرين؟!إذ من المعروف أنّ تأثير العلماء على النّاس أفضل من تأثير الأنبياء والأحبار والرهبان هم الأكثر أتباعا من الأنبياء فما من نبي جاء إلى قومه إلاّ تركوه وأتبعوا فقهائهم وعلى هذا يكون الفقهاء هم الأكثر صلاحية لتعليم النّاس؟!ومن جهة أخرى فإن تسلسل العلماء بالطريقة المذكورة سابقا سيكون منافيا لقول رسول الله(ص)(إن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال،ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا،فيسألوا فيفتوا بغير علم،فيضلوا وأضلوا)(تفسير العسكري16/12,البحار42 /237,ابن حبان19/146,البخاري1/187)أمّا هنا فكيف سيقبض هؤلاء العلماء وما يموت أحدهم إلاّ وقد قام مكانه عشرة آخرون وما يمر وقت إلا وهم في إزدياد وكثرة؟! وأمّا إن كانوا يقصدون بالعلم هو معرفة أحكام الحيض والنفاس فهي معروفة بدون الحاجة إليهم0

10-إذا كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم من شرعوا قوانين الوراثة للنّاس عن طريق الوحي فكيف نسوا تطبيق ذلك على أنفسهم؟!ولو سلمنا بذلك فقد أفترينا على الأنبياء إفتراءا عظيما وفي الوقت نفسه لو تمسكنا بما في أيدي الفقهاء(العلماء)من تأويلات لوجدناها تناقض ما أفترضه الله على عباده ففي الآية(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ)(النمل/16)وفي الحديث الذي بأيدي العلماء(نحن الأنبياء لا نرث ولا نورث ما تركناه فهو صدقة)(مسند أحمد1/60, جامع الأحاديث24/451,كنز العمال5/855)ثم يلتوون على النص بالحديث(العلماء ورثة الأنبياء) أليس هذا في الشرع إسمه تناقض0

11-إنّ العلم الذين يتحدثون عنه بأنه إرث أنبياء هو خليط من أقوال أشخاص مثلهم يوجبون على النّاس طاعتهم وذلك باستحداث ألقاب لم يطلقها حتى رسول الله(ص)على نفسه مثل (الإمام الأكبر,شيخ الإسلام,وحجة الإسلام,وثقة الإسلام,وآية الله العظمى,ونعمة الله العظمى,وحجة الله العظمى)00فهل هؤلاء هم ورثة رسول الله أم ورثة لأولئك الأشخاص0

12-إذا كان الله ورسوله يحثون النّاس كافة على طلب العلم فكيف يكون منهم عالم وهم كلهم طلاب علم؟!قال رسول الله(ص)(وأنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما صنع) (أعلام الدين7/18,بصائر الدرجات15/1,سنن البيهقي1/276,سنن الترمذي10/204) وقال في حديث آخر(من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة) (الفصول المهمة2/6,البحار1/164,ابن حبان1/163,ابن ماجه1/81)وقال في حديث( تعلموا العلم،وتعلموا للعلم السكينة والوقار والحلم)( أعلام الدين7/18,البحار2/37,مجمع الزوائد1/341,الكنز10/249)وقال الله في القرآن(وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)(طه /114)(وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)(البقرة/282)وما هي الحاجة إلى الأنبياء إذا هم قد تركوا لنا من يعلمنا الكتب فالله يقول(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)(البقرة/151)وإنّ هذا العلم لا يوهب إلاّ لأهل التقوى والنبي هو أتقى الخلق لله لذلك هو أعلم خلق الله فهو القائل(مثل ما بعثني اللّه به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير000الخ)(تدوين القرآن22/19,البخاري1/152)وأمّا الذي في أيدي النّاس فإسمه التفقه(الفقه)(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)(الدعائم1/79,ابن ماجه1/265,البخاري1/135)(يا أيها النّاس تفقهوا في دين الله)(الكنز10/463,الدر المنثور9/424)وقول ذي العزة(فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ) (التوبة/122)وبالرغم من هذا أختلفوا في الأحكام الفقهية فإذا كانوا علماء فليتفقوا على شيء واحد حتى يسلك النّاس ورائهم في صف واحد000وحينما نقول أنّ هذا العلم يوهب ولا يكتسب فإنّ الوحي هو من وراء ذلك يصفع كل الآراء ولو كان في النّاس علماء لما أحتاجوا رسولا ولا نبيا؟!والله لا يهب العلم للنّاس مباشرة إنّما عن طريق الأنبياء(وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)(البقرة/151)وقال عن الأنبياء(وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا)(الكهف/65)(وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ)(يوسف/68)فهؤلاء الأنبياء هم الذين أوتوا العلم والله لا يصطفي إلاّ أهل العلم ولو كان كل الفقهاء علماء فكلهم مصطفين؟! وكيف يكون عالما من كان في يوم من الأيام طالب علم والعلم بحر لا يدرك قعره000وإذا كانت الفتوى قائمة على غير علم في الوقت الحالي فمتى تكون ولنرفع شهادة رسول الله لرجل قال فيه(ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر)(تفسير نور 1/107,سنن ابن ماجه1/190,صحيح مسلم3/1518)الذي قال لنا(اتقوا لحوم العلماء فإنّها مسمومة)(موسوعة البحوث1/1,جوانب من سيرة ابن باز1/7)ولحم العالم المسموم هو تفسيره وتأويله الذي يقدم إلى النّاس ليأكلوا منه فينزل عليهم الموت والعلل والأسقام0

13-إنّنا لو نظرنا إلى حياة رسول الله(ص)لوجدناها مليئة بالإخاء والتسامح وذلك أنّ النّاس كان يقودهم يعسوب واحد وهو رسول الله(ص)ولذلك فقد نظم النّاس في خيطه هو فحلّت فيهم روح البركة وتمت النعمة برسول الله(ص)وعندها قام رسول الله مخاطبا الأمة عن أنّ الفرقة النّاجية من الثلاثة والسبعون فرقة واحدة التي قال عنها(ما كنت عليه وأصحابي) (الحديث النبوي32/21,معاني الأخبار1,نهج السعادة4/289,الدر المنثور2/406,تفسير الرازي4/326)فلم يكن هناك عالما في حياة رسول الله غيره لذلك قال(ما كنت عليه)ولم يقل(ما كنّا عليه)فلا عالم إذا في وجود رسول الله بيننا بل الجميع يقول(الله ورسوله أعلم)0

14-إنّ آيات القرآن والسنة تؤكد أنّ من كان يكذب الأنبياء هم أصحاب العمائم الدينية ولم يعاند الأنبياء غير الفقهاء لظنهم أنّ الأنبياء يسلبونهم ملكهم؟!فقط لأنّ الدين لدى الفقهاء (العلماء)غنيمة لا يمكن تركها لأي شخص كان وعلى هذا الأساس يصعب أن نجد عالما فقيرا بل جميعهم أغنياء مترفين وإذا كانوا ورثة الأنبياء فلا بد أن يكون الوريث نسخة من المورث؟!000وشتان بين فقر الأنبياء وغنى العلماء0

15-إنّ إرث الأنبياء غير إرث النّاس فالأنبياء يحملون صفات وميزات تختلف عن صفات النّاس فالأنبياء هم الرحمة المهداة إلى النّاس كافة أمّا هؤلاء فهم رحمة فقط لطوائفهم ونقمة على الطوائف الأخرى فكيف يكونوا ورثة الأنبياء وهم دعاة الطائفية والعنصرية والبغض والكره وأقرب الأمثلة لذلك ألفاظ السباب والشتم بين علماء الطوائف وهذا لا يخفى على جميع النّاس الذين تابعوا علماء الطوائف فهل ورثهم الأنبياء الاستهزاء والشتيمة أم ورثوهم العفو والتسامح0

16- إنّ العالم هو الذي إذا سألته يجيب دون أن يطلب وقت ليبحث ويفكر ثم يجيب فلو كان عالما فليخرج العلم من جرابه مباشرة ولا يذهب إلى مكان آخر يفتش عن إجابة أم سيقول أنّ الإرث ناقص ليبحث عنه؟!

17- من المعروف أنّه عندما تم جمع الأحاديث كما هو معروف كان عبر قطع المسافات وإجتياز المدن وضم حديث من هنا وحديث من هناك وسؤال هذا وذاك الشخص عن ما سمعه من رسول الله وعلى هذا يكون رسول الله مات وإرثه مشتت في كل مكان؟!ولم يجمع الورث ويعطيه الورثة فلو كان الإرث لهم فلماذا أتعبوا أنفسهم في جمعه وهم ورثة رسول الله؟!000كيف يأخذون الأحاديث من أشخاص غير رسول الله ثم يطلقون على أنفسهم ورثة رسول الله؟!وإذا كانوا هم الورثة للأنبياء فلماذا يحتاجون فيها إلى الجرح والتعديل والتصحيح والتكذيب أو ليس الوريث يرث ما يرث صافيا خاليا من الشوائب أمّا ما لدى العلماء فهو خليط من المكذوب والصحيح والضعيف,أمّا إرث الأنبياء فكله صحيح لا يحتاج إلى من يعدله وإذا كان إرث النبي يحتاج إلى وارث يصححه ويكذبه فليست تلك بوريثة وإذا كان رسول الله مات ولم يأخذ الورثة إرثهم فأين هي عدالة رسول الله إذا في إعطاء الورثة إرثهم بل ينتظر أن يعطيهم النّاس؟!وكيف يوصيهم رسول الله بتقوى الله وطاعته ويوصيهم بالنساء والصلاة وما ملكت الأيمان فإذا كانوا ورثة(فلا وصية لوارث)(الدعائم2/219, البحر الزخار15/351,البخاري10/103,أبي داود2/554)إذا نحن نريد الورثة الذين ورثوا الأنبياء مباشرة لا من يأتي بعد مدة من الزمان ويقولون للنّاس(نحن ورثة الأنبياء)؟!

18- نحن نتبع الأنبياء ولا نحاول تعديل ما جاءوا به ولن نقول على الله ورسوله مالا نعلم ففي الدعاء القائل(ونعوذ بك أن نروم ما ليس لنا بحق أو نقول في العلم بغير علم)ثم كيف يكون التوجيه من الله ورسوله بالعمل لقول الله(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)(التوبة/105)لنا كافة ثم يكونون هم العلماء ثم إنّ شهادة العلماء للعلماء غير مقبولة لأنّ الشهود هم إثنين فقط وليس ثلاثة والشاهدان هما الله ورسوله00 0وإذا كانوا هم الورثة فليأتوا بشهادة من الله ورسوله تشهد بأنّهم هم العلماء المطالبون بتعليم النّاس وأنّهم هم العلماء المقصودين في القرآن؟!000إنّما هو تأويلهم الذي يشهد لهم وليس الله ورسوله0

19- عندما نسمع رواية الأحاديث بأسنادها يقال(قال فلان قال فلان حدثني فلان قال سمعت رسول الله000فإذا كان أحد هؤلاء الرواة هو عالم فلم لا يقول(قال أورثني رسول الله)بدلا عن سمعت رسول الله وإذا كان المحدث في الوقت الحالي يسير على نفس الشاكلة في الرواية فكيف يطلق على نفسه وريث رسول الله وهو متلقي من غيره وهل أستطاع من يسمون أنفسهم ورثة الأنبياء أن يحلوا مشكلة واحدة كان رسول الله قد حل مثالها في عهده0 00إنّهم خلال مدة ألف وأربعمأة عام لم يستطيعوا القيام بعمل كعمل رسول الله وإنّ العالم لا يكون عالما حتى يكون عاملا بما علم أمّا هؤلاء فكلهم أقوال بلا أفعال كما قال المسيح(ع)( يا علماء السوء جعلتم الدنيا على رؤوسكم والآخرة تحت أقدامكم قولكم شفاء وعملكم داء مثلكم مثل شجرة الدفلى تعجب من رآها وتقتل من أكلها)(التحفة المقدسية1/55,حلية الأولياء6/279,فيض القدير5/508)0


20- لقد أخذ علينا الدين أن نتعلم الشيء ولا نعمل الشيء حتى نعلمه والعلم كما قال أمير المؤمنين(العلم نقطة كثرها الجاهلون)(تاج العروس1/5021,الينابيع للقندوزي الحنفي1/ 190,سبل السلام7/118)وأنّ العلم النبوي له مخازن خاصة من عباد الله وهم ورثة الأنبياء وأسبابه لا تكون بيد النّاس بل بيد النّاس أن يسألوا حتى يتعلموا ولا يؤتى العلم للنّاس إلاّ ما يحتملوه ويطيقوه ولا يكلفون أكثر من طاقتهم,وكلمات الله لا تنفد أبدا ومن كان عاجزا عن فهم العلم المادي وهو بأيدي النّاس فهو بعلم الأنبياء أعجز وإنّ من قطع مشوار حياته بحثا عن العلم لا يأخذ منه إلاّ القليل فكيف يكون طالب علم هو العالم نفسه والأغرب من ذلك أن من تعلم خمس أو سبع سنوات رجع إلى النّاس يحمل إسم شيخ علم0

21- القرآن ليس كتاب إعجاز علمي كما هو معروف إنّما القرآن هو كتاب الإنسان نفسه وهم يردونه كتاب الطبيعة,وإنّ المخترعات في القرآن والإكتشافات العلمية لم يتوصل إليها علماء المسلمين بل توصل إليها الغرب عن طريق العمل والتجربة وهم لم يقرئوا القرآن فأين كان المفسرون عن هذه الإكتشافات عندما فسروا القرآن؟!000وإذا كان القرآن هو لمن طبقه عمليا فإنّ الغرب هم من طبقوه000ولكن لا هذا ولا ذاك000لأنّ الشخص الذي أبتكر الصنعة هو نفسه من صنع الله وكيف يصنع الصانع صنعته ويعلمها كيف تصنع ثم يقول لها سأعجزك بأن أذكر في كتابك ما الذي ستصنع؟!000القرأن يتحدث عن الإنسان نفسه ونحن نتحدث عن الآلات0


22- إنّ الدين الذي يعتنقه الجميع وهو من زرع العلماء لن يقوم في ظنهم إلاّ بإنتصار طرف على آخر وهذا ليس من الأنبياء لأنّ الأنبياء جاءوا ليزيلوا الشر من صدور جميع النّاس ونظمهم في طرف واحد ب-(أيُّها النّاس إنّ ربّكم واحد وإنّ أباكم واحد، كلّكم لآدم وآدم من تراب إنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم وليس لعربيّ على أعجميّ فضل إلاّ بالتقوى) (مفاهيم القرآن37/6,مسند احمد5/411,فتح الباري شرح صحيح البخاري10/290) وعلماء الدين في الوقت الحالي يمثلون أطراف متنازعة ولا يمثلون الأديان لذلك سيكون لقائهم دائما مقرونا بالفشل بسبب أنّهم أطراف صراع قومي وطائفي وعقائدي فارغ وليس من الدين وإذا كانوا فعلا ورثة أنبياء لكانوا تخلوا عن القومية والطائفية واجتمعوا على مائدة الأنبياء التي مدت لهم جميعا0

23- إنّ علماء الطبيعة والطب والجغرافيا وعلماء الفضاء على اختلاف لغاتهم وأجناسهم وعقائدهم يصدق بعضهم بعضا ويحترم بعضهم بعضا ويسيرون وفق قوانين يحترمونها دون أن يقولوا هذه من فلان وهذه من فلان وهو ملحد فسبوه ولا تأخذوا عنه؟!إلاّ علماء الدين فلم يتفقوا على شيء أبدا منذ الزمن الأول00جاء الأنبياء من قبلهم ومن بعدهم وصدق بعضهم بعضا ومضوا والعلماء ما زالوا في وديان العنصرية والعدوان والفتن بين النّاس0

24- بعلم رسول الله صلحت الأمة وصلح العباد وأحسوا بنعمة الإسلام بعد العداوة0وأحس النّاس بنعمة علماء الفيزياء وبنعمة علماء الطب000وما هو الشيء الذي أستفاده النّاس من علماء الدين؟!كل أقسام العلماء تفرغوا وخرجوا للنّاس بفوائد ما زالوا الآن وإلى الأبد يستفيدون منه0وهؤلاء تفرغوا لسب وشتم ولعن أمم الأرض000فهل هذه وريثة الأنبياء؟!0

25- إنّ ما ترسخ في عقولنا أنّ العالم هو الذي قرأ ودرس وألف الكتب وأورد الرسائل وبنى مراكز التعليم الديني ومخيمات التعليم الصيفية وبنى دور تحفيظ القرآن الكريم ومراكز التسجيلات الدينية والقنوات الدينية والمكتبات الإسلامية وأشرطة الكتب والإهداء والكتيبات التي توزع مجانا ومعاهد العلوم الدينية وهذا ينافي ما يذكروه عن رسول الله أنّه أمي لا يقرآ ولا يكتب000إنّ كل تعليلاتهم وتفسيراتهم مردودة عليهم000فهم قد كتبوا وفسروا ويسروا القرآن بإسم إخترعوه مثل(تيسير القرآن لفلان,تيسير الكريم المنّان في تفسير كلام الرحمن)000بينما هنا القرآن لا يتيسر إلاّ بمحمد(ص)(فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ) (مريم/97)أمّا نحن(فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ)(المزمل/20)0

26- إنّ أعلم النّاس هو أرحمهم بالنّاس لأنّ العالم هو الذي ينظر إلى النّاس بعين العطف والرحمة فيحتمل أذاهم وسبهم وشتمهم ويدعو لهم بالرحمة والخير فرسول الله لم يسب ولم يشتم أحدا وهو الذي رجمه أهل الطائف حتى سال الدم منه وهو يقول(اللهم اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون)(البحار95/167,ابن حبان4/439,البخاري12/195)أمّا هؤلاء يسب بعضهم بعضا وهم لم يستمعوا بعضهم بعضا والجميع يعرف أنّ ما نسمعه على المنابر هو سب وشتم للآخرين فهل هذا من سلوك رسول الله الذي قال(إنّ الله يكره لكم أن تكونوا سبابين)(البحار32/561,المفصل12/34,التذكرة الحمدونية1/18)0

27- أنّ العلماء من بني إسرائيل لم يسميهم القرآن بالعلماء وإنّما سمّاهم بالأحبار والرهبان وهؤلاء تسموا بالمشائخ والمراجع وأولئك أفتوا فأحلوا وحرموا من عندهم وهؤلاء يسيرون على نفس الخيط فالتحليل والتحريم يأتي إلينا من قبل الأنبياء ونحن والعلماء مطالبون بالإتباع فالحلال كثير ومتعدد والحرام قليل ومفصل فمن أين جاء التفصيل الزائد000هذا هو إحتلال لمكانة الأنبياء فالكتبة والفريسيين أحتلوا مكانة موسى(ع)فأحلوا وحرموا واحتل المشايخ والمراجع مكانة رسول الله(ص)فأحلّوا وحرّموا ولقد جاء عيسى(ع)إلى بني إسرائيل يردهم إلى شريعة موسى(ع)الصحيحة وهنا جاء إلينا المهدي يردنا إلى شريعة رسول الله الصحيحة000إذا ليس العالم من يزيف تعليمات الأنبياء ونحن نقف أمام نقطتين مهمتين أمّا الأنبياء وأمّا العلماء لأنّ الدين لا يحفظ بالنّاس بل بالذي جاء به0

28- لو نظرنا بعين العقل إلى ما يقوله العلماء لوجدنا تناقضات مذهله ففي قول يقولون ذهب جمهور العلماء إلى رأي كذا وذهب فريق منهم إلى رأي كذا وكلا الرأيين متناقضين0 00فأي فريق يتبع النّاس منهم000فإذا كان الدين واحد والشريعة واحدة والرأي هو لله الذي أراه لرسوله(ص)قال تعالى(لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ)(النساء/105)(فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ)(المائدة/48)فإن كان الدين واحد فالحجة فيه واحدة لينتظم النّاس في صف واحد أمّا هؤلاء فكل يتخذ له حجة فسرها لصالح رأيه فكيف يتفق النّاس والحجج كثيرة تفرق ولا تجمع وإذا كان العلماء لا تقوم عليهم الحجة من الله ورسوله فهم حجة على النّاس لأنّ من كان حجة لا تقوم عليه الحجة والحجة لا تقوم على الرسل لأنّهم حجج الله على عباده فلا حجة على إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم بل رجوعهم هو قيام الحجة بهم علينا وعلى العلماء ولو كانوا ورثة للأنبياء لكانت الحجة موحدة ولما تفرقوا بالشكل الذي نراه؟!فالتفرق تبعا للحجج المختلفة ليست من عمل الأنبياء000فكيف يكون وريث نبي من تخلف عنه0

29- إنّنا ما زلنا نسمع القول(زلة عالم)000فكيف يزل العالم وهو وريث الأنبياء لأنّ زلة العالم يزل بها كثير من النّاس والزلل يأتي عن علم أم عن جهل وكيف يخطئ من كان عالم ؟! الزلل في شخصية العالم هو زلل في شخصية الرسل لأنّه وريثهم000والعالم هو سفير الرسول إلى النّاس وإذا كان العالم يزل فسفارته ملغية لم يقمها الرسول بل أقامها صاحبها لنفسه000وقد سئل المسيح(ع)(عن أشد ألنّاس فتنة؟قال:زلة العالم فإنّه إذا زل يزل بزلته عالم كثير)(قصص الأنبياء1/562,سنن الدرامي1/244,البحار89/108)

30-لقد تم تكميم أفواه النّاس التي عرفت المعنى الحقيقي لغياب الدين فإنتشار الفتن والصراع الغير مبرر لهو أكبر دليل على غياب الدين وأنّ الذين يقومون على الدين في الوقت الحالي هم أول المفتونين ولقد عانت كل أمم الأرض من إفتتان العلماء وفتنتهم ففي الزمان الأول كانت الكنائس تعذب كل العلماء الذين ساقوا للنّاس إختراعاتهم وكانوا يحرقونهم في المحارق الكنائسية ونحن الآن نسير في نفس الطريق فخطباء المساجد يحذرون النّاس حتى من التلقيح ضد الأمراض الفتاكة بالطفولة إلاّ القليل منهم وبعضهم يحضر إستخدام التقنيات العلمية الجديدة كالتصوير وطرق التحديث العلمي والطبي0الخ وإنّنا لن نحظى بطريق لمعرفة رسول الله ومعرفة ورثته ما دامت تلك الوريثة يتقاسمها آخرون غير ورثته الحقيقيين,ولن نعرف رسول الله مادام الحائل بيننا وبينه قائم فكلما أردنا أن نتأسى في زماننا هذا برسول الله أعترض المشايخ والمراجع محدثين النّاس قال فلان وقال علان؟!فرسول الله لم يقم دينه على أكتاف النّاس بل على نصر الله له أمّا النّاس فأين كانوا من رسول الله وهو يدعوهم إلى الله ثلاثة عشر عاما وكذلك أحاديثه والقرآن لم تصل إلى النّاس على أكتاف النّاس بل بحفظ الله لهما ولنقف أمام هذين النقطتين ونختار أحدهما:ا-إمّا أنّ النّاس هم من جاءوا بالدين وهم من يحفظوا كتبه ونصوصه ولا دخل لله, والعلماء في ذلك هم القادة الذين لهم الأفضلية والتقديس في فعل ذلك وعلى هذا يستحقوا ما يستحقوه من تقديس0ب-وإمّا أنّ الله هو من أرسل رسوله يعلم النّاس ووعد رسوله بحفظ دينه دائما أبدا والله لا يخلف وعده ولم يشترط على رسوله في كتابه أن يحفظ الدين بالنّاس وكيف يحفظ النّاس الدين وهم محفوظين بأنفسهم؟!وإذا كان الدين قد تم حفظه إلى الآن بالنّاس فعن طريق من وصلت إلينا الأحاديث المكذوبة على رسول الله؟!ولم كان رسول الله يحذر النّاس من الكذب عليه ولو كان الرعيل الأول من العلماء هم ورثة الأنبياء فلم لم يخلصوا النّاس من الأحاديث المكذوبة وكيف يضل التصحيح بينهم للأحاديث قائم حتى الآن0

31- الآن يعمل العلماء على تدريس مناهجهم لطلابهم وتعليمهم كل ما لديهم ومن قبل كان هذا العالم قد درس على يد شيخ أو مرجع فهل يحسب فعلا عالما المدرس فقط أم مع التلاميذ المتخرجين على أيديهم؟!000المسألة فيها نوع من المجازفة بإتخاذ كل هؤلاء ورثة أنبياء000هؤلاء جميعهم متعلمين لم يأتهم العلم لتقوى فيهم بل نتيجة جهد وتحفظ وبحث ومتابعة فخرجوا بقيل وقال ورأى فلان وذهب فلان إلى خلاف ذلك000وإذا كان علم الأنبياء لا يوهب إلاّ للأتقياء فكيف وصل العلم الذي بيد العلماء إلى يد من هم برأيهم زنادقة وكفرة فأدخلوا فيه ما يعرف بالشبهة فأتبعهم كثير من النّاس0

نحن لسنا ضد العلماء أو ضد أي شخص نحن ضد المناهج المقدمة إلى النّاس التي تحسب أنّها من رسول الله ومن باقي الأنبياء؟!000نحن مع الأنبياء نتبعهم أينما كانوا ولا نرفع أصواتنا عليهم بقال وقيل وحدث وروي ولن نتعالى على أتباع الرسل الحقيقيين لأنّهم هم الممثلين للأنبياء بمناهجهم بين النّاس حتى لا يكون هناك إختلاف وكل فئة تلعن الأخرى00 0لن نخالف ما جاءنا من رسول الله وصدقه القرآن ومن زاد في الشرح والتحليل فهو رد عليه والنّاس غير ملزمين بإتباع النّاس بل بإتباع الرسل ومن أبصر فلنفسه0

فمن هم العلماء ومن هم الراسخون في العلم ومن هم أهل الذكر ومن هم أولي الأمر ومن هم أولوا العلم ومن000ومن000ومن000الخ؟!

العلماء كما قال الله تعالى وقال رسوله في الحديث(العلماء ورثة الأنبياء)(البحار1/164, ابن حبان1/171,البخاري1/37)والحديث خاص بمن يرث الأنبياء وليس عام لكل من قرأ وكتب فكل من يرث نبي فهو عالم أي أنّ العلماء هم الأشخاص الذين ورثوا الأنبياء مثل من ذكرهم الله في القرآن(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ) (النمل/16)(فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا,يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ)(مريم/5، 6)فالنبي لا يرثه إلاّ من كان نبي أو وصي منزلته بمنزلة النبي فسليمان نبي ويحيي نبي ونحن في هذه الأمة الإمام علي بن أبي طالب منزلته من رسول الله هي منزلة هارون من موسى وهي منزلة نبي من نبي إلاّ أنّ النبوة ختمت برسول الله وسيدنا محمد هو وارث علم المرسلين الذي ورثه للإمام علي قائلا(أنا مدينة العلم وعلي بابها)(المستدرك بتعليق الذهبي3/137,الإرشاد1/52,الطبقات الكبرى22/3,مجمع الزوائد 9/114)وقال(أنا دار الحكمة وعلي بابها)(جامع الأحاديث31/115,الترمذي5/637,حلية الأولياء1/64)ومن بعده الأئمة سلام الله عليهم الذين بهم قوام الدين كما قال رسول الله(ص) (لا يزال هذا الدين قائما ما ولي فيكم أثني عشر خليفة) (مسلم6/3،أبي داوود2/702, الترمذي2/45،المستدرك3/618)أمّا الراسخون في العلم وأولوا العلم وأهل الذكر فهم الأنبياء ومن بعدهم الأوصياء(وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)(آل عمران/7) وكيف يكون راسخ في العلم من لا يعلم تأويل القرآن000(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ)(آل عمران/18)أولوا العلم هم الأنبياء والأوصياء لأنّه في هذه الآية كيف يتخطى الله الأنبياء إلى النّاس مباشرة فيذكر نفسه وملائكته والعلماء ولا يذكر أنبياءه؟!000هؤلاء متعلمون وليسوا أولوا العلم وأهل الذكر هم الأنبياء والأوصياء 000فالذكر هي الكتب السماوية والأحاديث النبوية0

× بلغوا عني ولو آية,لمن هذا التوجيه وكيفيته؟!تبليغ الآية لمن لم يشهد شخص النبي فإذا لمس آية رسول الله فقد وجده والآية هي العلامة وآية النبي(الصدق,الأمانة, الرحمة,الرأفة0 الخ فهذه هي آيات رسول الله ومن حملها فقد ألتزم آيات رسول الله وبلغها لذلك يقول الله(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)(الأنفال/33)ولم يقل وأنت معهم!وكما أنّ المنافق لا يعرف إلاّ بالآيات كذلك النبي لا يعرف إلاّ بالآيات,أمّا إن كانوا يقصدون بالآيات القرآن والأحاديث فقد وصلت بكاملها إلى كل الأماكن فكيف يأتي يبلغ آية والكتاب بكامله موجود0

× والآية(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى)(البقرة/159)000هي في كل من كتم علم بدليل القرآن وتبيين رسول الله أي ما جاء من القرآن ورسول الله الذين هما البينات من الهدى والفرقان وإلاّ كيف تكون بينة وهي مبهمة وهؤلاء أتوا ليبينوا البين ويشرحوه ويوضحوا الواضح وتبيين المبين هو تعدي نصاب الحق الذي جاء من الرسول لأنّ الرسول لا يبين بيانا ناقصا حتى يكملوا هم التبيين0

× الحديث القائل(لا تجتمع أمتي على ضلاله)(البحار2/225,ابن ماجه3/1103,تفسير الرازي4/342)المقصود بأمة رسول الله هو فكره ومنهجه الذي جاء به والذي لا يناقض بعضه بعضا,وأمة رسول الله هو القرآن والسنة النبوية والتي متى جمعت مع بعض لا تجتمع على ضلالة أمّا إذا أفترقا فيظل بهما كثير من النّاس لذلك يقول رسول الله(ص) (تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وسنتي) فالجمع بين القرآن والسنة خسف بالضلال والتمسك بأحدهما هو الضلال000وأمة محمد(ص)إذا كان المقصود بها هو النّاس فإنّهم لم يجتمعوا على شيء وأصلا متى وأين قد أجتمعوا على شيء؟!000ثم إنّ رسول الله(ص)مرسل إلى النّاس كافة فانظروا ما الذي عليه النّاس الآن000إنّ الأمة هي الفكر والمنهج(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً)(النحل/120)(وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا)(الأعراف/160)وإذا كان أمر رشد النّاس متروك لإجتماعهم فحتى متى ننتظرهم ليجتمعوا فيخسف بالضلال,وما جاء الأنبياء إلاّ ليخرجوا النّاس من الضلال إلى الهدى000 وإذا كان السنة والشيعة من أمة محمد(ص)وكل فرقة تتهم الأخرى بأنّها ضالة فهلاّ تجتمعا مع بعض على منهج واحد حتى يخسف بالضلال؟!0

× مصادر التشريع هما مصدرين كما قال الله ورسوله(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا)(النور/51)(تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وسنتي)(جامع الأصول1 /64,جامع بيان العلم2/425,أعلام الموقعين1/350)وقال(ص)(إذا أقبلت عليكم الفتن فعليكم بالقرآن لا سنة كسنتي)(وفاة النبي53/1,الجمع بين الصحيحين1/132,ابن حبان14/64,مسلم1/69)وعن الرضا(ع) يرفع إلى رسول الله(ص)(أنه قال فيه يدعى كل أناس بإمام زمانهم و كتاب ربهم و سنة نبيهم)(مجمع البيان6/246)وعن أبى عبد الله(ع)في قول الله(سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا)قال:هي سنة محمد،ومن كان قبله من الرسل وهى الإسلام)(تفسير نور5/218) فمصدري التشريع هم القرآن والسنة دون ذكر لما هو زيادة من قياس وإجماع ومن الذي أشترط علينا أنّ نتمسك بما إسمه القياس والإجماع؟!هذا خارج عن ما أشترطه الله ورسوله علينا فالله يقول(فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) (النساء/59)وقال أمير المؤمنين (الرد إلى الله الرجوع إلى كتابه,والرد إلى الرسول الأخذ بسنته الجامعة غير المفرقة)(تفسير نور2/65,شجرة طوبى1/1,موسوعة الإمام7/43,مسند احمد9/183) (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) (النور/51)والرسول(ص)يقول(ما إن تمسكتم بهما)وهما إثنين فمن أين جاء الثالث والرابع ؟!هذه الزيادة رد على قائلها ومن لم يكتف بالله وبرسوله فكيف يكتفي بالنّاس؟!إنّ رسول الله يقول(ما إن تمسكتم بهما)وهم يقولون(ما إن أضفتم إليهما)لا مصدر تشريع غير القرآن والسنة والزيادة عليهما هو إتهمام لله ورسوله بعدم إتمام التشريع0

× إختلاف العلماء رحمة—إختلاف أمتي رحمة:

أصلا إذا كانوا علماء لن يختلفوا لأنّ الإختلاف هو سبب العداوة والشحناء بين النّاس وإختلاف العلماء يسبب الإختلاف بين النّاس والنّاس بحاجة لمن يوحدهم ويؤاخي بينهم لا من يفرقهم ويجعلهم مزقا مختلفين؟وإذا كان إختلاف العلماء رحمة فإن إجتماعهم عذاب؟! وهذا منافي لما جاء به(ص)قولا وعملا فالوحي المنزل عليه يقول(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)(آل عمران/103)(وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)(الأنفال/46)ولقد جاء رسول الله على قومه وهم متفرقين متمزقين فجمعهم وآخى بينهم ونهى عن التفرق0

× الإجتهاد في الرأي:

الدين لا يقوم على رأي أي فرد إنّما(لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ)(النساء/105)والإجتهاد في التطبيق لا في التشريع والإجتهاد في التطبيق مثل مقاومة سؤ الخلق,صيام يومي الإثنين والخميس,إجتهاد في الإصلاح بين النّاس,أمّا الإجتهاد في التشريع كما يقولون يحتمل الصح والخطأ؟!فإن كان خطأ يترتب عليه تطبيق النّاس لهذا السلوك وكلما مرّ وقت زاد عدد المجتهدين وزاد إحتمال الخطأ وترتب عليه تهميش الشريعة وهي كاملة,إنّما الإجتهاد في الطاعة فقط(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ)(التغابن/16)0

وما المقصود من قول الله(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)(آل عمران/110)؟!إنّ خير أمة أخرجت للنّاس هم الأنبياء والأسباط وهم من يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وإذا كان العالم بكامله هو خير أمة أخرجت للنّاس فأين النّاس الذين أخرجوا للنّاس؟!بل نحن النّاس وخير منهج وصل إلينا هو منهج الأنبياء الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر000وإذا كنّا نحن الأمة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فلماذا نحتاج الآن إلى من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟!لماذا نحتاج إلى وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!وإذا كنّا نحن خير أمة أخرجت للنّاس,فماذا عن الأنبياء الذين كانوا قبل هذه الأمة,هل نحن خير منهم؟!وإذا كنّا خير أمة فمن يأمر من وكل النّاس هم خير أمة صلحاء؟!وهل الذي نراه واقع في هذه الأمة من المصائب والإختلاف والتفرقة من المعروف أم من المنكر؟!وفي هذه الظروف من هو الآمر ومن هو الناهي؟! الأمة هي المنهج النبوي السليم الذي خلى من الإضافات والشرح والتحليل والتعديل0

إنّنا لو نظرنا بعين العقل لوجدنا الحاصل أنّه(كنتم خير سنة أخرجت للسنة)(وكنتم خير شيعة أخرجت للشيعة,وخير مذهب للمذهب وخير طائفة للطائفة)ونحن نريد كما قال الله (أخرجت للنّاس)كافة,إنّ المنهج هو(كلكم لآدم وآدم من تراب)(النّاس إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)إنّه منهج محمد(ص)القائل(خير النّاس أنفعهم للنّاس)(مستدرك الوسائل12/356,المعجم الأوسط13/27,جمع الجوامع1/983,الكنز1/24)وكيف تكون هذه خير أمة وما نراه في العالم كاملا هو الشر بكل ما يعنيه من دمار وسفك دماء وإنتهاب حقوق وتعطيل حدود وظلم وطغيان000الخ0إذا كان من يسمون أنفسهم مسلمين هم خير أمة فالشيخ والمرأة والطفل في البلاد الإسلامية لم يسلم من تفجيرات وقتل وإنتهاك أعراض وتدمير وتشريد من يسمون أنفسهم حماة الإسلام والدين والعقيدة؟!قال رسول الله(ص) (المسلم من سلم النّاس من لسانه ويده)ونحن لم نسلم أنفسنا من بعضنا ولم نسلم النّاس؟! المطلوب من أنفسنا أن يسلموا أنفسنا ثم بعد ذلك ننطلق لنسلم النّاس؟ّ!0


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:39 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
سبق لك تقييم هذا الموضوع: